تحولت الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها النشطاء خلال إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض في مدينة حلب، خصوصاً تلك التي ظهر فيها الطفل "عمران" البالغ من العمر أربع سنوات، إلى مادة إعلامية دسمة، تداولتها وسائل الإعلام حول العالم، لما تختزله من معاناة الشعب السوري، فعمران الطفل الذي ولد قبل أربع سنوات، لم يعرف غير الحرب في بلاده، ويظهر في التسجيل الشهير وهو يحاول مسح الدماء عن وجهه.
مذيعة شبكة "CNN" الأمريكية لم تتمالك نفسها، وظهرت خلالها إلقاء التقرير الخاص بصورة الطفل السوري، وهي تحاول ضبط نفسها بأخذ أنفاس عميقة، إلا أن عيناها خانتاها وبكت من هول المشهد، الذي يكتمل بثلاثة أطفال آخرين يستخرجهم متطوعو الدفاع المدني من تحت الأنقاض أيضاً، مشهد يزيد من وطأته المعلومات المتداولة حول استشهاد والد ووالدة وشقيق الطفل "عمران" بالغارة التي تسببت بدمار العمارة التي توجد فيها شقتهم بحي القاطرجي.
وكالة الصحافة الفرنسية كذلك نشرت تقريراً مطولاً عن الحادثة، ونقلت عن المصوّر "محمود رسلان" الذي شارك بتوثيقها قوله إن الأطفال عادةً "يفقدون وعيهم أو يصرخون (بعد إنقاذهم) لكن عمران كان يجلس صامتاً، يحدق مذهولاً كما لو أنه لم يفهم أبداً ما حل به"؛ والكثير من وسائل الإعلام العالمية نقلت الصورة مع عناوين متعاطفة لا يتسع المجال لسردها هنا، وبعضها ربط هذه الحادثة بحادثة غرق الطفل السوري الآخر، آيلان الكردي، خلال محاولته الهجرة إلى أوروبا مع عائلته، التي لم ينجُ منها إلا والده.
إلا أن وسائل الإعلام والإعلاميين الموالين للنظام السوري، ولما يسمى "محور الممانعة" سائهم أن تظهر آثار جرائمهم على وسائل الإعلام العالمية، فكتب "حسين مرتضى" على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" سلسلةً من التغريدات شكك فيها بصدقية المشهد والحادثة، وقال "من جاء بالطفل عمران كأنه يصور فيلم سينمائي تركه على الكرسي وابتعد وبدأت الكاميرات تعمل ليش ما اخده دغري ع العناية او المعالجة"؛ وأسهب الإعلامي "الممانع" في تكذيب الحقيقة.
المصدر: الاتحاد برس
↧