أثار تكريم الأمم المتحدة لمندوب النظام السوري فيها بشار الجعفري، ومعه عدد آخر من السفراء الذي قضوا أكثر من عشر سنوات في منصبهم، موجة من الانتقادات اللاذعة، والتي طاولت المنظمة ورئيسها الحالي بان كي مون، في ظل عجزها عن وقف سفك دماء المدنيين في سورية، وإنهاء حالات الحصار والتجويع واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعليقات على خبر التكريم، في وقت يموت العشرات من المدنيين يوميا في سورية، بحمم طائرات القوات النظامية والطائرات الروسية، التي كرم أيضا سفيرها في ذات المناسبة، وهما ينبريان في الدفاع عن الأنظمة التي يمثلانها. "شبكة الثورة السورية" غردت على حسابها الرسمي بالقول إنه "بعد ولايتين من القلق، بان كي مون يكرم بشار الجعفري بـ "وسام شرف" متناسياً كل جرائم نظامه! بِئس الواهب والموهوب"، مذيلة تغريدها بـبان كيمون يكرّم القتلة.
الكاتب السوري حمزة المصطفى غرد على حسابه الشخصي قائلاً "بعد ولايتين من القلق الكاذب، بان كي مون يكرم سفير نظام الاٍرهاب بشار الجعفري، ويحدثونك عن المؤامرة. الأمم المتحدة لحماية المجرمين".
ورأى الصحافي السوري المعارض فؤاد حلاق أن "تكريم بشار الجعفري مندوب نظام الأسد الكيماوي في الأمم المتحدة هو نهج العالم المتحضر في التاريخ الحديث، تكريم القَتَلة".
من جانبه، كتب وائل الخالدي على صفحته على "فيسبوك"، "أنتم ترفعون من قيمة بشار الجعفري، عندما تركزون على قصة تكريم بان كي مون له، مع أن حقيقة الموضوع، هو توديع كل المندوبين لدى الأمم المتحدة بروتوكولياً، وتكريمهم رسمياً من قبل الأمين العام الراحل عن منصبه، وليس الجعفري فقط، وهذا شأن دبلوماسي بحت ولا يتعلق بشخص بشار الجعفري إنما في تمثيله بـالأمم المتحدة، الأمر الذي لم يفلح أصدقاء سورية حتى الآن بسحبه من النظام الأسدي وتعريته، خاتماً "العيب في أصدقائكم وليس في بروتوكولات الأمم المتحدة".
Facebook Post
بدوره كتب السفير السابق بسام العمادي "وسام شرف أم وسام عار، للعلم هذا ليس وسام شرف بل وساما يعطى لكل من أمضى عشر سنوات ممثلاً لبلده في الأمم المتحدة وهو المعيار الوحيد لمنحه، ولا يعني أي شيء آخر، والدليل الأكبر هو منحه لممثل النظام وغيره من السفراء الذين امضوا هذه المدة في الأمم المتحدة، وهذه الأوسمة تمنح بروتوكولياً ولاعلاقة لها بسمعة البلد الذي يمثله الشخص ولا بمسيرته. وفي العادة يمنح كل سفير في نهاية عمله في بلد ما وساما من رأس الدولة".
Facebook Post
يشار إلى أن الأمم المتحدة تتعرض لانتقاد شديد، جراء مواقفها غير الفاعلة في إنهاء الأزمة السورية، حيث أصبح "القلق" الذي يعبر عنه مسؤولها كلما قتل المئات من السوريين مدعاة سخرية، في حين ما زال النظام رغم اتهامه بارتكاب أفعال قد "تصل إلى جرائم ضد الإنسانية" واستخدام الأسلحة الكيماوية، وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا، عضوا في هذه المنظمة.
المصدر: العربي الجديد
↧