إن كل اختراع جاءت به التكنولوجيا على أن يجعل حياة البشر أكثر سهولة ويسر، من هذه الاختراعات ما أصاب الحياة الاجتماعية بكثير من المشاكل وتوتر العلاقات بين البشر، فإن الهدف المعروف جيدًا أن بعد معرفة شبكات التواصل الاجتماعي أصبح من الممكن إرسال الرسائل إلى أناس يعيشون في أماكن بعيدة في العالم، وإنجاز الأعمال وتسيير الحياة من كل جوانبها، ومعرفة الأخبار وقت حدوثها ومشاركتها ليعرفها الآخرون.
ولكن رأينا جميعًا بعد معرفة شبكات التواصل الاجتماعي من أصبحت حياته كلها قائمة على زيارة شبكات التواصل الاجتماعي ليس بشكل يومي وإنما أصبحت بشكل يحدث تقريبًا كل ساعة.
اليسر الذي قدمته هذه الاختراعات أصابت العلاقات بتوتر يجب أن نضع حلًا حاسمًا لهذا الموضوع الذي أصاب حياتنا بجفاف في العلاقات الاجتماعية؛ فأصبحت الآن تسمعني بأذني وعقلك يركز في شاشة الهاتف، وأدى إلى سوء العلاقات الاجتماعية.
فبعد أن كانت الزيارات العائلية واجتماع الأقارب يتسم بالروح والحيوية أصبحت هذه الزيارات شيئًا من الملل والإحباط؛ فأصبحت الزيارات اجتماع الأجساد وسماع بعض لمجرد السمع، ولكن تركيزي في إرسال الرسائل والرد عليها، ومعرفه آخر ما تم نشره من أخبارهم من اجتماعنا أو استماعنا لبعض.
فسوف تجد جزءًا في هذه المقالة يتحدث عن الأخبار وأثرها.
إن من يتحدث إليّ وأنا لا أستمع إليه وعقلي يركز في الهاتف، هذا السبب وحدة كفيل أن يهدم العلاقات بين البشر، وعدم وجود التقدير بين البشر هو ما يبعد بعضهم عن بعض، ووجوده ما يجمعهم.
وإعطائه للآخرين هو دليل على استمرار العلاقة بينهم، إلا أنه لا يمكن أن أتحدث إليك وأنت تعيش أمامي في عالم آخر، وأنه من المعترف به جيدًا أن العلاقات الاجتماعية قائمة على التقدير والاحترام طالما أن هذين موجودان فبوجودهم تستمر العلاقة.
ما الحل؟
الحل هو إعادة ضبط العادات الخاصة بهذا الموضوع، وقم حتى لو بخطوات صغيرة مثل:
ضع الهاتف في مكان بعيد عنك.
الذهاب إلى الزيارات العائلية، وأنت تارك الهاتف في المنزل عن قصد.
إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن العلاقات الاجتماعية والمقابلة وجهًا لوجه، وذلك لأن الرسائل النصية تفقد الشخص الشعور بالسعادة وأنت تتحدث إلى شخص آخر، ولعلك لاحظتها أيضًا، فإن استلامك لهذه الرسائل لا تكون بمثل الحيوية وأنت تتحدث مع شخص أو جالس معه.
مأوى لمن لا مأوى له
أقصد بهذا أن كثير من الآباء والأمهات لانشغالهم بأمور أخرى أثر على أبنائهم، وجعل أبناءهم يبحثون عن الأسرة التي لم يجدوها في الواقع، كل واحد يعيش في عالم آخر لا يدرى بالآخر، عدم التفاهم بين الآباء والأبناء جعل الأبناء يختارون هذا ليبعدوا عن آبائهم لعدم منع الوقوع في نقاش مع آبائهم؛ لأنه دائمًا ما ينتهي بخلافات، أصبح الاختيار الذي يختارونه أن نشغل أنفسنا بهذه المواقع بدلًا من الخلافات مع الآباء لعدم انتهائها بشكلٍ مقبول، ما يجب أن يفعله الآباء هو مدى تقارب وجهات النظر، وأن تكون أنت محور اهتمامه بدلًا من هذه المواقع.
الأخبار والمعلومات
الحصول على الأخبار بعد حدوثها أصبح أمرًا سهلًا جدًّا؛ فبمجرد حدوث أي شيء أصبحت معرفته أمرًا لا يحتاج إلى الانتظار، وكثير من الأخبار التي نقوم بعمل مشاركة لها ويقرؤها الآخرون ونصدقها وهم يصدقونها أيضًا ويشاركونها، هل سألت نفسك في يوم هل هذه حدثت بالفعل؟ هل هذه الأخبار زائفة؟
مشاركة الأخبار صارت سهلة، ولكن ضغطه زر أسهل من أن تتأكد من الخبر؛ فبمشاركة لمثل هذه الأخبار أشبه بالدوامة، فأنت تشارك الأخبار التي لم تتأكد من صحتها، ويراها غيرك ويشاركها، وتكون أمام دوامة من الأخبار مجهول مصدرها ومجهول أيضًا صحتها، الحصول على الأخبار من المعلومات والأخبار بمثل هذه الطريقة ليس صحيحًا، تحدثنا في المقال السابق عن نوعين من العقول، وهما عقلية الباحث والمستقبل، وقلنا إن لكل منهما طريقته الخاصة في الحصول على الأخبار والمعلومات.
إن الضرر التي تؤثره عليك مثل هذا النمط من الحصول على المعلومات هو أنها تقلب حياتك عقب على رأس وتعيش حياة مليئة بالصراعات، وتكون مندهشًا لماذا يحدث لك هذا، ويكون بسبب ما تعتقد أنه صحيح وأنت أخذته بعكسه، فتبني المعلومات بمثل هذه الطريقة أشبه بسيارة النقل أثناء سيرها، كلما ترى صخرة تنقلها على العربة وتحملها، وبعد التحميل الكثير تصاب بالشلل عن الحركة لكثرة ما تحمله؛ فلكي تعود للحركة يجب أن تخرج من حمولتها ما ليس ضروريًا هكذا العقل البشري في منهجه للتعامل مع المعلومات؛ فكثرة المعلومات الخاطئة هي ما أصابتك بالعرقلة في حياتك وعجزك عن الحركة.
ما يجب أن تفعله هو أن تضع المعلومة الصحيحة مكان الخاطئة لتلاشيها، إن اعتمادك في الحصول على المعلومات على مثل هذه الطريقة هو وقوفك أمام أخطاء كثيرة تراكمت وتكونت ولكن تشعر بالاندهاش كيف لهذه الأخطاء أن تتكون؟ ولكنك لا تشعر بها إلا بعد أن تتكون.
هذه هي السلوكيات التي أصابت بعضنا بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، انتبه لما تفعله كي لا تندم على ما سوف تفعله فيك.
الرجاء ممن يقرأ هذا المقال والمقالين السابقين إعطاء رأيه في التعليقات أو إرساله ما يعبر عن رأيه، أو لما يراه نقاط ضعف هنا.
المصدر: ساسة بوست
↧