عن سؤال وجهه أحد المرضى يقول فيه: أعاني من بضع رقع جلدية تبدو أكثر جفافًا عن المناطق الأخرى، بما في ذلك مناطق من الجزء الأسفل من الساقين والركبتين والكوعين. وأحيانا تتحول هذه المناطق إلى اللون الأحمر وتصبح خشنة الملمس وأشعر بحكة فيها. ويتساءل: هل يمكن أن تكون هذه أعراض صدفية، أم أن هذا مجرد جفاف مفرط في الجلد؟ وعند أي لحظة تحديدًا ينبغي علي استشارة الطبيب؟
وتجيب الدكتورة رقية الأزهري - أخصائية الأمراض الجلدية في عيادة «مايو كلينيك» الأميركية أنها تستنتج من هذا الوصف، أن المريض يعاني من الصدفية. لذا، عليه استشارة طبيب أمراض جلدية. وإذا خلص الطبيب إلى أنك تعاني بالفعل من الصدفية، فإن بإمكانه تحديد علاج معين وتقديم المشورة لك بخصوص كيفية العناية بجلدك.
دورات الصدفية
في الواقع، الصدفية psoriasis من الأمراض الجلدية الشائعة والتي تتسبب في تغيير في دورة حياة خلايا الجلد، حيث تتسبب في بناء الخلايا بسرعة على سطح الجلد. ومن الممكن أن تشكل الخلايا الزائدة حراشف فضية اللون وبقعًا داكنة حمراء اللون على الجلد تثير شعورًا بالحكة، وقد تكون مؤلمة بعض الأحيان. وغالبًا ما تمر الصدفية عبر دورات، مع تهيج الأعراض لبضعة أسابيع أو شهور، ثم تلاشيها لبعض الوقت.
في العادة، يتمكن طبيب الأمراض الجلدية من تشخيص الصدفية من خلال مراجعة التاريخ الطبي للمريض وتفحص جلده وأظافره وفروة رأسه. ومن الممكن أن يوصي الطبيب كذلك بإجراء فحص لنسيج الجسد، وإن كان هذا الأمر عادة ما يكون غير ضروري. وحال إجراء هذا الفحص، يجري الحصول على عينة صغيرة من الجلد وتفحصها تحت مجهر لاستبعاد احتمالية وجود أية اضطرابات جلدية أخرى. ومن بين الحالات الأخرى التي يمكن أن تبدو مشابهة للصدفية، التهاب الجلد الدهني (الزهمي)seborrheic dermatitis والحزاز الجلدي lichen planus والنخالية الوردية pityriasis rosea وداء السعفة ringworm of the body.
إذا كنت تعاني من الصدفية، سيتحدث إليك الطبيب عن خيارات العلاج، لكن ينبغي الانتباه إلى أن الصدفية حالة مزمنة لا يتوافر لها حاليًا علاج نهائي. ومع ذلك، يمكن للعلاجات المتوافرة الآن تقليص الأعراض من خلال وقف النمو السريع لخلايا الجلد. ويمكن لبعض العلاجات أيضًا إزالة البقع الحرشفية وجعل الجلد ناعمًا.
علاج موضعي
إذا كانت حالتك متوسطة، ربما لا تحتاج سوى لوضع كريم أو مرهم - ما يطلق عليه أحيانا مداواة موضعية، على الجلد لتخفيف حدة الأعراض. ومن بين العلاجات الشائعة للصدفية الكورتيكوستيرويد الموضعي corticosteroids، وهو عبارة عن عقار مضاد للالتهابات تحد من معدل دوران الخلايا من خلال كبح نظام المناعة. ويؤدي هذا بدوره إلى تخفيف الالتهابات والشعور بالحكة. ومن بين العقاقير الموضعية الأخرى التي يمكن أن تفيد في علاج الصدفية، أنثرالين وحامض الساليسيليك وأنماط تركيبية من فيتامين دي وقطران الفحم. وبغض النظر عن العلاج الذي تستخدمه، فإن الإبقاء على جلدك مرطبًا جيدًا طيلة الوقت سيساعدك على السيطرة على جفاف الجلد والشعور بعدم الارتياح الذي تسببه الصدفية.
عندما لا تكون العلاجات الموضعية كافية للسيطرة على الأعراض، قد يقترح طبيبك المعالج استخدام المعالجة بالضوء للسيطرة على الصدفية. وتتضمن أسهل أنماط العلاج بالضوء تعريض الجلد لكميات محددة من أشعة الشمس الطبيعية. أما الأنماط الأخرى فتتضمن استخدام الأشعة فوق البنفسجية الصناعية «إيه» أو الأشعة فوق البنفسجية «بي» ورغم أن هذا العلاج قد يستغرق وقتًا طويلاً، فإنه شديد الفعالية.
أما إذا كنت تعاني صدفية حادة أو لا تستجيب لأي أنماط أخرى من العلاج، فإن طبيبك قد يوصي بتناول عقاقير عبر الفم أو الحقن، بجانب علاجات أخرى. بصورة عامة، تساعد هذه العقاقير في الحد من إنتاج خلايا الجلد أو تقليص الشعور بالالتهاب. كما أنها قد تكبت نظام المناعة.
وفي بعض الأحيان، يصبح من الصعب السيطرة على الصدفية، ذلك أنه يصعب أحيانا التكهن بتطوراتها وتمر بدورات من أعراض التحسن والتدهور من دون سابق إنذار. بجانب هذا، فإن العلاج الواحد لا يوفر المستوى ذاته من الفعالية مع جميع المرضى، فما يؤتي نتائج طيبة مع البعض قد لا يحقق المثل مع آخرين. علاوة على ذلك، فإن جلدك قد يكتسب مقاومة لبعض أنماط العلاج مقارنة بأخرى، بجانب أن غالبية أنماط العلاج الأكثر فعالية للصدفية قد تترك آثارًا جانبية.
إذا كانت الأعراض التي تعانيها بسبب الصدفية، يمكنك أنت والطبيب المعالج التعاون معًا لوضع خطة علاج. ومع مضيك قدمًا في العلاج، عليك البقاء على اتصال بالطبيب، خاصة إذا كنت لا تعاين تحسنًا في حالتك بعد بدء العلاج أو إذا عانيت أعراضًا جانبية غير مريحة. في هذه الحالة، قد يتدخل الطبيب لتعديل العلاج لضمان أفضل سيطرة على أعراض الصدفية.
المصدر: الشرق الأوسط