وأضافت في تحليل كتبه تيم أرانغو بالقول إنه حتى لو تم الانتصار بشكل كامل وطرد تنظيم الدولة من آخر معاقله في العراق، فإن هذا لا يغيّر من الواقع شيئا في ظل عدم وجود اتفاق سياسي أو حتى ثقة متبادلة بين السنة في الموصل والحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد. وأضافت أن المخاوف بعد طرد تنظيم الدولة من الموصل لا تتعلق باحتمال ظهور تمرد سني جديد فحسب، ولكن يبدو أنه لا يوجد الكثير وراء الحملة العسكرية بشأن توحيد أهداف الفصائل المشاركة، والتي تختلف من واحدة لأخرى بشأن كيفية انتهاء اللعبة. وأوضحت أن الحرب على التنظيم جمعت بشكل مؤقت بين القوات الحكومية وأبناء العشائر السنية والأكراد والإيزيديين والمسيحيين والمليشيات المدعومة من إيران، وأن لكل جهة أهدافا تختلف عن الأخرى في نهاية المطاف.
لقاء أربيل وأشارت نيويورك تايمز إلى أن دبلوماسيين ومحللين وشيوخ عشائر عراقيين التقوا قبل أيام في ورشة عمل بأحد الفنادق في أربيل، وذلك لبدء مناقشات بشأن المصالحة والإصلاحات السياسية بالعراق واتخاذ خطوات حاسمة يكون من شأنها منع ظهور تنظيم الدولة في البلاد مرة أخرى. ونسبت إلى أحد شيوخ العشائر، وهو محمد محسن من مدينة الحويجة بشمال غرب كركوك، القول إن أسباب نشأة تنظيم الدولة لا تزال قائمة في العراق، جاء ذلك أثناء اللقاء الذي نظمه معهد السلام الأميركي ومنظمة سند لبناء السلام العراقية. وأشار محسن إلى استمرار الفقر والتهميش والظلم وغياب العدالة. وأوضحت الصحيفة أن بعض القبائل السنية في العراق رحبت باستيلاء التنظيم على الموصل منتصف 2014، وذلك في ظل سنوات من الإساءة والإقصاء من جانب الحكومة العراقية وحلفائها الشيعة. وأضافت أن هذه "القبائل السنية نظرت إلى تنظيم الدولة بوصفه المدافع عنها"، وربما انضم عديدون من أفرادها إلى صفوفه. وقالت الصحيفة إن كثيرا من أبناء السنة سئموا العيش تحت حكم التنظيم، وإنهم على استعداد لاستقبال حتى القوات الشيعية بصفة مؤقتة لتخليصهم منه، لكنهم لا يزالون يخشون هجمات انتقامية والمزيد من الإقصاء من الحكومة وحلفائها. وأوضحت أن القوات المتجهة لاستعادة الموصل تنظر بعين الشك والريبة إلى شريحة كبيرة من أبناء المدينة على أنهم منضمون لتنظيم الدولة أو متعاونون معه، وأضافت أن هناك خشية كبيرة من عمليات انتقامية من أهل الموصل. وقالت إن محللين يحذرون من أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والحكومة العراقية ربما تخاطران بانزلاق العراق في مزيد من الفوضى عن طريق الدفع بحملة عسكرية شاملة ضد التنظيم قبل إيجاد تسوية سياسية لاستيعاب السنة الذين يتعرضون للتهميش في البلاد. وأضافت أن استمرار التهميش العميق الذي يتعرض له السنة في العراق ينذر بظهور تنظيم الدولة مرة أخرى أو بروز كيان راديكالي آخر في المستقبل.
المصدر: الجزيرة نت