علق مقال لمجلة إيكونومست على حملة انتخابات الرئاسة الأميركية بأنها خدمت هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشويه سمعة الديمقراطية الأميركية.
وأشارت المجلة إلى ما أعلنه كبير مسؤولي الدعاية الروسية دميتري كيسيليف قبل الحملة بيومين من أنه أيا كان المرشح الفائز، فإن الفائز الحقيقي سيكون الكرملين.
وأورد كيسيليف ثلاثة استنتاجات: الأول أن الحملة الانتخابية كانت "الأقذر" في تاريخ أميركا كله وأنها جعلت من النظام السياسي الأميركي أضحوكة، "وكانت بغيضة جدا لدرجة أنها تسبب اشمئزازا مما يسمى لسبب غير مفهوم: الديمقراطية في أميركا". ثانيا، أيا كان الفائز في الانتخابات فسيكون رئيسا "فاشلا" يواجه استجوابا من البداية. وثالثا شاغل البيت الأبيض سيفتقر للشرعية.
ورأى كيسيليف أن الإصابات التي ألحقها ترامب بهيلاري كلينتون ستدمر أسباب بقائها السياسي، وأنه "حتى لو فاز فستعلن كلينتون أن فوزه غير شرعي وستحاول تخريب رئاسته، ومن ثم فإن فوزه سيكون باهظ الثمن، ولن يكون أيٌّ من المرشحين رئيسا لكل أميركا".
وأضاف أن هذا لا يعني أن أميركا ستغير من نهجها لأن قوة أجهزتها الأمنية في عملية صنع القرار ستدفعها إلى الاستمرار في سياسة خارجية توسعية ذات نزعة عسكرية.
وألمحت الإيكونومست إلى بعض الوسائل التي حاولت بها روسيا تخريب الانتخابات الأميركية، وأنها بالنسبة لبوتين بمثابة انتقام لما يراه تدخلا أميركيا في السياسة الداخلية الروسية.
واعتبرت أن فوز ترامب سيكون بمثابة مكافأة للكرملين، لما تعهد به خلال حملته بـ"الكف عن محاولة بناء ديمقراطيات خارجية وإسقاط الأنظمة والتسابق بتهور للتدخل في الأوضاع التي ليس لنا حق في التدخل فيها".
وختمت المجلة بأنه في حال فوز كلينتون فإن الكرملين سيواسي نفسه بأنها على الأقل يمكن التنبؤ بها، وسيتم تقييد حركتها بتحكم الجمهوريين المحتمل بالكونغرس، وستواصل روسيا دعمها لأي حملات هجومية يشنها ترامب ضدها بعد الانتخابات.
المصدر: الجزيرة نت