شن تنظيم الدولة هجوما واسعا ومباغتا على مناطق النظام قرب مطار كويرس الذي كان يحاصره التنظيم، قبل أن تتمكن قوات النظام في نهاية العام الماضي من فك الحصار عنه وتوسيع رقعة تواجدها هناك من خلال السيطرة على القرى المحيطة بالمطار، وعلى المحطة الحرارية.
ويأتي هجوم ليلة الأربعاء الماضي في محاولة من التنظيم لبسط سيطرته على قرى لا تبعد عن المطار، وتقع في مناطق جغرافية مهمة، بحسب ما أكده الناشط عمار الياسر.
وقال المصدر لـ "عربي 21" إن التنظيم هاجم قرية "الملتفتة" شمال شرق مطار كويرس بريف حلب الشرقي، "حيث فجر سيارة مفخخة بتجمع لقوات النظام أسفر عن مقتل 40 عنصرا، وذلك بالتزامن مع هجوم على قرية نصر الله الإستراتيجية، وأثناء تلك المعارك شن طيران النظام والطيران الروسي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على قرى مطار كويرس الخاضعة لسيطرة التنظيم؛ في محاولة من تلك الغارات لوقف هجوم الأخير، ولشدة القصف الجوي لم يستطع التنظيم من بسط سيطرته على تلك القرى، لكنه لا يزال يحشد قواته، ربما من أجل القيام بهجوم آخر".
من جهته، أعلن إعلام النظام أن قواته تمكنت من صد هجوم لتنظيم الدولة على محيط مطار كويرس، لكن المعركة أسفرت عن مقتل عدد من الضباط وصف الضباط من جنود النظام.
في حين أكدت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة تمكن الأخير من تدمير دبابة للنظام وعربة شيلكا في قرية نصر الله شمال المطار، وأضافت أنه تم تدمير مدفعين من عيار 57، وغنم مدفع من عيار 23 في القرية ذاتها.
ويرى القيادي المقرب من تنظيم الدولة، خالد أبو الحسن، "أن تنظيم الدولة بعد خسارته لمنبج أراد قطع الطريق على النظام السوري فيما إذا فكر في الزحف إلى مناطق الباب وبزاعة انطلاقا من مطار كويرس ونقاط تمركزه في تلك المنطقة".
ويعتبر القيادي "أن تنظيم الدولة بالرغم من خسائره المتكررة أمام القوات الكردية والعراقية التي يدعمهما التحالف الدولي، لكنه استطاع التصدي لقوات النظام التي تدعمها روسيا؛ وذلك لعدم دقة أهداف الطيران الروسي والسوري بالمقارنة مع طائرات التحالف التي تلحق بالتنظيم الكثير من الخسائر في الأفراد وطرق الإمداد، وحتى في أقوى أسلحة لـ"داعش" وهي السيارات والعربات المفخخة، ففي كثير من الأحيان تقصفها طائرات التحالف وتحول دون وصولها لأهدافها، وهذا الأمر لا نراه في معارك التنظيم مع قوات النظام، فتنظيم الدولة أحبط محاولتها كثيرا كما حدث منذ قرابة الشهرين عندما أفشل هجوما لقوات بشار باتجاه مطار الطبقة، وهذا العامل يجعل التنظيم يملك زمام المبادرة في الهجوم على قوات النظام".
وأشار إلى أن "أفضل المعارك لتنظيم الدولة هي معاركه مع النظام، وهذا يشكل متنفسا عسكريا له وحتى إعلاميا وماديا من خلال ما يغنمه خلال المعركة، ولكن هذا لا يخفي أزمة عسكرية يعيشها التنظيم بشكل عام تنعكس عليه سلبا في حواضنه ومناطق سيطرته، فنحن نشهد شبه ركود عسكري له، بل وانتكاسات على كل جبهاته، وربما هذا يعني أن الأشهر القادمة ستشهد محاولات وهجومات لتنظيم الدولة خاصة على مناطق النظام السوري"، بحسب قوله.
المصدر: عربي 21
↧