يُقال في المغرور "إياك و مصاحبته، فإنه إن رأى منك حسنة نسبها إليه، و إن بدت منك سيئة نسبها إليك" هكذا هو الحال مع بطل قصتنا لهذا اليوم، إنه الرئيس السابق لفرع الاتحاد الرياضي بالسويداء السيد زياد عامر، الصحفي والرياضي الأول، الذي نشر أخبار الرياضيين وبطولاتهم ومعاناتهم، بكل صدق وشفافية من دون تحريف أو مواربة، كما يقول في مقابلة له بتاريخ 26 أيلول 2016 أجراها معه الصحفي ضياء الصحناوي على موقع السويداء.
منذ عام 1975 وهو يبحث عن المعلومة الرياضية، أينما كان مصدرها، شغله الشاغل كان منذ أربعة عقود ولا يزال، هو البحث عن خبر أو مادة، كما يقول بلقائه الموما إليه، أي أن عمله كان يقتضي دوما البحث عن الحقيقة، والتعامل بلغة الأرقام، لنرى أية حقائق وأية أرقام كان المذكور ينقلها بصدق وأمانة.
بمقابلته المشار إليها، يتذكر المذكور زياد، بعد مضي قرابة أربعين عاما، زورا أنه قد حقق المركز الأول في بطولة المحافظة في عام ١٩٧٨ التي أجريت من قنوات إلى السويداء، وعند اطلاعي على ما صرّح به، بادرت للاتصال به مستنكرا ما بدر منه من غدر ونكران الجميل، عندها كتب على صفحته بعنوان: من ذكريات الماضي الجميل، جزءا يسيرا من الحقيقة، بقوله: أنه في سباق تلك البطولة، كنا معا أنا وفوزي إلى ما قبل خط النهاية، وقبل أمتار قليلة دخلنا معا متشابكي الأيدي، والفرحة تغمرنا، ولكن المفاجأة كانت هي الخسارة، بعد أن اعتبرها الحكم نوعا من أنواع المساعدة!.
لم يكن يوما أبدا صديقا أو مشروعا لصديق، مع أنه كان ابن جيلي وابن منطقتي وزميل دراسة، وإنما كان مجرد خدعة، أكثر من أربعين عاما والمذكور يبحث كما يقول عن خبر أو معلومة أو واقعة كي يتحدث عنها، لم يتذكر تلك القصة المحزنة التي كنا ضحيتها كأبناء قرية، بل لم يجرؤ، لذلك فإن الغدر ونكران الجميل الذي أشرت إليه بحقه، بالقطع لم يكن من باب التقريع والتجريح أبداً، وإنما من باب الحقيقة، التي سأنقلها كما وقعت تماما في ذلك التاريخ، وما على القارئ الكريم سوى الحكم إما لي وإما علي.
الواقع لم أكن يوما أنانيا، بدليل أن واقعة التشابك بالأيدي التي رواها المذكور على صفحته، بما يعزز انجازاته فقط، كانت نتيجة هذا التجرُّد من الأنانية، لستُ بزاعم أنني الوحيد من يفعلها، لكنني على يقين تام، وهو العالم بحكم تجربته الرياضية، على مدار طيلة هذه السنوات، أن أحدا من المتنافسين على لقب البطولة، لن يفعلها أبدا، حتى لو كان المتسابق الآخر أخوه ابن أمه وأبيه، بل لم أكن يوما محبا للتفاخر والتباهي أو التحدث عن نفسي بحملي بطولة المحافظة لسباق الجري لخمسة آلاف متر لثلاث سنوات متتالية (1976، 1777، 1778)
كان حري به أن يذكر أنني كنت قبل خط النهاية بعدة أمتار في تلك السنة، بينما كان هو خلفي لأكثر من ثلاثين مترا، ولا يوجد بالقرب منه منافسون آخرون، عندما قام بالمناداة علي قائلا: فوزي انتظرني، وفعلا هذا ما قمت به أن انتظرته إلى أن اقترب مني، لكنه ما أن هَمَمتُ بوضع قدمي على خط النهاية، حتى بادر لشبك يده بيدي على حين غرة، مما أدى لخسارتنا بطولة السباق لاستبعادنا منه بالحال.
كانت واقعة التشابك بالأيدي مادة صحفية دسمة للتحدث عنها، للتدليل عن مدى الروح الرياضية، التي كان يدّعيها كل من المشرفين على ذلك السباق، الذين، كانوا جميعهم من مدينة السويداء، للتحدث عن أن استبعادنا كان نتيجة تواطؤ فاضح من قبلهم، لأنني كنت على مقربة منهم عند نهاية خط السباق بعدة أمتار، لكنهم لم يقوموا بتنبيهي كمخلصين لروح العمل الرياضي، من تبعة التوقف عن الجري بشكل مفاجئ لانتظار وصول المذكور زياد، قبل أن يقوم بشبك يده بيدي، لا بل أجزم أنهم كانوا يحلمون بوقوع مثل هذا التشابك الذي قام به، كي يتوج أبناء مدينة السويداء (مدرسة شكيب أرسلان) أبطالا وهميين، بعد أن كنت قد قمت بحرمانهم من هذه البطولة على مدار السنوات الثلاث السابقة، وهو ما حصل فعلا.
إنها لمفارقة محزنة، تمنيت للمذكور زياد عامر المشاركة بالفوز فحرمني منه، بل إنها ضريبة قاسية يدفعها ابن القرية، والضريبة الأكبر يدفعها من يترك ذكرياته ليقررها الآخرون، لذلك كان حري بالمذكور أن يتذكر تلك الواقعة بأمانة، بل كان عليه أن يتذكرها منذ زمن، إن كان يُدرك معنى حرمانه من فرحة الانتصار أو معنى قيمته.
*ملاحظة لم يكن بودي تناول هذا الأمر ونشره عبر الصفحات الالكترونية ، لو سمح لي المذكور الرد فقط على ما أورده في صفحته ، قبل أن يقوم بإلغاء صداقتي ، ومن ثم حضري من صفحته.
المصدر: أول مرة
↧