عندما يدور الحديث حول التطور في المملكة العربية السعودية، تتجه الأنظار إلى التطور في بناء المطارات داخل المملكة.
عززت المساحة الكبيرة التي تحتلها المملكة من دخول مطاراتها في منافسة على أكبر مطارات العالم من حيث المساحة؛ إذ يبلغ عدد مطاراتها الدولية ٥ مطارات، بينما الإقليمية ٩ مطارات، أما الداخلية فـ١٣ مطاراً.
ويصادف اليوم ذكرى افتتاح مطار الملك خالد الدولي، الذي تم افتتاحه في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1983. في التقرير التالي، نسلط الضوء على مطارات السعودية الدولية لنتعرف عليها.
مطار الملك خالد:
يعتبر البوابة الجوية الرئيسية للمملكة؛ لوقوعه شمال شرقي مدينة الرياض بنحو ٣٥ كم تقريباً، كما أنه يعد ثاني أكبر مطارات المملكة بعد مطار الملك فهد الدولي بالدمام.
تبلغ مجموع المساحة المبنية في مطار الملك خالد نحو 225.000 متر مربع، ويستخدم المطار أكثر من ٤٠ خط طيران حالياً، كما تشهد حالة السفر تزايداً من وإلى المطار الذي يعد البوابة الجوية للمملكة العربية السعودية؛ لما يحظى به من موقع ومساحة متميزين، حيث بلغ عدد الركاب المسافرين على الرحلات القادمة والمغادرة من المطار 22.3 مليون مسافر للعام الماضي، عبر 160 ألف رحلة طيران استخدمت المطار، في حين بلغ عدد المسافرين من خلال المطار 20 مليون تقريباً في 2014.
الوصول للمطار:
بطبيعة المواصلات داخل السعودية، فإنه لا توجد مواصلات عامة تصل إلى المطار، ورغم ذلك فإنه يجري التخطيط لإنشاء خط مواصلات يصل إلى المطار عن طريق خط مترو بحلول عام 2019.
يمكن للمسافرين الذهاب للمطار عن طريق سيارات التاكسي، أو عن طريق تأجير سيارات، أو حتى بسياراتهم الخاصة.
مطار الرياض القديم
على هامش ذكر مطار الملك خالد بالرياض، ينبغي الحديث عن قصة مطار الرياض القديم، الذي تم افتتاحه عام 1946، وكان حينها قد وصل للمطار أول طائرة (دوغلاس دي سي 3) بعد طلب الملك عبد العزيز من الرئيس هاري ترومان شراء 3 طائرات من النوع نفسه.
وفي عام 1947، بدأ مطار الرياض الدولي تقديم خدماته للمسافرين، بعدما تم بناؤه خارج المدينة حينها في منطقة حي الملز حالياً، ونقلت الطائرات من المطار نحو 4500 مسافر، وتم افتتاح 5 وجهات كل عام، إلى أن وصل عدد الركاب عام 1951 نحو 8700 مسافر.
وبسبب انتشار مرض الحصبة بالمملكة في الخمسينات، انخفض عدد الركاب عام 1952 إلى 2300 مسافر؛ ولكن عندما تم افتتاح المستوصفات عاد التوازن.
وبعد زيادة حاجة الركاب إلى توسعة المطار، أنشأ الملك سعود قواعد تأسيس للتوسعة في 1956، حتى تم افتتاح صالتين جديدتين، واحدة للاستقبال والأخرى للمغادرة، بمجموع مساحة بلغ 9300 متر مربع.
واستمر الأمر حتى بدأ توسع العمران بمدينة الرياض في الازدياد، وأصبح من الضروري بناء مطار بديل خارج حدود العمران، بعدما أصبح موقع المطار وسط المدينة، فقد أوكلت مهمة تصميم مطار يحمل اسم الملك خالد إلى مكتب أميركي للهندسة المعمارية، وتم افتتاح المطار في 1983م.
احتل المطار حينها لقب أكبر مطار في العالم من حيث المساحة، بمساحة أرض تبلغ نحو 225 كيلومتراً مربعاً، بـ4 صالات (صالتين للطيران الداخلي، وصالتين للطيران الدولي متصلتين عن طريق 4 مبان مرتبطة، ومساحة تلك الصالات 47.500 متر مربع).
مطار الملك فهد
يتصدر مطار الملك فهد الدولي بالدمام قائمة أكبر مطارات العالم من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحة أراضي المطار 780 كيلومتراً، أي ما يعادل مساحة دولة البحرين.
ولوقوعه شرق السعودية، وبالتحديد على بعد ٥٠ كم من مركز مدينة الدمام، فإن المطار يخدم سكان المنطقة الشرقية وبالأخص مدن الدمام، والظهران، والخبر، والقطيف، ورأس تنورة، ومدينة الجبيل.
وتقدم خدمات المطار لما يزيد على 5 ملايين مسافر حالياً سنوياً، كما يبلغ مجموع طاقته الاستيعابية 8 ملايين مسافر، بعدد 15 بوابة لخدمة الطائرات.
بدأ التجهيز لإنشائه عام ١٩٨٣، واستغرق بناؤه ١٢٧ مليون ساعة عمل إلى أن صدرت توجيهات من الأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، بتشغيل المطار في 1999م؛ إذ كانت البداية بخطة تجربة شملت اختبار عملية الهبوط، وأرصفة الساحة الجوية، والظروف الطبيعية، وجسور إركاب المسافرين، وخدمات ساحة وقوف الطائرات، وإجراءات الأمتعة والمسافرين على الرحلات الداخلية عبر صالة المسافرين والصالة الملكية، بالإضافة إلى أنظمة تزويد الطائرات بالوقود.
ويشتمل المطار على مدرجين متوازيين، طول كل واحد منهما 4 آلاف متر، كما توجد ممرات فرعية موازية للمدرج، وهنالك مساحة قدرها 2146 متراً تفصل بين المدرجين، مما يسمح بعمليتي الهبوط والإقلاع في آن واحد.
شملت خطة الاستعداد التشغيلي 4 مراحل، تضمنت كل مرحلة منها إنجاز مجموعة أعمال لضمان جاهزية المرافق والجهات المعنية في تلك المرحلة، ومن ثم الانتقال للمرحلة التالية وصولاً إلى المرحلة الرابعة والتشغيل التجاري.
مطار الملك عبدالعزيز
في عام 1945م، تم افتتاح أول مطار رسمي بالمملكة في مدينة جدة، يبعد المطار 19 كم شمال مركز مدينة جدة، بمساحة 15 كيلومتراً، ويحتوي على صالة ملكية، ومرافق خاصة للقاعدة الجوية السعودية.
يستقبل المطار أكثر من 27 مليون مسافر سنوياً، ويضم 3 صالات رئيسية إضافة إلى الصالة الملكية: صالة شمالية، وصالة جنوبية، وصالة الحجاج.
3 مدرجات لمطار الملك عبد العزيز، وبرج لمراقبة الطائرات بارتفاع 136 متراً.
يعتبر أهم مطار في السعودية، ولعلك تتساءل عن الأهمية التي يحظى بها ذلك المطار، فمنها ما هو تاريخي ومنها ما هو تجاري، ودولي وآخر إقليمي، نتعرف عليها في النقاط التالية:
* يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أكبر مطارات المملكة من حيث المساحة (15 كيلومتراً).
* يعد المطار الوجهة الرئيسية للحجاج والمعتمرين جواً إلى مكة المكرمة، ومنه يصلون إلى مكة.
* أهمية رئيسية في عمليات شركة الخطوط الجوية العربية السعودية.
* منه خرجت أول رحلة دولية من المملكة بعدما تم تأسيسه في عهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية، وغادرت أول رحلة إلى دمشق في يونيو 1945.
* وجوده في مدينة جدة الساحلية، التي تجتذب مسافرين أكثر من خلالها لقربها من ميناء بحري.
توسعته:
من منطلق استقبال المطار أكثر من 27 مليون مسافر سنوياً وهو الرقم الذي يبلغ، 4 أضعاف طاقته الاستيعابية، باتت الحاجة إلى التوسعة ملحة.
قامت هيئة الطيران المدني السعودية بتطوير صالات المطار وإضافة صالات أخرى، وتغيير عدد من تصاميم المطار، ليتم توسيع الطاقة الاستيعابية للمطار لتبلغ 30 مليون مسافر، في أثناء سير حركات الطيران دون التأثير عليها.
وبحسب آخر إحصائية لحساب مطار جدة الدولي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فإن الطاقة الاستيعابية للصالات البالغ عددها حالياً 14 صالة، تصل إلى التالي:
الركاب في الساعة: القادمون 3500 – المغادرون 3800.
الركاب في اليوم: 92 ألف راكب قادم – 84 ألف مغادر.
وتبلغ تكلفة المطار الأساسية 27 مليار دولار، بالإضافة إلى أعمال إضافية أخرى تتكلف ملياري دولار آخرين.
أسوأ مطار في العالم!
قد يصاب كثيرون بالدهشة عند علمهم بأن مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، رغم التوسعات وعمليات التطوير التي أجريت في المطار، احتل المركز الأول في قائمة أسوأ مطارات العالم في تصنيف موقع "sleepinginairports"، الذي يعتمد في تصنيفه على الراحة، والملاءمة، والنظافة، وخدمة العملاء، لكن لماذا قفز مطار جدة في ترتيب الأسوأ للمركز الأول؟
يفيد الموقع بأن مطار الملك عبد العزيز أصبح في صدارة أسوأ مطارات العالم في 2016 بعدما كان الثاني في 2015 بعد مطار بورت هاركورت الدولي في نيجيريا، وذلك لأسباب عدة ذكرها الموقع وهي:
* قلة عدد موظفي الجوازات في ظل زيادة هائلة لأعداد المسافرين عبر المطار.
* ملاحظات على أداء وخدمة موظفي الجوازات أثناء التعامل مع المسافرين.
*خلو صالات الحجاج والعمرة من المطاعم ومناطق التسوق، والشراء، والتسلية.
*عدم وجود مقاعد شاغرة تكفي أعداد المسافرين للجلوس عليها في صالات الانتظار.
*عدم إمكانية وجود أماكن للنوم في حالات التوقف الطويل للرحلات أو تأخيرها.
مطار الأمير محمد بن عبد العزيز
يقع مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي على بعد ١٥ كم شمال شرقي المدينة المنورة، على مساحة صغيرة تبلغ 27 كم.
تأسس المطار في 1950 ليكون مطاراً للرحلات الداخلية فقط، ويشمل مبنى المطار 3 طوابق على مساحة 157 ألف كم مربع تقريباً، و31 جسر عبور ركاب، و42 مصعداً كهربائياً، و24 سير أمتعة.
وتكمن أهمية المطار في كونه واجهة للمسافرين المسلمين، لاسيما زوار المسجد النبوي الشريف، ورغم وجوده بالمدينة المنورة فإنه يعتبر أيضاً كمطار الملك عبد العزيز بجدة أحد منافذ دخول الحجاج والمعتمرين إلى المملكة.
كانت قد أدت زيادة حركة المسافرين عبر المطار إلى نحو 21٪ من السابق لإعادة إعمار المطار في 2011، لتبرم هيئة الطيران المدني السعودية اتفاقاً مع شركة طيبة لإدارة مشروعات المطار في 2012.
بدأ بناء الصالة الجديدة خلال النصف الأول من 2012، واستغرقت أعمال الإنشاءات نحو 30 شهراً، حيث شملت المرحلة الأولى من إعادة إعمار المطار، بناء مبنى جديد للركاب والمسافرين في يوليو/تموز 2015، من أجل زيادة عدد المسافرين من 5.7 مليون مسافر سنوياً إلى 8 ملايين.
ومن أجل مزيد من التوسع في المرحلة الثانية، صُممت الصالة الجديدة بشكل مجزأ، لتسمح توسعة المرحلة الثانية بزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار لما يزيد عن 12 مليون مسافر سنوياً، والتي يتوقع أن تزيد مستقبلاً لما يزيد على 16 مليون مسافر سنوياً قبل حلول عام 2037.
مطار الطائف الدولي
تأسس عام 1976، ويقع على بعد 30 كم من مدينة الطائف شرقاً، وكان المطار في بدايته مطاراً إقليمياً، إلى أن حصل على شهادة ترخيص من الهيئة العامة للطيران المدني السعودية لاستقبال الرحلات الدولية في 7 أبريل/ نيسان من العام الحالي، بعدما استوفى متطلبات ومعايير ترخيص الطيران الدولية، وتطابقها مع معايير المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو".
ولقربه من مكة المكرمة مسافة أقل من 100 كم فقط، كان مشروع تحويل مطار الطائف الإقليمي إلى مطار دولي للعمل على تخفيف كثافة المسافرين عبر مطار الملك عبد العزيز بجدة الذي يعد البوابة الرئيسية للحجاج والمعتمرين سابقاً.
كما ينتظر القائمون على إدارة المطار إطلاق رحلات دولية منه مطلع العام القادم، بعدما شهد زيادة في حركة السفر من خلاله في 2015 وصلت إلى مليون و100 ألف مسافر، و10 آلاف رحلة جوية.
وقصة مطار الطائف تاريخياً جديرة بالذكر، ففيه هبطت أول طائرة عرفتها السعودية في مطار الحوية بالطائف، وكانت طائرة خاصة للملك عبد العزيز أقلته في أول رحلة جوية له، حيث كانت رحلته من منطقة عفيف بالقرب من الرياض إلى مطار الحوية بالطائف في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1945.
وفي الثالث من فبراير/شباط 2003، استقبل مطار الطائف أول رحلة حجاج عن طريق مطار الدمام، كان على متنها 297 راكباً.
مطار الطائف الجديد:
بعد أن تحول المطار الإقليمي إلى مطار دولي اختير لمشروع المطار الدولي الجديد موقع في شمال شرقي مدينة الطائف على بعد 40 كم منها، بالقرب من سوق عكاظ الشهير، على مساحة تقارب 50 كم.
المصدر: هافينغتون بوست عربي - Shaimaa Alhadidy
↧