ألّف " نعمان القسطالي " الدمشقي المسيحي المولود في العام 1854الكتاب الذي بين يديّ وعنوانه " الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء " وعمره آنذاك اثنان وعشرون عاماً ، بعد أن نجا لمّا كان طفلاً من موت سخيف بسبب أحداث " طوشة النصارى " حيث اختبأ في أحد الأفران .. ويقول " خيري الذهبي " الروائي والقاصّ السوري المعروف و محقّق الكتاب في ذلك : ( كانت نجاته من حُسن حظّ الأدب .. ) .
ولقد هاجر نعمان بعد الأحداث مع عائلته كما هاجر الكثير من المسيحيين إثر تلك الأحداث ، ثمّ عادوا حين تدخّلت الدولة العثمانية التي أقامت محاكم " فوق العادة " لمعاقبة المجرمين وأعادت السلم إلى المدينة .
توفّي نعمان في العام 1920 وكان كاتباً ومؤلّفاً مهمّاً ومن أوائل القصّاصين في سورية .
من جملة ما يقدّمه الكتاب المؤلّف في العام 1876 إحصاء " يعتبره الكاتب دقيقاً " لسكّان دمشق فيعدّهم ( 142750 ) مائة واثنان وأربعين ألفاً وسبعمائة وخمسين نسمةً
ويوزّعهم على الشكل التالي " وفق قومياتهم " :
عرب : 126700
مغاربة : 4200
أتراك : 4000
أكراد : 6000
عجم ( إيرانيون ) : 600
أرمن : 600
إفرنج ويونان : 350
سريان : 300
وبحسب مذاهبهم :
114000 سنّة
5400 شيعة
2500 دروز وغيرهم
7000 أرثوذوكس
450 أرمن
450 سريان قدماء
200 غرباء مستوطنون
200 موارنة
50 روم
70 بروستانت
و 5400 من اليهود ( أي أن اليهود كانوا يشكّلون ما نسبته قرابة 4% من سكّان مدينة دمشق آنذاك ) .
والفكرة .. أنه خلال نحو مائة وأربعين سنة تضاعف عدد سكّان دمشق والبلدان السورية الأخرى عشرات المرّات ، ولم تكُ الأجيال المنبعثة من ذلك المزيج البشري اللطيف والمتناغم الذي أجيالاً قد قدمت من المرّيخ ، ولم تعرف " المنطقة السورية " أو يعرف " المنطق السوري " الطائفية إلا بسبب " الحكّام " الذين حاولوا لتكريس سلطاتهم إذكاء النعرات الطائفية بين الجماهير التي حكموها ، كما حدث في العام 1860 " مثلاً
http://www.sacredfootsteps.org/2014/10/31/damascusphotos/#jp-carousel-788
↧