(نبويّون)، هو المسمى لإحدى الميليشيات الإيرانية المقاتلة في سوريا، والتي كشفت عنها مؤخراً وكالة فارس للأنباء، وقالت إن نشاطها المسلح في سوريا يرجع لأكثر من عام، والجديد في هذه الميليشيا ادعاء إيران أنها تتكون من "أبناء السنة"، وتضم الآلاف منهم في صفوفها، على غير المعتاد بتجنيدها لآلاف الشيعة ضمن ميليشيات تُوصف بالشيعية؛ نسبة للرايات التي يحملها المقاتلون ذات المدلول الطائفي.
"سلمان بامري، عمر ملازهي، ومراد عبد اللهي" هم أحد أبرز أسماء مقاتلي لواء "نبوّيون"، والذين قتلوا بحسب وكالة فارس للأنباء، أواخر العام الماضي، وقد نعاهم الحرس الثوري الإيراني، وهم ينحدرون من مدينة نيكشهر في محافظة سيستان وبلوشستان، وتدعي إيران أن هؤلاء المقاتلين جاؤوا إلى سوريا من أجل مقاتلة تنظيم داعش، مشيرة أن "عمر ملاهزي" البالغ من العمر 26 عاماً والأب لأربعة أطفال، قام بالتسجيل في أحد مراكز التطوع للمشاركة في قتال التنظيم بناءً على رغبته.
فيما يُشكَّك في حقيقة مقتل هؤلاء الجنود على جبهات تنظيم داعش، ويُمكن الاستدلال في ذلك بما ذكرته وكالة أنباء فارس، حين تأكيدها أن مقاتلي اللواء يشاركون في العمليات ليس فقط على جبهات تنظيم داعش، بل على بقية "الجماعات الإرهابية"، في إشارة واضحة لجبهات القتال ضد فصائل الثورة السورية لا سيما في حلب، التي يتركز فيها أكبر عدد من الميليشيات الإيرانية. كما تضيف "فارس" إن اللواء يضم المتطوعين من محافظة سيستان وبلوشستان ذات الغالبية السنية.
ابتزاز إيراني لشباب السنة بغرض القتال في سوريا
يعتبر لواء نبويّون، هو أول ميليشيا للسنة تجند فيها إيران الشباب السنة للقتال في سوريا، لكن مشاركة الشباب السني الإيراني في القتال بسوريا يعود لفترة طويلة تسبق تشكيل اللواء، حيث كان معظم الشباب ينخرطون ضمن صفوف "فيلق القدس" المختص بالحروب الخارجية للحرس الثوري، ومنذ عام كان موقع "آمد نيوز"، قد أشار في تقرير له إلى تجنيد 25 شخصاً من الشبان البلوش من منطقتي فنوج ونيكشهر، تبلغ أعمارهم بين 18 و36 مقابل رواتب 500 دولار، على أن ينخرط هؤلاء بخدمة قتالية تصل إلى 45 يوماً، تليها 45 يوماً أخرى استراحة، وتتم التدريبات في أحد المعسكرات بالقرب من طهران.
هذا وتقوم إيران بتجنيد الشباب السنة من خلال ابتزازهم واستغلال حالة الفقر المدقع التي يعيشها أبناء البلوش، حيث تقوم بدفع راتب مليوني تومان ما يعادل 500 دولار شهرياً لمن ينضم لمعسكرات التدريب والتجهز للقتال في سوريا، إضافة لدفع ديتهم في حال قتلوا.
وكان أحد أبرز دعاة البلوش السنة "فضل الرحمن كوهي" قد أصدر في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، فتوى تحرم انضمام شبان البلوش وأهل السنة في إيران للقتال في سوريا للدفاع عن نظام الأسد. كما دعا حينها جميع علماء السنة إلى إصدار فتوى للبلوش وأهل السنة في إيران لتحريم التجنيد في صفوف الحرس الثوري للذهاب إلى سوريا.
↧