أعلن مبعوث روسيا في الأمم المتحدة الوصول إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.
وقال مسؤول في حركة «نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب الوصول إلى اتفاق برعاية تركية - روسية عضو «الوصول إلى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة»، موضحاً أن الاتفاق «جرى برعاية روسية - تركية، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات».
وكانت الأمم المتحدة عن خشيتها من «موثوقة تتهم قوات النظام السوري بالقتل الفوري لعشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال»، في مدينة حلب.
وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية يان ايغلاند «نداؤنا الى روسيا والحكومة السورية واضح جداً: نحتاج الى وقف القتال، ولكن أيضاً الوصول إلى المدنيين في الداخل (شرق حلب) لتنظيم عملية الإجلاء». وأضاف «نحن بطبيعة الحال قلقون للغاية إزاء التقارير حول الفظائع بحق المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن اسلحتهم». وتابع: «من المهم ان يعي المقاتلون الذين يربحون هذه المعركة أنهم وداعموهم قيد المساءلة لما يحصل للمدنيين والمقاتلين السابقين».
وقتلت قوات النظام السوري ومقاتلون عراقيون متحالفون معها 82 مدنياً في أربعة أحياء شرق حلب خلال الأيام الماضية أثناء تقدمها للسيطرة على ما تبقى من المدينة تحت غطاء من القصف العنيف على منطقة متبقية مع المعارضة وتجمع فيها آلاف المدنيين، وفق ما أعلن الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل.
وأعرب كولفيل عن «قلق بالغ من وقوع عمليات انتقام في حق آلاف المدنيين الذين يعتقد بأنهم ما زالوا يتحصنون في زاوية من الجحيم تقل مساحتها عن كيلومتر مربع وتسيطر عليها المعارضة». وأضاف أن سقوطها بات وشيكاً.
وقال: «حركة النجباء العراقية ضمن الجماعات التي تردد مشاركتها في القتل». وتابع: «تلقينا حتى مساء أمس تقارير عن قيام قوات موالية للحكومة بقتل 82 مدنياً على الأقل بينهم 11 امرأة و13 طفلاً في أربعة أحياء مختلفة، وهي بستان القصر والفردوس والكلاسة والصالحين». وقال: «جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار، وهناك أشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم».
وفي هذا السياق، وصف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن الوضع الإنساني في حلب الشرقية بأنه «كارثي». وقال: «مجازر ترتكب كل ساعة... هناك أكثر من 60 جثة في الشوارع لا يستطيع أحد سحبها بسبب القصف العنيف... الناس في حلب تركهم الجميع تحت سياط ورصاص النظامين السوري والروسي والميليشيات الطائفية».
وطالبت فرنسا الأمم المتحدة بـ «استخدام كل الآليات فوراً للوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب المحاصرة»، محذرة روسيا من «أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال انتقام وترويع هناك». وندد رئيس الوزراء الفرنسي الجديد برنار كازنوف «بفظاعات لا تحصى وبالمجازر التي يرتكبها النظام السوري»، مشيراً الى أنها قد ترقى إلى «جرائم حرب أو حتى جرائم ضد الإنسانية».
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أرولت بدوره عن «اغتيالات في حق عائلات بكاملها بدم بارد (...) وإعدامات طالت نساء وأطفالاً، وحرق أشخاص أحياء في منازلهم».
إلى ذلك، أعربت تركيا عبر وزارة خارجيتها عن بالغ «الغضب والخوف نتيجة المذابح التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في حق المدنيين». وأضافت أن «تصرفاتهم انتهاك كبير للقوانين الإنسانية الدولية». ودعت إلى وقف فوري للهجمات وإجلاء آمن للمدنيين في شرق حلب. وقالت في بيان إن «النظام السوري لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة وإن هذه التصرفات بمثابة إعدام جماعي».
وانهارت دفاعات مقاتلي المعارضة أمس، ما أدى إلى تقدم كبير من جانب القوات السورية في أكثر من نصف الجيب المتبقي تحت سيطرة المعارضة في المدينة وتراجع مقاتلي المعارضة إلى مناطق قليلة.
al hayat
آخر تحديث: الثلاثاء، ١٣ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦
(١٧:٤٢ - بتوقيت غرينتش)