استعاد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ليل الأربعاء، السيطرة على ثلاثة أحياء في الموصل، كان قد انسحب منها مطلع الأسبوع لصالح قوات الجيش العراقي، وذلك بعد هجوم واسع تزامن مع عاصفة ترابية، أدت إلى خروج طيران التحالف الدولي من ساحة المواجهة.
وأفاد مسؤول في الجيش العراقي بأن "داعش استعاد حي الإعلام والتأميم، وغالبية حي القاهرة شرقي الموصل، وما زالت عناصره متواجدة حتى الساعة الثامنة من صباح الخميس".
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب جراء الهجوم الذي وصفه بـ"الخبيث والغادر"، لافتاً إلى أن "التنظيم يستغل الأحوال الجوية لشن هجماته على طريقة حرب شوارع أو عصابات محترفة، لكن مسألة استعادة تحرير تلك المناطق هي مجرد وقت".
في غضون ذلك، اضطرت مليشيا "الحشد الشعبي"، إلى إجراء عملية إعادة انتشار لقطعاتها المتواجدة في بلدة تلعفر الواقعة في المحور الغربي للموصل، بسبب الهجمات المتكررة من تنظيم "داعش"، والتي أوقعت في صفوفها عشرات القتلى والجرحى.
وأكّد مصدر في قيادة القوات العراقية المشتركة، لـ"العربي الجديد"، أن مليشيا "الحشد الشعبي"، بدأت، منذ صباح اليوم، عمليات نقل قطعاتها المنتشرة في محيط تلعفر، مبيناً أنها ألغت بعض نقاط التفتيش التي تعتقد أنها واقعة تحت نيران التنظيم، خشية تعرضها للاستهداف.
وأوضح المصدر أن "تلك العمليات تأتي بعد تكثيف تنظيم (داعش) هجماته ضد تجمعات الحشد الشعبي قرب تلعفر"، مبيناً أن قيادات "الحشد" تعتقد أن عملية تغيير مواقع القطعات العسكرية قد يربك الخطط التي أعدها التنظيم لاستهدافها.
وأعلنت مليشيا "الحشد الشعبي"، أمس الأربعاء، أنها سيطرت على ما يقرب من أربعة آلاف كيلو متر مربع، ونحو 150 قرية في الموصل، منذ انطلاق المعارك ضد تنظيم "داعش"، في المحافظة الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم المليشيا، أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، إن "الحشد الشعبي"، تمكن من تأمين جميع الطرق التي تم تحريرها خلال الأسابيع الستة الماضية، مشيراً إلى أن عناصر الشرطة الاتحادية تمكنوا من تحرير 200 قرية، وعدد كبير من المناطق، فضلاً عن الوصول إلى مناطق مهمة في الموصل.
وأضاف الأسدي: "قبل عامين ونصف العام كان الإرهاب على أسوار بغداد وفي حزامها، واليوم نطارده ونحاصره على بعد 400 كيلومتر عن بغداد، في آخر معاقل وجوده "، معتبراً أن أي انتصار يتحقق في العراق سيكون له انعكاس على سورية.
وأشار بيان، أصدرته مليشيا "الحشد الشعبي"، إلى انطلاق المرحلة التكميلية لعمليات المليشيا في المحور الغربي للموصل، مبيناً أن هذه المرحلة تهدف إلى تطهير القرى المحيطة بمنطقة تل عبطة، وقطع خطوط إمداد "داعش" بين بلدة تلعفر والقرى الجنوبية.
المصدر: العربي الجديد - بغداد ــ براء الشمري
↧