تعرّضت العديد من محلات بيع الخمور في بغداد لعمليات استهداف منظّم، ليلة أمس، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى من المكون المسيحي المحتفي بعيد الميلاد، بينما حمّل قائد فصيل مسيحي منضوٍ في "الحشد الشعبي" المسؤولية لخطاب التحريض والعنصرية الصادر من قادة في التحالف الوطني.
وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إنّ خمسة محال لبيع الخمور، شرقي بغداد، تعرّضت لعمليات استهداف منظمة بتفجير عبوات ناسفة وهجمات ببنادق خفيفة، مبينا أنّ "تلك الهجمات أوقعت نحو سبعة قتلى وأربعة جرحى، كلهم من المسيحيين المحتفين بأعياد رأس السنة الميلادية".
من جهته، اتّهم الأمين العام لكتائب بابليون، المنضوية ضمن "الحشد الشعبي"، ريّان الكلداني، نواباً في التحالف الوطني، بـ"الوقوف وراء تلك الهجمات على المسيحيين، من خلال تأجيجهم وتصريحاتهم التي تحرّض على الخمور"، ملوحاً بـ"انسحاب فصيله من جبهات القتال، لحماية المسيحيين في بغداد".
وقال الكلداني، في بيان صحافي، إنّه "يحمّل الأجهزة الأمنية المسؤولية عن استهداف المسيحيين، وخصّ بالذكر قيادة عمليات بغداد، وقيادة شرطة بغداد"، مطالباً السلطات الأمنية بـ"الكشف عن هذه الجريمة، واعتقال المجرمين، وعدم السماح بمرور هذه الجريمة وتسجيلها ضد مجهول كبقية الجرائم".
وتابع "إذا عجزت الأجهزة الأمنية عن حماية المسيحيين وبقيت تتفرج على هذه المذابح التي تُرتكب أمام أنظارها، فإنّنا مضطرون إلى الدفاع عن النفس بخياراتنا الممكنة"، مضيفا "لعلنا سنضطر إلى إعادة بعض أبطالنا في قواطع العمليات الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لمواجهة (داعش) آخر يتدثّر برداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأكد أنّ "تلك العمليات تقف وراءها تصريحات نيابية مؤجّجة للعنف والعنصرية بحجة الخمور، بينما مواجهة هذه المظاهر من مهام الحكومة وأجهزتها الأمنية، وليس بيد عصابات خارجة عن القانون والحريات الإنسانية".
وعدّ "الصمت الحكومي تجاه هذه الجرائم التي تطاول المسيحيين، مشاركة في الظلم والجريمة، وتشجيعا على الاستهتار بحقوق الإنسان والقيم الإنسانية".
المصدر: العربي الجديد - بغداد ــ أكثم سيف الدين
↧