اعتمدت الحكومة السورية النهج القومي العربي اساسا في بناء مؤسساتها، مما جعل عملية التصنيف الديني التي نراها في دول مجاورة لها امراً بعيدا عن مفاصل التصنيف السكاني، مما يجعل تحديد التعداد السكاني لهذه العشائر امرا شديد الصعوبة، خاصة وانها تندرج ضمن التصنيف الاسلامي في مراحل التعليم.
من هذا الاساس قد نعتمد على الوثائق السابقة فقد احصى الكولونيل الفرنسي نيجر “المندوب الاداري للمنطقة الغربية في سوريا” تعداد النصيرين بقرابة المليون. “1”
وبفرض ان ابناء الطائفة النصيرية قد حققوا النسبة العليا من نسب التزايد السكانية السورية خلال القرن الماضي “3 بالألف”، وحققوا نسبة “2.4 بالالف” منذ بداية القرن الحالي.
فإن تعداد سكان هذه الطائفة قد يصل في الوقت الراهن لقرابة مليون ونصف المليون نسمة، ومع افتراض وجود عدد كبير من المواطنين الغير م سجلين في الدوائر الرسمية اثناء احصائيات الكولونيل نيجر فقد يرتفع تعداد ابناء هذه الطائفة ليتراوح ما بين (مليون وستمائة الف- ومليوني نسمة) “2”.
التوزع والانتشار في سوريا:
يتوزع النصيريون حاليا في المناطق التالية:
محافظة اللاذقية: جميع انحاء المحافظة باستثناء قرى جبل الأكراد ومنطقة سلمى ومنطقة صليب تركمان حتى الحدود التركية السورية. ويلاحظ انتشارهم في مدينة اللاذقية ضمن الاحياء الحديثة مثل المشاريع وضواحي المدينة، والامر ذاته نراه في مدينة جبلة حيث يتمركزون في القسم الشمالي من المدينة وكورنيشها.
محافظة طرطوس: ينتشرون في غالبية المحافظة باستثناء بعض احياء مدينة بانياس القديمة وقرى منطقة المرقب، ويتشاركون الطائفة الإسماعيلية في مدينة القدموس، وتربطهم علاقات طيبة وتواصل دائم بين قرى منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية، حيث يتشاركون السكن مع المسيحيين في احياء مدينة صافيتا.
محافظة حمص: ويأتي تواجدهم حديثا في حمص، حيث انتشروا في الأحياء الجديدة من مدينة حمص، وكان لهم وجود تاريخي في بعض القرى الحمصية القريبة من محافظة طرطوس.
محافظة حماه: لا تواجد كبير لابناء هذه الطائفة في محافظة حماه باستثناء بعض القرى مثل ابو قبيس وشطحة إلا ان غالبية اهالي هاتين البلدتين باتوا من انصار المذهب الغساني “المرشدي” حاليا، في حين يلاحظ تواجدهم فقط في ضواحي مدينة السقيلبية ومصياف.
محافظة ادلب: في عدة قرى صغيرة مثل كاوركو، العالية،
محافظة دمشق: يتركز وجودهم في مدينة دمشق ويأتي هذا الوجود في المناطق العسكرية والمشاريع السكنية الحديثة التي انشأتها السلطة لأسر الضباط، ورغم التواجد الكبير لهم في دمشق إلا أن نسبتهم لا تتعدى 0.5% من مجموع السكان.
محافظة حلب: توجد بعض الاسر النصيرية في مدينة حلب التي تخلت عن الاعلان عن اصلها الطائفي تماشيا مع الاكثرية الطائفية، وقد تأتي أصولها من زمان الدولة الحمدانية التي لعب فيها النصيريون دورا بارزا.
نصيريوا المشاريع الحديثة: وتنتشر هذه الفرقة في مدن المشاريع المستحدثة في سوريا مثل “الرميلان، الطبقة، جبّسة” التي تتركز فيها ثروات هامة تشكل ركيزة الاقتصاد السوري، بالاضافة لتوطن عدد من ضباط الشرطة والجيش النصيرين في بعض مناطق الداخل السوري والمناطق الشرقية والسويداء بشكل خاص أثناء خدمتهم ومع الزمن انصهر ضمن بوتقة المجتمع العام.
رغم هذا التوزع الكبير في مختلف أنحاء سوريا لهذه الاقلية الطائفية، إلا أن الجذور العشائرية في قراها الام ما تزال حية حتى هذا اليوم، وبتزايد كبير، واثرياء هذه الطائفة واغلبهم من رجال السلطة أو العاملين في مجالات الاستثمارات الكبرى أو في مجال التهريب، يسعون دائما للبذخ في قراهم، وكمثال:
بنى اللواء غازي كنعان “وزير الداخلية الاسبق، والحاكم الغير فعلي في لبنان اثناء التواجد السوري هناك” خمس قصور متوازية بالحجم والجمال في قريته الريفية الصغيرة “بحمرا” دون ان يسكنها.
ومن هنا نجد اهمية لذكر التوزع العشائري الأصلي لهذه الطائفة، لما يرخي هذا من اثر في عملية التراضي والتوازي في السلطات لابناء ووجهاء هذه العشائر:
1- عشيرة الكلبية: وهي اكبر العشائر النصيرية، واكثرها نفوذا سياسيا حاليا، توزع الأفخاذ واهم زعمائهم التقليديين
2- عشيرة الحدادين: ثاني اكبر العشائر النصيرية، توزع الافخاذ واهم زعمائهم التقليديين:
3- عشيرة المتاورة: توزع الافخاذ واهم زعمائهم التقليديين:
4- عشيرة الخياطين:
اهم زعاماته وشيوخه المعروفين “متوفين” “3”
مكان التوزع
اسم العشيرة
محمد افندي اليوسف، الشيخ عبد الحميد معلا، علي مرهج، محمد حامد ابراهيم، جميل العبد الله، الشيخ حسين ميهوب حرفوش، شيوخ آل الدالي، علي محمد سليمان، عيد الخير، الشيخ صالح ناصر الحكيم
اقضية صافيتا، بانياس، طرطوس، جبلة
بيت الخياط
جابر افندي العباس
اقضية بانياس وجبلة ومصياف
الفقاورة
جابر افندي العباس
قضاء جبلة
الصرامطة
سليمان المرشد “6”
قضاء الحفة
العمامرة
بينما ينتشر اتباع المذهب الحيدري “الماخوسي” في مناطق شمالي مدينة اللاذقية، وغالبية اصولهم قادمة من العشائر سالفة الذكر، إلا أن الاختلاف المذهبي بينهم وبين اتباع المذهب الكلازي، جعلهم في بعد عن الخلفية العشائرية وفي تقرب من بعضهم “خاصة وان السلطة السياسية عندهم ضعيفة، مما يجعل مفهوم الزعامة في الوقت الراهن غير مجدي بشكل لافت”.
سليمان المرشد مؤسس الطائفة المرشدي
الزعماء الجدد والسلطات السياسية:
على الرغم من أن والد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان على رأس زعامة “بيت العائلة، من الفخذ الكلبي، من عشيرة الكلبية” الا انه كان في زعامة صغيرة مقارنة مع زعماء عشائر معروفين آن ذاك، ومن هذا المبدأ سعت السلطة السياسية في سوريا منذ زمان الرئيس حافظ الأسد إلى خلق زعامات ضعيف نسبيا أمام زعامة خليفة “علي سليمان الاسد”، معتمدة على سياسة القضاء على الإقطاعيات.
حيث وزعت أراضي الإقطاعيين الكبار “الزعماء، الأعيان والوجوه” إلى الفلاحين العاملين فيها، مما قلص من نفوذ هؤلاء الزعماء، وسمح بشعبية عالية لشخص الرئيس حافظ الاسد، فبات بين الفقراء النصيرين الزعيم المطلق، وما لبثت السلطة السياسية القائمة على سلطة الجيش، في تزكية المناصب الحساسة لشخصيات عامة وفاعلة من النصيرين العامة والذين يدينون بالولاء لشخص السيد الرئيس وعائلته، فهمشت الزعامات التقليدية وبشكل كبير لتخلق السلطة السياسية بحكم المناصب الجديدة زعامات نصيرية جديدة، ساهمت هذه الاخيرة في تزكية ابناء عمومتها الفقيرة بعدة مناصب لتخلق اتباع ومريدين لها، وبحكم النفسية الاقطاعية والبرجوازية تجنبت الزعامات التقليدية طلب الخدمات من شخصيات دونها في السوية العشائرية، مما جعلها رويدا رويدا تخسر مكانتها الاجتماعية والاقتصادية امام الزعماء الجدد، ومن اهم الزعماء الجدد:
المتاورة:
رجال الدين: اهم رجال الدين الشيخ حيدر عبود ، الشيخ محمود سعيد،
اهم رجال السلطة: اللواء فؤاد ناصيف “منصب الامن الداخلي”، محمد ناصيف “مستشار الرئيس لشؤون الامن في القصر”، اللواء عصام خير بك “مدير مكتب طلاس”، وزير الاعلام محسن بلال…
الحدادين:
رجال الدين: الشيخ عبد اللطيف يونس.
السياسيين: فواز نصور “عضو مجلس شعب”، رامي مخلوف “رجل الاقتصاد الاول
الكلبية:
رجال الدين: لا رجال دين معروفين عندهم لذا يستعينون ببعض رجال الدين من النميلاتية وخاصة من الخياطين، بحكم تواجدهم في منطقة القرداحة.
رجال السلطة: رئيس الجمهورية، د. ماهر الاسد “رئيس الحرس الجمهوري”، اللواء محمد منصورة “رئيس الامن السياسي”، علي منصورة “محافظ السويداء”…
الخياطين:
اهم رجال الدين:عبد الرحمن الخير، محمد حمدان، احمد عيد الخير، علي عبد الوهاب “متشيع”.
رجال السياسة: العميد سهيل ناصر “معاون المخابرات الجوية”، العماد ابراهيم الصافي، د. جعفر الخير “عضو مجلس شعب”.
الحيدريين:
أهم رجال الدين: ابناء الشيخ سليمان حلوم، ابن الشيخ فضل غزال “متشيع”.
اهم رجال السياسة: وزير النقل يعرب بدر.
المراجع:
“1”: ملف 4/ه/9-تقرير الكونويل “نيجر” بتاريخ 9/10/1919.
“2”: الكثير من ابناء هذه الطائفة يسعون لتضخيم اعداد ابناء هذه الطائفة، فقد قدر تعدادهم الكاتب محمد هواش بقرابة ثلاثة مليون وسبعمائة ألف نسمة في عام 1920. في حين قدرت الموسوعة البريطانية تعدادهم عام 1964 في عموم الشرق الاوسط بستمائة الف نسمة //المجلد السابع عشر، طبعة 15//.
“3”: “رغم وفاتهم، إلا أن احفادهم واولادهم، لديهم تقدير خاص اعتمادا على نسبهم القديم ومكانة أهاليهم.
“4”: زعيم ثورة الجبل ما بين عام “1919-1921”.
“5”: يعود اصول هذين الفخذين لاصول فاطمية //عربية// وقد انضموا لعشيرة المتاورة بحكم تموضعهما.
“6”: انشق سليمان المرشد عن الدين النصيري وكون دين جديدا بدعم من سلطات الانتداب الفرنسي، معتمدا أنه الله، فسمي اتباعه من بعده “المرشدين” وسميت العشائر التي الافخاذ التي انضمت تحت لوائه “بالغساسنة”، ويمثل سليمان حركة الانشقاق الاولى عن الطائفة النصيرية، مما سبب عداء متنامي بين النصيريين والمرشديين.
↧