شريعة المقاومة بين سنة الله وسنة إسرائيل .....بقلم يامن أحمد
الحرب العميقة بين كيانات الفكر السفلي والإنسانية لاتنتهي إلا أن تحديد المواقع المؤدية ﻹستمرارها ومعالجتها بشرع الرؤى البعيدة يضع العدو في مواجهة نفسه ..أكتب هذا المقال وأعلم بأن العصبية الجاهلية داء اشتهر به العرب.إلا أن قلمي الملثم بالحذر سوف يسير هذه المرة بين جموع الأعين وعلى أسطر الملحمة الفلكية سافر الوجه كي نقرأ ملامح الواقع اﻵخر للحرب في وجوه الكلمات ...
النصر على التكفير بالسلاح هو مجرد مرحلة زمنية ولهذا علينا بالنصر المستمر..
إن مئات السنين من "فتوحات" التزوير المخضبة بدماء المعارك التي قامت بإسم الإسلام وهي ضد المسلمين أنتجت لنا كائنات مسحوقة الروح والعقل فقد أنجب الماضي الإسلامي المزور أمم مزورة المعتقد وهنا تكمن صعوبة الحرب الفكرية ولهذا سوف نخاطب أنفسنا و معشر المغيبين من المسلمين بفعل العجاج الذي أثارته مذاهب النفط والدم الذي حجب عشرات الملايين من المسلمين حول العالم عن حقيقة مايجري
.. .إن فك عقد الصراع وجعلها منفذ لعلاج ما دمره العدو تدعونا لتفعيل الافكار التي تضع الأعداء والخونة في مواجهة أنفسهم ..ياترى هل أدركنا هذه الافكار !! لايكون هذا إلا عند رؤية الحالة المبهمة الممثلة بالثغرات الإستراتيجية المجهولة ومعرفتها فهي الحقيقة التي تنقل النصر من الانتصار في الحرب إلى النصر على الحرب بكليتها ... عندها سوف يؤرخ القادة تاريخ الوجود الجديد بفضائل الفرسان المرابطون على جبهات الأبدية أولئك الذين يحاصصون السماء سموها أكتب وأعلم بأن بعض الأعين سوف تحدق في كلماتي على أنها مواكب للسراب قادمة من واحات الفراغ ..الحق أقول لكم : حقا إنها قادمة من الفراغ ولكن أي فراغ هذا!!
عند كل نزاع عالمي ودولي تولد مساحة للمناورة يستفيد منها أحد أطراف الحرب وهذا ماأدعوه الفراغ الإستراتيجي الذي يمنح الأطراف قوة فرض الوجود والتأثير بالمتغيرات فإن ولوج الاحتلال الأمريكي العراق أسهم في إحداث عدة فراغات إستراتيجية البعض كان يستغل هذا الاحتلال لتمكين قيام دويلة إنفصالية في شمال العراق مثل الكردستانيين الانفصاليين وفي الوسط والجنوب كان لدمشق الدعم المباشر بقوة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي وهنا كان الولوج الإستراتيجي في فراغ شكلته الأحداث وكان لابد من الوجود هناك ...وفي الحرب على سوريا والعراق ثمة فراغ إستراتيجي استطاعت حركات وكيانات التكفير تعبئته في الحرب على سوريا ..
فالجميع ممن حولنا يحاربون سوريا بإسم السنة ويعلنون بأنهم الممثل الوحيد للسنة ..فما علينا نحن فعله أن ننهض بالمثل المضاد فكريا.. توجهت الحركات التكفيرية في حربها ضد حلب لتسمية إحدى غزواتها بإسم إبراهيم اليوسف الجبان والذي قتل عشرات الضباط العزل . الواقع هنا ينادي لتصفية هذا الامتداد التكفيري بقيام المقاومة السنية فهي أقوى من يهزم التطرف وأفضل من يفصل بين السنة الوطنيين والتكفيريين ...لقد ساعد غياب السنة المقاومين عن ساحة الصراع مع إسرائيل على ظهور الحركات المتطرفة.
فقد تعلبت معظم السياسات الاسلامية ضد إسرائيل في إتفاقيات سلام مشبوه وأخرى على علاقات سرية ومنها مايطفو للعلن .حماس لاتمثل السنة ولا الوهابية ولا الإخوان كذلك ..أيا كان حماس سوف تنقلب عند الضرورات فهي إخوانية ولهذا يجب إيجاد مقاومة سنية مقرها دمشق وتدور في فلك دمشق وقرارها دمشقي سوري بعيدا عن أي تجاذبات..مقاومة تكون الشقيق التؤام لحزب الله اللبناني ..مقاومة وجهتها القدس ومحاربة العدو الصهيوني من جبهات سورية وداخل فلسطين ..مقاومة تعلن مع حزب الله الفكر الموحد أمام العدو
مقاومة سنية تلجم أفواه رعاديد الفتن
من الجحود العقلي أن لانعترف بأن أنصار المقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي يقدر بالملايين من شرفاء الطائفة السنية ..الوقائع تقول : إن الحالة التكفيرية الفتنوية تمثل السلاح الأكثر فتكا في الحرب ومابعد الحرب على سوريا والعراق ..ولهذا علينا الرد ليس فقط بالحفاظ على منع الفتن بل بالرد بتعبئة الفراغ الاستراتيجي الذي يتخذه الاعداء لتخصيب المسلمين بالفكر التكفيري..وعند هذه الحقيقة تأتي بالصورة الافتراضية لعمليات الرد الفكري :
إن تضييق الفالق الذي صنعه الهمج الاثرياء وحياكة الشرخ بين الحقيقة والعقول الاسلامية يحتاج للدفاع عن الاسلام ككل لأن الاسلام الحقيقي مستهدف استهداف ممنهج ..لست مخلصا إلا إنني أرى وأقرأ بأن حرق العمائم واللحى التكفيرية لايتم عبر البنادق فقط لأنه السلاح الأخير ولهذا إن المواجهة الفكرية سوف تكشف لنا الأكثر..
لقد ساعد غياب السنة المقاومين عن ساحة الصراع مع إسرائيل على ظهور الحركات المتطرفة.
سوف يقول البعض بأننا عدنا لدائرة الطائفية وهل ضاقت الحلول العلمانية حتى تنحسر ضمن طوائف و هل تم التخلي عنها !!لا بل لايضاح الصورة و وضع العدو التكفيري في مواجهة نفسه كما ذكرت في البدء ...إذ أن سوريا بحاجة لإيجاد أذرع الضغط والطقوس مؤاتيةاﻵن وبعد
هنا سيعود القارئ يسأل :أين مؤسسة الجيش السوري التي هي خير ممثل لجميع السوريين المقاومين !!!
نقول:ألم يكون الجيش السوري راع ومؤسس للمقاومة اللبنانية !!! نعم سيكون الجيش هو المرجعية كما كان ومازال مرجعية وصانع يوما ما للمقاومة في لبنان ونحن جميعا اليوم نسمو شرفاء بما أورثه الجيش السوري لنا في لبنان عبر التسليح والتدريب والحماية للمقاومة ..
بينما تنفذ ألاف العمليات التكفيرية ضد شعوب المنطقة تحت عناوين اسلامية أرى بأن الردود القادمة على جميع هذه الألاعيب هو قيام هذه المقاومة ..تعالوا نحيا معا أجواء عملية كبرى تقوم تحت جناح حزب الله من كتيبة سنية مقاومة تنفذ في شمال فلسطين عبر جنوب سوريا. .. عملية انتقام لسوريا و للإسلام تقتل فيها وتأسر عشرات الجنود الصهاينة بينما "المجاهدين المؤمنين" من ثوار التلمود قابعون في مشافي تل أبيب ..عن هذه الحالة الفكرية أبحث وهي محققة .. سوف تتحقق يوما ما.. وإنني أرى حينها كيفية تحول خطابات كل من ابوبكر البغدادي والظواهري والقرضاوي والزرقاوي والجولاني .إلى أغاني مومسات في ملاهي تكتظ بالشواذ ...
تتالى الأسئلة وتقول :
لما لم تدعو إلى مقاومة علمانية تضم الجميع !!
لماذا هي تمثل السنة فقط !!
ياصاح :
لكل إنسان وطني طائفة ولكل طائفة وطن وقد يكون الملحد وطنيا أكثر من أي متدين ..أقول:
مؤسسة الجيش هي أعظم ممثل للسوريين فهي الأم لكل مقاومة ظهرت في سوريا الطبيعية وسوف تظهر لاحقا ..ولكن السؤال هل هناك من يضمن حماس في فلسطين !!..ياترى سنعود إلى حماس أم نشكل مقاومة سنية لا تشبه من يدعون أنهم سنة! سوف نصنع طوق النجاة لنا جميعا عندما نخلص إسم السنة من الرمال المتحركة التكفيرية ...
إن إيجاد هذه المقاومة هو رد على طوفان التكفير الذي يغرق العالم بالدم والأكاذيب الدينية ..ليس إنفعال سطحي تجاوز الواقع بل حركة فكرية تريد وضع كل في مكانه الحقيقي ..بناء هذه المقاومة كما بناء مسجد وكنيسة ومدرسة ومستوصف وجامعة في كل مدينة و حي سوري ..إن بقت الخشية قائمة في الأفكار من قيام هذا المقاومة لننتظر حمساويين كثر ودواعش كثر ..الحذر أمر عقلاني ولكن الخشية مما نصنعه نحن في سبيل الحق هو باطل ...
نحن نقوم بالرد على من إستطاع بفكره السفلي و الدموي أن يستقطب مئات ألاف التكفيريين بعد تجنيدهم تكفيريا ..لقد تطور الأمر في السياسات الدولية و تحدث باراك أوباما يوما بإسم السنة ..وهذا بفضل الحكومات الخاضعة لولاية الأمريكي ..
الفكر التقي يعني إيجاد الحل للمعضلات والحؤول دون تعاظم قوة الشر ..وكما صنع لنا الغرب والصهاينة وعبيدهم مئات التنظيمات الإرهابية لضرب سوريا مقابل حزب الله علينا أن نصنع له أكثر من مقاومة على طول خطوط الجبهات مع فلسطين المحتلة وفي داخلها ولا تكون المقاومة حكرا على إنتماء بل لتتعدد وتكون علمانية وطنية ودينية وطنية ..الأعداء مستمرون بالتحضير لنا وعلينا التحضير لهم..
المصدر: بقلم نارام سرجون
↧