اتهمت المخابرات الأميركية روسيا بأنها مصدر تهديد كبير للمصالح الأميركية بسبب "برنامجها للهجمات الإلكترونية المتقدم للغاية" وقدراتها المتطورة. جاء ذلك خلال إفادة اليوم الخميس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي تتعلق بالقرصنة الإلكترونية الروسية للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
وقال مدير المخابرات القومية جيمس كلابر ووكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات مارسيل ليتر ومدير وكالة الأمن القومي الأميرال مايكل روجرز في إفادة مشتركة أعدت لجلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن "روسيا لاعب إلكتروني متمكن يشكل تهديدا كبيرا للحكومة الأميركية والجيش والدبلوماسية والتجارة والبنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة".
وأشار مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إلى أن هناك شبه إجماع بين وكالات المخابرات الأميركية، وعددها 17 بين مدنية وعسكرية، على أن الروس قرصنوا بالفعل مواقع تابعة للحزب الديمقراطي للتأثير على الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من نوفمبر/نشرين الثاني الماضي ونتج عنها فوز الجمهوري دونالد ترمب.
وأوضح المراسل نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما تلقى اليوم إفادة من أجهزة الاستخبارات حول قضية القرصنة الروسية لانتخابات الرئاسة الأميركية، وخلاصة تقرير سري كان أوباما طلب إجراءه في وقت سابق بشأن التدخل الخارجي الذي شاب انتخابات الرئاسة. وأشار العلمي إلى أن التقرير سيرفع غدا للرئيس المنتخب ترمب.
وتواصل لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ عقد جلسة استماع بشأن الدور الروسي في التأثير على الانتخابات الاميركية من خلال أعمال الاختراق الإلكتروني والقرصنة التي تعرضت لها حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالتحديد.
وقد نفى رئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور الجمهوري جون ماكين -وهو من أشد المنتقدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين- اليوم أن يكون الهدف من مراجعة أجهزة المخابرات للتسلل الروسي وأي تأثير على الانتخابات الأميركية لعام 2016 هو التشكيك في نتيجة الانتخابات.
وقال ماكين أمام الجلسة المتعلقة بأمن الفضاء الإلكتروني، إن لجنته تعتزم عقد سلسلة من الجلسات بخصوص القضية خلال الأشهر المقبلة أيضا.
وتسود مخاوف من أن يلغي الرئيس المنتخب ترمب العقوبات الطفيفة التي فرضها أوباما على روسيا مؤخرا وطرده 35 دبلوماسيا روسيا خلال الأيام الماضية على خلفية اتهام موسكو بالقرصنة الإلكترونية للتأثير على الانتخابات الأميركية.
وفي هذا السياق أوضح مراسل الجزيرة أن هناك خشية من مضاعفات جيوسياسية غير مسبوقة بعد تولي ترمب السلطة خاصة وأن ضمن فريقه من يرتبط بعلاقات قوية وصداقة مع الرئيس الروسي وبينهم وزير الخارجية المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا نفت مرارا ضلوعها في أي قرصنة تستهدف التأثير على الانتخابات الأميركية، كما أن ترمب نفسه استبعد حصول ذلك.
المصدر: الجزيرة نت