المكان شرق
الدولة سوريا
الزمان أزلية قدم التاريخ أبدية إلى القيامة
يعبرها نهر عظيم جعلها جنة لأهلها تعانق الشمس تلوحها بسمرة ذهبية يكللها الغرب على ضفاف فراتها هي مدينتي التي وقفت على مر التاريخ في وجه الطغاة واستبيحت حتى أصبح لون فراتها من دم
دير الرمان كما يقول ياقوت الحموي
دير الرهبان تحتضن كل الأديان
لمدينتي تاريخ عريق، فقد خضعت لحكم حمورابي البابلي، ثم الآشوريين فالكلدانيين والفرس والمقدونيين، ثم الرومان، ودخلها المسلمون خلال فتوحات بلاد الشام. أعاد العثمانيون بناءها وأصبحت مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية في المدينة، ثم تعرضت عام 1921 للاستعمار الفرنسي، لكن أهلها ثاروا عليه أيضا وتحرروا منه
.
مشهورة بطيب اهلها وكرمهم وشجاعة ونخوة ولكنها منسية; رغم انها غنية بالثروات المعدنية والنفط والغاز ورغم إنتاجها الزراعي من قمح وقطن وكذلك غناها بثروة حيوانية كما انها احتوت نخب فكرية وعلمية همشت وتدهور حالها وحكمت كباقي محافظات سوريا بالحديد والنار وبأقوى جهاز استخبارات كل هذا لم يمنعها من ان تنتفض وتلبي نداء درعا لتشتعل الثورة فكانت ثورة عظيمة ثورة حرية وكرامة حرية اعتنقها شبابها واستشهاد خيرة منهم دفاعا عنها لأنهم رفضوا الذل رفضوا العبودية رغم التهجير رغم التنكيل رغم الجوع والعطش رغم حرمانهم من أبسط مقومات الحياة فلا كهرباء ولا ماء فيها ولكن لعنة النفط الذي تملك أصابتها لتتحول إلى مأوى للوحوش نعم الوحوش فمن يقتل دون رحمه ويتلذذ بصنوف القتل والتعذيب هو وحش لا يرتقي حتى إلى مستوى حيوان
.
بين فكي كماشة أصبحت مدينتي نظام مستبد يقصف ويدمر ويغتصب يجوع يعطش لا تهمه اتفاقيات ولا أعراف دولية وبين مجرمين اجتمعوا من كل أنحاء العالم يقتلون يحرقون يرهبون النساء والأطفال والشيوخ لا يراعوا اي تقليد
.
والآن يقف العالم كله ضد اهلها معتبريهم إرهابيين اهل الكرم أهل الطيبة اهل الفرات ليسوا إرهابيين أنهم مدنيون هم فقط لاحول ولا قوة لهم يسخدمهم الدواعش كدروع بشرية ويستخدمهم النظام ليساوم بهم على قضية الارهاب
صوتهم يصرخ بوجه العالم الحرية لنا انصتوا لصرخات الأطفال ونحن نقول للعالم كونوا معهم فهم أناس يستحقون الحياة
ياسمين المشعان
↧