Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

فراس رفعت الأسد : يكتب عن بليطان الذي طرد أسامة من بيته فمن هما ( أسامة وبليطان ) ياترى ???

$
0
0
1  عاد أسامة من مهمته إلى بيته الباريسي، و قالت له زوجته ما حصل... فجن جنونه! ذهب إلى مقر بليطان، وقف في الشارع أمام البوابة الحديدية المغلقة، و راح يصيح كالمجنون... افتحوا الباب أيها الجبناء.. افتحوا يا كلاب، افتحوا يا أولاد القحبة..
دقائق طويلة مرت و هو يصرخ بأعلى صوته، و يضرب بيديه، و يركل بقدميه، تلك البوابة الحديدية محاولا فتحها دون جدوى.. صار يلهث من التعب.. انخفض صوته قليلا و لكنه بقي عاليا و مسموعا بوضوح.. و كانت جراح الحنجرة أيضا واضحة في صوته.. و راح يقول.. أهذا هو جزاء الوفاء و الإخلاص، أهذا هو جزاء المحبة و الفداء..؟!!! أهذا هو جزاء من آمن و صدّق و أقسم و عاهد و أعلن الولاء..؟!!!! والله والله والله.. إذا بتوصل إيدي لإلك لأقتلك يا بليطان.. والله لأفضحك بين الناس يا بليطان... الناس مفكرتك ملاك يا ابن الحرام... والله لأفضحك و الله لأفضحك.. في نفس الوقت... كان بليطان في الداخل يقول مرارا و تكرارا... لا تفتحوا الباب.. اوعاكون تفتحوا الباب.. انتبهوا ما حدا يكبس الزر بالغلط.. و يعلو في الخارج صوت أسامة.. يا كلااااااب.. يا كلااااااب... يا جبنااااااء... يا عرصااااا... يا خائن.. يا خااااااااااائن. و يقول بليطان في الداخل بصوت مختنق يكاد لا يُسمع.. اطردوا هذا الحقير من بيته... و ارموا به و بزوجته إلى كلاب الشوارع!
     
من ذاكرتي.. ربما كان العام هو ٨٠ أو ٨١.. كان منزلنا الواقع على أوتوستراد المزة و الذي يعرفه الجميع في دمشق، كان مكشوفاً أمنياً بسبب موقعه على الشارع مباشرة في وقت كانت السيارات المفخخة للإخوان المسلمين، أو الطليعة المقاتلة، تنفجر في كل فترة و أخرى في مختلف أنحاء دمشق. و بما أن الأوتوستراد له ذهاب و إياب فقد اتُخِذ القرار بإغلاق الجانب الذي يمر من أمام البيت بساتر ترابي كبير يسد الطريق باتجاه المنزل و يُلزم السيارات بتحويل سيرها ربما لمسافة ٢٠٠ متر أو أكثر نحو الجانب الآخر فتمر بعيدا عن المنزل.
كنت في غرفتي التي تطل على الشارع الخلفي عندما بدأت أسمع صوت إطلاق رصاص كثيف جدا، كان الصوت يأتي من جهة الواجهة الأمامية للمبنى و المطلة على الأتوستراد، انتظرتُ حتى توقف صوت الرصاص، و ذهبت أنظر، و أنا خلف زجاج مصفح بسماكة كبيرة في الطابق الأول من المبنى، إلى ما يحدث في الخارج.. كانت هناك سيارة عالية (بيك آب) زرقاء اللون، تتحرك ببطء شديد على مسافة أمتار من المنزل، و كان عناصر الحماية ما يزالون يوجهون بنادقهم باتجاهها. كانت السيارة قد اصطدمت بالساتر الترابي و صعدت من فوقه و نزلت على الطرف الآخر (المنطقة المغلقة) من دون أن تنقلب، و ظلت تسير باتجاه المنزل. طبعا لم يكن أمام عناصر الحماية أي خيار سوى إطلاق النار على السيارة مباشرة لإصابة السائق حتى يفقد سيطرته عليها، و أيضا لمحاولة إيقافها أو تفجيرها بعيدا عن المنزل (أنا هنا لا أبرر ما حدث، و لا أبرر حتى وجود الساتر الترابي، و لكني أقول فقط بأن العسكريون المكلفون بالحماية لم يكن لديهم خيار أفضل في تلك اللحظة و في تلك الظروف، و هم كانوا ينفذون أوامر عسكرية بطبيعة الحال). و أذكر أيضاً وقتها وصول الضابط ذو الهمة شاليش، ربما كان برتبة نقيب، على ظهر عربة بي إم بي، قادماً من البساتين التي تقع خلف البيت مباشرة و التي كانت تتمركز فيها كتيبة عسكرية تسمى ب "كتيبة الاستطلاع" تابعة لقوات (سرايا الدفاع). نتج عن ذلك الحادث مقتل سائق السيارة التي تلقت العشرات من الطلقات في هيكلها، و نتج عنه أيضا إصابة أحد الحراس بنيران زملائه و قد كان يتواجد على الجانب الآخر من الطريق. استفسرتُ لاحقاً، من أحد الضباط المسؤولين عن الحراسة، النقيب عادل صالح، فأجابني بأن السيارة لم يكن فيها أية متفجرات، و لم يوجد فيها أي سلاح، و بأن السائق على الأغلب قد تفاجأ بالساتر الترابي و هو مسرعاً، أو أنها كانت مشكلة في فرامل السيارة، أو ربما حتى أن السائق كان مخموراً... لم أسأل بعد ذلك عن الموضوع، و لم أعرف الاستنتاجات النهائية لما حدث، و لكنها من الحوادث التي لم يمحوها الزمن من ذاكرتي أبداً.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>