توقع مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية اليوم، أن تكون هدية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى للعالم هي أزمة مالية جديدة.
ونقل الكاتب بالصحيفة بن شو عن رئيس فريق "بيتر ماركتس" للبحوث دينيس كيليهر، قوله إذا نفذت إدارة ترمب نصف ما تقول إنها مقدمة عليه في مجال السياسة الاقتصادية والتنظيم المالي، فإن أزمة مالية جديدة ستكون أكيدة الوقوع سريعا جدا.
وقال شو إن أي أزمة مالية جديدة ستكون أصعب من الماضية لأن الدفاعات التي يمكن استخدامها ستكون أضعف كثيرا مما كانت قبل ثماني سنوات، مشيرا إلى أن المصارف المركزية خفّضت أسعار الفائدة من حوالي 5% إلى صفر، واشترت تريليونات الدولارات من الصكوك والسندات والقروض لإعادة الاستقرار إلى النظام المالي. وأنفقت الحكومات مبالغ ضخمة من الأموال العامة لوقف انهيار المصارف وتدمير الاقتصاد الأوسع.
لكن اليوم لا تزال أسعار الفائدة في الدول المتطوّرة قريبة من الصفر والديون الحكومية أعلى كثيرا مما كانت عليه في عام 2008، وهو ما لا يترك إلا مجالا ضئيلا لصانعي السياسات للمناورة إذا فشل النظام المالي مرة أخرى.
وكان شو قد بدأ مقاله بالحديث عن تقديم ترمب نفسه في الحملة الانتخابية مدافعا عن الأميركيين المنسيين والمهمشين، وأنه أسوأ كابوس للوبي الفساد المالي في وول ستريت، ليقول "لكن ترمب حشد بإدارته وفريق استشارييه كثيرا من كبار قادة وول ستريت"، خاصة من مصرف غولدمان ساش الذين لم يخفوا أجندتهم وتحدثوا عن سياسات لم تتعظ من أزمة 2008 أبدا.
وأوضح شو أنهم في العالم الغربي لا يقوون على تحمل أزمة مالية جديدة، علما بأن السابقة كلفت الخزائن الحكومية مبالغ خيالية لا يزال تأثيرها مستمرا، وتسببت في بطالة واسعة بكل الدول الغربية.
المصدر: الجزيرة نت