أكد محمد علوش، رئيس وفد الفصائل المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات أستانة، أن فصائل المعارضة "ليست إرهابية" وإنما "هي من أبناء الشعب السوري؛ الشعب الذي هو أبقـى من النظام ورئيس النظام، وهو من سيقرر مستقبل سوريا" ، و ذلك في رده على الهجوم الذي شنه رئيس وفد الأسد إلى المفاوضات، بشار الجعفري، الذي ادعى أن فصائل المعارضة "ليس إلا مجموعات إرهابية مسلحة".
وفي تسجيل صوتي حصري حصلت عليه "الأناضول" للجلسة الافتتاحية لمفاوضات أستانة، التي جرت يوم الإثنين، قال علوش، في كلمة له، إن المشاركين في المفاوضات ممثلين عن الفصائل "هم من الضباط الذين انشقوا عن النظام للدفاع عن الشعب السوري، وهم (الضباط) من وقعوا اتفاقية وقف إطلاق النار في أنقرة في 29 ديسمبر/كانون الأول (الماضي)، مع الجانب الروسي والتركي كضامنين" (بدأ سريان الاتفاقية في 30 ديسمبر).
واستنكر وصف فصائل المعارضة بأنها "جماعات إرهابية"، محذرا من أن ذلك "يعزز عدم الثقة غير الموجودة (أصلاً) بين المعارضة والسلطة الحاكمة في سوريا".
واعتبر علوش أن "الشعب السوري أسقط الشرعية التي يتحدث عنها ممثل النظام السوري في المظاهرات (التي بدأت في مارس/آذار 2011)، وسقطت أيضاً مرة ثانية عندما أدخل النظام الدبابات إلى المدن، ومرة ثالثة باستخدام السلاح الكيماوي، والتي كان أشهرها مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية في أغسطس/آب 2013
وشدد، عبر كلمته، على عدم وجود رغبة لدى فصائل المعارضة بـ"التصعيد" كونهم أتوا للحل.
ولفت إلى أنه في المقابل "هناك أطراف موالية للنظام سعت إلى تدمير اتفاقية وقف اطلاق النار بالهجوم على وادي بردى (غرب العاصمة دمشق)، وتهديد بلدة محجة (في ريف درعا جنوبي سوريا) بالإبادة الكاملة من قبل النظام وإيران وحزب الله اللبناني وحزب الله العراقي".
و سلط علوش الضوء على انتهاكات قوات النظام والميلشيات الأجنبية المتحالفة، لفت علوش إلى أنه تم اخراج أهالي داريا (غرب دمشق) والمقاتلين منها، ومنهم سعيد نقرش قائد "لواء شهداء الإسلام (أكبر فصائل داريا)، الذي يشارك في المفاوضات الحالية، بينما تم جلب أكرم الكعبي (قائد مليشيا عراقية يقاتل إلى جانب النظام السوري) من العراق "ليبني حوزات طائفية في داريا في عملية تغير ديمغرافي للشعب السوري، وهي العملية التي تدعمها إيران في المنطقة".
وكان رئيس وفد الأسد بشار الجعفري شن هجوماً لاذعاً علي فصائل المعارضة السورية المشاركة في المفاوضات؛ حيث اعتبرهم "جماعات إرهابية مسلّحة"، واصفاً كلمة رئيس وفد المعارضة بأنها خارج "اللباقة الدبلوماسية" واتّسمت بـ"الخفّة".
وتتواصل اليوم الثلاثاء المفاوضات غير المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة لليوم الثاني بعد انتهائها يوم أمس دون الإعلان عن التوصل لنتائج.
↧