تستور ياشيخ لافروف
29.01.2017
د,محمد أحمد الزعبي
كنت في صنعاء عندما هاتفني أحد الآصدقاء ليبلغني عن وفاة أمي رحمها الله ، أخذت أتذكر المعاني العميقة والكثيرة التي تحملها كلمة الآم ، وكان من جملة ماتذكرته أنني كنت أسمع منها دائماً جملة " تستور ياشيخ علي " . سألتها ذات مرة عن معنى هذه الجملة ، فأجابت " شو بعرفني هيك بقولوا " . أنا من جهتي ورغم صغري كنت أعرف فقط أن الشيخ علي المعني في هذه الجملة هو " الشيخ علي الزعبي " الذي يعتقد الكثيرون من " الزعبية " ، أنه هو ألجد الأول لعشيرتهم (!!) ، أما كلمة " تستور " فلم أكن أعرف معناها آنئذ، وكان علي أن أنتظر مدة ربع قرن حتى يوضح لي السيد لافروف وزير خارجية روسيا هذا اللغز الذي ماتت أمي وهي لاتعرفه .
.
فتستور الشيخ علي هو نفسه دستور الشيخ لافروف ، بعد قلب التاء دالا بحيث تصبح " الدستور " الذي وضعه الخبراء الروس ، بالأصالة عن الشعب الروسي ، وبالنيابة عن الشعب السوري ، الذي هو شعب من المساكين الذين هم بحاجة فعلية إلى مساعدة الآخرين ، ولا سيما إذا كان هؤلاء الآخرون يملكون ( مثل أصدقائنا الروس ) شهادات عسكرية هامة في فك وتركيب واستعمال ال (س300 وس400 ) وحصلوا عليها من أعلى جامعة في سوريا هي جامعةحميميم التي تعتبر أهم جامعة في الشرق الأوسط الجديد .
.
إن دستور لافروف ـ وفق بعض التسريبات - هو دستو ر علماني وتقدمي بامتياز ، وسوف يقدم ( بالمجان ) لمن يرغب من الفصائل الإسلامية " المعتدلة " ( فقط ) .
فما هو هذا الدستور العلماني العظيم الذي أختتم به السيدلافروف مؤتمر سيده بوتن في أستانة ياترى ؟ . وهنا علي أن أعترف بأن أحد الإخوة المشاركين في " أستانة " قد تطوع مشكوراً ليبين
لنا البعد العلماني والتقدمي في هذا " الدستور " الروسي - السوري العظيم ، والذي ، يتمثل - حسب رأيه - بما يلي :
1.حذف كلمة " العربية " من اسم الجمهورية العربية السورية ، حيث لم يعد لها لزوم في بلد تقول الإحصاءات العلمية الموثوقة (!) أن نسبة " العرب " في سوريا لم تعد تتجاوز من 10 ـ 12 %، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ، ولا سيما بعد أن هجرها طوعاً ( مع التشديد على حرف الطاء ) عشرة ملايين عربي مسلم سني .
2.لالزوم لوضع خارطة لسوريا تشير إلى وجود حدود ثابتة بينها وبين جيرانها ، بل ترك هذه المسألة مفتوحة لعدة عقود قادمة حيث لايعلم إلا الله والراسخون في التآمر ، هل إن سوريا سايكس - بيكو ستبقى موحدة أم إنه سيتم تقسيمها وتقاسمها بين الإخوة في المواطنة والقومية و الدين ،وأيضاً مع شركاء سيادة الوريث في قتل المليون سوري وتهجير الملايين ، فكما يقول " ترامب " لكل خدمة ثمن . إنه تقسيم وتقاسم ضروري على قاعدة تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم . ولا سيما أن سايكس ـ بيكو قد بشاخت ، وبات لابد من تطويرها وتجديدها ولكن ـ هذه المرة على يد " أصدقاء الشعب السوري " (!!) ، وليس على يد أعدائه .
3.لالزوم لذكر لغة بعينها بوصفها اللغة الرسمية للدولة العلمانية العتيدة ، فوحدة اللغة تقتضيها وحدة الدولة ، وبما أن الدولة لم تعد لاواحده ولا موحدة ، فمن الطبيعي أن ينسحب ذلك على اللغة ،وإذن فإن اللغة الرسمية للكرد ـ مثلاً ـ هي " الكردية " . وللأقلية العربية ( !! ) هي العربية .
4.عندما احتلت أمريكا العراق قام بريمر بتشكيل مجلس الحكم على أساس المحاصصة بين الشيعة والسنة والكرد ، ولماذا ماهو حلال لأمريكا يكون حراما علينا ( نحن الشعب الروسي العظيم ) . ولذك قررنا ( نحن بوتن ولافروف ) أن ينص دستورنا العلماني التقدمي اللاطائفي ، على آن تكون الوزارات والإدارات الحكومية موزعة بعدالة بين كافة " الملل والنحل " . على غرار مافعل صديقنا "بريمر " في العراق ، .
5.وهنالك مسألة جانبية ( من وجهة نظر الدستور الروسي ) تتعلق بدور الشعب السوري في صياغة مثل هذا الدستور . فالشعب في سورية بكل مكوناته ، تماماً كما في روسيا الاتحادية ، هو مغيب عن السياسة منذ أكثر من نصف قرن بطبيعة الحال ، أي قبل احتلالها لسوريا ، ومن الأفضل أن نترك الأمور تسير على مستقر العادة ، أي ترك الشعب مغيباً ونائماً إلى أجل غير مسمى ، فهذا أفضل لهم ( ثورة 18 آذار 2011 ) ولنا (غزوة 15 سبتمبر 2015 ) .
6.بناء جدار إسمنتي بارتفاع مناسب حول القصر الجمهوري على غرار الجدار الإسرائيلي في فلسطين ليحول بين الإرهابيين وسيادة الوريث بشار الأسد .
7. خلاصة القول هو أن دستور بوتن الروسي - السوري المقترح ، هو كما يقول الأستاذ زهير سالم ( ونحن نؤيده ) هو ، دستور طمس الهوية وتشتيت الأكثرية ، وأضيف من ناحيتي وتكريس الاحتلال . ولعل ما خفي آعظم . وتستور ياشيخ لافروف
↧