شارك وفد يمثل المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأحد 6 شباط/فبراير في اجتماع الخبراء الفنيين الذي عقد في العاصمة الكازاخستانية أستانة من أجل مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة في سورية، لتكون الأردن بذلك الدولة العربية الأولى والوحيدة التي تشارك في اجتماعات أستانة التي بدأت الشهر الماضي برعاية ثلاثية من قبل تركيا وإيران وروسيا.
وقالت شبكة "سكاي نيوز" في تقرير لها إن تلك المشاركة تطرح "مجموعة أسئلة بشأن الأهداف التي دفعت المملكة إلى الحضور في أستانة إلى جانب الرعاة الإقليميين لوقف إطلاق النار في سورية"، ونقلت عن خبير استراتيجي (لم تذكر اسمه) قوله إن "الأردن يسعى إلى تأمين حدوده الشمالية بعد أن تعاظم خطر التنظيمات الإرهابية التي تنشط في جنوبي سورية"، وأشار المصدر إلى الغارات الجوية التي نفذها مؤخراً سلاح الجو الأردني ضد أهداف لتنظيم داعش في الجنوب السوري.
ورجح المصدر أن تكون الغارات الأردنية يوم الجمعة ثم مشاركة وفد يمثل المملكة في اجتماعات أستانة بمثابة تعبير عن تفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة وترجمة لزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لواشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة للقائه السابق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وللأردن -بطبيعة الحال- دور محوري في المفاوضات الدولية بشأن المسألة السورية، إذ تم تكليفها العام الماضي بوضع قائمة التنظيمات الإرهابية في سورية وذلك أثناء الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف.
وحسب المصدر فإن "روسيا على ثقة تامة بالتصنيفات الأردنية التي تميّز الجماعات الإرهابية من سواها على الساحة السورية، وهذا ما فتح الباب أمام حضورها في أستانة من أجل تثبيت وقف القتال وتحويل المعارك في سورية نحو الجماعات الإرهابية"، وضمت القوائم الأردنية للتنظيمات الإرهابية في سورية العام الماضي نحو مئة وستين تنظيماً، إضافة لذلك تسعى الأردن إلى دعم مشاركة "الجبهة الجنوبية" في الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أستانة، علماً أنها (الجبهة الجنوبية) لم تحضر اللقاء الأول الذي دعيت إليه فصائل المعارضة في الشمال السوري.
موسكو تأمل من واشنطن المشاركة في لقاء أستانة
من جانبه السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك أشار إلى أهمية مشاركة الولايات المتحدة في لقاء أستانة والعملية التفاوضية التي تتم من خلاله من أجل إيجاد حل للمسألة السورية، وأضاف أن "المستوى غير العالي لتمثيل أمريكا في لقاء أستانة كان بسبب المرحلة الانتقالية في رأس هرم السلطة هناك" معرباً عن تفاؤله من أداء الإدارة الجديدة برئاسة "دونالد ترامب"، وقال في حديث لوكالة إنترفاكس: "مهما كان، فإن روسيا ترحب بمشاركة الولايات المتحدة بأنشط شكل ممكن في عمليات مكافحة الإرهاب على الأرض وفي عملية التسوية السورية عموماً".
وأكد "كينشاك" أن النظام السوري لن يرفض مشاركة أي ممثل عن فصائل المعارضة المسلحة في الجولات القادمة من المفاوضات، وشدد على ضرورة "مواصلة هذا الحوار" وأهمية "إنشاء آلية لجمع كافة الاقتراحات الخاصة بالدستور ولإعداد مشروع للدستور الجديد على أساس هذه الاقتراحات"، وذلك بعدما رفض كل من النظام والمعارضة مسودة الدستور التي أعدها خبراء روس وتم طرحها خلال اللقاء الأول في أستانة الشهر الماضي.
↧