شغلَت الفنانة، أسماء مصطفى، الملقَّبة في الأردن بـ "فراشة المسرح"، الرأي العام الفني والثقافي. وانتقلَت بفعل شبكات التواصل الاجتماعي من الأردن إلى العالم العربي والعالم.
خاصّة، بعد أن أقدمت نقابة الفنانين الأردنيين على "فصل الفنانة مصطفى وشطبها من سجلات النقابة"، وذلك بعد أن تقدَّم 5 من زملائها من أعضاء النقابة بمُذكَّرة احتجاج، على ما "اقترفته بحق الدّين الإسلامي"، على حدّ زعمهم. إذ كتبَت أسماء على صفحتها على فيسبوك عبارة "ألهاكم التكاثر، حتى زُرتم المسارح". وعلى الفور، التقطت أحد المواقع الأردنية ما كتبته أسماء مصطفى. وغمزت، من قناة "الحفاظ على القرآن الكريم"، وبخاصَّة وأنَّها تنتمي لنقابة الفنانين الأردنيين، فاشتعلت موجة من الاحتجاج عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، وانبرى آخرون بالدفاع عنها، وحقّها في التعبير عن رأيها، وانقسم المتابعون. وقد قال نقيب الفنانين الأردنيين، ساري الأسعد: "كتبتُ على صفحتي، بأننا رفضنا كفنانين وكنقابة، أي إساءة للقرآن أو الأديان عامة، وإنّ الفنان ضمير الأمّة، ولا ينبغي لهذا الضمير أن يسيء للمعتقدات والمقدّسات". وعلى الفور اتصلت الفنّانة، أسماء، هاتفياً بنقيب الفنانين الأردنيين مُستغربة، وبدوره طلب منها الاعتذار عمّا بدر منها، كي لا تتفاقَم القضية.
وبعدها بدقيقتين، كتبَت أسماء عمَّا يشي بأنَّه اعتذارٌ عما بدر منها. لكنها، وكما أكّد، ساري الأسعد، نقيب الفنانين، سارعت لشطب "اعتذارها". بل إنّها "تمادت" في عدم قصدها، مُستفيدةً، وربما بعد أن وَجَدت "مؤازرة" ممن أطلق عليهم نقيب الفنانين الأردنيين بـ "العلمانيين" الذين "نفخوا في كبريائها، لتأخذها العزّة بالإثم وتتمادَى في قضيتها"، كما أكّد النقيب. وفي اليوم التالي لمكالمة النقيب والفنّانة أسماء، جاء اجتماعُ مجلس النقابة ليقرّر "شطب الفنانة، أسماء مصطفى، من سجلات وعضوية النقابة".
القضيّة انتقلت إلى التلفزيون، وهذه المرة إلى التلفزيون المصري. وأعدَّ الإعلامي، وائل الأبراشي، حلقة خُصِّصَت كما يبدو لقضية أسماء، وذلك بسبب الصدى الذي أثارته القضية على مواقع التواصل وفي أوساط المهتمين، وبسبب حساسيّة مواضيع التدين والفضاء العام في العالم العربي. واستمع الأبراشي إلى رأي المتهمة، أسماء مصطفى، وإلى نقيب الفنانين، ساري الأسعد، وإلى أحد شيوخ الأزهر. وأصرَّ النقيب على موقفه الذي أعلنه. وكذلك فعلت الفنانة، أسماء، التي أظهرت "تعالياً على النقيب"، كما أكّد متابعون، حين وصفته بأنّه "غير معروف، وبأنّها تعرّفت عليه فقط، لما أتى إلى تونس، حيث تقيم حالياً لمتابعة دراستها في مجال المسرح". وأيضاً برز الإشكال الشخصي وراء الموقف، حين قال النقيب، إنّه سبق وأنقذ ودافع عن أسماء، عندما تعرَّضت لقضية رفض الإفصاح عنها، على الرغم من محاولة المذيع الأبراشي الكشف عنها. مما أثار الشكوك حول وجود حيثيّة شخصيّة بين أسماء ونقيب الفنانين قبل الحادثة.
الإسراع في قرار النقابة، كما أكَّد ساري الأسعد، جاء كي لا تقع نقابة وكيان الفنانين الأردنيين، تحت طائلة الاتّهام والإساءة للدين الإسلامي، وبخاصَّة وأنّ الظروف العامّة لا تحتمل ذلك. وبالطبع، لمْ ينسَ الأسعد التأكيد على أنّ "الفنان الأردني، دائماً ما كان، وسيبقى، إلى جانب الشعب والأمة، ولا يسيء بأيّ حال إلى أي دين".
المصدر: العربي الجديد - عمّان ـ طلعت شناعة
↧