قالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها من الموصل إن تنظيم الدولة بدأ مؤخرا استخدام تقنية متطورة لطائراته المسيّرة لاستهداف قوات الجيش والمدنيين أيضا، وإن قوات الأمن العراقية تقاوم هذه الطائرات بصعوبة.
وأوضحت أن القوات العراقية اعتادت على تحليق طائرات تنظيم الدولة فوق مناطق المعارك منذ أن استولى التنظيم على مساحات واسعة من البلاد في 2014، وكانت تستخدم نيران البنادق ومعدات تقنية متطورة لمواجهتها، لكن التنظيم صقل تقنياته، وعدل هذه الطائرات لتحمل متفجرات يمكن تفجيرها على الأهداف.
وزاد تنظيم الدولة استخدامه الطائرات المسيرة في الوقت الذي أعلن فيه الجيش العراقي أنه استعاد أول أحياء غرب الموصل أمس.
التأثير بالمعركة وتقول الصحيفة: رغم أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق يقول إن زيادة قدرة تنظيم الدولة على استخدام الطائرات المسيرة لن يكون له تأثير كبير على معركة الموصل، فإنها تتيح له فرصة استهداف المدنيين والعاملين بتقديم المساعدات الإنسانية بشرق الموصل لتمنح التنظيم القدرة على إرهاب من فقد سيطرته عليهم من السكان وإعاقة عودة الحياة الطبيعية لمناطقهم.
يقول محمود ياسين العامل بأحد أكشاك الفلافل بالقرب من أطلال جامعة الموصل (شرق المدينة) هناك هجمة بطائرة مسيرة كل يومين أو ثلاثة، ونصب الجيش مؤخرا مدفعا رشاشا في الشارع لإطلاق نيرانه على أي طائرة مسيرة قادمة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول قوله إن موضوع الطائرات المسيّرة مقلق، إذ لا توجد وسيلة تقنية لوقف نشاطها تماما.
ويقول المقدم بالقوات الخاصة بالجيش العراقي أركان فاضل الذي أُصيبت قدمه بشظايا من قنبلة رمتها طائرة مسيرة تتبع لتنظيم الدولة، إنه لأمر مقلق أن تتوقع رميك بمتفجرات في أي لحظة.
خبرات ودقة وهناك كثير من الفيديوهات والصوّر، يقول المحلل بشركة بيلينغكات للأبحاث نك ووترز إنها تظهر الدقة التي ترمي بها طائرات تنظيم الدولة المسيرة قنابلها ومتفجراتها، "الأمر الذي يجعلني أعتقد بأن لديهم مشغلين يتمتعون بخبرات كبيرة ويستطيعون تنفيذ هجماتهم بدقة ثابتة".
وقدرت شركة بيلينغكات أن طائرات التنظيم ترمي قنابلها بدقة من علو ألف قدم، مضيفة أن تنظيم الدولة يستخدم مثل هذه الهجمات في التشويش على الخصم أثناء التفجيرات الانتحارية أيضا.
ويستخدم الجيش العراقي لمواجهة هذه الطائرات معدات أميركية الصنع توظف تقنيات متطورة تطلق موجات الراديو، لكن هذه المعدات تتوفر بأعداد قليلة لأن القانون الأميركي لا يسمح لبعض الدول، بينها العراق، باستيراد هذه التكنولوجيا إلا بإذن خاص.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن واحدة -على الأقل- من مليشيا الحشد الشعبي أعلنت أنها حصلت على تكنولوجيا مضادة للطائرات المسيّرة من قوات الحرس الثوري الإيراني.
المصدر: الجزيرة نت