هو ان تتفكر بكل شيء موروث لديك ديني او لاديني والتفكر يولد بعمل العقل شك ونقد وطرح الأسئلة المتعددة والتفكير والتأمل والثقة بنفسك والكون في أنك انسان متعقل يملك القدرة على هذا العمل وهذه الحقيقة ليُنتج من هذا الايمان سلوك وقيم إنسانية أخلاقية مٌثمرة تدل على نتيجة ايمانك بما تمتلكه او تصورك حوله.
فالعقيدة والايمان يقودان السلوك ووجهات النظر والأراء لدى الشخص. والانسان في شوق دائم للمطلق والبحث عنه والتعمق به.
في هذا انت تكتشف ذاتك وتسعى للوصول الى جوهر الأشياء أي الى الحق والخير والجمال ومعنى السعادة الأرضية والابدية.
الله هو شيء ايضاً، لمعرفته ينبغي الوصول لجوهره،
وان جوهره وكلمته في الديانات الابراهيمية هو يسوع المسيح المقدس المطلق. الايمان هو جزء من ذاتك ايضاً بتصورك حول الجوهر والمقدس المطلق لكي تكون على شبه وصورة الالهة على مدى العمر في هذه الصيرورة لذاتك المتفاعلة مع كل الأفكار الموروثة وكل أشياء الوجود والكون بهذه الوحدانية والتشاركية ايضاً مع الاخرين سواء داخل الكنيسة وخارجها.
وان الله يولد في مسار التاريخ معنى في داخل النفس والروح البشرية لهدف سامي للبشرية وتحسينها لتوطيد الخير والحق والجمال والمعرفة والعدالة والمساواة والحرية ومعنى التاريخ وإقامة دولة تحفظ حق الفرد بهذا ولا تكون قائمة على حقائق ومبادئ شرعية موروثة.
هناك أشياء أخرى ايضاً تؤثر في كينونة الفرد الروحية النفسية الاجتماعية بأبعادها المختلفة بأيمانه ووجوده الاجتماعي في بيئته المحيطة وعالمه أي الوجودي الكوني.
كل شيء في هذا الكون هو مادة يتكون من شكل او صورة وطاقة
النص الديني هكذا هو ايضاً يوجد به جانب روحي وجانب مادي تاريخي أي لا يمكننا إلزامه القداسة المطلقة.
هناك تفاعل بين ذاتك القارئة للنص وبين الذات التي كتبت النص الموروث الديني او لاديني
وهناك ايضاً مفسر للنص الديني او عقيدة تبنى على الدين انت في تفاعل بصيرورتك مع هذه في محيطك وتنشئتك الروحية الفكرية.
هذا التفاعل او التأثير المتبادل بين النص والمفسر للنص يجب ان يخلق ويولد اختلاف وليس خلاف لأنه امر طبيعي ولكن يبقى بهذا ان تزداد قيمة الحرية داخل نفسك والبحث والتعمق المستمر في ذاتك التي تحمل رؤية وقضية إنسانية خلاقة تبنى على ايمانك وتصورك لخدمة الخير العام والانسانية أكثر من جدليتك وبقاءك ضمن النص والعقيدة والاختلاف والتفسير به فلن نستطيع تفسير كل الحقائق الميتافيزيقية وحقائق العالم المهم هو التغيير الذي ينتجه الايمان يبقى لنفسك وللواقع بهذه القيم التي تحملها في جعبتك.
فالذات هنا بإيمانها بالمقدس المطلق تصبح ذات مطلقة ونسبية
ذات مطلقة بالحرية الداخلية الروحية او النفسية في ايمانها بالمطلق وحرية تفكيرها ولا محدوديتها وهو الذي يخلق بها الشغف للمعرفة للأبداع للفهم
وذات نسبية في كينونتها المادية المحدودة في المكان وصيرورتها بتصورها وتعبيرها عن الأشياء في اللغة التي لا يمكن دائما ان تنتج المعنى الكامل الذي نريد التعبير عنه بإيماننا وتصورنا حول الحقائق المطلقة وهذا ينتج لدينا ازدواجية في معايير وقضايا معينة ولكن يكون دافعها هو الخير ومعنى جيد في مفهوم الهوية لدى الانسان. فهنا يمكننا ان نربط هويتنا بدين او لا نربطها يبقى الامر قائم على المعنى وما يولده الايمان لمفهوم الحرية.
لكي تحافظ على حريتك الداخلية مع المطلق وحريتك في المادة النسبية وانت تعيش في ظل دولة ومجتمع ينبغي الحفاظ عليهما أي حمايتهما بقانون الدولة ودستورها الذي يحكم المجتمع.
بدون هذا انت في خطر. تمارس مواطنتك أي ان تطلب بحقوقك لكي تمارس وجودك في هذا المفهوم للحرية الدينية والفكرية التي هي الحق الأساسي لكل انسان وهي المعايير الأساسي لقيام فرد ناضج وشعوب ناضجة لها وجودها وفاعليته في المجتمع الدولة وبالإضافة لحقوق أخرى كالمساواة العدالة والمحاسبة لمستنزفين الثروات والخير العام وحقوق الافراد.
هنا يأتي دور الفرد في تحقيق هذا والنضال لأجله بممارسة ايمانه وانتمائه للوطن في جزء من فاعليته بأيمانه الذي خلق لديه قيم ورؤية وهدف سامي وفي اختيار مُمثلين له بوعي جديرين وهم بمحل ثقة في تحقيق هذا الشأن الذي يكون على أولوية برامجهم السياسية في دورهم الذي يخدم هذه الاحتياجات للفرد ولكي تكون هذه الحرية ثقافة متأصلة في المجتمع سواء في الفكر وحق الفرد او القانون المُعد وليست موجودة على الهامش في المجتمع وكينونة الفرد الروحية والفكرية والاجتماعية بإبعادها المتعددة.
المصدر: سوريتي
↧