احتفل السوريون، أمس الثلاثاء، بعيد الأم الذي يصادف الـ21 من شهر آذار/مارس من كل عام، ويتزامن مع بداية فصل الربيع، واحتفالات أكراد سورية بعيد النيروز.
وبخلاف ما قبل الحرب، لم تستطع الكثير من الأمهات الاجتماع بأبنائهن في هذا اليوم، إذ فرّق النزوح واللجوء والسفر ملايين الأبناء عن أمهاتهم، خلال السنوات الماضية، وبات من العسير أن يجتمعوا في مكان واحد في ظل هذه الظروف.
يقول نادر، وهو لاجئ سوري في ألمانيا: "كانت أمي أمس وحيدة، كلّمتها من خلال الإنترنت، بكت كثيراً، لم تعد ترانا إلا من خلال الشاشة، أنا وإخوتي الخمسة، ثلاثة في ألمانيا واثنان في السعودية، هي وحدها في سورية، ولا ندري متى سنتمكّن من رؤيتها من جديد".
البُعد لم يمنع الكثير من الأبناء من تقديم هدية الأم، كما اعتادوا، فقد استعان حسان، الذي يقيم في دولة الإمارات، بشركة محلية جديدة في مدينة حلب، أنشئت لتقوم بشراء وإيصال هدايا كل من هو خارج سورية إلى بيوت أحبائهم في الداخل، يقول: "كانت أمي تنتظر هذه المناسبة طوال السنة، لأننا كنا نقوم بجميع أعمال المنزل، ونحضّر الحلويات ونجلب لها الهدايا، اليوم لا نملك أن نقدم لها إلا الهدية".
وبسبب تردّي الحالة الاقتصادية، استبدل الكثيرون هدايا عيد الأم التقليدية بهدايا متواضعة، تقول رشا: "أهديت أمي أسبوع راحة، وتبرعت بأن أقوم بجميع أعمال المنزل لمدة أسبوع. طلبت منا بنفسها ألا نشتري شيئاً، وأن نحتفظ بالمال لأمور أهم، خاصة أن أسعار الهدايا ارتفعت قبيل عيد الأم".
هدية عيد الأم لا تحظى بها الأمهات السوريات النازحات واللاجئات ومن فقدن أبناءهن. ومن هذا المنطلق فريق ملهم التطوعي أطلق، بمناسبة عيد الأم، حملة تبرعات مخصصة للأمهات النازحات واللاجئات لمساعدتهن في ترميم بيوتهن، وأخرى لكفالة يتيم فقد حنان أمه إلى الأبد.
هذا اليوم مرّ عصيباً على أمهات الشهداء والمعتقلين في سورية، كأم زياد، وهي أم سورية تعيش في غازي عنتاب التركية، فقدت زوجها وولدها في غارة جوية في ريف دمشق، تقول "أكره هذا العيد، ولا أرغب في تذكّره كثيراً، ما زلت أحتفظ بآخر هدية من زياد، كان عمره 16 عاماً حينها، اشترى لي شالا أبيض. شاهدته في منامي البارحة، جاء ولفّه على رقبتي، وقبّلني ورحل".
أما أم قاسم، من ريف دمشق، وهي أم لثلاثة أبناء، فقدَت أحدهم في سجون النظام، وأصيب ابنها الآخر، فتقول: "ليتني لم أكن أماً يوماً، ولا أحسست بهذه اللوعة يوماً. 3 سنوات وأنا أنتظر أن يخرج من المعتقل، حتى قالوا لي إنهم قتلوه هناك، رأى إخوته وأبوه صورة جثته متفحمة وعليها رقم، ولم يروني إياها، لكني أتخيلها على الدوام ويحترق قلبي. ابني الآخر أصيب بشظية في ظهره وبات مشيه صعباً، منذ أسبوع قلت للجميع لا تذكّروني بعيد الأم، لا أريد معايدات من أحد".
المصدر: العربي الجديد - لبنى سالم
↧