علق الكاتب ديفد بلير على مقتل المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو محمد العدناني في مدينة حلب (شمال سوريا) بأنه يأتي في إطار عملية الاستنزاف لقادة التنظيم جماعة وفقدانها لنحو نصف أراضيها في العراق والخمس في سوريا منذ ذروة تقدمها عام 2014.
ويرى بلير -في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف- أن التنظيم ليس سوى عرض لمشكلة سياسية متجذرة، ألا وهي إقصاء "الأقلية السنية" في العراق والأغلبية السنية في سوريا، وتساءل هل هذا يعني أن الهزيمة النهائية للتنظيم مسألة وقت فقط؟ وأجاب بالنفي.
"إذا كان الهدف هو دحر الإرهاب في بلاد الشام فإن سقوط تنظيم الدولة لن يكون كافيا، والمطلوب هو تسوية سياسية تشمل السنة في سوريا وهذا لا يمكن أن يتأتى والأسد يحكم في دمشق"
وأوضح الكاتب أنه ليس هناك واقع واحد ثابت، بمعنى أن خسارة التنظيم للأراضي التي تحت سيطرته لا تعني بالضرورة دحره نهائيا لأنه قد يرد بكل قوة لتنفيذ هجمات إرهابية، مستهدفا ليس فقط سوريا والعراق بل بالتأكيد أوروبا أيضا. وأضاف أن حرمانه من الحكم أو السيطرة على الشعوب قد يحوله إلى منظمة إرهابية بحتة.
وأشار بلير إلى أن الكثير سيتوقف أيضا على: من تحديدا الذي سيستعيد السيطرة على الموصل والرقة وبقية نطاق التنظيم، وهنا تأتي النقطة الأكثر أهمية من ذلك كله وهي أن ظهور هذه الحركة الملطخة بالدماء لم يكن مجرد نزوة رجعية لأن التنظيم ليس سوى عرض لمشكلة سياسية متجذرة، ألا وهي إقصاء "الأقلية السنية" في العراق، بل وأسوأ من ذلك "الأغلبية السنية" في سوريا.
فمن خلال تدخله في العراق، مهد الغرب الطريق لحكومة يهيمن عليها الشيعة تنتخب في بغداد. ومن خلال عدم التدخل في سوريا، ترك الغرب الحبل على الغارب لنظام الأقلية العلوية الذي يترأسه بشار الأسد. وكان التأثير في الحالتين هو نفسه: تعزيز اغتراب خمسة ملايين سني في العراق و14 مليونا في سوريا.
وختم الكاتب بأنه إذا كان الهدف هو دحر الإرهاب في بلاد الشام فإن سقوط تنظيم الدولة لن يكون كافيا، وأن المطلوب هو تسوية سياسية تشمل السنة في سوريا، وهذا لا يمكن أن يتأتى والأسد يحكم في دمشق.
ترجمة الجزيرة-
↧