ينتظر حزب الله تطور الأمور في حلب ليبني على الشيء مقتضاه. يبدو الحزب شديد التفاؤل إزاء ما يجري في العاصمة الإقتصادية لسوريا. والحديث الطاغي على أدبياته هذه الفترة هو أن حلب قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيده ويد الجيش السوري. وهذا ما تنفيه الوقائع الميدانية وتأكيدات دولية ومن قادة المعارضة في المدينة. في البداية جرى الحديث عن مفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة. ومن ضمن الإتفاق أو التواصل التركي الإيراني بدخول الجيش السوري حلب بشكل آمن على طريقة ما جرى في داريا، وفق مصدر مطّلع مقرّب من الحزب. لكن هذا الكلام كأنه نوع من الخيال، إذ كيف يمكن لذلك أن يحدث بعد ساعات على الدخول التركي ريف حلب، ومعروف أن تركيا تنظر إلى ثاني أكبر المدن السورية على أنها جزء من أمنها القومي وعمقها الإستراتيجي. تتحدّث المصادر عن إتفاق على أن يكون ريف حلب الشمالي في يد تركيا، بالإضافة إلى بعض المناطق الكردية، فيما يدخل الجيش السوري برعاية إيرانية حلب المدينة مع السيطرة على مداخلها ومخارجها. الأمر الذي تنفيه مصادر المعارضة، لافتة إلى أن هذا أمر مستحيل، لاسيما أن الجزء الشرقي من حلب المدينة مغاير تماماً لمناطق أخرى كالقصير أو داريا. فهو منطقة ذات بعد إستراتيجي دولي وليس ذا أهمية سورية. فيها أكثر من 250 ألف مدني وأكثر من 25 ألف مقاتل. وهؤلاء يستحيل عليهم أن يستسلموا أو يسلّموا. وتكشف المصادر أن هذا الكلام جاء بطرح روسي على رسم خطوط التماس في حلب وسوريا، لكنه لم يمرّ، ولاسيما في ضوء النفي الأميركي والتركي له. صحيح أن تركيا تتفاهم مع روسيا على بعض النقاط وكذلك مع إيران، لكنها أيضاً تختلف معهما في نقاط عديدة في سوريا. وتعتبر المصادر أن الصراع مفتوح وقد يذهب نحو التصعيد. في موازاة ذلك، ومع إجهاض هذا "الفخ" الروسي، عادت التحركات الميدانية، إذ إن حزب الله وفق مصادر قريبة منه بعما ثبّت مواقعه في بعض المناطق المحيطة بطريق الراموسة، بدأ تحركاً عسكرياً وميدانياً لإعادة السيطرة الميدانية وليس بالنار. وتؤكد المصادر أنه من الآن حتى عشرة أيام هناك ضرورة قصوى في حصول تغيير ميداني على الأرض في حلب. في المقابل، تستمر قوى المعارضة في تحشيد قواتها والتحضّر لصدّ أي هجوم محتمل. فيما تصرّ المصادر القريبة من الحزب على ضرورة استعادة السيطرة على الراموسة بالكامل، ومشروع 1070 وتلة المحروقات. وأمام هذه الوقائع تعتبر المصادر أن الكلام عن حلول سياسية مازال بعيداً، والجميع يستجمع قواه لفرض نفسه وشروطه، ولرسم حدوده. ويعلم حزب الله أن معركة حلب تختلف عن المعارك الأخرى، فهي تتطلب كثيراً من الجهد والخسائر، ورغم ذلك هناك إصرار على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التقدم الذي حققه مسلّحو المعارضة. وقبل هذه التطورات، تكشف المصادر أن حزب الله كان يتحضّر لشن معركة في قطاع سهل رنكوس، واستئناف نشاطه في وادي بردى لاستكمال "تطهير" محيط العاصمة دمشق، إن عبر المعارك في مكان أو عبر الحصار في أمكنة أخرى على غرار داريا، لتصبح المنطقة المحيطة بالعاصمة كلها خاضعة لسيطرتها. وهذا يندرج ضمن إطار رسم الحدود وخطوط النفوذ.
المصدر: المدن - منير الربيع
حزب الله : حلب قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيده ويد الجيش السوري
↧