قُتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخرون بغاراتٍ شنها طيران النظام الحربي، اليوم الثلاثاء، على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في ريفي حمص وحماة الشماليين، بينما فشلت محاولاتٌ جديدة من قواته البرية لاستعادة مناطقَ خسرتها الأسبوع الماضي، خلال معارك مع فصائل المعارضة السورية المسلحة أدت إلى خسارة النظام عدة بلداتٍ وقرى كانت خاضعة له، كما دفعت قواته وفروع أمنه إلى رفع حالة الجهوزية في مدينة حماة إلى مستويات غير مسبوقة.
ففي وسط البلاد، ذكر المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي الروسي، شن ليلاً عدة غارات، مستهدفاً منازل المدنيين في مدينة تلبيسة، وقد أسفرت عن سقوط جرحى جلّهم من الأطفال"، مؤكداً "مقتل مدني واحد وإصابة عدد كبير من المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، بغارة استهدفت محيط مدينة الرستن" بريف حمص الشمالي، فيما تحدثت مصادر أخرى عن مقتل مدني آخر بغارةٍ استهدفت قرية غرناطة القريبة.
وغير بعيدٍ عن حمص، واصلت المقاتلات الحربية، اليوم، شن غاراتها على ريف حماة الشمالي، الذي خسر فيه النظام الأسبوع الماضي، مناطق مهمة كانت خاضعة له.
وأفادت مصادر ميدانية في حماة لـ"العربي الجديد"، بأن "طيران النظام الحربي، شن اليوم غاراتٍ استهدفت معظمها مدينة طيبة الإمام، التي سيطرت عليها فصائل الثوار الأسبوع الماضي"، متحدثة بأن "إحدى الغارات بالصواريخ الفراغية أدت إلى مقتل مدني واحد على الأقل وجرح آخرين".
ويأتي هذا فيما تواصل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، منذ أيام، استعادة مناطق خسرتها خلال المعارك الأخيرة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وقال مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام فشلت في التقدم نحو قرية معردس، في ريف حماة، التي سيطر عليها الثوار منذ ثلاثة أيام"، ذاكراً أن المركز، الذي يديره ناشطون من المحافظة، "أحصى أكثر من 14 محاولة فاشلة سعى النظام خلالها إلى التقدم إلى أية نقطة من نقاط الثوار في معردس".
وتابع شهداوي القول إن النظام "يحاول جاهداً التقدم على جبهة معردس، وذلك لكونها بالغة الأهمية، باعتبارها تقع في بوابة جبل زين العابدين في ريف حماة، والذي يحوي المعسكر الأكبر لقوات النظام هناك".
وتبعاً لذلك، فإن النظام يعمل على إبعاد خطر المعارضة عن معردس، إذ أوقعت خسارته إياها نقاطَ تمركز قواته في زين العابدين تحت مرمى نيران مدفعية المعارضة.
إلى ذلك، تحدث المصدر ذاته أن "قيادة فرع حزب البعث التابع للنظام في حماة أصدرت أوامر تقضي بوجوب حمل السلاح لجميع العاملين في الحزب والحزبيين والمنتسبين إليه، للدفاع عن مدينة حماة فيما إذا استطاع الثوار التقدم إلى المدينة، كذلك تم رفع حالة الجاهزية التامة"، مؤكداً أن "النظام بدأ بعمليات إجبار الشباب المتبقين في المدينة على التطوّع في قوات الدفاع الذاتية، والتي من مهامها القتال إلى جانب النظام إذا ما تقدّم الثوار إلى مدينة حماة".
وقال شهداوي إن حالة الاستنفار في صفوف النظام ولجانه الحزبية، هي "الأولى من نوعها منذ خمس سنوات، وهو ما يدل بشكل كبير على خوف النظام من هذه المعركة، التي قد تصل فعلاً إلى مدينة حماة، وقد تجسّد ذلك
أيضاً في القيام بسحب النظام معظم عناصره من حواجز مدينة حماة، وإبقاء عنصرين أو ثلاثة على كل حاجز من حواجزها"، مؤكداً أن "قوات النظام وفروع مخابراته شمالي مدينة حماة، لجأت منذ أيام إلى استخدام بيوت ومنازل المدنيين المحيطة بالفرع ومقر قوات حفظ النظام، واعتلت أسطح تلك المنازل والمباني، وأقامت داخل بعضها".
وشن تنظيم "جند الأقصى" مع فصائل في الجيش السوري الحر، أبرزها "جيش النصر" و "تجمع العزة"، هجمات واسعة في ريف حماة الشمالي الأسبوع الماضي، أدت إلى خسارة النظام عدة بلداتٍ ومدن، أبرزها طيبة الإمام، حلفايا، صوران، معردس وغيرها، وبات مقاتلو المعارضة السورية، بالتالي، على بعد عشرة كيلومترات من مدخل مدينة حماة الشمالي.
المصدر: العربي الجديد - أحمد حمزة
↧