رغم الغبار الموجود على ( المانطو ) كان من السهل أن أدرك أن هذه المرأة كانت تنتمي لأسرة ميسورة الحال .. كانت تقف في طرف الميدان ترقب السيارات وتتلفت حائرة ..مشت بخطوات مثقلة متعبة ثم توقفت حائرة .. وفي ملامحها لمحت كل آلام سوريا وحزنها .. وخطواتها التائهة جعلتني أدرك أنها لا تملك مكانا تمضي إليه ..
.كنت أفكر في نفس الوقت في النقود المتبقية معي .. 200 جنيه و 100 دولار .. كان ذلك كل ما املك .. قررت أن أشاركها مالدي وأعطيها 200 جنيه ..
.
حسمت أمري .. واقتربت منها .. كنت أرتب العبارات .. وأحاول انتقاء الألفاظ .. كنت سأقول لها مرحبا يا أمي .. نظرت إلي .. وكأنها فهمت وأدركت ما أنوي القيام به .. كانت نظرة لن أنساها ما حييت .. كأنها تقول لي .. أنا ابنة العز .. أنا ابنة الشام .. لا أتسول ولا أقبل الصدقات .. وأدارت وجهها .. ومضت تعبر الطريق ..
.
وبقيت أنظر اليها من بعيد .. أبكي عليها وعلى نفسي .. أبكي على سوريا .. وعلى كل أم
↧