يبحث العديد من طلاب الجامعات في لبنان عن مصادر دخل جديدة تساعدهم في تغطية تكاليف الجامعات المرتفعة. ولهذه الغاية تحديداً، قررت أودريه نكد خلق فرص عمل للطلاب المتفوقين من خلال تطبيق على الهواتف الذكية يجمعهم بالطلاب الذين يريدون أخذ دروس خصوصية في أغلب المواد الجامعية. ورغم أن الفكرة ليست جديدة عالمياً، إذ هناك كثير من المواقع الإلكترونية في العالم التي تقوم بالأمر نفسه، إلا أن ما يُميز تطبيق " سينكرز " بشكل أساسي، هو تخصيص التجربة من خلال اتاحة الفرصة للطالب لإيجاد طالب متفوق من الجامعة نفسها ودرس المادة نفسها مع الأستاذ نفسه وتفوق فيها. والعنصر الإضافي الذي يميز "سينكرز" عن غيره من المنافسين، أنه أول تطبيق على الهواتف الذكية يُعنى بهذا الموضوع. إذ يتجه معظم المنافسين إلى المواقع الإلكترونية بدلاً من التطبيقات، في الوقت الذي أصبحت فيه نسبة اختراق الإنترنت على الأجهزة الذكية أكبر منها على الحواسيب. وكل ما على الطالب القيام به، هو تسجيل اسم المادة والمعلومات الشخصية الخاصة به، ليقوم التطبيق وفي أقل من 30 ثانية باعطائه خيارات عديدة لأساتذة يُمكن أن يساعدوه في هذه المادة. ويتم الاختيار وفق عوامل عديدة منها الوقت والسعر والموقع والتقييم الذي حازه الأستاذ من تلاميذ سابقين. وبعد انتقاء الأستاذ يتم تحديد الموعد لبدء الدروس الخاصة. في المقابل، يخضع الأستاذ الذي يريد أن يشترك في التطبيق لمقابلة مع الفريق المتخصص في درس ملفات الأساتذة بشكل دقيق للتأكد من قدرته على اعطاء المادة بأفضل طريقة ممكنة. وتحاول هذه الشركة الناشئة بناء جسور من الثقة بين قاعدة أساتذتها والطلاب الذين يريدون دروساً خاصة، ولاسيما أن الثقة هي العامل الأبرز في نجاح المشروع. وتمكن هذا التطبيق من تحقيق نجاح ملحوظ رغم أن تاريخ إطلاقه الرسمي على أنظمة تشغيل "أي أو أس" و"أندرويد" لم يتعد الشهرين. ووصل عدد مستخدميه إلى 1000 مستخدم، مقسمين بين 200 أستاذ و800 طالب. كما تم اتمام 202 حصة تعليمية من خلال التطبيق. ونظراً إلى بداية التطبيق الحديث في السوق الواعد لبنانياً وعربياً وحتى عالمياً، اقتصرت المواد المعطاة على المواد التحضيرية للجامعات والمواد المطلوبة من الجامعات، في حين سيتم ادخال مواد المدارس في وقت لاحق. ولم تنس نكد وفريقها المؤلف من زينة سلطاني وسيبيل نكد وآدم عبد الغاني أبرز المشكلات التي يمكن أن تواجه تطبيقاً كهذا، إذ يعمد معظم الاساتذة إلى الاستغناء عن التطبيقات المشابهة بعد أن يصبح لديهم عدداً جيداً من الطلاب. ولهذه الغاية، صمم فريق العمل برنامجاً دقيقاً لحل هذا الموضوع من خلال برامج ولاء تعطى للأساتذة، بالإضافة إلى دورات وورش عمل مستمرة للأساتذة. ويعتمد نظام الولاء على عدد الساعات التي أعطاها الأستاذ من خلال التطبيق، إذ يُمكن أن يحصل على مساعدات مالية لأقساط جامعته، أو حتى على جوائز مالية مع ارتفاع عدد الساعات التي أمضاها في التعليم من خلال التطبيق. والأهم من هذا، سيحصل الأساتذة المتفوقون على فرص للتدرج في كبرى شركات الشرق الأوسط من خلال شراكات أقامتها الشركة مع شركات كبيرة في المنطقة العربية. وينتظر تطبيق كهذا مستقبل واعد في لبنان والعالم، إذ تصل قيمة سوق الدروس الخاصة في لبنان إلى 52 مليون دولار سنوياً، في حين يصل إلى 138 بليون دولار في العالم. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد في السنوات الأربع المقبلة. ونظراً إلى غياب المنافسة في الوقت الحالي في لبنان والمنطقة العربية، تتوقع نكد أن يصل عدد المستخدمين إلى 30 ألف مستخدم في السنوات الأربع المقبلة. وتلفت نكد إلى أن الاستراتيجية الحالية تقوم على بناء قاعدة مستخدمين بدلاً من الأرباح، إذ لا يوجد الآن أي "عمولة" على الحصص التي تُعطى من خلال التطبيق. لكن في الفترة المقبلة "التي لم تحدد بعد" سيتم أخذ عمولة من الأستاذ الذي مكّنه التطبيق من "تحقيق مدخول شهري جيد". أما بالنسبة إلى التمويل، فإن نكد وفريقها استفادوا من التعميم 331 الذي أصدره المصرف المركزي والذي يعنى بدعم مشاريع ريادة الأعمال، إضافة إلى دعم من "كفالات" وشركة "سبيد" لتسريع الأعمال، وجوائز مالية فازت بها من خلال مشاركتها في مسابقات عديدة. ووصل التمويل النهائي إلى 60 ألف دولار أميركي. ومن المتوقع أن يبدأ تحقيق الأرباح بعد سنة تقريباً، وفق نكد. يُذكر أن "سينكرز" هو من التطبيقات الثلاثة التي اختارتها "ليبنت" و"بلاك بوكس" الموجودتان في سيليكون فالي، للذهاب إلى هناك.
المصدر: المدن - حسن يحيى
↧