شاعت على مر سنين الثورة انتهاكات النظام وشبيحته بحق المعارضين لهم، ولكن، وفي أحياء مدينة حمص الموالية، والتي يتغنى أتباع النظام بأنها الأحياء الآمنة، حيث تسود شريعة الميلشيات، وتغيب سلطة القانون، لم يسلم المؤيدون من تشبيح شبيحة النظام، لتكون هذه المرة فتاة من حي الزهراء ضحية اغتصاب جماعي من قبل شبيحة الحي، وما بقي حبيس محاضر مخافر تلك الأحياء أكثر مما ظهر.
وفي التفاصيل، تم ضبط المحضر رقم 8465/ب تاريخ 12 /9/2016، الذي ينص على "تعرض المدعوة عهد.ع لجريمة اغتصاب جماعي، أدت إلى أضرار جسدية ونفسية بالغة"، يوم الإثنين الماضي.
وبحسب المعلومات التي نشرها موقع "مرآة سوريا" فإنّ المدعوة "عهد"، 21 عاما، كانت في طريقها إلى منزلها قادمة من بيت إحدى صديقاتها صباح الاثنين الماضي، وعندما همّت بقطع مفترق الطرق عند دوار المواصلات في الحي، توقفت سيارة "رانج" سوداء اللون، أمامها ونزل منها 4 شبان حملوها ووضعوها في السيارة عنوة، وانطلقت السيارة مسرعة إلى جهة غير معلومة.
وتقول "عهد" في إفادتها للشرطة: "صرخت كثيراً في السيارة إلا أنّ أحداً لم يسمعني، بقيت السيارة تسير نحو 15 دقيقة، وتم تكميم فمي وسلبي حقيبتي وما كان بحوزتي (3 أجهزة موبايل، أحدها عاطل، وعقد ذهب، ومبلغ ضئيل من المال)، وتم وضع رأسي نحو الأسفل، وجلس أحدهم فوقي في بعض الأحيان".
وتابعت: "تم إنزالي في منطقة مهجورة، لا أبد أنّها منطقة ما في حمص القديمة، كانت شبه متهدمة، إلا أنّه تم إدخالي إلى شقة أرضية في بناء تهدمت الطوابق العليا فيه فقط، وتم وضعي في غرفة كبيرة فيها عدد من الاسفنجات الممدودة على الأرض، وزجاجات مشروب روحي فارغة ومترامية في كل مكان بالغرفة".
ومن ثم كلّمها أحد الشبان قائلا: "أنت الآن بين أيدينا، أقرب إنسان إليك هنا يبعد عنك ملايين الكيلو مترات وأمامك خياران: إما أن تعطينا ما نريد من جسدك برضا وراحة، وإمّا أن نأخذه عنوة وغصباً ثم نقتلك إن توترت أعصابنا خلال ذلك، و"ما بتسوي عنا حق رصاصة"، بحسب إفادة عهد.
واضافت عهد: "لم أرد عليهم وبقيت ساكنة، ثم نزع أحدهم اللاصق عن فمي فصرخت، وانهال عليّ بالضرب على رأسي وأمسكني من شعري وشتمني وسب عرضي وأهلي وأجبرني على السكوت، وأخبرتهم أنني علويّة وأن أقربائي في الجيش والدفاع الوطني، إلا أنّهم قالوا لي: منعرف، ولم يكترثوا لذلك".
وتصف عهد الشبان الأربعة فتقول "إنّ اثنين منهم كانا يرتديان زياً عسكريا، وشاهدت على الأرض شارات لميليشيا الدفاع الوطني، بينما كان الآخران يرتديان زياً مدنيا، وأحدهما كانت بادية عليه علامات السكر المفرط".
ومن ثم عاد أحد الشبان، الذي تعتقد عهد أنّه زعيم العصابة، بتكرار عرضه حول تسليم جسدها لهم، مقابل إعادتها إلى الحي دون أن تتأذى، وإلا فإنهم سيأخذون ما يردون عنوة ويقتلونها.
وتابعت عهد في معرض إفادتها: "لم يكن لدي متسع للتفكير، أومأت برأسي لهم أنني موافقة، والدموع تملأ عيني، فاقتادني زعيمهم إلى غرفة نوم في المنزل، كانت رائحتها مقززة، ورمى بي على السرير الموجود فيها وباشر باغتصابي، ثم خرج ودخل شاب آخر، ثم دخل الشابان الآخران وتم اغتصابي جماعيا".
وتقول: "بعد أن انتهوا قالوا لي عليّ أن أبقى حتى المساء هنا، وجلسوا في الغرفة الكبيرة بينما بقيت في غرفة النوم، ثم دخلوا إلى قبل غروب الشمس بقليل، واغتصبوني مجدداً بشكل جماعي، ثم أعطوني حقيبتي، ولم ينقص منها سوى عقد الذهب، فسألتهم عنه فقالوا إنّه (أجرة بسطي)، ثم وضعوني في السيارة وأنزلوا رأسي إلى أسفل، وأنزلوني قرب كراج تدمر".
يحرص إعلام النظام على تصوير الأحياء الموالية في حمص وكّأنها تعيش بمثالية شبه مطلقة، فيعتني بتصوير المسيرات المؤيدة لبشار الأسد، وبفعاليات تكريم قتلى الجيش، وبافتتاح صنابير المياه أو رصف الطرق، فيما يبتعد كل البعد عن تصوير الحالة السيئة والمتردية التي يمكن للبعيد عن هذه الأحياء رصدها من خلال تعليقات القاطنين فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تلك المتعلقة بممارسات ميليشيا الدفاع الوطني المساندة لقوات النظام، والتي تتمتع بحصانة كاملة من قبل سلطات النظام.
موقع "مرآة سوريا"
↧