عبّر آلاف الأتراك عن غضبهم الحاد إزاء لجوء السلطات التركية إلى الإفراج، الأحد، عن شخص أقدم على لكم فتاة وتسبب لها بإصابات بسبب ارتدائها لباساً قصيراً في أحد الباصات العامة التابعة لبلدية إسطنبول.
وكانت السلطات التركية اعتقلت في ساعة متأخرة من مساء السبت الشاب التركي عبد الله تشاكر أوغلو، بعد أن أقدم على ضرب فتاة تعمل ممرضة أثناء عودتها من عملها مستقلة أحد باصات المواصلات العامة في الجانب الآسيوي من إسطنبول، وتسبب لها بإصابات طفيفة في وجهها، في حادثة ولدت حالة واسعة من الغضب تزايدت مع إفراج المحكمة عن المتهم.
ووقعت الحادثة في حي أوسكودار الذي يقطنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقالت وسائل إعلام تركية إن المهاجم صرخ على الفتاة قائلا «يجب قتل من يرتدين الملابس القصيرة»، قبل أن يوجه لها لكمة قوية في وجهها تسببت لها بجروح طفيفة.
وقال المهاجم أثناء الإفراج عنه من إحدى دوائر العدل في إسطنبول: «كل ما قمت به تضمنه الحقوق الإسلامية».
وأوضحت مصادر رسمية أن المهاجم يعاني من «اضطرابات نفسية» و»حالة اكتئاب»، وأنه اُدخل المستشفى لثلاث مرات في الآونة الأخيرة. لكن أكثر من 10 آلاف مغرد كتبوا على وسم (هاشتاغ) حمل اسم المهاجم على موقع تويتر عن الواقعة وربطوا بينها وبين سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويتهم معارضون حزب العدالة والتنمية بالعمل على تعزيز الصبغة الإسلامية للمجتمع التركي عبر تعزيز دور ومكانة المساجد والمدارس الدينية. وترد الحكومة على ذلك بأنها تمنح الحريات الدينية لـ79 مليون تركي يدين 99% منهم بالإسلام. وطالب المغردون السلطات بإنزال أشد العقوبات بحق المهاجم وضمان الحريات العامة والخاصة لجميع المواطنين.
ويمنح القانون التركي «العلماني» حرية الدين والمعتقد وارتداء الملابس دون أي قيود.
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال:
المصدر: القدس العربي