نشرت وزارة التربية السورية (التابعة للنظام السوري) أسماء الطلبة المقبولين في المركز الوطني للمتميزين للعام الدراسي 2016-2017 وهم 75 مقبولاً من ناجحي شهادة التعليم الأساسي (الصف االتاسع) وتعتبر المدرسة حلماً للطلاب المتفوقين القاطنين في مناطق النظام.
هذا وقد هاجم عدد من الطلبة المتفوقين على صفحات التواصل الاجتماعي وزارة التربية التابعة لنظام الأسد متهمينها «بالتمييز الطائفي» وذلك بسبب قبول المدرسة 57 طالباً من اللاذقية وطرطوس (مدن الساحل السوري) من أصل 75 طالباً من المتفوقين.
وفي السياق قبلت الوزارة أربعة طلاب من دمشق، وواحداً من ريفها حيث تعتبر العاصمة اكبر مدن سورية من حيث عدد السكان، وقبلت الوزارة ايضاً طالبين من مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، وتوزّعت سبعة أسماء البقية على المدن السورية الاخرى (حماة وحمص وادلب والسويداء والحسكة).
وهاجم طلاب بأسماء وهمية على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» وزارة التربية عن كيفية قبول 57 طالباً (من أصل 75) من مواليد مدينة اللاذقية وطرطوس وتساءل البعض عن تعلق ذلك بإنتماء الطلاب للطائفة العلوية.
ويقول الطالب في المرحلة الثانوية بسام ويقطن في مناطق حلب التابعة للنظام السوري: «نسمع دائماً عن الغش العلني في امتحانات طرطوس واللاذقية وإعطاء الأساتذة والمراقبين معظم ما يحتاجه الطالب في الامتحان من معلومات تساعده في الإجابة، ولربما يصل الأمر لتسميع الطلاب في قاعة الأمتحان كل المعلومات عن طريق الكتاب مباشرة فهذا مسموح في الساحل السوري، وتتغاضى وزارة التربية عن ذلك وتغض الطرف عنه دائماً.
ويتابع بسام الذي رفض وضع اسمه الكامل خوفاً من الأمن السوري «وصل الأمر إلى ما بعد الامتحانات وهو قبول الطلاب المتفوقين داخل المركز الوطني للمتميزين وعلى ما يبدو هذا تمييز طائفي».
وأردف: «وجودنا في مناطق النظام بسبب عمل والدي، ولولا ذلك لخرجنا منذ فترة طويلة، لأننا نشعر دائماً أن مناطق النظام لم تعد لنا بل تعد حكراً على طائفته وبعض مواليه من الطائفة السنية.
وعلّقت احدى الطالبات على خبر نتائج القبول على صفحة المركز على «فيسبوك» قائلة «ببلدنا كل شيء في واسطة، وظهر ذلك من خلال الامتحانات وخاصة الشفوية عدد ممن نجح يتلعثم بالكلام ولغته ضعيفة ونحن متأكدون من الاول انه في واسطة ومع ذلك شاركنا بكل قوة وثقة لكن النجاح يحتاج لواسطة هنا&8230; الله يسامحكم حتى التمييز فيه محسوبيات».
ويجري القبول في هذا المركز على ثلاث مراحل واختبارات حيث تم قبول 283 طالباً وطالبة في المرحلة الأولى (180 منهم من طلاب طرطوس واللاذقية) ثم قبول 130 طالباً بالمرحلة الثانية حتى الوصول إلى 75 طالباً تم قبولهم لهذه السنة الدراسية.
وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوم لإحداث مركز المتميزين عام 2008 وافتتح في تموز عام 2009 في بناء مخصص في مدينة حمص ثم تم نقله بعد بدء الثورة السورية إلى مكان بديل في جامعة تشرين بمدينة اللاذقية، ويستقطب المركز المتميزين من الطلاب الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي، وتبلغ مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات يتقاضى خلالها الطالب راتباً شهرياً، إضافة إلى توفير السكن للراغبين في الإقامة داخل المركز وتأمين الخدمات الحياتية والصحية.
يذكر أنّ أسماء الأسد (زوجة الرئيس السوري) تقوم بزيارات دورية إلى هذا المركز وتتابع بنفسها آلية التدريس ضمن صفوفه حسب مواقع موالية للنظام السوري، وحضرت مؤخراً حفلاً لتخريج 33 طالباً من البرامج الأكاديمية لهيئة التميز والإبداع، حيث تعتبر هذه الدفعة هي الأولى من طلاب المركز الوطني للمتميزين في المرحلة الجامعية الأولى، وأجرت أسماء الأسد خلال الحفل لقاء تلفزيوني وتحدثت عن الفرق بين التميّز والتفوق ما عرضّها لموجة سخرية بين نشطاء المعارضة السورية.
ياسين أبو رائد
المصدر: القدس العربي
↧