Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live

برلمان ألمانيا يطالب حكومته بحظر «حزب الله»

$
0
0
بعد 6 أشهر على رفض البرلمان الألماني حظر «حزب الله»، عاد هذه المرة ليوافق على ذلك بأغلبية أعضائه، ويحيل قراراً إلى الحكومة يدعوها لاتخاذ «قرار بحظر (حزب الله)، وعدم التسامح مع أي نشاطات له في ألمانيا ينظمها أعضاؤه»، واصفاً الحزب بأنه «منظمة تعارض مبادئ المفاهيم الدولية». وجاء اقتراح القرار هذه المرة من الحزب الحاكم، «الاتحاد المسيحي الديمقراطي»، وشقيقه البافاري، بشكل مشترك مع «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، الذي هو جزء من الحكومة، و«الحزب الليبرالي المعارض»، علماً بأن حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف هو الذي تقدم بالاقتراح في المرة الماضية. وقبيل تصويت النواب الألمان على القرار، قال وزير الخارجية هايكو ماس إن «واقع لبنان السياسي معقّد، ولكن هذا يجب ألا يمنعنا من البحث عن كل السبل المتوفرة لدينا في ألمانيا وفق القانون، بهدف وقف أعمال حزب الله الإجرامية والإرهابية». واتهم ماس كذلك «حزب الله» بأنه «أداة للأسد في قمعه الوحشي لشعبه»، وأضاف متطرقاً إلى إسرائيل التي تتمتع ألمانيا بعلاقة وثيقة معها: «إن (حزب الله) يرفض حق إسرائيل بالوجود ويهدد بالعنف والإرهاب ويستمر ببناء ترسانة صواريخ». وليس واضحاً في أي وقت ستبدأ الحكومة مناقشة تفاصيل الحظر، وما إذا كان الحظر سيطال نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني، أي إذا كان سيُعتبر الجناح السياسي إرهابياً أسوة بالعسكري، أم أنه سيكتفي بحظر نشاطات «حزب الله» داخل ألمانيا، ويكتفي بملاحقة عناصره، ومَن يُشتبه بأنهم يحولون أموالاً إلى الحزب في لبنان. وقد يكون نص البيان الذي وافق عليه البرلمان الألماني إشارة لما قد يكون شكّل الحظر مستقبلاً. فقد دعا إلى التخلي عن «الفصل المعنوي» بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب. وقبل بضعة أيام، كان متحدث باسم الخارجية الألمانية قد قال إن قراراً كهذا لم يُتخذ بعد، ولكنه في حال اتخذ، أي حظر «حزب الله»، فإن «هذا لا يعني أن الحظر سيمتد إلى (حزب الله) في لبنان». والأحزاب اليسارية التي لم تصوت لتأييد القرار في البرلمان، اعتبرت أنه سيؤثر سلباً على علاقة ألمانيا بلبنان، ويعرقل الحوار الثنائي، كون «حزب الله» يشارك في البرلمان والحكومة هناك. وهذا كان موقف الحكومة الألمانية أصلاً قبل أن يتغير هذه المرة، وهو موقف كان يتماشى مع الموقف الأوروبي الذي يُعتبر الجناح العسكري لـ«حزب الله» إرهابياً، ولكن ليس الجناح السياسي. ولطالما رفضت برلين التحرك في هذا الموضوع خارج إطار الاتحاد الأوروبي، إلا أن تمسك باريس برفض تصنيف الجناح السياسي لـ«حزب الله» إرهابياً، جعل الطريق الأوروبي مسدوداً، ودفع ببرلين للتصرف بشكل أحادي. وتحرك ألمانيا الآن يعود لأسباب داخلية وخارجية. فداخلياً، تتزايد الأعمال المصنفة معادية للسامية، ويعتقد الأمن الداخلي الألماني أن «حزب الله» يروج لهذه الأفكار في مساجد ومؤسسات تابعة له. كما أن مسيرة «يوم القدس» السنوية التي ينظمها الحزب مع النظام الإيراني، تتسبب كل عام بانتقادات كبيرة لرفعها شعارات تُعدّ معادية للسامية. وتقدر المخابرات الداخلية أعداد المنتمين لحزب الله في ألمانيا بنحو ألف عنصر. وكان لافتاً أن القرار أشار إلى «عمليات إجرامية» لـ«حزب الله»، داخل ألمانيا، في إشارة إلى عمليات تبييض أموال وتحويل مبالغ إلى «حزب الله» في ألمانيا عبر السوق السوداء. وخارجياً تتعرض ألمانيا لضغوط أميركية متزايدة على عدة جبهات، منها التشدد مع إيران وأدواتها. ومنذ أن أعلنت لندن حظر الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله»، في خطوة باعدت بينها وبين الاتحاد الأوروبي، تضغط واشنطن، خصوصاً عبر سفيرها في برلين، على ألمانيا، لاتخاذ قرار مماثل. وقد رحّب بالقرار أمس السفير ريتشارد غرينيل الذي يتسبب بجدل كبير في برلين، ووصفه في تغريدة له على «تويتر» بأنه «قرار ضخم». وأبدى استعداد حكومته لمساعدة برلين في جهودها لـ«حظر حزب الله». وكان مسؤول أميركي قال: إن حظر «حزب الله» بالكامل إحدى أولويات السياسة الأميركية مع ألمانيا في عهد ترمب. وكانت السفارة الأميركية قدمت إلى الحكومة الألمانية والنواب، ورقة قانونية تتضمن اقتراحاً بحظر الحزب. المصدر: الشرق الأوسط

إردوغان : 50 ألف شخص في طريقهم إلى تركيا قادمين من إدلب

$
0
0
حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من موجة نزوح ضخمة جديدة من محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا. وقال إردوغان إن 50 ألف شخص في طريقهم إلى تركيا قادمين من إدلب في شمال غربي سوريا، منتقدا القوى العالمية لعدم دعمها خططه لإعادة توطين اللاجئين السوريين في مناطق شمال شرقي سوريا. وقال إردوغان، في كلمة أمام منتدى في ماليزيا أمس (الخميس) إن القوى العالمية تحرص على إرسال السلاح إلى سوريا أكثر من حرصها على دعم الخطط التركية لإقامة «منطقة آمنة» تعتزم أنقرة إعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين فيها بعد تطهيرها من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. ويطالب إردوغان بدعم دولي لمشروعه لإقامة منطقة آمنة لاستيعاب نحو مليوني لاجئ سوري ممن يعيشون في تركيا، كما يطالب بإنفاق عائدات النفط السوري على بناء مدن لاستيعاب هؤلاء اللاجئين قائلا إنه طرح هذه الخطط على قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وعلى قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال قمتهم في لندن مؤخرا لكنه لم يتلق ردا. وتشهد محافظة إدلب حركة نزوح واسعة بسبب هجمات جيش النظام بدعم من روسيا في مناطق متفرقة من المحافظة. وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، مواكب للنازحين باتجاه الحدود التركية هربا من القصف. وحذرت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، في بيان، من كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 100 ألف مدني يعيشون جنوب وشرق إدلب، في المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي والمدفعي لروسيا وجيش النظام. وأشارت منظمات مدنية إلى نزوح نحو 12 ألف مدني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من مناطق ريف إدلب الجنوبي والريف الجنوبي الشرقي، هرباً من القصف. ويلجأ النازحون إلى مخيمات تقع في القرى والبلدات القريبة من الحدود السورية التركية، إضافة إلى منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، شمال حلب، الخاضعتين لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها. في سياق متصل، بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي برئاسة النائبة إلهان عمر برسالة إلى المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري تتعلق بالاتهامات الموجهة إلى تركيا باستخدام الفسفور الأبيض ضد المدنيين خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت الوحدات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأشارت الرسالة المنشورة، على موقع عمر، إلى ما أورده مراقبون ومنظمات دولية من أنباء حول استخدام القوات التركية الفوسفور الأبيض، مشددة على أنه إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات فإن هذه التصرفات تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وأقرت الرسالة بأن الفوسفور الأبيض قد يستعمل لأغراض عسكرية مسموح بها بموجب القانون المحلي والدولي، غير أن التقارير الصادرة عن منظمات وشخصيات، مثل الهلال الأحمر الكردي، تصر على أن القوات التركية استخدمت هذه المادة يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كسلاح حارق ضد مدنيين، ما قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب. وانتقدت الرسالة، التي وقع عليها بالإضافة إلى إلهان عمر الأعضاء في الكونغرس كارين باس وخوان فارغاس وشيلا جاكسون لي، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي رفضت التحقيق في الموضوع واكتفت بالإعلان أنها «تتابع الوضع»، مشيرة إلى أن المنظمة تلقت من تركيا بعد يوم من الهجوم المزعوم منحة بمبلغ 30 ألف يورو. وطالبت الرسالة جيفري بعقد إحاطة مفصلة، قد تكون مغلقة إذا اقتضى الأمر، لإبلاغ الكونغرس بما يتوفر لدى الولايات المتحدة من معلومات عن الهجوم المزعوم، داعية وزارة الخارجية الأميركية إلى إجراء تحقيق شامل ونزيه ومتعدد الأطراف في الموضوع. المصدر: الشرق الأوسط

رئيس الحكومة المكلف حسان دياب يتعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين في لبنان تحظى بدعم غربي كامل

$
0
0
أعلن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب في مقابلة تلفزيونية تمّ بثها، اليوم (الجمعة)، أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين، يطالب بها المتظاهرون في الشوارع منذ شهرين، متوقعاً أن تحظى بدعم أميركي وأوروبي كامل. وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس دياب (60 عاماً) تشكيل حكومة جديدة، إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب «حزب الله» وحلفائهم، بينما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها، أصواتهم عنه، في مقدمهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه. وقال دياب في مقابلة مع قناة «دويتشه فيله عربية»: «الهدف أن تكون هناك حكومة اختصاصيين وفي الوقت ذاته حكومة مستقلين لكي يعالجوا الأمور الحياتية والمعيشية»، أملاً في أن يتمكن من تشكيلها «خلال شهر أو خلال ستة أسابيع كحد أقصى»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح: «الجميع راغب في التعاون لكي يكون للبنان حكومة مميزة لا تشبه الحكومة السابقة، إن كانت بنسبة الاختصاصيين الموجودين في الحكومة أو على صعيد نسبة النساء». وغالباً ما يستغرق تأليف الحكومة في لبنان، البلد الذي يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية، أشهراً عدة جراء الخلاف بين القوى الرئيسية على توزيع الحقائب والحصص. ولن تكون مهمة دياب في تشكيل الحكومة سهلة على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه من جهة حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية، ومن جهة ثانية المجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً لبنان بتشكيل حكومة إصلاحية. وقال دياب إنه يتوقّع «الدعم الكامل من الأوروبيين والولايات المتحدة»، مضيفاً: «أعتقد أن الأميركيين عند تأليف حكومة بهذا الشكل سيدعمونها لأن هدفها إنقاذ الوضع في لبنان، إن كان فيما يختص بالوضع الاقتصادي أو الاجتماعي». ورفض تسمية حكومته بأنها «حكومة حزب الله». وقال: «إنه أمر سخيف.. هذه الحكومة ستكون وجه لبنان، ولن تكون حكومة فئة سياسية معينة». ويجري دياب، الذي يعتزم إطلاق حركة المشاورات مع الكتل النيابية السبت، لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين الجمعة، وفق ما يقتضي البروتوكول، شملت حتى الآن الحريري ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص. ولم يحظ دياب ذو التجربة السياسية القصيرة بخلاف مسيرته الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت حيث يشغل منصب نائب رئيسها، بدعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، بينما نال تأييداً مطلقاً من نواب حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، والتيار الوطني الحر، حزب الرئيس اللبناني. وإثر تكليفه تشكيل الحكومة، تجمّع عدد من مناصري الحريري أمام منزل دياب في بيروت، مرددين هتافات مناوئة له. وقطعت مجموعات طرقات رئيسية في طرابلس وعكار وفي بيروت احتجاجاً على تسميته. ورغم دعوة الحريري مناصريه ليلاً إلى «رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات»، تجددت التحركات اليوم (الجمعة) مع قطع محتجين طرقات رئيسية في طرابلس وعكار وفي أحياء عدة في بيروت تعد معاقل تيار المستقبل. وحصل تدافع في محلة كورنيش المزرعة بين محتجين غاضبين وعناصر الجيش الذين حاولوا منعهم من إقفال طريق رئيسي بالأتربة والحجارة. المصدر: الشرق الأوسط

ابراهيم امين مؤمن: قنابلُ الثقوبِ السوداءِ – أبواقُ إسرافيلِ خيال علمي ..الرواية المشاركة في كتارا 2019-2020

$
0
0
قنابلُ الثقوبِ السوداءِ – أبواقُ إسرافيلِ خيال علمي الرواية المشاركة في كتارا 2019-2020 الجزء الأول قلبٌ ذو شطريْن... جلسَ يعقوبُ إسحاق صباحًا بجانبِ الحاخامِ الأعظمِ في أكبر معبدٍ يهوديّ على أرض إسرائيل ، وكان مرتديًا ثوباً أسود وقبعة سوداء ، وحول عنقه لفافة بيضاء طويلة. جلسَ ليؤدّي صلاته ، وفي كلّ مرّة يقولُ له الحاخام اقرأ صلاتك بنفسك ، ويردُّ عليه يعقوب في كلِّ مرّةِ .. بل أودُّ أن أسمعها مِن فمكَ سيدي الحاخام الأعظم. فلم يجد الحاخام بدّاً من تلبية رغبته. فيقول له ..ردّدْ ورائي يا وزير إسرائيل ، فيعترض عليه ويقولُ أنا يعقوب فقط . فيقول له ..ردّدْ ورائي يا يعقوب فتلا مِنَ التوراةِ .. «اسمعْ يا إسرائيل الرّب إلهنا ربٌّ واحدٌ، فتحبّ الرّب إلهك من كلِّ قلبك، ومِنْ كلِّ نفسك ومِن كلِّ قوتك.ولتكنْ هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك.وقصّها على أولادك وتكلّمْ بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم ، واربطها علامة على يدك ، ولتكن عصائب بين عينيك ، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك» يقولها فقرة فقرة ويردّد كذلك خلفه فقرة فقرة كأنّه يلقّنه ، وبعد الانتهاء يصرُّ يعقوبُ على تلثيم رأس الحاخام . بعدها يتناول يعقوب لفائف التوراة وفيها جميع الأسفار الخمسة يقرأ بعضًا منها باللغة العبريّة كما هي مكتوبة ، ثُمَّ يرفعها بيده ، وبعد القراءة تُطوى اللفائف وتُحفظ في كسائها ثمّ تُعاد إلى مكانها. وبمجرد أن تُطوى اللفائف ينزوي في المعبد ليحدّثَ نفسه كالمعتاد. وكان في هذا اليوم بالغ الأسى والحزن على حال اليهود الذي لا يستقرّ لهم مقام ، فالرئيس الأمريكيّ لمْ يؤازرهم بقوّة كسابقيه من الرؤساء ، وميوعة هذه المؤازرة جعلته يفكر كثيرًا حتى قاده تفكيره إلى الماضي السحيق ، ماضي بني إسرائيل مع فرعون مصر. فتذكّر محاولة فرعون مصر لاستئصال شأفتهم ، فقال لنفسه الحمد لله أن أرسل إلينا ربنُا موسى فأنقذنا منه. كما تذكّر التيه ، تيه أربعين سنة في الأرض ، ولقد توّهته هذه الذكرى فشعر بأنّه لقيط رغم أنه وزير في دولة إسرائيل. وتذكّرَ بختنصر بابل وكيف تعامل مع اليهود على أرض فلسطين ، فقد ..اضطهدهم ، استعبدهم ، قتلهم ، مزّق توراتهم ، خرّب بيت المقدس ..ثُمّ قال بازدراء غاضب..ألَا لعنة الله على العراق . ثُمّ أمعن في الذكرى الأليمة لحال وطنه عندما أحرقهم هتلر، وفتكت هذه الذكرى بقلبه وكأنّ هناك مَن قذفه بشهب النار ، وبالفعل عند هذه الذكرى ارتفعتْ درجة حرارة جسده وبدا ذلك من خلال العرق الذي ألجمه تمامًا حتّى أنّه بلّل ثيابه ، ثمّ قال في نفسه متبسمًا.. ولولا ستر الله لاستأصلهم من جذورهم ولكنّ الله أراد بقاءهم لأنّهم أبناؤه وأحباؤه ، فقادهم ذكاؤهم ألّا يتجمعوا في أرضٍ واحدةٍ لإنّ العالم كلّه للأسف يتربّص بهم ويكرههم. وظلّوا مذلولين للرومان حتى جاء الغزو الإسلاميّ وأخذَ منهم الجزية ...وبسخرية قال ..يأخذ منهم بدلًا أنْ يدفع لهم!. وعاشوا مشتتين ، في أمريكا ودول أوروبا. وما إن انتهى من هذه العبارة حتى ارتطمتْ أسنانه فسُمع صكيكها وقال ..ودول أوربا المسيحيّة التي ترى أنّ التوارة ألدُّ أعدائها ، اضطهدوا واستعبدوا معتنقيها طوال تاريخهم العتيق حتى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وألف. فخفَّ الحِملَ عليهم ، وردّد على مسامعه قائلاً ..ولابدّ أن يخفّ الحمل نهائيًا ، لابدّ أن تركع أوروبا لدولة إسرائيل. ثُمّ اتّجه ببصره إلى أعلى باكيًا وقال .. أنحن أبناء الله وأحباؤه فعلاً !. أنحن أسياد العالم فعلاً ! نحن عشنا عبر تاريخنا كلّه أراذل العالم .فلابدّ من الخلاص من هذه المسكنة والذّلّة ، لابدّ أن نتقلّد السيادة على العالم كلّه بما فيهم أمريكا. وظلّ شاردًا حتى جاءه الحاخام الأعظم فاستنبهه وقال له ..كنتُ أودّ أن أراك ولو مرّة واحدة مبتسمًا ، دائمًا أرى وجهك كالحًا غضوبًا ، وأحيانًا حزينًا شاحبًا ، لا تخشَ على اليهود فهم أبناء الله وأحبائه فترفّق بنفسك ، ثمّ تركه مستعبرًا ودعا له وبارك . رنَّ هاتفُه بعد مغادرة الحاخام مباشرة ، إنّه رئيس المخابرات المخلِص يخبره بإجماع أصحاب القرار الإسرائيليِّ توليته رئاسة الوزراء. بعد أيام .. جاء خبر تولية يعقوب إسحاق على اتحاد المقاومة الفلسطينيّة كالصاعقة وخاصة المعسكرين في الأنفاق . وبتولية يعقوب الذي يصمونه قادة اتحاد المقاومة بأنّه أكثر رؤساء إسرائيل دمويّة على مدار تاريخ الاستعمار الإسرائيلي للمنطقة ، لم تجد المقاومة بُدّا من إثارة الأوضاع حتى الغليان ،،قالوا..لابدّ من الضرب في كلِّ أنحاء المستوطنات لكي تعلم إسرائيل أنّ اتحاد المقاومة لا يخاف من أحد حتى ولو كان مثل هذا السفاح الدمويّ يعقوب إسحاق. وصدر الأمر من نفق الوادي الجديد بمصر بتنفيذ سلسلة العمليات القتاليّة . وأيدهم على فعل ذلك مؤيد أصيل المصريّ إذ قال لقائد النفق الرئيس بالوادي الجديد والملقّب بعبد الشهيد..لابدّ أن يضرب الاتحاد في كلّ أنحاء المستوطنات ليعرفوا أنّنا لا نخاف.وعلى ذلك .. تحرّكتْ كلُّ القوى في آن واحد ، تسللتْ عدة مجموعات في أماكن متفرّقة من المستوطنات الإسرائيليّة وقامتْ بتفجير عدد منها أبرزها تل أبيب وقطاع غزة والقدس المحتلة ، سقط على إثرها مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الإسرائيليين ، وكان منهم عشرات الأطفال الرُّضّع وكذلك عشرات النساء. كما تقدّمَ العشرات من المتطوّعين الفلسطينيّين وارتدوا الأحزمة الناسفة واقتحموا هذه المستوطنات وأحدثوا فيها خسائر بشريّة وماديّة فادحة. ولقد شنّتْ أيضًا المقاومة هجومًا متوسعًا بقذائف الهاون والصواريخ على نفس المستوطنات التي تفجّرتْ في العمليات السابقة وسقط من نتاجها أيضًا أكثر من ألفي قتيل إسرائيليّ وآلاف الجرحى. وترامتْ الجثث الإسرائيليّة تنزف العار قبل الدماء في عيون قادتهم ، جثث جنود وأطفال ونساء وعجائز. وقد ردّ يعقوب فورًا على حركات المقاومة الأخيرة بأنْ ذبّحَ أبناءَ الفلسطينييّن وطارد كلَّ مَن عليها مِن الرجال والشباب حتى أجلاهم مِن على الأرض فاختبأوا في الأنفاق ، فحاول مطاردتهم بيد أن تكنولوجيا أجهزة البحث عن الأنفاق إزاء تكنولوجيا التعمية عليها منَ الطّرف الفلسطينيِّ ضعيفة نسبيًا ، فلمْ يستطعِ النيل منهم وخاصة أنّ هناك أنفاقًا محصّنة تحصينًا كبيرًا ، ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة جديدة مِنَ الصراع الإسرائيلي الفلسطينىِّ مدتها ستة وعشرون عامًا تقريبًا كما ستبينه أحداث الرواية. ومِن أجل الوصول إليهم رفعَ تظلّمًُا إلى الأمم المتحدة بشأن فندق سونستا طابا بمصر ، واستشهدَ في مظلمته أنَّ إسرائيل هي مَن أنشاته ، وليس هذا فحسب بل أنشأت أيضًا قرية رافي نلسون ، وكان ردُّ الرئيس المصريّ هو قبول تظلمه نظير مبلغ ضخم ، أرسله إلى صندوق النقد ليسدّد بعض ديون دولته بعد أخذ قدرٍ منه له ولبطانته. وبذا أصبح ليعقوب قاعدة تجسس عريضة على حركة المقاومة في سيناء كلّها فضلاً عن تجسسه على مصر. ثُمّ أمر بتطوير تكنولوجيا البحث عن هذه الأنفاق اللعينة. كما دعا الشعب اليهوديّ كلَّه إلى فلسطين لتوسيع الاستيطان ، ولكي يتمّ التهويد على أكمل وجه أمضى معاهدة رباعيّة لإخلاء قطاع غزة بالخصوص من الشعب الفلسطينيِّ ، وقد وافق عليها الرئيس المصريّ بتأييد الرئيس الأمريكيّ لها ومنظمة التحرير الفلسطينيّة نظير بعض المال أيضًا ، وتمّ توثقيها في الأمم المتحدة. الجزء الثاني عصا الثّأر بين مخالب الإلكترون.. بعد عامٍ مِن تولّي يعقوب رئاسة وزراء إسرائيل... يجلسُ فطينُ في بيته القائم بجنوب سيناء قبيل الظهيرة وبجانبه ولده فهمان يشاهد التلفاز ويقرأ في أحد كتب الفيزياء ليبتكرَ من خلالها بعض الألعاب السحريّة الجديدة ، ويتبادلان الأراء بشأنها ، فسمع من إحدى وكالات الأنباء العالميّة نيّة العالم لاستعمار القمر، تتقدمهم الوكالات الفضائيّة الآتية ..الأمريكية ناسا ، والروسيّة “روس كوسموس”، و الأوروبيّة ESA، والصينيّة (CNSA)، وتتابع الوكالة أنباءها قائلة..والاستيطان سيكون عبر تقنية المصاعد الفضائيّة بعد تذليل عقبات نصْبها. وذكَرَتْ المصادرُ أنّ المشكلة كلّها كانتْ تكمنُ في وجود حبال تتحملُ الضغط أكثر مِن مادة الكيفلار أو الأنابيب الكربونيّة الماسيّة المعروفتين آنذاك ، حيث أنّ قوّة الشدِّ المطلوبة هى ثلثمئة غيغا باسكال وهذه القوة لمْ تتوفر في المادتين سالفتي الذكر. وكلُّ وكالة مِن هؤلاء تقول أنّهم حصلوا على مادة أقوى بكثيرٍ مِن هاتيْن المادتيْن ولم يفصحوا عنها ، كلُّ ما يقلنه أنّها مادة خارقة وسرٌّ مِن أسرار الدولة. ارتعشتْ يداه فسقط ما فيها ، ثُمّ نكس رأسه وهوتْ حتى كاد الانكسار وذِلّة النّفس يقتلعانها مِن جسده ، وقال إنّ العالم يبتغي سُلّم السماء ونحن العرب نبتغي السقوط في نفق الأرض . نظر إليه فهمان خائفًا دهشًا وقال له ..ما بك يا أبتِ ؟ فلم يردّ فطين . فأقبل تلقاء وجهه وقبّل يديه ثمّ رأسه ، بعدها مباشرة رفع رأس أبيه بكلتا يديه إلى أعلى قائلاً ..بيدي أرفع رأسك يا أبتِ فلا تحزن ولا تبتئس ، لعلّ حضارة مصر تنطلق يومًا من الأنفاق لتعتلي الشموس. فنظر إلى ابنه واحتضنه ثمّ أجلسه بجانبه مرّة أخرى. وظلَّا على حالهما حتى أُعلن خبر آخر ، وهو بشأن قتيل فندق هيلتون طابا ، وهو تقييد جريمة قتل العالم المصريّ المشهور ضد مجهول ، فانتفضَ فطينُ من مكانه كالليث الغضوب الأشجع قائلاً ..ماذا ؟ ماذا ؟ وتابع الإعلاميّ كلامه.. المقتول كان مِن العلماء المشهورين ، كان بروفيسورًا في كليّة الهندسة الكهربائيّة والميكانيكيّة بجامعة بيركلي الكائنة في ولاية كاليفورنيا. وكان بصحبة بروفيسور أمريكيّ يُدعى بيتر ، تخصصه فيزياء طبيّة ، اِختفى إثر الحادث ، وما زالتْ المخابرات الإسرائيليّة تجدُّ في البحث عنه ولمْ تجده حتى الآن. فأغلق فطين التلفاز وتساءل .. كيف تُقيد ضد مجهول ..كيف؟ كيف وكلّنا يعلم أنّ الموساد وراء عمليّة اغتياله ؟ لماذا لم يُسمّم أيضًا بروفيسور بيتر معه ؟ سلبوا الفندق بعد أن باعه لهم رئيسنا العار ، سلبونا وقتلونا . وكزَّ على أسنانه وظلّ يهذي ويضرب جدار الحائط بكلتا يديه ، ثمّ أمسك عصاه وضرب بها التلفاز فهشّمه ، ثمّ كوّر قبضة يده اليمنى ولكمَ بها شُباك الحجرة الحديديّ فانخلع ساقطًا على الأرض ، وجرحتْ الشرفةُ يديه ولم يشعر بهما ، تبعه فهمان بوجه أصفر وقلب مضطرب لتهدئته فلم يستطعْ ، فلمّا رأى الدّم ينزف من يديه جرى ليحضر شاشًا ليداويهما ، فلمّا أبصرهما وجد الدم يتجلّط كلّما نزف ، فعلم أنّ دم أبيه عصيّ لا يقبل الهزيمة. فسأله فهمان وجسده ينتفض بسبب هذيان وغضب أبيه ..ما بك أبي ؟ هدّئْ من ثورتك . فقال له فطين .. بُني هذا العالِم برع في علم الروبوتات براعة غير مسبوقة ، وكان أمل مصر في الخروج من ديونها بعد أن أعلن أنّ قدميه لن تدبا إلّا على أرض مصر. خرّ فطينُ مهدودًا صامتًا ، ثمّ قاده فكره إلى الوراء قليلاً ، فتذكّر مقالاً قرأه عن هذا الفندق لأحد أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسيّة العرب حيث قرأ فيه .. "فمن شأنه أنّه اغتصبته إسرائيل مِن قبل ، وتمَّت إعادته لنا بالتحكيم الدوليّ سنة 1988، ثُم ها هو يعود إليهم بالتحكيم الدوليّ بعد أن طعنتْ فى قرار سنة 1988، وتمَّ إعادته بلا رجعة بقرار أيضًا من لجنة التحكيم الدوليّ إثر البحث الدؤوب ليعقوب إسحاق لمحاولة استعادته ، وقدْ قام بتحريك المياه الراكدة وأثارَ العديد من القضايا التاريخيّة والتي استشهدَ بها أنّ اليهود لهم أحقيّة في أرض مصر ولكنّه اكتفى بهذا الفندق فقط. وهي خطوة هامة ضمن المخطط الصهيونيّ لتهويد أرض فلسطين كلّها ، إذ أنّه نقطة انطلاق للوصول إلى أنفاق اتحاد المقاومة الموجودة في جنوب سيناء ومن ثمّ العمل على تدميرها بعد ذلك.. وفيما قرأ أيضًا.. قويت شوكتُهم وسيطروا على مجريات الأحداث في الشرق كلّه بلْ وعلى مجريات الأحداث العالميّة ، وتوغّلوا حتى دخلوا أبواب الأمم المتحدة وأثّروا في قرارتها ، حتى أنّ الرئيس الأمريكيّ آنذاك لمْ يستطعْ إبعادهم لأنّهم يتميّزون بالمراوغة وخفة الحركة وحسن التدبير. ونحن العربُ منذ زوال الخلافة التركيّة وحتى الآن في انحدار مستمر ، أمّا انخفاض مستوى إنتاج النفط بدرجة كبيرة نسبيًا وكذلك المياه أيضًا مثلت الضربة القاضية ..انتهى المقال . نظر إليه فهمان فوجده صامتًا ، فظنّ أنّ جحيم الثورة بداخله قد خمدتْ ، وأنّ رمادها تطاير في الهواء ، ولكنّه فجأة هبَّ واقفًا منتفضًا ، وعاد يزمجر ويعوي كالذئب المستلب من جديد ، فارتعد ولده وأشفق عليه . ظلّ في صراخ متواصل حتى تساءل..كيف أطفئ النار التي تأكلني ؟ ثمّ قال بلهفة ..القصاص ..القصاص ..القِصاص إذن . فتناول عصاه السحريّة ولبس لاسته المزركشة ومضى يرفلُ في جِلبابِه الفضفاضِ قاصدًا فندق طابا للانتقام ، غير مكترثٍ لولده الذي يرتجف جسده خوفًا ووجلاً عليه. لمْ يعرفْ فطين الشخص الذي قتله ، لكنّه يرى أنّ كلَّ إسرائيل قتلته شعبًا وحكومةًَ. وعلى الرغم من ذلك فقد آثر أنْ يعرفَ بنفسه الشخص أو الوِحدة التي عملتْ على اغتياله بعدما عجزت أو عتّمت مصر في الوصول إليه. هو متأكد أنّ وراء الجريمة أحد أجهزة المخابرات الإسرائيليّة وفي الغالب مِن وحدة الكيدون الخاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال خارج إسرائيل. هبطَ الدرجَ منتفخَ الأوداج تاركًا ولده الذي سعى خلفه باكيًا ليدركه لكنّه لم ينجح فقد استقلّ أبوه سيارة ومضى. نزل من السيارة وقبل وصول الفندق بعدة أمتار وقف قليلاً ليعاين الداخل إليّه والخارج منه ، ولمْ يفته معاينة تكنولوجيّات بنائه الأمنيّة والترفيهيّة ، إذْ أنّ المقاتلَ لابدّ أنْ يعرف بالضبط ساحة قتالِه ..فقالَ عنه..للأسف إنّها تكنولوجيّة اسُتخرِجتْ مِن رحِم أمريكا وأوروبا عليهما اللعنة. وظلَّ يتحسّرُ على حال المصريين والعرب ، فامتزجتْ الحسرةُ بالغضب وهذا الامتزاج مع شجاعته ولّدّ انفجارًا بركانيًا بداخله . أمّا فهمان لم يملك شيئاً سوى الانتظارالحارق لحين عودة أبيه. الفندق وقت الظهيرة.. هدّأ من ثورته حتى يفكر جيدًا بعقله الفيزيائيّ البارع المسرحَ القتاليّ الذي سيزيل عنه وصمة العار بالقصاص. فأخذَ يُحدّثُ نفسه حينما رأى هذه التحفة التكنولوجيّة الهائلة التي أوجستْ في نفسه خيفةً ممزوجةً بعلامات الذهول . شاهد في أعلى الفندق وجدرانه الخارجية مجموعة من الخلايا الشمسيّة النانويّة التي تغذي الفندق بالكهرباء نهارًا وتغذّيه ليلاً من خلال البطاريّات التي تمّ شحنها نهارًا. فنقص المياه في مصر جعلهم يلتجئون إلى هذه الطريقة. ويعوّض الفندق نقص الماء عن طريق مجموعة أجهزة ال MOF "اختصارًا لكلمة الأطر الفلزية العضويّة"والتي تستخلصُ الماءَ مِن البخار المتطاير في الهواء وتسخّنه وتحوّله إلى ماء يمتدُّ عبر أقماع ثُم تأخذُ في الهبوط لتستقرَّ في صهاريج. فتذكّر تلك الشفاه المشققة التى يراها ليلاً ونهارًا في أبناء وطنه لقلة الماء والزاد ، ثم استحضر في مخيلته بيوتهم الورقيّة والصوفيّة ، تلك البيوت والأنفاق التي تشعّ من كلّ جوانبها ظلمات كظلمات قيعان البحار ، تلك الظلمات التي يرسلها النظام الحاكم إليهم بعد أن قلّ الماء بسبب سوء إدارته. نظر إلى باب الفندق الرئيس فلم يجد فيه أيّ حرّاس أمن ، فولجه على الفور ، وقبل ولوجه أمسك لهيب غضبه ببرد كظمه. دخل إلى ردهته ، فإذا بالناظرين يحملقون فيه وكأنّهم رأوا رجلاً نهضَ مِن قبره وأتى إليهم من الماضي السحيق . وفيه يوجد بار للمشروبات الروحيّة أمام الداخل مباشرة ، ومناضد للمشروبات والأطعمة التي تُقدّمُ مِن قِبِلِ العاملين في الفندق . يجلسُ عليها الكثير مِن العربِ والعجمِ ، غير أنّه على ما يبدو أنّ الجنس المصريّ مختفٍ تمامًا بسبب حادثة مقتل العالم المصريّ. كذلك بها إناث كثر ، ويبدو مِن أشكالهِنِّ أنّ أكثرهَنَّ يهوديّات ، وعلى يمين الداخل مِن الردهة راقصاتٌ عارياتٌ تمامًا ، فغضّ طرفُه عنّهن . في آخر الردهة شريط ضوئيّ متحرك ليحدد سعر كلّ ما بداخل الفندق مِن مشروبات روحيّة وأطعمة وإقامة ، كذلك يعرض صورًا لفتيات داعرات ومقدار ما يتحصلنّ عليه من مال مقابل ممارسة البغاء معهنّ . جلس أمام البار وهو يلهث من العطش ، فحدّج في الشريط الضوئيّ ليعرف سعر لتر الماء ، فطلبه رغم ثمنه الباهظ جدًا. *أمّا فهمان فبرغم تفكك أوصاله بسبب الخوف على أبيه إلَا أنّه آثر أن يعدّ له طعامه الذي يحبه لحين عودته ، وبالفعل قام ووضعه على الموقد ثمّ سحب كرسيّاً وجلس في البلكونة ليترقّب عودته. *ولمْ يغبْ عَن فطين النظر في وجوه زبائن الفندق ليحدّد هدفه مِن المسألة التى جاء من أجلها ، وهو الانتقام . وقد ركّزَ على بعض الجالسين وتفرّسهم ، فلم يجد فيهم ما يروي ظمأه ويشفي غليله. وفجأة رأي رجلاً ولجَ مِن باب الفندق الرئيس ، أشبه بأولئك المقاتلين الذين يظهرون على حلبة المصارعة الحرة . تبادل الاثنان نظرات الحنق والغلّ معًا ، تلك النظرات التي جعلته يفكّرُ في شأنه بأنّه قد يكون الهدف والغاية ، على كلٍّ هو هدف دسم يبرأُ سقمه ويشفي غليله. أمعن النظرَ فيه ، فوجده كله عبارة عن كتلة تكنولوجيّة متحركة من شرائح نانويّة متزاحمة في إشارة مرور عروقه العفنة. تلك الشرائحُ التي تمنحه قوة فكريّة وعضليّة هائلة. وعلى يمينه روبوت ذكّره وسماه يهوذا وكان يستحثّه بغلٍ على ضرْب روبوت آخر أنّثه وسماه حتشبسوت ، كانا مبرمجيْن على حالة غريبة تتمثلُ طول الوقت في سجود حتشبسوت ليهودا ، ويهودا يركلُها ويبصقُ عليها ، ويستنفر يهودا دائمًا كي يضربها على الدوام ، فكان يقول..اضربْ يهودا ، اضربْ هذه الحضارة الملعونة ، فحنى فطين رأسه خجلاً وقال في نفسه يا للعار، قد بدت العداوة والبغضاء منهم ونحن نؤازرهم. فألهب حتشبسوت ويهوذا جموح الغضب لديه فاستنفِر أكثر ، وازداد يقينًا أنّه قاتل العالم الجليل ، فقرر قتله. يقولُ فطينُ في نفسه ... هذا الأحمقُ يلتفّ حول معصمه هاتف محمول مصمم على هيئة سوار. وليس مُستبعدًا كما قرأتُ أنّ حساسات محموله الذكيّة الملتفّة حول معصمه تتصلُ بهاتفي الآن وتخبره أنّي أنا... فطينُ المصريّ -مصريّ متعصبٌ -مِن قاطني جنوب سيناء -ساحر- ....الخ. وليس بعيدًا أن يحتوي رأسه على حاسوبٍ ذكي يتصل بمجسات دقيقة يتمكن مِن خلالها التحكم فيمن حوله مِن أجهزة بمختلف أنواعها ، وكذلك رقاقات إلكترونيّة تحت الجلد تكسبه قوىً خارقة وأجهزة إنترنت بالجسد. وما بقي له إلّا أن يتصلَ رأسُه هذا بثقبٍ أسود لتزويد جسده بالطاقة. لكنّى أنا "فطين" ما يُعجزني شئ وما هُزمت قطّ ، ولنْ أدعَ هذا المنتفخ صاحب الخُيلاء بتكنولوجيّته اللعينة ، تلك التي أذلتنا نحن العربُ على مرِّ تاريخنا وبالأخصّ منذ يوم الاستقلال الأمريكيِّ وتطور الحضارة الأمريكيّة والغربيّة على مرِّ التاريخ الإنسانيّ الحديث. وقررتُ الالتحام به وتصفيته. *أمّا فهمان فجالس في البلكونة شارد الفكر ، وفجأة اشتمّ رائحة حريق فتذكّر الطعام ، فقال قاذفًا بلسانه ..الطعام الطعام ، ثمّ هرول إلى المطبخ فوجده يحترق . وما حدث بالضبط أنّ الطعام تبخّر رمادًا من داخل الوعاء بفعل وقود الموقد ، ثمّ أمسكت في المادة الزيتية الموجودة بداخله ، ارتفع اللهب بعدها فأمسك في صورة أبيه المعلقة بجانب المطبخ ، ثمّ امتدّ فأمسك في ضلفة المطبخ الخشبيّ القريبة من الصورة وكانت تحتوي على زجاجات زيتية. والغريب أنّ النار لم تحرق من الصورة إلّا وجه أبيه. *وما زال فطين يحادث نفسه قائلاً ..لن أجهلَ هذا الخنزير اليهوديّ ، ولن يخيفني ولو كانتْ تتجوّل بداخله ثقوب سوداء مجهريّة أو قنابل هيدروجينيّة . ووضعتُ نفسي في حالة ترقّبٍ واستنفارٍ لحين لحظة الانقضاض ، ولمْ انتظر قليلاً إذْ رمقنى شزرًا مُطلِقًا ألفاظ السبِّ والتهكّمِ حيث قالَ بقرفٍ..أيّها العربيّ الجِلف الساحر الملعون ، أعلمُ ما بداخل عقلك العفن . رددتُ عليّه..أعلمُ أنّك مُجهّز برقاقةٍ لقراءة الأفكار يا صاحب الرأس الحاسوبيِّ ، كما أعلم هذا السوار الذي حول معصمِك ، سوف يأتي يومٌ نحوّله إلى أغلال وقضبان نغلّكم به ونحبسكم فيه. اغتاظ اليهوديُّ وأومأ بسبابتيه اليمنى واليسرى إلى يهودا وحتشبسوت ليهاجماني ، هذه الحتشبسوت التي تحوّلتْ فجأة مِن حالة السجود إلى حالة الهجوم. فتحفّزّتُ للكرِّ والفرِّ ، ارتعشتْ شفتاي مِن الغضبِ واصطكّت أسناني وفارالدّمُّ في عروقي فزأرت زئير الأسد ، وتداعى على مسامعي دمدمة الحروب وصليل السيوف وكأنّ الماضي طرقني ليذكّرني أنّي ابن الفراعنة . ثُم قلتُ لنفسي..ألقِ عصاكَ يا فطين . ولمْ أمهلهما وبدأتُ أنا بالهجوم ، توالت ضربات عصاي عليهما ، وكانا يدرءان ضرباتي مِن خلال أذرعهما المعدنيّة التي خُصصت لذلك. *وفي منزل فطين النار تزداد تأججًا حتى كادت حجرة المطبخ تتحول كلّها إلى قطعة من الشهب وفهمان يعمل على إخمادها. *في حركة بهلوانيّة خفّضتْ حتشبسوتُ رأسها ، ولفّتْ جسدها لفّةً دائريّةً على الأرض كالفرجار وذاك بفتح إحدى قدميها بينما الأخرى تمثل موضع ارتكاز، اصطدمتْ بقدمي فأوقعتني على الأرض ، فلمّا هممتُ بالنهوض وثبتْ وثبة الفهدِ ، وجثمتْ على صدري وأزالتْ لاسةَ رأسي ، ثُمّ لكزتني في صدري ووجهي ثُمّ ابتسمتْ ثُمّ لثّمتني وجلستْ على قضيبي تتهدهد فاغتظتُ لذلك ، فأعدتُ اللاسة على رأسي ، وقبضتُ على يديها ، وكدتُ أفصلهما مِن جسدها وقلتُ..نحن العربُ لمْ نعشْ مِن أجل هذا فحسب أيّتها الخائنة الداعرة . غير أنّ يهودا أنقذها منّي ، فنهضتُ ونهضا. أدرتُ عصاي كالمروحة في الهواء ، وهجمتُ عليهما وكانا يرجعان إلى الخلف اتقاء عصاي . ثُمّ جندلتُ يهودا بضرْب قدمه فخرَّ على الأرض ، وضربتُ قلبَه فاتلفتُ شريحته ، ثُمّ أتلفتُ بطاريته بضربةٍ قويةٍ جدًا بوساطة العصا ، فسمعتُ صوتَ أزيز أسلاك ، وشممتُ على الفور رائحة شياط . ثُمّ وجّهتُ عصاي إلى حتشبسوت وأطلقتُ الزئبقَ الذي كان بداخل العصا فصارت كأنّها حية تسعى . فارتعدتْ أوصالها وولّْتْ هاربةً بالقفزِ إلى أعلى والتصقتْ بسقف ردهة الفندق. وتعجّبَ فطينُ قائلاً..سبحان الله لو أنّ هذه الحتشبسوت لمْ تملك تلك الخلايا العصبيّة في رأسها التي تشعر لِمَ خافت. نظرَ اليهوديُّ نظرة استعلاء وتهكّم إلى روبوتيْه وبصقَ ولعنهما ، ثُم قفزَ قفزةً على رأسي فخررتُ واقعًا ، ثُمّ حاولَ استخراج غازٍ سامٍّ مِن هاتفه الملتفّ حول معصمه ليدخله في أنفي أو فمي ، بيد أنّي فقهتُ الأمر سريعًا فقاومتُ يده حتى أبعدتها عنّي . دفعته ، فتدحرج قليلاً ثُم نهضَ وعاود الكرّة وتقدّمَ نحوي مُهاجمًا بذراعيه ذات الشرائح الإلكترونيّة ، ولكزني في بطني ووجهي وضربني فوق رأسي فشُجّ وسقطتْ اللاسةُ مخضبة بدمائي ، ثُمّ انخفضَ برأسه مائلاً وضرب قدمي بذراعه اليمنى فخررتُ إستي .وثبَ قافزًا على صدري وكيّل لي لكمات أخرى موجعة سالتْ على إثرها الدماءُ مِن شِدقي وفمي وأنفي . كان بارعًا جدًا في القتال ، وكان ذلك لإنّ شريحةَ الهاتف قامتْ بعمل المدرب الملقّن الذي كان يوجّهه دائمًا لأخْذ الموقع المناسب للهجوم أو الدفاع وكيفية توجيه الضربات . تسربلَ وجهي بالدّمِ حتى حجب الرؤيا عن عينيّ. واليهوديّ يضربني بتؤده وثقة ويختال ضاربًا ، ويبصقُ على وجهي قائلاً..مصريّ عفن ..مصريّ عفن . لمْ تسعفني قوّتي للخلاص منه ، إذْ كان متمكنًا في جثومه. تألمتُ مِن ضرباته ، وهناك ما أوجعني أكثر واستنفرَّ عزيمتي ، وهو أنّي أبصرتُ وشمًا محفورًا على ساعديه يُحددُ ملامحَ المنطقةِ العربيّة مِن النيلِ إلى الفراتِ وأقدام اليهود تطأُ أرأس العرب. فانفجرتُ غضبًا وقلتُ لا.. لا. ومع صيحات غضبي تردّدَ على سمعي وبصري قهقهاتُ الداعراتِ والنزلاءِ وعامليِ الفندق ، يقهقهون في حالة هيستريّة كأنّهم يسخرون مِن حالنا المزري ، فتذكّرتُ حالة حكّامنا عند الأزمات ، فأصواتهم تدوي في الآفاق وهُم أضعف مِن جناح بعوضة ، وأنا لست موضع سخرية ولا إمّعة ولا ضعيف ، فدفعته دفعةً شديدةً فانقذفَ مُرتطمًا بجدار الحائط الزجاجيِّ فانكسرَ ثُم هبّ واقفًا ، فأقبلتُ عليه وجندلته بالعصا بيد أنّه قفزَ إلى أعلى ليتقيها . أدرتُ العصا بيدىَ التي أمسكتها مِن مركزها فبدتْ كأنّها تدورُ كالمروحة وهي تحفُّ حفيفًا كحفيف هواء مروحة عِملاقة حتى وكأنّها تبعثُ أعاصيرَ ، وسمعتُ لها هزيمًا كهزيم الرعد القاصف فأوقعتُ في نفسه خيفةً أصابته بالوهن وفتّتْ عزيمته فتطايرتْ مع الهزيم رمادًا.ضربته في معصم يده فتهشّمَ الهاتفُ ، فجنّ جنونه وقالَ لي..أتعلم بكَمْ هذا الهاتف يا جاهل يا متخلّف يا عائم في المستنقعات. ثُمّ عاجلتَه بضربةِ معلمٍ ، ضربةٌ في رأسه فشُجّتْ وأُدميتْ ، وأُتلفتُ الشريحة الإلكترونيّة التي كانتْ تتصل بكلِّ شرائحِ جسده ، فانطلقتْ أشعةٌ مِن رأسه نتيجة تحرّر الإلكترونات مِن مستويات الطاقة مصحوبة بنزْف دمٍ مِن رأسه ، وسمعتُ سرينة إنذار تنذر بتعطّل الأجهزة بداخله . *وأخيرًا استطاع فهمان أن يطفئ الحرائق التي نشبت في منزله. *بعدها تحوّل إلى قِزمٍ راكعٍ أمامي يطلب الصفح والمغفرة غير أنّي لمْ أنسَ دمَ العالِم فسألته مَنْ قتله ؟ فأجاب : سلوا أنفسكم . فنكستُ رأسي هنيهة ، وقلتُ في نفسي ..نحن الذين فتحنا لكم البابَ فدخلتم وأعملتم فينا السيف. لمْ يجدْ فطينُ أفضل مِن الوادي الجديدِ ، فمساحتها كبيرة وبعيدة جدًا عن جنوب سيناء . وقدْ إكتظّتْ بالسكان لوفْرةِ المياهِ تحت الأرض ، إذْ أنّ النّاس بالفعل رحلوا إليها قادمين مِن أكثر القرى والمدن جفافًا ، أتوا إليها بسبب آبارها ومياهها الجوفيّة التي ما زالت تفيض ماءً. ممّا حدا بأكثر النّاس فقْرًا أنْ يحفرَ بئْرًا ويقيم فيها بسبب فاتورة المياه التي ما عاد يستطيع أحد دفعها. وممّا ساعدَ على رحيل السكان إليها أنّ بعضًا مِن المستثمرين المصريّين والعربِ شرعوا في عمل بعض المشاريع عليها بسبب توفير خدمات الطاقة ، ألَا وهي الطاقة الشمسيّة ، وكانتْ شبكة الأرصاد الجويّة تسميها بلد الشمس ، ونتيجة لهذه المشاريع تمَّ توفيرَ بعض فرصِ العملِ لأهل المحافظة وغدت البطالة بها لا تتعدّى أكثر من 96% بينما بقية المحافظات فقد وصلت إلى 99%. حتى سيّاراتها فكلّها تقريبًا تستخدمُ الطاقةَ الشمسيّةَ للتسيير بسبب الانخفاض الحاد في الاحتياطيّ العالميّ مِن النفط . الى اللقاء لتكملة الجزء الثاني ان شاء الله بقلمي ..إبراهيم أمين مؤمن ebrahim2016amin@gmail.com

عبدالرزاق دحنون: فيلسوف معرة النعمان بين سجع الحمام وزئير الأسد

$
0
0
أجمع المؤرخون الذين ترجموا حياة فيلسوف المعرة وعصره، أن حادثة سياسية كانت بينه وبين صالح بن مرداس أمير بني كلاب، جرت وقائعها في معرة النعمان، سنة ثماني عشرة وأربعمئة، ولم يفصِّلوا الواقعة تفصيلاً تاماً، لاختلافهم في حقيقتها. وقد أشار فيلسوف المعرة إليها في أكثر من موضع في لزومياته. بعضهم يقول إن أهل معرة النعمان تمردوا على صالح، فحاصرهم، فلما ضيق عليهم شفعوا إليه فيلسوف المعرة فقبل شفاعته. ولكن لمَ عصوه وتمردوا عليه؟ يقول ابن العديم في كتابه "الإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعرّي"، أن امرأة دخلت جامع المعرة صارخة تستعدي المصلين على صاحب الماخور الذي أراد اغتصابها. فنفر كل من في الجامع، وهدموا الماخور ونهبوا ما فيه. وكان صالح بن مرداس الكلابي في نواحي صيدا فأسرع إلى هناك، وعسكر بظاهر المعرة وشرع في قتالها ورميها بالمنجنيق، واعتقل من أعيانها سبعين رجلاً، إقامة لهيبة السلطان. لما رأى أهل المعرة ألا قبل لهم بذلك، سعوا إلى فيلسوفهم يسألونه الخروج إلى صالح في معسكره بظاهر المعرة، والشفاعة لهم عنده. وما زالوا به حتى خرج متوكئاً على يد قائد له، وقيل لصالح إن باب البلدة قد فتح وخرج منها رجل يُقاد كأنه أعمى. فقال: هو أبو العلاء أوقفوا القتال. وأذن له وأكرمه وعرفه شوقه إلى لقائه، ثم سأله: ألك حاجة؟ فلما ذكر له أنه جاء شفيعاً لقومه، أجاب صالح: قد وهبتها لك يا أبا العلاء. ونحن هنا نبحث مع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، من خلال كتابه "تجديد ذكرى أبي العلاء" عن ترتيب زمني لما جرى، علنا نصل إلى حقيقة هذه الواقعة الخطيرة. حين أطل القرن الرابع من الهجرة على الناس دخلت سلطة الخليفة في بغداد طورها الأضعف عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. فقوي بذلك الضعف أمر عرب البادية في الشام، وأصبحوا يتسامون إلى الملك. ومن هؤلاء صالح بن مرداس الكلابي أمير بني كلاب وزعيمهم، وقد دخل حلب سنة اثنتين وأربعمئة في خمسمئة من فرسان قومه، يريدون من حاكمها الصلات والجوائز، وقد طمعوا فيه، واستهانوا بسلطته، ولكن حاكم حلب أمر بغلق أبواب المدينة، وقتل من بني كلاب مئتين وأسر أكثر من مئة، وفيهم زعيمهم صالح بن مرداس حُبس في قلعة حلب. ثم يقول ابن الأثير في رواية الحادثة، أن حاكم حلب عمد إلى إذلال صالح بأن أكره أهل إحدى زواجاته الجميلات ويقال لها جابرة على الزواج منه، فرضيت في سبيل إطلاق أهلها من الأسر. احتال صالح بن مرداس للخلاص من سجنه، وهرب إلى قومه، ثم عاد إلى محاصرة حلب في ألفي فارس من بني كلاب يضيقون الحصار على حاكمها حتى استسلم. وانصرف صالح وقد ظفر من الثأر والمال وإضعاف خصمه وإذلاله بما أراد. وبعد بضع سنين من تلك الحادثة تحالف صالح بن مرداس الكلابي وحسان بن مفرج الطائي وسنان بن عليان على أن يقتسموا البلاد، فيمتلك صالح حلب إلى عانة على الفرات، ويملك حسان الرملة الفلسطينية إلى مصر، وتكون دمشق الشام إلى سنان. وفي ذلك يقول فيلسوف المعرة: أرى حلباً حازها صالح وجال سنان على جلقا وحسان في سلفي طيئ يُصرّف من عزّه أبلقا وبذلك ابتدأت الدولة المرداسية سنة أربع عشرة وأربعمئة. فما حكاية صالح مع أهل المعرة وحصارهم ورميهم بالمنجنيق؟ اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في رواية الحادثة، ولكن فيلسوف المعرة ذكر سببها وبين نتيجتها وشفاعته فيها. فأما سبب الحادثة فهو أن امرأة لم يسمها أحد من المؤرخين ولكن فيلسوف المعرة سماها (جامع) أقبلت يوم الجمعة على الناس وهم في مسجدهم فشكت إليهم أن أصحاب خمارة بلدة معرة النعمان تعرضوا لها وأرادوها بمكروه، فغضب لها الناس، فدخلوا الخمارة، وحطموا دنان الخمر، ثم هدموا الخمارة على ما فيها. وقد رضي فيلسوف المعرة عن هذا كل الرضا. وحمده أحسن الحمد فقال: أتت جامع يوم العَرُوبة جامعاً تقص على الشهّاد بالمصر أمرَها فلو لم يقوموا ناصرين لصوتها لخِلتُ سماء الله تمطر جمرها فهدّوا بناء كانت يأوي فِناءه فواجر ألقت للفواحش خُمرَها وزامرة ليست من الرُّبد خضبت يديها ورجليها تنفق زمرها ألفنا بلاد الشام إلف ولادة نُلاقي بها سود الخطوب وحُمرها وبلغ الخبر أحد كبار كتاب صالح، فقبض على سبعين من أفاضل أهل معرة النعمان، فقام الناس لنصرة هؤلاء، وثاروا على صالح بن مرداس وجنده. واشتد الأمر، وعظم الخطب، حتى دعا أهل البلدات المجاورة لمعرة النعمان في مساجدهم إلى نصرة أولئك الموقوفين في سجون صالح. فما كان من صالح إلا أن أمر بحصار أسوار معرة النعمان ومن ثم تأهب لاقتحامها. فهرع أهلها إلى فيلسوفهم، الذي سفه أخلاقهم وعاداتهم ومعتقداتهم وخرافاتهم، فتوسلوا به إلى صالح، فخرج إلى ظاهر البلدة. وقيل لصالح: إن باب المدينة قد فتح وخرج منه أعمى يتوكأ على قائد له، فقال صالح: هو أبو العلاء، فدعوا القتال للنظر ماذا يريد؟ ودخل فيلسوف المعرة على صالح فأكرمه وشفّعه، واستنشده، فارتجل أبياتاً جاءت في اللزوميات: تغيبت في منزلي برهة ستير العيوب فقيد الحسد فلما مضى العمر إلا الأقل وحُمَّ لروحي فراق الجسد بعثت شفيعاً إلى صالح وذاك من القوم رأي فسد فيسمع مني سجع الحمام واسمع منه زئير الأسد ورد عليه القائد: بل نحن الذين تسمع منا سجع الحمام وأنت الذي نسمع منك زئير الأسد. ثم سأله عن حاجته فأخبره بها، فأصدر أمراً بالانسحاب، وترك معرة النعمان لأهلها. نعم تراجعت سلطة العسكر أمام سلطة مفكر حر، ألمَّ بفكر العرب وثقافتهم، واستمدَّ من تلك الثقافة رموزها الفلسفية، فأنضجها في أتون العقل، وصنع منها مشروعاً حضارياً عملاقاً نستطيع القول إنه ما زال حياً إلى يومنا هذا. وهي بهذا القيد حالة نادرة، أن يتراجع عسكري أمام فيلسوف.

عمر البنيه: برعاية اليونيسكو وجامعة لوزان ميليشا آثار النظام تشارك بمؤتمرات حول آثار مدينة تدمر

$
0
0
في الوقت الذي يقتل الشعب السوري ويهجر ويسرق ماضيه وحاضره ومستقبله ، يجتمع في باريس ولوزان مجموعة من الذين يدعون الدفاع عن التراث والحضارة السورية ، وتحت رعاية منظمة اليونيسكو وجامعة لوزان ، والحجة حماية آثار مدينة تدمر والعمل من أجل ترميمها وترميم القطع الأثرية المتبقية من متحف تدمر ، والملفت للنظر وجود وفد روسي من متحف الأرمتاج ومجموعة من مدراء البعثات الأجنبية التي عملت في مدينة تدمر ووفد لميليشيا آثار النظام . وهنا السؤال يكون برسم من شارك من مدراء البعثات الأجنبة التي عملت في مدينة تدمر ..؟ ألا تحتم المسؤولية العلمية والأخلاقية السؤال من الذي سحب جيشه وعمل على إدخال تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة تدمر ...!! ثم من الذي طلب من الطيران الروسي قصف مدينة تدمر ؟! وهل من المعقول أنه لم يشاهد المشاركون في المؤتمر التقارير العالمية التي تحدثت عن نشاط الميليشيات بمدينة تدمر وأعمال التنقيب الغير شرعية ، وما تقوم به ميليشيات حزب الله والنظام وروسيا من أعمال سلب ونهب وقصف بحق التراث السوري ..! ثم أين هي مقتنيات متحف تدمرالأثري ؟! وإلى الآن لم يصدر أي تقرير رسمي من مديرية آثار النظام يتحدث عن حجم المسروقات من متحف تدمر وأرقام القطع وأوصافها ، وتم الإكتفاء من قبل مديرية آثار النظام بالقول أنها سوف تخاطب مدراء البعثات الأجنبية لطلب أرقام القطع الاثرية عندما طلب منها الأنتربول الدولي أرقام القطع المسروقة !!! وهل هذا المؤتمر جاء بهذه الفترة لأجل الترويج للنظام وإتفاقيته الأخيرة مع روسيا حول الآثار السورية ومدينة تدمر، سيم وأن وفد النظام بهذا المؤتمر يتضمن عرابين الإتفاق الأخيرالموقع بين ميليشيا آثار النظام ورسيا ... ويذكر أن هذا المؤتمر يعقد في الفترة التي أقرت فيه الولايات المتحدة قانون سيزر لمحاسبة النظام السوري وداعميه عمر البنيه

أردوغان يطالب بتهدئة في إدلب لوقف اللجوء إلى تركيا مهددا بدفع الجميع للثمن وبموجة هجرة لأوروبا وميركل متخوفة

$
0
0
تعتزم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطلع العام المقبل، للتباحث حول موضوع اللاجئين، خوفًا من موجة لجوء جديدة قد ترافق التصعيد في إدلب شمالي سوريا. وقالت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، الخميس 26 من كانون الأول، إن ميركل ستزور تركيا الشهر المقبل لحث أردوغان على احترام اتفاق كبح تدفق اللاجئين الذي أبرمته الحكومة التركية مع الاتحاد الأوروبي عام 2016. ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدثة باسم الحكومة الألمانية إحجامها عن التأكيد على موعد الزيارة الذي أعلنته صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، مشيرة إلى أن ردها اقتصر على التصريح بأن خطط زيارات المستشارة ميركل يتم الإعلان عنها عادة في يوم الجمعة من الأسبوع الذي يسبق الزيارة. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، طالب بوجوب تطبيق تهدئة في مدينة إدلب، من أجل إيقاف موجة اللجوء إلى الأراضي التركية، مهددًا الاتحاد الأوروبي بدفع الثمن في حال لم يحدث ذلك. وقال أردوغان في اجتماع مع رؤساء المحافظات لـ ”حزب العدالة والتنمية”، أمس الخميس، إن “هجمات النظام السوري في إدلب لا تجعل وقف إطلاق النار الدائم ممكنًا”. وأضاف أردوغان أن نحو 100 ألف شخص فروا باتجاه الحدود التركية، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغ أوروبا بعدم قدرة تركيا على استيعاب موجة جديدة من اللاجئين، مهددًا أن “يدفع الجميع الثمن” إذا لم تحدث التهدئة. ويأتي ذلك في ظل هدوء تشهده جبهات مدينة إدلب خلال الساعات الماضية، بعد أيام من التصعيد العسكري من قبل النظام السوري وروسيا. وشنت قوات النظام السوري بدعم الطيران الروسي هجومًا على محافظة إدلب، وسيطرت على نحو 320 كيلومترًا مربعًا في ريفيها الجنوبي والشرقي، في غضون أسبوع. في حين أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” ،أمس، “استعادة السيطرة على إحدى النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام على محور أبو جريف في ريف إدلب الشرقي، ومقتل وجرح مجموعة كاملة داخلها”. ويقضي الاتفاق الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي مع تركيا، في 18 من آذار 2016، بإعادة اللاجئين الموجودين في اليونان إلى تركيا إذا لم يحصلوا على حق اللجوء في أوروبا، بشرط أن يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئين سوريين من تركيا بطريقة “شرعية”، ويتعهد بتقديم مساعدات مالية للسوريين الذين لا يزالون في تركيا. وتتهم تركيا الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته المالية بشأن دعم اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يزيد عددهم على 3.5 مليون لاجئ سوري، في حين ينفي الأخير ذلك. أردوغان يطالب بتهدئة في إدلب لوقف اللجوء إلى تركيا طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوجوب تطبيق تهدئة في مدينة إدلب شمالي سوريا، من أجل إيقاف موجة اللجوء إلى الأراضي التركية. وقال أردوغان في اجتماع مع رؤساء المحافظات لـ”حزب العدالة والتنمية” اليوم، الخميس 26 من كانون الأول، إن “هجمات النظام السوري في إدلب لا تجعل وقف إطلاق النار الدائم ممكنًا”. وأضاف أردوغان أن نحو 100 ألف شخص فروا باتجاه الحدود التركية، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغ أوروبا بعدم قدرة تركيا على استيعاب موجة جديدة من اللاجئين، مهددًا أن “يدفع الجميع الثمن” إذا لم تحدث التهدئة.

ثالثة الأثافي : د.محمد أحمد الزعبي

$
0
0

ثالثة الأثافي

د.محمد أحمد الزعبي

25.12.2019

بينما كنت أقلب أوراقً قديمة لي بحثاً عن ورقة بعينها ، إذ بي أعثر على ورقة شبه مهترئة غير مقصودة بالبحث . قرأتها أكثر من مرة ، تنطوي الورقة المعنية على مسودتي مقالتين / أثفيتين (الأولى والثانية )، أماالأثفية الثالثة فهي أثفية مضافة تدورحول مايجري في الشمال السوري أمس واليوم وربما غداً أيضاً (!!) ، ذلك أن " القدر "( بكسر القاف) يحتاج إلى هذه الأثفية ( ثالثة الأثافي ) لكي لا يميل وبالتالي يقع على الأرض ، وتفسد بذلك " الطبخة " . الأولى : بينما كنت أتابع في إحدى الفضائيات ، برنامجاً إخيارياً حول السودان الشقيق ، استوقفني ماأفاد به صاحب البرنامج ، من أن أحداً من الأوربيين الغربيين والعرب ، لم يطلب من " البشير" أن يرحل ، الأمر الي يشير وفق رؤية صاحب البرنامج الخاصة ، أنه مامن أحد في هذا العالم كان يريد لهذا " الدكتاتور" أن يرحل ، بالرغم من دخول مظاهرات الشعب السوداني الإحتجاجية المناهضة للبشير شهرها الثالث ، وبالرغم من أن تكلفتها البشرية قد زادت حتى اليوم ( 28.02.2019 ) عمّا يقارب الخمسين قتيلا ، وبالرصاص الحي لقوى أمن نظام البشير (!) . إن سكوت المجتمع الدولي ، بل الدول النووية ومجلس أمنها بالذات ، عن هذا " البشير " ، قد ذكرني ( وأنا أقرأ مافي الورقة ) بموقف تلك الدول إياها من " بشار الأسد " ، مع الفارق الفاضح ، في أن ضحايا همجية هذا الأخير في سوريا قد دخل خانة " المليون شهيد " عند نفس التاريخ المذكورأعلاه . إن هذا الصمت الدولي المقصود والمدروس على مثل هؤلاء الحكام ، حكام " من المهد إلى اللحد " إنما يشير بوضوح لايقبل الشك ، إلى وقوف هذه الدولالصناعية الكبرى ، إلى جانب الأنظمة الديكتاتورية المستبدة ليس في الوطن العربي وحسب ، وإنما في العالم كله ، وذلك حماية لمصالحها الإقتصادية والجيوسياسية ، والتي تمثل " الديموقراطية " بنظرهم – على مايبدو - تهديداً استراتيجياً لها .إن هذه الدول النووية العظمى ( دول المصنع والمدفع ) وفي موقفها من ثورات الربيع العربي ضد الحكام العرب المستبدين غالباً ماكانت تمسك العصا من منتصفها بحيث ( لايموت الذيب ولاتقنى الغنم ) ، أي أنها كانت واقعياً ( تدير) صراع الشعوب العربية مع حكامها الديكتاتوريين المستبدين والفاسدين ، كيما تبقيه حيّاً ( ناراً تحت الرماد ) أطول مدة ممكنة ، بدلاً من أن تعمل على وضع حد عملي ونهائي له . إن المطلوب أيها السادة النوويون ، هو إنهاء الصراع وليس إدارته . الثانية : جمعتني في الفترة التي كنت أدرس فيها مادة علم اجتماع البلدان النامية في جامعة صنعاء في اليمن الشقيق ، مع أحد الزملاء الذي أنهى للتو دراسته ( الدكتوراه) في فرنسا في مجال مايعرف بالفيزياء النووية (على ماأعتفد) ، وجاء إلى اليمن معيناً كمدرس في جامعة صنعاء لتدريس هذه المادة . وفي إحدى جلساتنا الأخوية كزملاء مهنة وكأصدقاء أيضاً، حدثني بما يلي : عندما أنهيت دراستي الجامعية بفرنسا ، وتحصلت على شهادة الدكتوراه ، أردت أن أسافر إلى بغداد للعمل هناك، ولا سيما أن أخاً لي كان متواجداً ويعمل بدوره هناك . دعاني أحد السفراء العرب قبيل مغادرتي باريس إلى منزله بهدف توديعي ، وقال لي ، وحتى لاتفاجأ يافلان ، فإن مسؤولاً فرنسياً هو من طلب مني أن أدعوك وأن أدعوه معك أيضاً لأنه يريد أن يقول لك شيئاً لاأعرفه. لم يكن لدي ماأقوله حينها ، سوى الصمت ، الذي هو علامة الموافقة ، وعندما حضر هذا الشخص الفرنسي إلى بيت السفير ، تبين أنه من كبار رجال الأمن ( المخابرات ) في فرنسا . وبعد أحاديث المجاملات التي لابد منها ، سألني هذا الشخص : هل تنوي مغادرة فرنسا ؟ أجبته نعم ، وكان سؤاله الثاني : إلى أين؟ فقلت إلى العراق ، حيث أن أخاً لي يعمل ويقيم هناك ، قال حينها وبشيء من الجدية : إنني أعرف يافلان أنك مسافر إلى بغداد ، وأعرف أنك ترغب بالعمل هناك معالمهندسين الفرنسيين الذين يقومون ببناء مفاعل تموزهناك ، وإنما جئت إلى هنا لكي أنصحك بعدم السفر إلى بغداد ، لأن معلوماتنا تفيد بأن إسرائيل يمكن أن تقوم بقصف هذا المفاعل في أي وقت . بل وانصحك أيضاً أن تطلب إلى أخيك أن يغادربدوره العراق !! . تابع صديقي حديثه بالقول : لقد استجبت لنصيحة هذا المسؤول الفرنسي ، لأني شعرت بصحة مايقوله ، وبدلت وجهة سفري من بغداد إلى صنعاء ، حيث تراني الآن . الثالثة أو ثالثة الأثافي : قبل أن أنتهي مما ورد أعلاه تذكرت أننا في هذه الأيام أمام الذكرى الثالثة ل " سقوط !!" مدينة حلب الشهباء بيد الفاشيين الروس والكذبة الإيرانيين ومجرمهم بشار . ذهبت لفوري إلى أحد المواقع المعنية بالشأن السوري في التلفاز ، لأسمع ولأشاهد مايدمي القلب ويدمع العين ، وبدون تفاصيل ، تبين مما سمعت وشاهدت (وهو مايمثل وجهة نظري الشخصية أيضاً ). أن مسؤولية سقوط الحبيبة الشهباء ، العاصمة الإقتصادية لسوريا إنما يقع إضافة إلى الطائفيين من نظام عائلة الأسد وأتباعه الآخرين ، وحليفهم الروسي العلماني ، بصورة أساسية ( أي إضافة إلى بشار وأعوانه الطائفيين والعلمانيين )على : أولاً ، فصائل الثورة السورية نفسها ، التي كان تعددها وتعدد مرجعياتها يشيان باختلافاتها وبتنوع مصادر تمويلها وبسقوطها الأخلاقي في مستنقع التوجه نحو بعضها بعضا ، بدل التوجه نحو الأعداء الحقيقيين للثورة ، ولا سيما النظام الطائفي وشبيحته من العرب والعجم والروس . وثانياً ، تركيا أردوغان، بتحالفها مع كل من الروس والإيرانيين ،العدوين اللدودين لثورة2011 السورية ، و اللذين جرّا تركيا إلى مستنقعهما الدموي ، مستنقع أستانا وسوتشي بداية ، ثم مستنقع اللجنة الدستورية ذات الأعمدة الثلاثة ( النظام و المعارضة والأمم المتحدة ) ثانياً ، وهاهما يجرانها اليوم إلى مستنقع ثالث ألا وهو السكوت على تدمير الشمال السوري ، وتهجيرأهله ، وقتل أطفاله ونسائه ، وبالتالي وعملياً ، السكوت عن تسليم بشار الأسد " الجمهورية العربية السورية " كلّها - بصورة أو بأخرى - للروس والإيرانيين . لقد استمعت عبر أحد المواقع التلفزيونية العربية صبيحة هذا اليوم (24.12.2019 ) ماأشارت إليه وكالة أناضول التركية ( أناضول آجنسي )، من أن إيران قد أرسلت 250 عسكرياً مما يعرف ب "سرايا القدس" الإيرانية ، من مدينة البوكمال السورية ( التي تحتلها إيران اليوم ) ، إلى منطقة إدلب ، لكي تساهم في دعم حليفيها الآخرين ( بوتن وبشار) هناك في استكمالهم لدورهم اللاإنساني واللاأخلاقي في تطهير سوريا مما أطلقوا عليه هم وبشارهم إسم ( العصابات المسلحة ) أو ( الإرهاب ) . وسؤالي الآن للسيد أردوغان وهو صاحب الضلع الثالث في مثلث ( بشار ، روحاني ، إلى إدلب ) : أوليست إيران التي ترسل جنودها اليوم من البوكمال إلى إدلب لكي تدمر وتقتل أولئك الذين احتموا ،هم واطفالهم ونساؤهم ، بك وببلدك ، هي الضلع الثالث في هذا المثلث ،و الذي أنتم أحد أضلاعه أيضاً ؟ . وهنا أتمنى على وكالة الأناضول الإعلامية التركية المحترمة ، أن تزود سيادة الرئيس أردوغان ، فقط بعدد القتلى من الأطفال والنساء في محافظة إدلب ،وفقط في هذه الهجمة الهمجية البوتن – أسدية الأخيرة ، والتي تلتحق بها الآن قوات قاسم ىسليماني الإيرانية التي تحتل اليوم مدينة البوكمال السورية وتتعامل معها كما لو كانت تابعة لولاية الفقيه . يعرف السيد أردوغان أن المعارضة السورية ترى في بشار الأسد عدوا ، ولكنها ترى فيه و في الجارة تركيا صديقاً وحليفاً . ونتمنى ألاّ يخذلنا تغليب المصالح على المبادئ . والذي بات ( تغليب المصالح على المبادئ ) يتحكم ويوجه بوصلة هذا الصراع ، بحيث لاترى الأعين دماء أطفال إدلب ،ولا تسمع الآذان صراخهم وبكاءهم ، بل حتى ولا بكاء وصراخ أمهاتهم . إنني أسمح لنفسي هنا أن أذكّر سيادة الرئيس أردغان بالمثل الذي يقول :(إن المنبتّ لاأرضاً قطع ولا ظهراً أبقى). وأن أحذره من أفخاخ بوتن وولي الفقيه ،اللذين يحاولان أن يجعلا منه ذلك المنبت


رئيس أركان إسرائيل يتوعد لبنان وغزة والعراق اذا ما تموضعت ميليشيات إيرانية ارهابية بها بضرب البنى التحية من ماء وكهرباء

$
0
0
هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، كلًا من سوريا ولبنان والعراق التي تتوزع فيها الميليشيات الإيرانية، باستهداف قوات بلاده بنية الكيان أو الدولة التي ستسمح لمنظمة “إرهابية” بالتموضع والعمل على أراضيها وستجعلها تدفع الثمن. وتضمنت تغريدات نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر” أمس، الأربعاء 25 من كانون الأول، مقتطفات من حديث كوخافي، الذي قال إنه يجب اقتلاع القدرات الإيرانية من سوريا، ولن تسمح لها إسرائيل بالتموضع عسكريًا في سوريا والعراق. وأضاف كوخافي أن سوريا ولبنان وحركة “حماس” إن مُكنت من تفعيل “الإرهاب” على أراضيها ضد إسرائيل، فإنها “ستمس بشكل كبير بكل ما يساعد عمليات القتال من ماء، وكهرباء، ووقود، وجسور وغيرها”. ولم يستبعد احتمال الوصول إلى مواجهات مع إيران، وتوعد بالرد على الهجمات ضد إسرائيل، في الجهة الشرقية، في إشارة منه إلى العراق، الذي يجب معالجة الوضع فيه، بحسب تصريحاته، بعد انتشار الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني. كما لم يستبعد تعرض جبهة بلاده الداخلية لهجمات صاروخية كبيرة “معظمها غير دقيقة”، ولكن سيكون لها تاثير، ويجب إدراك ذلك في الحرب المقبلة مع لبنان أو “حماس”. وبين كوخافي أن استراتيجية قوات الجيش الإسرائيلي تعمل على تركيز الجهود على المنطقة الشمالية (الحدود السورية)، ورفع خطوات الجاهزية القتالية للمواجهة في الجبهتين الشمالية والجنوبية، إلى جانب حماية الحدود والمناطق. وتعرضت الأراضي السورية لعدة استهدافات من قبل إسرائيل لأهداف قالت الأخيرة إنها تتبع للحرس الثوري الإيراني وميليشيا “حزب الله اللبناني”، بينما اكتفت دمشق بالإدانة وما تسميه بالرد في الوقت المناسب. وسقطت على دمشق، الأحد الماضي، أربعة صواريخ كروز أُطلقت على الأرجح عبر الساحل مرورًا بالمجال الجوي اللبناني باتجاه سوريا، بحسب وكالة “رويترز”. وكانت إسرائيل قصفت، في 19 من تشرين الثاني الماضي، مطار دمشق الدولي ومطار المزة العسكري، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه في “تويتر”.

إردوغان يقرر إرسال قوات إلى ليبيا ويطلب موافقة البرلمان

$
0
0

لمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إمكانية إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة فائز السراج خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد عودة البرلمان للانعقاد، ومنح تفويض لحكومته.
وتوقع إردوغان حصول حكومته على تفويض من البرلمان في الثامن أو التاسع من يناير القادم من أجل إرسال جنود إلى ليبيا، تلبية لدعوة حكومة السراج. وقال في كلمة ألقاها أمس خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة:
«يسألوننا عما إذا كنا سنرسل الجنود إلى ليبيا… نحن نتجه إلى المكان الذي نُدعى إليه… وسنلبي دعوة ليبيا لإرسال الجنود بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته».
وشدد إردوغان على أن تركيا ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من بعض الدول قائلا: «هؤلاء يدعمون «بارون الحرب»، ونحن نلبي دعوة الحكومة الشرعية في ليبيا… هذا هو الفارق بيننا». مجددا تأكيده على أن تركيا تصر على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا.
من ناحية أخرى، قال إردوغان إن هدف تركيا في البحر المتوسط «ليس الاستيلاء على حق أحد، بل على العكس من ذلك، منع الآخرين من الاستيلاء على حقنا». وأضاف موضحا: «لقد قررنا مع تونس إقامة تعاون من أجل تقديم الدعم السياسي للحكومة الشرعية في ليبيا».
إلى ذلك، دخلت مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري، الموقعة بين تركيا وحكومة السراج، حيز التنفيذ أمس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.
ونشرت الجريدة قرار المصادقة على مذكرة التفاهم، التي أبرمت بين حكومتي تركيا والوفاق الوطني الليبية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي أقرها البرلمان في 21 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ثم صادق عليها إردوغان. وتشمل المذكرة دعم إنشاء قوة الاستجابة السريعة، التي تقع ضمن مسؤوليات الأمن والجيش في ليبيا، لنقل الخبرات والدعم التدريبي، والاستشاري والتخطيطي والمعدات من الجانب التركي، وإنشاء مكتب مشترك في ليبيا للتعاون في مجالات الأمن، والدفاع بعدد كاف من الخبراء والموظفين.
كما تنص المذكرة على توفير التدريب، والمعلومات التقنية، والدعم والتطوير والصيانة، والتصليح والاسترجاع، وتقديم المشورة، وتحديد الآليات، والمعدات، والأسلحة البرية، والبحرية، والجوية، والمباني والعقارات، ومراكز تدريب بشرط أن يحتفظ المالك بها.
كما تشمل تقديم خدمات تدريبية واستشارية، تتعلق بالتخطيط العسكري ونقل الخبرات، واستخدام أنشطة التعليم والتدريب على نظم الأسلحة والمعدات في مجال نشاطات القوات البرية والبحرية والجوية، الموجودة ضمن القوات المسلحة داخل حدود البلدين.
وتتضمن المذكرة كذلك المشاركة في التدريب والتعليم الأمني والعسكري، والمشاركة في التدريبات العسكرية أو المناورات المشتركة، والصناعة الخاصة بالأمن والدفاع، والتدريب، وتبادل المعلومات الخاصة، والخبرات وتنفيذ المناورات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وأمن الحدود البرية، والبحرية، والجوية. كما تنص المذكرة على التعاون في مجال مكافحة المخدرات، والتهريب، وعمليات التخلص من الذخائر المتفجرة والألغام، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث والطبيعية، والتعاون في مجال الاستخباراتي والعملياتي.
في غضون ذلك، أعلن رئيس حزب «المستقبل» المعارض الجديد، رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، تأييده توقيع تركيا مذكرتي التفاهم مع حكومة السراج في مجالي التعاون العسكري والأمني وتحديد مناطق السيادة في البحر المتوسط، واعتبرهما «خطوة مهمة على الطريق الصحيح».
وقال داود أوغلو، في تصريح عقب اجتماع مع أعضاء حزبه، إن تركيا لا تستطيع البقاء في معزل عن التطورات المتعلقة بالبحر المتوسط، موضحا أن شرق المتوسط من المناطق الحيوية بالنسبة لتركيا، وأن تركيا تمتلك مصالح حيوية في المنطقة لا ينبغي إهمالها من الناحية الاستراتيجية، لا سيما على صعيدي الأمن العسكري وأمن الطاقة، وبالتالي فإن التفاهمات الموقعة مع ليبيا خطوة قيمة في الاتجاه الصحيح. وشدد داود أوغلو، على أهمية إبرام هذه التفاهمات مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وضرورة حماية تركيا لمصالحها دون الانجرار إلى خضم الحرب الأهلية في ليبيا.
في المقابل، جدد حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، رفضه تدخل إردوغان في ليبيا، قائلا إنه «يؤجج الأوضاع في هذا البلد».
وقال سعيد طورون، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، في مؤتمر صحافي: «لسنا مع التدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي، فهذا أمر غير صائب. وقرار ما يجري هناك من المفترض أن يحسمه أهل البلد… وإن أردنا أن نقدم شيئا هناك فيجب أن يكون لتحقيق السلام وليس لتأجيج الأوضاع… هناك علاقات صداقة قديمة بين تركيا وليبيا، وعلينا أن نبتعد عن أي تصرفات تؤدي لسوء تلك العلاقات».
وخلفت تصريحات إردوغان ردود أفعال متباينة عربياً ودولياً؛ إذ جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، دعمه للجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، مشدداً على رفضه التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وذلك في اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي تناول في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي «ثوابت موقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا، بل الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط، مع رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي».
ونقل المتحدث في بيان له، عن رئيس الوزراء الإيطالي، استنكاره للخطوة التركية، وسعي بلاده لـ«حل الوضع الراهن وتسوية الأزمة الليبية»، باعتبارها «تمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها، بهدف عودة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة قوة وفاعلية مؤسساتها»، وتم التوافق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة في هذا الإطار.
كما أكد الرئيس المصري، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أنه تم خلال الاتصال التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات بعض الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في ليبيا؛ حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي في هذا السياق لمكافحة الإرهاب، وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة التي باتت تهدد الأمن الإقليمي بأسره، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
من جهته، عبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن انزعاجه من حالة التصعيد الخطيرة التي تشهدها الساحة الليبية حالياً، وقال أمس إن «من شأنها أن تساهم في إذكاء الأوضاع العسكرية والأمنية على الأرض، وخاصة حول العاصمة طرابلس، وتعقيد الجهود العربية والدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية متكاملة للأزمة الليبية».
بدوره، قال الكرملين، الذي عبر عن قلقه من التدخل التركي في ليبيا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي اتفقا أمس، على أن الموقف في ليبيا يجب أن يحل بطريقة سلمية، رداً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي قال أمس إن بلاده سوف ترسل قوات إلى ليبيا بناءً على طلب من طرابلس في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل.

المصدر: الشرق الأوسط

ترمب يحذر موسكو ودمشق وطهران من قتل المدنيين في إدلب / Don’t do it ! Turkey is working hard to stop this carnage

$
0
0

حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا وسوريا وإيران، أمس الخميس، من قتل المدنيين في محافظة إدلب السورية، التي دفعت الآلاف للنزوح في محافظة إدلب السورية، وقال إن تركيا تعمل جاهدة لمنع حدوث «مجزرة».

واستهدف القصف المكثّف للنظام السوري وحليفته روسيا إدلب، الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كما تنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، في وقت تحقق قوات النظام تقدما على الأرض رغم وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في أغسطس (آب) ودعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد.

المصدر: الشرق الأوسط

Russia, Syria, and Iran are killing, or on their way to killing, thousands of innocent civilians in Idlib Province. Don’t do it! Turkey is working hard to stop this carnage

نتنياهو يكشف عن تجنب الاحتكاك مع الروس فوق سوريا أربع مرات

$
0
0
في محاولة للرد على منتقديه الذين يتهمونه بالفشل في سياسته الخارجية والأمنية، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن قوات الجيش الإسرائيلي «تجنبت الاحتكاك أو التصادم مع الجيش الروسي في سوريا وغيرها، في 4 مناسبات على الأقل». وعزا ذلك إلى «النجاح في إقامة علاقات جيدة جداً مع زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وكان نتنياهو يتكلم في لقاء مطول مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، عشية الانتخابات الداخلية في حزبه (الليكود)، التي جرت أمس (الخميس)، والتي تنافس فيها مع جدعون ساعر. فتطرق إلى عدد من القضايا المثيرة لاهتمام الشارع، وبينها العلاقات الروسية الإسرائيلية، ووضعه الانتخابي، واحتمالات الهزيمة. ووعد بضم منطقتي غور الأردن وشمال البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية. وعندما سئل عن سبب الأزمة الدبلوماسية مع روسيا، التي أدت إلى طرد رجال أعمال وعدة شخصيات أخرى من موسكو بعد احتجازهم ساعات طويلة في المطار، وفشله في إطلاق سراح الشابة الإسرائيلية نعمة يسسكار، المعتقلة في روسيا بتهمة حيازة مخدرات، وعن علاقاته المميزة مع بوتين، أجاب: «لديّ كثير من العلاقات الخاصة والفريدة من نوعها مع كثير من قادة العالم، ومن ضمنهم بوتين، وأتوقع أن يترجم ذلك في قضية نعمة يسسكار». وأضاف نتنياهو: «ينعكس هذا في حرية عمل الجيش الإسرائيلي في سوريا، أمام القوات الجوية الروسية، وليس هناك فقط (في إشارة إلى العراق واليمن اللذين يكثر من الحديث عنهما). وأريد أن أكشف لكم أن قوات الجيشين الإسرائيلي والروسي كانتا على وشك التصادم في 6 مناسبات على الأقل». ثم استدرك نتنياهو قائلاً: «ليست 6 مناسبات، وإنما 4 إذا لم أكن مخطئاً. طائراتنا في هذا الفضاء المزدحم في سوريا كادت تصطدم بالطائرات الروسية. لم يحدث ذلك لأنني كل 3 أشهر أقابل شخصياً الرئيس فلاديمير بوتين ونقوي ونعزز آلية التنسيق الأمني بين جيوشنا». وسئل نتنياهو عن قراره تجميد العمل في ضم منطقتي غور الأردن وشمالي البحر الميت، إثر قرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية محاكمة إسرائيل على جرائم الحرب، فقال إنه ينوي التوجه للولايات المتحدة وحثها على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على جميع التجمعات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وقال: «إنني أعتزم استصدار اعتراف أميركي بسيادتنا في غور الأردن وجميع التجمعات الاستيطانية في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)، كما جلبت في السابق اعترافاً أميركياً على سيادتنا في مرتفعات الجولان، والقدس عاصمة لإسرائيل. لديّ القدرة على التأثير على الجمهور الأميركي، على أقل تقدير. وأنا أعتزم ضم غور الأردن (بالتأكيد) خلال المستقبل القريب». واستدرك قائلاً: «نحن نعيش في فترة الانتخابات، الآن. وهناك مشكلة قانونية للقيام بذلك في ظل حكومة انتقالية، لكنني سأفعل ذلك فور انتخابي». ورفض نتنياهو الإفصاح عما إذا كان يعتزم طلب الحصانة القضائية البرلمانية من الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، في المهلة المتبقية لديه حتى الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، كي يتهرب من محاكمته بتهمة الفساد. وعبّر عن ثقته من تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة وقدرته على تشكيل حكومة، رغم أنه سبق أن فشل في هذه المهمة بعد إجراء الانتخابات مرتين، في أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) الماضيين. وعند سؤاله عما إذا كان يعتزم المطالبة بهذه الحصانة، تهرب نتنياهو من الإجابة، وقال: «هل تعرف ما يمكنك القيام به في غضون أيام قليلة؟ عليك استضافتي في المستقبل، وسوف تتلقى إجابة على هذا السؤال». وأضاف: «عليك أن تترك بعض التوتر والإثارة. ليس من الممكن أن يكون كل شيء واضحاً منذ اللحظة الأولى. سنوضح هذه المسألة قريباً». وعاد نتنياهو ليعلن موقفه الرافض أن تتدخل المحكمة العليا في وضعه القانوني. وإن كان يستطيع تشكيل حكومة، وهو يحمل ملفات فساد خطيرة، أجاب: «من يقرر من الذي سيقود الحكومة الإسرائيلية المقبلة، هو الشعب الإسرائيلي، من يقرر من سيقود الليكود، هو فقط أعضاء الليكود، هذه هي الديمقراطية». المصدر: الشرق الأوسط

500 مقاتل سوري في ليبيا تحت التهديد ودفعة أخرى تتوجه قريباً

$
0
0
نفت أوساط سورية معارضة في واشنطن التكذيب الذي صدر عمّا يُسمى بـ«وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة»، حول عدم توجه أي مقاتلين سوريين إلى ليبيا، قائلة إن هناك معلومات مؤكدة عن توجُّه أكثر من 500 عنصر إلى ليبيا، مما يُسمّى بـ«الجيش الوطني الحرّ» الذي تشرف عليه تركيا مباشرة. لا بل تؤكد تلك الأوساط أن مقاتلين سوريين من حرستا، قُتِلا في الأيام الأخيرة في ليبيا خلال قتالهم مع قوات حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج، وأن اسميهما معروفان. وتقول تلك الأوساط إن من بين تلك المجموعة مقاتلين من «هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً)، وإن العناصر تلك قد انتقلت إلى ليبيا مع مسؤولين أتراك يتولون بأنفسهم الإشراف عليها. وهؤلاء المقاتلون هم من المسلحين الذين تم إخراجهم من مناطق ما عُرِف بمناطق خفض التصعيد من حمص وحماة، وانضموا إلى «قوات درع الفرات»، ويتلقون تدريباتهم من تركيا. وتضيف تلك الأوساط أن الهدف الرئيسي على ما يبدو محاولة تركيا تأسيس ما يشبه «الشركة الخاصة» لإرسال مقاتلين شبيهة بالشركات الخاصة التي ترسل مقاتلين مرتزقة، كشركة «فاغنر» الروسية، ليتسنى لتركيا تحريك المجموعات القتالية بالشكل الذي يناسب مصالحها، مشككين في أن تقوم تركيا بإرسال قوات تركية بشكل مباشر، على الأقل في هذه المرحلة، إلى ليبيا. وتضيف تلك الأوساط أن تركيا عرضت على هؤلاء المسلحين 1500 دولار كراتب شهري، مقابل 200 دولار التي كانوا يتلقونها في سوريا. غير أن هؤلاء لم يحصلوا سوى على 600 دولار فقط، وقد أجبروا على الذهاب إلى ليبيا مقابل تهديدات تركية بحرمان أهلهم من العودة إلى مناطق شمال سوريا، حيث تعمل الحكومة التركية على تغيير الوضع الديموغرافي هناك، وإفراغ المناطق من سكانها الأصليين، واستبدال بهم مناصرين لها، سواء من جماعة «الإخوان المسلمين» أو من «هيئة تحرير الشام» سابقاً. يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر في منطقة حوض البحر المتوسط والاشتباك المتصاعد بين تركيا وعدد من دول المنطقة، الذي ينذر بتفجر صراعات جديدة بعد اكتشافات الطاقة فيها، وطموحات الرئيس التركي السياسية والإقليمية، ومسارعة حكومته للتوقيع على الاتفاقات الثنائية مع حكومة السراج الاقتصادية والأمنية والعسكرية، بهدف توفير غطاء قانوني لمشروعاته. وفي حين ترفض تلك الأوساط فكرة أن تكون تلك الخطوات جزءاً من اتفاق غير معلن بين تركيا وروسيا لتبادل النفوذ في سوريا بليبيا، على اعتبار أن أولوية تركيا هو حماية حدودها الجنوبية ضد خطر حزب العمال الكردستاني، إلا أن مشروعات الطاقة وحاجة النظام التركي لمخارج من أزمته الاقتصادية تجعل هذا الاحتمال وازناً، رغم التعقيدات التي تثيرها علاقته بروسيا في كلا الملفين. وتؤكد تلك الأوساط أن هناك دفعة ثانية من المقاتلين السوريين يجري الاستعداد لإرسالها إلى ليبيا من قبل الأتراك، علماً بأن تركيا تخطط أيضاً لتوسيع منطقة نفوذها في سوريا باتجاه جبل قنديل على الحدود السورية العراقية أيضاً. وبحسب تلك الأوساط، فإن الرئيس التركي يرغب في أحداث تغييرات ديمغرافية كبيرة عبر حديثه عن مشروعات إعادة أكثر من 6 ملايين مهجر سوري من بلاده، استعداداً لمعركة الانتخابات في سوريا عام 2021. والتغيير الديموغرافي يستهدف عملياً إفراغ مناطق شمال سوريا من المكونات المسيحية والآشورية، ومن العلويين الأكراد، الذين يسكنون في محيط المالكية والقامشلي أيضاً. وتضيف تلك الأوساط أن تركيا ألغت مكاتب العودة والتسجيل الخاصة بإعادة المهجرين من حمص ودرعا وغيرها من المناطق، التي كان مسلحو المعارضة قد أقاموها لهذا الهدف، وذلك لتثبيت هؤلاء المسلحين مع عائلاتهم في مناطق عفرين وجرابلس وغيرها، واستخدامهم في الانتخابات السورية. المصدر: الشرق الأوسط

المعارضة السورية والخروج من فكي الكمّاشة الخارجية : بقلم الباحث والأديب : أسامة محمود آغي

$
0
0
تتغير معطيات كثيرة في مجريات الصراع السوري، ولا يتغير أداء وفعل المعارضة السورية الرسمية، وهذا يكشف عن أحد أمرين وهما، إما أن تكون المعارضة السورية الرسمية المتمثلة بمؤسسة ائتلاف قوى المعارضة والثورة وبهيئة المفاوضات، هي تمثيل لا يعبّر بعمق عن مصلحة الثورة السورية ومطلبها الرئيس، وهو الانتقال السياسي من نظام الدولة الاستبدادية إلى نظام الدولة الديمقراطية، وهذا يوضح كيفية تشكيل بنية هذه المؤسسات، والحضور الإقليمي في تكوينها، وبالتالي يشكّل هذه التكوين بصيغته الحالية عائقًا أمام اتخاذ مبادرات سياسية وطنية فاعلة، تخدم أهداف السوريين، الذين ثاروا ضد نظام الاستبداد. وإما أن تكون هذه المؤسسات بعيدة عن قدرة رسم مستقبل نضالات السوريين في الوصول بالشعب السوري إلى ضفاف حريته وكرامته، وبناء دولته الديمقراطية، نتيجة عجزها السياسي المتعلق برؤيتها للصراع واتجاهاته، ورهانها على حل سياسي، يأتي بفعل قرارات دولية، دون أن تسعى هذه المعارضة إلى تحويل هذه القرارات إلى قوة دفع سياسي دولية. هذه الحال، تكشف عن أن لا ثابت في واقع الصراع السوري، فهو يخضع لفعل عناصر كثيرة، تؤثر في مساره واتجاهاته، وهذا يتضح من درجة انخراط قوى إقليمية ودوليه فيه، ولعل الأهم في هذا السياق، هو قدرة المعارضة الرسمية السورية على التقاط التغيرات المستمرة في بنية هذا الصراع، والتي تغير باستمرار من اتجاهاته. والسؤال: هل ذهبت المعارضة السورية الرسمية إلى التعامل بجدية مع التبدلات الجارية على صعيد المواقف المتغيرة للأطراف المنخرطة بالصراع السوري؟ نعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى بيان الواقع، وما فعلته المعارضة حياله، فلو نظرنا إلى تغيرات الموقف الأمريكي، لوجدنا أن هذا الموقف المبني على استراتيجية مشوشة أمريكيًا، ينوس بين حدين يبدوان متناقضين، الحد الأول هو انسحاب الأمريكيين من سوريا، وما يترتب على هذا الانسحاب من تداعيات على مشهد الصراع. والحد الثاني هو قانون “سيزر” الذي وقعه الرئيس الأمريكي مع توقيعه على الموازنة العسكرية الأمريكية لعام 2020. فهل عملت المعارضة على الاستفادة من هذه التغيرات في الموقف الأمريكي؟ لا نعتقد بوجود أي إجراء سياسي ملموس ترافق مع هذا التغير، وهذا يكشف أن ملف الصراع السوري لم يعد منذ زمن بعيد بيد هذه المعارضة، وهذا يتطلب إعادة النظر بترتيب البيت الداخلي للثورة السورية وقواها، ويتطلب وضع رؤية سياسية ذات بعد تكتيكي واستراتيجي جديدين، يلحظان التغيرات ويتفاعلان معها. ولكن يبدو أن المعارضة الرسمية، المتمثلة بمؤسسة ائتلاف قوى المعارضة والثورة، وكذلك بهيئة المفاوضات، لا تزال قيد مربعها المرتبط بفعالية المجتمع الدولي، الذي اشتق قراره 2254 دون أن يضعه قيد التنفيذ الجدي، وهذا يتطلب إعادة النظر بتكوين وبنية هذه المعارضة، بحيث تحوز على استقلالية قرارها الوطني، بعيدًا عن هيمنة القوى الإقليمية والدولية، التي تدفع بهذه المعارضة إلى مواقف لا تخدم المصلحة الاستراتيجية للسوريين، الذين يريدون تغيير بنية النظام الحاكم، واستبدال نظام حكم آخر به أكثر قدرة على احترام حقوق المواطنة، واحترام حقوق الإنسان. إن التغيير المطلوب يتعلق بتغيير القواعد الناظمة لعمل المعارضة الرسمية، ويمكن فعل ذلك من خلال توسيع قاعدة التمثيل الشعبية، أي أن تنفتح المعارضة الرسمية على القوى السياسية وقوى المجتمع المدني، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال عقد مؤتمر وطني سوري شامل وجامع، هذا المؤتمر ليس مؤتمر قوى وأحزاب محددة، بل هو إطار وطني فاعل، يلعب دور المرجعية الوطنية، التي تمنع مؤسسات المعارضة عن القيام بأي خطوة تشكّل تفريطًا بهدف الثورة السورية، المتمثل بضرورة الانتقال السياسي من صيغة الاستبداد إلى صيغة ديمقراطية. إن امتناع مؤسسات المعارضة الرسمية عن المبادرة بخطوة المؤتمر الوطني الشامل، يعني إصرار هذه المؤسسات على المحافظة على مربع تمثيلها الضيق للسوريين، وهو يعني بقاء ظهر هذه المؤسسات مكشوفًا ودون حماية أمام المتربصين بالثورة السورية، وبحقوق الشعب السوري المشروعة. إن عقد مؤتمر وطني شامل، تشكّل مخرجاته قاعدة عمل للمعارضة، سيدفع القوى الدولية المنخرطة في الصراع السوري، إلى التعامل مع المعارضة السورية الموحدة، بطريقة مختلفة عما سبق، وسيمنح للمعارضة قوة حقيقية، بأنها لا تستطيع التنازل عن جوهر مطالب الشعب السوري، لأن هذه المطالب، تشكل قاعدة انتظام السوريين عبر مؤتمرهم الوطني. عقد مؤتمر وطني سوري شامل سيعيد إنتاج الحراك الثوري السوري، وهذا سيلعب دورًا كبيرًا في رفع صوت هذا الحراك، ليغدو مسموعًا في آذان صانعي السياسة الدولية. كما أنه سيضخ دماءً جديدة في بنى قيادات مؤسسات المعارضة، ما يمنحها دينامية جديدة ومختلفة، وقدرة على التعامل مع تغيرات الصراع ومتطلباته السياسية المتجددة. فهل نتوقع خطوات كهذه، وتحديدًا مع إقرار الإدارة الأمريكية قانون “سيزر”؟ وهل ستحوّل المعارضة الرسمية هذا القرار إلى منصة تفاعل وطني جديد، يغير من شروط اللعبة السياسية، التي عمل النظام وحلفاؤه على إفراغها من محتواها الحقيقي، المبني على تنفيذ محتوى القرار الدولي 2254. إن عقد مثل هذا المؤتمر، فيما لو تمّ عقده، سيعيد ترتيب الأولويات الوطنية، لدى مجموع قوى المعارضة المتحدة حوله. أما إذا تجاهلت المعارضة الرسمية مثل هذا الاستحقاق الوطني، فهي كأنها تدعو إلى إيجاد بديل وطني عنها، لا يقبل بهيمنة الأجندات الإقليمية أو الدولية عليه. فهل تخطو المعارضة الرسمية خطوة بهذا الاتجاه؟ أم سنتوقع حدوث حالة حراك جديد، تتلاءم مع مستجدات الصراع وتغيراته، وتأتي تلبية لضرورات تغيير قواعد لعبة الصراع في سوريا وعليها، بما يخدم استقلال القرار الوطني السوري ومصلحة الشعب السوري ووحدة أرضه ومكوناته الوطنية.

صراع على إدلب أم حرب على الحل السياسي الدولي : بقلم الباحث : أسامة محمود آغي

$
0
0

منذ أن تتالت رحلات التهجير من مناطق الصراع بين النظام وحليفه الروسي- الإيراني من جهة وفصائل المعارضة المسلحة السورية من جهة أخرى، كان واضحًا أن محافظة إدلب ستكون مركز تجميع لقوات الفصائل، هذا الأمر دفع كثيرين لرسم سيناريوهات مختلفة لهذه المحافظة.
لم يكن أحد يمتلك رؤية حاسمة لمستقبل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) في هذه المنطقة، وفي الوقت ذاته كان الجميع يعرفون، أن الروس والغرب عمومًا، يريدون التخلص من البؤر المسلحة الراديكالية “المتشددة دينيًا، ” كجبهة النصرة” أو فصيل “حراس الدين” أو غيرها، ممن تُحسب على تنظيم القاعدة المتطرف.
لم تقم فصائل المعارضة المعتدلة باشتقاق استراتيجية متوسطة المدى لحل هذه المعضلة، ولم يكن بمقدور الضامن التركي فتح جبهة على هذه الفصائل الراديكالية، لأن ذلك سيسبب موجات نزوح سكانية هائلة باتجاه الأراضي التركية، ما يخلق تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مرغوبة في وضعه العام، لذلك بقي وضع “هيئة تحرير الشام” وبقية الفصائل المتشددة وكأنه دعوة غير مباشرة لشن النظام السوري وحلفه حربًا، بحجة تصفية القوى الإرهابية، كما يطلقون على هذه الفصائل. ولكن الغاية الحقيقية للحرب على إدلب، ليست متمثلة بوجود هذه الفصائل فحسب، بل الأمر يتعلق بفتح الممرين التجاريين “M4″ و”M5”. هذان الممران هما شريانا الحياة الاقتصادية بالنسبة للنظام السوري من جهة، وشريانا التجارة الدولية العابرة نحو دول الخليج وغيرها، كذلك من أجل زيادة قوة أوراق التفاوض بيد النظام وحليفه الروسي- الإيراني. وباعتبار أن فصائل المعارضة تدرك أهمية هذين الشريانين، وتدرك أنها ستخسر بتراجعها عن السيطرة عليهما عسكريًا واقتصاديًا، نجدها تقاتل بشراسة دفاعًا عن ضرورة ربط هذا الأمر بالحل السياسي النهائي للصراع السوري، الذي لم تبادر الدول المنخرطة في الصراع السوري إلى السير فيه بخطوات جدية. الحرب على إدلب قد تكون لها تبعات واضحة على المدى القصير، ونقصد بذلك محاولة فرض النظام السيطرة العسكرية على هذه المحافظة، وإخراجها كورقة من يد المعارضة، ولكن هذه السيطرة لن تُخل بمعادلة الصراع بين النظام والمعارضة فحسب، بل ستكون ورقة قوة لمصلحة الحل السياسي وفق الأجندة الروسية، التي ستخسر فيها قوى إقليمية ودولية، فالحل الروسي لا يجتث أسباب الصراع السوري، الذي تفجّر مع الثورة عام 2011، وكذلك لا يؤمّن مصالح تلك القوى الإقليمية والدولية، ولهذا فهو حل يزيد من درجة تعقيد هذا الصراع. أول المتضررين من هذه المعادلة هو الشعب السوري، وقد تكون هناك أضرار ليست واضحة المعالم والفعالية في هذه المرحلة، ستلحق بالأطراف الدولية المتهاونة في فرض تنفيذ القرار الدولي 2254. ولهذا لا يجب أن يتم النظر إلى الحرب على إدلب وكأنها أمر محصور بهذه المنطقة، أو كأنها اجتثاث للفصائل المسلحة المتشددة، بل يجب النظر إليها باعتبارها جزءًا أساسيًا من معادلة الصراع الكلية، وأن عدم الدفع بعملية الحل السياسي، وفق الصيغة الأممية، سيعقّد هذا الحل، وسيجعل منطقة الشرق الأوسط في حالة خطر حقيقي. تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ التزاماته حيال حل الصراع السوري، سيجعل من هذا المجتمع أسيرًا لتبدلات قوى الصراع ونتائجه، ففي الوقت الذي تتسع فيه دائرة التغيير في المنطقة، والمتمثلة بانتفاضتي العراق ولبنان، نجد أن المجتمع الدولي يقف مشدوهًا وبلا رؤية استراتيجية لإيجاد معادلات سياسية تلحظ التبدلات في ميزان القوى السياسية في المنطقة، وكأنه لا يقرأ أن هاتين الانتفاضتين على علاقة عميقة بالصراع في سوريا بين محور النظام وحلفائه الإيرانيين من جهة، والشعوب الثائرة على الهيمنة الإيرانية وحكومات الفساد من جهة أخرى. الحرب على إدلب هي حرب على الحل السياسي الدولي العادل، الذي يشرحه القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي 2254، ولهذا يجب أن تتكثف الجهود لمنع انهيار الاستقرار في محافظة إدلب، وهو أمر يتطلب ضغوطًا دولية على إدارة بوتين، لوقف هجمات طيرانها من جهة، ومنع النظام السوري من الاستمرار في قصف المناطق، وتهجير وقتل سكانها من جهة ثانية. حل قضية وجود الفصائل الراديكالية في محافظة إدلب، لا ينبغي العمل عليه وفق السيناريو الخاص بالنظام وحلفائه، بل يجب العمل عليه وفق صيغة دولية، يتم الاتفاق عليها في أروقة الأمم المتحدة، وأن تتضمن هذه الصيغة ضمان أمن وسلامة السكان المدنيين من جهة، واتباع طريقة بإعادة المقاتلين المتشددين الإسلاميين إلى بلدانهم الأصلية. وضع خارطة زمنية لتنفيذ القرار الدولي 2254 بعيدًا عن التسويف والمماطلة الروسية، هو عمل ضروري وحاسم، على أن تتضمن خارطة الحل الدولي عملية جمع سلاح متزامنة من يد كل الميليشيات في طرفي الصراع، وأن يتم ضمان وحدة المكونين العسكريين الرئيسين للنظام والمعارضة في بنية جديدة، أي أن يتشكل الجيش السوري الجديد من المكونين المذكورين، وأن تُحدد مهامه وعقيدته وفق صلاحيات محددة يرسمها له الدستور الجديد. إن وضع خارطة الحل موضع التنفيذ، يعني حلًا لمشكلات كثيرة أنتجها الصراع السوري، ولعل أهم هذه الحلول هو الاتفاق على تحقيق الانتقال السياسي برعاية دولية حازمة، ما يوفر الفرصة لتحقيق الاستقرار في سوريا، والسماح بعودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم، ووضع برنامج زمني برعاية دولية لإعادة إعمار ما هدمته الحرب، إضافة إلى البدء ببرنامج مصالحة وطنية على قاعدة المساواة بين جميع المكونات الوطنية، وتفعيل مبدأ العدالة الانتقالية، التي تعيد الحقوق، وتهدّئ الخواطر لدى المتضررين من الصراع السوري في كل مناحيه. هذه الخارطة تحتاج إلى عقد مؤتمر دولي، يضع نصب عينيه إنهاء الحرب، وإحلال السلام في سوريا، فهل تلجأ الدول الفاعلة على الساحة الدولية إلى اختيار هذه الطريق، أم أن مصالحها لا تزال تتحقق عبر استمرار هذه الحرب، دون اهتمام أخلاقي وسياسي بما يتعرض له الشعب السوري من مذابح ودمار، هذه الحرب التي لن توفر أحدًا من نيرانها المستعرة ذات يوم.
enab baladi

محمد شحرور : من “الملة”الى “البروتستانتينية”؟ أو العكس؟ بقلم مالك عيطة

$
0
0
محمد شحرور : من "الملة" الى "البروتستانتينية" ؟ أو العكس؟
بقلم مالك عيطة
Malek Aïta
================================== تمهيد: "أنه يتحدث عن كل شيء, يعرف في الزراعة و التجارة و الطب و السياسة و تاريخ فلسطين." ( كاتب لا يبحث عن الشهرة) " أحذروا الطيور الثلاث: الشحرور! الحبش! و الحسون!" (مقولة/مثل شعبي دمشقي انتقائي) " المشكلة في إيطاليا لا تتمثل في شخص موسوليني كما يظن البعض, لكن المشكلة كانت في سؤال: لماذا و كيف صفقت الجماهير الإيطالية الحاضرة يومذاك في ساحات و شوارع نابولي و روما بحماس لموسوليني؟" ( أمبرتو أيكو) "شحرور" و "الملة" : أخذ محمد شحرور الجهد على نفسه منذ حوالي نصف قرن من الزمن البحث في إعادة التأويل للتنزيل الحكيم. حيث أعتبر في معرض رده المفصل في كتابه ( الكتاب و القرأن)على كل المشككين به أنّ البحث المعجمي و أسلوبه في أستدلال ترادف المعاني - أي دلالات المفردات المتشابهة في المعنى- غير كاف للحصول على تفسير أو شكل من أشكال التأويل "الصحيح" للنص القرأني لأن معاني الكلمات و المفردات و المفاهيم التي يستعملها الفقهاء القدماء/الجدد هي "ثابتة" بمعنى جامدة لا تقبل إضافة دلالات جديدة. كما أنّ المفردات القرأنية تحمل دلالات معاني و مفاهيم لا تتناسب بالضرورة مع نظيرتها الأخرى من "المفردة" المتشابهة في الدلالة و المستمدة مثلاً من التراث الشعري أو من غيره لذلك لا تستطيع المفردات الشعرية, على سبيل المثال لا الحصر, أن توصف صيرورة الحدث القرأني "المستمر" حسب شرح الدكتور الشحرور. بالنسبة لصاحب مشروع " القراءة المعاصرة", فانّ منهج الترادف القائم في أدبيات و تفاسير "الأئمة" ليس سوى أداة أو برنامج لغوي يسعى للسيطرة على تفاسير و دلالات أمهات كتب نصوص التراث وذلك عبر اعتمادهم – أي الفقهاء - على أدراكات العالم " المرحلية" فقط و النابعة من الأشياء الموجودة و المفاهيم المجردة في مرحلة القرون الأولى التي تلت الإسلام. أي أنها قيود سلطة " النحو" و "الفقه" على أستقلالية "النص" باسم الوفاء للأصول و التقاليد. اذاً هل كان يدعو الى شكل من أشكال القطيعة المعرفية مع كل مضامين و محتويات التراث؟ في ثباتية النص و تحرك المعنى أبتعد شحرور بدوره عن "بنيوية" نصر حامد أبو زيد و "تفكيكية " محمد أركون و كما نحى جانياً الموروثات التأويلية عبر قطيعته المعرفية مع "الفقهاء" و أصحاب الاجتهاد التقليدي ليخلق من جديد سجال و مشكل في نظر جمهور "الملة" . أتهم من خلالها بأنه يقوم بطرح خلخة ابستمولوجية واضحة و مكشوفة تتخربط فيها مشهد الثوابت و المسلمات كما خارطة المفاهيم عبر أستخدام أنماط أستدلال جديدة و أنظمة براهين غير معتادة في الموروث الفكري الإسلامي. لتعويض الفراغ الابستمولوجي لجأ شحرور الى الاعتماد على براغماتية "المعنى" و دللّ على تقاطع منهجية لغوية جديدة مع نظام معرفي "حديث" في قراءته للنص القرأني. ما هي منهجيته المعرفية اذاً لتصور الموجود و لكشف المحجوب ؟. ما أراده شحرور هو توسيع المعرفة الدلالية لينتقلو أصحاب الأنفس المتطلعة الى ما سماه مستوى " التجريد الكامل" و هو المستوى القادر على المشاركة في "لحظة الأبداع" حسب حسب حنفي و الأندماج في المشهد الكسموبوليطيقي المأمول بين البشر الحاليين. كان يبحث عن صيرورة " دينامية" مفتوحة ,حسب لغة بيرس و أمبرتو أيكو, منفتحة على دلالات "سيميوزية" (أصغر وحدة دلالية) أخرى, لكن الفرق أن أشتغاله الدينامي للدلالة و المعنى كانا يخضعا لمركز غير منظم. لم يكن المرحوم شحرور كما يظن البعض, حتى لو كانت هذه التشكيكات و المقولات على هيئة تهمة, أو حتى كما ظن هو نفسه في بعض المواقف ونكرها في أحيان أخرى كثيرة, بأنه يستعين بالمنهج العلمي "الوضعي" أو " الدقيق" فقط لاستحواذه على كل ما هو خارجي عن اللغة. فالتجارب التأويلية من شلايرماخر الى ديلتاي للنصوص المقدسة تقول لنا بغير ذلك. بل أن المرجع و "الموسوعة البحثية" لديه كانتا في بعض المواقف " السجالية" تعتمد على شكل من أشكال تصور مثالي متخيل لشخصية المسلم المحدث بنسخته الكسموبوليطيقي (مواطنة العالم). في هذه المنهجية الجديدة الشحرورية ظهرت شطط مفاهيمية فكانت غلبة "الحداثة" على الابستمولوجي. كل ما يمكن أستنتاجه بعد الأتطلاع على مشروعه بأنه كان ينتمي الى تيار الاستمرارية التاريخية التي كانت تسعى لاحتواء الماضي و تنشيط سرديتها المقدسة. من "الملة" الى "البروتستانتينية" ؟ أو العكس؟ أنّ فعل تنشيط السردية المقدسة هو فعل سياسي قبل أن يكون ميتافيزيقي, سوسيولوجي/ اجتماعي قبل أنّ يتدارك و يصبح على شكل صيغة تاريخية و أنثربولوجية مطلقة. أي هي لحظة التفكر من "الدراوينية" الى نشؤ تيار الاستمرارية التاريخية, اذا شئتم؟ لو طرح السؤالين التاليين في الماضي يوماً على أمبرتو أيكو قبل وفاته وعلى فرض متخيل أنه يجيد اللغة العربية و لديه اطلاع كاف على الثقافة العربية : تحت أي سقف رمزي تاريخاني يمكن أن نجمع بين كل من صادق جلال العظم و الشيخ القرضاوي؟ أو ما هي درجة الاستفادة المنهجية من القوة التنشيطية للسردية المقدسة التي ستسفر عنها مناظرة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي مع الأكاديمي الدكتور الطيب تيزيني؟ الجواب سيكون : بالطبع لا شيء. يا صاح !! أنهً سجال و ليس حوار! أنّ أصحاب الفكر المللي و المدافعون عن أخطار مصالح "الملة" قد طمست معالمهم و هم يصنعون الضجيج الهووي النرجسي في كل مناسبة جدلية و سجالية يكون فيها صلب حديث الموضوع يتناول "الغير مألوف". كيف الخروج من مأزق اللاحوار؟ لقد أضافت لغة و أسلوب الخطاب السياسي العالمي المعاصر (نقصد فيه الخطاب الترويجي للمشاريع الكونية) و في ظل تدهور الأوضاع العربية حالة فريدة من الشعور الهووي المتشنج مع فكر "دعاوي استقلالي" حسب العروي. تشنج مزمن تعود جذوره منذ السجال حول الفكر العقلاني الذي دار بين الغزالي و ابن رشد وازدت أصولية و عناداً في يومنا هذا أي في عصر انتصار التأويل "التقني" حسب هيدغر. أنّ محمد شحرور أو كما يسمى أيضاً مارتن لوثر الإسلامي كان في حقيقة الأمر لوثرياً و داروينياً و هيغلياً و شتراويسياً (نسبة لكلود ليفي شتراوس) بشكل مكثف و بدون أن يعود و يتوقف أو يراجع أي مفصل نقدي. كان يريد أن يتجاوز بكشل مستعجل القيود الهووية التي أنشأتها أجهزة الدولة/الوطنية الحديثة المتعالية على "الملة". كان يريد وصفة هووية دون الرجوع الى أي وصاية لاهوتية/دينية من الأزهر أو قم . كان يخاطب بعض عوام "الملة", أي هذا الجيل المحدث بدون حداثة حسب لغة فتحي المسكيني,و يريد منهم تفعيل سرديتهم المقدسة للوصول الى حداثة لها "موضع روحي" من ظاهرة الانتماء الكوني و هي ظاهرة انتماء خاصة بالإنسان "الحديث": أي المسلم الحديث الكسموبوليطيقي.

أدلة تظهر تورط روسيا في 4 هجمات على المستشفيات في سوريا خلال 12 ساعة

$
0
0
كشف تقرير أعدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن نظاماً للأمم المتحدة لمنع الهجمات على المستشفيات والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة والإسلامية في سوريا، قد تم تجاهله من قبل القوات الروسية والسورية، وأن أخطاء داخلية قد أعاقت عمله. وأدى القصف المتكرر لهذه المواقع إلى قيام قادة جماعات الإغاثة بانتقاد الأمم المتحدة علناً بسبب طبيعة النظام الذي يهدف إلى تزويد الأطراف المتحاربة بالمواقع الدقيقة للمواقع الإنسانية التي يحظر القانون الاعتداء عليها. ووصفت بعض هذه المجموعات نظام تحديد ومشاركة المواقع المعروفة باسم «آلية فك الارتباط الإنساني» بأنها غير مجدية وغير فعالة. وأدى هجوم جديد شنته القوات السورية والروسية في أواخر ديسمبر (كانون الأول) إلى تدمير ما تبقى من عدة بلدات في شمال غربي سوريا، وفرار عشرات الآلاف من المدنيين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولي الأمم المتحدة قاموا مؤخراً بإنشاء وحدة للتحقق من المواقع التي توفرها مجموعات الإغاثة التي تدير المواقع المحمية، والتي تم عرض بعضها بشكل قصد منه أن يكون غير صحيح. وقد أعطت تلك المعلومات الخاطئة مصداقية للانتقادات الروسية بأن نظام «آلية فك الارتباط الإنساني» لا يمكن الوثوق به، وأنه عرضة لسوء الاستخدام. وقال الدكتور مفضل حمادة، رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية، التي تدعم أكثر من 40 مستشفى ومواقع أخرى في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا: «لم يتراجع مستوى الهجمات ولا حجمها. يمكننا أن نقول بشكل قاطع إن هذا النظام لا يعمل من حيث قدرته على الردع والمساءلة». وقامت «تايمز» بإعداد قائمة شملت 182 موقعاً محظوراً الاقتراب منها، بالاستعانة بالبيانات المقدمة من 5 مجموعات إغاثة، وبيانات جرى جمعها من آخرين. من هذه المواقع، تضررت 27 موقعاً بفعل الهجمات الروسية أو السورية عام 2019. كانت جميعها مستشفيات أو عيادات، ومن المحتمل ألا تمثل هذه القائمة سوى جزء صغير من المواقع المحمية التي تعرضت للضرب أثناء الحرب السورية، والتي يبلغ عمرها الآن ما يقرب من 9 سنوات. وبموجب القانون الدولي، يعتبر قصف المستشفيات عن عمد أو بتهور، جريمة حرب. وحصلت «تايمز» على آلاف التسجيلات للقوات الجوية، التي تكشف لأول مرة أن روسيا قصفت المستشفيات في سوريا مراراً وتكراراً. وأظهر تسجيل صوتي لطيار «روسي» في سلاح الجو في مهمة قصف فوق سوريا يقول إن هذه الإحداثيات ليست هدفاً عسكرياً، ويشير إلى مستشفى سري، وبعد لحظات، قام الطيار بقصفه. وتتابع الصحيفة إن «نبض الحياة» هي واحدة من أكثر من 50 منشأة للرعاية الصحية تعرضت للقصف في سوريا منذ أبريل (نيسان)؛ حيث يسعى الرئيس بشار الأسد إلى استعادة آخر جيب للمعارضة بهجوم عنيف للقوات الجوية. ويشتبه المراقبون منذ فترة طويلة أن روسيا تقصف المستشفيات، لكن لم يستطع أحد إثبات ذلك حتى الآن. ولطرح صورة مصغرة عن السبب الذي أدى إلى شل منظومة الرعاية الصحية في أجزاء من سوريا، تضمنت الأدلة 4 أنواع رئيسية، كما يلي... أولاً؛ سجلات الطيران. لسنوات، تتبعت شبكة من مراقبي الطائرات نشاط سلاح الجو فوق سوريا لتحذير المدنيين من الهجمات القادمة. وسجلت عمليات المراقبة مشاهدات للطائرات المقاتلة، ورصدت اتصالات لاسلكية مفتوحة بين الطيارين ومراقبي الحركة الجوية على مدار شهور، ما كشف أين ومتى كانت القوات الجوية الروسية تحلق. ثانياً، حصلت «تايمز» على آلاف من تسجيلات تلك المحادثات حيث يعمل الطيارون الروس في الجو فوق شمال غربي سوريا، وقد أمضى فريقها أسابيع في ترجمة وفك تشفير «الأكواد» الخاصة لفهم كيفية قيامهم بغارات جوية. مثلاً يتلقى الطيار إحداثيات الهدف، ويؤكد أن الهدف مغلق، يقوم الطيار بحساب الدقيقة التي سيضرب عندها. يعطي المرسل الضوء الأخضر. ويعود الطيار إلى الوراء ويقول: «سرابوتال»، وتعني «لقد فعلت». ثالثاً، قامت «تايمز» بتحليل ساعات من مقاطع الفيديو لهذه الضربات، ما أعطاها أدلة حول نوع الأسلحة المستخدمة، واستعرضت تلك اللقطات مع خبراء في سلاح الجو الروسي. رابعاً، حددت الوقت الذي حدثت فيه تلك الهجمات من خلال إجراء مقابلات مع الممرضات والأطباء، وحصلت على تقارير عن الحوادث وفحص منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تزامنت أوقات الهجمات مع مشاهدة الطائرات الروسية وتسجيلات الطيارين الذين ينفذون الضربات. وتظهر النتائج التفصيلية كيف انتهكت روسيا مراراً وتكراراً أحد أقدم قوانين الحرب. واستعرض التقرير الصحافي الهجمات التي جرت في 5 مايو (أيار) لإظهار ما تضمنته من أدلة متراكمة؛ دعنا نبدأ مع مستشفى «نبض الحياة»؛ حيث جرى تحذير الصحافيين المحليين من إمكانية القصف وطلب منهم تصوير الهجوم. ذكر تقرير عن الهجوم أنه تم نحو الساعة 2:40 مساء. وأفادت سجلات الرحلات الجوية أن مراقبين في المنطقة قد أبلغوا عن طائرة روسية تحلق فوقها قبل دقائق من الهجوم. التسجيلات الإذاعية؛ سُمع صوت الطيار الروسي ومراقب الحركة الجوية أثناء التحضير للهجوم قبل الساعة 2:40 مساءً. وتشير هذه الإحداثيات مباشرة إلى المستشفى تحت الأرض، وفي تمام الساعة 2:40 يؤكد الطيار القصف. تحليل عملية القصف؛ سقطت 3 مقذوفات في تتابع سريع وبشكل دقيق للغاية على بعد نحو 100 قدم، بعضها من بعض. كما يبدو أنها انفجرت بعد فترة تأخير بسيطة من اختراقها للأرض. وأبلغنا خبراء عسكريون أن هذه هي السمات المميزة للضربات الدقيقة، وهو أمر لا يستطيع سلاح الجو السوري حالياً القيام به، فقط الروس هو من يستطيعون تنفيذه. ولحسن الحظ، كان المستشفى فارغاً، لأنه قبل أيام تلقى الموظفون تحذيرات من مراقبي الطائرات من الهجمات المحتملة. على بعد نحو 3 أميال، كان الأطباء في مستشفى «كفرنبل» يعالجون المرضى بعد ظهر ذلك اليوم، عندما تعرض المستشفى للقصف 4 مرات خلال 18 دقيقة. «وقد تحدثنا إلى أحد أطبائها في هذا الخصوص». كما أشارت أدلة جديدة إلى أصابع روسية الساعة 5:30 مساءً؛ حيث أفاد مراقبون بأن طائرات روسية وسورية تحلق في سماء المنطقة، وبعد ذلك سجلت رسائل الراديو طياراً روسياً يقوم بـ4 غارات في ذلك الوقت. وفي الساعة 5:30 مساءً، أفاد الطيار بأن توقيت الضربات كان الساعة 5:30 مساء و5:35 مساءً و5:40 مساءً و5:48 مساءً، ليصل الإجمالي إلى 4 ضربات، يفصل بين كل منها 5 دقائق، وهو ما أكده الشهود. وأصاب 3 ضربات دقيقة مدخل المستشفى، وقال لنا الخبراء إنه من غير المرجح أن تفعل الطائرات السورية ذلك، لأن المستشفى حُفر بعمق تحت الأرض. وقد قُتل شخص واحد فقط في الهجوم، وأصيب كثير من الأشخاص. القصف لم يتوقف عند هذا الحد؛ حيث قصف مستشفى «كفر زيتا» في تلك الليلة، وكذلك قصف مستشفى الأمل لجراحة العظام. ومرة أخرى تم تسجيل الطائرات الروسية فقط، وهي تحلق في المنطقة، ويؤكد طيار روسي أن الهجوم وقع نحو الساعة الثانية صباحاً. إجمالاً، تعرضت مرافق الرعاية الصحية للهجوم أكثر من 600 مرة خلال الحرب السورية، في استراتيجية متعمدة، لجعل الحياة المدنية لا تطاق في معاقل المعارضة. ورداً على «تايمز»، نفى المسؤولون الروس المسؤولية، وقالوا إنهم ينفذون ضربات دقيقة فقط على ما يسمونه «أهدافاً مدروسة بدقة». لكن هذه المستشفيات كانت في الواقع على قائمة عدم الاستهداف التي تلقتها روسيا من الأمم المتحدة. لقد تصرفت قوات الرئيس بشار الأسد، إلى جانب حلفائها الروس، كما لو كان نظام «حظر الاستهداف» غير موجود. وسجل الصحافيون المحليون وجماعات الإغاثة ما لا يقل عن 69 هجوماً على مواقع «حظر الاستهداف» منذ بدء التدخل العسكري الروسي لمساعدة الأسد في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، لكن معظمها على الأرجح ارتكبته القوات الروسية أو السورية. وقال جان إيغلاند، الدبلوماسي النرويجي، الذي كان مستشاراً للأمم المتحدة في سوريا من 2015 إلى 2018، إن الأمم المتحدة فشلت في فرض محاذير كافية على المسؤولين. وأضاف إيغلاند: «بشكل عام، يمكن أن ينجح فك الارتباط إذا كانت هناك آلية متابعة عالية وموثوقة للتحقيق ومساءلة الرجال الذين يضغطون بأصابعهم على الزناد. هنا فقط يمكن أن يدركوا أنه ستكون هناك عواقب إذا لم يتحققوا من تلك القائمة، أو أنهم أقدموا على استهداف الأماكن الواردة فيها». لكن روسيا منعت مراراً وتكراراً اتخاذ إجراء في مجلس الأمن بهدف تعزيز المساءلة والمساعدة الإنسانية في الحرب السورية؛ حيث قدمت 14 حق نقض (فيتو) منذ بدء النزاع، بما في ذلك القرار الذي يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقد يعمل الفيتو الأخير لروسيا في 20 ديسمبر (كانون الأول) على وقف شحنات المساعدات الإنسانية إلى سوريا من تركيا والعراق ابتداء من الشهر المقبل. وفي أغسطس (آب)، شكل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هيئة للتحقيق في الضربات التي وُجهت للمواقع المدنية، وكذلك المواقع الأخرى التي تدعمها الأمم المتحدة. لكن المحققين يخططون حالياً لفحص 7 فقط من عشرات الهجمات التي وقعت منذ أبريل، وقد لا يحددون هوية الجناة، وقد لا ينشرون تقريرهم، وهو ما يزيد من غضب الجماعات الإنسانية. المصدر: الشرق الأوسط

الجيش الأميركي يضرب كتائب «حزب الله» في العراق وسوريا / استهداف خمسة مواقع للجماعة المدعومة من إيران

$
0
0
قال مسؤولون أميركيون اليوم الأحد 29.12.2019  إن الجيش الأميركي نفذ «ضربات دفاعية» في العراق وسوريا ضد جماعة كتائب حزب الله، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في بيان نقلته وكالة الأنباء «رويترز» أنها استهدفت ثلاثة مواقع للجماعة المدعومة من إيران في العراق، وموقعين لها في سوريا. وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاجون في بيان«ردا على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على قواعد عراقية تستضيف قوات تحالف عملية العزم الصلب، نفذت القوات الأميركية ضربات دفاعية دقيقة... ستحد من قدرة كتائب حزب الله على شن هجمات على قوات التحالف مستقبلا». وقُتل مقاول مدني أميركي يوم الجمعة في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية قرب مدينة كركوك، وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تتحرى احتمال ضلوع كتائب حزب الله في الهجوم. وفي العراق، قالت مصادر عسكرية وقادة بجماعة «حزب الله» لرويترز إن عددا من مقاتليها قتلوا اليوم الأحد في ضربة جوية على مقرها قرب منطقة القائم بغرب البلاد على الحدود مع سوريا. وأضافت المصادر أن الضربة نفذتها على الأرجح طائرات مسيرة واستهدفت جماعة كتائب «حزب الله»، وهرعت سيارات إسعاف للمنطقة. وقال ضابط بالجيش العراقي إن ثلاث جثث لمقاتلين من الجماعة، منهم قائد محلي، وصلت إلى مستشفى ميداني قرب القائم. وقال مسؤول في الحشد الشعبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد قتلى الهجمات الأميركية بلغ 19 مقاتلا دون حساب المصابين. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتهم فصائل مدعومة من إيران في وقت سابق من الشهر الجاري بالضلوع في سلسلة هجمات على قواعد بالعراق، وحذر إيران من أن أي هجمات لطهران أو وكلائها تلحق ضررا بالأميركيين أو حلفائهم ستواجه "ردا أميركيا حاسما". ونشرت وزارة الخارجية الأميركية صورة المواقع التي تم ضربها  

واشنطن لا تستبعد «إجراءات أخرى» بعد استهداف كتائب «حزب الله»

  أعلن مارك إسبر، وزير الدفاع الأميركي أمس، أن الغارات الجوية الأميركية في العراق وسوريا التي استهدفت جماعة «كتائب حزب الله» المسلحة المدعومة من إيران، «كانت ناجحة». وشنت القوات الأميركية سلسلة غارات أمس (الأحد)، على قواعد تابعة لحزب الله، ما أسفر عن مقتل 19 مقاتلاً على الأقل بعد يومين من هجوم صاروخي أدى للمرة الأولى إلى مقتل أميركي في العراق. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إسبر قوله للصحافيين: «سنتخذ مزيداً من الإجراءات إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران من ارتكاب أعمال معادية». وأشار إسبر إلى أن الأهداف التي تم اختيارها هي منشآت قيادة وتحكم تابعة لـ«كتائب حزب الله» أو مخابئ أسلحة. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من جانبه: «لن نقبل أن تقوم إيران بأفعال تعرض نساء ورجالاً أميركيين للخطر». وقال المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان إنّ الغارات تهدف إلى «إضعاف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلاً». ومن ناحيتها، أعربت مملكة البحرين عن تأييدها للقصف الأميركي. ولفتت، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء البحرين (بنا) في ساعة مبكرة من صباح اليوم، إلى أن هذا يأتي «رداً على الأعمال الإجرامية المتكررة التي تقوم بها هذه الكتائب الإرهابية». وأشادت البحرين «بالدور الاستراتيجي المهم الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية الصديقة في التصدي للجماعات الإرهابية في المنطقة»، كما جددت «موقفها الداعم لكل الجهود والخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة الأميركية من أجل ضمان الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي». ومن جهتها، أدان «حزب الله» اللبناني اليوم (الاثنين)، الغارات الأميركية، ووصفها بأنها «اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره». وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، انتقدت «حزب الله» في بيان الولايات المتحدة لـ«مهاجمتها جماعات في العراق ساعدتها في هزيمة تنظيم (داعش)». ونددت إيران أيضاً بالغارات الجوية الأميركية، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قوله إن «العدوان العسكري للولايات المتحدة على التراب العراقي والقوات العراقية محل إدانة شديدة باعتباره مثالاً واضحاً على الإرهاب... وتدينه إيران بشدة». وبعد ساعات قليلة من هذه الغارات، قال مسؤول أمني عراقي مساء الأحد، إنّ «4 صواريخ كاتيوشا سقطت مساء في محيط قاعدة التاجي التي تضم جنوداً أميركيين من دون أن تسفر عن ضحايا». وتأتي الغارات بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق على مستوى الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح أميركية في العراق. ومنذ 28 أكتوبر (تشرين الأول)، سجّل 11 هجوماً على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أو دبلوماسيين أميركيين، وصولاً إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً في بغداد.   المصدر: الشرق الأوسط

رغم وجود نقتطين مراقبة محاصرتين !!!.. تركيا تؤكد أنها لن تنسحب من نقاط المراقبة في إدلب

$
0
0
أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم (الأحد)، أن بلاده لن تخلي بأي شكل من الأشكال نقاط المراقبة الـ12 في منطقة خفض التصعيد بإدلب، شمال غربي سوريا. جاء هذا خلال اجتماع عقده الوزير مع قادة الوحدات التركية المتمركزة على حدود سوريا، بحضور قيادات الجيش، على خلفية التطورات في إدلب. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن أكار: «لن نخلي بأي شكل من الأشكال نقاط المراقبة الـ12 التي تقوم بمهامها بشجاعة لضمان وقف إطلاق النار في إدلب، ولن نخرج من هناك». وأوضح أن «نقاط المراقبة التركية في المنطقة، لديها التعليمات اللازمة، وسترد دون تردد في حال تعرضها لأي هجوم أو تحرش». كما تطرق وزير الدفاع التركي إلى مذكرة التفويض المتوقع تمريرها من البرلمان التركي، من أجل إرسال قوات إلى ليبيا. وشدد في هذا الصدد على أن «قواتنا المسلحة مستعدة لتولي المهام داخل وخارج البلاد من أجل حماية حقوق ومصالح بلادنا». ودفعت تركيا، خلال الأسبوع الماضي، بتعزيزات عسكرية كثيفة إلى نقاط المراقبة التي أنشأتها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في آستانة بضمان الدول الثلاث الضامنة للمحادثات (روسيا وتركيا وإيران). وتعرض عدد من نقاط المراقبة إلى هجمات وتحرشات من جانب قوات النظام السوري أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك. وتسعى تركيا لدى روسيا من أجل إعلان وقف إطلاق النار، واستعادة التهدئة في إدلب. وزار وفد تركي، موسكو، الثلاثاء الماضي، لهذا الغرض، إلا أن المباحثات لم تسفر عن جديد حتى الآن. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، إن بلاده أبلغت أوروبا بأنها لن تتمكن من تحمل موجة جديدة من اللاجئين من سوريا، وأنه يجب العمل على تهدئة الأوضاع في إدلب، مشيراً إلى نزوح نحو 100 ألف سوري من إدلب باتجاه الحدود التركية هرباً من قصف القوات الحكومية السورية وحلفائها. المصدر: الشرق الأوسط

بعد الغارات الأميركية.. الحشد الشعبي: الرد سيكون قاسيا جدا ولا خيار سوى المواجهة وإيران تدين هههههههه

$
0
0
دانت إيران وأطراف عراقية عدة اليوم القصف الأميركي لمواقع كتائب حزب الله العراقي الذي خلف 25 قتيلا وعشرات الجرحى، ووصفته الخارجية الإيرانية بأنه هجوم "إرهابي". في حين أكد القيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أن الرد على القوات الأميركية في العراق بعد هذا الهجوم سيكون "قاسيا جدا"، وقالت كتائب حزب الله إنها في حالة استنفار وإن "المعركة مع أميركا مفتوحة على كل الاحتمالات ولا خيار سوى المواجهة". وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت -في وقت سابق الأحد- أن موقعين لكتائب حزب الله بمنطقتي غابة سلوم والحرش غربي الأنبار تعرضا لثلاث ضربات جوية أميركية. لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال إن طائرات من طراز "أف 16" قصفت خمسة أهداف، ثلاثة في غرب العراق، واثنان في شرق سوريا، مشيرا إلى أنها كانت إما منشآت قيادة وسيطرة أو مخازن أسلحة. وقالت مصادر في الحشد الشعبي إن من بين قتلى الهجوم آمر اللواء 45 التابع لكتائب حزب الله العراقي. وقد استنكر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، ما وصفه بـ"الاعتداء" الذي تعرض له قطعات من الحشد الشعبي وأوقع عشرات القتلى والجرحى. في حين وصف تحالف النصر العراقي، بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الغارات الأميركية بـ "الاعتداء على السيادة العراقية"، مطالبا بإلزام جميع التشكيلات العسكرية العراقية بأوامر القيادة العامة في البلاد وعدم جر العراق إلى أتون الصراعات الإقليمية الدولية". من جانبه، حذر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من مخاطر زج العراق في الحرب بين إيران وأميركا، وغرد في تويتر قائلا "لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأميركا ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي". كما دان حزب الله اللبناني الغارات الأميركية ووصفها بأنها "اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره". وانتقد الحزب -في بيان له- الولايات المتحدة لمهاجمتها جماعات داخل العراق ساعدتها في هزيمة تنظيم الدولة، كما قال. وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد دان في وقت سابق الهجوم، وقال إنه يعد انتهاكا لسيادة العراق. تصعيد خطير كما قالت حكومة تصريف الأعمال العراقية إن القصف الجوي الأميركي يعد تصعيدا خطيرا، وأوضح المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة أن عادل عبد المهدي أمر بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن وسيادة العراق. وأكد فصيل عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي أن "الوجود العسكري الأميركي صار عبئا على الدولة العراقية، بل صار مصدرا لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وأصبح لزاما علينا جميعا التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة قبل أن يتمادى أكثر في تهديده لأمن واستقرار العراق". كما قال رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندي إن "دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدى، وإن الرد سيكون قاسيا على القوات الأميركية". واعتبر حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي أن استهداف الطيران الأميركي لمقرات الحشد الشعبي "انتهاك لسيادة العراق"، معربا عن رفضه أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع إيران. المصدر: الجزيرة نت
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>