

من وحي أزمة الخليج
د. محمد آحمد الزعبي
06.06.2017
تعود أزمة الخليج التي شاهدناها ونشاهدها منذ بضعة أيام على شاشة التلفزة الخليجية ومواقعها الإخبارية المختلفة على الأقل إلى بدايات " الربيع العربي " الذي أخاف هذه البلدان على اختلاف دولها ودويلاتها ، ماصغر منها بحيث لايصل عدد سكانه ، عدد سكان حارة واحدة من حارات مدينة متوسطة الحجم مثل دمشق ، وما كبر منها بحيث يصل حجمه الديموغرافي حجم ولاية نيويورك . وجعلها تتحالف مع شياطين الأرض ، ماصغر منها وما كبر أيضاً من أجل وقف دومينو الربيع العربي مخافة أن يصل لهيبه إلى مزارعها " التي يطلق عليها اسما مزورا هو " دول " ذات سيادة (!!) . وتشير النسب التالية والتي تعود لعام 2013 إلى النسب المئوية لكل من السكان الأصليين ( العرب) والوافدين ( من غير العرب ) :
الوافدون % |
السكان الأصليون % |
البلد الخليجي |
87 |
13 |
الإمارات |
86 |
14 |
قطر |
70 |
30 |
الكويت |
51 |
49 |
البحرين |
44 |
56 |
عمان |
32 |
68 |
الملكة العربية السعودية |
:Gulf.argam.com المرجع
من متابعتنا لمواقف هذه الدول ( دول الخليج ) ، تبين لنا أنها كانت تتبارى في إخفاء الحقائق عن مواطنيها وعن الشعوب العربية عامة ، وفي التصريحات المشبوهة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب . بل إن سياساتها التي تختفي تحت بعض العبارات ، التي رغم شفافيتها الظاهرية ، كانت تخفي دائماً مواقفها المناقضة لما بات القاعدة التي تستند إليها خلافاتهم ، ألا وهي " الآمن القومي العربي "(!!) . أي "أمن قومي عربي " هذا الذي تتكلمون عنه ياأصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والعظمة والسمو ، ( وما تشاء من الألقاب !! ) ؟؟ وقد وقفتم جميعا دونما استثناء مع حافظ الأسد ، ومن بعده مع ابنه بشار ضد الشعب العربي السوري ، وسكتم على تدمير سوريا ، وعلى استشهاد رجالها وقتل آطفالها ونسائها ، بل وموت الآلاف منهم في بطون أسماك البحر الأبيض المتوسط أمام أعينكم ، وفي ظل ما كانت تقوله أفواهكم ( على بشار أن يرحل إما ... وإما ... ) خلافا لما في قلوبكم ، تماماً كما كانت حال أوباما بالأمس ، وحال ترامب اليوم .
لن تخدعنا خلافاتكم ياأصحاب السيادة ، لأن من جعلكم تختلفوا وتتنابزوا بالألقاب والمواقف ، هو وليس غيره من سوف يوقف هذه " المسرحية " الخليجية ، " التي لاعلاقة لها بالأمن القومي العربي لامن قريب ولا من بعيد ، متى يريد وكيف يريد
استمعت قبل قليل لأحد مراسلي إحدى الفضائيات العربية في فلسطين المحتلة ، وهو يشير، إلى أن حكومة الكيان الصهيوني كانت في غاية البهجة والسرور مما تراه وتسمعه في الخليج " العربي " ، وبحسب معرفتنا للعلاقة بين دول الخليج ومن يدور في فلكها ، أو تدور هي في فلكه و " إسرائيل " ، فإن مانراه وما نسمعه اليوم حول موقف " إسرائيل " من أزمة الخليج الراهنة لا يحمل - واقع الحال - جديدا ، فأصحاب الفخامة والجلالة والسعادة والسيادة كلهم مع الاعتراف والتطبع مع إسرائيل ، ولكنهم فقط ينتظرون الفرصة المناسبة لكي يجهروا بهذا الموقف ، ولذلك نراهم يحملون مايسمى " المبادرة العربية للسلام " على أكتافهم ويرحلونها من مؤتمر قمة عربي إلى آخر ، منذ قمة بيروت ٢٠٠٢ وحتى قمة عمان ٢٠١٧ انتظارا لهذه الفرصة المناسبة . هذا إذا لم تكن علاقاتهم جميعا بإسرائيل قد قطعت (بعضهم تحت الطاولة وبعضهم فوقها ) أشواطا بعيدة ، الأمر الذي يفسر رفض إسرائيل لمبادرة ٢٠٠٢ " الخليجية " التي - وفق رؤيتها - قد عفا عليها الزمن ، لأن ماتريده إسرائيل من العرب بات أكبر من هذه المبادرة الخليجية بكثير .
أيها الإخوة الحكام في الخليج العربي ، يا شركائنا في العروبة والاسلام ، لتعلموا أن الأمة العربية بكل ما ومن فيها ، هي معكم في نفس السفينة ، وإذا ما غرقت - لا سمح الله – هذه السفينة فلسوف نغرق جميعا ، نحن وأنتم . فاتقوا الله في خلافاتكم ، وفي تأثيراتها السلبية على مواطنيكم ، الذين هم إخوة لنا في الدين وفي اللغة وفي المنبت والنسب .واعلموا أن الله " لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " هذا مع العلم أن الكلام هنا هو بداية لدول مجلس التعاون الخليجي ، ونهاية " إسمعي ياجارة " .