سجلت الأسهم الأوروبية أكبر هبوط منذ نحو ثلاثة أشهر في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين متأثرة بموجة بيع الأسهم والسندات في الأسواق العالمية وسط قلق المستثمرين بشأن التوقعات الخاصة بالسياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وتراجعت الأسهم في الولايات المتحدة وآسيا مع ارتفاع العائد على السندات. ويترقب المستثمرون بقلق الزيادة المحتملة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع المقبل.
وهوى مؤشر ستوكس 600 بنسبة 1.8 بالمائة متجها نحو تسجيل أكبر هبوط منذ أواخر يونيو/ حزيران. وتراجع قطاع الموارد الأساسية الذي يتسم بالحساسية تجاه النمو بنسبة 3.5 بالمئاة ليتصدر قائمة القطاعات الأسوأ أداء خلال اليوم في الوقت الذي هبط فيه قطاع البنوك بنسبة 1.9 بالمائة.
وتصدر سهم إي.أون المدرجة في ألمانيا قائمة الخاسرين حيث هوى بنسبة 13 بالمائة.
وكان مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني فتح منخفضا 1.3 بالمائة في حين نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 1.6 بالمائة وداكس الألماني 1.9 بالمائة.
المصدر: العربي الجديد - رويترز
ترتبط أي من المناسبات في عالمنا العربي بالأغاني التي تعدّ خصيصاً لها، واللافت أنه رغم وجود أغانٍ جديدة إلا أن الأغاني القديمة يكون لها تأثير أكثر بهجة وسعادة في نفوس الجميع.
نرصد هنا أشهر الأغاني التي ارتبط الجمهور بها في العيد:
يا ليلة العيد آنستينا
تعد هذه الأغنية التي غنتها المطربة الراحلة أم كلثوم من أكثر الأغاني التي تتواجد بقوة في أي من العيدين سواء الأضحى أو عيد الفطر، هذا على الرغم من أنها لم تعدّ أساسا للعيد بل أهدتها أم كلثوم للملك فاروق يوم جلوسه على العرش بعدما غنتها في فيلمها السينمائي "دنانير"، وغنتها مرة أخرى في استاد رياضي توج فيه فاروق ملكا، وصدف أن الأغنية تم غناؤها في يوم عيد الفطر، ومنذ هذا التوقيت ارتبطت الأغنية بالاحتفال بالعيدين. الأغنية من كلمات الشاعر أحمد رامي وإخراج رياض السنباطي.
أهلا بالعيد (صفاء أبو السعود)
تعد كذلك أغنية "أهلا بالعيد" للفنانة والإعلامية الغائبة عن الأضواء صفاء أبو السعود من أكثر الأغاني التي ارتبط بها الجمهور، خاصة من شريحة الأطفال، وقد أسهم في نجاحها تصويرها على طريقة الفيديو كليب. والأغنية من كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد وألحان جمال سلامة.
أيام العيد (فيروز)
تعد أغنية "أيام العيد" للمطربة القديرة فيروز من أشهر الأغاني التي يتفاعل معها الجمهور، حيث تعبر عن فرحة العيد بشكل رومانسي مختلط بصوت فيروز لتظهر التوليفة الغنائية قريبة إلى القلوب. الأغنية كتب كلماتها ولحنها الأخوان رحباني
تكبيرات العيد
وتحرض بعض القنوات الفضائية على إذاعة "تكبيرات العيد" للمطرب محمد فؤاد في عيدي الفطر والأضحى، وتقول بعض من كلماتها:" الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحدة صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده".
أهلا بالعيد (صفاء يوسف وثناء الباروني ومحمد مصطفى)
من أهم الأغاني أيضا المرتبطة بالعيد هي أغنية "أهلا بالعيد" للثلاثي المرح صفاء يوسف وثناء الباروني ومحمد مصطفى، وحققت هذه الأغنية نجاحا كبيرا منذ وقت عرضها حتى وقتنا هذا.
الليلة عيد (ياسمين الخيام)
ومن كلمات الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد وألحان إبراهيم رأفت غنت المطربة القديرة ياسمين الخيام أغنيتها "الليلة عيد"، ولا تزال هذه الأغنية حتى الآن رغم غنائها منذ سنوات طويلة يتم الاستعانة بها في "وقفة العيد" في كل من المولات التجارية والفنادق.
المصدر: العربي الجديد - القاهرة ــ مروة عبد الفضيل
تدخل القنوات اللبنانية مجدداً، في دائرة المُنافسة الشرسة. منافسة على استقطاب جمهور أكبر. خريف يبدو أنه سيبدأ حامياً لجهة عودة البرامج، التي تتطلب إنتاجاً ضخماً.
شهدت السنوات القليلة الماضية تنقلات بين مجموعة من مقدمي ومقدمات البرامج بين محطة وأخرى، بعيداً عن الأزمات المالية التي تعانيها هذه المحطات، مما دفع محطة LBCI هذا الصيف إلى إعادة عدد كبير من برامج المواهب، والتي سبق أن شاهدها ملايين المُتابعين عبر قناة MBC المُنتجة المنفذة لهذه النوع من البرامج، وسبق أن تشاركت في تقديمها مع محطة لبنانية محلية هي MTV وتعمل بالتالي محطة LBCI على شراكة جديدة، اليوم، بينها وبين MBC حيث ستعرض برنامج Project Runway للمصمم العالمي، إيلي صعب، والذي سيبدأ نهاية الأسبوع الحالي، وكذلك تشارك LBCI في عرض لبرنامج "توب شيف"، الذي يجمعها مجدداً مع المحطة السعودية.
بعد ارتفاع معدل المراسلين المنتقلين من محطة لبنانية إلى أخرى، يبدو أن الأمر لم يعد يقتصر على الأخبار، بل وصل إلى جزء من البرامج التي يطالب أصحابها بزيادة مالية، مما يدفع قنوات أخرى إلى زيادة "التسعيرة" الخاصة بالبرامج واستقطاب هؤلاء وكسب مزيد من الأرباح.
كارين رزق الله تغادر LBCI
نهاية الأسبوع الماضي، أخبرت الكاتبة اللبنانية، كارين رزق الله، الشركة المنتجة لأعمالها الدرامية أنها لن تجدد تعاقدها معها لهذا العام. المعروف أن رزق الله استطاعت، في العامين الأخيرين، أن تحقق أعلى نسبة مشاهدة على صعيد الدراما اللبنانية في موسمي رمضان 2015 و2016، عبر مسلسلين الأول حمل عنوان "قلبي دقّ" مع الممثل يورغو شلهوب، والثاني كان من إنتاج هذا العام بعنوان "مش أنا". هذا النجاح دفع بالكاتبة والممثلة في آن معاً إلى إعادة خلط الأوراق مجدداً، والبحث عن منتج آخر يحاول أن يعزز نجاحها في لبنان، والذي نافس قلة قليلة من الأعمال الدرامية اللبنانية واستطاع أن يتبوّأ المرتبة الأولى وفق كل الإحصاءات.
تغادر رزق الله LBCI وترفض أن تجدد تعاقدها معها لعام ثالث، ويبدو أن اتجاهها المقبل سيكون إلى المحطة المُنافسة لـ LBCI وهي MTV، اللبنانية أيضاً، والتي بدأت مفاوضات جادة مع رزق الله حول باكورة أعمالها مع المحطة اللبنانية، في رمضان المقبل، وهذا يعني أن رزق الله ستختار فريق عمل جديداً، لتكتب وتشارك في تمثيل قصة جديدة، يعول عليها المنتجون كثيراً، وذلك بعد النجاح الذي حققته في الدراما اللبنانية.
تؤكد معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، أن كارين رزق الله اختلفت على السعر الذي حددته شركة الإنتاج، التي تعاونت معها خلال عامين، وتلقت في المقابل عرضاً من قبل محطة MTV عبر أصدقاء مشتركين عبّدوا الطريق أمامها للقاء المسؤولين في المحطة المُنافسة وبالتالي، التعاون مع رزق الله في عمل درامي جديد لرمضان المقبل. اللافت كان الصمت الذي التزمت به LBCI لتفضيل رزق الله محطة ثانية.
هذه النقلة لرزق الله تأتي بعد سلسلة من الانتقادات التي طاولت LBCI في الفترة الأخيرة، وذلك بعد إبلاغ المذيعة، دوللي غانم، بالاستغناء عن خدماتها، وبعد قضائها أكثر من ثلاثين عاماً في خدمة المؤسسة، وجاءت ردود الفعل عبر مواقع التواصل مُنددة بتصرف المحطة اللبنانية مع مذيعة أخبار ومقدمة برامج سياسية لها تاريخها.
طوني بارود أيضاً
وفي سياق متصل، يغادر مقدم البرامج، طوني بارود، حلبة صراعه مع LBCI، بعدما لم تجدد له المحطة التقاعد على موسم جديد من برنامج "أحلى جلسة"، الذي يقدمه منذ ثلاثة أعوام، والواضح أن اتجاه بارود سيكون إلى MTV أيضاً عبر برنامج منوعات خفيف.
هكذا تخسر LBCI طيورها الواحد تلو الآخر، وعلم أنها في صدد تغيير جذري لجهة مقدمي البرامج ونوعية البرامج، التي تعرض هذا الموسم.
من المؤكد، أن خريف محطة المرّ اللبنانية MTV سيكون مليئًا بالبرامج الجديدة، إذ لم يقتصر الأمر على الترحيب ببعض الوجوه التي اختارت MTV لمتابعة مشوراها، بل من خلال عودة برنامج "رقص النجوم" الذي قدم لسنوات سابقة، وبدأت الاستعدادات لهذا البرنامج الضخم من حيث التكلفة وأسماء بعض المشاركين فيه هذا العام، وتُشير معلومات خاصة إلى أن MTV وضعت كافة إمكاناتها لنجاح هذا العمل هذا العام أيضاً، وبالطبع ستفوز بإنتاجه عاماً آخر المنتجة، جنان ملاط.
إلى ذلك بدأت محطة MBC عرض مجموعة من برامجها الجديدة، فتتحضر بداية لعرض برنامج أفضل مصمم عربي بإشراف المصمم العالمي، إيلي صعب، وستحمل الحلقة الأولى سلسلة من المفاجآت، التي تحتفل بذكرى مرور خمس وعشرين عاماً على نشأة المؤسسة، كما وضعت خطة لمتابعة هذا النوع من البرامج، والعودة إلى برنامج "أراب آيدول" الذي سيعرض منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل، بينما ستؤجل معظم البرامج المشابهة لـ "أراب آيدول" أو التي تعنى بالمواهب.
أما محطة "الجديد"، فهي أيضاً تسعى إلى منافسة لهذا الموسم فتعود ببرنامج "للنشر مع ريما"، لريما كركي، في موسم ثالث، بينما لم يعرف ما إذا كانت قد استقرت على اتفاق يجمعها بمقدم البرامج، طوني خليفة، والذي لم تكن تجربته الموسم الماضي مثمرة في برنامج "وحش الشاشة"، الذي قدمه على "الجديد" باعتراف خليفة نفسه في تصريحات متقاطعة، ويحكى عن برنامج تعده المحطة للمغني والملحن اللبناني، هيثم زيّاد، سيكون على خارطة الخريف الخاصة بالبرامج الجديدة.
المصدر: العربي الجديد - بيروت ــ العربي الجديد
فجرت صورة لمراسل قناة BBC في سورية مع ضباط من جيش النظام موجة استياء واستغراب لدى عدد من الصحافيين السوريين المعارضين من الخط الذي تنتهجه المحطة في الانحياز الواضح لنظام الأسد، ضاربةً بعرض الحائط كل المعايير المهنية التي كانت المؤسسة العريقة عنوانًا لها في كل المدارس الإعلامية.
ونشرت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة السورية صورةً لمراسل القناة في سورية، عساف عبود، "مبتسمًا" مع عدد من ضباط جيش الأسد، مشيرةً إلى أنّ الصورة التقطت صباح السبت في حي الراموسة، جنوب حلب، الذي استعادت قوات الأسد والمليشيات التي تساندها السيطرة عليه منذ أيام، لتعيد فرض حصار مطبق على أحياء حلب الشرقية والتي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وأثارت صورة عبود مع ضباط جيشٍ متهمٍ بالقيام بعمليات إبادة جماعية بحق السوريين، موجة استياء في الأوساط الإعلامية السورية المعارضة. ودعا صحافيون سوريون مؤسسة BBC إلى اتخاذ إجراء رادع بحق عبود يصل إلى درجة الاستغناء عنه، مشيرين إلى أنّ الصورة "اصطفاف، وإعلان ولاء، وتفاخر ضاحك".
وينظر عدد كبير من السوريين إلى محطة BBC على أنها من المحطات التي اصطفت إلى جانب نظام الأسد منذ الأشهر الأولى من ثورتهم في عام 2011، في موقف لا يزال يثير الكثير من التساؤلات، والاستغراب. وتخلت هذه المحطة عن أبسط قواعد المهنية في تبنّيها خطًا تحريريًا يساند نظاماً قتل وشرّد الملايين من السوريين، ولم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وأسلحة أخرى محرمة دوليًا ضدهم.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس رابطة الصحافيين السوريين المعارضة، علي عيد، إلى أنه منذ اندلاع الثورة في سورية "ظهر جليًا تورط مراسلين لمحطات عريقة في تضليل الناس، وتقديم الصورة بشكل مجتزأ"، مشيرًا في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ قناة BBC البريطانية من القنوات التي سقطت أكثر من مرة في أخطاء مراسليها وفريقها التحريري المنحاز.
وتابع عيد بالقول: "مراسل القناة في دمشق عساف عبود الذي يظهر في صورة حديثة مع ضباط النظام في حلب، كان من الأصوب له انتهاج الحيادية، وهو ما لم يحصل في كثير من تقاريره، حيث يظهر منحازًا لنظام الأسد من خلال اللغة التي يستخدمها، ونوع الضيوف الذين يختارهم لقناته للحديث عن الأوضاع في سورية".
وأشار عيد إلى أن الصورة التي التقطها مراسل "بي بي سي" مع ضباط جيش نظام الأسد "انحياز ذهني"، معرباً عن قناعته بأن ذلك "خطأ فادح يؤثر في طبيعة عمل BBC ومصداقيتها، فالمراسل مسؤول عن موقف وموقع الوسيلة التي يعمل بها في ظروف الصراعات والحرب كما هو حاصل في سورية"، وفق عيد.
ويُتهم عساف عبود من قبل أغلب الصحافيين السوريين المؤيدين للثورة بـ"محاباة النظام وتأييده بشكل معلن"، وهذا ما يفسّر بقاءه في عمله طيلة سنوات الثورة، في الوقت الذي عمد فيه النظام إلى إغلاق مكاتب أغلب المحطات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية في دمشق مع الأشهر الأولى للثورة لأنها لم تتبن خطابه في محاربة الثورة، وحاولت انتهاج الحيادية في تعاطيها مع ما يجري في سورية.
وذكر مصدر في "بي بي سي"، فضّل عدم ذكر اسمه، أن هناك "لوبي" مؤيد لنظام الأسد ونظام عبد الفتاح السيسي في مصر وإيران داخل المحطة الناطقة باللغة العربية، مشيرًا في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الأمر "لم يعد يخفى على متابعي المحطة التي تدنت نسب مشاهدتها بشكل مخيف". ولفت إلى أن المحطة "تعاني من ضعف مهني ظاهر، مرده تحزب عدد لا يستهان به من العاملين فيها"، موضحًا أن الإدارة "تعلم ذلك، ولم تتخذ أي إجراء للحد من تدهور أداء المحطة"، مستبعدًا اتخاذها إجراءً رادعًا بحق مراسلها في سورية عساف عبود، مرجحًا الاكتفاء بإرسال تنبيه يدعوه إلى الالتزام بمعايير المؤسسة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها انحياز "بي بي سي" في التغطية الإخبارية. وكانت القناة قد نشرت تقريراً مصوّراً في مايو/ أيار الماضي، تضمّن مشاهد من مناطق المعارضة في حلب، على أنّها مناطق خاضعة لسيطرة النظام. وأحدث خطأ القناة غضباً واسعاً على مواقع التواصل، حيث اعتبره المستخدمون جسيماً، وصل إلى حد المطالبة بمقاطعة القناة، ما دفعها إلى الاعتذار.
وكانت الصحافية السورية ديما عز الدين قد أعلنت استقالتها من القناة في مايو/ أيار الماضي، معتبرةً أنّ "المعايير التي أسست لهذه المؤسسة، منذ عشرات السنين واستطاعت أن تجعلها الرقم الصعب إعلامياً، لم تعد تطبق كما ينبغي أن تطبق"، مضيفةً: "أخذت من بي بي سي كل ما يشبهني ويشبه أصلها، واليوم تركتها فلم تعد تشبهني ولم أعد أشبهها، فرقنا خبر بلادي الجريحة".
المصدر: العربي الجديد
بعد ثلاثة عقود على وجودها في العراق كحركة معارضة للنظام الإيراني، غادرت آخر دفعة من أعضاء منظمة مجاهدي خلق العاصمة العراقية بغداد متوجهة إلى ألبانيا برعاية مباشرة من الأمم المتحدة التي تولت مهمة إخراجهم من العراق بعد سلسلة اعتداءات طاولتهم هم وعائلاتهم. تفاوتت هذه الانتهاكات بين عمليات اغتيال واقتحام مقرات المنظمة وقصف صاروخي من بينها مجازر دموية أسفرت عن مقتل وإصابة المئات منهم خلال السنوات الماضية.
وكانت أبرزها مجزرة معسكر أشرف في ديالى مطلع عام 2013 عندما اقتحمت مليشيات مسلحة ترافقها وحدات من الجيش العراقي معسكراً لسكن أعضاء المنظمة قرب قضاء الخالص، شرق ديالى، ما أدى إلى مقتل وإصابة نحو 200 منهم، بينهم نساء وأطفال من عائلات أعضاء المنظمة. وتلتها مجزرة ليبرتي قرب مطار بغداد باقتحام مماثل بعد نحو ستة أشهر أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من أعضاء المنظمة.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان له، أول من أمس السبت، أن "الحكومة العراقية أنهت بشكل تام وجود منظمة خلق الإيرانية على الأراضي العراقية. وتمكنت من إغلاق هذا الملف وطي صفحة أخرى من مخلفات النظام البعثي"، على حد ما جاء في البيان. وأوضح أن "آخر دفعة والبالغ عددها 280 عنصراً غادرت إلى جمهورية ألبانيا"، مشيراً إلى أن "العملية تمت بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة".
من جانبها، أعلنت رئيسة منظمة خلق الإيرانية مريم رجوي عن نجاح عملية نقل عناصرها كاملة إلى خارج العراق. وقالت رجوي في مؤتمر صحافي مساء السبت إن "عملية نقل عناصر المنظمة انتهت بنجاح كامل من معسكر ليبرتي إلى خارج العراق". وأضافت أن عملية النقل جرت إلى دول غربية مثل ألمانيا، وبريطانيا، وهولندا، والنرويج، وفنلندا، والدنمارك، وبلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا، وكندا".
معارضة لنصف قرن
و"مجاهدي خلق" منظمة إيرانية تعني "مجاهدو الشعب". تأسست عام 1965 كحركة معارضة لنظام الشاه محمد رضا بهلوي وتدعو لحكم ديمقراطي حر في إيران، وشاركت في إسقاط هذا النظام في ثورة 1977-1979. غير أن سيطرة حركة الخميني على مرحلة ما بعد سقوط نظام الشاه الملكي، عجلت بالتصادم بينهما بعد رفض المنظمة جمع السلطة الدينية والتنفيذية في يد رجل واحد هو آية الله الخميني وأكدت أن ذلك يمثل خطرا كبيرا على مستقبل إيران. استمرت المعارضة بشكل سلمي في البلاد حتى 1980، إذ دعمت "مجاهدي خلق" الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر في مواجهة المؤسسة الدينية. بدأت المنظمة تسيّر تظاهرات ضد نظام الخميني، فقوبلت بضربات عنيفة على يد الحرس الثوري التابع للخميني واضطرت للجوء إلى المنفى لتواصل معارضتها للنظام.
عام 1986 تحولت بغداد إلى أحد أبرز معاقل المنظمة بعد العاصمة الفرنسية باريس. وكانت منطلقاً لهجماتها ضد أهداف داخل إيران سواء كانت منشآت أم أشخاصاً من رؤوس النظام بموافقة من العراق الذي كان يخوض حرباً ضد إيران. وكان معسكر أشرف، قرب مدينة الخالص، قاعدة لـ"مجاهدي خلق"، التي نفذت عمليات ضد القوات الإيرانية خلال تلك الحرب ونقلت إليه الغنائم من دبابات وآليات بالإضافة إلى دوره كمركز للتدريب.
تنتقد الحركة من قبل كثير من المراقبين لتحولها إلى النهج العسكري وتنفيذها عمليات عسكرية داخل إيران انطلاقاً من أراضي العراق الذي كان يخوض حرباً معها، وهو ما جعلها موضع تشكيك بوطنيتها قبل كل شيء. ويضاف إلى ذلك ضعف حضورها في المنطقة العربية، وهو ما تعزوه شخصيات في المنظمة إلى تحاشي الدول العربية أصلاً لها تجنباً لأي ازمات مع النظام الإيراني قد تؤدي إلى خلخلة الأمن في هذه الدولة أو الأخرى.
صنفت الإدارة الأميركية عام 1997 حركة مجاهدي خلق من بين التنظيمات الإرهابية، إلا أن هذا لم يمنع الحركة من مزاولة نشاطها في الولايات المتحدة. استصدرت في مايو/أيار 2001 حكماً من إحدى المحاكم الأميركية بأن لها الحق في الحصول على فرصة للدفاع عن نفسها. أثناء غزو العراق عام 2003، تعرضت مواقع الحركة لقصف القوات الأميركية البريطانية، واعتبرتها جزءا من التشكيلات العراقية. إلا أن القوات الأميركية عادت بعد سقوط بغداد وأعلنت عن توقيع اتفاق مع الحركة يضمن السماح لها بالاحتفاظ بسلاحها والبقاء في العراق ومواصلة كفاحها المسلح. هذا الأمر أقلق طهران ودفع بعض مسؤوليها لاتهام أميركا بـ"الكذب في حملتها على الإرهاب".
عام 2004، ترددت تقارير غربية عن وجود مفاوضات أميركية إيرانية لمقايضة بعض أعضاء حركة مجاهدي خلق ببعض الأعضاء البارزين في تنظيم القاعدة الذين فروا إلى إيران أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان في 2001. وكان من بينهم أحد أنجال زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، والمتحدث باسم التنظيم سليمان أبو غيث، والرجل الثالث في "القاعدة"، المصري سيف العدل، إلا أن إيران نفت ذلك لاحقاً.
ويبلغ عدد أعضاء الحركة في العراق نحو ستة آلاف شخص غالبيتهم مع عائلاتها، إلا أن عددهم تناقص كثيراً بفعل عمليات القتل والتصفية المستمرة والتي يتهم فيها المليشيات والحرس الثوري، إضافة الى مغادرة الكثير منهم طوعاً بعد الاحتلال. أصبح عددهم نحو 3400 وتم وضعهم في مخيم صغير قرب مطار بغداد الدولي غربي العاصمة. وصفه فريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة في تقرير له بأن المكان مرادف للمعتقل ومناقض للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
تهديدات إيرانية وصفقات أميركية
إجلاء أعضاء الحركة المعارضة لإيران الذي وُصف داخل العراق بأنه طرد صريح يخالف مواثيق الأمم المتحدة نفسها التي رعت عملية إخراجهم من العراق، كما أنه يُغلق 16 ملفاً مقدماً لدى القضاء حول المجازر التي تعرضوا لها بالبلاد. ويقول ضباط كبار في الداخلية العراقية إن إجلاء أعضاء المنظمة جاء بناء على تهديدات إيرانية بعد هجمات نفذها الحرس الثوري على مقراتهم بالعراق أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات منهم. فيما تؤكد مصادر سياسية ما تسميه وجود عامل ثان يقف وراء الموضوع، وهو صفقة أميركية سابقة غير معلنة تعود إلى العام الماضي فترة الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.
ووفقاً لعميد بوزارة الداخلية العراقية تحدث لـ"العربي الجديد" من بغداد، فإن "عملية إخراج أعضاء المنظمة بدأها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بعد إبلاغه الأمم المتحدة بأنه غير مرغوب بهم ويجب أن يخرجوا، والعراق غير قادر على حمايتهم بعد الآن". ويؤكد أنه " لم يسمح لأعضاء المنظمة بأخذ حاجياتهم أو وداع أصدقائهم. وفي الأشهر الأخيرة أصبح وضعهم الصحي والمعيشي مزريا وكل ذلك متعمد"، مبيناً أن "جميع الهجمات التي استهدفتهم كانت من تدبير الحرس الثوري وتنفيذ المليشيات".
من جهته، يقول عضو التيار المدني العراقي سامي الطائي لـ"العربي الجديد" إن "من يريد أن يكسب ودّ إيران عليه أن يهاجم مجاهدي خلق ولو بحصاة يلقيها من على سياج المعسكر حيث يسكنون"، مبيناً أن "الموضوع لا يحتاج لوقت طويل حتى نعرف ما بات عليه العراق اليوم فهو يستقبل الحوثيين ومطلوبين للقضاء البحريني ويأويهم وبنفس الوقت يطرد مجاهدي خلق"، على حد قوله.
في المقابل، تحاول قيادات داخل التحالف الوطني الحاكم للبلاد ومن الجناح الموالي لإيران بزعامة نوري المالكي نفي صفة الانتداب الإيراني للعراق من خلال زعمهم عن "وجود فقرة داخل الاتفاق النووي بين الغرب وإيران تتضمن إبعاد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق كونها تمثل تهديداً".
المصدر: العربي الجديد - عثمان المختار
حدثني صديقي الفنان أسعد فرزات، نقلاً عن صديقه الفنان عبود ميم، قال: كنت أؤدي الخدمة العَسكرية في إحدى القطعات المتمركزة على الجبهة مع إسرائيل. وكنا، نحن الجنود والضباط ذوي الرتب الصغيرة نخاف من قائد اللواء إبراهيم طاء، من دون أن نعرفه عن قُرب، فنحن، أساساً، لا نراه إلا قليلاً، وهو، بحسب النظام العسكري، لا يسمح لأحدٍ أن يقترب منه أقل من ست خطوات، ولكنه، إذا تحدّث مع أحدنا، وغضب، يطلب منه الاقتراب، رويداً رويداً حتى يصبح في مرمى يديه ورجليه، ووقتها يباغته بلطمةٍ تجعل حنكَه يَخرج من مكانه، أو يرفسه في وسطه، فيجعل صوابه يطيش، وحينما ينتهي من تعجيقه يرفسه من الخلف، ليسير مسرعاً، بالقوة النابذة، عائداً إلى حيث كان يقف في البداية، لكنه لا يعود قادراً على الوقوف هذه المرة.
وأما بالنسبة إليَّ، فقد كان الأمر مختلفاً. ففي يوم من الأيام، علم (سيادتُهُ) أن في لوائه فناناً تشكيلياً، هو أنا، فأرسل في طلبي على جناح السرعة، فلما أصبحتُ أمامه، وقلبي يرتجف هلعاً، قال لي، متّخذاً هيئة الأب الذي يريد أن يفاجئ ابنَه بأنه قرّر تزويجه الفتاة التي يحبها:
- يا ابني، يا عبود، أنت حظك من السما. سيكون لك شرف رسم صورة القائد حافظ الأسد على هذا الجدار الذي يطلّ على مسبحي الخاص مباشرة، وأريدها صورةً لا تشبهها صورةٌ مما يُرْسَمُ لسيادة الرئيس في كتائب الجيش، وألويته، وفرقه، ولا داعي للعجلة، (مَزْمِزْ فيها على مهلك)، فلدينا متسعٌ من الوقت حتى موعد الحركة التصحيحية المباركة في السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الأول المقبل.
حينما أنهى كلامه، تنفستُ الصعداء، وقلت له: أنت تأمر سيدي.
واللواء إبراهيم طاء يأمر، بالفعل، فيُطَاع، إذ بمجرد ما أنهى كلامه وغادر المكان، هرع فريقُه الخاص لتأمين ما يلزم لي من الإطارات الخشبية، والأقمشة البيضاء، وفراشي التلوين، وعلب الدهان، وزيت الأساس، وأدوات الحفر والحَفّ والتسوية، إضافةً إلى ما يتطلبُه مزاجي الشخصي من مأكولاتٍ ومشروبات&8230; وبعد أقل من ساعة، صدر أمرٌ خطيٌّ مُذَيَّلٌ بتوقيع سيادة اللواء، يتضمن إعفائي من الدوام، والاجتماع الصباحي، وتحية العلم، والسماح لي بالنزول إلى دمشق مساء، في سيارة مبيت الضباط، على أن أعود في الصباح، لمتابعة عملي الذي وصفه سيادة اللواء بأنه: عمل مُشَرِّف.
وبعد عدة أسابيع من العمل المتواصل، وبينما أنا أضع اللمسات الأخيرة على تلك اللوحة الجميلة، إذ رأيتُ موقفاً أذهلني. فقد تسلل مجندٌ من "دورة الأغرار" التي تُقام في مكان مجاور للمسبح، وهو لا يعرف شيئاً عن شخصية اللواء إبراهيم، ولا عن عائدية المسبح له، وبدأ خلع ملابسه، وقذف نفسه في الماء مثل سمكةٍ مرحة، وهو يردّد واحدةً من أغاني ذياب مشهور تقول (والله لأعبر مَيّتْكُم، وإن قالوا لي غريقة)، وبالمصادفة المحضة، ظهر اللواء إبراهيم، عاريَ الصدر، متدلي الكرش، ومعه أركان حربه من المرافقين الأشدّاء الذين يتمتعون بأشكالٍ تصلح لإيقاع الرعب في نفوس الناس، بسببٍ أو من دون سبب.
وبلمح البصر، لاحظ هؤلاء أن سيادة اللواء بدأ يغضب، فهرعوا نحو المجنّد، وسحبوه من الماء، ودفعوه إلى حيث يقف اللواء الذي كان يغلي من شدة الغضب&8230; وفجأةً، وقبل أن يبدأ لطمه وتعجيقه، وكما لا يمكن لأحد أن يتوقع، ارتمى العسكري على صورة حافظ الأسد، وقال له:
- دخيلك يا سيدي يا أبو سليمان، أحب على شواربك، وواقع على حريمك، خلصني من هذا الرجل المغضوب الذي وجهه يقطع الرزق&8230;
وبينما انفلت اللواء إبراهيم بالضحك، وأدار وجهه لئلا تقل هيبتُه أمامنا، انتبهتُ أن يَدَيّ العسكري، في أثناء وقوعه على الصورة، قد شوهتاها، فجعلتا وجه الأسد شبيهاً بوجه العسكري نفسه، فيما لو تعرض لضربٍ مبرح من سيادة اللواء إبراهيم طاء.
خطيب بدلة: العربي الجديد
رندة تقي الدين: الحياة
اليوم والعالم الإسلامي يحتفل بعيد الأضحى المبارك يشعر المواطن العربي الصادق بألم كبير إزاء ما يتحمله الشعب السوري من آلام من جراء قتل وقصف نظام استعان بالقوة الروسية وإيران و»حزب الله» لخراب بلده. سمعنا عن اتفاق أميركي روسي على هدنة لسبعة أيام وافق عليها النظام السوري ورحبت بها دول عدة. ولكن السؤال المطروح هل يلتزم النظام المجرم وحلفاؤه الروس والإيرانيون و»حزب الله» بهدنة وعدوا بها أحياناً (خلال مؤتمر فيينا) ولم يلتزموا يوماً مثل هذه الهدنة.
إن سكان مدن سورية وخصوصاً حلب يتطلعون إلى مثل هذه الهدنة لأنهم لن يتحملوا بعد ذلك القصف والحرب وقتل الأولاد والأمهات وانتشار الأمراض وتعرض المستشفيات والأطباء للقصف والدمار واستهداف الأطباء. ففعلاً عيد بأية حال عدت يا عيد لمدنيي سورية الذين يخضعون لتسلط وإجرام نظام بلدهم. والمعارضة السورية المعتدلة تنتظر حالياً المزيد من التفاصيل والمعلومات حول الاتفاق الأميركي الروسي ولو أنها تنظر إلى هدنة في الحرب بنوع من ترحيب ولكن بتحفظ طبيعي، كون الشكوك مشروعة بنوايا النظام وحلفائه. حتى جون كيري كان يقول: إذا تم تنفيذ الالتزام بالاتفاق لدى الإعلان عنه. وقالت بسمة قضماني (الناطقة الرسمية لهيئة التفاوض المعارضة) لـ «الحياة»: يجب أن تكون هناك ضمانات على أي أمر نقبل به لأن كل مرة يجعلوننا نوافق على أمور لا أحد ملتزم بها أصلاً ولا أحد يفرضها. وينبغي فرض تطبيق الاتفاق إذا كانت هناك خروقات وينبغي أن يقدم الاتفاق لرياض حجاب والهيئة العليا للمفاوضات كي تتم الموافقة عليه.
من الصعب الاعتقاد نظراً لما نراه على الأرض أن هذا الاتفاق سيطبق، كون بشار الأسد يقوم بتهجير سكان من مناطق مثل داريا والمعضمية (الغوطة الغربية) التي وقّعت مع النظام هدنة منذ سنتين والتزمت بها كلياً، وعلى رغم ذلك يريد النظام إفراغها لينقل إليها سكاناً يخضعوا له مئة في المئة. فبشار الأسد يرسم خريطة التقسيم التي تمر عبر الغوطة الغربية ودمشق ضمن خطته. وقد يدرك بشار أنه لا يمكن أن يستمر على رأس بلد دمره وخربه وقتل شعبه، فهو يخطط لمناطق يبقى على رأسها لشدة تمسكه بالسلطة. ومن اللافت أن تفاصيل الاتفاق الروسي الأميركي ستبقى في شكل كبير سرية ما يزيد قلق المشككين به.
لا أحد يثق بالمفاوض الأميركي الذي كثيراً ما قدم تنازلات للجانب الروسي. حتى مسؤولو البنتاغون مستاؤون من احتمال تبادل الاستخبارات والمعلومات العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة. ولكن على رغم التشكيك بهذا الاتفاق لا بد أن يرحب كل إنسان عاش في حرب تحت القصف والقنابل والقتال بإيقافها حتى لفترة، لأن الشعب السوري أنهك وتعب من الحرب والوحشية والتجويع. ولكن إذا كان الاتفاق الروسي الأميركي يحمل في طياته احتمال بقاء بشار الأسد فهو ساقط أساساً لأن لا مستقبل لسورية منتعشة ولإعادة إعمارها إذا بقي الأسد على رأس البلد. وحتى إشعار آخر سيبقى الشعب السوري في معاناته طالما بقيت على رأسه هذه القيادة. والحل يكون في إزالتها منذ بداية التحدث عن المرحلة الانتقالية وإلا لن يكون هناك حل إلا بالقوة.
جورج سمعان: الحياة
معركة حلب ستحدد مستقبل سورية وهويتها وصورتها. وبالطبع ستحدد المنتصر. إنها المعركة الكبرى بامتياز. تختصر كل الحروب الدائرة في البلاد وكل وجوه المنخرطين فيها. من الحضور الأميركي في ريفها في الشمال وشرقاً وجنوباً عبر دعم «قوات سورية الديموقراطية»، إلى التدخل التركي المباشر وعبر دعم فصائل «الجيش الحر»، والذي سبقه تمكين المعارضة من فك الحصار عن المدينة. ومن إيران التي ألقت بثقلها وبمزيد من الميليشيات لمعاودة الحصار واستعادة المواقع التي كانت للنظام قبل قطع طريق الراموسة وفتح جبهة حماة. إلى روسيا التي لم تتوانَ عن استخدام كل طاقتها النارية لدعم هذا الهجوم والسماح لقوات النظام باسترجاع مراكزها وثكناتها التي خسرتها أخيراً في محيط المدينة والطرق المؤدية إلى أحيائها الغربية. ومن الحرب على «داعش» إلى «درع الفرات» التي تستهدف التنظيم الإرهابي وكذلك الكرد الذين تضعهم أنقرة في سلة واحدة معه! كلهم هناك في حلب ومحيطها. من هنا، رمزية «هدنة العيد» إثر المحادثات الماراثونية بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وبعد قمة الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بويتن. على رغم أنها تقتصر على وقف للقتال لـ48 ساعة قابلة للتمديد أسبوعاً.
حسم هذه المحادثات المستمرة لم يكن سهلاً. تماماً مثل المعركة التي لن يكون حسمها سهلاً أيضاً. تداخل كل اللاعبين في الميدان زاد الوضع تعقيداً. وقد جاء التدخل التركي ليحقق، بين ما حقق، توازناً ميدانياً مهماً في مواجهة تدخل إيران وميليشياتها المتعددة الجنسية، وكذلك في مواجهة الحضور الجوي لروسيا. كانت الأخيرتان على علم سابق بعملية «درع الفرات». لكن الرئيس رجب طيب أردوغان ذهب بعيداً. أعلن قبل أيام أنه لم يعد ممكناً تقرير مستقبل سورية من دون حضور تركيا والوقوف على رأيها. لهذا، اندفع خارج جرابلس. لن يكتفي بطرد القوات الكردية إلى شرق الفرات. سيقيم منطقة آمنة بحماية قواته الخاصة ودباباته وطائراته وفصائل «الجيش الحر»، تقارب نصف مساحة لبنان. وأبدى نجاح قواته في تحرير الرقة إذا تلقت دعماً جوياً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على غرار ما حصل في جرابلس. أليس هذا كافياً لإزعاج موسكو؟ استفزها اندفاعه، لذا لم تجد بداً من تحذيره من «خطوات تزيد في زعزعة الموقف»، وقد تؤدي إلى تعقيد الوضع العسكري الصعب وتترك أثاراً سلبية على الجهود الدولية لوضع قاعدة للتسوية. أي أنها ستؤثر عملياً في استئثار كل من موسكو وواشنطن برسم صورة التسوية وإن كانت موقتة ومتواضعة. إذ باتت أنقرة بعد تقدمها إلى العمق السوري شريكاً لا يمكن تجاهله في أي صفقة أو مساومة. فيما لا تخفي أوروبا إحباطها من الثنائي الروسي - الأميركي الذي منحته وقتاً طويلاً بلا نتيجة. لذلك، رحبت برؤية «الهيئة العليا للمفاوضات» للحل السياسي، والتي يتوقع أن تقدمها بريطانيا التي استضافت منتصف الأسبوع الفائت اجتماع «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية»، إلى مجلس الأمن.
بالطبع، إن المحادثات التي شغلت ولا تزال تشغل العالم بين الوزيرين كيري ولافروف قد لا تفتح الباب أمام التسوية. هذا على الأقل شعور الأوروبيين والمعارضة السورية! فجل ما كانت تستجديه واشنطن من موسكو هو وقف محدود للنار وهدنة موقتة في حلب ومحيطها أساساً لوقف القصف الجوي للنظام، وتمرير المساعدات لتخفيف المأساة الإنسانية المتفاقمة نتيجة الحصار، والتفاهم على سبل الفصل بين الفصائل المعتدلة وتلك الإرهابية، لا سيما منها «جبهة فتح الشام» (النصرة) التي يعرف الطرفان أن المعارضة عموماً ليست في وارد الاستغناء عن «خدماتها» الميدانية. إنها نتائج متواضعة لضجيج لا أحد يعتقد بأنه سيفضي إلى التوافق على حل سياسي للحروب الأهلية التي تنهش سورية وتزيدها تفكيكاً. فالتسوية تزداد كل يوم تعقيداً. وحتى «الرؤية» التي قدمتها المعارضة مجتمعة (الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق والفصائل المنضوية تحت عباءة الهيئة العليا للمفاوضات) لا تقيم لها روسيا وإيران أي اعتبار مهما علا التهليل الأوروبي لها. وعودتهما إلى حصار حلب دليل على مواصلتهما مشروع تمكين النظام من قضم كل المواقع التي خسرها منذ بداية الحرب. كما أن أصحاب «الرؤية» يدركون أن عليهم الاستعداد لمجيء إدارة أميركية جديدة لعلها تكون أكثر فاعلية من الحالية. ويهمهم بالطبع التهدئة في ظل استئساد حلفاء النظام.
إلى جانب المشهد المعقد لتداخل كل الحروب في حلب، إن ما أطال ويطيل أمد المحادثات بين واشنطن وموسكو أن الأولى وجدت نفسها مرغمة على الانخراط في أزمة سعت طويلاً إلى الابتعاد منها. لذلك، أوكلت أمرها أولاً إلى العرب ثم إلى الأوروبيين، ولم تجد أخيراً سوى التسليم لروسيا بدورها الراجح. أرغمها تنامي الإرهاب الذي عبر الحدود إلى دول الاتحاد الأوروبي والأطلسي ولم تسلم منه سوى دول قليلية. وهالتها موجات اللاجئين الذين أربكوا القارة العجوز وهددوا وحدتها واستقرارها ولحمة مجتمعاتها. مثلما هالها تفاقم الأزمة الإنسانية بعدما اتهمت بالتغاضي عن مستخدمي الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً. وهي اليوم لا تريد أبعد من محاربة «تنظيم الدولة» وغيره من «الجهاديين». في حين لا تبدو موسكو مستعجلة. ما يهمها هو شراء الوقت إلى حين وصول إدارة جديدة لعلها تبرم معها صفقة مقايضة تريحها من العقوبات الاقتصادية بسبب أوكرانيا وتثبيت دورها لاعباً دولياً وليس في الشرق الأوسط فحسب. ولن تتخلى إلى حينه عن النظام حتى وإن خرق هدنة يتفق عليها اللاعبان أو اللاعبون الكبار. ألم يفعل ذلك في اتفاق مماثل في شباط (فبراير) الماضي؟ ولا يخفي النظام وحلفاؤه مشروعهم لاستعادة السيطرة على كامل دمشق وريفها والمدن الرئيسية، أي ما سمي «سورية المفيدة». فلا تبقى سوى مناطق إدارة ذاتية للكرد في الشمالي الشرقي، وبعض جيوب مماثلة لأطراف المعارضة. غير هذه النتائج يعني أن التدخل الروسي في المحصلة لم يحقق «التحول الجذري» الذي تحدث عنه الرئيس بوتين بعد فترة قصيرة من تثبيت قاعدته في حميميم.
من هنا، استماتة النظام وحلفائه لاستعادة السيطرة على حلب. وكانت تركيا وراء فك الحصار الأول عن الأحياء الشرقية للمدينة قبل أن تلتف فصائل المعارضة بدعم وتخطيط منها على هذا «الإنجاز» بحصار مماثل لأحيائها الغربية. فهل جاءت مباركة موسكو لتدخل أنقرة في جرابلس مقدمة لمقايضة «المنطقة الآمنة» في الشمال بعاصمة الشمال؟ ثمة من يرى أن الرئيس أردوغان أصاب بتفاهمه مع نظيره الروسي على خطوة التدخل، أكثر من عصفور بحجر واحد: وفر حماية لحدوده بطرد «داعش». وأربك واشنطن التي اضطرت إلى مراعاته بدعوة الكرد، «جنودها» في الحرب على «تنظيم الدولة»، إلى الرضوخ لشروط أنقرة والانسحاب إلى شرق الفرات. وباتت هذه مستعدة للبحث معه في مواصلة الحرب على الإرهابيين إلى حد التنسيق في معركة الرقة. إنها «ضربة معلم» بلا شك. ولعله سيراوغ الروس في المقايضة. يثبت «المنطقة الآمنة» وبعد ذلك يساوم على مستقبل حلب. قد يكرر ما فعله أسلافه عندما دخلوا قبرص عام 1974 واحتلوا شمال الجزيرة ثم دفعوا أهلها، بعد تسع سنوات، إلى إعلان استقلال «جمهورية» لم يعترف بها أحد غيرهم! بالطبع، الرئيس التركي كرر أن لا مطامع لبلاده في جارتها الجنوبية. كما أنه يعرف أن التركمان شمال سورية قلة قليلة بين بحر من العرب بخلاف الحال في شمال قبرص، حيث المكون التركي هو الغالب ديموغرافياً. ولكن، إذا كان مشروع روسيا وإيران تثبيت أقدام النظام وتمكينه من استعادة حلب مهما طالت الحرب، فلا ضير في أن تكون لتركيا منطقة تشكل منصة لعرقلة أي تسوية لا تراعي مصالحها، كما أنها يمكن أن تخفف عنها عبء اللاجئين، وتشكل مقراً لقيادة ما يبقى من المعارضة السياسية. ولن تجد هذه مفراً اليوم من درس خطواتها السياسية بالتنسيق مع حكومة بن علي يلدريم.
لم يكن من السهل إقناع أي حاج سوري قادم من داخل سوريا، الإفصاح عن اسمه كاملا، كما رفض كل من التقتهم "سكاي نيوز عربية" التقاط صور لهم، معللين ذلك بخشية التعرض للمضايقات عند عودتهم إلى البلاد بسبب العلاقات المقطوعة بين دمشق والرياض.
وقال أ.ع (63 عاما) إن رحلته من دمشق إلى مكة كانت "شاقة"، حيث اضطر للذهاب أولا إلى العاصمة اللبنانية بيروت، للتسجيل في إحدى حملات الحج هناك، ومن ثم القدوم إلى مكة.
وأضاف أن غالبية الحجاج القادمين من داخل سوريا عبر لبنان هم من كبار السن، إذ يخشى الشباب من التوقيف عند الحواجز المنتشرة في طول البلاد وعرضها.
وقال: "أصبح من الصعب أن ترى شبابا في شوارع دمشق. الشباب إما في السجون، أو يجبرون على التجنيد في صفوف الجيش. الحرب دمرت الشباب السوري".
ولا تخرج حملات حج من سوريا منذ بدء الحرب في البلاد قبل أكثر من 5 سنوات، ويضطر الراغبون في الحج من داخل سوريا الذهاب إلى إحدى دول الجوار، مثل لبنان والأردن وتركيا، للانطلاق منها في رحلة الحج مكة.
وقد شكل الائتلاف السوري المعارض "لجنة الحج السورية" للإشراف على تسيير حملات الحج للسوريين خارج بلادهم، وتعمل في كل من مصر وتركيا والأردن ولبنان.
وتقول حاجة سورية، اكتفت بالتعريف عن نفسها بـ"مريم" (64)، إنها قدمت من تركيا رفقة زوجها لأداء مناسك الحج، مضيفة: "نسأل الله أن تنتهي الحرب في بلادنا ونعود لها قريبا".
وقال ابنها رائد: "ما لنا غير الدعاء لسوريا. البلاد أصبحت مدمرة بسبب قتال كل من هب ودب على أرضها. لم تعد هناك سوريا واحدة، والبلاد ذاهبة إلى المجهول"
سكاي نيوز عربية
نشر معهد واشنطن للدراسات تقريرًا حول مسارعة نظام الرئيس السوري بشار الأسد - بمساعدة عسكرية إيرانية - في عمليات إخلاء الضواحي السنية المحاصرة المحيطة بمدينة دمشق، مشيرًا إلى أن مصلحة طهران في فرض السيطرة على هذه المدن، التي تقع ضمن استراتيجية/سياسة «سوريا المفيدة» (أي سوريا التي يسيطر عليها الأسد) والهلال الشيعي الأوسع، اللذين طالما أعطتهما الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأولوية في المنطقة.
حرب أو استسلام
وذكرت الباحثة في معهد واشنطن، حنين غدار أن سكان داريا، «الذين كانوا تحت الحصار لمدة أربع سنوات، بعد القصف الشديد الذي طالهم من النظام وتدهور أوضاعهم الإنسانية، استسلموا، ويبدو أن استراتيجية التجويع أو الاستسلام التي يعتمدها الأسد في هذه المنطقة قد اضطرت العديد من المتمردين إلى الاستسلام مقابل الحصول على الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الغذاء والدواء».
وبينت أنه «فور استسلام داريا، بدأ النظام بتهديد سكان معضمية الشام في ريف دمشق وحي الوعر في حمص بشن حرب شاملة ضدهم»، وفقا لتقرير صدر في 31 أغسطس (آب) عن موقع «ناو» الإخباري الذي مقره في بيروت.
ويبدو أن الأسد ينتقل من سياسة «التجويع أو الاستسلام» إلى سياسة «الحرب أو الاستسلام»، من أجل القضاء على أي وجود سني في المناطق المحيطة بدمشق في أقرب وقت ممكن.
وقالت إن هذه الاستراتيجية الديموغرافية، التي يتم في إطارها إرسال السنة إلى شمال سوريا في الوقت الذي يستعيد فيه النظام السيطرة على ضواحي العاصمة، لن تتوقف على الأرجح عند الوعر. أضف إلى ذلك أن السنة المتبقين في الغوطة والزبداني ومضايا واليرموك، وغيرها من المناطق المحيطة بدمشق، سيضطرون في نهاية المطاف إلى الخروج منها أيضًا.
ونقلت الباحثة عن موقع «ناو» وصحيفة «الشرق الأوسط» المعروفة بنشرها أخبار عربية شاملة إلى أنه يتم نقل الأسر العراقية، «وخصوصًا تلك المنحدرة من المحافظات الجنوبية التي تسكنها غالبية شيعية»، إلى سوريا لإعادة ملء ضواحي دمشق التي تم إجلاؤها مؤخرًا. وقد أفادت بعض التقارير أن حركة «حزب الله النجباء»، وهي قوة شبه عسكرية شيعية عراقية قريبة من إيران، أشرفت على إعادة توطين 300 أسرة من هذه الأسر، ومنحتها المنازل و2000 دولار لكل عائلة.
الهدف الإيراني
وقالت إنه «بينما هدفت الاستراتيجية الديموغرافية للأسد إلى مساعدة النظام على الحفاظ على سيطرته على دمشق، فإن إيران ومليشياتها بالوكالة تستثمر أيضًا بشدة في هذه العملية. إذ تأمل طهران أن تعزز الاتفاقيات التي تعقد مع المدن السنية المحاصرة من استراتيجيتها الخاصة القائمة على فكرة سوريا المفيدة، التي تشمل انتزاع السيطرة على ممر يربط المنطقة الساحلية السورية بمعاقل حزب الله في لبنان».
وتابعت: «وبصفته العميل الشيعي الرئيسي لإيران، أجرى حزب الله بالفعل تطهيرًا عرقيًا بنفسه في بعض المناطق على طول الحدود (على سبيل المثال، حملته في عام 2013 في مدينة القصير ومنطقة القلمون). بالإضافة إلى ذلك، تم إجلاء مئات الآلاف من السنة من حمص بين عامي 2011 و 2014، عندما تم أخيرًا إبرام اتفاق مع قوات النظام، بعد أن وصلت المجاعة إلى مستويات مريعة».
وقالت إنه «نتيجة لهذه الجهود، قد يصبح الممر الذي يربط القلمون بدمشق وحمص والجيب العلوي خاليًا من السنة قريبًا».
فبالإضافة إلى حماية العاصمة من القوات ذات الأغلبية السنية المناهضة للأسد، فإن هذا التطور قد يعطي «حزب الله» إمكانية الوصول الآمن إلى هضبة الجولان، ويحتمل أن يسمح له بفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل. كما يمكن لإيران استخدام قبضتها المعززة على سوريا ولبنان لإبراز قوة أكبر ضد إسرائيل، سواء عبر دعم «حزب الله» في الجولان أو زيادة مساعدتها للجماعات الفلسطينية مثل حركة «حماس».
وقالت إنه «ينبغي النظر إلى هذا الممر في السياق الإقليمي، إذ سيربط إيران والعراق وسوريا المفيدة شبه المكتملة بسهل البقاع والجنوب، والمعقل العسكري لحزب الله في جنوب لبنان، وسيكتمل بالتالي الهلال الشيعي الذي تسيطر عليه طهران».
وأشارت إلى أنه على الرغم من أنه لن يكون هناك رابط جغرافي بين هذا الجزء من سوريا والعراق، بيد أن الحفاظ على حكومات تدعمها إيران في بغداد ودمشق وبيروت سيسمح لطهران بخلق تواصل جغرافي سياسي كافٍ لتحقيق أهدافها.
وأوضحت غدار أنه «من أجل تأمين ممرها بشكل تام، سيتعين على إيران فرض منطقة إقليمية عازلة نوعًا ما. أما خارج سوريا، فمن المرجح أن تعمل طهران على تعزيز سيطرتها على مؤسسات الدولة اللبنانية للتأكد من أنها لن تتحدى هيمنتها. هذا وستسعى إلى تعزيز سيطرتها على منطقة البقاع، لكي تضمن استسلام السكان السنة المحليين لسيطرة حزب الله، وفي الوقت نفسه، ستحاول تعزيز سيطرتها على مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية في العراق، في حين فرض مليشياتها الشيعية هناك كواقع سياسي».
وبينت أنه «يعني ذلك أنه سيتوجب على المليشيات التابعة لإيران، بما فيها حزب الله، أن تبقى منتشرة على جبهات متعددة لحماية هذا الهلال، في لبنان وسوريا والعراق، وأي مكان آخر قد تكون هناك حاجة إلى وجودها فيه. إن مثل هذا الانتشار غير المحدد سيؤدي على الأرجح، إلى جانب النتائج الأخرى، إلى إثارة المزيد من الاستياء في صفوف قاعدة دعم حزب الله في لبنان».
وختمت بقولها إن أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار مخاطر الهيمنة الإقليمية الإيرانية لن يكون ناجحًا، لاسيما إذا بقي الأسد في السلطة؛ فغالبية سكان المنطقة هم من السنة، ولن يرحبوا باحتمال استعادة النظام العلوي الإجرامي السيطرة على سوريا، ولا بالهلال الشيعي الإيراني الذي يحيط بالعديد من البلدان.
هذا المحتوى منقول عن عربي 21.
المصدر: ساسة بوست
منذ زمن بعيد وحتى اليوم يمثل الحج حدثًا غامضًا عند الغرب يغريهم بالبحث وراء أسراره، ولذلك حرص المستشرقون مع بداية فكرة التوسع الأوروبي أن يتعرفوا على مكة المكرمة، ويستكشفوا ما يدور بداخلها من تفاصيل الشعائر الإسلامية، ونجح الكثير منهم في دخولها متنكرين بأسماء إسلامية حبًا في الاستطلاع، أو لتقديم خدمة استخباراتية لبلادهم، تتمثل في رصد تحركات الحجاج القادمين من مناطق الصراع وكتابة تقارير عنهم.
1- لودفيكو دي فارتيما: «الحاج يونس المصري»
يعتبر الإيطالي «فارتيما» أول مستشرق وثق ذهابه إلى مكة المكرمة للحج، وكانت نقطة البداية لرحلته من مدينة دمشق في عام 1503، عندما ادعى أنه أحد الجنود المماليك المعتنقين للإسلام، وانتحل اسم «الحاج يونس المصري»، ووصف مكة في كتابه «رحلات فارتيما» بأنها: «أجمل المدن العامرة، حيث يسكن ما لا يقل عن ستة آلاف أسرة».
وأما بالنسبة لأحوال الحجاج فقد نجح في شرحها بدقة بالغة قائلًا: «وجدنا أعدادًا كبيرة من الحجاج في مكة، أتى بعضهم من إثيوبيا، وبعضهم الآخر من الهند الكبرى، وبعضهم الآخر من الهند الصغرى، وآخرون من فارس، وطائفة من سوريا، والحق أقول لكم: إنني لم أرَ أبدًا تجمعًا هائلًا احتشد في مكان واحد كما رأيت هنا - في مكة - خلال العشرين يومًا التي مكثتها في هذا البلد».
ومن اللافت للنظر وصفه للمسجد الحرام بالمعبد الجميل جدًا، وإشارته إلى وجود الكعبة الشريفة في وسطه بوصفها برجًا، وأما بئر زمزم فقد استفاض في وصفه قائلًا: «إنّ ستة أو سبعة رجال يقفون عادة حول البئر ليسقوا الناس الماء، وهؤلاء يريقون ثلاثة أسطل من ماء زمزم فوق كل حاج من الحجاج، فيتبلل به من قمة الرأس إلى أخمص القدم، ولو كان لباسه من حرير».
2- دومنيكو باديا ليبليج: الرجل الذي حيَّر المؤرخين
في عام 1807 وصل إلى الحجاز رجل إسباني الأصل يُدعى «دومنيكو باديا ليبليج»، والذي انتحل اسم «علي بك العباسي»، وادعى أن شريف مكة «الشريف غالب» قد لقبه بـ «خادم بيت الله الحرام»، وأنه استقبله بحفاوة، وأشركه معه في غسل الكعبة المشرفة.
وتضاربت الآراء حول حقيقة هذا الرجل، فهناك من يذهب إلى أنه قد يكون عميلًا للفرنسيين، أو البرتغاليين، أو ربما الإنكليز، وهناك من يذهب إلى أنه كان جاسوسًا لسلطان مصر «محمد علي باشا» الذي كان يجهز لحملة ضد الوهابيين، ولكن في النهاية فإن «ليبليج» نجح في مهمته بعد ادعائه النسب العباسي، مما ساعده على التواجد في أراضي الحجاز دون أن يثير الشكوك حوله.
وكان أبزر ما كتبه في مذاكرته عن رحلة الحج وصفه لمشهد الوقوف على جبل عرفات بقوله: «إن الإنسان لا يستطيع أن يكون فكرة عن ذلك المنظر المهيب الذي يبدو في مناسك الحجِ بصورة عامة إلا بعد الوقوف على جبل عرفات؛ فهناك حشد من الرجال الذين لا يحصى لهم عدد، وهم من جميع الأمم، ومن جميع الألوان، وقد أتوا من أركان المعمورة على الرغم من المخاطر والأهوال لعبادة الله، فالقوقازي يمد يده للحبشي أو الإفريقي أو الهندي أو العجمي، ويشعر بشعور الأخوة مع الرجال من البرابرة من سواحل مراكش، وكلهم يعدون أنفسهم إخوانًا أو أعضاء في أسرة واحدة».
3- ريتشارد فرانسيس بيرتون: تحول في الحج إلى طبيب أفغاني
استعد المستشرق البريطاني «ريتشارد فرانسيس بيرتون» لرحلته إلى مكة بالقيام بالعديد من التدابير، وكان منها أنه اختتن وهو في سن الثانية والثلاثين، وخلع ثيابه الأوروبية، واستبدلها بملابس طبيب مسلم أفغاني، وذهب لأداء فريضة الحج بصحبة قافلة الحج المصرية عام 1853، وأطلق على نفسه اسم «الحاج عبدالله»، ووصف لنا تفاصيل رحلته في كتاب رائع بعنوان «الحج إلى المدينة ومكة».
وكانت البداية بوصول «بيرتون» إلى المدينة المنورة، وكتب عن تشكيلات خدم الحرم النبوي، وثم استكمل رحلته إلى مكة المكرمة والتي يقول عنها: «إنه لم يجد فيها ذلك الجمال الرشيق المتناسق الذي يتجلّى في آثار اليونان وإيطاليا، ولا الفخامة المتجلّية في أبنية الهند، ولكنه لم يرَ مثل هذه المشاهد المهيبة والرائعة في أي مكان آخر».
وفي صفحات كتابه، قام بتفنيد مزاعم بغض الغربيين التي انتشرت حول مكة بقوله: «وهنا - في مكة - لا نرى على أية حال خداعًا غبيًا بادعاء هبوط نار سماوية بخداع كبريت الفسفور، ولا نرى شيئًا مسرحيًا مصطنعًا، ولا نرى إلباس الحج لباس الأوبرا، بل كل شيء هنا بسيط ومؤثّر، ويملأ العقل بخشية الله».
ومن أروع اللحظات التي أبدع في وصفها، عندما رأى الكعبة لأول مرة حيث سجل شعوره في هذه اللحظة قائلًا: «وها هي أخيرًا منبسطة أمامي، مبتغى حجتي الطويلة والمرهقة، تحقق أحلام الكثير والكثير كل عام، ظهر سراب الكعبة في بهاء فريد، كان المنظر غريبًا، فريدًا، وكم هم قلة الذين رأوا حقًا المكان المقدس! وأستطيع أن أقول بكل صدق إن من بين كل العباد الذين تعلقوا بأستارها باكين، والذين ضغطوا صدورهم النابضة على جدرانها، لم يشعر بتلك اللحظة أحد بشكل أعمق من الحاج الآتي من أقصى الشمال، كان الأمر وكأن الأساطير الشعرية العربية لم تنطق سوى الحقيقة، وكما أن خفق أجنحة الملائكة لا نسيم الصباح هي التي تعبث بكسوة الكعبة، ولكن ولأتحرى الصدق، كان شعورهم شعورًا بالحماس الديني، بينما كان شعوري هو نشوة الفخر المحقق».
4- ايفلين كوبولد: أول بريطانية تذهب للحج
تعتبر السيدة «إيفيلن كوبولد» أول بريطانية تؤدي فريضة الحج، وكان عمرها آنذاك 66 سنة، وتمثلت الخطوة الأولى في رحلتها بلقائها سفير الملك عبدالعزيز بلندن آنذاك الشيخ حافظ وهبة، وإفصاحها له عن رغبتها في زيارة الأراضي المقدسة، وبعد موافقة الملك عبد العزيز على طلبها سافرت إلى القاهرة عام 1933، ومنها انطلقت إلى جدة، وفي العادة كانت قوافل الحج تنطلق من القاهرة بعد شهر من عيد الفطر ليتمكنوا عند وصولهم قبل أيام من عيد الأضحى من أداء نسكهم.
وبعد مكوثها في جدة عدة أيام سافرت إلى المدينة المنورة، وفي نزلها زارتها عدة سيدات، ودار الحديث في ذلك اللقاء حول حقوق المرأة الأوروبية، وحريتها، ومشاركتها في الحياة السياسية، كما روت لهن كيف اهتدت للإسلام.
ومن أهم اللحظات التي مرت عليها في المدينة، عندما استيقظت على صوت آذان الفجر بجوار المسجد النبوي وتحكي عنها قائلة: «شعرت حينها بالسرور العظيم، وتوضأت ونزلت بسرعة لأذهب مع زوار بيت الله، ولم أنس إسدال الحجاب جيدًا على وجهي، ودخلت إلى بوابة محراب كبير، من باب آخر تصله أشعة نور الفجر، ويصدح فيه هديل الحمام».
ووصلت «كوبولد» إلى مكة المكرمة يوم 27 مارس عام 1933، وكان من حسن حظها أنها وصلت في نفس يوم غسيل الكعبة، حيث كان الملك عبد العزيز يشرف على تلك العملية، والتي تتم بغسيل أرضيتها الداخلية بماء زمزم، ثم تعطر بعطر الورد والذي تشتهر مدينة الطائف بإنتاجه.
وفي مذكراتها التي نشرتها في بريطانيا عام 1934 قدمت وصفًا للمسجد الحرام، وأروقته، والكعبة المشرفة، والطواف وبئر زمزم، والحجر الأسود، وما يفعله الحاج لحظة دخوله البيت الحرام من طواف وسعي، كما وصفت يوم الوقوف على جبل عرفات بقولها: «في ذلك اليوم العظيم يحتاج الأمر إلى قلم بليغ؛ ليصف ذلك المشهد، بما فيه من جموع غفيرة سلموا أمرهم لإرادة الله، والذين كنت بينهم، ضائعة في ذلك الزحام».
5- مراد هوفمان: يكشف عن المعاني الخفية للحج
أدى المستشرق الألماني «مراد هوفمان» الحج لأول مرة عندما أسلم في بداية الثمانينات، ولكنه لم يدون تلك التجربة، وإنما قام برواية تفاصيل رحلة حجه الثانية والتي كانت في بداية التسعينيات، وسرد فيها تأملاته حول هذه الفريضة، ونشرها في كتاب بعنوان «الطريق إلى مكة».
ويصف «هوفمان» لحظات الإحرام في الطائرة بقوله: «تقترب رحلة الطائرة من نهايتها ويعلن قائدها قبل هبوطها بنصف ساعة أننا سنطير فوق منطقة الحرم حول مكة وهي منطقة لا يدخلها الحاج حتى وإن كان محلقًا في الفضاء إلا بملابس الإحرام، وكان هذا الإعلان بمنزلة تنبيه لكل من عقد العزم والنية على أداء فريضة الحج وبدء مناسكه، لكي يرتدي ملابس الإحرام، ولم تلبث مقاعد الركاب أن أشرقت في الحال وتلألأت ببياض مبهر».
وبعد وصوله إلى مكة أثارت إعجابه السلوكيات التي يلتزم بها الحجاج وعبر عن ذلك قائلًا: «عندما تحاول سيارات الأجرة الفارهة، التي تقل بعض الحجاج، اختراق حشود المسلمين، لا تسمع كلمة غاضبة، ولا تصدر إشارة قبيحة، ولا أحد يضرب بيده على السيارة حقدًا على أصحابها، ويبقى الانضباط والالتزام بهذا السلوك من جانب هذا الحشد من المسلمين مثيرًا للدهشة».
ومن وجهة نظر «هوفمان» فإن العقيدة الإسلامية تتميز بالوضوح والبساطة وخلوها من التعقيد الموجود في العقائد والمذاهب الأخرى، ويظهر ذلك في طريقة بناء الكعبة والتي وصفها بأنها: «مكعب مجوف خالٍ تمامًا، مبني بأحجار ضخمة، ولذلك فهو صورة معمارية لكمال بيت الله في أبسط صورة، بعيدًا عن التعقيد الذي يبدو في الفن القوطي وفن الروكوكو».
ومن أهم التأملات التي كتبها كانت عن الطواف والذي رآه بأنه: «شديد الجمال؛ فالكعبة تبدو مركزًا ثابتًا لا يتحرك لاسطوانة تدور ببطء وفي سكون تام في اتجاه مضاد لاتجاه عقارب الساعة، ولا يتغير هذا المشهد إلا عند الصلاة؛ حيث تصير الكعبة مركزًا لدوائر عديدة متحدة المركز، تتكون من الآلاف من أجسام ناصعة البياض لأناس يرغبون في شيء واحد، ويبحثون عن شيء واحد، ويفعلون شيئًا واحدًا؛ رمزًا لتسليم النفس إلى بارئها».
وأطال «هوفمان» الوقوف عند يوم عرفة باعتباره الأساس في مناسك الحج وقال عنه: «كان يومًا طويلا رائعًا، كان يومًا للتأمل وللسلام، يومًا للصلاة، وللأحاديث القيمة. لم أكن - منذ كنت أمارس التمارين الجيزويتية في سنوات الصبا - قد عايشت مثل هذا التوجه الكامل إلى الله بكل هذا الصفاء الداخلي الباهر، فلا شيء يوم عرفة سوى مناجاته؛ وهنا يتجسد نداؤنا الدائم: لبيك اللهم لبيك. هذا إذن هو معنى الوقوف بين يدي الله بعرفات، ملايين من الناس يَتَّشِحون بأكفان، ويتركون في هذا اليوم كل شيء وراء ظهورهم، فوجودهم اليوم مكرّس لله وحده يتوقعون موتهم، يصلون ويتضرعون في خشوع ويقين لم يحدثا من قبل، ولن يحدثا في الغالب من بعد».
The post 5 مستشرقين بين صفوف الحجيج.. كيف وصفوا رحلتهم؟ appeared first on ساسة بوست.
المصدر: ساسة بوست
الزمان هو يوم الأربعاء، الثاني من ديسمبر (كانون الأول) للعام الماضي 2015، والمكان هو مدينة «ويست بالم بيتش» بولاية فلوريدا الأمريكية، والحدث هو مؤتمر مجموعة كريديت سويس القابضة، أحد عمالقة العالم الرئيسين في إدارة الأصول، والتي تدير أصولًا مالية تقترب من حاجز التريليون دولار، مؤتمر يحضره قادة قطاع الأعمال الأمريكي والعالمي، ورؤساء الشركات متعددة الجنسيات التنفيذيين، باختصار: إنه الحدث الأمثل لرؤية «حيتان» الاقتصاد العالمي في مكان واحد.
بعد انتهاء المؤتمر بأقل من شهر، وعلى حساب منظمة الصحافة المعروفة «F1rst Look Media»، على موقع «ساوند كلاود»، المنظمة التي أنشأها ومولها «بيير مراد إيميديار»، الملياردير الشهير، ومؤسس موقع ebay، رُفع مقطعٌ صوتي معنون بـ «مؤتمر لوكهيد مارتن السنوي الثالث»، وهو مؤتمر منبثق عن مؤتمر كريديت، في نفس الوقت المذكور عاليه. سنستمع في هذا المقطع لصوت «بروس تانر»، نائب الرئيس التنفيذي للوكهيد مارتن، عملاق صناعة السلاح الأمريكي، وصانع الأسلحة الأضخم عالميًا، متكلمًا في أربعة دقائق عن الأرباح التي حققتها الشركة في 2015، وقائلًا إن شركته ستجني «فوائدًا غير مباشرة» من الحرب في سوريا.
أوضح تانر الأمور ببساطة، بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية، من قبل القوات الجوية التركية، فإن الولايات المتحدة سترى، بشكل أوضح، الحاجة الملحة لاستخدام طائرات «F22»، والجيل الجديد الخامس المتمثل في طائرات «F35»، والاثنين هما فخر إنتاج لوكهيد، وأضاف «تركيا أسقطت طائرة روسية، حسنًا، من يحلق هناك في سوريا؟ الولايات المتحدة بالطبع، إذن ستحتاج القوات الأمريكية لـ«F22» و«F35» من أجل ضمان عودة الطيارين الأمريكيين سالمين».
طائرة F35 Lightening 2لم يكتف تانر بذلك بالطبع، وأضاف أن الطلب على صواريخ لوكهيد، المتنوعة الطرز، قد زاد من قبل الإمارات العربية المتحدة، ومن قبل المملكة العربية السعودية أيضًا، بسبب حرب اليمن الأخيرة. صواريخ أطلق عليها تانر «سلعًا مستهلكة»، كناية عن أن الصواريخ، وغيرها، أسلحة تستخدم مرة واحدة فقط، ولا تصلح لإعادة الاستخدام، مما يعنيه هذا بداهة من زيادة الأرباح.
لم يكن «تانر» بمفرده في ذلك، وبحسب ما ذكر في مقالة مشتركة على موقع «الاعتراض»، الذراع الصحافي الرئيس لـ«فيرست ميديا»، كتبها الصحافيان «لي فانج» و«زياد جيلاني»، فإن «ويلسون جونز»، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أوشكوش» لتصنيع المركبات الدفاعية، كان له نصيب من كعكة الشرق الأوسط أيضًا، نصيب وضحه في قوله «مع تنامي تهديدات داعش، هناك المزيد من الدول المهتمة بشراء مركبات أوشكوش المدرعة M-ATV»، وأضاف أنه، وخلال رحلة عمل إلى الشرق الأوسط، لمس حرص الدول الشرق أوسطية على ميكنة فرق المشاة الخاصة بها.
مركبةM-ATV، صناعات مجموعة أوشكوش الدفاعيةلم يغب عملاق الصناعات الدفاعية الأمريكي «رايثيون» عن الحفلة بالطبع، وأخذ توم كينيدي، الرئيس التنفيذي للشركة ذات الـ 23 مليار دولار قيمة سوقية، دوره في صف المحتفيين بفوضى الشرق الأوسط، وقال إنه يلمس «تناميًا ضخمًا»، وتزايدًا في الطلب، على ما أسماه «الحلول الدفاعية» بين دول شرق أوسطية عديدة، والعالم من وراء كينيدي يعرف أن «الحلول الدفاعية» هي الاسم المهذب للأسلحة، ثم أشار توم إلى لقاءه القريب مع العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، مضيفًا إن أي «اضطراب» هو سبب رئيس في تزايد الطلب، سواء كان اضطرابًا في اليمن أو سوريا أو العراق، أو مواجهة تنظيم الدولة في مواقع مختلفة، ومرة أخرى يستخدم «توم» المصطلحات الرسمية، حيث الاضطراب هو الاسم الأكثر اتزانًا للحرب.
ميزانيات مليارية
تقوم شركات الأسلحة العالمية، والأمريكية منها خصوصًا، كونها تحتل المرتبة الأولى في دورة إنتاج السلاح العالمية، بجني أرباحها الطائلة عن طريقين، الأولى هي عقود وزارات الدفاع المحلية، وهنا تسمى الشركة بمقاول دفاع أو «Defense Contractor»، حيث تورد احتياجات جيش دولتها الخاص، وكلما كبر حجم الجيش، وانخرط في صراعات ومهام خارجية، كلما زادت الأرباح بالتأكيد. أما الثانية فهي تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدول الأخرى، ومناطق العالم الملتهبة.
يصدر مقاولو الدفاع الأمريكيون ثلث إنتاج العالم من السلاح بالكامل، بما نسبته 31% من الإنتاج العالمي، يليهم مقاولو الدفاع الروسيون بـ27%، وتشكل ميزانية الدفاع، في الولايات المتحدة، جزءً بالغ الضخامة من الميزانية العامة.
لم تقل ميزانية الدفاع الأمريكية، منذ غزو العراق 2004، عن 500 مليار دولار، وفي السنوات الخمس الأخيرة تعدت الميزانية الـ 600 مليار دولار سنويًا، ويكفينا معرفة أن برنامج «لوكهيد مارتن»، لصناعة مقاتلات F35، حصل على 11.4 مليار دولار في عام 2011 فقط، عام شهد رقمًا قياسيًا في مبيعات الشركة الأمريكية، وصل إلى 80.7 مليار دولار، منهم 12.2 مليار دولار أرباح العام الصافية.
ميزانية الدفاع الأمريكية في عام 2015(مصدر الصورة: بيزنس إنسايدر).منذ عام 2013، وبحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، فإن ميزانية الدفاع تتعرض لتقليم أظافر مستمر، يقدر بمليارات الدولارات، من قبل الكونجرس، حينها خفض الكونجرس الميزانية من 671 مليار دولار في 2012، إلى 619 مليار دولار في العام التالي، التخفيض الدفاعي الأكبر منذ عام 1991، جزء من خطة الكونجرس العامة لتخفيض الانفاق الدفاعي، بين عامي 2013 و2021، تخفيض يبلغ إجماليه 454 مليار دولار.
في 2014 لم يختلف الأمر كثيرًا، وتم تخفيض الميزانية الدفاعية، وفي 2015 وصلت الميزانية إلى 601 مليار دولار، إلا أن ما حدث في نهاية ذلك العام، كان بمثابة إعادة تشغيل الأجهزة التنفسية لرئة شركات الأسلحة، عندما تم وضع اتفاق خاص، بين الكونجرس والبيت الأبيض، يقضي بوقف برامج ترشيد الميزانية العامة، واستثناء البنتاجون منها، وبالتالي نال البنتاجون في عامنا الحالي ميزانية قدرها 607 مليار دولار، بعثها الكونجرس لأوباما في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ووقعها أوباما في 25 من الشهر نفسه، وهي ميزانية أقل بخمسة مليارات دولار فقط مما طلبه أوباما لوزارة الدفاع، وبزيادة قدرها ستة مليارات دولار عن العام الماضي، للمرة الأولى منذ بضعة أعوام.
النقطة الهامة في الواجب فهمها، في هذا الصدد، هي أن ميزانية الدفاع للولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد ميزانية «دولة واحدة»، وإنما هي ميزانية تحدد الرتم العالمي للإنفاق العسكري، فإن زادت فهذا يعني تلقائيًا زيادة ميزانيات دفاع الدول الحليفة، والعدوة أيضًا؛ لأنها ليست ميزانية إنفاق أو استيراد، وإنما هي ميزانية إنفاق وتصدير، ممثلة قلب عجلة انتاج الأسلحة العالمية الكبرى.
الحرب في الأرض.. والأسهم إلى السماء
تبدو أسهم شركات الأسلحة في ازدهار مستمر، ميزانية دفاعية أمريكية مستقرة أخيرًا، بعد تقليص النفقات المستمر منذ يناير (كانون الثاني) لعام 2013، وهجمات في أنحاء متفرقة من أوروبا، مما يعنيه هذا من تصاعد تهديدات تنظيم الدولة، وروسيا لا يؤمن جانبها، وصينٌ تمثل تهديدًا دائمًا لأغلب جيرانها الآسيويين، وشرق أوسط مشتعل بثلاثة حروب في اليمن وسوريا والعراق، وأكثر من خمس جبهات أخرى مشتعلة أو مهددة بالاشتعال في أية لحظة، البيئة المثالية لازدهار أسهم الشركات الدفاعية، الفوضى في الأرض وأسهمهم في السماء.
تقبع كل أسهم التسع الكبار في نطاق أسهم الـ (A+) والـ (A)، أي أسهم الصعود المستمر والربح السريع، فنجد أن أسهم لوكهيد مارتن قفزت بنسبة 13% في العام الماضي، ثم أصبحت على الطريق في العام الحالي، لتصل في يوليو (تموز) الماضي إلى 52 أسبوعًا من ارتفاع أسهمها في وول ستريت، بخُمس أرباح يأتي من التصدير الخارجي، والأهم أن أسهمها ترتفع بنسبة 11% عامًا تلو الآخر، ضاربة بتوقعات خبراء المال والصناديق الاستثمارية عرض الحائط.
تصاعد أسهم لوكهيد مارتن منذ الثمانينيات وحتى العام الحالي 2016(مصدر الصورة: www.profitconfidential.com)في الربع الثاني من العام الحالي، ربحت لوكهيد 3.32 دولار على كل سهم لها، بقيمة سوقية للسهم تساوي 240 دولار تقريبًا، بقيمة أسهم إجمالية بالغة 73 مليار دولار، أما عملاق أنظمة الاتصالات العسكرية، «L3»، فقد حقق ربحًا قدره 2.08 دولار على كل سهم، في الفترة الأولى من العام الحالي، مقارنة مع 1.38 دولار في نفس الفترة للعام الماضي.
يشرح «ريتشارد سافران»، مدير مركز باكنغهام لأبحاث السوق، والمتخصص في أسواق الاتصالات والقطاعات الدفاعية، الأمر فيقول إنه لم يتوقع أن تؤدي شركة لوكهيد مارتن مثلًا بهذه الكيفية الجيدة، وأن الشركة حققت من 100 إلى 200 مليون دولار أرباح زيادة على تقديراتهم، وأن مبيعات الصواريخ هزمت توقعاتهم الرقمية لها.
يختم ريتشارد حديثه بجملة هامة، في معرض رده على سؤال يتعلق بهوية الرئيس الأمريكي القادم، وسواء كان «ترامب» أم «هيلاري»، وهل سيؤثر ذلك على مبيعات الأسلحة، فيقول: «لا يتعلق القطاع الدفاعي إلا بالتهديدات، وحالة المعدات، بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض».
عالم الصواريخ
هناك قصة بسيطة تشرح مدى استفادة صناع الأسلحة العمالقة، أو أمراء الحروب، من الفوضى غير الخلاقة الحادثة في الشرق الأوسط، والأرباح الهائلة المولدة في ثوان معدودة لا أكثر.
يوم 23 سبتمبر (أيلول) لعام 2014، قامت الولايات المتحدة بضربة شاملة على مواقع متعددة في سوريا، قالت قيادة المنطقة المركزية أنها تابعة لتنظيم الدولة، في هذه الليلة، وبأمر مباشر من الجنرال «لويد أوستن»، قائد المنطقة المركزية، قامت السفينتان الحربيتان، وهما الطراد «USS Philippine Sea»، المتمركز في الخليج العربي، والمدمرة «USS Philippine Sea» المتمركزة في مياه البحر الأحمر، بإطلاق 47 صاروخًا من طراز توماهوك، على تلك المواقع، بلا معرفة لنتيجة هذه الضربات بدقة، والاكتفاء بجمل عامة على غرار «حققت تلك الضربات أهدافها».
صاروخ توماهوك أثناء إطلاقه من مدمرة أمريكية ليلًا على تنظيم الدولةلا يعرف العامة على وجه الدقة تكلفة الصاروخ التوماهوك الواحد، موقع البحرية الأمريكية مثلًا يقول: إن تكلفة الصاروخ الواحد تقترب من 600 ألف دولار، لكنها بيانات منذ عام 1999، وبتقدير قيمة الدولار في هذه الأيام، ولذلك يرفع الكلفة بعض خبراء البحرية الأمريكية إلى 1.14 مليون دولار للصاروخ الواحد، والبعض الآخر يرفعها إلى 1.5 مليون دولار للصاروخ الواحد.
سنفترض متوسطًا، يبدو أقل من الحقيقة، وهو مليون دولار للصاروخ الواحد، متوسط مستنبط من تتبع صفقات «رايثيون» مع البنتاجون في الأعوام الأخيرة، كما سنوضح بعد قليل، بهذا المعدل، وبحسبة بالغة البساطة، يتضح أن الولايات المتحدة أنفقت 47 مليون دولار، على مساحات مركزة وضيقة، في دولة واحدة، في بضع ساعات لا أكثر، على هدف واحد، بلا حساب تكلفة تشغيل السفينتين الحربيتين، أو تكلفة أي شيء آخر، مجرد 47 مليون دولار لصواريخ، لا أكثر ولا أقل.
ننطلق من القصة القصيرة إلى الصورة الأكبر، بعد ثلاثة أيام فقط من الضربة، وفي 26 سبتمبر (أيلول) 2014، كافأ البنتاجون رايثيون بعقد مليوني، تصنع بموجبه توكسون لأنظمة الصواريخ، ذراع رايثيون لإنتاج الصواريخ الموجهة، خلال عامين من تاريخه، 231 صاروخ توماهوك للبحرية الأمريكية، مقابل عقد قيمته 251 مليون دولار، عدد صواريخ يشمل 20 طوربيد للبحرية البريطانية، الدولة الوحيدة الأخرى التي تمتلك صواريخ توماهوك، بجانب الولايات المتحدة.
صاروخ توماهوك أثناء إطلاقه من غواصة أمريكية (مصدر الصورة: شركة رايثيون)هذه القصة، الحادثة في ظرف أسبوع فقط، توضح رقعة نفوذ أمراء الحروب الحقيقيين، وأرباحهم الخرافية، حينها قرر البنتاجون أيضًا خطة شاملة، لتجديد ترسانة التوماهوك، وإضافة 4000 صاروخًا جديدًا، والبدء في انتاج الجيل الجديد.
في العام الماضي، أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية 194 مليون دولار على 100 صاروخ توماهوك تكتيكي، أي أن تكلفة الصاروخ الواحد ارتفعت إلى 1.94 مليون دولار، أغلبها عندما يستخدم فإنه يطلق في الشرق الأوسط بالطبع، لكن ذلك ليس الجزء الأفضل من القصة، بل ما حدث في مطلع العام الحالي، الثالث من فبراير (شباط)، عندما صرح وزير الدفاع الأمريكي، آش كارتر، بأن البنتاجون سيطالب الكونجرس بـ 2 مليار دولار لتنفيذ ما خطط له في 2014، ولبدء انتاج 4000 صاروخ توماهوك بالفعل، على مدار الخمس سنوات القادمة، فضلًا عن 1.5 مليار دولار لتطوير نوعين آخرين من الأسلحة، لم تعرف ماهيتهما على وجه التحديد، ثم 2.9 مليار دولار لتطوير صواريخ SM-6، التي تصنعها رايثيون أيضًا، وصنع 650 منها، وجعلها مضادة للسفن لأول مرة، ضمن برنامج البنتاجون الدفاعي المستقبلي «FYDP».
العرب: من يدفع أجر العازف «لا» يختر اللحن
على الرغم من أن المقولة عكس ذلك، وأن من يدفع أجر العازف يختر اللحن، غالبًا، إلا أن الدول العربية، وانفاقها الدفاعي شديد الضخامة رقميًا، وخاصة الدول الخليجية، يصلح كاستثناء حاد ودائم لهذه القاعدة.
في العام الماضي، حققت رايثيون بمفردها أرباحًا تقدر بـ23.2 مليار دولار، منها 7.2 مليار دولار تقريبًا من صادراتها فقط، أي ما نسبته 31% من مجمل الأرباح، أرباح يتوقع لها أن ترتفع إلى 24: 24.5 مليار دولار في نهاية عامنا الحالي، وكما يقول «توبي أوبراين»، رئيس عمليات القسم المالي بالمجموعة، فإن نسبة ال 31% مبيعات خارجية هي «رقم قياسي»، مع مبيعات ترتفع للمرة الأولى منذ عام 2009، لتنضم بذلك رايثيون لـ«لوكهيد» و«جنرال داينامكس» وغيرهما، من الرابحين من سباق التسلح في الشرق الأوسط.
في مقابلته أيضًا، قال توبي أن فترة انخفاض أسعار النفط العالمية، لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على طلبات الدول المعتمدة على النفط، الخليجية بالطبع، من السلاح الأمريكي، بل زادت معدلات إنفاقهم، وهي معدلات إنفاق عالمية، دائمًا ما تحتل المراتب الأولى.
قوات مشاة سعودية ملكية أمام مدفع فرنسي من طراز GCT 155mm (المصدر: رويترز)يؤكد تقرير شركة «IHS»، البريطانية المحدودة للاستشارات والمعلوماتية، على ذلك، فنجد أن التقرير السنوي للشركة، نهاية العام الماضي، يضع المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى، كأكبر مستورد للسلاح في العالم في 2015، بزيادة نسبتها 50% عن 2014، وبإنفاق بلغ 9.3 مليار دولار، يذهب نصيب الأسد فيها لشركات السلاح الأمريكية، بينما أخذت بريطانيا نصيبها أيضًا، فصدرت أسلحة للرياض، منذ بدء حربها على اليمن، بقيمة 2.8 مليار جنيه إسترليني، الأمر الذي أنعش قطاع السلاح البريطاني، وجعل «ديفيد كاميرون» يدافع أمام مجلس العموم عن الرياض، ضد مشروع قرار بفرض حظر تسليح على المملكة.
مصر، التي يعاني اقتصادها ويئن تحت ضغوط بالغة الثقل، أصبحت مستورد السلاح الأكبر الرابع عالميًا، بعد السعودية والهند وأستراليا، بإنفاق بلغ 2.3 مليار دولار، ويرصد التقرير الإنفاق العسكري المصري فيما قبل 2013، فيجد أنه لم يتعد بأي حال المليار دولار سنويًا، ثم أشار التقرير إلى أن إنفاق مصر يرجع إلى التحالف العسكري المصري الفرنسي الوثيق، وتعهد بعض دول الخليج، وتحديدًا الإمارات والسعودية، بتسديد جزء كبير من قيمة الصفقات المصرية.
لا يقتصر الإنفاق العسكري على حرب اليمن فقط، أو نفقات الجيش الأمريكي في العراق، أو الاستيراد المصري، وغيرهم، وإنما يتعدى ذلك لمنجم ذهب مباشر ورئيس هو «سوريا»، فنجد أن تقريرًا صحافيًا استقصائيًا، من شبكة البلقان الاستقصائية «BIRN»، بالاشتراك مع مشروع رصد الفساد والجريمة المنظمة «OCCRP»، صدر في يوليو (تموز) الماضي، كشف عن خروج أسلحة خفيفة ومتوسطة، مثل بنادق AK-47s، وقذائف هاون، ورشاشات ثقيلة وقاصفات دبابات، عن طريق خط تصدير أسلحة جديد، من البلقان إلى دول خليجية، والدول التي على الحدود السورية، ثم يعاد إرسال نسبة كبيرة منها إلى سوريا.
أسلحة خفيفة ومتوسطة بقيمة أكثر من 1.2 مليار يورو، وخط توصيل جديد يعمل بين أوروبا الشرقية وسوريا المشتعلة، وأربع سنوات كاملة من التصدير وتشغيل هذا الخط عن طريق عدد لا بأس به من الدول العربية، ومنطقة لا تتوقف عن الاشتعال؛ لأن لهيبها يسبب دفءً ماليًا بالغ الضخامة في مناطق أخرى.
هيثم قطب ساسة بوست
كان ذلك في عشرينيات القرن الماضي، حينما خرجت مجموعة من الفتيات التابعات لإحدى جمعيات حقوق المرأة إلى شوارع نيويورك، وقمن في لحظة محددة بإشعال سجائر (لاكي سترايك)، وكتبت جريدة نيويورك تايمز (1 أبريل 1928): «مجموعة من الفتيات نفثن السجائر في سبيل الحرية».
(2)
لم يكن هذا من قبيل المصادفة. بل كان بإيعاز وتخطيط من (إدوارد بيرنيز)، أحد موظفي شركة التبغ الأمريكية، حيث اتفق مع مجموعة من الفتيات (الموديلز) على الخروج في استعراض يجول شوارع المدينة, وأخبر في الوقت ذاته الصحافة بأن هناك مجموعة من الناشطات من جمعية حقوق المرأة سيقمن بإيقاد «شعلات الحرية». وعندما حان الوقت، واجتمع الصحفيون المتعطشون لتغطية الحدث، قامت الفتيات بإشعال السجائر، وقام الصحفيون بتصويرهن، وهنالك صدر الخبر المذكور، والذي كسر حاجز الرهبة في قلوب النساء من التدخين على الملأ في الأماكن العامة.
(3)
إدوارد بيرنيز (1891 – 1995) Edward Bernays نمساوي أمريكي، ربطته قرابة مباشرة بعالم النفس الأشهر سيجموند فرويد (1856 – 1939)، ففرويد كان خاله وزوج عمته في نفس الوقت. أدرجت مجلة (لايف) الأمريكية بيرنيز ضمن أكثر 100 شخصية أمريكية مؤثرة في القرن العشرين، حيث يعتبر مؤسس ما يسمى بعلم (البروباجاندا) [وهو باختصار: نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص]، ولقد أطلق عليه لاحقًا اسمًا آخر، فسماه علم العلاقات العامة Public Relations – PR وذلك – حسب قوله – بسبب أن كلمة (بروباجاندا) أصبحت سيئة السمعة، وارتبطت في الأذهان بالحروب النفسية وما شابه.
ولقد كان جوزيف جوبلز (1897 – 1945) وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وصاحب القدرات الخطابية الهائلة [المأثور عنه القول الشهير: أعطني إعلامًا بلا ضمير، أعطك شعبًا بلا وعي]، كان من أشد المعجبين والمتأثرين بأفكار بيرنيز وكتاباته.
(4)
تأثر إدوارد بيرنيز بعدد من الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وكان أكثر تأثرًا وولعًا بأفكار خاله فرويد، الذي كان يرى أن «البشر أقل أخلاقية مما يعتقدون وأكثر فسوقًا بكثير مما يمكنهم تخيله»، وأنهم – أي البشر – لا تصدر تصرفاتهم بطريقة واعية، وإنما بطريقة غير واعية تحركها الغرائز الأنانية والشهوات الفطرية.
بناء على هذه الفكرة الأساسية، ودمجًا مع أفكار الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جوستاف لوبون (1841 – 1931) عن كيفية التحكم في الجماهير، كان بيرنيز يرى أنه من الخطر الشديد إطلاق العنان للجماهير لأن يكون لها حرية التحكم في حياتها ومصائرها، ومن ثم لا بد لأن يوسّد الأمر وأن توضع الخيوط في يد عليا واعية تصنع القرار وتلزم الجماهير به، وهذه الرؤية التي تبناها بقوة بعد ذلك الكاتب والسياسي الأمريكي والتر ليبمان (1889 – 1973)Walter Lippmann أحدثت مأزقًا أخلاقيًا كبيرًا في عصر الديمقراطية [حكم الشعب] والحرية.
لم يكن الخروج من هذا المأزق بالأمر الهين، ولكنه حدث.
في أبريل عام 1939، عشية الكساد الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة، عقد مجموعة من كبار رجال أعمال نيويورك مؤتمرًا اقتصاديًا ضخمًا New York World’s Fair يعد الثاني من نوعه على مر التاريخ، عقد تحت شعار (عالم الغد) The World of Tomorrow
وفيه وضع بيرنيز لرجال الأعمال تصوره لهذا العالم الجديد، وتحت ما أطلق عليه اسم (العلاقات العامة)، أجرى تعديلًا لطيفًا على (الديمقراطية/ ديموكريسي)، حيث طرح ما أسماه (ديموكريسيتي) Democricity والتي بها تمكن من إيهام الجماهير بقدرتهم على التحكم فعليًّا فيما يدور حولهم، في حين أن مقاليد التحكم تبقى بذكاء في قبضة صانعي القرار.
هذه الحالة من (ديمقرطية المستهلك) Consumer Democracy التي تعطي في ظاهرها الجمهور المستهلك الحق في تحديد واختيار احتياجاته بحرية، والحصول عليها بكامل الإرادة والرضا والاقتناع، هي التي تقدم بها بيرنيز لرجال أعمال السوق الحر ولرجال السياسة على السواء، على أنها الحل السحري للخروج بالبلاد من هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة ولريادة العالم، ويرى البعض أن هذا المؤتمر ما كان إلا بروباجاندا صنعها بيرنيز لتمرير أفكاره واستثمارها.
كان الأمر مقبولًا لرجال الأعمال ومرحبًا به، إذ كانوا يرون ضرورة (تحويل أمريكا من ثقافة الاحتياج إلى ثقافة الرغبة)، حيث أقنعهم بيرنيز بأن في إمكانهم تسويق وبيع منتجاتهم إلى الجماهير عن طريق ربطها مباشرة بأفكارهم ومشاعرهم غير الواعية وبمحركات غرائزهم، وتحويل رغباتهم إلى احتياجات أساسية لا غنى عنها، فهذه الفكرة تصنع لهم (المستهلك المثالي) العابد لرغباته.
(5)
ازدهرت الصناعة الأمريكية على أثر هذه الصفقة، وصار لبيرنيز عملاء كبار مميزون، مثل (جنرال إلكتريك) و(بروكتر أند جامبل) وغيرهما الكثير من أساطين الصناعة، وقام بالعديد من الحملات والإعلانات الفارقة، من أشهرها إقناعه الشعب الأمريكي بأن لحم الخنزير والبيض هو الإفطار الحقيقي لكل الأمريكيين.
وكان من أكثر نشاطات الدعاية السياسية تطرفًا لبيرنيز، عمله على إسقاط حكومة جواتيمالا المنتخبة ديمقراطيًّا، لصالح (الشركة المتحدة للفاكهة) متعددة الجنسياتUnited Fruit Company ولصالح الحكومة الأمريكية، فيما عرف بانقلاب جواتيمالا 1954 (أو «جمهورية الموز» كما سميت بعد ذلك) Banana Republic حيث ركزت دعاية بيرنيز على وصم الرئيس الجواتيمالي جاكوبو أربنز (1913 – 1971) بالشيوعية في معظم الوسائل الإعلامية الكبرى في الولايات المتحدة.
(6)
التقط علماء النفس التحليلي ما بدأه بيرنيز ونسجوا على منواله، في محاولات منهم لتطوير طرق إدارة العقل غير الواعي للجماهير، وكان من هؤلاء الرواد عالم النفس الأمريكي إرنست ديكتر (1907 – 1991)، والذي تذكر زوجته بأن ديكتر كان يرى أن تعبير المستهلك عن ذاته من خلال المنتجات والسلع – وحتى خطوط الموضة – هو أمر علاجي وصحي، ويحقق مجتمعًا مستقرًا ومواطنًا ديمقراطيًا سويًا.
كان الأمر مقبولًا في البداية ويحقق أرباحًا كبيرة لقطاع الصناعة Mass Production إلا أنه مع تطور علم النفس التحليلي، وانتشار جلسات العلاج النفسي الجماعية، والتي من شأنها تحرير الرغبات المكبوتة، والمصارحة والإفصاح عن الكثير مما تتحدث به النفس، صار الرأسماليون وخطوط إنتاجهم في مأزق؛ فلم يعد إنتاج موديل سيارة أو اثنين أو ثلاثة – على سبيل المثال – كافيًا لتحقيق رغبات الجماهير الآخذة في التشعب والامتداد، ومن ثم صار الخوف من حلول شبح الكساد مجددًا.
(7)
في هذه الفترة، ظهر على الساحة (هرم الاحتياجات) الذي شيّده أبراهام ماسلو (1908 – 1970) عالم النفس الأمريكي، والذي صاغ به نظرية فريدة ومتميزة في علم النفس، تدور حول ترتيب احتياجات الإنسان، وتتلخص هذه النظرية في الآتي:
– يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توترًا لدى الفرد، فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
– تتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ من القاعدة بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد، ثم تصعد في سُلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات، وهي بالترتيب من الأسفل إلى أعلى: (الاحتياجات الفسيولوجية – احتياجات الأمان – الاحتياجات الاجتماعية – الحاجة للتقدير – الحاجة لتحقيق الذات).
كان على الرأسماليين التغلب على هذه المشكلة عن طريق التوغل أكثر في عقول الجماهير، لاكتشاف ما يدور بداخلها، وكان عليهم التخلي عن فكرة ملاحظة أفعال الجماهير واقتراح المناسب فقط من خلال التصنيف التقليدي وفق المستوى الاجتماعي «Social Class: A – B – C – D – E» والتوزيع الديمغرافي ودراسة عادات الشراء في المناسبات والمواسم والأعياد، والبحث أكثر في رغباتهم ودوافعهم النفسية.
وهذا ما قام به مركز الأبحاث والدراسات الأمريكي SRI International والذي اعتمد على هرم ماسلو لمحاولة حصر وقياس احتياجات الجماهير المختلفة، عملًا بقاعدة (ما يمكن قياسه يمكن إنجازه)، ولم يكن غرضه الاقتصار فقط على الحاجات الأساسية القابعة في قاعدة الهرم.
أعد المركز لذلك مجموعة ضخمة من الأسئلة التي طرحها على الجماهير في استطلاعات رأي كبيرة لمعرفة كيف يرى الناس أنفسهم، ولاستخراج قيمهم وأفكارهم التي لم يسبق أحد من قبل أن أثار تفكيرهم فيها بهذا الشكل المباشر.
كانت النتائج مذهلة، وأثارت إعجاب الجماهير، حتى إنهم طلبوا المزيد والمزيد من الأسئلة للإجابة عليها. وكان من أهم ما لاحظه الباحثون، هؤلاء الناس المتربعون على قمة الهرم، الساعون لتحقيق ذواتهم، والذين أدرك المركز أن في الإمكان أيضًا احتواءهم وتضمينهم من خلال الإجابات التي أجابوها معبرين بها عن أنفسهم، من خلال توفير المنتجات الاستهلاكية التي تشبع هذه الأنماط السلوكية والرغبات الدفينة وتخلق الحاجة الأساسية لها. ولهؤلاء صاغ المركز مصطلحًا جديدًا هو (أنماط الحياة) Lifestyles ولتصنيف هؤلاء الباحثين عن ذواتهم ولتحديد رغباتهم، ابتكر المركز نظام Values and Lifestyles – VALS والذي تولدت منه اقتراحات وأفكار لا حصر لها، طالما أن التعبير عن النفس هو أمر غير محدود.
(8)
لم يكن هذا التحرر خيرًا خالصًا لرجال الاقتصادر الحر. فكان من آثاره أيضًا ظهور تيار معاكس مقاوم لهذا التيار. لم يأت هذا الشر من طبقة العمال المتوسطة التي تم احتواؤها وتلبية رغباتها، بل من فئات الشباب وطلبة الجامعات، التي تأثرت بشكل كبير بأفكار الفيلسوف الألماني هربرت ماركوز (1898 – 1979)، الذي عرف بتنظيره لليسار الراديكالي، ونقده الشديد للأنظمة القائمة والهيمنة الرأسمالية. آمن ماركوز بقوى ثورية جديدة ستظهر في المستقبل داخل المجتمع الحديث، وأنه سيتم التحرر الاجتماعي عن طريق الإشباع الجنسي. ونتج عن هذه الأفكار ظهور تيار ثقافي مضاد تمثل في الـ(هيبيز) Hippies بهيئتهم وتحررهم الفكري والجنسي والأخلاقي، انبثق منه حركة سياسية متمثلة في (حزب الشباب الدولي) Youth International Party – Yippies أسسها جيري روبين (1938 – 1994) وآخرون، تناهض الرأسمالية المتوحشة والحروب (حرب فييتنام). وهذا التيار المضاد أزعم أنه تم بشكل أو بآخر احتواؤه هو أيضًا في شكل من أشكال الـLifestyle Marketing باعتباره نمطًا من أنماط الحياة المختلفة التي فتحت سوقًا جديدة في حاجة إلى نوع مغاير من السلع.
(9)
كان المجتمع البريطاني لا يزال حتى هذه اللحظة منغلقًا على أفكاره التسويقية القديمة، القائمة على تصنيف الجمهور وفق الحالة الاجتماعية، وكان الركود الاقتصادي والأزمات التي مرت بها إنجلترا في السبعينيات بمثابة ناقوس الخطر الذي أيقظ رجال المال والسياسة ونبههم إلى ضرورة إيجاد حلول بديلة. وكان البديل هو الاستعانة بخبرات إدوارد بيرنيز، واستنساخ تجربته على أرض بريطانيا مع مطلع الثمانينيات، هذه المرحلة الفارقة التي واكبت تولي المرأة الحديدية مارجريت تاتشر (1951 – 2013) زمام الأمور، واتباعها سياسة اقتصادية جديدة أكثر حرية، وتركيز خطابها الجماهيري على مبدأ (الفردية) الساحر الجذاب Individualism القائم على تعزيز أهمية الفرد وتلبية رغباته واحتياجاته والدفاع عن مصالحه. وازدهرت هذه السياسة إعلاميًّا وتسويقيًّا بتسلم إمبراطور الإعلام الداهية الأسترالي روبرت مردوخ مفاتيح اللعبة Rupert Murdoch.
(10)
كان تطبيق علم النفس التحليلي متمثلًا في أفكار سيجموند فرويد وإدوارد بيرنيز ومن تبعهم، بالنسبة لرجال البيزنس – كما ذكرنا – هو أمرًا مثاليًّا ليس هناك أفضل منه مطلقًا. ولكن ما لم ينتبه له رجال السياسة حينما اشتهوا تطبيق هذه النظريات واستخدامها في حملاتهم الانتخابية، هو أن غرض رجال البيزنس الأساسي لم يكن تحرير الإنسان، وإنما كان إيجاد طرق جديدة للسيطرة عليه، واستغلاله والاستفادة منه، في حين أنه في التجربة السياسية، وإطلاق الحديث عن مبدأ (الفردية)، أصبح الناخب أكثر قوة وأكثر مطالبة بحقوقه وسعيًا في محاكمة مرشحه، حيث لم يعد يدفع الضرائب هكذا بلا مقابل، وإنما صار ينتظر خدمات ووعودًا، وصار أكثر انتباهًا ووعيًا بهذه الأمور. ولهذا دخل الساسة في مآزق حينما اصطدموا بالواقع وشعروا حينها بالعجز عن تحقيق ما وعدوا به ناخبيهم، كما حدث مع بيل كلينتون مثالًا على التجربة الأمريكية، ومع توني بلير مثالًا على التجربة الإنجليزية. ومن ثم يرى المراقبون والمنظرون أن في الحالة السياسية لا يصح اعتماد رؤية فرويد المخاطبة للاوعي الجمهور وغرائزه وشهواته فقط، وإنما يجب أيضًا مخاطبة وعيه، وذلك من واقع ضرورة تحمل المسؤولية ومواجهة المصاعب والتحديات، ولعدم فقد المصداقية ومن ثم الفشل.
عمرو كامل ساسة بوست
دمشق ـ شهد الوسط الفني السوري العديد من حالات الزواج و الطلاق بين نجومه، بينما استمرت حالات زواج أخرى لغاية الآن، فيما تزوجت العديد من النجمات أكثر من مرة.
النجمة صفاء سلطان تزوجت أكثر من مرة خلال مسيرتها حيث تزوجت في عمر صغير برجل خارج الوسط الفني ثم حدث الانفصال، كما تزوجت لفترة قصيرة بالفنان طارق مرعشلي لينفصلا بعدها أيضاً، فتتزوج أخيراً برجل من خارج الوسط الفني بعد قصة حب طويلة ولتعلن صفاء عن انفصالها منذ مدة قصيرة.
وكذلك الأمر بالنسبة للفنانة السورية تولين البكري التي تزوجت في سن صغيرة وانفصلت عن زوجها بعدها لتتزوّج منذ مدة قصيرة رجلاً من خارج الوسط الفني إلا أن هذا الزواج لم يدم سوى عدة أيام بعد رفض ذوي الزوج زواجه بامرأة مطلقة ليحدث الانفصال.
النجمة ديمة بياعة –وفقاً لمجلة نواعم” تزوجت في البداية بالنجم السوري تيم حسن لينفصلا وسط ضجة إعلامية أثارتها ديمة عن أن للنجمة نسرين طافش دوراً في حدوث الطلاق، لتتزوج ديمة بعدها بالشاب المغربي أحمد الحلو، بينما الفنانة مها المصري والدة ديمة كانت متزوجة بحازم بياعة وبعد انفصالها عنه تزوجت بالمخرج العراقي عدنان إبراهيم الذي تُوفي بجريمة قتل.
أما النجمة سلمى المصري شقيقة مها فتزوجت بالمخرج شكيب غنام و بعد وفاته تزوجت بالإعلامي مصطفى الآغا ثم انفصلا وهي غير متزوجة حالياً.
أما النجمة إمارات رزق فتزوجت لسنوات بالمخرج يوسف رزق لتنفصل عنه وهي حالياً متزوجة بالفنان حسام جنيد.
أما النجمة قمر خلف فقد تزوجت بالفنان مهند قطيش وانفصلا بعدها حيث تزوجت قمر بالنجم مهيار خضور وما زالا متزوجين حالياً.
النجمة الراحلة رندة مرعشلي تزوجت بالفنان طارق مرعشلي و لها ابنة وحيدة (هيا) وتعمل في مجال التمثيل و بعدها انفصلا وتزوجت رندة بالكوافير المعروف نورس عبود.
النجمة سوسن أرشيد تزوجت بداية بالممثل غزوان الصفدي ولكنهما انفصلا لتتزوج مكسيم خليل الذي كان متزوجاً بالفنانة يارا خليل.
لندن ـ أكدت ماري لوفوريت وهي خبيرة في مجال النظافة، أنّ أغطية الفراش تشكّل مرتعاً لنمو البكتيريا والأمراض، لذا من المفضّل تغييرها مرّة في الأسبوع، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية
وتشرح ماري هذه النظرية بالقول إنّ الإنسان يتعرّق، ويفرز جسمه الزيوت، اللعاب والسوائل التناسلية أثناء النوم، لذا حفاظاً على الصحّة بدّلوا الأغطية مرّة في الأسبوع.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال أستاذ الفقه المقارن المصري بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، إنه يجوز ذبح الطيور مثل الدجاج أو البط أو الإوز كأضحية في عيد الأضحى للفقراء، وذلك في تصريح عبر الهاتف مع برنامج "انفراد" المذاع عبر قناة "العاصمة" المصرية.
وأضاف الهلالي المعروف بآراء مثيرة للجدل تحدث في بعضها عن الكحول وشبّه في أخرى بعض أركان السلطة في مصر بالأنبياء، أنه يجوز كذلك شراء اللحم وتوزيعه كأضحية، وأن "هذا ما قاله الفقهاء أهل العلم منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا"، مستطرداً: "يجب النظر للفقراء حتى يضحوا مثل الأغنياء، ويقتدوا بسيدنا بلال بن رباح،" وذكر أيضا الصحابي عبدالله بن عباس.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=173&v=JYGm0X8Znfw
المصدر: سي ان ان
"البوركيني"، مصطلح أنضم حديثا إلى القاموس اللغوي وانتشر في الإعلام العالمي، لكن ما هي خلفيات فكرة هذا اللباس الذي أثار وما يزال يثير الكثير من الجدل؟ DW حاورت مصممة "البوركيني" الأسترالية من أصل لبناني عاهدة زناتي.
DW عربية: كيف تبادرت إلى ذهنك فكرة "البوركيني"؟
عاهدة زناتي: جاءت لي الفكرة في عام 2004 عندما كانت ابنة أختي تمارس أحد الرياضات الشاطئية وكان بالنسبة لها عقبة كفتاة مسلمة أن ترتدي ملابس السباحة، فارتدت زي السباحة وتحته وفوقه بعض الملابس لأنها كانت ترتدي الحجاب ولم ترد تغيير شكل ملبسها كي تكون في فريق رياضي. من هنا جاءت الفكرة وصممت البوركيني ذو القطعتين والمزود بغطاء للرأس أيضا كي يكون مناسبا لتغطية الجسد.
ومن بعدها ارتدته ابنة أختي وطٌلب مني أن أنفذ نفس التصميم لمنقذي راكبي الأمواج حيث كانت بينهم فتاة مسلمة، ومن بعدها انتشر البوركيني وحظي بإقبال لأن كثيرات يرغبن في تغطية أجسادهم من الشمس في أستراليا و ليس فقط لأسباب دينية، بل أسباب صحية أيضا.
من أين جاءت فكرة التسمية "بوركيني"؟
حينما كنت أحاول تسويق البوركيني في البداية وقبل أن أعطيه اسما كنت أشرح للسيدات كيف هو قطعتين وكٌن يعتقدن بأنه بكيني. فكنت أزيد شرحا بأنه يغطي الجسد كله وكنت أقرأ مقالا فوجدت في العنوان ' لقد نزلوا البحر بالبرقع' ولفتت انتباهي كلمة برقع فبحثت عنها في القاموس دون أن أكمل قراءة المقال، وفي ذلك الوقت كان تعريف الكلمة أن البرقع قطعة من القماش تغطي الجسد ـ ولم يذكر الوجه ـ ولذلك أردت استخدام الكلمة و دمجها مع كلمة بيكيني فخرجت كلمة بوركيني، لقد قصدت أن ادمج الثقافتين الشرقية والغربية في كلمة واحدة و شعار واحد.
هل البوركيني بالنسبة لك مجرد تجارة أم أنها قضية دينية أو توجه سياسي؟
لقد بدأت الفكرة كي أساعد أسرتي؛ بنات أختي و بناتي ومن بعدها مجتمعي المحلي هنا في سيدني، لم يخطر ببالي أبدا أن البوركيني سيصبح عالميا، أو أنه سيصبح قضية. وبالرغم من أنني لم أكن منشغلة بالسياسة إلا أنه وضعني الآن في موقف يجب أن أدافع فيه عن قناعاتي وهي أن كل امرأة حرة في اختيار ملابسها.
سبق لك القول بأن البوركيني ليس رمزاً للإسلام، إذا هو رمز لم؟
نعم البوركيني ليس رمزا للإسلام، ولم أقصد أن أفرق بين المسلمة وغير المسلمة بارتدائه، قصدت فقط أن أجعل بعض الفتيات والسيدات مرتاحات في ملابسهن أثناء ممارسة الرياضة.
من هم زبائنك الذين يقبلون على شراء البوركيني؟
حينما بدأنا منذ 12 عاما في إنتاج البوركيني حصلنا على انتباه عالمي إيجابي، وكان بيع البوركيني في العالم الغربي أكثر من العالم العربي. والآن و بعد ما حدث من منع البوركيني وحكم المحكمة ببطلان ذلك وما بينهما من جدل فقد ارتفعت مبيعاتنا خاصة في الدول الغربية بمعدلات كبيرة.
كيف ترين الهجوم على البوركيني؟ من تلومين في هذا الجدل حوله؟
البوركيني لم يكن يهاجم من قبل، ذلك شيء غريب الآن. أنا لا ألوم أحدا، بل أشكر سذاجة السياسيين الذين صنعوا من ذلك اللباس البسيط قضية عالمية وساعدونا في رفع مبيعاتنا حول العالم وأعطونا فرصة أكبر أن نشرح ما هو البوركيني.
ما هي أكثر الدول التي تستورد البوركيني؟ وهل كل مستخدميه من المسلمات؟
أكبر أسواقنا هي الولايات المتحدة وكندا وأوروبا ولدينا أيضا زبائن في الدول العربية منها قطر والبحرين، واستقبلنا طلبات تقريبا من كل أنحاء العالم عبر الانترنت. أما عن مستخدميه في السابق وقبل الجدل حوله أستطيع أن أقول أنه كان حوالي سبعين بالمائة من المسلمات وثلاثون بالمائة من غير المسلمات وكنا نقيس ذلك من الرسائل التي كانت تصلنا حول المنتج.
الآن وبعد قرار منعه في فرنسا والجدل حوله أستطيع أن أقول بارتياح إن حوالي ٤٥ بالمائة مسلمات و ٥٥ بالمائة غير مسلمات يقبلن على شرائه، ونحن نتخيل تلك النسبة من الرسائل التي تصلنا أثناء طلب المنتج عبر الإنترنت والتي صارت مؤخرا تتضمن الكثير من رسائل الدعم للفكرة.
أنت كامرأة تربت ربما بين ثقافتين؛ اللبنانية العربية والاسترالية الغربية المنفتحة. كيف ترين النساء اللاتي يرفضن البوركيني ويعتبرنه إهانة وتحقيرا للمرأة ؟
هناك مسلمات كثيرات لا يغطين شعرهن ولا يمكنك تمييزهم عن غيرهن، إنها مسألة اختيار، كل امرأة من حقها أن تختار طريقة حياتها وملابسها. فأنا تربيت في ثقافة غربية لم يجبرني أحد أن أكون ما أنا عليه، كنت أستطيع أن أختار أي شيء واخترت أن أكون هكذا. أيضا على الأخريات أن يحترمن اختيارات النساء الأخريات. يمكننا أن نختلف، لكن يجب علينا أن نتوقف عن الحكم على بعضنا وأن نناقش ما نشعر به ونحترم اختياراتنا.
ما هي إيحائك في التصميمات المختلفة للبوركيني وما هي أكثر التصميمات التي تفضلها النساء؟
إيحائي في التصميمات هو أنني أتخيل ما يمكن أن يكون مريحا بالنسبة للمرأة ، والآن لدينا تصميم واحد ولكن بألوان مختلفة وبأشكال تتناسب مع مختلف الأجسام.
أما عن النساء فكل منهن تستخدم البوركيني لأغراض مختلفة، بعضهن ترتديه للحماية من الشمس أثناء السباحة، وبعضهن رياضيات محترفات، وبعض الأمهات للعب أطفالهن للعب في الماء، لذا هذا التصميم مناسب لكثيرات ولكننا نتطلع الآن للمضي قدما في تصميمات جديدة تناسب القطاع الأعرض من مستخدمي البوركيني الآن وخاصة أن بعضهن من غير المسلمات.
هل سمعت عن الفيسكيني ـ هو لباس انتشر في بعض الدول الأسيوية تغطي فيه النساء حتى وجوههم ما عدا العينين للحفاظ على بياض البشرة ـ وكيف ترين الفرق بينه وبين البوركيني؟
نعم لقد رأيت الصور وسمعت عنه، بعض الآسيويين يهتمون جدا بإبقاء بشرتهم بيضاء وهذا ما يفسر إقبال بعض النساء على البوركيني من غير المسلمات، ربما للحفاظ على لون البشرة . أيضا لأنه جزء من حماية الجلد بل تشتري بعض النساء المصابات سابقا بسرطان الجلد البوركيني للحماية من عودة المرض. أنالا أعلم الكثير عن الفيسكيني لأقارنه، ما أستطيع قوله هو أن البوركيني يشبه زي راكبي الأمواج ولكن مع شكل أكثر أنثوية ومع خامات تحمي البشرة.
أنت الآن تروجين لبعض الحملات مثل " فلاش موب بوركيني" التي تبنت الدفاع عن البوركيني باحتجاجات قصيرة مفاجأة أما سفارات فرنسا؟ فهل أصبحت تتخذين موقفا سياسيا؟
أنا لست سياسية ولكنني أجيب على الأسئلة حينما توجه لي ولقد وجه لي العالم الآن سؤالا عن البوركيني. والآن كان يجب علي أن أدافع عن أفكاري وهنا أقول، أنا لست خائفة من أي سياسي أو من أن أقول ما أشعر به.
هل حولك البوركيني من مصممة له إلى حاملة أسمه والمدافعة السياسية عنه؟
أنا أدافع عن حرية النساء في العالم كله، وكل امرأة هي مدافعة عما تؤمن به. أنا أرتدي بيكيني تحت البوركيني، هل تحكمين علي بسبب ذلك ؟ أنا أؤمن بالحريات، أنا لست ضد أحد و أعتقد أنه لا يجب على أحد أن يصدر أحكاما مسبقا على آخرين بسبب ملابسهم.
أجرت المقابلة: وفاء البدري
المصدر: دويتشه فيله
الشراء على الانترنيت غير مضمون دائما، فهناك بضائع لا تطابق مواصفاتها المعروضة، لذا يوصي المعهد الاتحادي الصحة والسلامة المهنية الألماني المتسوقين بالحذر عند الشراء عارضا مجموعة نقاط يمكن أن تساعد في تجنب شراء سلعة رديئة.
تبدو السلع والمنتجات المعروضة على الإنترنت للبيع في بعض الحالات صفقة جيدة، وهي في الواقع صفقة خاسرة، حيث قد لا تتوافق المنتجات الإلكترونية مع معايير الأمان والسلامة. لذا يوصي المعهد الاتحادي الصحة والسلامة المهنية الألماني المتسوقين على الإنترنت بالحذر عند الشراء.
وهناك مجموعة من النقاط التي يمكن أن تساعد في تجنب شراء سلعة رديئة، منها أن تكون السلعة معروضة بسعر أقل كثيرا من السعر الطبيعي لها. كما أن جهدا بسيطا للبحث يمكن أن يكشف التجار المشكوك فيهم، من خلال اكتشاف هل هذا التاجر موجود بالفعل في عنوان محدد أم لا ؟ وهل رقم سجله التجاري صحيح أم لا ؟ كما يوصي الخبراء أيضا بمجموعة من النصائح بالنسبة للتعامل مع البائعين الموجودين خارج الاتحاد الأوروبي.
فعندما يكون العميل موجودا داخل الاتحاد الأوروبي، فيما البائع موجود خارج الاتحاد، فإن فرص حصول العميل على حقوق المستهلك إذا ظهرت مشكلة في السلعة أو الثمن أو عملية التوصيل ستكون أقل كثيرا. ويقول المعهد الاتحادي للصحة والسلامة المهنية الألماني إنه إذا كان البائع على الإنترنت يعرض فقط خدمة اتصال هاتفي خاصة بأسعار مرتفعة أو يقدم مجرد عنوان بريد إلكتروني أو رقم صندوق بريد كوسيلة اتصال به فإنه يفضل عدم الشراء منه.
المصدر: دويتشه فيله
حذرت فراوكه بيتري، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني الشعبوي، من اندلاع "حرب أهلية في ألمانيا" في حال استمر تنامي ما وصفتها بـ "التداعيات السلبية للهجرة".
في تطور جديد في موقف حزبها المناهض للمهاجرين واللاجئين، حذرت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليمني الشعبوي فراوكه بيتري من وقوع حرب أهلية في ألمانيا إذا استمرت "التداعيات السلبية للهجرة" إلى ألمانيا، حسب وصفها.
وقالت بيتري في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد (11 أيلول/ سبتمبر 2016): "حتى الآن ليس لدينا مظاهرات حاشدة ضد المهاجرين وليس لدينا احتجاجات حاشدة في المدن الألمانية الكبرى، لكن ما نشهده من اضطهاد على سبيل المثال لنساء مسيحيات في مساكننا وجرائم يومية في شوارعنا من أناس يزعمون أنهم طالبو حماية، هذا أمر لا يمكن احتماله".
وأوضحت بيتري للصحيفة قائلة: "كلما زاد عدد المهاجرين الرجال القادمين من شمال إفريقيا، والذين يكونون غير متعلمين وفي الأغلب عدوانيين، كلما ازداد الوضع تصعيدا. نحن لا نريد حربا أهلية في ألمانيا، فنحن حزب للسلام الاجتماعي".
وكانت بيتري صرحت في وقت سابق بأن الجزء الأكبر من طالبي اللجوء ليسوا لاجئين حقيقيين، مشيرة إلى أن الكثير ممن زعموا أنهم سوريون قدموا من دول أخرى. وشددت بيتري على أنه "وعندما يعي المواطنون هذا الأمر فعليا، فإن موقفهم من كل المهاجرين سيتدهور على نحو كبير، وحتى موقفهم من اللاجئين الحقيقيين، وهذا ما لا نريده، ولذلك يتعين الآن التحرك سريعا".
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت تعني بالتدهور الكبير حرق منازل اللاجئين، أعربت عن رفضها لهذا الرأي واستنكرت محاولة وضع هذا الكلام على لسانها.
أ.ح/ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب)
المصدر: دويتشه فيله
باد غودسبيرغ أحد أحياء عاصمة ألمانيا السابقة بون وكان يغص بالهيئات الدبلوماسية. اليوم تحول الحي إلى تجمع يقصده المهاجرون واللاجئون العرب ليجعلوا منه وجهاً عربياً للمدينة. كيف يتقبل الألمان والعرب هذا التنوع الثقافي؟
أصواتُ أناسٍ تتعالى وهم يلعبون "طاولة الزهر" اللعبة المشهورة، وعلى بعد أمتارٍ قليلةٍ مطعمٌ تفوح من مطبخه روائح المأكولات العربية، وزبائنٌ جلسوا إلى طاولاتٍ يرتشفون أكواب الشاي. منقّباتٌ بزيّهنّ الأسود وأخريات بملامح عربية محجّبات أو غير محجّبات. رجالٌ بلباسهم العربي التقليدي، وآخرون ارتدوا الجينز أو ملابس الصيف. محالٌ تجاريةٌ رفعت لافتاتٍ كُتبت باللغة العربية؛ في مشهدٍ يُشعرك لوهلة أنك في مدينة عربيةٍ، إلى أنْ ترى من بعيد فتاةً شقراء تقود دراجتها الهوائية فتتنبه من جديد إلى أنّك في ألمانيا، وفي حي باد غودسبيرغ بمدينة بون.
مقاهي الشيشة...أجواءٌ شرقيّة وأمورٌ أخرى
تنتشر داخل باد غودسبيرغ كثيرٌ من المطاعم العربية، تُقدّم المأكولات العربية، إضافةً إلى مقاهي الشيشة التي تغصّ باللاجئين العرب. سامان أبوداليا صاحب أحد المقاهي، حدّثنا عن سبب إقبال اللاجئين على هذا الحي، قال: "وجود المحلات العربية يوفّر للمهاجرين احتياجاتهم التي لا تتوفر في المحلات الأخرى، ومن جهة أخرى يُعطي طابعاً شرقياً للمكان يُسهم بزيادة إقبال السائحين على المنطقة".
تنتشر داخل حي باد غودسبيرغ كثيرٌ من المطاعم العربية
وهنا تحديداً يكمن السبب وراء إقبال اللاجئين على هذا الحي. أبو سفيان لاجئ سوري حصل أطفاله وزوجته على الإقامة، بينما مازال هو ينتظر البت في طلب لجوئه منذ أكثر من سنة. عن سبب قدومه إلى هذا الحي قال: "أتسوق وأشتري المأكولات التي اعتدنا عليها في بلادنا، كما أقوم بترجمة أوراقي ومتابعة شؤوني عن طريق المترجمين العرب هنا".
صادف تجوّلنا داخل الحي وجود الشرطة الألمانية وهي تفتّش إحدى المقاهي بحثاً عن مطلوبين، كما قالت لنا. وحسب تعليقات الحضور فإنّ هذه الظاهرة ليست الأولى من نوعها، وهناك مخاوف من انعكاسات مثل هذه الظواهر على أوضاعهم كلاجئين.
وعن واقع حي باد غودسبيرغ تحديداً تحدّثت سيّدة ألمانية رفضت ذكر اسمها: "لقد تغيّر حي باد غودسبيرغ كثيراً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وعلى الرغم من أنّ تنوّع الثقافات مهمٌ جدا،ً إلا أنّ الأمر قد ينعكس سلباً في بعض الأحيان". في إشارةٍ منها إلى مشاكل بدأت تظهر داخل الحي، مما يؤثّر على باقي أفراد الجالية العربية.
عناصر من الشرطة أثناء تفتيش إحدى المقاهي العربية في حي باد غودسبيرغ
الجدل حول النقاب وانعكاساته على اللاجئين
يكثر في هذا الحي بخلاف غيره من أحياء مدينة بون أن تصادف امرأةً منقبةً تتجول في المحلات، إلى جانب أخريات محجّبات أو غير محجبات، الأمر الذي يعكس تنوع الثقافات داخل هذا الحي؛ وتبعاً لهذا التنوع تنوّعت الآراء حوله أيضاً. هناك من يرى فيه إثراءً للمجتمع الألماني، لكن هذه الآراء تتأثر بشكل طبيعي بالجدل الدائر في البلاد حول مسألة النقاب والدعوات لحظره.
ماريّا مُدرّسة اللغة الألمانية في إحدى المدارس ذكرت إنّها مع فكرة التنوع الثقافي داخل المجتمع؛ وعن النقاب والجدل الدائر حوله، قالت: "لا أرى في النقاب ما يزعجني، لكن برأيي يجب أن تحظى المرأة بحريّة القرار في ارتدائه أو خلعه".
الجدل حول النقاب يلقي بظلاله على موضوع اللاجئين بألمانيا
بينما اكتفى آخرون بالقول إنّه حرية شخصية، ولا يسبب مشكلة بالنسبة لهم، كما في رأي إيلينا النادلة في أحد المطاعم الإيطالية حيث قالت: "يأتي إلى المقهى كلّ يوم كثيرٌ من العرب، ولا مشكلة لدى الآخرين معهم، كما أنّه لا مشكلة في النقاب مادام بناءً على رغبة المرأة وقناعتها".
والرأي ذاته لا يختلف عند نور وهي مهندسة تُحضّر رسالة الماجستير في إحدى الجامعات الألمانية، فلديها مخاوف من تأثير هذه التجمّعات على واقع اللاجئين، خصوصاً في ظل استغلال بعض المتطرفين لأيّ مشكلة يتسبب بها أحد اللاجئين، تضيف: "إنّ الجدل الدائر حول مسألة النقاب في وسائل الإعلام بات يؤثّر على المنقبات وغير المنقبات، وصرنا نشعر كما لو أننا متهمون".
الانعزال يُضعف قدرة اللاجئين على الاندماج
ازدادت في الآونة الأخيرة حدّة النقاشات حول إمكانية اندماج اللاجئين داخل ألمانيا، كما أُثيرت مخاوف من أن يؤدّي تجمّع اللاجئين داخل أحياء خاصّة بهم إلى تشكّل مجتمعات موازية قد تؤثّر سلباً على علاقاتهم مع الآخرين.
يقصد حي باد غودسبيرغ أيضا سياح عرب مثلا للعلاج أو للتسوق
بعض اللاجئين يرى في صدور قرارات جديدة فيما يخصّ اللاجئين سببه مثل هذه التجمّعات، حيث يقول أحمد المصري وهو لاجئ سوري: "أتيت من ولاية أخرى وأرغب بالانتقال إلى ولاية شمال الراين ويستفاليا وبعد إنهاء تسجيلي في مكتب العمل ومدرسة اللغة، أخبرني الموظف في مكتب الأجانب بقرار إعادتي إلى الولاية التي أتيت منها". يهدف القرار – برأيه - إلى منع تجمّع اللاجئين في مدن وأحياء خاصّة بهم.
يعيش في باد غودسبيرغ كثيرٌ من اللاجئين العرب، وافتتحوا مدارس ومطاعم ومساجد خاصّة بهم. الأمر الذي بات يثير استغراب بعض الألمان خشية فقدان الحي هويّته الألمانية. وقد عبّرت عن ذلك السيدة بياتا وهي ألمانيّة مُقيمة داخل الحي: "لا أظنّ أنّه من الجيّد أن ينعزل المهاجرون داخل تلك الأحياء، فهم سيكونون بعيدين عن اللغة، والعادات، والقوانين الألمانية؛ وسيكونون غرباء داخل ألمانيا".
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
لكن هناك من ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، إذ يرى أنّ اللاجئ يمكنه الاندماج في إطار حفاظه على هويّته واحترامه قوانين البلد، وهو ما ذكرته كارولين صاحبة إحدى المحلات بقولها: "العرب كغيرهم من الشعوب يوجد فيهم الجيّد والسيّئ، فالأمر نسبي. لكن في المجمل هم قادرون على الاندماج إذا ما رغبوا في ذلك".
من جانبه يؤكّد سليمان الشمّري القادم من الكويت لغرض العلاج على ذلك، حيث قال: "الجالية العربية تستطيع الاندماج مع الحفاظ على هويّتها وتقاليدها، والمهم أن يبقى الجانب الإنساني ناظماً لعلاقاتها مع المجتمعات الأخرى".
قد يكون من الطبيعي أن ينجذب المهاجرون الجُدد إلى أبناء جلدتهم، ويحاولون العيش إلى جانبهم، حيث يرى بعضهم أنّ وجودهم مجتمعين يُعزز من اندماجهم دون التخلّي عن هويّتهم. إلا أنّ آراء أخرى رأت أنّه يؤثّر سلباً عليهم، ويجعلهم غرباء يعيشون داخل جزر منفصلة عن محيطهم.