Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live

أوربا: (الدونر) الذي يعتاش عليه عشرات الألاف من العائلات المهاجرة يفوز..ليس هناك حظر رسمي

$
0
0
فشل نواب البرلمان الأوربي في حظر مادة الفوسفات المضافة إلى لحم الشاورما (الدونر) التي تستخدم للحفاظ على قوامه ومذاقه، إذ اقترحت المفوضية الأوروبية السماح بإضافة الفوسفات إلى لحم الشاروما التركية. وفي الآونة الأخيرة تحرك نواب اشتراكيون وآخرون من أحزاب الخضر لمنع تمرير اقتراح المفوضية الأوروبية، وقالوا إنّ الفوسفات المضاف قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب ويضر العظام، حيث حظي الاقتراح بتأييد 373 صوتا مقابل رفض 272 صوتا، وعرقلة اقتراح المفوضية يستدعي تأييد أغلبية مطلقة بالبرلمان الأوروبي أي 376 صوتا. فيما قال حزب الشعب الأوروبي المنتمي ليمين الوسط، وهو التكتل الأكبر في البرلمان، إنّ حظر إضافة الفوسفات قد يؤدي لفقدان 200 ألف شخص وظائفهم في أنحاء أوروبا أكثر من نصفهم في ألمانيا، وأضاف أنه لا يشكل خطرا على الصحة. هذا وتعتزم الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إعادة تقييم مسألة إضافة الفوسفات للطعام بحلول نهاية عام 2018.

ديمستورا يناشد بوتين إقناع النظام بالتفاوض الجدي لتحقيق السلام

$
0
0
دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي مستورا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإقناع النظام السوري الموافقة على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة "لكسب السلام" بالتعاون مع الأمم المتحدة. إذ أكد دي مستورا أنه "لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت (&8230;) لابد من العمل مباشرة على إطلاق عملية سياسية تضم الجميع ليكون هناك دستور جديدو انتخابات جديدة"، محذراً أنه "في حال لم يتم الوصول إلى السلام سريعاً، سنصل إلى تفتيت سورية". كما أردف أن الانتصار العسكري الذي تحدث بوتين تحقيقه في سورية، والذي أعقبه بدء انسحاب قواته منها "ليس كافياً كما ثبت من الفوضى التي أعقبت سقوط نظام رئيس ليبيا السابق معمر القذافي". من جانبه قال عضو هيئة التفاوض السورية هادي البحرة، إن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن حل مشاكل "تعنت وعدم جدية وفد النظام، ويجب أن تكون حريصة على المفاوضات لكي تكون ذات قيمة ومعنى ومصداقية". وأعلنت الأمم المتحدة في 28 تشرين الثاني، انطلاق مفاوضات جنيف 8 رسمياً بلقاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة مع وفد هيئة التفاوض

أمريكا تعتقل الطيار الأردني الذي أعلن أن القدس عاصمة لفلسطين في الهواء!

$
0
0
اعتقلت السلطات الأمريكية، الطيار الأردني يوسف الهملان، فور وصول رحلته مطارَ جون كندي الأمريكي. وقام عناصر أمن مطار جون كندي في ولاية نيويورك الأمريكية، باحتجاز الطيار الأردنيّ يوسف الهملان، فور وصول رحلته إلى هدفها في المطار المذكور، على متن طائرة تابعة للملكة الأردنية. وكان الطيار الهلان بعدما أقلع من عمان، أعلن لجمهور رحلته عن خطة سير الرحلة، و يوسف الهملان كان يمرّ من فوق القدس الشريف قال "نحن الآن في سماء القدس عاصمة فلسطين". وكانت وسائل التواصل الاجتماعيّ الأردنية تناقلت أمس الأربعاء مقطع فيديو، لصوت الطيار الأردني وهو يتحدث إلى الركاب ويخبرهم ببرنامج الرحلة، معلنًا القدس عاصمة لدولة فلسطين. حادثة مشابهة يجدر بالذكر أنه في العام 2015 حصلت قصة مشابهة لهذه، فقد أثارت جملة أطلقها طيار إسبانيّ غضبَ مسافرين إسرائيليين كانوا على متن الطائرة التابعة لشركة "إفيرا" الإسبانية، خلال رحلة جوية إلى تل أبيب. حيث قال الطيار الإسبانيّ "المسافرين الأعزاء، هناك لحظات ونهبط في فلسطين".

القنصلية السورية في إسطنبول تفرض إجراءات أمنية جديدة لمعاملات الجوازات

$
0
0
فرضت القنصلية السورية في إسطنبول حصول الراغبين بتجديد جوازاتهم المنتهية على موافقة أمنية قبل إتمام العملية. ووفق ما قالت مصادر متطابقة، فإن الأيام القليلة الماضية، شهدت تغييرًا في سياسة التجديد، من خلال الانتظار لفترة يدرس فيها الوضع الأمني للراغب بتجديد جوازه. ويتوافد الآلاف من السوريين المقيمين في تركيا، من كافة الولايات إلى القنصلية في اسطنبول، للحصول على وثيقة جواز السفر، وتسيير معاملاتهم الأخرى. وكانت القنصلية ألغت، في نيسان 2015، شرط الموافقة الأمنية، قبل تمديد جوازات السفر السورية ومنذ ذلك الوقت تمنحها لمدة عامين لكافة المقدمين. ووفق سوريين توجهوا أمس إلى القنصلية، بعد حجز مواعيدهم، فإنها تمنحهم فترة قرابة 20 يومًا لمراجعتها في حال رغبوا بتجديد جوازاتهم. وعزا موظفو القنصلية السبب إلى الحصول على موافقة أمنية من دمشق، قبل استصدار الجواز. كما أعيد فرض وجود دفتر خدمة العلم على الراغبين بتجديد جوازاتهم، وقال مواطن (رفض كشف اسمه) إن القنصلية رفضت استكمال أوراقه دون الدفتر الذي لا يملكه بحكم أنه خرج بعمر 17 عامًا من سوريا، رغم إفادته بذلك لموظفيها. وحتى تشرين الثاني الماضي استطاع سوريون تجديد جوازات سفرهم، دون موافقة أمنية. وتطالب القنصلية مقدمي المعاملات بثلاث نسخ مصورة عن الهوية الشخصية، ثلاث نسخ عن الصفحات الأربع الأولى من الجواز، إضافة إلى الصور الشخصية وملء استمارات جاهزة لديها. ويدفع الراغب بالحصول على جواز مستعجل 825 دولارًا أمريكيًا، ويستطيع من يرغب بتجديد جوازه دفع 325 دولارًا، ويحصل عليه بعد ثلاثة أشهر من تاريخ تقديمه الطلب. وكانت القنصلية أعادت العمل بنظام حجز المواعيد إلكترونيًا، مطلع العام الحالي، بعد إلغائه لثلاثة أشهر. ويحجز السوريون مواعيد تجديد الجواز أو منحه، من خلال سماسرة ومكاتب، بعد دفع مبالغ أقلها 250 دولارًا. إلا أن القنصلية عممت الشهر الماضي بيانًا، قالت فيه إنها ترفض أي استمارة دور مزورة، مؤكدة أنه “لا وسيط بينها وبين مكاتب السمسرة، وتعقيب المعاملات القنصلية، أو أفراد وجهات أخرى”.

افتتاح معبر جوسية بين لبنان وسورية أمام المسافرين يوم الخميس 14-12-2017

$
0
0
أعلن مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، أنّ العبور من لبنان إلى سورية وبالعكس عبر معبر جوسية في محافظتي الهرمل اللبنانية وحمص السورية سيبدأ يوم غد الخميس. وتحدث إبراهيم خلال جولة قام بها إلى محافظة الهرمل، قائلاً :"وصلتنا عريضة لفتح معبر جديد وكلفت الضابط لدرس الموضوع وعند الوصول إلى نتائج سننقل الجواب من أجل التنفيذ، كما أنّ الهدف كان فتح المعبر وإعادة التواصل بين بعلبك الهرمل وحمص وتم قبول الطلب لجعل المعبر فئة أولى وهذا عائد للمديرية العامة للجمارك". وحول التنسيق الأمني مع النظام السوري، قال إبراهيم :" لبنان جنى الكثير من الفوائد من هذا التنسيق وكان لهذا التنسيق فوائد إيجابية بدءاً من معتقلي أعزاز (الذين أسرتهم الجماعات المسلحة في سورية) وصولاً إلى آخر مهمة الإفراج عن أسرى حزب الله في سوريا". يذكر أنّ المعبر كان قد أغلق في عام 2012، بعد سيطرة قوات المعارضة السورية على بلدة جوسية في ريف حمص الجنوبي، وفي شهر تموز/يوليو الماضي من هذا العام أعاد رئيس حكومة النظام عماد خميس افتتاح أمانة جوسية الجمركية من الجانب السوري للمعبر.

منشق عن خلية الأزمة يكشف: الروس أنقذوا الشرع من إقامته الجبرية وحذروا الأسد

$
0
0
كثُر الحديث مؤخراً عن عودة محتملة للنائب السابق لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد، فاروق الشرع، وظهوره كأحد الأطراف الرئيسية في المرحلة المقبلة من المشهد السياسي في سوريا، بعد سنوات من الحديث عن وضعه في إقامة جبرية من قبل النظام. وظلت المعلومات عن وضع الشرع شحيحة، في ظل فرض النظام تكتيماً إعلامياً عنه، لكن عبد المجيد بركات، الباحث والأكاديمي، والمدير السابق لمكتب البيانات والمعلومات في خلية إدارة الأزمة التابعة للنظام والذي انشق عنها في العام 2011، أكد في تصريحات خاصة لـ"السورية نت" وضع الشرع تحت إقامة جبرية لسنوات، وقال إنها انتهت بتدخل روسي أنقذه منها. وأشار بركات الذي كان قد سرب في العام 2012 وثائق ضخمة من داخل دوائر النظام الأمنية، أن النظام في العام 2011 غضِبَ من الشرع، بعدما قدم مشروعاً للمصالحة في درعا، وكان  يتضمن المشروع أن يذهب الأسد إلى هناك، ويلتقي مع عدد من الأسر، ويقدم لهم تعويضات، ويحاسب عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا سابقاً، والذي كان سبباً في اشتعال الاحتجاجات بعدما أصدر أمراً باعتقال أطفال هناك. وأضاف أن النظام وضع بعد ذلك الشرع في إقامة جبرية بمنطقة في يعفور بريف دمشق، وخصص له عدداً من عناصر "الحرس الجمهوري" لمراقبته، حيث مُنع من التحرك أو لقاء أي وسيلة إعلامية، وأكد بركات أنه آخر مرة رأى فيها الشرع، كان في الشهر التاسع من العام 2011 (قبل أن ينشق عبد المجيد)، وكان الشرع حينها في قيادة إدارة خلية الأزمة للقاء عدد من الشخصيات بينهم آصف شوكت، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع، وقُتل في العام 2012 في تفجير استهدف شخصيات من إدارة خلية الأزمة. عبد المجيد بركات الباحث والأكاديمي، والمدير السابق لمكتب البيانات والمعلومات في خلية إدارة الأزمة  - صورة من الانترنت بركات كشف أيضاً، أنه في ذلك الوقت، أراد مسؤول أوروبي لقاء الشرع لكن النظام منعه من ذلك، وأكد أن الشرع ظل تحت إقامته الجبرية إلى أن تدخل الروس العام الماضي 2016 وطلبوا من الأسد أن يرفع يديه عنه. وروى عبد المجيد تفاصيل عن ذلك التدخل الروسي، فقال إن الروس أخبروا الأسد بأن هذا الرجل "خط أحمر"، مضيفاً: "قالوا له أنت المسؤول عن أمن فاروق الشرع، ويُمنع على أي أحد أن يفرض عليه قيوداً على تحركاته، ولو حدث له شيئاً أو تعرضت حياته لأي خطر فالمسؤولية تقع عليك". وأكد بركات أنه منذ نحو عام أصبح الشرع يحظى بشيء من حرية التنقل والحركة، وأشار إلى أنه التقى مع مسؤولين روس فقط، مشيراً أن الأسد لم يستطع أن يرفض طلب الروس لمقابلة الشرع، لكنه لم يقابل مسؤولين غيرهم. ويؤكد ظهور الشرع في العام 2016 بعد غياب طويل ما ذكره عبد المجيد، حيث ظهر في صورة نشرتها صفحة "تحرير سوري" التقطت له وقيل أنه كان في مجلس عزاء، وكانت تلك الصورة هي الأولى له بعد 3 سنوات من الغياب. وفي إجابته على سؤال لـ"السورية نت" عما إذا كان لدى روسيا نية في لعب الشرع دوراً بالمرحلة الانتقالية في سوريا، قال عبد المجيد: "نعم على الأغلب"، ولم يستبعد أيضاً أن يكون الشرع من بين الحضور في المؤتمر الذي تعمل روسيا على التحضير له بمدينة "سوتشي" ويجمع ممثلين عن نظام الأسد، والمعارضة السورية، لبحث حل للملف السوري. وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية، نقلت يوم الجمعة الفائت 8 ديسمبر/ كانون الأول 2017، عن 3 مصادر قولها إن "الشرع سيكون حاضراً في مؤتمر سوتشي المقبل الذي يتوقع أن يُعقد في فبراير/ شباط 2018". وأضافت الوكالة أن "ثلاثة مصادر مستقلة إثنين منها مقربين من منظمي المؤتمر، قالوا إن الشرع سيفتتح مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وأنه ربما يؤدي إلى ذلك إلى ترأسه للاجتماع". وفي ذات السياق، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر أمريكية رفيعة المستوى تأكيدها، أن المسؤولين الروس أبلغوا نظرائهم الأمريكيين، أن موسكو وطهران والأسد، يوافقون على تولي فاروق الشرع إدارة "المرحلة الانتقالية"، في سوريا. وقال المسؤولون الروس وفق ما أوردته الصحيفة أن الشرع يلقى قبولاً لدى نظام الأسد ومعارضيه، خصوصاً أنه "شخصية مدنية، ولم يتورط في أي من الأعمال القتالية المندلعة في البلاد منذ عام 2011&8243;، حسب قولهم. ويشار إلى أن المؤتمر الذي يُحتمل أن يشارك فيه الشرع في روسيا، يتوقع أن يُعقد في فبراير/ شباط 2018، بحسب وسائل إعلام روسية، إلا أنه لا تأكيد رسمي على موعد انعقاد المؤتمر، الذي قال عبد المجيد لـ"السورية نت" إنه قد لا ينعقد تحت مسمى "مؤتمر الشعوب السورية"، كما كانت تريد روسيا. المصدر: السورية نت

مكالمات مجهولة مصدرها سوريا ترعب ملايين الروس!!

$
0
0
كشف مسؤول أمني روسي بارز، أن معظم الاتصالات المجهولة للتحذير من وجود قنابل وهمية التي انهمرت مؤخراً على عدة مدن في أنحاء روسيا كانت قادمة من سوريا. وقال مساعد وزير الداخلية إيغور زوبوف يوم أول أمس الثلاثاء في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية إن معظم المكالمات المجهولة كانت من مناطق تحت سيطرة ما سماهم “الإرهابيين” في سوريا. وأضاف زوبوف أن التهديدات المزيفة بوجود قنابل جاءت أيضا من تركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وكندا، كما جاءت قلة منها من دولتي كازاخستان وأوزبكستان اللتين كانتا ضمن الاتحاد السوفيتي سابقا. وتشن روسيا حملة عسكرية في سوريا منذ سبتمبر/أيلول 2015، لتسمح لنظام بشار الأسد باستعادة السيطرة على عدة أنحاء من البلاد. ويقول مسؤولون روس إن مجموعة من المكالمات بتهديدات مفبركة استهدفت 3500 مبنى في 190 مدينة روسية وأدت إلى إجلاء ما يقرب من 2.5 مليون شخص منذ سبتمبر/أيلول.

هذه مصادر تسليح «داعش»

$
0
0
كشف تقرير صدر مؤخرا أن أغلب الأسلحة التي استخدمها تنظيم داعش المتطرف منذ العام 2014 قادمة من الصين وروسيا وأوروبا الشرقية. وعمل فريق بلجيكي لأبحاث تسليح النزاعات، على الأرض عبر خطوط مواجهة «داعش» في كل من سوريا والعراق في الفترة بين يوليو (تموز) 2014 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2017. وتم تحليل ما يربو على 40 ألف قطعة تم استردادها من التنظيم المتطرف، حسبما أورد موقع شبكة «سي إن إن» في تقرير اليوم (الخميس). وتحرك الباحثون بصحبة قوات محلية منخرطة في قتال «داعش»، وهي بشكل رئيسي قوات حكومية في العراق وقوات كردية في شمال سوريا، ودرسوا كل ما تم الاستيلاء عليه أو خلفه «داعش» وراءه في المناطق المحررة. وعثر الباحثون على أسلحة وذخائر ومكونات كيميائية اشتراها التنظيم المتطرف لتصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في المعارك، مضيفين أن ذخائر كان يتم نقلها إلى جماعات متناحرة في أجواء من الفوضى والعنف وجدت طريقها إلى «داعش». وبينما توصل التقرير إلى أن 90 في المائة من الأسلحة والذخائر جاءت من الصين وروسيا وأوروبا الشرقية، فإن بعض الأسلحة التي حصلت عليها المعارضة السورية تحولت إلى أيدي مقاتلي «داعش» خلال المعارك. وخلُص الباحثون إلى أن «الإمدادات الدولية بالأسلحة إلى فصائل مختلفة في النزاع السوري أدت بشكل كبير إلى زيادة كم ونوعية الأسلحة المتاحة لداعش، وبفارق كبير عما كان يستولي عليه التنظيم خلال المعارك». وكشف التقرير أيضا أن إحدى الإشكاليات تمثلت في أن «داعش كان قادرا على تصنيع سلاحه وعبواته الناسفة بفضل سلسلة إمدادات قوية» بدأت في عام 2014. وفق داميين سبليترز قائد فريق الباحثين. وفي الوقت الذي خسر فيه التنظيم المتطرف معقليه في سوريا والعراق، الرقة والموصل، وأغلب الأراضي التي سيطر عليها في البلدين، فإنه لا يزال يحتفظ بأسلحة ثقيلة، مثل الأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى، هذا علاوة على المتفجرات المعقدة والتي لا تزال تمثل خطرا على الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة «داعش». أخيرا، كشف الباحثون أن الأسلحة والذخائر التي اشتراها داعش تم تصنيعها خلال العقد الأخير ووصلت إلى المنطقة منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. المصدر: الشرق الأوسط

«جنيف 8» يختتم اليوم بمناقشة الانتقال السياسي في سوريا

$
0
0
تختتم اليوم اجتماعات مباحثات «جنيف 8» السورية، بمناقشة السلة الأولى، وهي الحوكمة بالتفصيل، أو عملية الانتقال السياسي، وستقدم أفكار من قبل فريقي المعارضة وفريق الأمم المتحدة. وقالت المعارضة السورية، عن اجتماع الأمس، إنها ناقشت مع المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا وفريقه، سلة الانتخابات، في حين أبدت ملاحظاتها على سلة الدستور. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي في المقر الأممي بجنيف، في ختام لقاء وفد المعارضة مع دي ميستورا وفريقه. ونقلت وكالة «أناضول» عن العريضي، قوله في مؤتمره الصحافي: «الجلسة اليوم كانت متابعة لجلسة الأمس، وكانت غنية وأعمق». وأضاف: «أمس تم تناول سلة الإجراءات الدستورية، واليوم تم مناقشة الإجراءات الانتخابية بعمق، وعرض جداول، ومحطات، ونقاش كان غنيا جدا»، دون تحديدها بالضبط. وتابع: «في بداية الجلسة تم تقديم ملاحظات عن جلسة أمس من قبل رئيس الوفد نصر الحريري، وحول العرض الذي قدم من الأمم المتحدة (على سلة الدستور)». العريضي أوضح أن المعارضة «لها على عرض الأمم المتحدة تحفظات، ولها رؤيتها تجاه هذه المسألة الدستورية، والمسألة الانتخابية قدمت بشكل تفصيلي، وجرى البحث في البيئة الآمنة والمحايدة، لإنجاز هذه الأمور». ولفت إلى أنه «عند نقاش هذه القضايا، فهي ضمن عملية الانتقال السياسي، وأعمدة أساسية في العملية الانتقالية السياسية». وعن نقاشات اجتماع اليوم، وهو اليوم الختامي للاجتماعات، لفت إلى أنه «ستكون مناقشة السلة الأولى، وهي الحوكمة، أو عملية الانتقال السياسي، وبتفصيلات، وستقدم أفكار من قبل الفريقين، (فريق المعارضة، وفريق الأمم المتحدة)». وبحسب أجندة اجتماعات جنيف، والتي أقرت في الجولات السابقة، سيتم نقاش أربع سلال هي الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، وهي تنسجم مع القرار الأممي 2254. وانطلقت الجولة الأولى من «جنيف 8» في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي. وأمس أعلن أحمد رمضان، أحد متحدثي وفد المعارضة السورية بمؤتمر «جنيف 8»، أن وفد النظام السوري رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وأنه وضع شروطا مسبقة للمفاوضات. في سياق «جنيف» أيضاً، عبّر رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري عن خيبة أمله لعجز المجتمع الدولي عن إنقاذ المدنيين في سوريا وعلى الأخص في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي تتعرض لحصار خانق ويوجد فيها مئات الجرحى والمصابين الذين يحتاجون للإخلاء، حسب التقرير الأخير لمنظمة الصحية العالمية. وفي حدث جاء على هامش المفاوضات في جنيف، أمس، وبحضور عدد كبير من السفراء والدبلوماسيون، خاطب الحريري المجتمع الدولي قائلاً: «أي خيبة أمل وأي صدمة وأي فاجعة»، متسائلاً هل المجتمع الدولي عاجز وغير قادر على إيصال الخبز والحليب للغوطة؟». وتابع قائلاً: «أتمنى من السفراء أن يرسلوا رسالة تختلف عن كل الرسائل الرسمية»، مضيفاً: «آن للمجتمع الدولي اليوم أن يسعف الشعب السوري، لا يجوز أن نترك ملايين السوريين رهينة للنظام ومن يدعم النظام لكي يجرب فيه الأسلحة». من ناحية أخرى، اجتمع ممثلون من الوفد التفاوضي في جنيف مع مجلس محافظة حلب الحرة، وقدم الحضور من مجلس المحافظة شرحا عن الوضع الإنساني والإغاثي والميداني في حلب ومجموعة من الأسئلة السياسية حول العملية التفاوضية وجنيف وسوتشي. حضر الاجتماع فراس الخالدي من منصة القاهرة ومحمد صايغ من هيئة التنسيق وأحمد جباوي عن فصائل الجيش الحر وأحمد رمضان عضو الائتلاف الوطني السوري. المصدر: الشرق الأوسط

المواجهات العشائرية المسلحة تؤرق البصرة…والسلطات عاجزة

$
0
0
عادت المواجهات العشائرية المسلحة إلى محافظة البصرة العراقية، في حين يؤكد أمنيون وعسكريون أن القوات العراقية عاجزة عن الحد من تلك النزاعات العشائرية، التي تتكرر لأسباب مختلفة. وأمس الأربعاء، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشيرتين شمال البصرة، واستمرت حتى صباح اليوم، وأفاد مصدر أمني محلي بأن إطلاق نار كثيف بالأسلحة المتوسطة والخفيفة اندلع بين عشيرتي "الكرامشة" و"الصبيح" في منطقة الكرمة، موضحا أن المواجهات أسفرت عن سقوط ضحايا لم يعرف عددهم، بسبب عجز أي جهة عن اقتحام المنطقة بسبب رفض الطرفين التوقف عن إطلاق النار. وأشار المصدر إلى أن القوات العراقية حضرت إلى المنطقة، لكنها وقفت قريباً من مكان المواجهات دون تدخل، مرجحاً أن تندلع الاشتباكات في مناطق أخرى، نتيجة وجود امتدادات للعشيرتين في مناطق البصرة. وفي السياق، أكد المقدم في شرطة البصرة، إحسان علي، أن الخلافات العشائرية بدأت تقلق أمن المحافظة بعد فشل جميع محاولات الحد من هذه النزاعات، لافتاً إلى وجود سلاح ثقيل ومتوسط وخفيف لدى العشائر المتصارعة في البصرة، وأن عدد قوات الأمن غير كاف لاحتواء الموقف. كما أوضح أن الحل الأنسب يتمثل في الاستعانة بقوات طوارئ من بغداد، تتعامل مع جميع الأطراف في البصرة بحيادية، لأن عناصر الأمن في المحافظة ينتمون للعشائر المتصارعة، وكثير من عناصر الجيش والشرطة يتخلون عن واجباتهم الأمنية وينخرطون في الصراع لصالح عشائرهم حين تندلع النزاعات. وأضاف "سبق للحكومة المحلية في البصرة أن طلبت قوات إضافية، لكن طلبها لم يلق موافقة، والسلاح الذي تمتلكه العشائر يكفيها لإدارة حرب طويلة قد تمتد لسنوات، ولا يمكن السيطرة عليه إلا بنزعه وفقا للقانون". وكانت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي، قد نقلت مشاهد حية لتبادل إطلاق النار، وناشدت الجهات المختصة إنهاء معاناة سكان البصرة، مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بوضع حد لمن يقومون بنشر الخوف والرعب، كما دعت الحكومة الاتحادية إلى إرسال قوات مكافحة الإرهاب لإنهاء المظاهر المسلحة. بغداد ــ براء الشمري

أوروبا خسرت 44 مليار دولار جراء الحظر الأميركي على روسيا

$
0
0
قال تقرير ألماني صدر، اليوم الخميس، إن الدول الأوروبية خسرت 44 مليار دولار من الحظر الأميركي على روسيا، وإن ألمانيا من أكبر الدول المتضررة من سياسات الحظر التي تفرضها واشنطن على روسيا. وذكر خبراء اقتصاديون، اليوم الخميس، أن أكثر الدول التي تضررت جراء العقوبات المفروضة على روسيا هي ألمانيا. ونسبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، لاقتصاديين في معهد الاقتصاد العالمي في مدينة كيل بألمانيا قولهم، إن ألمانيا تكبدت خسائر تجارية بنسبة 40% من إجمالي خسائر الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات التي فرضتها على روسيا. وكان وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرئيل، قد دعا إلى مراجعة السياسات الأوروبية والألمانية في علاقتها مع الولايات المتحدة، وضرورة الدفاع عن مصالحها الخاصة بثقة أكبر، لا سيما وأن الانقياد الأعمى لواشنطن يضر بالمصالح الاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي. ووفقاً للمعهد، انخفضت صادرات المملكة المتحدة إلى روسيا بنسبة 7.9%، وصادرات فرنسا بنسبة 4.1%، بينما خسرت الولايات المتحدة 0.6% فقط من إيرادات الصادرات إلى روسيا. أما الصادرات الشهرية الألمانية إلى روسيا فتراجعت بالمتوسط ​​بنحو 727 مليون يورو. وأضاف المعهد أنه في العام 2015 فقط، بلغت خسارة البلدان الغربية من القيود التجارية المفروضة على روسيا نحو 44 مليار دولار، منها 90% خسائر دول الاتحاد الأوروبي.

توقيع بروتوكول روسي مصري تمهيداً لعودة الرحلات الجوية

$
0
0
يوقع وزير النقل الروسي، ماكسيم سوكولوف، اتفاقاً بروتوكولياً، غداً الجمعة، مع وزير الطيران المصري، شريف فتحي، خاصا بسلامة وأمن الطيران، في إطار مساعي استئناف الحركة الجوية بين البلدين، المتوقع منذ 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إثر إسقاط طائرة روسية وسط سيناء في عملية إرهابية، ومصرع 224 شخصاً كانوا على متنها. كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، الإثنين الماضي، أن الأجهزة الأمنية الروسية أبلغته بأن الجانب الروسي مستعد لفتح الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، شريطة توقيع اتفاقية حكومية مشتركة، إيذاناً بعودة حركة الطيران الروسي إلى مصر "في القريب العاجل". ويأتي توقيع البروتوكول بعد أيام قليلة من توقيع عقود إنشاء محطة "الضبعة" النووية، التي تقدم بموجبها روسيا قرضاً إلى مصر بقيمة 21 مليار دولار، بأجل يصل إلى 13 عاماً، بفائدة سنوية 3%، إضافة إلى غرامة 150% على تأخير الأقساط المستحقة بفائدة 3%، مع بدء حساب الفوائد من تاريخ توقيع العقود. وتوالت الوفود الأمنية إلى مطاري القاهرة، وشرم الشيخ، خلال الأشهر الماضية، لتفقد الإجراءات الأمنية قبيل اتخاذ قرار عودة السياح الروس، الذين بلغت نسبتهم نحو 35% من إجمالي الحركة الوافدة إلى مصر في العام 2014، بواقع 3.16 ملايين سائح، ويشكلون مع السياح البريطانيين نحو 60% من السائحين القادمين جواً إلى شرم الشيخ.

حمزة رستناوي: الطائفيّة في منظور المنطق الحيوي

$
0
0
إنّ أهمّية هذا النوع من المقاربات في كونها تقدّم اساسا نظريّا وعَتادا يُمكّن القارئ النشيط او الباحث من تطبيقه على أي مفهوم آخر.. وآمل أن أنجح في تقديم ما قد يساعد على تفهّم المُشكل الطائفي والتقليل ما أمكن من خطره ...ستكون هذه المُقاربة من منظور ثقافي معرفي يبتعد عن تفاصيل الشأن السياسي الراهن من غير أن يهملها . سأعتمد في هذه المقاربة مرجعيّة المنطق الحيوي, ولكون أي مرجعيّة معرفية ليست مطلقة , بل هي نسبية و قيمتها تنبع من المردود النظري والعلمي لاستخدامها , لذلك بمقدار ما تكون هذه الورقة بحث في المُشكل الطائفي هي أيضا مُناسَبة لتقييم كفاءة نظرية المنطق الحيوي. موضوع المنطق الحيوي واسع ، والموضوع الطائفي متشعّب، وبالتالي وسوف نقتصر على تطبيق أحد مفاهيم نظرية المنطق الحيوي، ولا تمثّل هذه الورقة غير منظور وفهم كاتب السطور لنظرية المنطق الحيوي. (2) الحيويّة هي فهم الوجود الكوني والاجتماعي كطريقة تشكّل ديناميكية , وليس كوجود جوهراني ثابت ، بغض النظر عن تسمية هذا الجوهر الثابت : روح – مادة- مطلق- جنس- أخلاق – آلهة- جوهر قومي – طائفي- ديني – أو حتى شخصي.. الخ فالحيوية هي نقيض المفهوم الكلاسيكي عن الجوهر الثابت , وهي تنفي وجود جوهر ثابت سحري مفارق للكون أو المجتمع , وهي نقيض مفهوم الثنائيات كالخير والشر – الجمال والقبح- الحقيقة والوهم – المُقدَس والمدنَس...الخ. الحيوية نقيض الموت والقصور والجمود [ المنطق الحيوي : عقل العقل – ص 57]. يقول المنطق الحيوي بقوننة حيويّة واحدة تعمّ الكون بجميع تشكيلاته ، وتشمل " المجتمع والفرد والفكر والسياسة ضمناً " ويمكن اختصار هذه القوننة في المبادئ الخمسة للقانون الحيوي. مبادئ القانون الحيوي: . 1- الكائن ليس جوهر بل هو شكل أي طريقة تشكّل لأبعاد الكائن.   . 2- الكائن حركي وليس ثابت   . 3- الكائن احتوائي متعدد ومتفاعل الأبعاد   . 4- الكائن احتمالي وليس حتمي   5- الكائن نسبي وليس مطلق.[ المنطق الحيوي : عقل العقل ، الصفحات من 67 إلى 78] . (3) حول مصطلح الطائفة والطائفيّة : يميز بعض الباحثين بين الطائفة باعتبارها شكل اجتماعي عقائدي ، وبين الطائفيّة باعتبارها شكل اجتماعي سياسي، الطائفة مقبولة وحالة طبيعية ، بينما الطائفيّة مرفوضة وحالة مرضيّة. في الحقيقة هذا التميز ما بين الطائفة والطائفيّة مفيد وجيد ولكنه غير وافي من جهة:   .أوّلا- عندما تتشكّل الطائفة عقائديا استنادا إلى منطق الجوهر العنصري أو الفرقة الناجية، فلن يكون بوسعها أو بوسع المُنتمين لها الابتعاد عن السياسة أو ممارسة دور ايجابي في الشأن العام.   .ثانيا- لا يمكن الفصل التام بين العقائدي والسياسي ، رغم أنّ العلمانية مفيدة ومطلوبة تحديدا من هذه الجهة، ولكن حتّى في الدول المتقدمة ديمقراطيا يمارس رجال الدين أو الاعتقادات الدينية تأثيرا متفاوتا على العملية السياسية واتجاهات الرأي العام. . يقترح المنطق الحيوي اصلاح " الفئوية العقائدية " أو على الأقل استخدام مصطلح ( الشكل الطائفي ) كبديل عن مصطلحي الطائفة والطائفية لسببين: . أولا- من جهة أنّ العقائد – الدينية واللا- دينية- توجد وتتظاهر لزوما بأشكال فئوية ، فلا يوجد عقيدة واحدة لكل الناس ، فالبعد العقائدي للكينونة الاجتماعية هو فئوي بالضرورة ، وهذه حالة طبيعية قانونية في المجتمع يجب احترامها، مثلا يوجد فئوية عقائدية اسلامية وفئوية عقائدية مسيحية و فئوية عقائدية بوذية وفئوية عقائدية الحادية وفئوية عقائدية قومية ( أيديولوجيا )..الخ وضمن كل فئوية عقائدية من السابق يوجد فئويات عقائدية فرعية وهكذا ، فضمن الفئوية العقائدية الاسلامية يوجد فئوية عقائدية سنّية وفئوية عقائدية شيعية، وضمن الشيعية مثلا يوجد فئويات عقائدية جعفرية – اسماعيلية – علوية – درزية – زيدية و حديثا فئويّة ولاية الفقيه ..الخ   . ثانيا- إنّ مصطلح " الفئوية العقائدية " قد يكون أكثر حياديّة ويفيد في ازالة الحساسية السلبية لمصطلحي الطائفة والطائفيّة كما درجت في القاموس السياسي العربي المعاصر.   (4) المبدأ الأوّل – الكائن ليس جوهر بل هو شكل ، أي طريقة تشكّل لأبعاد الكائن. الشكل الطائفي السُنّي مثلا هو صيغة مُحدّدة للشكل الطائفي، ولا يوجد جوهر سنّي ثابت سواء أكان شريفا أو وضيعا ، وطنيّا أو خائنا ، متطوّرا أو متخلّفا ..الخ فالجوهر مقولة منافية للبرهان. الطوائف الدينية تتماثل في كونها أشكالا اجتماعية عقائدية سياسية ولكنّها تختلف في طرائق تشكّلها, ولا وجود لطائفتين مُتطابقتين . الطائفة السنّية في سوريا ولبنان والسعودية و ايران والبحرين وماليزيا مثلا تتماثل جميعا في كونها أشكالا طائفية , ولكنها تختلف في سياقاتها وشروطها وظهورها ومساراتها ومآلاها .لا يوجد نمط أو نموذج واحد للطائفة السنّية عبر التاريخ. . (5) المبدأ الثاني – الكائن شكل حركي ، فلا يوجد شكل غير متغير. الشكل الطائفي يخضع لفعل الزمن وصيرورة التاريخ . مثلا، يستحيل الحديث عن طائفة علويّة قبل الانشقاق العلوي عن الشيعية الجعفرية على يد محمد بن نصير النميري في منتصف القرن الثالث الهجري، وقد شهد الشكل الطائفي العلوي تغيّرا محسوسا ما بين الفترة العثمانية والفترة الفرنسية انتهى بتشكيل دُويلة علوية مستقلة، ومن ثمّ استطاع الآباء المؤسسون للكتلة الوطنية تجاوزها باتجاه وطني توحيدي 1936. إنّ تغير الشكل الطائفي العلوي كان مُحركا لتغير في المجتمع والدولة السورية، كذلك إنّ تغير حال المجتمع والدولة السورية كان مُحركا لتغير في الشكل الطائفي العلوي نفسه. لقد كان وصول نخب قومية عربية اشتراكية الى السلطة في سوريا سببا في انخراط الطائفة العلوية بشكل أكبر في الحياة السياسية السورية ، بالمقابل كان وصول نخبة عسكرية علويّة إلى السلطة السورية سببا في التحوّل الى دولة استبدادية ..تحكمها سلطة عائلية بعصبية اجتماعية سياسية علويّة . من المقاربات الخاطئة في هذا الشأن كذلك تجميد الطائفة العلوية في مقطع زمني أو دور ثابت. في المرحلة الأسدية ومرحلة الثورة / الحرب السورية مازال مثقفون سوريون كُثر يستخدمون و يتوقّفون عند عقيدة المَظلومية العلوية تاريخيا ،على الرغم من تغير الواقع السياسي السوري حاضرا باتجاه عقيدة التفوقّ العلوي وارتباطها بمنظومة التسلّط . . (6) المبدأ الثالث- الكائن شكل احتوائي متعدد ومتفاعل الأبعاد ، حيث لا يوجد كائن بدون أبعاد , أو كائن أحادي البعد، وأبسط أبعاد الكائن هما الزمان والمكان. مثلا، الشكل الطائفي الاسلامي – بمختلف فئوياتها الفرعية- هو شكل عقائدي خاص, يتحوّى بدره أبعاد الشكل العقائدي العام، من جهة كونه شكل معرفي أيديولوجي، قيمي أخلاقي، جمالي شعائري . الشكل الطائفي الاسلامي ليس أحادي البعد ، فهو ليس شكل عقائدي فقط وإنّ كانت العقيدة هي أبرز أبعاده. الشكل الطائفي الاسلامي متعدد الأبعاد التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. هذه كلّها أبعاد تؤثِّر وتتأثّر به. الفرد المسلم ومجتمعات المسلمين ينطبق عليهم عموما ما ينطبق على الأفراد والمجتمعات في علم الاجتماع ولا يجوز النظر إليهم أو اختزالهم في البعد العقائدي وصفة الاسلاميّة فقط. سأعرض مثالا آخر عن تطبيقات المبدأ الحيوي الثالث , حيث لا يجوز النظر إلى الثورة / الحرب السورية 2011 على أنها ثورة أو حرب دينية فقط، ولكن أيضا من الصحيح القول بأن البعد العقائدي الديني هو أحد الأبعاد الوازنة في الصراع , وهذا ما يسعى الى إنكاره - غالبا من حسن نيّة – كثير من الناشطين العلمانيين في الثورة السورية. الثورة / الحرب السورية كذلك ليستْ بثورة اقتصادية طبقية, ولا يمكن وصفها بثورة الفقراء, رغم حضور البعد الاقتصادي فيها , من هنا يبدو قصور المقاربة الماركسية الكلاسيكية للثورة السورية وتقديمها كصراع طبقي ما بين السلطة البرجوازية و بروليتاريا الشعب السوري. . (7) المبدأ الرابع – الكائن شكل احتمالي متعدد المسارات والقيم ، وإن بدا حتميَّا. ماذا لو انتصر علي بن أبي طالب وشيعته في معركة صفين على معاوية والأمويين؟! ما تبعات ذلك لاحقا! ماذا لو أنّ الشاه اسماعيل الصفوي لم يتشيّع ويفرض المذهب الشيعي في ايران بداية القرن السادس عشر! ما تبعات ذلك! ماذا لو لم يعتنق الامبراطور الروماني قسطنطين الأوّل للمسيحية في بداية القرن الرابع! الشكل الطائفي للموحدين الدروز - هو شكل احتمالي وإن بدا حتميَّا ومُقدَّرا بناء على إرادة الهية مُسبقة بالنسبة للمؤمنين. الاحتمالية هنا لا تتنافى مع الصيغة القانونية التي تضبط هذه الاحتمالية, إنما تنافى مع الحتمية الغائية الفلسفية أو العقائدية التي تفسّر حركيّة الكون والمجتمع بناء على العلّة الغائية. فنشوء الشكل الطائفي للموحدين الدروز في بداية القرن الخامس الهجري لم يكن حتميّا, بل هو احتمال مُحرّض بأسباب وعوامل متعددة منها ظهور الشكل الطائفي الاسماعيلي سابقا ، ومن ثمّ قيام الدولة الفاطمية في زمن و ظرف سياسي مُحدّد [ إرسال الحاكم بأمر الله الفاطمي للداعية حمزة بن علي ليتسلّم رئاسة الدعوة الاسماعيلية ويخمد الاضطرابات السياسية في بلاد الشام ومن ثمّ انشقاق حمزة بن علي عن الدولة الفاطمية وبداية تأسيس الفئوية العقائدية الدرزية..] الشكل الطائفي الدرزي يوجد باحتمالات متعددة ويتأثر بعوامل متغيرة .. فاختلاف الشكل الطائفي الدرزي في سوريا عن الشكل الطائفي الدرزي في لبنان أو فلسطين مثلا يعود لاختلاف النظام السياسي ما بين سوريا ولبنان واسرائيل مثلا. إنّ طريقة تعامل السلطة السورية مع المتظاهرين في المناطق الاسماعلية في مدينة سلمية أو المناطق ذات الغالبية الدرزية في السويداء أو حتى الكردية كان مختلفا و أقلّ عنفا بالمقارنة مع المناطق العربية السنّية .. لغرض تأجيج الصراع الطائفي واستثمار ورقة الاقليات وتحويل الثورة السورية إلى مجرّد حرب على ( الارهاب الاسلامي السنّي ) هذا مثال يُبرز كيف أن اختلاف سياسات السلطة الحاكمة تجاه العقائد الفئوية للشعب يؤدي إلى تغيّر في الشكل الطائفي واحتمالات التعبير السياسي فيه. (8) المبدأ الخامس- الكائن شكل نسبي وإن بدا مطلقا. كل فئوية عقائدية هي شكل نسبي, من حيث أنّهُ متعدد المنظور والخصوصيات , وهو نسبي بدلالة الجملة التي يقترن بها ويتحوّل بدلالتها . مثلا، نجد تأثيرا بيّنا للبعد العقائدي و اختلافا في منظور المؤمن السنّي عن منظور المؤمن الشيعي تجاه الثورة/ الحرب السورية ، وضمن الفئوية العقائدية الشيعية نفسها يختلف منظور المؤمن الذي كان مُحاصَرا في الفوعة عن المؤمن الذي كان يُحاصر بلدة الزبداني من مليشيات حزب الله! غالبا لا يمكن تحييد الانحيازات الثقافية بالمطلق عن أي مقاربة ، ولكن الوعي بها وتحسّسها مفيد وهام ، من جهة التواضع و تنمية مهارات التفكير النقدي. ثمّة قول مفيد للشافعي في ذلك " رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأ ، ورأيُ غيري خطأ يحتملُ الصواب". (9) ثمّة رأي شائع مفاده بأنّه لا يجوز وصف الفئوية السنّية بأنها طائفية أو بالطائفيّة لكونها الأمّة وهي الأصل الذي قامت عليه الحضارة العربية الاسلامية تاريخيا. وفي نقد ذلك أقول: . أولا- وصف أي فئوية دينية بالطائفية ( بالمعنى السلبي) يتحدّد بناء على السلوك الاجتماعي و السياسي للأفراد و الجماعات ، وهو ليس قيمة جوهرانية يمكن الصاقها أو نزعها عن أي فئوية عقائدية بشكل مسبق. . ثانيا- هل يجوز وصف حركات السلفية الجهادية السنّية حول العالم بغير الطائفية والعنصرية! .ثالثا- القضية نسبية ، ففي ايران مثلا لا تشكل الفئوية السنّية أغلبية عددية ، و يمكن وصفها بالأقلّية الدينية مثلا .. ويمكن توقّع سلوك طائفي سنّي منها ذو صلة بالسياسات الطائفية الشيعية لولاية الفقيه مثلا!. .رابعا: ضمن أي فئوية عقائدية ( دينية أو للا- دينية) يوجد قوى قصور تميل للانغلاق و يوجد قوى حيوية تميل للانفتاح ، و يمكن تحديد المنسوب الحيوي للفئوية العقائدية بالنظر إلى محصلة الصراع بين هذه القوى ..والتعبيرات الأكثر ظهورا في ظرف معيّن. (10) مراجع مفيدة للتوسع: - المنطق الحيوي: عقل العقل , رائق النقري, باريس 1987 ( أطروحة دكتوراه من جامعة باريس ) -الغريب النجس في الخطاب السياسي [ الثورة / الحرب السورية ما بين الحيوية و العنصرية ] حمزة رستناوي، دار كتابوك ، باريس ، 2017 *** المصدر: جيرون

هل تعيد أوروبا اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟

$
0
0
جدد حزب الشعب الدانماركي المطالبة بإرسال اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد هدوء دام بضعة أشهر. هذه المطالبة مبنية على التمسك بفكرة "تعكير اللاجئين الأجواء في البلاد". وقد هدد الحزب بالسعي لإقالة الحكومة في حال عدم الاستجابة. تأتي مطالبة الحزب في خضم الحديث عن هدنات في سوريا وعن اتفاقات جديدة من شأنها أن تسمح بعودة عدد كبير من السوريين إلى البلاد. تعتمد الحكومة الدانماركية على حزب الشعب لتمرير تشريعات الموازنة والضرائب على الرغم من عدم امتلاك الحزب حصة كبيرة في الائتلاف الحاكم. كما أن الحزب اليميني يسعى لفرض شروط تعجيزية بشأن الهجرة. ويأمل أن يخفض الضرائب المفروضة على الدانماركيين مقابل إلغاء السلطة تصاريح إقامة اللاجئين، في وقت "يعم السلام في بلادهم". لكن الخطوة التي يسعى الحزب إلى تحقيقها تنتهك الضمانات الدولية لحقوق الانسان وتفرض على الدولة المستضيفة حماية اللاجئين، وخاصة المعرضين للخطر لدى عودتهم إلى البلاد التي هربوا منها. قد يؤثر اقتراح حزب الشعب على أكثر من 10،000 سوري طلبوا اللجوء في الدانمارك منذ بداية عام 2015 بموجب قوانين حماية الفارين من الحرب. ويأتي التشديد المقترح على رأس السياسات الصارمة الممارسة في الدانمارك على اللاجئين الحاصلين على تصريح إقامة مؤقت، مما لا يسمح لهم بطلب لمّ شمل الأسرة إلا بعد مرور ثلاث سنوات على وجودهم في البلاد. وبحسب الحزب، من حق اللاجئين العمل والذهاب إلى المدارس أو الجامعات، ولكن لا ينبغي أن يخولهم هذا الحق الحصول على إقامة دائمة أو جنسية، لأن اندماجهم في المجتمع غير محمود. والدانمارك ليست البلد الوحيد الذي يدرس احتمال عودة اللاجئين إلى بلادهم. صحيح أن الحرب السورية لم تنتهِ بعد، ولكن عدداً كبيراً من صنّاع القرار الألمان يحاولون إلغاء حالات اللجوء وإرسال السوريين إلى ديارهم رغماً عنهم إذا لزم الأمر، بحسب موقع "Foreign Policy". قرارات دولية قد توقف الترحيل الدانمارك إذاً ليست الدولة الوحيدة التي تفكر في إعادة اللاجئين - بالقوة - إلى بلادهم عند استقرار الأوضاع الأمنية. فقد يكون تاريخ يونيو 2018 فاصلاً إذا اتفق وزراء داخلية عدة مدن ألمانية على القرار المطروح. عندئذ تقرر وزارة الداخلية الفدرالية في ألمانيا مصير اللاجئين المقيمين في أراضيها. يُذكر أن بعض اللاجئين السوريين حصلوا على حق اللجوء سنة واحدة، قد يُجدد بحسب الحاجة. ويودّ عدد من وزراء الداخلية الألمان اختصار المدة بستة أشهر للسماح بالترحيل بدءاً من يونيو المقبل. تبدو عودة اللاجئين إذاً مناسبة لبعض الأحزاب والحكومات الأوروبية، على الرغم من بقاء النظام السوري في الحكم، باعتبار أن الحرب انتهت وأن خطر "داعش" قد زال. وفي ظل الضغوط السياسية، يشير الكاتب جيمس تروب إلى أن القرار قد يفعّل من دون أخذ مصلحة اللاجئين في الاعتبار، ويسأل: ما مصير اللاجئين السياسيين؟ والجدير ذكره أن اتفاقية الأمم المتحدة، ولا سيما القرار 1951، تبيّن مسؤولية الدولة تجاه اللاجئ المقيم في أراضيها. وتحدد من هو اللاجئ ونوع الحماية القانونية، بالإضافة إلى المساعدات والحقوق الاجتماعية التي يجب أن يحصل عليها من الأطراف الوطنية الموقعة على هذه الوثيقة. وتحدد أيضاً مسؤولية اللاجئ تجاه الدولة المضيفة. وتقع على عاتق الحكومات المضيفة مسؤولية حماية اللاجئين. وتعتبر البلدان الـ139 التي وقعت على اتفاقية 1951 ملزمة بتنفيذ أحكامها. دور المفوضية "الرقابي" تحتفظ المفوضية بـ "التزام رقابي" على قضايا اللاجئين، وقد تتدخل أحياناً لضمان منح اللاجئين الصادقين اللجوء وعدم إرغامهم على العودة إلى بلدانهم "خوفاً من أن تتعرض فيها حياتهم للخطر". وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "توافق الدول فى بعض الأحيان على توفير "الحماية المؤقتة" عندما تواجه تدفقاً جماعياً مفاجئاً". للمثال عن الحماية المؤقتة ما حدث أثناء الصراع في يوغوسلافيا السابقة مطلع التسعينيات، عندما تعرضت أنظمتها الخاصة بمنح اللجوء لضغوط هائلة، وهو مثال تستخدمه المفوضية في موقعها لتبيان تدابير الحماية المؤقتة. بلغ تدفق اللاجئين من مختلف دول المتوسط عام 2015 ذروته اليوم من حيث العدد، مما دفع دولاً عدة إلى مناقشة إمكانية الترحيل. وإن حصل الترحيل، بحسب "Foreign Policy"، فستبدأ تلك الدول بإعادة المتهمين بارتكاب جرائم في أوروبا، وإرسال السوريين إلى مناطق آمنة، أو "مناطق الهدنة" مثل محافظة إدلب التي تحكمها اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار. وبحسب وزارة الداخلية الألمانية، فقد انخفض عدد الوافدين الجدد إلى ألمانيا الذين يلتمسون اللجوء إلى 90,389 شخصاً في النصف الأول من عام 2017. وتعدّ العودة الطوعية إلى الوطن الحل المفضل للنازحين عندما تسمح بها الأحوال السائدة فى بلد المنشأ، وليس إجبارهم عليها. المصدر: رصيف 22

خالفوا المذهب السائد أو امتنعوا عن تأييد الحاكم…فقهاء وفلاسفة سُجنوا بسبب آرائهم

$
0
0
لم يكتفِ الفقيه مالك بن أنس بالامتناع عن تأييد العباسيين ضد العلويين، فأصدر فتوى عرضته للسجن في عهد أبي جعفر المنصور عام 763. وبحسب ما ذكره أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور عبد الفتاح رسلان لرصيف22، فإن الناس استفتوا مالكاً في الخروج مع محمد بن عبدالله بن الحسن ضد العباسيين وقالوا له: "إن في أعناقنا بيعة للمنصور"، فأجابهم: "إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين"، فأسرعوا إلى بن الحسن بدعوى أن بيعة المنصور أُخذت منهم كرهاً. ولما علم والي المدينة المنورة جعفر بن سليمان بذلك، نهى مالكاً عن الكلام في هذا الحديث مرة أخرى، ثم دس له مَن يسأله عن نفس القضية، فأفصح عن نفس الرأي مجدداً، فغضب المنصور وحبسه وأمر بضربه بالسياط، ومُدَّت يده حتى انخلعت كتفه. ولم يسلم أبو حنيفة النعمان أيضاً من قبضة المنصور. ذكر عبد العزيز البدري في كتابه "الإسلام بين العلماء والحكام" أن الفقيه كان غير راضٍ عن سياسة أبي جعفر لا سيما قسوته وشدته مع خصومه وخصوم آبائه العباسيين من العلويين، ومَن يُظهر التودد إليهم أو الترحم عليهم، كما كان كثير النقد لأحكام قضاته وتصرفات ولاته. أراد المنصور أن يوقع بالفقيه، فعرض عليه رئاسة القضاء في الدولة وهو يعلم أنه سيرفض. وحين امتنع أبو حنيفة عن قبول المنصب، ودخل معه في نقاش حاد، سجنه المنصور وضربه 110 ضربات بالسوط، ثم أفرج عنه بعد تدخُّل بعض الخواص، فمُنع من الفتوى والجلوس مع الناس والخروج من المنزل إلى أن توفي سنة 767. قضية خلق القرآن اختبر كثير من الفقهاء والعلماء تجربة السجن عندما تبنّت السلطة الإسلامية في أواخر حكم عبد الله المأمون سنة 833 الفكرة القائلة بخلق القرآن، وهي فكرة قال بها المعتزلة، واستعملت السلطة قوة سلطانها في إنزال العقاب بالمعارضين والمخالفين لها، في ما عُرف بـ"المحن". استمر تبني فكر المعتزلة، كما يذكر البدري، في عهدي حكم المعتصم بالله بن هارون الرشيد (794 – 842) والواثق بن محمد المعتصم بالله (812- 847)، ولم تتخلَّ عنه السلطة إلى أن تقلد المتوكل على الله بن المعتصم (822- 861) مقاليد الحكم. وذكر رسلان أن أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح كانا أبرز مَن سُجن لإصرارهما على موقفهما في الامتناع عن القول بخلق القرآن، ما أدى إلى إرسالهما مكبلين من بغداد إلى طرطوس لمواجهة المأمون. وفي طريقهما إلى الخليفة، بلغهما نبأ وفاته، كما توفي بن نوح أيضاً قبل أن يصل إلى قصر الخلافة. وصل ابن حنبل إلى طرطوس في عام 834، ومثل أمام الخليفة الجديد، المعتصم الذي امتحنه بالقرآن فلم يجب بخلقه، فأمر بجلده وسُجن مقيداً. ولنفس السبب أرسل أبو مسهر الدمشقي (757 – 833) من دمشق إلى المأمون، فسأله عن القرآن، فقال: هو كلام الله، وأبى أن يقول مخلوق، فأرسله إلى بغداد فحُمل إلى السجن حتى مات به، حسبما ذكر رسلان. كما أمر قاضي القضاة في عهد الخليفة الواثق أحمد بن أبي دؤاد (776- 854) والي مصر بامتحان الفقيه الشافعي أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي في خلق القرآن، وحينما أبى الأخير أن يجيب بخلقه أرسل إلى بغداد على بغل مقيداً بالأصفاد، وسُجن ومات في سجنه عام 846، روى رسلان. الصفات والتجسيم اختبر الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي (1146 – 1203) محناً عدة، بينها السجن بسبب آرائه. روى الدكتور خالد كبير علال في كتابه "التعصب المذهبي في التراث الإسلامي" أنه ذات يوم قرأ الحافظ شيئاً من أحاديث الصفات بالجامع الأموي بدمشق، فتعصّب عليه جماعة من الأشاعرة واتهموه بالتجسيم (نسب صفات جسمانية لله)، وأفتوا بكفره وقتله، إلا أنه أخرج من دمشق طريداً. المحنة الثانية كانت في أصفهان (إحدى مدن إيران)، عندما دخلها وردّ على العالم الأشعري الحافظ أبي نُعيم الأصفهاني في بعض ما كتبه خاصة كتاب "أسماء الصحابة" وانتقده في 290 موضعاً، فتعصب عليه رئيس البلد أبو بكر الخُجندي وكان أشعرياً متعصباً لأبي نُعيم وطلبه ليقتله، فاختفى الحافظ وأخرجه أصحابه من أصفهان خفية. وفي الموصل، ألمّت به المحنة الثالثة. حل في المدينة وأخذ يدرّس كتاب "الضعفاء" للحافظ العُقيلي، فتعصّب عليه الحنفية لأن إمامهم أبا حنيفة مذكور في الكتاب من بين الضعفاء، وسجنوه وأرادوا قتله، ثم فحصوا الكتاب فلم يجدوا إمامهم مذكوراً فيه، لأن زميله كان قد أخفى القسم الذي فيه اسم أبي حنيفة، فأطلقوا سراحه لذلك، روى علال. ابن تيمية وتلاميذه وربما كانت التجربة الأسوأ من نصيب تقي الدين بن تيمية. ذكر علال أن الفقيه أظهر مذهب السلف في الصفات، وأفتى مجتهداً في مسائل فقهية كثيرة، وانتقد الصوفية القائلين بالاتحاد بالله، فتعصب عليه جماعة من الأشاعرة والفقهاء والصوفية، وأفتى بعضهم بضلاله وكفره، وأدخلوه السجن عدة مرات، آخرها سنة 1326، بسبب رأيه المخالف للأئمة الأربعة في مسألة الحلف بالطلاق، فبقي مسجوناً نحو عامين، حتى تُوفي داخله. ويشرح أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس الدكتور عبد الباقي السيد أن ابن تيمية كانت له آراء خاصة بعدم جواز زيارة قبر الرسول ومسألة ما إذا كان الطلاق القولي ثلاث مرات يقع مرة واحدة أم لا، فضلاً عن دعوته للخروج على الحاكم، فاعتبر الفقيه المالكي والصوفي ابن عطاء الله السكندري (1260 – 1309) هذه الآراء بعيدة عن جوهر الدين وطالب السلطان الناصر محمد بن قلاوون (1285 – 1341) بسجنه، وكذلك فعل تقي الدين السبكي الذي نظم كتاب "الدرة المضية في الرد على ابن تيمية". وسار أحمد بن مري البعلي الحنبلي على منهج ابن تيمية. وذات يوم خطب في أحد مساجد القاهرة وتحدث في مسألة عدم جواز شد الرحال إلى قبر الرسول، وانتقد الصوفية، فتعصب عليه جماعة من الحاضرين وأرادوا قتله فهرب، فرفعوا أمره إلى القاضي المالكي تقي الدين الأخنائي سنة 1324، فضربه ضرباً مُبرحاً حتى أدماه، ثم شهّر به على حمار أركبه عليه معكوساً ونُودي عليه، فكادت العامة أن تقتله، ثم أُعيد إلى السجن، وبعد فترة شُفع به، فأُخرج وسافر إلى فلسطين ومعه أهله، روى علال. وشملت قائمة التلاميذ أيضاً ابن قيم الجوزية، الذي انتصر لمذهب شيخه ابن تيمية، وسُجن معه، منفرداً، في المرة الأخيرة سنة 1325 بقلعة دمشق ولم يُفرج عنه إلا بعد موت شيخه، ذكر علال. علم الكلام والفلسفة وبسبب قضايا علم الكلام والفلسفة، سُجن علماء وفقهاء. روى عبد الرؤوف جبر القططي في دراسته "السجون في مصر وبلاد الشام في العصرين الأيوبي والمملوكي" أنه في سنة 1360 اُدعي على شمس الدين الباجريقي بأنه قال "ليس كل الحق مع أهل السنة بل بعض أقوال المعتزلة قد تكون حقاً" أو نحو ذلك، فعزره القاضي تاج الدين السبكي بكشف رأسه ونُودي عليه، ثم سُجن، ثم أطلق سراحه، وحُكم بإسلامه من جديد، ولما أطلق سراحه، عزّت عليه نفسه فاعتزل الناس حتى أواخر عمره وتوفى سنة 1364. بلاد المغرب لم ينجُ بعض علماء بلاد المغرب والأندلس من تجربة السجن بسبب الآرء الفقهية المخالفة. ذكر السيد أن عدداً من فقهاء المالكية سجنوا في عهد الدولة الموحدية لأنهم خالفوا المذهب الظاهري السائد وقتئذ. ويروي أنه لما أمر السلطان الموحدي يوسف بن يعقوب بعدم قراءة كتب الفروع عامة والمالكية خاصة، استمر الفقيه المالكي محمد بن زرقون (1109- 1190) في تدريس الفقه المالكي متحدياً أمر السلطان، فسُجن وأحرقت كتبه. وجاء سجن الفقيه الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب (1313- 1374) محصلة لصراعات سياسية محلية ولخلافات حول أفكار الرجل التي لم تَرُق لبعض معاصريه. ذكر مصطفى نشاط في كتابه "السجن والسجناء. نماذج من تاريخ المغرب الوسيط" أن قاضيين هما أبي الحسن البناهي قاضي غرناطة وابن زمرك الغرناطي وجها تهماً لابن الخطيب وعملا على إذكائها لدى السلطان المريني أبو العباس بن أبي سالم (1355 – 1399). وإذا كانت بعض هذه التهم تعلقت بتجاوزاته مثل الإكثار من شراء الدور والتلذذ المفرط بمفاتن الدنيا واستغلال منصبه للعبث بالبشر وهتك الأعراض وهروبه من بلاده الأندلس إلى المغرب، فإن منها أيضاً ما ارتبط بفكر الرجل الذي اتهم بالزندقة إذ زعم القاضيان وغيرهما أن ابن الخطيب، وهو شاعر وفقيه مالكي، يوظّف آيات قرآنية وأحاديث نبوية بطريقة غير صحيحة ولائقة تدخل في قالب الاستهزاء والازدراء. واتهم ابن الخطيب أيضاً بإنكار نفع الرقية ووصف مستعمليها بالحمق، وجاءت هذه التهمة في فترة شهدت اجتياح الطاعون للبلاد، وثار على خلفيتها سجال فقهي، أسفر عن إدخال ابن الخطيب إلى السجن حيث قُتل فيه خنقاً ودفن بمقبرة في باب المحروق، وفي اليوم التالي أخرجت جثته وأضُرمت فيها النيران قبل أن يُعاد دفنه. الصوفية والسلطة دخل بعض حكام المغرب خاصةً في الدولة المرابطية في صدام عنيف مع الصوفية نتيجة تحركهم في المجتمع بموازاة السلطة السياسية وتجاوز خطوطها أحياناً. وبحسب نشاط، ظهرت معارضة الصوفية جلية عقب إحراق كتاب "الإحياء" لأبي حامد محمد الغزالي في عهد علي بن يوسف بن تاشفين، وتحديداً عام 1109 بعدما أنكر فقهاء بعضاً مما جاء فيه. لذا وظفت السلطة آليات مختلفة في مواجهة الصوفية، فأغدقت الأموال على مَن يسهل استقطابه، وسجنت عدداً منهم خاصةً في عهد الأمير ابن تاشفين لأسباب متعددة، وإن كانت كلها تلتقي حول عدم انسجامهم مع سياسة هذا الأمير. في هذا السياق، لم تكن أفكار المتصوف أحمد بن عطاء الله الصنهاجي المعروف بابن العريف منسجمة مع الخط المذهبي الذي سطره فقهاء الدولة المرابطية، إذ تشبع بآراء الغزالي، وكان ذلك كفيلاً بأن يشي قاضي المرية أبو بكر الغساني ابن الأسود به لدى الأمير الذي أمر بدوره بنقل المتصوف من المرية إلى مراكش مكبلاً، إلا أن بن تاشفين أحس بالندم تجاه تصرفه حيال الرجل فأمر بتسريحه عندما وصل سبتة. غير أن ابن العريف لم يقم طويلاً بمراكش إذ توفى بها سنة 1142، وقيل إنه قتل بسم أرسله إليه ابن الأسود. وذكر نشاط أن السجن كان مآل المتصوف أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن حرزهم (توفي سنة 1164) والذي أودع بسجن فاس بعدما أصبح المتصوف مصدر إزعاج للسلطة بفعل تزايد إقبال الناس عليه. وقبل أن يحمل إلى سجن فاس أودع بسجن مراكش. المصدر: رصيف 22

أدب رحلات : مُتَسَكِّع في القارة العجوز

$
0
0
مُتَسَكِّع في القارة العجوز "يُمكن للحياة أن تكون أفضل" هاني نعيم (هنيبعل) في لشبونة .1. "ربما يمكن لهذه الحياة أن تكون أفضل" الموسيقى تداخلت في رأسي. كنت أستمع لموسيقتي المفضلة عندما بدأ إيقاع لموسيقى أخرى. قمت بإزالة السماعات من أذني، ونظرت إلى الجانب الأيسر من مقطورة المترو. شاب ثلاثيني بملابس بوهيمية يمشي بين المقطورات، يحمل آلة الأكورديون. يعزف الموسيقى وعلى الأكورديون، كلب صغير يرتدي ملابس بوهيمية أيضاً. الكلب يبدو وكأنه تعوّد الجلوس فوق الآلة بشكل عادي جداً. الكلب يحدق بالجميع، والجميع يحدق به. لم يقل أي أحد أي شيء. تصرّف الجميع وكأنه يوم آخر في لشبونة. الموسيقى التي لعبها الشاب لم أسمعها من قبل، ورغم ذلك، بدت مألوفة. تشبه وجوه الأشخاص الذين نلتقيهم بشكل عشوائي ونعتقد بأننا نعرفهم، وغالباً ما يكونوا مجرد غرباء. الموسيقى أخذتني إلى زاوية أخرى من دماغي. أزمة وجودية جديدة بدأت تلوح في الأفق. لا أعرف ما إذا كنت دائماً في أزمة وجودية أم هي مجرد أزمات تمر كل فترة. لم أعد قادرًا على التمييز أو حتى الحسم. الحياة اليومية قذفتني إلى أماكن أكثر ظلمة حيث تتشكل الأزمات. الأزمة تلو الأخرى. أحياناً يخطر ببالي بأنني كنت هكذا منذ أن كنت في السادسة من عمري. المشهد جعلني أفكر بأن الأمور يمكنها أن تكون أفضل قليلاً، وأن الحياة ستستمر بعد كل شيء. خرجت من القطار مع الكثيرين. أردت الذهاب إلى النزل حيث استأجرت سريراً في غرفة تتسع لسبعة أشخاص. كنت قريباً من "السرير"، ربما نحو ثلاثة كيلومترات. هكذا مشيت. أردت أن ألقي نظرة أخيرة على المدينة قبل مغادرتها. لم تتح لي الفرصة أن أكتشفها. مشيت المسافة كاملة مع حقيبتي على ظهري. أصبحت أثقل بعد أن وضعت بدلتي فيها. آه لم أذكر ذلك. كنت مدعواً لعرس أحد الأصدقاء القدامى. العرس كان في مكان ما يبعد قرابة 150 كيلومتر عن المدينة، في مكان ناء ولكنه فخم جداً. فخامته كانت أكبر من أن استوعبها، ولكن هذا أمر آخر. صديق آخر يتزوج، وأنا هنا في إحدى ساحات المدينة. أشرب قهوتي وأدخن سيجارة تحت تمثال لا أعرف لمن يعود، ولكني أعتقد بأنه لشخصية تاريخية مهمة لأن كل عابر أراد التقاط صورة معه. لم أنزعج كثيراً. الحياة ستمضي. أتذكر بأنني بدأت سؤالاً وجوديًا آخر. أعود إليه لأبحث عن إجابة، أو ربما عن أسئلة أخرى. "هل يمكن للحياة أن تكون أفضل؟" أحياناً تمر لحظات أفكر بأن ذلك ممكناً، رغم أنه من الصعب القيام بذلك، على الأقل بالنسبة إلي. عندما كنت أصغر سناً، الأمور كانت أبسط وأسهل، أو هذا ما اعتقدته. اليوم، اكتشف بأن اليوميات بقدر ما هي سهلة وبسيطة، بقدر ما هي معقدة ومركبة بشكل كبير وأحياناً لا أستطيع استيعاب ذلك، أو ربما استوعب ذلك دون أن أهضم المسألة. فرقة موسيقية مؤلفة من أفارقة بدأت تلعب الموسيقى في الساحة. جمع أكبر من الناس تتجمع للاستمتاع بالموسيقى التي تمزج ما بين البرتغالي والإيقاع الأفريقي. أحياءٌ من جديد. .2. لست سعيداً، على الأقل هذا ما أشعر به معظم الوقت، ودائماً ما أسأل نفسي ما إذا كان الآخرين سعداء في حياتهم. أغلب الناس تبدو سعيدة، وحتى عندما أسألهم ما إذا كانوا سعداء، يجيبون بأنهم سعداء. ولكن هل فعلاً هُم سعداء؟ أم أنهم لا يُريدون أن يشاركوا بؤسهم مع الآخرين، أو يخافون من الإعلان عن أنهم ليسوا سعداء، أو ربما هم بؤساء ولا يعلمون ذلك؟ أين هم السعداء؟ ومن هُم هؤلاء؟ كم يبلغ مجموعهم؟ من السهل جداً قول أي شيء. قد يقرأ البعض هذه السطور ويقول بأن ما أقوله سلبي أو تشاؤمي. وقد يقولوا لي بأن أقوم ببعض التغييرات في حياتي لأصبح سعيداً. هؤلاء على الأرجح هُم الأكثر بؤساً بيننا. أسهل ما يمكن أن نقوم به هو إعطاء النصائح عن أي شيء، طالما نحن لا نقوم بما ننصح به. يُمكنني إسداء النصائح عن الكثير من المواضيع رغم أني لا أقوم بتنفيذ تلك النصائح، لأن التحدث أثناء تناول كأس من الويسكي هو شيء سهلٌ وممتع، ويعطينا شعورًا بالعمق، وبأننا نفهم الحياة. ولكن هل فعلاً نفهمها؟ بعد أن أنهيت قهوتي، تركت المكان الذي كنت فيه، وذهبت لأبحث عن ساحة أخرى، وعن السعادة أيضاً. مررت بشارع ليس صغيراً. رأيت عدداً كبيراً من الناس يقفون داخل محل. سألت أحد الأشخاص: "لماذا كل هؤلاء يقفون في الداخل؟"، أجاب بأنه لا يعرف. بعد ثوان اكتشفت بأن المحل يبيع الآيس كريم بعد أن رأيت عدداً من الناس يخرجون وعلى ملامحهم بهجة نادرة وفي أيديهم آيس كريم. الآيس كريم يجلب السعادة للناس. أردت بعضاً منها. دخلت المحل ووقفت في الطابور منتظراً دوري. هنا، الجميع سعداء. يضحكون ويبتسمون. فتاة صينية تحمل آيس كريم على شكل وردة وتصوره ببث مباشر عبر فيسبوك. أرادت إظهار للعالم أجمع بانها قادرة على السعادة. أثناء ذلك، كادت أن ترتطم بأشخاص آخرين داخلين إلى المحل، ولكن هذا لا يهم الآن. عدت للتفكير بأسئلتي بعد أن قمت بمحادثة جانبية مع فتاة تنتظر دورها خلفي، تحدثنا عن الـ (DJ) الذي يقف على شرفة منزله، ويلعب الموسيقى للعابرين في الشارع. الآيس كريم يجب أكله قبل أن يذوب، كذلك السعادة. نقتنصها للحظات في يومياتنا الطويلة والمضجرة. ها أنا أتحول إلى فيلسوف آخر يرمي هراءاته شمالاً ويميناً. هلوساتي لم تنتهي في المحل. أخذت الآيس كريم وخرجت مع الخارجين. كنت بدأت بالتفكير أن السعادة يمكن الوصول إليها من خلال العيش في فقاعة، كالكثيرين من حولي. العيش داخل فقاعة ليس بهذا السوء، هذا ما استنتجته. للصدفة، أثناء تناولي للآيس كريم رأيت في الشارع رجل يقوم بصنع فقاعات صابون كثيرة جداً، ومقابل التقاط صورة معه ومع الفقاعات، يأخذ يورو واحد. الفقاعات التي يقوم بها ملونة وفيها بعض من الحلم، ولكنها لا تستمر لأكثر من خمس ثواني. صورة أخرى تجهض محاولاتي في البحث عن السعادة، ولكن لما التشاؤم؟ مازال الآيس كريم في بدايته، وأنا مستمتع به! بعيداً عن صانع الفقاعات، شخصان كسولان يقومان بالتسول. أطلقا على نفسهما لقب "المتسولون الكسالى" وأمامهم عدة علب ليضع الناس فيها أموالاً. على كل علبة كتبا كيف سيصرفان المال: علبة للويسكي، أخرى للبيرة، وللحشيش.. وأخرى لصراحتهم. وضعت يورو واحد في علبة "الصراحة" وعشر سنتات في علبة أخرى. هم من المتسولين النادرين الذين يصارحون الناس بكيفية استخدامهم للأموال. لا يريدون شراء دواء أم عشاء بها. سيصرفوها على الملذات. أعطيتهم ثلاثة سجائر ودخنت واحدة معهم. جلست إلى جانبهم وتكلمت مع واحد منهم، أما الثاني فكان مشغولاً بتصليح شيء ما لم أعرف ما هو. أخبرني المتسول الذي يبدو أنه في العقد الخامس أو ربما السادس بأنه من القمر، حيث لا حدود بين المناطق ولا دول، لا يريد أن يكون من هذا الكوكب البائس. الإثنان يمشيان في أنحاء القارة العجوز من أجل التسول الكسول. تحدثنا عن كيف أن الجميع يريد "الصراحة" و"الحقيقة"، وفي الوقت عينه لا يريد أحد أن يتعامل معها! أنهيت سيجارتي ومضيت في طريقي. كنت قد انتهيت من الآيس كريم، ولكني مازالت سعيداً لحد ما. أكملت طريقي في شوارع لا أعرف عنها شيئاً، ولكنها تبدو كموسيقى الرجل التي عزفها في المترو، مألوفةً وغريبة. سمعت موسيقى قادمة من إحدى الزوايا. كانت جذابةً بشكل غريب. اقتربت من مصدر الصوت، حيث مجموعة تتسكع. أحد أفرادها يلعب الموسيقى. هُم "هيبيز المدينة". جلست قربهم وبدأت استمع للموسيقى. أحدهم ألقى السلام عليّ. (بين Ben) عاد للتو إلى مدينته بعد أن كان مسافراً في أنحاء أوروبا. يعمل في الحقول، يقطف العنب والكيوي. يبدو بأنه سعيداً بالعودة وملاقاة حبيبته وأصدقائه. الأوشام تملأ يديه ورجليه ووجهه إلى جانب الأقراط. ملابسه ممزقة وكأنه خرج للتو من معركة مع كلب شرس. شربنا البيرة ودخنا سيجارة أخرى. إلى جانبنا كانت فتاة أفريقية تلعب بسلاسل حديدية تمررها في كل الاتجاهات. الشاب البلجيكي الذي يلعب الموسيقى مازال مستمراً في ذلك، أما الفتاة الإيطالية فأخبرتني بأنها من إيطاليا وذهبت لابتياع زجاجة بيرة محلية. لم أذكر كم من الوقت أمضيته معهم. نظرت حولي فرأيت المساحات المظلّلة أصبحت أكبر من المساحات المشمسة. عرفت أن المغيب قد لاح في الأفق. ودّعتهم ومضيت في اتجاه مختلف. وجدت طريقاً لأعلى المدينة. استمريت بالمشي رغم أن جسدي بدأ يداهمه الكسل والتعب، واللامبالاة، ولكني فكرت بأن كل طريق إلى الأعلى ينتهي بشيء جميل، لربما يعوض تعب الصعود. وهذا ما حدث! الطريق تأخذ إلى قلعة قديمة تطل على لشبونة. أحب القلاع. في كل رحلة أقوم بها مع صديقي كنا نزور القلاع. جزء من تقاليد الرحلات التي نقوم بها. اشتريت بطاقة ودخلت القلعة التي كنت قد شاهدتها عندما التقيت مجموعة "الهيبيز". وما اعتقدته كان صحيحاً. رؤية المدينة من فوق يعطي بُعداً آخراً للمكان. يمكنني هنا أن أطرح أسئلة أكبر لكل السكان. "هل هؤلاء سعداء؟". لا يهم. المغيب أصبح قريباً جداً. صعدت إلى أعلى نقطة في القلعة، وحيداً شاهدت الشمس تغيب وغادرت بعد أن أرهقني التعب. في طريق عودتي إلى المدينة، وجدت مجموعة أخرى تتسكع على درج أمام مبنى قديم. تحدثت معهم. دخنا سيجارة وتبادلت الحديث مع أحدهم حول ليشبونة وناسها. أخبرني الموسيقي بأن رداءة الاقتصاد تجعل الناس هنا أكثر وداً وتحبباً. "لا شيء لنخسره، وبالتالي نصبح أقل خوفاً من الآخرين. إننا نعود أكثر اقتراباً من الناس، والتواصل يصبح أفضل". زاوية أخرى للتعامل مع هذا العالم الآيل للانهيار. تركتهم وذهبت إلى الحانة التي سبق وأن زرتها سابقاً. تشبه الحانات القديمة في بيروت. البرازيلية ناتاليا تذكرتني، رحبت بي وأعطتني زجاجة البيرة التي أحببتها في المرة السابقة. هناك، وجدت كنبة، حيث جلست وكتبت ما كتبت. لا أذكر الكثير عن بقية الليلة سوى أني شربت المزيد، ودخنت بضعة سجائر في طريق العودة إلى الغرفة التي أتشاركها مع آخرين. أكثر ما أذكره هو أني لا أعرف تمامًا ما إذا كنت نائماً وأحلم، أم أنني كنت مستيقظاً وأهلوس! أعتقد أنني كنت ما بين عالمين. متعب، وغير قادر على فتح عيني، وغير قادر على النوم. .3. رغم أني أصبحت أصلعاً منذ أربعة سنوات، استمريت بالذهاب إلى الحلاقين كي أحلق رأسي بالشفرة. مرة في الأسبوع على الأقل. للحلاقين طريقتهم في صنع القصة وسردها. هكذا، دخلت قبل ثلاثة أيام إلى محل الحلاقة في شارع قريب من الغرفة التي نزلت فيها لليلة واحدة. الحلاق، ستيني ربما، حليق الذقن، وكان يقرأ الجريدة. أخبرني بأنه يريد تسعة يورو لحلق رأسي. قلت له بأني سأذهب للحلاق المجاور، وأعود إن كان السعر مشابه. المحل الثاني كان مغلقاً. عدت إليه. بدأنا بالحديث بالانكليزية، بعدها سألني إن كنت أتحدث الفرنسية. "أستطيع فهمها ولكني أواجه صعوبة بالتحدث بها"، قلت. يمارس الحلاقة منذ بداية الثمانينات. أخبرني عن المدينة وناسها وقصص أخرى عن رحلاته إلى شرق آسيا. لاحقاً، توقف عن حلق رأسي. ذهب إلى رف في المحل، وعاد بثلاثة مجلدات. قال لي بأن لديه ولدين وحفيدين إلى الآن. فتح المجلدات وبدأ يُريني إياها. هي عبارة عن رسائل كتبها زبائنه له. "بهذه الطريقة يمكن لأحفادي أن يعرفوا عني أكثر إذا ما أرادوا أن يبحثوا لاحقاً عن تاريخي"، قال لي. أحفاده سيعرفون جدهم بعيون غرباءٍ عابرين. فكرت بأنها طريقته المختلفة لتعريف الآخرين على ذاته. تناولت أول مجلد. فتحته. كان ما يزال رأسي محلوق جزء منه. الرسائل المكتوبة تعود لسنوات سابقة وبلغات مختلفة: البرتغالية، الإسبانية، الإنكليزية، الفرنسية، الكورية والصينية وغيرها. فكرت بأن هذا الرجل يوثق تاريخه بكل اللغات أثناء حلق الرؤوس. فتح المجلد الأخير على رسالة ممضية بأحمر الشفاه. ضحك وقال لي "هذه الرسالة من امرأة قصصت لها شعرها"، وغمزني مع ضحكة. ضحكت. تململت قليلاً في الكرسي لأني لم أرد أن أتأخر عن موعد ملاقاة المجموعة التي سأذهب معها إلى العرس. أكمل حلاقة شعري وذقني. طلب مني أن أكتب له رسالة. "أكتبها بالإنكليزية إذا كان من الصعب كتابتها بالفرنسية"، قال لي. ففعلت. أراد أن تكون الرسالة موجهة إليه: "إلى جوزيف"، وموقعة بتاريخ اليوم "20 تشرين الأول 2017"، إلى جانبها اسمي والبلد الذي أنا منه. كان صباحاً مختلفاً. أعطيته عشرة يورو. ودعته وفي رأسي فكرة واحدة: "الحياة يمكنها أن تكون أفضل". في روما .4. مرة أخرى، أجد نفسي في مكان عال أطل منه على مدينة أخرى بتاريخ مختلف. هنا روما. دفعت سبعة يورو لأصعد إلى هذه النقطة، كما فعلت في لشبونة. يبدو أن المدن لنراها من فوق علينا دفع مال من أجل ذلك. قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أشاهد فيها هذه المدينة. هذا ما قلته في نفسي قبل أن أدفع المال وأصعد مع الجموع في المصعد. امتلاء غريب أشعر به كلما وقفت على مكان يطل على مدينة. لا أعرف من أين جاءت هذه الرغبة. الآن، أتذكر أنه لدي صور من فوق لمعظم المدن التي زرتها في حياتي. الرومان كانوا منشغلين ببناء مبان وقلاع في كل مكان وصلوا إليه. لم ينشغلوا بأشياء أخرى. هذا ما اعتقدته أثناء التسكع في شوارع المدينة، والآن لحظة وقوفي في أعلى نقطة فيها. لا أعرف الكثير عن الهندسة والبناء ولكني أنجذب للأبنية القديمة وشكلها الذي يدهشني بقدرة القدماء على بناء مثل تلك الأبنية والتي بقيت طريقة بناء بعضها لغزاً حتى يومنا هذا. أشعر بتحسن. استيقظت عند العاشرة. شربت قهوة ثم مشيت باتجاه وسط المدينة، ثم عدت وشربت القهوة، ثم تسكعت بين الأبنية الأثرية. هذا النهار قررت أن أمضيه في هذه المنطقة المليئة بالأبنية المدهشة. لا أعرف ما الذي سأفعله في الليل. قد أمضيه في إحدى الحانات متسكعاً. أردت أن أدخن سيجارة. خرجت من سطح المبنى وذهبت أتسكع بشكل عشوائي في المدينة. بعد عدة ساعات وجدت نفسي في "المترو" متجهاً خارج المدينة، تحديداً على أطرافها. نهر وحديقة عامة. الناس أقل والزحمة أيضاً. قبل ذلك، كنت قد مررت بالمبنى التاريخي "كولوسوريوم"، التقطت صور له، وسألت أحد العابرين أن يلتقط صورة لي مع المبنى. أثناء تناولي للغذاء، نظرت إلى تلك الصورة، وفجأة أصابني شعور بالوحدة. وحدة لم أشعر بها لفترات طويلة رغم أنني عشت لسنوات وحيداً. هذه الوحدة التي شعرتها تختلف عن ما عشته في السابق، ولكن لا بأس في ذلك. ربما عليّ شرب بعض من البيرة وأحدق أكثر بالنهر البطيء الذي يجري أمامي. لم أتحدث مع أحد طيلة هذا اليوم. استمعت فقط عند استيقاظي إلى المرأة التي كانت تنظف الغرفة. أعتقد أنها زوجة الرجل صاحب المكان. أخبرتني بأن النزيل الذي نام في السرير المجاور لي رحل عند الصباح الباكر دون أن يدفع ما عليه من مال. هززت برأسي. لاحقاً عند شرائي للقهوة، تبادلت أطراف الحديث مع بائع القهوة. أخبرني بأن لبنان يشتهر بالكعك وتأكد مني ما إذا كانت البلاد آمنة لزيارتها. أخبرته بأن الأمور لا بأس بها وبأن الكثير من الإيطاليين يعيشون في بيروت. .5. يوماً ما، لن أعمل كدليل سياحي. لا أستطيع القيام بهذا العمل. هذا ما كنت أفكر به طوال الطريق إلى (الكولوسوريوم). إنه عمل يقوم على إخبار القصة ذاتها مراراً وتكراراً لمجموعة من الناس، ربما ثلاثة منهم يستمع إليها لا أكثر. وما تقوم بإخباره لا يمكنك الإضافة عليه أو تغييره. قد تقوم بتغيير طريقة عرض الأفكار ولكن لا يمكنك القيام بذلك لفترة طويلة. عادة ما أسرد قصصاً حصلت معي للآخرين. أخبرها للأصدقاء، للنساء، للغرباء والعابرين. القصص الطويلة أسردها في فترات متباعدة، كي لا أملّ من سردها، والكثير من القصص توقفت عن سردها بعد أن مللت منها. لذا، يوماً ما، لن أكون دليل سياحي، أو ربما سأقوم بهذا العمل حتى أملّ منه. .6. "البابا خرج عند الصباح، وبوابات الدخول إلى ساحات القديس بطرس لن تفتح قبل الواحدة"، قال لي مرشد سياحي أمام مدخل الفاتيكان. نظرت إلى الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر ظهراً. أردت تدخين سيجارة وشرب المزيد من القهوة. وهذا ما قمت به. المترو يصل إلى الفاتيكان من قلب روما. الشمس كانت ساطعة، خلعت السترة ووضعتها في الحقيبة. في طريقي إلى ساحة القديس بطرس، اشتريت سبعة حبات كستناء لأني لم أتناول الفطور. انشغلت بأكلهم طيلة الطريق من محطة المترو إلى الساحة. الكستناء تذكرني بأحباء وأماكن أحبها. تذكرني ببيت جدي في منطقة (برج أبي حيدر) غرب بيروت. جدي لديه قدرة على الحصول على الكستناء في كل الفصول وفي أي وقت أزوره وجدتي أجده يشوي الكستناء ويشرب النبيذ أحياناً. الصباح كان خفيفاً. كنت مرتاحاً خصوصاً وأني غيرت النزل الذي أنام فيه رغم أنني سأغادر المدينة غداً إلى ميونخ. قبل مغادرة النزل، حادثتني فتاة تعمل هناك. ملامحها آسيوية وابتسامتها عريضة. اقتربت مني كثيرًا. أردت أن أصفعها على مؤخرتها، ولكن الوقت مازال باكراً، ولم أرد ارتكاب الآثام قبل الذهاب إلى الفاتيكان. آثام ليلة البارحة تكفي. في ساحة القديس بطرس، المئات من السواح، متسولين، أزواجٌ جدد بملابس الزفاف، بائعين متجولين، موسيقي يعزف (الروك أن رول)، مجموعة من الغربان، وقلة من الرهبان والراهبات. هناك قاعدة واحدة تحكم المكان: إذا طلب منك دفع المال للدخول إليه ومشاهدته، هذا يعني أنه أصبح من التاريخ. وهذا ما حصل للمسيحية ومدينتها الفاتيكان. لا تدفع المال للدخول إلى الساحة الرئيسية، ولكنك ستدفع مقابل الدخول إلى الكنيسة الكبيرة والمتحف. طبعاً، لم أدخل لأسباب مختلفة، أهمها أن ثمن البطاقة مرتفع. مرشد سياحي آخر اقترب مني، وسألني إن كنت أريد خدماته ليخبرني عن المكان والمباني. "لا أريد أن أعرف عن الأشياء. أريد فقط مشاهدة الأشياء"، أجبته. ابتسم ورحل يبحث عن زبون آخر. بعد التسكع في أرجاء الساحة، وجدت زاوية لأجلس وأكتب. جائني بائع متجول من كينيا اسمه "مختار". أخبرني بأنه ذاهب إلى بلاده ليكون مع زوجته بعد أن أنجبت له طفلاً اسمه سامبا. لم أرد أن اشتري شيئاً منه أو من أي أحد آخر. أراد إعطائي تذكار منه. ألبسني سواراً بنياً عليه شعار (أوم). "سأعطيك يورو واحد مقابلها"، قلت له. قال بأن ذلك لا يكفي وبأنه سيذهب إلى أفريقيا وكأنني يجب أن أكترث. هكذا أخذ مني ثلاثة يورو ورحل. يوم جميل في ساحة القديس بطرس. تركت الساحة ومشيت في الشوارع المحيطة بها. تناولت البيتزا في حديقة قريبة. ما تبقى من البيتزا أردت إطعامه لحمامة واحدة كانت تقف بالقرب مني. رميت لها قطعة صغيرة، أكلتها وأطلقت صوتاً غريباً. لاحقاً، فهمت ما هو. كل حمامات وطيور الفاتيكان أصبحت تتحلق حولي، بما فيها الغربان وطائر كبير لا أعرف ما نوعه. لا يهم. بدأت بإطعامهم حتى انتهت القطعة الباقية. دخنت سيجارة ومشيت أبحث عن القهوة. وجدت مقهى في شارع فرعي حيث الناس أقل. شربت القهوة وغادرت باتجاه النافورة الشهيرة لروما حيث يرمي الناس قطع من المال من أجل جلب الحظ أو هذا ما أعرفه. مشيت إلى هناك، وتقريباً كل كائن حي كان هناك يبحث عن الحظ. جلست على مقعد قرب زوجين عمرهما من عمر التماثيل التي وجدتها في كل زاوية من المدينة. الرجل كان يحاول قراءة الأرقام الرومانية. يحاول إبهار زوجته التي لم تكترث سوى لالتقاط صورة مناسبة لها. ربما أرادت أن يتذكرها أحبائها بصورتها قرب النافورة عندما ترحل من هذه الحياة. إلى يساري، فتاتان تحاولان التقاط (سيلفي) الأكثر تعبيراً عن فرحهما. فرحت معهما. تململت في المقعد. المكان مكتظ وكأن أحدهم أخبر الناس بأن هذا اليوم الأخير لمشاهدة النافورة. لم أرمي قطعة من النقود فيها. كنت بعيداً عنها والكسل كان قد بدأ يحل في جسدي، واللامبالاة أيضاً. عدا عن أني أعرف أن حظي عادة ما يكون ممزوجاً بالخراء. فكرت بأني أريد بعض من الآيس كريم. خرجت من هناك واتجهت شمالاً. فجأة، ظهر رجل في بداية أربعينياته يسألني ما إذا كان معي سيجارة إضافية. أعطيته التبغ ليقوم بلف سيجارة. بدأ يحادثني بالفرنسية، وعندما عرف بأنني من لبنان، بدأ يتكلم معي بالعربية. أخبرني بأنه يحب اللبنانيين. هززت رأسي. أخبرني تقريباً سيرة حياته في أقل من أربعة دقائق. لا أبالغ. قص عليّ قصة ذهاب لبنانيين أغنياء للعيش في تونس في زمن بورقيبة. وكيف كان يلعب مع أبنائهم ويستعير الدراجة الهوائية ليركبها. بعدها أخبرني عن اللبنانية كريستينا التي قام بأخذها في جولة لثلاثة أيام في روما. "أوقفت عملي لأجلها"، ثم أكد لي "لا تخطىء الظن. كانت مثل أخت لي". "أوكي" قلت له. ثم أشار لي بأنها "صليبية". لا أعرف ماذا سأفعل بكل هذه المعلومات بعدما شربت نصف زجاجة صغيرة من (الأبسنت)، المشروب المفضل لفان غوغ. بقيت أدخن سيجارتي وأهز رأسي كلما شعرت بأنه ينتظر إجابة ما أو ردة فعل مني. نسيت اسمه في اللحظة التي أخبرني فيها، لأني كنت منشغلاً بإشعال سيجارتي. أكمل قصصه "السوريون لا يختلطون بالعباد"، بعد أن أخبرني بأن لديه طفلين، وبأنه وصل إلى روما عندما كان في السابعة عشر من عمره، ويعمل الآن في بيع قطع السيارات. وقبل أن يذهب كلٌ في طريقه، أعطاني نصيحة: "الكل سيحاول سرقتك. العربي، الأفريقي، اليوغسلافي والإيطالي. انتبه على أغراضك". وذهبت لابتياع الآيس كريم. .7. يوم آخر. ودعت عامل النزل البلغاري فيكتور. هو في منتصف خمسينياته ودود جداً ومباشر. كم أحب هؤلاء. للمفارقة فيكتور من المدينة التي لا أعرف ما إن أحببتها أم لا. هو من مدينة فيدين الكئيبة التي زرتها مع صديقي عام 2014. تلك المدينة تقع على ضفة نهر الدانوب الرمادي. لا تزال تعيش في أجواء الاتحاد السوفييتي وكأنها علقت هناك في التاريخ ولم تستطع أن تجد طريقها إلى الواقع، إلى الحياة. فيكتور يعيش في إيطاليا منذ سبعة عشر عاماً، وكل عام يذهب لتمضية شهر في مدينته. يبدو بأنه سعيداً في حياته، أو لأكون أكثر دقة سعيداً بما يقوم به. كل يوم يلتقي أناس جدد وبعد أيام يودعهم، وربما لن يلتقيهم أبداً في حياته ليستقبل مسافرين جدد. حياته عبارة عن مطار صغير. "هل أستطيع القيام بهذا العمل؟"، اسأل نفسي، وأول ما يخطر ببالي هو أن السنوات الستة الأخيرة عشتها كمطار. أغلب الذين أعرفهم غادروا إلى بلاد أخرى. بعضهم أصبحوا مهاجرين وآخرين تزوجوا، والقليل منهم مات أو وضع حداً لحياته. شربت القهوة، والمزيد منها قبل أن اتجه إلى الباص الذي سيقلني إلى ميونخ. بعد نحو سبعة ساعات وصلنا إلى فيرونا، حيث نستقل الباص الثاني. دائماً ما أفضل الباص أو القطار للتنقل بين المدن والمناطق. هكذا يمكنني أن أشاهد الطرقات والجبال والأنهار والبحيرات الموزعة بين الجبال. في الطريق تعرفت على شاب مهاجر إيراني مع والدته كانا يمضيان بعض من الوقت في إيطاليا. فرهد لا يحب الإيرانيين. أكثر تحديداً هو لا يحب الفرس بسبب معاملتهم الفوقية للآذريين. عاش لاثنا عشر عاماً في روسيا ومنذ سبعة أعوام انتقل للعمل والعيش في مدينة قرب فرنكفورت. يقوم بأبحاث حول مرض السرطان. أعادني فرهد إلى الشرق الأوسط وتعقيداته. المرة الأولى التي أخوض فيها نقاشاً سياسياً خارج العمل منذ فترة طويلة. تحدثنا عن أذربيجان وأرمينيا وإيران.. والنساء. "الألمان لديهم الكثير من طريقة تعامل الفرس مع الآخرين"، قالها بانزعاج خفيف. "ربما هذه لعنتك" قلت له. وصل الباص الذي يقل الركاب إلى فرنكفورت. ودعت فرهد وذهب الجميع. بقيت أنا والإيطالية ماريا التي كانت تقرأ كتاباً يبدو بأنه مشوقاً. لم أكن في مزاج للقراءة بعد أن قرأت بعض من رواية بوكوفسكي أثناء الرحلة. مازال هناك ساعتين ليصل الباص وكان لدي رغبة عميقة بالكتابة والتدخين. قرب المكان الذي ننتظر فيه الباص، كنيسة صغيرة ومحطة قطارات كبيرة. فكرت بأن وسائل النقل هنا لا بأس بها. واحدة تأخذك إلى الجحيم، والأخرى إلى مدن أخرى. ما أحببته في هذه البلاد هو أنه يمكنك في أية لحظة الحصول على قطعة من البيتزا. وهذا ما قمت به. تناولت قطعة من البيتزا وشربت الشاي، إذ أني لم أشرب الشاي منذ أن بدأت الرحلة. جلست على الأرض، تحت الشجيرات، أكلت وكتبت. الطرقات خالية إلا من بعض السيارات التي تمر كل بضعة دقائق. اليوم، لاحظت أني أغلب الأيام الأخيرة لم أقم إلا بمحادثات جانبية مع غرباء وعابرين. الكل له قصته ومكان يذهب إليه. أحياناً أفكر، كيف يراني كل هؤلاء؟ ولكن هذا لا يهم. ما أعرفه هو أن الحياة ليست سيئة ويمكن احتمالها رغم أن ثقلها يبدو أحياناً أكثر ظلمة من أي شيء آخر. كل شيء يبدو بعيداً الآن، أو ربما كل شيء بقي مكانه وأصبحت أنا أكثر بعداً عن كل شيء، أكثر من أي وقت مضى. أحياناً، نحتاج هذا البعد، هذه المسافة، هذا البرود، لنستطيع أن نفهم أكثر ما يجري معنا وحولنا.   في ميونخ .8. المشي العشوائي في ميونخ، قادني إلى مقبرة ممتدة. الموتى دائماً ما يحصلون على أماكن جميلة لنومهم الأبدي، أحياناً تكون أجمل من الأماكن التي أمضوا بها حياتهم. الطمأنينة تتوزع المكان. مدافن لأشخاص لا أعرف عنهم شيئاً، ولن أعرف. كل ما أعرفه هو أنهم ينعمون بصمت نسعى نحن الأحياء إليه. في أرجاء المقبرة المظللة بأشجار طويلة، رجال كبار في السن يجلسون لوحدهم. ربما يتأكدون بأن المكان الذي يتجهون إليه سيكون بحالة جيدة عندما يرحلون. قد يكونوا بغاية السعادة وهُم أقرب بيوم واحد من نومهم الأبدي. أمهات يجررن عربات فيها أطفالهن الصغار. "فكرة جيدة تلك؟" لا أدري، ولكني أفهم لماذا يأتي الناس إلى المقبرة لقضاء بعض من الوقت فيها. رجل كبير في السن كان يجلس على مقعد خشبي رآني أنظر بسعادة إلى المكان، نظر إلي وابتسم، ثم هز رأسه، وكأنه يوافق معي بصمت على كل ما جال في خاطري. ابتسمت وهززت رأسي له. الوقت داخل المقبرة يختلف عن وقت المدينة. هناك، كل شيء سريع، الكل يريد الوصول إلى وجهته بأقل وقت ممكن. الطالب التشيكي يورسلاف قال لي "هنا، الوقت يساوي المال". ما يختصر كل شيء. الجميع في عجلة من أمره، ما جعلني أشعر وكأني متأخر عن شيء ما رغم أنه لا شيء لدي لأقوم به. أما هنا، عالم المقبرة، الوقت بطيء. لا حاجة للاستعجال. الجميع وصلوا إلى وجهتهم، والآن يستمتعون بالطمأنينة والسلام اللذان يبحثان عنهما سكان المدينة. عالمان ينتميان إلى بعضهما البعض. يغذيان بعضهما البعض، ورغم ذلك، ينفصلان في كل شيء. للمفارقة، عالم المقبرة أقل وطأة من العوالم الأخرى. الشمس تطل من وراء الغيوم لتلفح وجوهنا والمقابر، بعد صباح رمادي كئيب، بارد وماطر. أتنفس قليلاً، وأجلس على مقعد تصل إليه الشمس. يمضي الوقت. ليس لدي شيء محدد أقوم به، بعد أن ألغيت زيارتي للقلعة، والكسل التهم آخر ما تبقى من رغبة بالاكتشاف لدي، عدا عن أنه لا رغبة لدي بمغادرة هذا المكان الذي يبدو أليفاً، محبباً، دافئاً وجذاباً. .9. ظهرت السماء قليلاً في أزقة ميونخ. كنت أطاردها، كمتسول أو عاشق، كلما أرسلت أشعتها إلى زاوية ما. البرد لا يحتمل. الناس مازالوا مستعجلين. لا أعرف إلى أين يذهبون أو ما الذي يجعلهم يركضون بهذه السرعة. وجدت مقهى كنت قد شاهدته البارحة وأردت الجلوس به ولكني لم أقم بذلك البارحة. اليوم، دخلت إليه، طلبت سندويش وكأس من الشاي. قمت بمحادثة كانت الوحيدة لهذا اليوم. تحدثت مع الفلسطيني ميشال عن بعض الأشياء. أخذت الترويقة، خرجت وجلست على طاولة في الخارج. قرأت فصل من "رقص رقص رقص" لـ موراكامي، وبعدها مشيت. البرد كان يزداد قسوة. جسدي لم يعد كالسابق. مناعتي تجاه البرد أصبحت منخفضة جداً. فكرت بالكثير من الأمور: عائلتي، العمل، المستقبل والأشهر القادمة. ابتسمت وقلت في نفسي: كان يمكن لحياتي أن تكون أسوأ، وهذا ما جعلني أكثر فرحاً وارتياحاً. النزل الذي نمت فيه ليلة البارحة له تاريخ متشعب، حسب ما أخبرني به الكرواتي الألماني مارك الذي كان معي في الغرفة. المبنى شيدته شركة (بي إم دبليو) للسيارات في السبعينات كسكن لعمالها، وفي الثمانينات اشترته الدولة وحولته إلى سكن اجتماعي تضع فيه العاطلين عن العمل ولاحقاً شركة الفندق قامت بشرائه. مارك الخمسيني عاد منذ شهرين من كرواتيا (بلده الأصل) إلى ميونخ التي ولد فيها وعاش معظم حياته فيها. أخبرني قصة حياته كلها، ولكن دون اختصار. هو على نقيض الرجل التونسي الذي أخبرني قصته ببضعة دقائق. هو لم يخبرني قصته فقط، بل تاريخ عائلته وتهجيرهم من المجر عقب الحرب العالمية الأولى، واضطرار أجداده على ترك كل أملاكهم هناك، والرحيل إلى كرواتيا حيث أسسوا حياتهم من جديد هناك. والداه اللذان ماتا منذ عقدين هاجرا إلى ميونخ كعاملين بعد استقطاب ألمانيا، ودول أوروبية أخرى، لليد العاملة بعد النمو الاقتصادي الذي عاشته القارة في الستينيات. ليس لديه أخوة أو أقارب أو أي أحد آخر. لديه صديق واحد متزوج ولديه أطفال: "من الصعب إيجاد الوقت لنلتقي". لديه نظرية غريبة وهي أن هدف حياة الإنسان هو الدفاع عن الكوكب من النيازك الكبيرة. ومنذ سنة بدأت لديه فكرة أخرى وهي أنه عليه أن يقول للآخرين بأنه يجب الدفاع عن الكوكب. هززت رأسي. "ربما هذا الرجل يقترب من الجنون"، قلت في نفسي. بعد أقل من دقيقة كنت أفكر بأني لست أفضل حالاً منه، وربما أصاب بالجنون قبل الخمسين بكثير. قد أكون قد جننت ولا أعرف بذلك. كيف يمكنني أن أعرف ذلك؟ ضحكت وأخبرته بأن فكرته فيها بعض من المنطق. أخبرني قصص لا تنتهي عن النظام الاجتماعي في ألمانيا، عن صديقه الذي أخذ ماله، عن المهن التي عمل فيها، وعن فترة إدمانه للكحول والمخدرات. أهم شيء لاحظته معه، هو أنه لم يكن يكترث ما إذا كنت أستمع إليه أم لا. وصل إلى مرحلة يريد أن يتحدث فقط. ربما هو الجنون، ربما هي الوحدة، أو الإثنين معاً. ربما من أتحدث إليه هو أنا بعد عقدين من اليوم. لا أعرف ماذا يخبىء لي المستقبل، ولكني أعرف بأني خلال ساعات سأغادر بالباص إلى برلين. أنظر من نافذة المقهى إلى الخارج. الحياة تستمر وقد يكون هذا أجمل ما فيها.  في برلين .10. الكثير من الأشياء حصلت في الطريق من ميونخ إلى برلين الجميلة، من بينها أني بلغت الواحدة والثلاثين أثناء جلوسي في الباص مع غرباء. لا أذكر الكثير عن أول يومين في برلين حيث التقيت صديقة قديمة وذهبنا احتفلنا سوياً إذ أن الفارق بين عيد ميلادي وميلادها هو ثلاثة أيام. بعد أن غادرتها اتجهت إلى النزل حيث حجزت سريراً لعدة أيام. النزل يقع قرب ما تبقى من الجدار الفاصل بين القسم الغربي والشرقي للمدينة. الكثير من الأفكار خطرت في بالي أثناء المشي على طول الحائط المليء بالجداريات الكبيرة والغرافيتي التي رسمها فنانين من مختلف أنحاء العالم. مشيت عدة كيلومترات وأنا أستمع لموسيقتي المفضلة. التقيت بعدد من الأشخاص، كانت محادثتنا قصيرة جداً. كنت متعباً من ليلة أمس، ومن قبلها من رحلة الباص، ورغم ذلك، وجدت نفسي أمشي باتجاه شرق برلين. أردت اكتشاف ذلك الغموض الذي يُحاط به ذلك الجانب من المدينة. الفارق بين الجانين لا يُمكن التعبير عنه، بقدر ما يمكن الشعور به أثناء المشي بين الشوارع الصغيرة للمنطقة الشرقية. على عكس ميونخ، هنا الناس أقل سرعة وأقل حركة. سبباً إضافياً لأحب هذه المدينة الممتدة. غابت الشمس، الطقس أصبح أكثر برودة، وبعد أن أضعت سترتي، أعطتني صديقتي شالاً صوفياً كبيراً ارتديته وأصبح شكلي أكثر غرابة به، ولكن لا يهم طالما أن الاحتماء من البرد هو الهدف الأول لحياة الإنسان، على عكس ما قاله لي مارك في تلك الليلة في ميونخ. أردت شرب القهوة أو البيرة، هكذا دخلت إلى مطعم على زاوية أحد الشوارع، وطلبت كأس من الشاي. وقت للراحة، الهرب من البرد، والتفكير باللاشيء والكتابة. .11. ليلة أخرى في برلين. وجوه كثيرة، غرباء، سجائر، والكثير من البيرة. تحادثت مع كثيرين، تكلمت عن أمور كثيرة، وخضت نقاشات ممتعة. كنت مرهقاً من قلة النوم والمشي الطويل، ولكن ذلك لم يمنعني من الاستمتاع بليالي برلين الباردة والصاخبة والمألوفة، وكأنني في عالم مواز لكل العوالم التي عشتها في السابق. حديث آخر، سيجارة أخرى، زجاجة بيرة، ابتسامة، وجوه تعلق في الذاكرة، وتختفي آخر الليل، سيجارة أخرى، بعض الصفحات للقراءة قبل الاستغراق في النوم في ساعات الصباح الباكر. يوم آخر. استيقظ قبل الظهر بقليل. أردت الذهاب للتسكع في وسط الجانب الشرقي للمدينة. لم أحادث أحد. شربت القهوة، دخنت سيجارة وأخرى. تمشيت في السوق. الكثير من الأشياء الجميلة. وصلت إلى متحف "ألمانيا الشرقية". طابور طويل من الناس للدخول. شعرت بأني لا أريد الوقوف في الصف لأشاهد متحفاً عن الشيوعية. غادرت وضعت في الشوارع المحيطة. كنت أفكر بأن الشيوعية أصبحت أيضاً من التاريخ. المنجل والمطرقة إلى جانب الصليب والكنيسة. كلهم لم يعودوا ينتمون إلى هذا الواقع، والعالم الذي يتشكل على أنقاض العالم القديم. الشيوعية دفنت الكنيسة، والحضارة الرأسمالية دفنت الشيوعية. اليوم، الحضارة الصناعية تتجه إلى حتفها. شعرت بالجوع، تمشيت قليلاً، وجدت تمثالاً لكارل ماركس وفريدريك انجلز. التقطت صورة له ومعه، كذكرى. الماركسية أصبحت مجرد تمثال للذكرى. الجوع يداهمني من جديد. هكذا، غادرت المكان بحثاً عن برغر. قرب متحف "الشيوعية" تذكرت الرجل الستيني الذي اشتريت من محله قناع الغاز. هو أحد الأناركيين القدماء، ويقاتل ضد النظام العام في المدينة منذ 1979، ومنذ عام 1989، أصبح مشلولاً بعد أن وقع عن ارتفاع 70 متراً، حسب ما أخبرني. "مازلت أنشط حتى اليوم"، قال لي. تحدث عن جدار برلين وجدار إسرائيل وعن الشرطة في برلين. فجأة صوت موسيقى مألوفة يعيدني إلى الشعور بالجوع. وجدت مكاناً، جلست فيه، أكلت وقرأت فصل آخر من موراكامي. .12. في برلين، عوالم مختلفة وغريبة. الفرق بين الليل والنهار ليس كبيراً. أثناء عودتي في  الليل إلى سريري، نظرت إلى الساعة وكانت الرابعة صباحاً. حاولت قراءة بعض الصفحات وغفوت حتى الصباح المتأخر. اليوم لا مخطط محدد لدي. لا وجهة معينة أصل إليها. أحب هذه الأيام. بعد القهوة، خرجت في اتجاه لم أمشي فيه من قبل. أردت أن أمشي في شوارع لا ناس فيها، أو أكثر تحديداً، فيها عدد قليل من الناس. لا أعرف ما إذا كان الطقس أقل برودة من الأيام السابقة أم جسدي أصبح أكثر تأقلماً مع هذا الطقس. الشمس غائبة عن السماء منذ ثلاثة أيام، والغيوم تحتل المشهد. "الطقس مناسب للمشي". ومشيت. عدت بالذاكرة إلى بيروت، عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، حيث كنت أمشي بشكل عشوائي كل يوم سبت، خصوصاً عندما يكون الطقس مشابهاً لهذا الطقس. تذكرت أزقة طريق الجديدة، المصيطبة، رأس النبع، الصنائع ورمل الظريف. تذكرت أصدقاء لم أعد أعرف عنهم شيئاً، أو بالأحرى لم نتحادث منذ زمن بعيد. منهم من هاجر، وآخرون ماتوا، والبعض الآخر تزوج. بعد لحظة، انتبهت إلى أني غادرت أيضاً وأصبحت في مكان آخر. تحولت إلى غريب آخر من غرباء بيروت والآن غريب من غرباء هذه المدينة، ولكن مع بعض من الألفة. كنت في الرابعة عشر، واليوم أبدأ الواحدة والثلاثين من عمري. الكثير من الأشياء بقيت كما هي، والكثير من الأشياء تغيرت. الشخص الذي يمشي في هذه الشوارع غير ذلك الشخص الذي مشى في بيروت. مرة أخرى، أشعر بالوحدة والبرد. مررت بأبنية مهجورة ولكن كان من الصعب الدخول إليها. لم أحاول. أبنية تشبه أبنية حي رمل الظريف والأشرفية. تذكرت رحلة اكتشاف تلك الأماكن مع إحدى الفتيات في سنوات بعيدة. وجدت سوبرماركت. اشتريت عنقود من العنب لآكله أثناء التجول. اليوم، أحاول أن أكون صحياً أو على الأقل لبضع ساعات. عبرت جسراً فوق النهر. شعوراً مألوفاً أكبر من أن يحتمل، كالقشعريرة، يمر في جسدي. لم أعد قادر على المشي. وقفت ونظرت إلى النهر. دخنت سيجارة. "الحياة ليست بذلك السوء"، قلت لنفسي، قبل أن أمشي في شوارع لن أعود إليها أبداً. صور من ليلة البارحة تعود إلى ذاكرتي. أضواء دافئة، وموسيقى تأخذني إلى عوالم تذكرني بالأيام القادمة. حركة الأضواء متجانسة وكأنها ترسم الزمن القادم، وتعيد تشكيل ذكريات قديمة. كيف يمكن للضوء أن يقوم بكل ذلك؟ .13. ثقل في صدري، وتعب يتوزع أطرافي. نتيجة ضياع سترتي. الشمس ظهرت لدقائق واختفت وراء مملكة الغيوم. مشيت في اتجاه لم أمشيه من قبل. وجدت محلاً لديه أنواع وأشكال مختلفة من السترات. دخلت وبعد أن تحيرت كثيراً اشتريت سترة تحميني من برد برلين. ما سرع من قراري بشرائها هو شعور الجوع والإرهاق. خرجت من هناك بأسرع ما يمكن وأكملت طريقي. وجدت محلاً يبيع الفلافل. "مضى وقت طويل لم آكل به الفلافل"، قلت في نفسي. مطعم لبناني وسوري. طلبت سندويش وبعد أن أنهيتها بوقت قياسي سألني الشاب اللبناني الذي أعدها "أعجبتك؟". ظننت يريد الحقيقة. "ليست كالتي نأكلها في بيروت، ولكن لا بأس بها". ملامح وجهه تغيرت قليلاً "أوكي"، رد علي. شكرته ومشيت. في طريقي، عدت للتفكير بالسندويش ومعدّها. ربما كان يبحث عن إجابة تمنحه بعض من الطمأنينة وتخبره بأنه أفضل معلم فلافل في برلين، أو حتى في أوروبا كلها. هي الساندويش الفلافل الوحيدة التي أكلتها، ربما هي الأفضل أو الأسوأ لا حل وسط. عدت إليه، وجدته يعد ساندويشا لزبون آخر. قلت له "كنت أمازحك. أنت تعد أفضل سندويش فلافل في المدينة". نظر إلي وابتسم، وجد بعض من الراحة النفسية في غربته القاسية. سيارة تعبر وتطلق زموراً يعيدني إلى الواقع. لن أبحث عنه الآن لأقول له أي شيء. هو سألني وأنا أجبت. الآخرون ربما يريدون الطمأنينة وليس الصراحة. الطمأنينة تجلب السعادة. هذا ما فكرت به عندما صعدت المترو في طريق عودتي للسرير لآخذ قيلولة بعد الظهر. التعب كان قد حلّ في روحي أيضاً، وعليّ الارتياح قليلاً قبل المساء حيث سألتقي بصديق، هو موسيقي من بيروت، أعرفه منذ سنوات طويلة، وقد انتقل للعيش هنا منذ سنتين تقريباً. .14. ليل برلين طويل، يبدأ باكراً وينتهي سريعاً. الموسيقى تملأ العلبة المظلمة. أشعر بها تتدفق في كل مكان في روحي وجسدي. أضواء تتحرك بسرعة، وببطء. أجساد لغرباء وآخرون مألوفون تتمايل على إيقاع "التكنو" البدائي. الضوء الأصفر يُظهر جانب من الوجوه. أيدي نحو السماء، أجساد متعرقة، نهود، مؤخرات، أعناق دافئة، أشباح، دخان، بيرة، وجه جوزفين، المزيد من الصخب. رقصت مع الجموع. كنت بينهم وكنت وحيداً. متعة الموسيقى تتوسع في أنحاء جسدي. ابتسم، اضحك، والمزيد من الرقص. في الخارج، الشمس بدأت بتظليل الأبنية المحيطة، الأشجار والشوارع. في الداخل، حيث المئات مازالوا يستمتعون بالموسيقى، مازالت الظلمة تظلل المكان ووجوه الغرباء. الفارق بين الليل والنهار هو الفارق بين الوعي واللاوعي، بين الخدر والطمأنينة. المحادثات مع الآخرين قصيرة جداً. عابرون من كل مكان التقيتهم. ملامح جوزفين تعود إلى مخيلتي. أبحث عنها. أتذكر لاحقاً بأنها غادرت منذ ثلاثة أيام. سيجارة أخرى. زجاجة بيرة أخرى. المزيد من الرقص. وجوه جدد. الشمس تسطع أكثر في سماء صافية. احتلت مكان القمر الذي كان في كامل استدارته. الموسيقى لم تهدأ والأجساد أيضاً. أفكر ببرلين وقدرة هذه المدينة على أن تكون جميلة، صاخبة وهادئة. عند الظهر، عدت مع صديقي القديم الذي التقيته في اليومين الأخيرين إلى البيت بعد ليل طويل وصباح قصير. غادر إلى المطار وأنا اتجهت بعد ساعات إلى محطة القطار المركزية في المدينة لأذهب إلى شمال البلاد لألتقي بصديق آخر، لاجىء منذ سنتين. في المقعد المقابل لمقعدي، لوقا، كاتب في ستينياته ربما، يعود إلى مدينته في هولندا حيث بلاده، بعد أن شارك في مؤتمر حول الـ Psychedelic، وكيفية عمل دماغ الإنسان. خضنا حديثاً طويلاً عن الكثير من المواضيع. في الخارج، لا شيء في السماء سوى الرماد والغيوم الثقيلة. فرصة لي لأشاهد الأرياف، المدن الصغيرة والمعامل المهجورة في الشرق الذي كان تحت الحكم الشيوعي. من النافذة أشاهد كل ذلك مع بعض من النوستالجيا. هذه المرة لا أعرف لمن هذه النوستالجيا. هل هي لسنوات سابقة أم لليلة أمس؟ أم لليلة التي التقيت بـ جوزفين ودخنا بضعة سجائر على الشرفة التي تطل على ما تبقى من جدار المدينة؟ لطالما تخيلت نفسي راكباً القطار في طقس خريفي، ليعبر سهولاً، أنهاراً، وقرى نائية. هذا عندما كنت في الخامسة عشر من عمري. المشهد ذاته يتحقق مع بعض التعديلات. جالساً في القطار، استمع الموسيقى، اشرب البيرة، وفي الخارج ذات عناصر الصورة التي تخيلتها ولكني في هذه اللحظة أتخيل نفسي عندما كنت في الخامسة عشر من عمري. ستة عشر سنة مضت. ماذا بقي من ذلك الشخص؟ ولكن هل فعلاً عليّ الإجابة على هذا السؤال الذي بعد أن فكرت به، وجدت أن لا طائل له مثل الكثير من الأشياء الأخرى. بعض الوجوه التي التقيتها لمرة واحدة تعود إلى الذاكرة. من هُم كل هؤلاء الذين التقيت بهم في الليلتين الماضيتين؟ الجميع يبحث عن السعادة وأنا بدأت أشعر بالنعس والتعب، وفي الوقت عينه أردت أن أشاهد كل الطريق. القطار يتوقف في إحدى المحطات. المزيد من الركاب يصعدون مع حقائبهم. إمرأة، مع أنف طويل بشكل واضح، تبدو في ستينياتها تقول لي بأن المقعد الذي أجلس فيه حجزته بشكل خاص، بعدها أخبرتني بأنها ستجلس إلى جانبي لتتركتني مستمتعاً في المقعد. الجميع يريد الجلوس قرب النافذة. هي عقدتنا الأولى منذ إنشائنا المنازل وصنعنا للمركبات. دائماً نريد مشهد أفضل ورؤية أفضل للعالم. نحن متفرجون بالفطرة، وكثيرون يفضلون مشاهدة (البورنو) على ممارسة الجنس. "نحن غرباء"، أفكر. ساعتان إضافيتان وأصل لوجهتي. المرأة إلى جانبي أخرجت علبة من حبوب النعناع. أعطت كل واحد منا حبة. الكاتب مع قبعته الحمراء الغريبة، الفتاة التي تجلس إلى جانبه، والرجل الغريب الذي يجلس إلى جانبها. طمأنينة حلّت في الجميع. الفتاة التي تجلس إلى جانب الكاتب تناولت صحن كبير من أكلة تشبه المجدّرة، تحادثت مع الرجل الذي يجلس مقابلها. كانت تبدو سعيدة عندما كانت الشمس تظلل جزء من عنقها. لوقا كان يبدو عليه الضجر وأراد أن يتحدث مع أي كان. بدأ بحديث مع المرأة المسنة التي بجانبي. أتذكر المشهد من جديد. هو لم يتحدث إليها رغم أن نواياه كانت توحي بذلك. هي التي بدأت بمحادثته عبر محاولتها قراءة عنوان الكتاب الذي يضعه أمامه. بدأ بإخبارها عن موضوع الكتاب. "كتاب عن الهندسة الجينية للبشر والمخدرات"، قال لها، ثم أضاف "أنا أكتب وأهتم بهذا الموضوع منذ أربعين سنة"، ثم دار حديث بينهما. خرجت المرأة الكبيرة من القطار بعد أن ودعتنا وكأننا نعرفها منذ سنوات طويلة، رغم أننا التقينا لنحو أربعين دقيقة. صعدت فتاة شقراء بملابس سوداء إلى القطار. جلست قرب لوقا الذي لم يتأخر بالتحدث إليها. جاكلين، في الثامنة والعشرين من عمرها، تزوجت لسنتين وطلقت في الصيف الماضي، والآن هي بعلاقة مع شاب يعيش بعيداً عن بيتها نحو ساعتين في القطار. لم تقل بأنها سعيدة، ولكن ملامح وجهها تشير إلى ذلك. تبدو بأنها ليست ذكية جداً، وهي على ما يبدو تعرف ذلك. قالت بأن انسجامها مع نفسها يأتي من كون لديها صدر كبير. كنت قد لاحظته قبل أن تشير إليه. "لا بأس بهما"، قلت في نفسي. تحادثنا نحن الثلاثة عن ألعاب الفيديو وأشياء أخرى. لوقا كان بمقدوره أن يتحدث عن أي شيء. هو يعرف الكثير من الأشياء، بما فيها أشياء عني وعن أناس أحبهم. قال لي بعض الأشياء، لم يقل أكثر مما لزم، ولكني في قرارتي أعرف بأنه يعرف، وفي الوقت عينه، كنت أعرف عنه الكثير. قبل أن أغادر القطار قال لي بضعة أمور جعلتني أشعر بثقل. أخذت نفساً عميقاً. قبل هذا اللقاء الغريب كنت قريب جداً من العثور على إجابات وأن أصبح أكثر قرباً من السعادة أو ما يعادلها. القطار أقلني إلى احتمالات أخرى لم تخطر في ذهني من قبل. ولكن لما لا؟ أليس كل ما أريده هو احتمالات أخرى لهذا الوجود؟ وبين هذه الاحتمالات ربما أجد القليل من الطمأنينة؟ ودعته وجاكلين. خرجت من القطار، إلى بحر من الظلام لأبحث عن آيس كريم. لتحميل القصة القصيرة الرجاء زيارة هذا الرابط The post مُتَسَكِّع في القارة العجوز appeared first on رصيف22. المصدر: رصيف 22

ثلاثة وحوش بقلم حسام عيتاني

$
0
0
«دخلت إلى الغرفة فرأيت ثلاثة وحوش. اثنان يمسكان بذراعي علوى والثالث يمسك برجليها. كان يرتدي الشيّال (القميص الداخلي)، وكان يغتصبها». كان هذا المشهد الأول من رحلة اكتشاف معنى رئاسة «الشاب ذي العينين الزرقاوين» في الوثائقي «سورية الصرخة المخنوقة» الذي عرضته قناة «فرانس2» أول من أمس. بعد التقارير الدولية عن القصف الكيماوي الذي تعرضت له الغوطة عام 2013، وعن «المسلخ» العامل ليل نهار في سجن صيدنايا («منظمة العفو الدولية»- شباط/ فبراير 2017)، وبعد صور «قيصر» لضحايا القتل المنهجي الذين نُقلوا إلى المستشفى العسكري قرب دمشق. وبعد آلاف الشهادات من معتقلين سابقين عن التعذيب الذي يفوق الوصف، يأتي «سورية الصرخة المخنوقة» ليقول إن الاغتصابات الجماعية لم تكن لانتزاع اعترافات أو معلومات، بل كانت «لتحطيم العائلات وتحطيم المجتمع، وفي نهاية المطاف لتحطيم الثورة»، على ما قالت مخرجة الفيلم مانون لوازو. لكن مهلاً. يعرف السوريون وحشية نظامهم منذ اختبروه في ثمانينات القرن الماضي. ويعرفها بقدر لا بأس به، اللبنانيون والفلسطينيون الذين ذاقوا بطشه وتعرفوا إلى زنزاناته من المّزة إلى تدمر وإلى راجمات صواريخه ومدافعه. ويعرف العالم كل شيء بالتفصيل الممل عن زبانية المعتقلات السورية، بل إن «العالم الحر» لم يتردد في إرسال بعض السجناء لديه إلى الأجهزة السورية لتتعامل معهم حتى لا يلطخ أدعياء الحضارة أيديهم بدماء مشتبه فيهم بالإرهاب. على رغم ذلك، لا يُحرّك أحد ساكناً. لم تعنِ جثث أطفال عبرين والحولة ودرعا شيئاً. ومريم خليف الضحية الجريئة، على حق عندما تقول إن مشاهدي هذا الوثائقي لن يفعلوا شيئاً للنساء اللواتي ما زلن في المعتقلات حتى اليوم، «سيشاهدون وسيشعرون ببعض الأسف ثم ينصرفون». ولعل هذا جوهر المسألة: ماذا تعني المأساة السورية، عندما يتم إنزالها من المجردات والمفاهيم المطلقة بالنسبة إلى العالم الذي ينتفض لتحرش منتج سينمائي أميركي بالممثلات أو مرشح إلى منصب في الكونغرس أو مذيع تلفزيوني بزميلاته؟ ليس المقصود التقليل من فداحة التحرش واستغلال المكانة الذي يرافقه من أجل فرض الرغبات والغرائز على الأخريات والآخرين. بل على العكس: ها هي جرائم موثقة، آلاف الجرائم، التي لا تهم العالم ذاته المنتفض على التحرش ولا تدفعه إلى أكثر من إنتاج وثائقي قد يُنسى كأنه لم يكن. لا جديد في كلام لوازو عن تحطيم العائلات والمجتمع. وما قالته الضحايا عن قتل أهاليهن لرفيقاتهن بعد خروجهن من معتقلات الأسد، عن المصيبة المزدوجة التي يواجهنها، الاغتصاب في الداخل والعائلات «المحافظة» في الخارج، يشكل مرآة لمجتمعاتنا المنكوبة بذاتها وبالآخرين، بأنظمتها وبقيمها، بحكوماتها البربرية وبالعالم الذي يتلذذ بتوزيع امتيازات الحضارة وحقوق الإنسان على أصناف من البشر، ويحرم أصنافاً أخرى منها. السؤال الآخر، ما سر تأييد العالم هذا النظام؟ حربه على «داعش» وإرهابها؟ تصدّيه للإمبريالية؟ قتاله إسرائيل؟ بمَ سيجيب حلفاء الأسد، الذين يعرفون قبل غيرهم اتساع حقول القتل التي زرعها بجثث السوريين، إذا واجهوا جبال الوثائق والشهادات عن صديقهم وحليفهم؟ هم طبعاً ليسوا أفضل منه، وسجلاتهم تشهد لهم على استسهال اللجوء إلى القتل والعنف متى وجدوا ضرورة أو فرصة. الأرجح أنهم سيبرّرون له قتله «الإرهابيين والإرهابيات»، مثل الذين ظهروا في الوثائقي بدواع أكبر من أن تدركها عقولنا الصغيرة: يعمل هذا المحور على تحرير القدس وإسقاط المشروع الصهيوني&8230; لكن ما هي صفات البشر الذين سيبقي بشار الأسد وحلفاؤه عليهم ليروا ثمرات تحرير القدس؟ ماذا يعني أي شيء لمن تعرضت لاغتصاب متكرّر في سجون الأسد؟ وها نحن أمام ثلاثة وحوش جديدة، الأسد وإسرائيل و»داعش»، يتعين أن نختار بينها. نعم. سيزهر الورد على قبر علوى التي قتلها أهلها بعد خروجها من المعتقل، كما قالت رفيقتها. وستكبر أشجار الفل لتفوح رائحته على العالم بأسره. المصدر: صحيفة الحياة

الإمارات : أول عملية زراعة قلب ناجحة من متبرع متوفي في الإمارات

$
0
0
نجح أطباء في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بإجراء أول عملية زراعة قلب في الإمارات العربية المتحدة لمواطن يبلغ من العمر 38 عامًا، حيث تلقّى القلب من شخص تبرّع بكل أعضائه قبل وفاته. إذ كانت هذه أول مرة تتم فيها عملية زراعة قلب كاملة داخل الإمارات، وكذلك أول مرة تتم فيها زراعة أعضاء من متبرعين متوفين من داخل الإمارات. أجريت الجراحة على يد فريق ضم أربعة من الجراحين في مستشفى ‹كليفلاند كلينك أبو ظبي›، واستمرت العملية لـ 6 ساعات وتكللت بالنجاح إذ أن المريض يتعافى حالياً في المستشفى، وفق التصريحات الطبية الصدرة من المشفى. كما كان المريض يعاني من حالة متأخرة من قصور القلب عندما أُدرج اسمه على قائمة الانتظار بعد فترة قصيرة من صدور المرسوم الحكومي الذي يجيز عمليات زرع الأعضاء من متبرعين متوفين في دولة الإمارات. كذلك أشاد الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي بالإنابة في المستشفى قائلاً: "تؤكد هذه العملية على مدى أهمية خدماتنا في مجال زرع الأعضاء على المستوى الاجتماعي، فقد تمكنا، بفضل متبرع واحد، من إنقاذ حياة أكثر من مريض ومنحنا الأمل لعائلاتهم، (&8230;.) نحن فخورون جداً بأننا المركز الأول والوحيد لزرع الأعضاء المتعددة في الإمارات، وبأننا قادرون على تقديم هذه الخدمات هنا داخل الدولة لنعطي أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من قصور القلب". ووصف الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي العملية بأنها “إنجاز تاريخي يضاف إلى السجل الحافل لإنجازات الدولة”، مضيفاً إن العملية “دليل واضح على النقلة النوعية التي وصل إليها قطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي في ظل القيادة الرشيدة التي استثمرت الجهد والوقت، لينعم سكان الدولة بمثل هذه الخدمات المتميزة ذات المستوى العالمي، والتي أصبحت اليوم متاحة في الإمارة.”

المعارك في سورية تستنزف المزيد من عناصر المليشيات الإيرانية

$
0
0
قتل خمسة قياديين من ميليشيا لواء فاطميون، اليوم الخميس 14-12-2017، جراء المعارك المحتدمة بين عناصر تنظيم ‹داعش› من جهة، وقوات النظام وميليشياته من جهة أخرى شرق سورية. فقد نعت المليشيا ثلاثة قياديين دفعة واحدة، وهم محمد أكرم ابراهيمي، محمد أكبر رضايي وسيد جعفر أميري، مشيرة إلى أنهم من الجنسية الأفغانية وكانوا يقيمون في مدينة قم الإيرانية، وأنهم قتلوا في معارك مدينة البوكمال شرق سورية. كما أضاف الموقع، أن الحرس الثوري الإيراني فقد قياديين من عناصره المنحدرين من ميليشيات وحدة ‹صابرين› المقاتلة في صفوفه في سورية، وهما مهدي قره محمدي، ومهدي إیماني، دون تحديد مكان مقتلهما بالضبط. إضافة إلى قيادي آخر يدعى محمد شاليكار ينحدر من مدينة ‹فریدونکنار› التابعة لمحافظة شهرستان الإيرانية، الذي لقي حتفه في مستشفى بمدينة دمشق بعد نقله إليها متأثراً عقب إصابته في المعارك التي أُصيب بها على جبهات ريف حلب الجنوبي.

بالفيديو: شاهد الجعفري يهاجم مراسل ردا على استخدامه تسمية “نظام الأسد”

$
0
0
أخبار السوريين: هاجم رئيس وفد نظام الأسد في جنيف8 بشار الجعفري ، مراسل تلفزيون "العربية الحدث" محمد دغمش، بعد استخدامه تسمية نظام الأسد في سؤال للجعفري مادفع الأخير تأكيده على تقديم شكوى للأمم المتحدة لمنع استخدام وصف "نظام الأسد" من قبل وسائل الإعلام. وبعد سؤال المراسل للجعفري عن قيام المبعوث الدولي ستافان دي مستورا بالطلب من روسيا الضغط على وفد النظام لتسهيل المهمة في جنيف، وسؤال المراسل عن طبيعة الضغوطات على نظام الأسد، عمدت المترجمة المرافقة للجعفري في المؤتمر الصحفي باستخدام كلمة "الحكومة السورية" أثناء ترجمة السؤال للإنجليزية، ما دفع الجعفري بالتهجم على المراسل :"شفت المترجمة أديشها مهذبة وصلحتلك سؤالك"، ليبرر المراسل بالقول : بالنسبة لجزء كبير من السوريين اسمكم نظام الأسد ليرد الجعفري بـ "شو بدك بالسوريين". وأضاف الجعفري أننا طالبنا الأمم المتحدة بمنع استخدام مصطلح "نظام الأسد" من الأن فصاعدا. https://www.youtube.com/watch?v=ynMOOPQcDbA وطالب مراسل "العربية الحدث" عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" الأمم المتحدة في جنيف بـ"فتح تحقيق فوري في قيام مترجمة تعمل لديها بتزوير أسئلة مراسل العربية واستخدام مصطلحات ملائمة لنظام بشار مما اقتضى ثناء الجعفري عليها" مشيرا أن " سلوك المترجمة خطير وخارج عن أعراف المنظمة الدولية". وعن رد الجعفري بكلمة "شو بدك بالسوريين" علق المراسل :" عندما قلت للجعفري: بالنسبة لجزء كبير من السوريين اسمكم نظام الاسد رد بـ "شوبدك بالسوريين" وحرك يده مستهزئا .. لم اشعر بهذا الرد سوى بمعنى (اقبية مخابراتنا كفيلة بهم) !". وكان وفد النظام جدد رفضه اليوم التفاوض المباشر مع المعارضة، احتجاجا على بيان "الرياض 2". وطالب رئيس وفد النظام بإلغاء بيان "الرياض 2" وتوسيع تمثيل المعارضة، فيما ادّعى أن وفده لم يضع شروطا مسبقة للمفاوضات المباشرة. وانطلقت الجولة الأولى من "جنيف 8" في 28 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، واستمرت 4 أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، لتنتهي اليوم الخميس.
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>