تجمع الأرملة النازحة من جوسيه السورية، حميدة القاسم (50 عاماً)، مخلّفات الورق والكرتون والنايلون من شوارع عرسال ودكاكينها، لتستخدمها في تدفئة أطفالها السبعة الساكنين في مخيم موسى في وسط عرسال البلدة (شرق لبنان). القاسم التي لم تتعبها مهمتها اليومية، لا تزال تأمل بتلقي مساعدة من المحروقات (مثل المازوت) توفرها الأمم المتحدة للنازحين هذا العام.
وتتشارك القاسم هذه الحال مع مئات النازحين السوريين الذين يسكنون في مخيمات شرق لبنان، وتتفاقم معاناتهم مع بداية كل موجة صقيع.
فمعظم هؤلاء يسكنون في خيم مبعثرة بشكل عشوائي داخل المخيمات المنتشرة في منطقتي البقاع الشمالي والأوسط. وتزداد المعاناة لدى سكان مخيمات النازحين في عرسال الذين يقطنون على ارتفاع 1500 متر، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون 4 درجات تحت الصفر ليلاً، علماً أن معظم الخيام تعلوها سقوف من النايلون التي لا ترد الصقيع، ولا الثلوج والجليد.
مريم درّة تعيش في خيمة مشابهة منذ الإفراج عنها من سجن عدرا في سوريا قبل 3 سنوات، ووصولها إلى بلدة عرسال. تسكن في غرفة واحدة استأجرتها في البلدة، مع أفراد عائلتها الثمانية، وبينهم ابنتها مرام (20 عاماً) التي تعد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتغطي سقف الغرفة وجدرانها قطع النايلون خشية تسرب المياه إلى الداخل.
تعيش درة حياة صعبة منذ الإفراج عنها من سجن عدرا بعد سجنها لأشهر بتهمة الاتصال بمعارضين وتزويدهم بمعلومات. وحال الإفراج عنها، التحقت بعائلتها في عرسال. تقول: «ليس باليد حيلة. لم أحصل على البطاقة الحمراء المخصصة للتغذية حتى يوم (أول من) أمس وهي مخصصة لـ3 من أفراد عائلتي ممن ذهبوا برفقتي إلى مدينة زحلة حيث أجرينا المقابلة. أما الباقون فلم أستطع أن أضيفهم، لأنهم يرفضون الذهاب إلى (مدينة) زحلة، بينما يُقال إن الأمم المتحدة ستقوم بزيارة إلى عرسال حتى تتأكد من الأسماء بهدف إضافتها، لأن هناك قسماً كبيراً من الناس لا تستطيع الذهاب إلى زحلة، كما أن هناك أشخاصاً يعانون من مشكلة في انتقالهم بسبب فقدانهم أوراقاً ثبوتية».
وينتشر في داخل عرسال 93 مخيماً تتوزع بين الجرد والبلدة، ويسكنها أكثر من 120 ألف نازح سوري جاءوا خصوصاً من مناطق القصير والقلمون. ولا تزال عائلات تمتهن رعي المواشي تسكن في مخيمات صغيرة في وادي حميد على شكل مجموعات صغيرة، بعد الحصول على إذن من السلطات اللبنانية، ذلك أن الجيش اللبناني فكك كل المخيمات التي كانت هناك بعد انسحاب 10 آلاف مسلح وعائلاتهم إلى الداخل السوري.
تختلف الزيارة إلى عرسال هذه المرة عن سابقاتها بعد خروج آخر عنصر من تنظيم داعش منها في 28 أغسطس (آب) الماضي. فالحضور الأمني الرسمي في البلدة قائم. ويلفت نظر الزائرين انكفاء النازحين وتراجعهم عن إكمال سيرهم إذا ما لاحظوا جنوداً في شوارع البلدة.
غير أن عودة عرسال إلى حضن الدولة لم يخفف معاناة اللاجئين فيها. ويقول النازح خضر الخضير (30 عاماً) إنه يعمل لدى أهالي عرسال بأعمال البناء متى توافر العمل ليعيل والدته. أما النازح بكر الوليد فيعاني من البرد ويقول إن معظم أطفال مخيمات النازحين يعانون من أمراض مرتبطة بتدني درجات الحرارة ليلاً. ويضيف: «وعدونا بالمازوت وحتى الآن لم نحصل على شيء... نجمع النايلون ودواليب الكاوتشوك ونقطعها لإشعالها في المدافئ ليلاً».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
البرد يزيد معاناة النازحين السوريين في البقاع اللبناني
↧
واشنطن بوست : أسلحة «داعش» الفتاكة أميركية وأوروبية الصنع
ربما يتفرد تنظيم داعش بوحشية ما اقترفت يداه في العراق وسوريا من أعمال بدءا من المذابح التي أرتكبها بحق المدنيين، والتفجيرات الانتحارية، وإلقاء القنابل الارتجالية على الآلاف من منازل المدنيين. ووصف تقرير استغرق أعداده ثلاث سنوات التنظيم بأن أعضاءه يتميزون بالمهارة في التخطيط سواء في عمليات التصنيع أو الإمداد بعد نجاحهم في نقل الأسلحة والذخيرة وصناعة المواد المتفجرة في مناطق الحرب بوتيرة لم يشهدها العالم في التنظيمات الإرهابية من قبل.
وقد وثق «مركز أبحاث الصراعات المسلحة» ومقره بريطانيا، المعني بتتبع سير واستخدام السلاح في العالم، وجود أكثر من 40.000 قطعة سلاح وذخيرة في العراق وسوريا. اعتمد المركز في عمله على مجموعة من المحققين قام بإرسالهم إلى مناطق القتال في العراق وسوريا، بدءا من مدينة كوباني بشمال سوريا إلى جنوب العاصمة العراقية بغداد، لتتبع الطريق الذي سلكه التنظيم الإرهابي لاحتلال مناطق شاسعة سعيا لتأسيس دولة الخلافة.
ووصف التقرير الذي نشر الخميس الماضي بالأكثر شمولية حتى الآن في كشفه لطرق حصول «تنظيم داعش» على الأسلحة الغربية وكيفية إرسالها إلى جبهات القتال، وبات ينظر إليه كأداة هامة لفك لغز الكفاءة المدمرة التي تمتع بها التنظيم الإرهابي.
وإليكم بعض النقاط الهامة:
- استخدم التنظيم الإرهابي صواريخ وفرتها الولايات المتحدة ربما بطريقة تخالف الاتفاقيات الموقعة مع الجهات المصنعة لهذه الصواريخ. وبحسب ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» في يوليو (تموز) الماضي، فقد أوقفت إدارة الرئيس ترمب عملية سرية لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) لتسليح المعارضة المعتدلة في مواجهة الرئيس بشار الأسد. بيد أنه لم يجرى الإعلان عن نوعية الأسلحة التي قامت الإدارة الأميركية بتقديمها للمعارضة السورية، لكن الباحثين اكتشفوا أسلحة متنوعة في العراق اتضح أن الولايات المتحدة قامت بشرائها وإرسالها إلى الجماعات المعارضة في سوريا. وكمثال على ذلك، اكتشف مجموعة الباحثون وجود صواريخ «بي جي 9 - 99 ملي» باعتها مصانع سلاح رومانية للجيش الأميركي عام 2013 و2014، وقد انتشرت في الأراضي السورية والعراقية. كذلك اكتشف الباحثون حاويات مدونا عليها أرقام مسلسلة ضمن نفس الصفقة بشرق سوريا بعد استعادتها من قافلة تابعة لتنظيم داعش بمدينة الفلوجة. وقد تمكن التنظيم الإرهابي من تعديل تلك الصواريخ لاستخدامها ضمن قاذفاتها، وهو ما أدى إلى زيادة قدرات التنظيم الإرهابي في مواجهة الدبابات والعربات المدرعة التي قدمتها الولايات المتحدة أيضا.
كذلك تضمنت تقارير حصل عليها «مركز أبحاث الصراعات المسلحة» من الشركة الرومانية وجود اتفاقيات تشير إلى تعهد الولايات المتحدة بعدم إعادة تصدير تلك الأسلحة وغيرها، وذلك بهدف منع تهريب الأسلحة.
وأفاد التقرير بأن الحكومة الأميركية لم تستجب لطلبات بشأن تتبع مسار تلك الأسلحة التي قام فريق الباحثين بتوثيقها.
وفي تصريح لصحيفة «واشنطن بوست»، لم ينف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية التقارير بشأن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والتي وقعت في نهاية المطاف بين أيدي مسلحي «داعش».
واستطرد المتحدث: «سيقوم مستشارونا برصد استخدام الأسلحة والإمدادات التي قدمناها إلى قوات سوريا الديمقراطية لنضمن أنها استخدمت في مواجهة تنظيم داعش فقط، وأي استخدام غير ذلك أو تغيير لمسار المساعدات الأميركية سوف يؤخذ على محمل الجد، وذلك من شأنه أن يقلص من الدعم الأميركي».
النقطة الأخرى هي أن الأمر لم يستغرق سوى أسابيع ليتمكن تنظيم داعش من الاستيلاء على الصواريخ المضادة للدبابات. ففي يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) 2015، قدمت بلغاريا أنابيب قاذفات صواريخ مضادة للدبابات إلى الجيش الأميركي من خلال شركة بالهند تدعى «كيسلر بوليس سابلاي»، وبعد 59 يوما عثرت الشرطة الفيدرالية العراقية على ما تبقى من تلك الأنابيب بعد معركة في مدينة الرمادي العراقية. وفي مثال آخر، التقطت عدة صور لتنظيم عراقي متمرد في سوريا بينما يستخدم عناصره أنابيب قاذفات مدون عليها أرقام مسلسلة تشير إلى أنها قد وردت ضمن نفس الصفقة.
وأوضحت التقارير كيف أن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة سرعان ما تحولت للاستخدام ضد حلفائها، لتغير بذلك شكل ومسار المعركة وتشكل خطرا حقيقيا على فرق العمليات الخاصة الأميركية صغيرة الحجم التي عادة ما تتحرك في عربات غير مجهزة لمقاومة الأسلحة المضادة للدبابات.
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الاوسط}
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
رئيس وزراء إقليم كردستان العراق في برلين للقاء ميركل
تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في مقر المستشارية ببرلين. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية جيورج شترايتر، أمس، إن المحادثات ستدور حول مكافحة تنظيم داعش في المنطقة، والمشاركة الألمانية في هذا المجال.
يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاج) وافق، الثلاثاء الماضي، على تمديد مهمة القوات الألمانية لتدريب قوات البيشمركة العراق. وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، كان قد جرى تعليق هذه المهمة لفترة مؤقتة، بسبب تصاعد الخلاف حول استفتاء الاستقلال الذي نظمه إقليم كردستان نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. وزيارة نيجيرفان بارزاني المرتقبة هي الثانية له إلى الخارج منذ استفتاء الاستقلال، بعد الزيارة التي قام بها إلى فرنسا قبل نحو أسبوعين، بدعوة من رئيسها إيمانويل ماكرون.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أمس، أنه تحدث مع نظيره العراقي حيدر العبادي، خلال لقائهما في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش قمة المناخ الثلاثاء الماضي، عن ضرورة فتح المطارات الدولية في إقليم كردستان.
ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن روته قوله، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل: «تحدثتُ مع رئيس الوزراء (العراقي) عن ضرورة فتح مطار أربيل لاستخدامه للأغراض العسكرية»، مشيراً إلى أن البرلمان الهولندي يدرس تمديد إيصال المساعدات العسكرية في الحرب ضد (داعش) خلال عام 2018.
وأضاف: «نسعى لأن يكون لنا دور في فتح المطارات الدولية بشمال العراق، خصوصاً في أربيل».
يشار إلى أنه بعد إيقاف الرحلات الجوية الدولية المباشرة من وإلى مطاري أربيل والسليمانية من قبل بغداد، رداً على استفتاء الاستقلال، بدأت مساعٍ دولية واسعة لرفع الحظر، وأكدت كل من الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في وقت سابق، ضرورة إنهاء الحصار الجوي الذي فرض على كردستان منذ 29 - 9 – 2017، عقب إجراء استفتاء الاستقلال.
من ناحية ثانية، قال الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة ملتزمة جداً بنجاح الأكراد في العراق، وأوضح في مؤتمر سنوي لمؤسسة «جيمس تاون» أن حل المشكلات بين حكومة إقليم كردستان والعراق يمثل أولوية كبيرة للرئيس دونالد ترمب، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، وفريق الأمن القومي الأميركي بأكمله.
وأشار ماكماستر إلى أنه منذ عام 1991، ساعدت الولايات المتحدة على منع المزيد من الفظائع والوحشية التي تستهدف السكان الأكراد في شمال العراق، من خلال عملية عسكرية سميت باسم «عملية توفير الراحة»، واستمرت لمدة 12 عاماً، حتى عام 2003 عندما أطاحت الولايات المتحدة والتحالف الدولي بنظام صدام حسين، في إطار «عملية حرية العراق».
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي: «ماذا حدث بعدها، لقد رأينا المنطقة الكردية تزدهر؛ إنها معجزة تقريباً عندما ننظر إلى ما حدث في شمال العراق، حيث المدن الجميلة في السليمانية وأربيل ودهوك، ورأينا عودة السكان إلى تلك المناطق، ورأينا الحيوية، على الرغم من الاقتصاد الضعيف».
وأضاف مستشار الأمن القومي: «إن ما نريده هو نجاح العراق، وأن يكون العراق قوياً، ونعتقد أن جانباً مهماً من قوة العراق هو حل هذا النزاع والتوتر بين المنطقة الكردية وبقية العراق، ونحن ملتزمون بذلك»،
وشدد ماكماستر: «إننا ملتزمون بالسلامة الإقليمية للعراق، وبالسلامة الإقليمية للمنطقة الكردية».
ويعد الجنرال ماكماستر من الخبراء العسكريين الذين يملكون خبرة كبيرة في العراق، حيث عمل قائداً للفرقة الثالثة لسلاح المشاة، وقاد معارك عنيفة في العراق، أبرزها عام 2005، في تلعفر والفلوجة. وقالت عنه صحيفة «نيويوركر» إنه استعان بالبيشمركة الكردية في معركة تلعفر للقيام بالعمليات القتالية الحاسمة، وأثبت نجاحاً كبيراً في تلك المعارك العسكرية.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
النمسا: حزب الشعب يبرم اتفاقاً مع حزب يميني متطرف لإشراكه في الحكومة
توصل المحافظون النمساويون بقيادة سباستيان كورتس يوم أمس (الجمعة)، إلى اتفاق مع حزب الحرية المناهض للهجرة، مما يمهد الطريق أمام النمسا لتصبح الدولة الوحيدة في غرب أوروبا التي يشارك في حكومتها حزب يميني متطرف.
والاتفاق الذي جاء بعد شهرين من انتخابات برلمانية هيمنت عليها أزمة الهجرة، ينهي أكثر من عشر سنوات قضاها حزب الحرية المتطرف في المعارضة، إذ دخل الحكومة آخر مرة عام 2000، مع حزب الشعب الذي يقوده حالياً كورتس.
وفاز حزب كورتس في انتخابات 15 أكتوبر (تشرين الأول) بتبني نهج متشدد بشأن الهجرة، وهي مسألة غالباً ما تتداخل مع حزب الحرية الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات بنسبة 26 في المئة من الأصوات.
وقال كورتس في بيان مشترك للصحافيين مع هاينز كريستيان ستراتش زعيم حزب الحرية، «بوسعنا أن نبلغكم بأن هناك اتفاقاً».
وقال ستراتش وكورتس، إن تفاصيل الاتفاق ستعلن اليوم (السبت)، بعد اجتماع مع الرئيس ألكسندر فان دير بيلين، وبعد مناقشات مع هياكل قيادات حزبيهما.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
فندق الكعكي في مكة المكرمة قصة أقدم فندق بالسعودية
مكة المكرمة: طارق الثقفي
قبل أربع سنوات، جرت إزالة أقدم فندق في السعودية، وذلك في منطقة جياد بمكة المكرمة، لصالح أكبر توسعة للحرم المكي.
وبنى الفندق الذي يحمل اسم «الكعكي» قبل 98 سنة، مؤرخاً لكثير من الأحداث التاريخية وكثير من الاجتماعات الحكومية.
ظل هذا الفندق مقصداً لكبار الشخصيات الذين رأوا فيه جمال الإقامة وتوفير أفضل الخدمات الفندقية مروراً بإنشاء أول مصعد لفندق في السعودية، وكذلك المطعم الشهير بوجباته المصرية انتهاءً بالآلة البخارية التي كانت تغذي غرف الفندق بالماء الحار في فصل الشتاء.
محمود طه محمد (60 سنة)، أحد المؤرخين لتلك الحقبة التاريخية، ذكر لـ«الشرق الأوسط»، أن الفندق بناه الاقتصادي المصري طلعت حرب باشا الصديق، المقرب إلى صدقة سعيد كعكي، مؤسس البنك الأهلي المصري وشركة مصر للطيران وكثير من الشركات الأخرى، وبعدها انتقلت ملكية الفندق إلى الحكومة السعودية، ثم إلى صدقة وسراج كعكي اللذين اشتريا الفندق حينما كان الملك فيصل والياً على الحجاز.
ويتألف الفندق من دورين، أرضي ودور أول، وكان ينزل فيه في حينها الملك فاروق قبل أن تهديه السعودية قصراً، وتحول بعدها إلى متحف عمارة الحرمين حالياً.
وأفاد محمد بأنّ صدقة وسراج كعكي، استكملا بناء الفندق ليكون على غرار الفنادق في أوروبا بكامل تجهيزاته وديكوراته، مبينا أنه كان ينزل فيه كبار الشخصيات والأمراء والمسؤولين في الدولة وضيوفها من الخارج.
وأشار إلى أن التجديدات التي أضيفت على الفندق فيما بعد قضت على كثير من ملامحه الأوروبية الممزوجة بالطرز الشرقية، وكان يحمل أجمل الذكريات الملكية في مكة، واحتضن أحداثاً تاريخية لكبار الشخصيات في الوطن العربي.
وأضاف محمد أنّ صدقة كعكي زاد بناء أدوار الفندق ليصبح فيما بعد ستة أدوار وشهد وجود أول مصعد لفندق في السعودية، حيث زامن ذلك صدقة كعكي الذي كان صديقاً مقرباً لطلعت حرب في مصر، وشاهد المصعد وطلب من الأخير نقله لفندقه في مكة، فوافق الأخير فنقله مهندس سوداني اسمه محمد أحمد شمد عام (1365هـ)، وأصرّ فيما بعد صدقة كعكي على نقل خدمات المهندس السوداني إلى مكة، حيث أسس فيما بعد أول مصنع للثلج في السعودية، واستمرت مرتبات المهندس شمد إلى أن توفاه الله في 1991، بتوصية خاصة من صدقة كعكي وفاء له.
ولفت إلى أن ملكية الفندق انتقلت بعد وفاة صدقة كعكي عام (1408هـ)، إلى شركة مصر للسياحة، بعد ذلك انتقلت الإدارة إلى مجموعة من المستثمرين وتغيرت ملامح الفندق كلياً خلافاً للطرز المعمارية القديمة التي عرفت عن الفندق ثم تولى إدارته محمد سعيد سراج كعكي، الذي جدّد الفندق تجديداً شاملاً وطوّره مما أهله للحصول على تصنيف 4 نجوم.
وكان طراز الفندق مزيجاً بين الصناعة الحديدية والخشبية في الأسقف والأرفف وحافظ على رونقه الذي اعتاد عليه كبار الشخصيات بشكل جمالي، والشبابيك الطولية المستوحاة من الثقافة الإنجليزية، والرخام المرصع بالنقوش العربية، والأعمدة الخشبية الثقيلة، ما جعل الفندق خليطاً من الجماليات الشرقية والغربية ومقصداً لكبار الشخصيات الملكية والأميرية وضيوف الدولة السعودية.
وأشار محمد إلى أنّ الفندق كان في عهد صدقة وسراج كعكي 147 غرفة وتحول إلى 193 غرفة ومطعمين كبيرين، موضحاً أنّه قد صُمم في مصر وأشرف على بنائه عبد المنان بخاري، وكان خلف الفندق أول آلة بخارية لرفع درجة حرارة المياه لتوفيرها للنزلاء فيه خصوصاً في الشتاء، وكانت ثورة تقنية في وقتها.
الفندق الذي أُزيل قبل أربع سنوات لصالح التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي، شهد آخر فصل من فصول الضيافة الفندقية الملكية، وظلّت جنباته تاريخاً يحكي لقصص الفنادق في مكة التي اشتهرت بإطلالاتها الجميلة على الحرم المكي، واختزلت معه أجمل الأحداث التاريخية لزيارات الملوك والرؤساء.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
تقرير أميركي: «حرب محتملة» مع إيران تتصدر قائمة المخاطر 2018
حذر تقرير استراتيجي أميركي من احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين إيران وأميركا وحلفائها في المنطقة، معتبراً إياها التهديد الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة خلال العام المقبل، إضافة إلى تهديدات أخرى مثل الأزمة الكورية الشمالية وتزايد خطر الحملات الإلكترونية على المنشآت الأميركية.
ويتناول التقرير المخاطر الكبرى التي تهدد أمن ومصالح الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً في عام 2018، ويشير إلى أن احتمالية الحرب مع إيران في تزايد بسبب التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط بسبب السلوك الإيراني.
ويلقي التقرير باللوم على إيران بسبب تورطها في الصراعات الدائرة في المنطقة، والدعم الذي تقدمه إلى الميليشيات المنخرطة في حروب بالوكالة مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله اللبناني، مؤكداً أن خطر المواجهة بين واشنطن وطهران لا يقتصر على احتمالية الحرب، موضحاً أن المواجهة قد تحدث بين الطرفين في حال وقوع حادث أو اشتباك متعمد بين قوات البلدين في مياه الخليج.
وشارك في التقرير الصادر من «مركز العمل الوقائي»، التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي 436 مسؤولاً حكومياً أميركياً ومختصون في السياسة الخارجية. وصنف هؤلاء المخاطر المحتمل أن تواجهها الولايات المتحدة إلى 3 مستويات.
وشمل المستوى الأول أكثر الصراعات خطورة على أمن الولايات المتحدة، التي توجد مؤشرات قوية على احتمالية حدوثها. أما المستويان الثاني والثالث، فتضمنا الصراعات ذات المخاطر المتوسطة والمنخفضة.
في هذا الصدد، قال مدير مركز العمل الوقائي والمشرف الرئيسي على إعداد التقرير، بول ستيرس، إن «الأزمتين الكورية والإيرانية تعدان الأكثر تقلباً على الساحة الدولية»، مؤكداً أن الأزمتين حالياً «في حالة تطور مستمر».
وأفاد ستيرس بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ ما وصفه «بالقرارات والاختيارات الذكية حول توجيه مواردها وجهودها»، لتتماشى مع تزايد خطر نشوب النزاعات المسلحة الواردة في التقرير، ولتجنب الانخراط في مواجهات عسكرية قد تكون مكلفة.
وإلى جانب «الخطر الإيراني» شملت مخاطر المستوى الأول ذات التأثير المرتفع على المصالح الأميركية، اندلاع حرب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وحلفائها، وتعرض البنية التحتية في أميركا إلى هجمات قرصنة إلكترونية، وتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأميركية قد تؤدي إلى وقوع عدد كبير في الضحايا، وحدوث مواجهة عسكرية بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، ومواجهات عسكرية بين الصين والدول الرافضة للهيمنة الصينية على منطقة جنوب بحر الصين.
وفي المستوى نفسه جاءت أيضاً الحرب في سوريا، وارتفاع وتيرة العنف من قبل النظام السوري برئاسة بشار الأسد، بالإضافة إلى احتمالية انهيار الحكومة في أفغانستان، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والتوتر في البلاد.
وفيما تنوعت المخاطر والتهديدات التي حذر منها التقرير، شكلت الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الجانب الأكبر منها. حيث جاء في المستوى الثاني من المخاطر المحتملة. توقعات بتصاعد حدة الصراع بين القوات العراقية والجماعات الكردية المسلحة في العراق. واحتمالية أن تشهد المنطقة مواجهة جديدة بين الحكومة التركية والأكراد، سواء داخل تركيا، أو في دول الجوار. وتوقع المسؤولون الحكوميون والخبراء المشاركون في التقرير عدداً من الأزمات التي قالوا إنه يجب أخذها في الحسبان. كان أبرزها الأزمة القطرية مع دول مجلس التعاون الخليجي، محذرين من زيادة حدتها خلال العام المقبل، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن نتيجة للحرب الأهلية وتدخل أطراف خارجية في الصراع الدائر هناك. وارتفاع وتيرة العنف في ليبيا في حال انهيار عملية السلام بين الأطراف المتنازعة.
وفيما يتعلق بإسرائيل، أشار التقرير إلى احتمالية حدوث صدام بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، مشيراً إلى أن هناك سيناريوهين للمواجهة، حيث قد تتم على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، أو قد تكون الأراضي السورية ساحة للصراع بين الطرفين، بالإضافة إلى تصاعد حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما قد يؤدي إلى هجمات ضد المدنيين، وانتشار واسع للاحتجاجات والمظاهرات للفلسطينيين، أو مواجهة مسلحة بين الطرفين.
وأرجع التقرير أسباب كثير من الصراعات التي قد يشهدها العالم في 2018، إلى حالة عدم الاستقرار السياسي ونمو نشاط الجماعات الإرهابية التي يشهدها عدد من دول العالم.
وفي مصر، يحذر التقرير من «التوترات نتيجة ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية، خصوصاً في سيناء، حيث تشكل تهديداً كبيراً على مصر ومصالح الولايات المتحدة».
وتردد ذكر باكستان أكثر من مرة في التقرير، الذي حذر من أنها ترتبط بعدد من المخاطر والمواجهات المحتملة، معتبراً أخطرها مواجهة عسكرية مع جارتها الهند، مرجحاً أن هجوماً إرهابياً قد يؤدي إلى ذلك التوتر.
ولم تقتصر المخاطر على الإرهاب والمواجهات مع الدول التي تصنفها الولايات المتحدة راعية له مثل إيران. حيث قال التقرير إن ما تشهده دول الاتحاد الأوروبي من عدم استقرار سياسي واضطرابات داخلية، بسبب الحركات القومية والانفصالية، يعد أيضاً إحدى الأزمات الكبرى المتوقعة خلال العام الجديد.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
الحرق والرمي بالرصاص والضرب المبرح…وسائل قتلت آلاف الروهينغا
شهدت ميانمار مقتل 6700 شخص، في أقل تقدير، من أبناء الأقلية المسلمة الروهينغا، خلال شهر واحد منذ اندلاع حملة «التطهير العرقي» ضدهم في الصيف الماضي، منهم 1200 طفل تقل أعمارهم عن الخمس سنوات. الحملة، أطلقها جيش ميانمار وميليشيات بوذية في ولاية راخين وأجبرت مئات الآلاف على الفرار إلى بنغلاديش المجاورة، كما جاء أمس الخميس في آخر تقرير أممي لمنظمة تعنى بانتهاكات حقوق الإنسان. وكشف تحقيق منظمة «أطباء بلا حدود» عن أن 69 في المائة من القتلى سقطوا بالرصاص، وسقط تسعة في المائة عندما أحرقوا أحياء في بيوتهم بينما قتل خمسة في المائة نتيجة الضرب المبرح. أما الأطفال، فقد سقط ستون في المائة منهم بالرصاص.
وأعلنت المنظمة أن الضحايا قتلوا، وفق أكثر التقديرات تحفظا، خلال الشهر الأول من الحملة العسكرية في غرب ميانمار، أي بين 25 أغسطس (آب) و25 سبتمبر (أيلول) الماضيين. وتوصلت المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، إلى هذه التقديرات بناء على مسح للوفيات أجري في مخيمات لاجئين منتقاة في منطقة كوكس بازار جنوب شرقي بنغلاديش.
وزار المحققون مخيمات للاجئين في بنغلاديش أواخر أكتوبر (تشرين الأول) وقالوا استنادا إلى مقابلات إن العدد الإجمالي للقتلى غير معروف لكن «قد يكون كبيرا جدا».
تقديرات «أطباء بلا حدود»، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، تزيد على ما أعلنه مسؤولو جيش ميانمار، الذين قالوا في أوائل سبتمبر إن حصيلة القتلى في «عملية التصفية» هو أقل من 400 من بينهم 12 ضابطا. وتدعي ميانمار، التي لا تعترف بالأقلية المسلمة ولا تمنحهم أي حقوق مدنية وترفض تسميتهم الروهينغا وتطلق عليهم اسم «البنغاليين»، أنها أطلقت حملتها العسكرية بعد أن قام مقاتلون من «جيش راخين» بمهاجمة مراكز شرطة. إلا أن التقارير الدولية المستقلة تسخر من هذه الادعاءات «المفبركة»، وأن ما قام به الجيش مدعوما من ميليشيات بوذية كان مثالا على «نموذج التطهير العرقي».
وقال مدير الشؤون الطبية في المنظمة، الدكتور سيدني وونغ، في بيان أمس الخميس، كما تناقلته وكالات الأنباء المختلفة، إن «تقدير أعداد القتلى على الأرجح هو أقل من الحقيقة». وقال وونغ إن «عمليات المسح لم تحسب العائلات التي لم تخرج من ميانمار»، مضيفا أنه لم يتم مسح جميع المخيمات في بنغلاديش. وأوضحت «أطباء بلا حدود» أنها تحدثت إلى لاجئين في بنغلاديش التي فر إليها أكثر من 640 ألفا من الروهينغا منذ نهاية أغسطس هربا مما تعتبره الأمم المتحدة حملة «تطهير عرقي».
وقال المحلل السياسي المستقل ريتشارد هورسي المقيم في رانغون، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إن تقديرات منظمة أطباء بلا حدود «تثير الصدمة، وستؤدي بشكل حتمي إلى تجدد التركيز الدولي على مسألة المحاسبة». ومنعت السلطات لجنة دولية لتقصي الحقائق من دخول منطقة النزاع في شمال ولاية راخين. وقبل اندلاع الأزمة الأخيرة كانت بنغلاديش تستضيف مئات آلاف الروهينغا الذين فروا من موجات اضطهاد سابقة.
وقال محمد زبير، أستاذ من الروهينغا ومسؤول محلي لاجئ في بنغلاديش منذ 25 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أن أرقام منظمة أطباء بلا حدود أقل من الحقيقة». وأضاف: «كل أسرة من الروهينغا تقريبا لديها كثير من الأفراد الذين قتلوا في أعمال العنف. عندما فر الناس من قراهم في راخين، شاهدوا جثثا على الطرق وفي المنازل». في وقت سابق هذا الشهر قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، إن إجراءات القمع العسكرية تحمل «مؤشرات على إبادة».
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن ارتفاع عدد القتلى يتزامن مع بدء «عمليات تنظيف» من جانب الجيش وميليشيات محلية وتظهر أن «الروهينغا كانوا مستهدفين». ولم تعلق حكومة بورما على التقرير. لكنها دائما ما نفت حصول انتهاكات في راخين.
وصرح وونغ بأن المنظمة أجرت ستة تحقيقات شملت أكثر من 2434 عائلة في مخيمات الروهينغا. وقال: «التقينا ناجين من العنف في ميانمار (الاسم الآخر لبورما) الذين يقيمون حاليا في مخيمات مكتظة وتفتقد إلى الشروط الصحية في بنغلاديش». وأضاف أن «ما اكتشفناه مروع سواء في عدد الذين تحدثوا عن مقتل أحد أفراد العائلة نتيجة للعنف أو الطرق المروعة التي قيل إنهم قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة فيها». وتابع: «سمعنا أشخاصا يروون أن عائلات بأكملها قتلت بعدما سجنها الجيش في بيوتها وأضرم النار فيها».
وأشار التقرير إلى تعرض الضحايا للحرق والضرب والاغتصاب وغيرها من الأعمال الوحشية التي ارتكبت بحق أقلية الروهينغا المسلمة. وشمل المسح 608 آلاف و108 أشخاص من بينهم 503698 شخصا فروا من ميانمار بعد بداية موجة العنف الأخيرة في 25 أغسطس. وأجرت المنظمة ستة تحقيقات شملت أكثر من 11426 شخصا في مخيمات الروهينغا خلال الشهر الأول من اندلاع الأزمة.
ووصفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الإجراءات الصارمة التي اتخذها الجيش في ميانمار بأنها تطهير عرقي، كما اتهمت منظمات حقوقية جيش ميانمار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتقول مجموعات حقوق الإنسان إن إجراءات القمع تعد ذروة سنوات من الاضطهاد والتمييز ضد المسلمين في بورما ذات الغالبية البوذية، حيث هم محرومون من الجنسية وينظر إليهم كدخلاء. واستمر تدفق المسلمين الروهينغا إلى بنغلاديش رغم أن البلدين قد وقعا اتفاقا الشهر الماضي لإعادة اللاجئين. وقال وونغ: «لا يزال الأشخاص يفرون حاليا من ميانمار إلى بنغلاديش، ولا يزال من يتمكنون من عبور الحدود يبلغون عن تعرضهم للعنف خلال الأسابيع الأخيرة».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
المفاوضات السورية بانتظار ممر موسكو ـ واشنطن الآمن وروسيا تسعى لقطف النصر عبر «سوتشي»
لم يتغيّر المشهد في جولة مفاوضات جنيف الثامنة حول سوريا عن سابقتها باستثناء خرق وحيد تمثل في توحيد وفد المعارضة. وهو ما سينسحب على أي جهود للحل في الفترة المقبلة، إلا إذا بدّلت موسكو في موقفها، وأعلنت واشنطن تصوّراً أو خطّة واضحة لإنهاء الأزمة التي وصفها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بـ«الأسوأ في تاريخ الأمم المتحدة».
بيد أن هذا الخرق، الذي لطالما كان من بين أبرز حجج النظام الرئيسة، رافضاً خوض مباحثات حقيقية، ومطالباً بـ«وحدة صف المعارضة»، إضافة إلى أولوية «محاربة الإرهاب» الذي بات – على الأقل في وجهه الداعشي – في نهاية فصوله في سوريا باعتراف روسيا وإيران، لم يشكل عاملاً إيجابياً في الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات التي قال دي ميستورا إن جولة جديدة منها ستعقد في الشهر الأول من العام المقبل.
كانت حجة الشروط المسبقة القديمة الجديدة، وتحديداً تلك المتعلقة برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي نص عليها بيان «مؤتمر الرياض 2»، هي التي حملها وفده إلى جنيف ليغادر سويسرا ولا يعود إليها إلا بعد مرور نحو أسبوع على انطلاق القسم الثاني من الجولة الثامنة. وهي الجولة التي كانت تدرك المعارضة مسبقاً نتائجها، معتبرة أن أقصى ما قد يتحقّق خلالها هو المفاوضات المباشرة، وهو ما لم يجد طريقه إلى التنفيذ نتيجة تعنّت النظام.
وبعدما كان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قد أعلن أنه سيحدّد الجهة المعطلة للمفاوضات، فإنه حمّل في نهاية الجولة الثامنة الخميس الماضي، بشكل واضح وصريح، النظام هذه المسؤولية «عبر رفضه التحاور» مع المعارضة. ومن ثم، وحثّ موسكو على الضغط عليه، معتبراً أن ما حصل «إضاعة فرصة ذهبية». وأردف «رغم الجهود الكبيرة لم نحصل على مفاوضات حقيقية. لكننا أنجزنا مباحثات ثنائية»، موضحاً «لكن مع النظام لم نتباحث، للأسف، إلا في موضوع واحد (...) الإرهاب».
وأوضح المبعوث الدولي أن المعارضة تناولت من جهتها الموضوعات الأربعة التي حددتها الأمم المتحدة في جدول أعمال المباحثات، أي الحكم، والدستور، والانتخابات بإشراف المنظمة الأممية، والإرهاب. وكان قد أدرج ثلاثة من هذه العناوين ضمن القرار 2254 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في 2015، في حين أضيف العنوان الرابع حول الإرهاب في 2017 بناءً على إلحاح النظام.
جنيف في خطر
من جهته، حذر الدكتور نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا التفاوضية للمعارضة، مما وصفه بـ«الخطر الحقيقي» على عملية جنيف، مشيراً إلى أن الوفد منذ الأيام الأولى طالب بمفاوضات مباشرة، وقدَّم أكثر من 25 ورقة، لكن في المقابل النظام يرفض المفاوضات ولم يقدم أوراقاً ذات فاعلية، بل جاء إلى جنيف لاغتيال السلام. وتابع الحريري «الانتخابات المحلية والرئاسية والبرلمانية حق لنا معترف به بالقرار 2254، وهي ليست شرطًا مسبقًا، ولن نتنازل عنه».
وتجدر الإشارة إلى أنه في بداية «جنيف 8» كان دي ميستورا قد أعلن أن هذه الجولة لن تناقش مصير الرئاسة، بل ستركز على العملية الدستورية والانتخابات التي ستشرف عليها الأمم المتحدة. وقدّم في مرحلتها الأولى وثيقة المبادئ العامة المعدّلة من 12 بنداً، طالباً من النظام والمعارضة وضع ملاحظتهما عليها. وبين الشائعات والمعلومات المتناقضة، في بعض الأحيان، التي خيّمت على أجواء جولة جنيف الثامنة، يبقى من المؤكد أن الأمور لم تصل إلى خواتيمها بين روسيا وأميركا بشأن الحل السياسي في سوريا، وهذا في وقت تحاول موسكو قطف ثمار «النصر» – الذي ترى أنها حققته –، ثم الدفع باتجاه إحياء مسار تفاوضي جديد متمثل بـ«مؤتمر سوتشي» الذي استضافته موسكو في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود. وهذا الأمر ترى فيه المعارضة سبباً إضافياً لتعمد موسكو إفشال «جنيف»، والامتناع عن الضغط على وفد النظام للدخول في مفاوضات جدية رغم قلة وضوح الصورة النهائية التي سيكون عليها هذا المؤتمر.
2018 عام الحل؟
وفي حين يرى البعض أن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق تقدم في الأزمة السورية قبل الانتخابات الروسية في شهر مارس (آذار)، وهو ما ليس بالأمر السهل، يلفت الدكتور خطار بو دياب، الباحث في شؤون الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، إلى أن موسكو «تأمل أن يكون عام 2018 عام الحل في سوريا. وهي تحاول لتحقيق ذلك، الدفع باتجاه سوتشي في موازاة عدم حسم واشنطن تصورّها أو خطتها حيال الأزمة، وتحديداً، حول مصير رئيس النظام بشار الأسد».
في المقابل، تجد المعارضة أن أفق الحل لا يزال مسدوداً، وهو ما يعبّر عنه الدكتور يحيى العريضي، المتحدث الرسمي باسم المعارضة، إلى جنيف بالقول «... لا نتوقّع شيئاً ما لم تحسم روسيا خيارها بتطبيق القرارات الدولية». ويتابع العريضي: «إن الكرة اليوم في ملعب موسكو والأمم المتحدة بشكل رئيس»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، شارحاً «كل جولات المفاوضات باءت بالفشل نتيجة تعنّت النظام، وإذا ما بقي الوضع على ما هو عليه فإننا لا نرى أي تقدم في المدى القريب. هناك واجب على الأمم المتحدة ودي ميستورا يتمثل في وضع النقاط على الحروف، وتحديد الجهة التي تقف خلف التعطيل الذي يساهم في تفاقم المأساة السورية وجلب الإرهاب وإعادة تفعيله (أي الإرهاب) ليستفيد منه النظام. كما أن على موسكو، للإيفاء بوعودها وبالقرارات التي وقّعت عليها، للضغط على حليفها وحثه على التفاوض».
موسكو تدفع نحو «سوتشي»
الباحث بو دياب ينطلق في كلامه عن المعطيات التي ترافق الأزمة السورية ومفاوضاتها، شارحاً أنه «منذ (جنيف 2) يرفض النظام التفاوض لأنه يعارض منطق التسوية، ويعمل وفق مبدأ كل شيء أو لا شيء. وبالتالي لم ينجح دي ميستورا حتى في تحقيق على الأقل، مطلب المفاوضات المباشرة». ويستطرد: «من هنا يبدو واضحاً أن النظام لا يبدو جاهزاً لخوض العملية السياسية رغم الكلام الطيب والدبلوماسي الذي نسمعه وتسمعه المعارضة من موسكو... وهو بذا يراهن على تضارب مسارات المفاوضات، وتحديداً عبر مسار جنيف، الذي يدور منذ جولته الثانية في حلقة مفرغة، ومسار آستانة، الذي وأن نجح في تخفيف التصعيد في بعض المناطق، فإنه كان غطاءً له للتوسّع وسيطرته على مناطق إضافية... وأخيراً يضاف إليها اليوم محاولة موسكو إحياء مسار سوتشي الذي تريد جعله محطة لشبه حل للأزمة وإن كان الحل النهائي في جنيف». ويشير بو دياب إلى أن جانب المعارضة مع تأكيده وتمسكه بـ«جنيف» يربط المشاركة في سوتشي بأهدافه، موضحاً «لن نعترض على المشاركة فيه إذا كان هدفه، مع تشديدنا على هذا الأمر، إيجاد حل وتحقيق انتقال سياسي يمكّن السوريين من ممارسة حقّهم وإيقاف الحرب».
في هذا السياق، كان قد أُعلن عن النية بعقد «مؤتمر وطني سوري» في سوتشي سيضم ممثلين عن النظام والمعارضة من دون تحديد الموعد، بعد القمة التي عقدت في المدينة الروسية، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر «الرياض 2»، وحضر القمة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني.
وفي وقت لاحق أعلنت موسكو عن تأجيل عقد المؤتمر إلى الشهرين المقبلين، من دون أن تحدد موعده النهائي لغاية الآن. وفي حين تنظر إليه روسيا بوصفه «فرصة حقيقية» لتسوية الأزمة المستمرة منذ عام 2011، يؤيده النظام ويرى أنه «سيرسم الحل السياسي لطرحه لاحقاً في جنيف».
مع العلم، أن روسيا وإيران وتركيا ترعى مفاوضات آستانة بين النظام والمعارضة العسكرية التي أتاحت إقامة أربع مناطق «خفض توتر» في إدلب (شمال غربي سوريا) وحمص (وسط البلاد) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب، ساعدت في تراجع العنف في معظمها باستثناء بعض المناطق، ولا سيما الغوطة التي تعاني من حصار خانق وحملة عسكرية عنيفة.
بوتين: الأمر لي في سوريا
وفي موازاة تضارب المسارات «تغيب الإرادة الدولية»، بحسب بو دياب، وتحديداً تلك المتعلقة «بغياب خطة واضحة لواشنطن التي تلعب دوراً سلبياً أيضا، وهو ما تستفيد منه موسكو الذي كان تأثيرها واضحاً من خلال زيارة بوتين إلى قاعدة حميميم منافساً على انتزاع النصر... وقائلاً.. الأمر لي».
من هنا وأمام هذا الواقع، يؤكد بو دياب «قبل التوافق بين موسكو وواشنطن لن تجد المفاوضات السورية ممراً آمناً للطريق التي باتت أكثر تعثّرا وصعوبة، بعدما لم تعد تقتصر على مصير الأسد، إنما باتت تتعلق بمستقبل سوريا المفكّكة أو الموحّدة أو الفيدرالية، وكذلك بمصير الجيش ومستقبله». ويضيف «لغاية الآن يمكن القول إن عدم سقوط مسار جنيف هو دليل على أن هذا المسار هو النقطة الوحيدة المشتركة بين الأميركيين والروس الممسكين بورقة النظام، ولا يعدو إعلان بدء انسحابهم العسكري إلا سياسياً». ثم يوضح «هذا الانسحاب ليس أكثر من رسالة طمأنة للرأي العام الروسي، ودعوة إلى الأميركيين للانسحاب أيضاً من سوريا، مع العلم، أن قواعد موسكو العسكرية تشكل نقطة ارتكاز لها في سوريا والشرق الأوسط... وهي لن تتخلى عنها بعدما جعلت من بوتين يتعامل مع الساحل السوري على أنه مقاطعة روسية».
مصير الأسد هل بات محسوماً؟
هذه الورقة السياسية تمتلكها موسكو في سوريا نتيجة تدخلها العسكري الذي ساهم خلال سنتين في إعادة سيطرة النظام على نحو نصف المساحة التي كان قد خسرها منذ بدء الأزمة عام 2011، وهي اليوم تشكل الدعم الأبرز للنظام. ولذا؛ فهذا الأخير يتمسك بموقفه مستفيداً من اللعب على الوقت والمماطلة، إلا أنه سرعان ما سيجد نفسه مجبراً على التراجع عنه في اللحظة التي يتفق فيها بوتين مع واشنطن، بحسب ما يرى بو دياب.
لكن، هل سيشمل هذا التراجع بقاء الأسد في السلطة، ليس فقط في المرحلة الانتقالية إنما حتى في الانتخابات المقبلة عام 2021؟ وللعلم، هذا ما أشارت إليه مجلة «النيويوركر» بعدما كان دي ميستورا قد دعا المعارضة إلى أن تكون واقعية وتدرك أنها لم تكسب الحرب.
وهل الضغوط التي تتعرض لها المعارضة ستؤدي إلى تخليها عن مطلب رحيل رأس النظام؟ الإجابة عن هذا السؤال بالنسبة إلى البعض هي أن بقاء الأسد في السلطة بات شبه محسوم، وهو ما يلفت إليه بو دياب بالقول: «قراءة الأمور كما هي تجعلنا نتأكد بأنه بعد كل هذه السنوات لا يمكن للأسد أن يتزحزح من مكانه إلا بإرادة شخص واحد وهو الرئيس الروسي... الذي إذا اكتشف أن رحيله يسهّل علاقته مع واشنطن قد يتخذ هذا القرار في الوقت واللحظة المناسبة».
في المقابل، يرفض مصدر في «الائتلاف الوطني السوري» التعليق عن معلومات المجلة الأميركية قائلاً: «لطالما أصدر الأميركيون تصريحات من هذا النوع وتراجعوا عنها لأنها غير واقعية وغير حقيقية، وبالتالي فإننا لا نرد على تسريبات وأوهام من هذا النوع».
هذا، وكانت مجلة «النيويوركر» الأميركية قد نقلت الثلاثاء الماضي عن مصادر أميركية وأوروبية وصفتها بـ«المسؤولة»، أن الرئيس دونالد ترمب لا يمانع في بقاء بشار الأسد في السلطة حتى عام 2021، وهي معلومات تختلف عن تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أكد أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا.
وفي حين كانت التقارير قد أشارت إلى أن رحيل الأسد هو الذي كان السبب في الخلافات بين أعضاء الهيئة العليا التفاوضية واستقالة منسقها العام الدكتور رياض حجاب، وعدد من الأعضاء قبل مؤتمر «الرياض 2» الذي نتج منه توحيد وفد المعارضة. ينفي العريضي ادعاء عدد من أعضاء المعارضة تعرضها للضغوط «ومحاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد النظام»، واعتبار البعض هذا تراجعاً في خطاب المعارضة أو مطلب تنحي الأسد، ويؤكد العريضي «المطلب هو إسقاط كامل المنظومة، وعلى رأسها الأسد وكل من قتل الشعب السوري».
ثم يوضح «عند حصر مطالب السوريين وإصرارهم على التغيير بتغيير شخص واحد يعني ذلك تصغير القضية السورية، لأنها ليست صراعاً على كرسي سلطة، بل ثورة للحرية وحق تقرير المصير وممارسة الانتخابات». ويضيف «وهذا الأمر يستلزم الانتقال السياسي وتغيير كل من كان موجوداً في السلطة وثبت مسؤوليته عن الإجرام».
ضغوط على المعارضة...
وبعد الكلام عن ضغوط تتعرض لها المعارضة، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر وصفتها بـ«الموثوقة» الثلاثاء أن الاجتماع الذي عقد في جنيف يوم الاثنين بين وفد المعارضة والمبعوث دي ميستورا في إطار الجولة الثامنة من جنيف كان عاصفاً. وبحسب تلك المصادر، فإن المبعوث الدولي اعتبر أن «المعارضة فقدت دعمها الدولي»، وأنها إذا ما شاركت في مؤتمر سوتشي المقبل من دون تحقيق تقدم في سلة الدستور خلال اجتماعات جنيف الحالية، فإنها «ستتلاشى وتضيع هناك»، وسيكون «سوتشي بديلاً لجنيف».
ولفتت المصادر ذاتها أن دي ميستورا قال: إن «المعارضة تحلل القرار الدولي 2254، وبيان (جنيف1) (2012) بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي».
في هذا الإطار، يرى بو دياب، أنه لا يمكن «جلد المعارضة» وتحميلها أكثر مما تحتمل، قائلاً: «المشكلة ليست عند المعارضة التي تخلّى عنها العالم في وقت أراد النظام خلق معارضة على مثاله»، متابعاً «إن كان خطأها الدخول في لعبة الأدلجة وغياب قوى طليعية في أوساطها».
وأتى ذلك بعدما كانت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) قد أشارت إلى أن ضغوطاً دبلوماسية تحاصر وفد المعارضة في جنيف لـ«تجميد» مطلب تنحي رئيس النظام السوري. ونقلت الوكالة عن عضو في وفد المعارضة - رفض نشر اسمه – قوله: «يكرر معظم الدبلوماسيين الذين زارونا الدعوة ذاتها، عليكم التحلي بالواقعية إذا كنتم تريدون تسوية النزاع». وأضاف: «يريدون منا تجميد مطلب تنحي الأسد، وليس التخلي عنه تماماً». وذكر هذا المصدر أن الوسطاء الغربيين يقولون للمعارضة إن فكرة «تجميد» مطلب تنحي الأسد هي من باب «إحراج وفد النظام» ودفعه للقبول بمفاوضات مباشرة معها.
ختاماً، يشكل مصير الأسد العقبة الرئيسية التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة بين النظام ومعارضيه، مع رفض النظام المطلق النقاش في هذا الموضوع، وفي المقابل، تمسك به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسي، وأكدت عليه في بيان «الرياض 2».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
توقيف شرطي تركي لاتهامه بالتورط في اغتيال السفير الروسي بأنقرة
قررت محكمة تركية توقيف رجل شرطة سابق بتهمة التورط في اغتيال السفير الروسي السابق لدى أنقرة أندريه كارلوف.
وذكرت مصادر أمنية أنه تم القبض على الشرطي رمضان يوجال الذي سبق فصله من عمله لارتباطه بحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة وقعت في تركيا في منتصف يوليو (تموز) 2016. ووجهت النيابة العامة في أنقرة إلى يوجال اتهامات بالتورط في التخطيط لاغتيال كارلوف وأحالته إلى المحكمة التي أمرت بتوقيفه.
واغتيل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي أثناء إلقائه كلمة في مراسم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية حول روسيا.
وأعلنت السلطات التركية آنذاك أن قاتل السفير رجل الشرطة مولود مارت ألتن طاش، تمت تصفيته على يد قوات الأمن التركية في مكان الحادث.
وكانت السلطات التركية اعتقلت 5 أشخاص في إطار التحقيق معظمهم كانوا من زملاء قاتل السفير.
ولا تزال التحقيقات في حادث اغتيال السفير كارلوف مستمرة بتعاون بين الجانبين التركي والروسي وركزت من قبل على محاولة فك شفرة ارتباطات الشرطي الذي كان يخدم ضمن صفوف قوات الانتشار السريع التركية والجهات التي من المحتمل أن تكون وراءه بعد أن رجح الجانب التركي احتمال ارتباطه بالداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا منذ عام 1999.
ورفضت واشنطن ادعاءات بشأن وقوفها وراء عملية اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، واقترحت المشاركة في التحقيقات الجارية من الجانبين التركي والروسي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أبلغ نظيره الأميركي، في ذلك الوقت، جون كيري أن تركيا وروسيا تعلمان أن حركة غولن المقيم في أميركا هي من تقف وراء اغتيال السفير الروسي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي وصف التلميحات الصادرة من بعض المسؤولين الأتراك حول دور لواشنطن في عملية اغتيال السفير الروسي بأنها «سخيفة بالكامل»، رافضا بشكل قاطع أي ربط بين وجود الداعية التركي غول على الأراضي الأميركية وبين الاتهامات التي وجهتها أنقرة له.
كما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجود صلات للشرطي مولود ميرت التن طاش بحركة الخدمة وبجهات أجنبية لم يحددها لافتا إلى أن أتباع غولن لا يزالون متغلغلين في الجيش وأجهزة الشرطة في تركيا.
ورد غولن، حليف إردوغان السابق وخصمه الحالي، والمتهم من السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي في تسجيل فيديو منددا باغتيال الروسي السفير الذي قال إنه علم من بعض المقربين منه أنه كان يمتدح حركة الخدمة وأنه حضر بعض مناسباتها.
واتهم غولن بدوره السلطات التركية بالمسؤولية عن الحادث لأنها سمحت بوقوع المأساة ووجهت التهمة ضده وضد جماعته «زيفا» على حد قوله، مؤكدا أن سلطات أنقرة لن تتمكن من إقناع العالم بذلك.
ولا تزال جهات التحقيق في أنقرة تبحث عن صلات «مرجحة» بين قاتل السفير الروسي وحركة غولن.
وكان الشرطي التن طاش قاتل السفير الروسي، سبق أن أدلى بإفادته كشاهد ضمن التحقيقات حول حركة غولن، حيث كان خاله مديرا لمركز تعليمي في ولاية أيدن جنوب غربي تركيا التي تقيم بها عائلته، تم إغلاقه بسبب ارتباطه بالحركة، كما أن أصدقاء التن طاش المقربين فصلوا من عملهم بعد المحاولة الانقلابية للسبب نفسه.
وفصل آلاف من رجال الشرطة كما أوقف آلاف عن العمل في إطار حملة تطهير مستمرة منذ المحاولة الانقلابية، تم خلالها حتى الآن سجن أكثر من 60 ألفا وإقالة أو وقف أكثر من 160 ألفا آخرين عن العمل بمختلف قطاعات الدولة بتهمة الارتباط بحركة غولن.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
الأزمة السورية حولت الكثير من النساء الى أخوات رجال مستقلات قويات
برغم بشاعة الحرب السورية يبقى هناك جانب مشرق حاولت جمعية "أبعاد" الإضاءة عليه من خلال فيلم وثائقي يتحدث عن تأثير الأزمة السورية على "عقلية" النازحين والنازحات، وخاصة لجهة تغيير الأدوار النمطية والتقليدية بين الجنسين.
المفروض: وثائقي عن تغيير الأدوار الجندرية
يوم 14 ديسمبر، أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومؤسسة "الربط بين البحث والتنمية "ومنظمة "أبعاد" و"بروموندو"، الدراسة الاستقصائية الدولية المتعلقة بالرجال والنساء والمساواة بين الجنسين في بيروت، بتمويل من الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي.
وبهدف الوقوف على الحرب السورية وآثارها على حياة وطريقة تفكير اللاجئين واللاجئات في لبنان، عرضت جمعية "أبعاد" الفيلم الوثائقي "المفروض" الذي يرفع النقاب عن قصص مميزة قرر أبطالها التمرد على التقاليد ونجحوا في إحداث تغيير كبير في مجتمعاتهم.
https://www.youtube.com/watch?v=UODnpskWkkQ
"في مجتمعاتنا نولد أطفالاً وتتم تنشئتنا اجتماعياً لنصبح نساءً ورجالاً نلعب أدواراً محددة سلفاً تُعرف بالأدوار الجندرية. وإذا كانت الحروب من أصعب الاختبارات التي يمر بها الإنسان، فإن وقع آثارها يتفاوت بين النساء والرجال وتختلف إستراتيجيات التأقلم بينهما".
بهذه الكلمات يبدأ الفيلم الوثائقي الذي يتناول آثار الحرب الدائرة في سوريا منذ 6 سنوات ولا تزال تتسبب بتهجير المواطنين.
من خلال الوثائقي الذي تبلغ مدته 30 دقيقة تأخذنا "أبعاد" في رحلة إلى قصص هذه العائلات السورية والدروس التي يمكن استخلاصها من قوة هؤلاء الأفراد والعزيمة الصلبة التي رسمت حياتهم الجديدة وأثرت على شخصيتهم وساهمت في تغيير المفاهيم التقليدية لصورة الرجل والمرأة في مجتمعاتنا العربية.
حين تلعب المرأة دور الأب والأم في آن واحد
"أن تكوني أرملة في مجتمعاتنا العربية هو أمر صعب، فما بالك بأرملة ومعيلة رئيسية لعائلة وتقيم في مجتمعات اللجوء".
هذه حال "أم رفاه" التي كانت تعيش حياة طبيعية وهادئة في سوريا، غير أن اشتداد الأزمة دفعها إلى ترك بيتها والانتقال إلى مكان أفضل لها ولعائلتها.
وجدت "أم رفاه" أن الوضع في سوريا بات صعباً، وبالرغم من غياب أي معلومات عن مصير زوجها المفقود رفضت الاستسلام وقررت الانتقال مع أولادها إلى لبنان في رحلة شاقة استمرت 3 أيام بين الجبال والطرقات الوعرة، وفي غضون 6 أشهر تمكنت من بناء خيمة من الخشب لإيواء عائلتها.
"أم رفاه" ليست الوحيدة التي تقوم بمهام صنفها المجتمع على أنها خاصة بالرجال، ففي "مخيم الأرامل" في البقاع عدة نساء سوريات جار عليهنّ الزمن وبعد خسارة أو فقدان أزواجهنّ في الحرب تحولن إلى معيلات للعائلة.
وبغية تنظيم عمل المخيّم، قررت اللاجئات السوريات تعيين "أم رفاه" "شاويش" المخيّم، أي المسؤولة عن تلبية احتياجات العائلات النازحة من تأمين اللقاح للأطفال إلى أعمال الصياًنة وصولاً إلى توفير المساعدات الغذائية والمعيشية.
تعتبر "أم رفاه" أن العبء الملقى على أكتاف السيدات يفوق قدرة الرجال على تحمله: "أنا بحط زلمي وبحط مرا، الحمل يلي شيلتو أنا وأصدقائي ما شايلو الزلمي".
جرّاء المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقها، تشعر "أم رفاه" أحياناً بضغط نفسي كبير، فتختلي بنفسها وتطلق العنان لدموعها، غير أن حزنها سرعان ما يتلاشى عندما تذهب وتشكو أمرها إلى "جارتها أم فهد" التي تعمل على تهدئتها بكلمات ودودة.
يمكن القول إن "مصيبة الحرب" هي التي جمعت النازحات السوريات، ومع الوقت تحوّل "مخيم الأرامل" إلى بيت واحد وأسرة كبيرة تتشارك الأحزان والهموم والألم نفسه.
وبخلاف الوضع السابق في سوريا حيث كانت المرأة تقبع في منزلها من دون الاضطرار إلى العمل في الخارج، فإن النازحات وجدن حاجة ضرورية للبحث عن مورد رزق بهدف الاستمرار في الحياة وإعالة عائلاتهنّ، من هنا اكتسبت المرأة النازحة قوة كبيرة وتحولت في عيون أولادها إلى أم وأب في الوقت نفسه.
وتحدثت إحدى النازحات عن كيفية تبدّل الأدوار الجندرية نتيجة الحرب: "كنا نحن بعادتنا منعرف إنو كلو عالزلمة، المرا ما بتسترجي تعمل شي بس وقتا جينا علبنان كلو تغيّر... المرا فيها تعمل متل ما بيعمل الزلمة وأكتر".
"تزويج ابنتي وهي قاصر غلطة عمري"
من مخيّم الأرامل، ينتقل الوثائقي للحديث عن نازح سوري أعاد حساباته ووجد نفسه مذنباً في بعض القرارات التي اتخذها.
ربما الزواج المبكر في المجتمعات السورية التقليدية يعد أمراً طبيعياً وشائعاً، إلا أن عدداً كبيراً من الأشخاص على غرار "أبو راشد"، وهو رجل متزوج ولديه عائلة مؤلفة من 10 أولاد، ندم على تزويج إبنته وهي قاصر:"هاي الغلطة الوحيدة يلي ارتكبتها بحياتي"، مؤكداً أنه لن يعيد الكرة مع بناته الأخريات.
وأوضح "أبو راشد" أن المفاهيم تبدلت، وبات من غير المقبول تزويج البنت قبل بلوغها سن الـ20 ومن دون الحصول على رضى الطرفين.
وعن التغييرات التي طالت الأدوار بين الجنسين جرّاء الأزمة السورية، يخبر "أبو راشد" أن المجتمعات السورية القديمة كانت تحظر على المرأة العمل في الخارج إنما الوضع قد تغير الآن، لأن المرأة باتت متساوية مع الرجل وتعمل مثله من أجل تحسين أوضاع العيش.
المثابرة لتحقيق الأحلام
"إن بلوغ سن الرشد في الأزمات يشكل تحدياً أكبر للفتيات، وذلك لما يتعرضن له من ضغوط وحصار اجتماعي مضاعف، يستدعي مجهوداً أكبر منهنّ لتحقيق الذات".
أمر اختبرته "دانا" بعدما كانت تعيش في بيئة صعبة ترفض عمل الفتيات في مجال التصوير.
غير أن هذه الشابة لم تيأس وظلت متمسكة بحلمها ومصرة على الانتقال إلى لبنان حيث المجتمع متساهل أكثر في موضوع الحرياًت وعمل المرأة. وبالفعل نجحت "دانا" من خلال الحوار والمثابرة على إقناع أهلها، كما أن الأزمة السورية ساهمت في تغيير منظور عائلتها تجاه دورها المستقبلي كامرأة والسماح لها بالعيش وحدها في لبنان لتحقيق حلمها بفتح معرض خاص بها في بيروت.
تعتبر "دانا" أن مساحة الحرية التي تعيشها في لبنان غير موجودة في وطنها وتستبعد العيش مجدداً في سوريا حتى بعد انتهاء الأزمة، إلا أنها أعربت عن احتمال زيارة بلدها في يوم من الأيام مع الكاميرا.
"إيدي بإيدَك"
مع اشتداد الأزمة السورية لم يعد الرجل هو الوحيد الذي يلعب دور المعيل للعائلة، فقد أصرت المرأة على أن تقاسمه الهموم والمشاكل على غرار "أم محمد" التي كانت تعتمد على زوجها "في كل شاردة وواردة"، وبعد تفاقم الوضع في سوريا قررت العائلة زياًرة بعض الأقارب في لبنان، إلا أن الزياًرة تحولت إلى إقامة طويلة، وكان لا بد من إيجاد وسيلة للعيش.
وبعد شهرين، عرضت سيدة على "أم محمد" تنظيف السجادات، وكانت هذه المرة الأولى التي تخرج فيها من منزلها. وهكذا كرّت السُبحة وبدأت الأم السورية تعمل من أجل مساندة زوجها في المصروف:" انقلبت الموازين وإذا ما عملنا هيك ما بحياتنا رح نوقف على إجرينا".
ورغم نظرات الناس التي كانت تُشعرها بالخوف والخجل، فإن "أم علي" اعتادت هذا الأمر ويوماً بعد يوم اكتسبت الثقة بنفسها وباتت شخصيتها أقوى من السابق. ولإطفاء شعلة "الغيرة" في قلب زوجها غير المعتاد رؤيتها خارج المنزل، كانت تقول له:" كل عمرك مدللني وحاطتني وردة على راسك صار دوري إني دللك.. إيدي بإيدك".
ووفق "أم علي"، فإن طعم القرش يكون ألذ بعد الشقاء والتعب، مؤكدةً أنها ستتابع العمل إذا عادت إلى سوريا، خاصةً أنها لن تعود "أم علي" القديمة الضعيفة بل المرأة "الحديدية" التي غيّرت الحرب مسارها وشخصيتها 180 درجة.
المصدر: رصيف 22
↧
الإقامة في السكن الجامعي في لبنان (( الفواييه )) : اختلافات بالجملة وشريكات لا يشبهنني إطلاقاً
لم تكن أية قواسم مشتركة بيننا. لم نملك درجة العلم والثقافة نفسها، ولا أسلوب حياة واحداً، بل كنا مختلفتين كاختلاف الملح والسكر أو كخطين مستقيمين لا يلتقيان على نقطة، لا في منطق الأمور ولا حتى في ثوابتها.
ثمة فرق شاسع بيننا لكن ما جمعنا باستمرار هو شراكتنا في مساحة صغيرة في الفواييه (سكن خاص للطلاب، أو للطالبات).
قصتي بدأت معهن منذ سنتي الجامعية الثانية، حين انتقلت للسكن على مقربة من جامعتي في صيدا، لأن عائلتي تسكن في قرية بعيدة عن المدينة في جنوب لبنان، وتنقلت بين فواييهاتها وفواييهات بيروت مرات ومرات، حتى تكاد تغيب أسباب هذا التغيير عن ذاكرتي. وفي كل مرة كنت ألتقي فيها شريكة جديدة.
بداية، لم تكن لدي خيارات كثيرة، أفضل الممكن كان الفواييه الذي يقع على مقربة من الجامعة، أما الفتاة التي سأتشارك معها الغرفة أو الإستديو فلم أكن أعلم عنها شيئاً، الأمر كان مقلقاً للغاية. كنت أدعو الله أن لا تكون شريرة، وأحاول إقناع نفسي بألا أبالي، فهناك إمكانية لتبديل الغرفة أو الفواييه، إذ لا خيار أمامي سوى ذلك.
الشريكة المتصبينة
وصلت الى سكني الأول متأخرة عن باقي الفتيات، لم يتسنَّ لي اختيار الغرفة التي تناسبني. في المرة الأولى التي انتقلت فيها من منزلي إلى الفواييه، كنت أعرف واحدة منهن، هي من قرية مجاورة لبلدتي التقيتها مرة في سيارة أجرة وتبادلنا أطراف الحديث، وهي التي أخبرتني عن الشقة وسألتني إذا كنت أريد الانضمام إليهن.
لكن المأساة الحقيقية حدثت حين التقيت شريكتي في الغرفة، كانت فتاة طرابلسية قامتها طويلة قلما تسدل شعرها، ترتدي ثياباً رياضية باستمرار (تيشرت وجينز)، تلعب الباسكيت والفوتبول مع أبناء الحي، وتتناول الكثير من التفاح.
أذكر أني خفت دخول الغرفة وقتذاك، لكني اكتشفت لاحقاً أنها تملك قلباً طيباً وأني محظوظة بهذه الشريكة، فهي قليلة الكلام لا تملك سوى القليل من المقتنيات، ولا تجلس كثيراً أمام المرآة ولا حتى في الغرفة، ومن المستحيل أن أجدها منشغلة بأشياء تخص الفتيات مثلي، فلم أتخيلها يوماً تضع طلاء الأظافر مثلاً.
الشريكة المحافظة
بعدها تدرجت في انتقاء المكان، "يجب أن يكون لائقاً، بناءً جديداً وواسعاً، ذا أثاث جميل ويُفضل أن تكون فيه غرفة لوحدي"، لكن لمرات قليلة فقط حالفني الحظ في ذلك، إذ كان "الفواييه" في أكثر المرات شقة بعدد كبير من الغرف، وفي بعض الأحيان إستديو مع إحدى الفتيات.
انتقلت بعد بضعة أشهر إلى منزل جديد وأقمت في غرفة مستقلة. أصبح لي فيه صديقتان جميلتان، ما زلت على تواصل معهما، هما من قريتين مجاورتين لقريتي، كانتا مختلفتين جداً عني، لا تسمعان الموسيقى ولا تفكران يوماً بالذهاب إلى الجيم أو السينما أو ارتداء ملابس مودرن، قدمتا من بيئة محافظة جداً وترتديان الحجاب وثوباً شرعياً.
رغم الملل الذي رافقني حينذاك، كنت أعيش معهما بسلام.
الشريكة المغرورة
ثم انتقلت الى بيروت، وفيها تنقلت بين الكثير من الفواييهات لا سيما تلك القريبة من مكان عملي، وليس من جامعتي.
صادفت الكثير من الفتيات، وشاركت كثيراً منهن نفس الغرفة، أسوأهن كانت من ترفض ترتيب أغراضها وتتركها مبعثرة أكثر الأوقات، لا تكترث لنظافة المكان وكثيرة الضجة والإزعاج.
التقيت واحدة منهن، في إحدى الشقق التي سكنتها أنا وصديقتي وهي، كان لكل واحدة منا غرفة مستقلة. كانت في بداية مشوارها الإعلامي، تعتبر أن الأعمال المنزلية كمسح الغبار مثلاً يقلل من شأنها، ولا تتردد في إظهار ذلك، إذ قالتها مرات "كيف لأحد مثلي تنظيف الأشياء".
"يا لغرابة الناس" قلتها مراراً وأنا أفكر في تصرفاتها وأفكارها العجيبة.
تستيقظ عند منتصف الليل للسهر مع أصدقائها، وتوقظ معها جميع من في الطابق على صوت الموسيقى التي ترافق تبرجها وهي تختار ملابسها وواحداً من الأحذية التي تفترشها وسط الغرفة، لتعود بعدها عند الـ5 فجراً.. نعم هذا هو المعنى الحقيقي لأن تتذوق الجحيم في حياتك.
الشريكة المحبة
ومن ثم التقيت ناتي أو ناتو كما أحببت مناداتها دائماً، إبنة طرابلس الجميلة، اللبقة، والمسؤولة.
أتت لتكمل دراساتها العليا في إحدى جامعات بيروت، وفي الوقت نفسه راحت تبحث عن فرصة عمل تساهم من خلالها في دفع أقساط الجامعة بدلاً من أبيها.
لم نختلف يوماً على أي تفصيل صغير، كنا صديقتين بامتياز، لم تكن تشبهني، لكنها كانت ذات أخلاق حسنة، وشعرت بالأسى حين عادت إلى عائلتها لقضاء الإجازة الصيفية في طرابلس.
الشريكة النادلة
وقتذاك، قررت صاحبة الفواييه استبدال ناتو بإحدى الفتيات، سمعت قبل أن أتعرف إليها أنها تنقلت بين غرف كثيرة لأن أحداً لم يتمكن من التأقلم معها.
وأنا أيضاً كنت كذلك، كان من الصعب جداً التعايش مع فتاة غير منظمة ولا تفقه معنى مصطلح ترتيب، ليس ترتيب أشيائها وحسب، بل أيضاً أوقاتها وكامل تفاصيل حياتها، إذ يمكن أن تستيقظ عند منتصف الليل للسهر مع أصدقائها، وتوقظ معها جميع من في الطابق على صوت الموسيقى المرتفعة التي ترافق تبرجها وهي تختار الملابس المناسبة وواحداً من الأحذية التي تفترشها وسط الغرفة، لتعود بعدها عند الخامسة فجراً ثم تستيقظ عند الساعة السابعة صباحاً لتنصرف الى عملها كنادلة في إحدى كافيهات الروشة.
نعم هذا هو المعنى الحقيقي لأن تتذوق الجحيم في حياتك.
حقيقة... لا أمل
ولم تكن الفتاة التي التقيتها في السكن الجديد أفضل منها، إذ كانت على رغم بساطتها تجعل الحياة معقدة أكثر بكثير مما نعتقد، فلم تكن تنتهي من طرح الأسئلة الساذجة التي لا تخطر على بال عاقل، وطرح أسئلة وجودية، ليس لكثير منها أية أجوبة كما أن العلماء عجزوا عن تفسيرها أصلاً.
وأخيراً انتقلت إلى مكان فيه بعض من الأشياء التي تروقني، منزل صغير وحديقة في الأشرفية التي أحب، لكن الفرحة لم تكتمل. أعتقد أن سبب تنقلي الدائم هو شريكاتي في السكن وليس السكن نفسه، وهذه أصل المشكلة، أو لعلها أشياء لا أملك تفسيراً لها.
حاولت مرة العيش عند أحد أقارب والدتي ولم أتحمل البقاء لديه أكثر من شهر، عرفت حينذاك أن الاختلاف بيني وبين شريكة في السكن أفضل بكثير من العيش مع أقرباء كثر وجميعهم مختلفون عني.
أما اليوم فإنني أبحث عن مكان لا أجد فيه من يشبهني، مكان أكون فيه بمفردي، لا أحتاج لأحد أن يشاركني في مساحة تخصني، أريد أن أقضي وقتي بمفردي، مع نفسي بدون أي إزعاج ولا تطفل ولا تساؤلات. لكن كيف سيكون ذلك في ظل البؤس الكبير الذي نعيشه في بيروت؟ ربما بات من الأفضل أن يكون هذا الأمر من أولوياتي.
حنان مصطفى
المصدر: رصيف 22
↧
موقع روسيا اليوم ينشر مقال معادي للمجرم بشار : سوريا بانتظار انفجار.. وروسيا هناك
"لماذا لدى القوات الروسية ما تفعله بعد في سوريا"، عنوان مقال أنطون مارداسوف، في صحيفة "آر بي كا"، عن توظيف الجهاديين في سوريا والعراق.
وجاء في المقال: "في روسيا لا يحبون الحديث عن هذا، ولكن أفكار الجهاد أثناء الوجود الأمريكي الواسع النطاق في العراق كانت تزرع خصيصا من قبل الشيوخ تحت سيطرة المخابرات السورية في الوسط السني، وبعدها ذهب السوريون للقتال في العراق. وعادوا. كانوا يقيمون بالفعل علاقات مستقرة مع القاعدة في العراق، ولم يتم سجنهم جميعا. وأولئك الذين ألقي القبض عليهم في موجة من الاحتجاجات تحت ذريعة التنازلات للمعارضة أفرج عنهم بشكل خاص من قبل النظام السوري لجعل التمرد متطرفا".
ويضيف كاتب المقال: "حتى قبل الحرب، لم يكن حرس الحدود السوريون والأجهزة الأمنية، الذين يعتمدون على موظفين مؤهلين وشبكة استخبارات متشعبة، فعالين بشكل خاص في شرق البلاد ضد الراديكاليين. ومن السذاجة الاعتقاد بأن يكون نظام الأسد، بعد سنوات عديدة من القتال وتدمير الأدوات الشعبية للإدارة والتبدل في وجهات نظر القبائل المحلية، قادرا على السيطرة على حدود طولها 600 كيلومتر، والأهم من ذلك، مشاعر السكان المحليين الحقيقية ".
ويقول مارداسوف: "يزداد الوضع تعقيدا بسبب العامل الإيراني&8230; فسيستخدم عامل تعزيز النفوذ الشيعي في المناطق السنية بشكل فعال للدعاية المضادة من قبل داعش، والتي ستساعد التنظيم على استئناف عملياته وهجماته المضادة من المناطق الصحراوية. وللتصدي لها، فمن الممكن تماما أن تكون القوات الروسية ضرورية".
وينهي المقال بتأكيد أن عدم رغبة دمشق الرسمية في تقديم تنازلات حقيقية للمعارضة لا يزال يمثل مشكلة بالنسبة لموسكو ولا يسمح بالحديث عن الوقف الحقيقي للأعمال القتالية.
ويرى أن المؤشر الرئيسي على ما سبق هو أن دمشق تفسر بشكل فضفاض مفهوم "عملية مكافحة الإرهاب"، وترى فيه إمكانية "استمرارها بشن عمليات هجومية كبيرة في الغوطة الشرقية ضد تلك الجماعات التي وقعت على اتفاق بشأن وقف إطلاق النار مباشرة مع روسيا في القاهرة وجنيف. ومن الواضح أن النظام مستعد للحوار مع المعارضة وحتى دمجها، اذا نزعت سلاحها بشروطه. ولكن هذه ليست تسوية سياسية للنزاع، بل هي إجبار على الاستسلام. فسلسلة أخرى من الاشتباكات، قد تؤدي إلى استقرار الوضع، ولكن فقط حتى الانفجار القادم".
المصدر: روسيا اليوم
↧
واشنطن وباريس تحملان النظام مسؤولية إفشال مفاوضات جنيف8 وموسكو تحملها للمعارضة
دعت الولايات المتحدة داعمي نظام الأسد للضغط عليه لدفعه للمشاركة بشكل كامل وجاد في المفاوضات مع المعارضة السورية، في حين اتهمت فرنسا النظام كذلك، بأنه لا يفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان، أمس (الجمعة) إن بلادها، "تحث كل الأطراف على العمل بجدية نحو حل سياسي لهذا الصراع، وإلا فإنها ستواجه عزلة مستمرة واضطرابا لا نهاية له في سوريا"، حسب رويترز.
من جهته، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو على تويتر، إن "نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية.. هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم".
وفي السياق، أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحفيين في إفادة صحفية يومية، إنه لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين، وتحت رعاية الأمم المتحدة"، مبدياً دعم باريس لدي ميستورا، حيث بدت تصريحات "جورجيني" رفضا لمبادرة روسية منفصلة لإجراء مفاوضات من المقرر أن تتم في "سوتشي" العام المقبل.
كما وجه "جورجيني" أصابع الاتهام لروسيا وإيران، بشأن عدم قدرتهما على فرض تطبيق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، الداخلة ضمن مناطق "تخفيف التصعيد"، ودعاهما أيضاً "لاتخاذ خطوات لوقف القصف وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسلام وبدون عرقلة لمن يحتاجونها".
يشار إلى أن الفشل خيّم على مباحثات جنيف 8 التي انتهت أمس الأول، دون إحراز أي تقدم، في حين يتحضر دي ميستورا للدّعوة إلى جولة جديدة، محملاً وفد نظام الأسد فشل الجولة الحالية التي لم تشهد مفاوضات فعلية، بحسب قوله.
وقال دي ميستورا إنه ينوي الدعوة إلى جولة جديدة بجنيف في كانون الثاني/يناير 2018، وذلك بعد أن يبحث الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش نهاية الأسبوع ومع مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل في نيويورك.
واتهم دي ميستورا نظام الأسد بإفشال مفاوضات جنيف عبر رفضه التحاور مع المعارضة، مشيراً إلى "إضاعة فرصة ذهبية"، واعتبر أنه إذا كانت المعارضة قد تمثلت للمرة الأولى بوفد "موحد" في جنيف "فإننا لم نشهد مفاوضات فعلية".
واتهم في مؤتمر صحافي وفد النظام بأنه "لم يسع فعلا إلى إجراء حوار والتفاوض في المقابل فعلت المعارضة ذلك"، مشيراً إلى وفد النظام وضع شرطاً مسبقاً للمفاوضات معلناً أن وفد المعارضة لا يتمتع بصفة تمثيلية كافية.
وأكد المبعوث الأممي أن هذه الجولة لم تحصل على مفاوضات حقيقية واقتصرت على مباحثات ثنائية، موضحاً أن فد النظام لم يتكلم مع معه إلا في موضوع واحد وهو "الإرهاب".
في المقابل حمّل مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، المعارضة مسؤولية فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، مشددا على أن المشكلة الأساسية تكمن في استمرار المعارضة بطرح شروط مسبقة على طاولة الحوار، لا سيما مطالبها برحيل بشار الأسد.
وأكد بورودافكين أن وفد المعارضة وصل إلى جنيف بـ”موقف لا يمكن وصفه بالتفاوضي”، مضيفا أن هذا المنهج للمعارضة يجعل من المستحيل مشاركة وفد الحكومة السورية في الحوار.
ولفت المندوب الروسي إلى أن إنجاح المفاوضات يتطلب أولا إدراك المعارضة و”مموليها” ضرورة استبعاد مطالب كهذه من أجندتهم، وأنه ينبغي عليها الامتناع عن استخدام مصطلح “وفد النظام” بالنسبة لوفد الحكومة السورية.
وتابع “يجب التفكير بإضافة عدة نقاط مهمة إلى أجندة المعارضة التفاوضية، بما في ذلك التعبير عن دعمها وجاهزيتها للمشاركة في الصراع المشترك ضد ما تبقى من تنظيمي داعش وجبهة النصرة في الأراضي السورية، وكذلك ضد الفصائل المسلحة الأخرى المتواطئة مع هذين التنظيمين الإرهابيين”.
في حين، تناول وفد الرياض من جهته الموضوعات الأربعة التي حددتها الأمم المتحدة في جدول أعمال المحادثات، أي الحكم والدستور والانتخابات بإشراف المنظمة الأممية والإرهاب، بحسب دي ميستورا.
من جانبه قال وفد الرياض، إنه "ليس لديه شريك"، مؤكداً أنهم طالبوا على الدوام بمفاوضات "مباشرة" وأن عملية جنيف تبقى "المكان الوحيد للوصول إلى حل سياسي".
يشار إلى أن الجولة الأولى من جنيف8 انطلقت في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي وتنتهي الخميس الماضي، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.
↧
↧
حافلات تصل الغوطة لنقل عناصر “تحرير الشام”
وصلت عدة حافلات إلى معبر مخيم الوافدين شرقي دمشق، من أجل نقل عناصر “هيئة تحرير الشام” من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، ضمن اتفاق لم تتضح بنوده حتى اليوم.
وقالت مصادر إعلامية من الغوطة اليوم، السبت 16 كانون الأول، إن الحافلات لا تزال تنتظر في منطقة مخيم الوافدين، دون اجتيازها مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
الخروج مؤجل
وأضافت المصادر أنه ورغم وصول الحافلات، إلا أن خروج “تحرير الشام” من المنطقة تأجل إلى وقت غير محدد بعد خلاف على خروج مدنيين إلى جانب المقاتلين الذين تم تسجيل أسمائهم في الأيام الماضية.
وكانت مصادر متقاطعة ، في 7 كانون الأول الجاري، إن خروج “الهيئة” بات قريبًا إلى شمالي سوريا، وإن عددًا كبيرًا من عناصر الهيئة عمدوا إلى بيع ممتلكاتها بانتظار خروجهم.
وتسيطر “تحرير الشام” على مفاصل محافظة إدلب، شمالي سوريا، وسبق أن استقبلت المحافظة مقاتلين من أرياف دمشق.
وشهد جسم “تحرير الشام” شرقي دمشق، الأسبوع الماضي، حالات اعتقال على خلفية قرار الخروج، وقالت مصادر (طلبت عدم ذكر اسمها) إن خلافًا نشب بين عناصر “الهيئة” بعد انتشار أخبار تفيد بخروج المقاتلين بشكل كامل إلى إدلب.
بدوره، نفى القائد العسكري لـ”تحرير الشام” في الغوطة، “أبو محمد الشامي”، قرار الخروج إلى الشمال السوري في تسجيل صوتي
وقال إن “الهيئة” تعد أعمالًا عسكرية لفك الحصار وفتح الطريق، متسائلًا “كيف لها أن تخرج من الغوطة؟”.
الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” العامل في القطاع الأوسط، وائل علوانـ رفض الحديث عن تفاصيل الاتفاق، قائلًا “ليس لدي تصريحات للإعلام حول الموضوع”.
وأضاف “مازلنا ملتزمين بتنفيذ الاتفاق الموقع في جنيف في أيلول 2017 بكامل بنوده”.
“جيش الإسلام” على الخط
بالتزامن مع تنفيذ بنود اتفاق الخروج في مناطق القطاع الأوسط، أوضحت المصادر أن اتفاقًا أبرم بين “تحرير الشام” وفصيل “جيش الإسلام” يقضي بإطلاق سراح معتقلي الأولى من سجون “الجيش”، وإخراجهم مع بقية مقاتلي “الهيئة” من الغوطة الشرقية.
وتغيب الرواية الرسمية لاتفاق خروج “الهيئة” من الغوطة، وسط تسريبات من أحد مقاتلي “تحرير الشام” تفيد بأنه من ضمن البنود فتح معبر إنساني للغوطة الشرقية مع دمشق، وإيقاف الحملات العسكرية على المنطقة بشكل كامل.
وانضمت الغوطة في وقت سابق إلى اتفاقية “تخفيف التوتر” المتفق عليها في محادثات أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وإيران وروسيا)، إلا أن النظام السوري لم يوقف عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية وحي جوبر بدمشق.
المصدر: عنب بلدي
↧
وزير الدفاع الأمريكي يحذر الطائرات الروسية من “التحليق الخطر”في الأجواء السورية
حذر وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" من "التحليق غير الآمن والخطر" للطائرات الروسية في الأجواء السورية، بحسب ما أفادت اليوم السبت وكالة "أسوشييتد برس".
جاء ذلك في تعليق لـ"ماتيس" الجمعة، على واقعة اقتراب مقاتلتين روسيتين من أخرى أمريكية بشكل خطير، في أجواء شرقي سوريا الأربعاء الماضي.
وأضاف الوزير لصحفيين في مقر وزارة الدفاع "بنتاغون"، إن "الطرفين الأمريكي والروسي يتابعان التنسيق هاتفيا بشأن حركة الطائرات في أجواء سوريا المكتظة".
وقال إن آلية التنسيق المتبعة تعتريها نواقص، مشددا على عدم رغبته في حدوث "أي مناورات خطرة".
وكشف "ماتيس" أن وزارة الدفاع الأمريكية ستحقق في الواقعة.
والأربعاء اعترضت المقاتلة الأمريكية "إف ـ 22" مقاتلتان روسيتان من طراز "سوخوي سو ـ 25"، بعد تجاوز المقاتلتين الروسيتين خطا غير رسمي يفصل بين القوات الجوية للبلدين، بحسب أسوشييتد برس.
↧
عشرات القتلى من قوات النظام بدير الزور بينهم خمسة من الحرس الثوري الإيراني
سقط عشرات القتلى اليوم السبت 16 كانون الاول/أكتوبر، إثر هجوم واسع شنه تنظيم "داعش" على مواقع قوات النظام بريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر ميدانية إن تنظيم "داعش" تمكن من قتل 25 عنصراً من قوات النظام بينهم خمسة ضباط إيرانيين من الحرس الثوري، إثر هجوم واسع شنه على مناطق "الجلاء، والسيال، والحسرات" بريف مدينة البوكمال شرقي دير الزور، بعد تفجير انتحاري استهدف تجمع دشم لقوات النظام على أطراف المنطقة.
وأدى الهجوم لسيطرة داعش على مساحات واسعة من المناطق المذكورة، فيما حمّلت ميليشيات النظام مسؤولية سقوط المناطق لبعضها
ورغم سيطرة قوات النظام على كامل محافظة دير الزور، ما زالت مجموعات تابعة للتنظيم تتمركز بريف مدينة البوكمال وتشن هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من قوات النظام على مدار الأسبوع الماضي.
↧
“نيويورك تايمز”: هؤلاء “رجال صواريخ”كيم…رأس الحربة النووية لكوريا الشمالية
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه خلال الشهر الماضي، حينما احتفل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بإطلاق بلاده لصاروخ جديد، كان يحيط به فريق من أبرز العلماء والمسؤولين، دون أن تحدد أسماءهم وسائل الإعلام المملوكة للدولة، لكن سبق لهم جميعا الظهور سابقا مع كيم. وصفتهم بـ"رجال الصواريخ"، نسبة إلى لقب كيم الذي يطلقه عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رجل الصاروخ" (Rocket man).
الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص، المعروفين بألقاب مثل "الثنائي النووي" و"الرباعي الصاروخي"، قاموا بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يبدو أنه قادر على استهداف أي مدينة بالولايات المتحدة الأميركية، ما اعتبرته "نيويورك تايمز" إنجازا علميا خارقا بالنسبة للبلاد الأكثر عزلة في العالم.
وفيما نقلت "نيويورك تايمز" أن كيم، البالغ 33 عاماً، لم يخف عدوانيته في تعزيز قبضته على السلطة، بعد قيامه بإعدام أعداد كبيرة من المسؤولين البارزين، بمن فيهم خاله، توقفت الصحيفة عند المعاملة الخاصة التي يخص بها العلماء التابعين للنظام، إذ يغدق عليهم المحفزات والثناء، جاعلا منهم أبطالا لدى الرأي العام ورموزا للتقدم الوطني.
وذكرت الصحيفة، في هذا الإطار، أنه بعد أربعة أعوام على وصوله للحكم في 2011، قام زعيم كوريا الشمالية بافتتاح شارع بست مسارات في العاصمة بيونغ يانغ، يعرف بشارع علماء المستقبل، ويضم شققا داخل أبراج سكنية للعلماء، والمهندسين، وعائلاتهم.
وأضافت أنه افتتح أيضا مركبا أرضيا يحاكي صورة الذرة، وذلك لعرض إنجازات البلاد في قطاع العلوم النووية، موضحة أنه يتم تنظيم حفلات باذخة للاحتفال بالتقدم العلمي.
كما لفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد كل تجربة ناجحة، يتم الاحتفاء بالعلماء والمهندسين من خلال مسيرات تجوب الشوارع، وفي طريق عودتهم إلى بيونغ يانغ يمرون في مواكب أمام الحشود المحتفية بهم.
وفي ما يخص أسماء الفريق النووي الذي عهد إليه كيم تطوير برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي، قالت "نيويورك تايمز" إن شخصين من "الرباعي الصاروخي" هما عالمان، وفق وسائل إعلام كوريا الشمالية.
الأول يدعى جانغ شانغ ها، ويبلغ 53 عاما، ويشغل منصب رئيس الأكاديمية الوطنية لعلوم الدفاع.
أما الثاني فيدعى جون ال هو، ويبلغ 61 عاما، ويعرف بصفته "مسؤولا في مجال البحث العلمي".
وفي سياق المعاملة الخاصة التي يخصصها كيم لفريقة النووي، قالت "نيويورك تايمز" فإن الزيارة السنوية التي يجريها زعيم كوريا الشمالية إلى ضريح جده يعد الطقس الاحتفالي الأهم داخل النظام، مشيرة إلى أن "الرباعي الصاروخي" شاركوا في هذا الحدث شهر يوليو/ تموز الماضي، ما يجسد المكانة العالية التي يحظون بها.
كما أضافت أن الخبراء الذين يطورون الصواريخ ظهروا في صور وهم يتشاركون السجائر مع الزعيم الكوري الشمالي خلال التجربة الصاروخية التي تمت الشهر الماضي، وهو ما يعتبر امتيازا لا يمكن تخيله داخل بلاده يصور فيها كيم جونغ اونغ كأنه أحد "الآلهة".
كيم والعلماء يتشاركون السجائر (فرانس برس)
ونقلت "نيويورك تايمز" أنه بعد كل تجربة ناجحة يتم تصوير كيم وهو يقبل العلماء، فيما يظهر بعضهم والدموع في عينيه. كما اعتبرت الصحيفة أن الصورة الأكثر غرابة كانت شهر مارس/ آذار، حين قام كيم بحمل مسؤول لم تحدد هويته على ظهره، أثناء الاحتفال بنجاح تجربة على محرك صواريخ جديد.
↧
↧
مسلسل “سابع جار”…المصريون مصدومون مما يحدث داخل الغرف المغلقة؟
نجح مسلسل "سابع جار" (إنتاج عام 2017) الذي تعرضه حالياً فضائية "سي بي سي" دراما المصرية الخاصة، في جذب انتباه نسبة غير قليلة من الجمهور المصري والعربي.
أعطت الحلقة الأولى من المسلسل الذي تدور معظم حوادثه داخل بناية سكنية، ويتناول علاقات الجيران وحكاياتهم الإنسانية، انطباعاً بأنه مسلسل يغلفه الحنين ويعبر عن طيبة المصريين وبساطتهم، قبل أن تتطور بقية الحلقات وتكشف أسراراً - اعتبرها البعض صادمة - تحدث داخل الغرف المغلقة.
من ضمن هذه الحوادث، علاقات جنسية بين أفراد غير متزوجين رسمياً، ترويج للمخدرات وتعاطيها، خيانات زوجية، وغيرها حولت المسلسل الهادئ عالماً متكاملاً من العلاقات الإنسانية بحلوها ومرها، بساطتها وتعقيداتها.
البطل في "سابع جار" إلى جانب الأشخاص وحكاياتهم هو المكان، فالبناية التي يعيش فيها أبطال المسلسل ليست مجرد شقق جامدة، بل هي كائن حي شاهد على أسرار الجيران، ومعظمهم من الطبقة المتوسطة.
لكل أسرة في المسلسل مشكلاتها النفسية والاجتماعية، تداريها أبواب الشقق ولا تعرفها بقية الجيران، كأن الحوائط والأبواب هنا ستر وغطاء على الجميع، لكنها تراقب كل شيء بصمت.
المسلسل من بطولة دلال عبدالعزيز، شيرين، نيقولا معوض، هيدي كرم، أسامة عباس، هاني عادل، صفاء جلال وغيرهم من عشرات الممثلين الذي أظهرهم المسلسل بشكل جديد تماماً وهو ما يحسب لفريق الإخراج.
"سابع جار" لمخرجات ثلاث، وهو تجربة جديدة من نوعها، هنّ: آيتن أمين، نادين خان وهبة يسري.
شارك في كتابته فريق على قمة هرمه المخرجة يسري التي كتبت القصة والسيناريو والحوار وشاركها أفراد آخرون في إعداد الحلقات وكتابتها.
تقول نادين خان إحدى مخرجات العمل أن الفريق لم يتوقع ابداً كل هذا النجاح للمسلسل، خصوصاً أنه لم يعرض في رمضان، وهو الشهر الذي صار موسماً للمسلسلات التلفزيوينة. وتضيف لرصيف22، أن أكثر ما جذبها إلى خوض تجربة العمل في المسلسل، هو القصة غير التقليدية التي تعبر عن المجتمع من دون تزييف أو تجميل، معتبرة أن فكرة ثلاث مخرجات سينفذن العمل كانت تحدياً آخر جذبها إلى المشاركة فيه.
"توقعنا أن يحقق المسلسل نجاحاً عادياً مثلما يحصل للمسلسلات التي تعرض في غير رمضان، لكن رد فعل الناس واهتمامهم بمشاهدته والحديث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل أمور لم نتوقعها"، تقول خان.
بحسب المخرجة الشابة، فإن نجاح العمل يثبت أن العمل الفني الجيد، المشغول جيداً، قادر على جذب الناس في أي وقت يعرض.
إعجاب ثم هجوم
يعبّر المسلسل عن المصريين بكل تنوعاتهم، الفاسد والصالح، الخائن والمخلص، المتصالح مع نفسه والمليء بالعقد والمشكلات النفسية، وكل شخصية أظهرت عمقاً بتفاصيل مدهشة، بعيداً من السطحية التي تُنفّذ بها أعمال فنية عدة.
على وسائل التواصل الاجتماعي، حقق "سابع جار" ردود فعل كثيرة مُذ عُرضت الحلقة الأولى.
لكن الإعجاب الشديد بالمسلسل تحول هجوماً من بعض المشاهدين، حين بدأت الحلقات مناقشة مواضيع اعتبرها هؤلاء صادمة، وأخذ آخرون يقولون أن المسلسل يدس السم في العسل، ويروج لأفكار جريئة.
وصل الأمر ببعضهم إلى الحديث عن نظرية مؤامرة واتهام العمل بتشويه المجتمع لأهداف غير معلنة. "أشعر بريبة شديدة تجاه الأفكار التي يروجها هذا المسلسل"، تقول مستخدمة على فايسبوك.
من مشاهد المسلسل التي أثارت جدالاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، يأتي في المقدمة مشهد "هالة" وهي تخبر زوجها "علي" بعد زفافهما مباشرة بأنها لم تنم مع رجل قبل الزواج به، وبأنها لا زالت عذراء، فتعجب من ذلك، معتبراً أن جرأتها وقوة شخصيتها جعلتاه يظن قبل أن يتزوجها أن لها علاقات جنسية سابقة.
وتساءل مستخدمون آخرون عن المشهد بتعجب: هل من الطبيعي أن تكون للفتيات علاقات جنسية قبل الزواج؟ واستغرب آخرون فكرة أن الزوج كان يظن أن لعروسه علاقات جنسية قبل الزواج به، ومع ذلك تزوجها.
https://www.youtube.com/watch?v=zKe3SG2O nM
من المشاهد الأخرى التي أخذت نصيبها من الجدال، مشهد وجود الفتاة المراهقة هبة مع جارها المتزوج طارق في سيارته وتعاطيهما معاً حشيشة الكيف، وحديثها معه عن الرجل الذي تحلم به.
كان سبب الهجوم على المشهد، "عرض هذه المشاهد الجريئة في مسلسل عائلي يفترض أنه موجّه إلى أفراد الأسرة كافة"، وفق تعبير أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن، في المقابل دافع كثر عن المسلسل باعتباره يعرض الحقيقة وما يحدث في حياتنا حتى لو كان البعض "مصمماً على دفن رأسه في الرمال"، بحسب ما كتبته مستخدمة مصرية.
بحسب آخرين أيضاً، فإن المسلسل نجح في أن يقدم المجتمعات العربية بجميع تناقضاتها وتبايناتها، فلا وجود للمثالية على أرض الواقع، وكل شيء قد يحدث بالفعل داخل البيوت حتى لو رفض البعض الاعتراف بذلك.
"دس السم في العسل"؟
الحديث عن "دس السم في العسل" جعل الممثل محمود البزاوي أحد أبطال المسلسل، يصرح لوسائل الإعلام بأن التعامل مع الفن بهذا المنطق هو الذي يجعلنا مجتمعات متأخرة.
يقول البزاوي أن الانتقادات لمسلسل "سابع جار"، ليست سوى "كلام فارغ"، مؤكداً أنّ من الطبيعي أن تناقش الدراما قضايا حساسة جداً في المجتمع.
يشير الممثل المصري إلى أننا نجمّل الواقع أكثر من اللازم، بينما في دواخلنا أمور كثيرة لا نستطيع التعبير عنها، وحين تأتي الفرصة لذلك، يعتبر البعض ذلك عيباً.
"اللي جايبنا ورا إننا مش عارفين نواجه نفسنا وننتقدها، إحنا مهزوزين، وحياتنا الاجتماعية مليانة كوارث لو سلطنا الضوء عليها هيقولوا علينا كفرة... فالمجتمع ينقصه وعي عام"، يقول البزاوي.
أزمة "سابع جار" أن صنّاعه أرادوا تقديم عمل فني واقعي يتناول الأسرار كلّها التي تحدث داخل البيوت بعيداً من التجميل، بينما يصر بعض أفراد المجتمع على أن كل شيء في مجتمعاتنا على ما يرام.
المصدر: رصيف 22
↧
أعطنا خبزنا، كفاف يومنا لنرميه في القمامة…عن الطعام الذي يهدره الإنسان
كثيراً ما توثق كاميرات هواة ومحترفين في مصر التي تقع نسبة كبيرة من مواطنيها تحت خطّ الفقر، لقطات لأشخاص فقراء يبحثون عن طعام في صناديق القمامة.
فيما يبحث أطفال الشوارع في القاهرة عن شيء يأكلونه في مقلبات القمامة المختلفة.
في المقابل، نجد الناس يتناولون طعاهم من البوفيه المفتوح داخل مطاعم الفنادق، ليأتي العمال بعد ذلك ينظفون ما تبقى من الطعام في أطباق نزلاء الفندق، يجمعونها في أكياس قمامة وينتظرون سيارات جمع القمامة لحملها.
من المهم أن نعرف جيداً كمية الطعام التي نهدرها كل عام، لأن ذلك سيساعدنا في محاسبة أنفسنا، وكلما قلت فضلات عالمنا من الطعام، كان من الممكن توفير الحاجات الغذائية لسكان كوكبنا في السنوات المقبلة.
ما يحدث في المحروسة من تبذير في الطعام ييقابه جوع يتكرر في أماكن عدة من دول العالم، وهو ما أظهره إحصاء في تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO".
بحسب التقرير فإن العالم يتخلص من 1.3 مليار طن من فضلات الغذاء سنوياً، وهو ما يعادل ثلث المواد الغذائية التي تُنتج.
التقرير الذي حمل عنوان "تأثير الفاقد الغذائي: الآثار على الموارد الطبيعية" واطلع عليه رصيف22 كاملاً، أظهر أيضاً أن هناك أضراراً عدة لإهدار الغذاء على المناخ والمياه واستخدامات الأراضي والتنوع الحيوي.
فكميات المياه المهدرة سنوياً في إنتاج غذاء ينتهي في المكبات والخسارة، تصل إلى 250 كيلومتراً مكعباً أي ما يضاهي التدفق السنوي لنهر "فولغا" في روسيا، أو ثلاث مرات حجم بحيرة جنيف، إلى جانب زيادة تقدر بنحو 3.3 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري تضاف إلى أجواء كوكبنا.
رقم صادم آخر جاء في التقرير يؤكد أن مساحة تصل إلى 1.4 مليار هكتار من الأراضي، أي حوالى 28 في المئة من أراضي العالم الزراعية المستخدمة سنوياً لإنتاج الغذاء تنتهي إلى الهدر والخسارة من دون أن يستفيد منها أي شخص.
كما تصل القيمة الاقتصادية المباشرة للفاقد الغذائي (باستثناء الأسماك والمأكولات البحرية) إلى ما يقدر بنحو 750 مليار دولار أميركي سنوياً.
تثبت الأرقام السابقة أننا نعيش في عالم يعاني من عدم المساواة، فبينما يلقي مواطنون كميات غير قليلة من طعامهم في صناديق القمامة، لا يجد آخرون ما يأكلونه بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
السعودية... عاصمة إهدار الطعام في العالم؟
نشر موقع سيق السعودي تقريراً عن ورقة بحثية أصدرتها وزارة الزراعة السعودية في فبراير من العام الحالي، لم يتمكن رصيف22 من مراجعتها، وقال التقرير أن السعودية تُعد الدولة الأولى في هدر الطعام على مستوى العالم، حيث تقدر قيمة الفاقد والهدر الغذائي في المملكة بـ49.833 مليار ريال سعودي سنوياً.
وأضاف موقع سبق أن عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور أحمد آل مفرح اقترح فرض غرامات مالية على الذين يتركون فائض طعام في أطباقهم في المطاعم.
ما يحدث في السعودية يتكرر في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا، فبحسب منظمة الـFAO، فإن الدول الغنية يمكن مواطنيها الحصول على كميات كثيرة من الطعام بكل سهولة بسبب إمكاناتهم المادية، بينما الأمر ليس كذلك في الدول الفقيرة.
وبحسب المنظمة نفسها، فإن الولايات المتحدة وكندا تتخلص من نحو 40% من المواد الغذائية التي يشتريها المستهلكون من دون الاستفادة منها، بسبب شرائهم أغذية تفوق احتياجاتهم الفعلية.
الولايات المتحدة وكندا تتخلص من نحو 40% من المواد الغذائية التي يشتريها المستهلكون من دون الاستفادة منها، بسبب شرائهم أغذية تفوق احتياجاتهم الفعلية.
تكون النتيجة أننا نشتري طعاماً كثيراً، ولا ننهي الطعام في أطباقنا.
كما يظهر تقرير لمؤسسة Environmental Research Letters الدولية المعنية بشؤون البيئة، أن المواطن الفرنسي يلقي في صناديق القمامة ما بين 20 و30 كيلوغراماً من الأطعمة التي لا يستهلكها وهو ما تعادل قيمته المادية حوالى 12 إلى 20 مليار يورو سنوياً.
تجارب ناجحة من العالم تحارب إهدار الطعام
اختار رصيف22 تجربتين ناجحتين لتشجيع الناس على عدم إهدار الطعام، التجربة الأولى من بريطانيا، التي قررت محاربة هدر الطعام بالتكنولوجيا.
ففي عام 2017، نجح تطبيق بريطاني في نشر ثقافة تقليل الأطعمة المهدرة، حيث ظهر تطبيق على الهواتف الذكية يحمل اسم Too Good To Go يهدف إلى أن تعلن المطاعم والمقاهي والمخابز بيع الوجبات والمنتجات المتبقية لديها في نهاية اليوم بأسعار رمزية بدلاً من أن تلقيها في القمامة.
ويذهب الناس لشراء الكميات التي يحتاجون إليها في محاولة لتوفير نقودهم، وطبعاً لا يعلن عن هذه الأطعمة والمنتجات إلا لو كانت صالحة للاستخدام ولم تفسد بعد.
تجربة بنك الطعام في مصر
التجربة الثانية من مصر، وهي بنك الطعام المصري (كيان غير حكومي) والذي يهدف إلى توعية الناس إلى أضرار إهدار الطعام، من طريق حملات توعية لحث الأفراد على عدم إهدار الطعام الفائض عن حاجتهم وتقديمه إلى أكثر الفقراء احتياجاً في المنطقة التي يعيشون فيها كي يستفيد الجميع من الطعام.
وقام البنك أيضاً بعمل اتفاقات تعاون مع فنادق كي تجمّع الأطعمة المتبقية من الحفلات الكبيرة، والتي "لم تمس" في أطباق لتوزيعها على الفقراء.
تقول سلمى محمود متطوعة في بنك الطعام المصري لرصيف22، أن إهدار الطعام في العالم بشكل عام وفي عالمنا العربي بشكل خاص، هو أكبر دليل على غياب العدالة، وأمر يثبت أن عدم المساواة أصبح أمراً يميز عالمنا.
تضيف المتطوعة الشابة أن الحفلات والمناسبات التي يريد الناس أن يظهروا فيها بمظهر الكرماء، تتجاهل أن عليهم واجباً آخر تجاه الفقراء وتجاه البيئة أيضاً.
"حين تذهبون لشراء طعام من أي سوق أو متجر، فكروا في الكمية التي تحتاجون إليها فعلياً، وإلا سيأتي يوم لن تجدوا فيه المياه لإنتاج الطعام، وبالتالي قد لا تجدون ما تأكلونه"، تنصحكم محمود التي لديها أمل بأن تنتشر ثقافة الحفاظ على الموارد في عالمنا العربي.
المصدر: رصيف 22
↧
مثلثي أو شمسي أو على شكل بقرة: عن ”الخبز ”المصري من عيون الآلهة إلى هتافات ثورة 25 يناير
حين انطلقت الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير 2011 كان شعارها (عيش / حرية / عدالة اجتماعية)، ورغم أن ترجمة هذا الشعار إلى لغات أخرى، وحتى طريقة تناوله في البلاد العربية، فهمت كلمة "عيش" على أنها تعني الحياة الكريمة، أو القدرة على "العيش"، إلا أنه كان بكل بساطة يعني بالعامية المصرية "الخبز".
وبهذا تصدر "العيش" مطالب الثورة، فالخبز في مصر ليس أحد أنواع الطعام، وأسباب "العيش" فحسب، بل إن له مكانة جوهرية في الضمير المصري، لعل أوضح الأمثلة عنها، أنه يدخل في القسم، فيعتبر "العيش والملح" من أكثر العهود إلزاماً، والحنث به يعدّ خيانة كبرى لا تغتفر.
الحياة اليوم هي "أكل عيش" وقديماً كانت "خبز وجعة"
الخبز مرتبط عند المصري خلال تاريخه بالحياة نفسها، فالمصري المعاصر يرى العمل وكسب القوت على أنّه "أكل عيش" بينما كان المصري القديم ينظر إلى الحياة على أنها "خبز وجعة".
كما كان يحل الخبز محلّ أسماء الآلهة "تحوت" أو "جب" أو "أنوبيس" وكلها آلهة ارتبطت إلى حد كبير بالحياة الأخرى، كما جاء في كتاب "قراءة الفن المصري: دليل هيروغليفي للتصوير والنحت المصري القديم"، من تأليف ريتشارد هـ. ويلكنسون، وترجمة د. يسرية عبد العزيز (إصدار المجلس الأعلى للآثار).
وبحسب كتاب قواعد اللغة المصرية لـ"آلان جاردنر"، أنّ الخبزة المخروطية الكاملة فوق حصيرة هي رمز هيروغليفي ينطق حِتِب ومعناه سلام، أو راحة، أو (أن يكون المرء) في سلام، أو أن يسعد.
ووصلنا المزيد من الانطباعات عن أهمية الخبز في حياة المصريين من رواية المؤرخ فلوطرخس (أو بلوتارخُس) عن أسطورة إيزيس وأوزوريس، التي يفسرها بقوله أن المصريين كانوا "وحشيين من أكلة لحوم البشر"، وأن إيزيس هي من اكتشفت القمح والشعير، وأنّ أوزوريس نشر زراعته بين الشعب فتخلوا عن أكل لحوم البشر، وتعلموا أكل القمح، بحسب دراسة الدكتور أيمن عبد التواب، في كتابه "التأثيرات الشرقية في الحضارة اليونانية" (كلية الآداب جامعة عين شمس).
وعلى خلفية هذه الأسطورة، كان أوزوريس يعتبر أول من علم الناس صناعة البيرة من الشعير.
موسم الحصاد
الخبز الذي يتصدر لائحة الغذاء على كل الموائد، وفي كل مكان، يصنع في كل دولة من الحبوب المتاحة في أراضيها، ودائماً يعكس في انتاجه ومواده، الاختلاف والتمييز التي تعيشه الطبقات الاجتماعية، وتتغير أشكاله وألوانه بحسب درجة الغنى والفقر، فمثلاً، قديماً كان الخبز "الفاتح" مخصصاً للطبقات العليا، أما الطبقات الأقل يسراً، كانت تخبز الخبز "الداكن".
الأرغفة المقدسة في عين حورس
الإنسان البدائي في مرحلة ما قبل الحضارات تعرف على صناعة الخبز من الحبوب مباشرة، وتعلم طريقة طحن الحبوب المبللة بطريقة خشنة بمحض الصدفة.
كانت ظروف زراعة الحبوب في حوض النيل جيدة؛ ومثّل الخبز أهمية كبرى في عصر الدولة المصرية القديمة إذ كان العمال يتقاضون أجورهم على هيئة عدد معين من الأرغفة ومقداراً معيناً من الجعة (البيرة)، وسجلت شواهد في المقابر أن عدداً من المزارعين في عهد رمسيس التاسع ثاروا عندما قلّ عدد أرغفة الخبز أو الجعة التي تقاضوها مقابل عملهم.
وكانت الطبقات الفقيرة والدنيا تعتبر الخبز غذاءها الأهم.
كما كان الخبز جزءاً في القرابين التي تقدم للآلهة وللموتى، فنجد الملك أحمس الأول يقدم خبزاً كقرابين للآلهة آمون رع، كما نجد أنّ الخبز كان من بين القرابين المقدمة لـ"رع حت" في "ستلا" تعود للأسرة الرابعة، محفوظة في المتحف البريطاني.
مخبز رمسيس الثالث
يقول ريتشارد هـ. ويلكنسون في كتابه "قراءة الفن المصري: دليل هيروغليفي للتصوير والنحت المصري القديم"، أنّ المصري القديم استخدم أربعين مصطلحاً وتعبيراً لمختلف أنواع الخبز والكعك. هذا ويشير ويلكنسون أن "الرغيف بالأسلوب المخروطي" يستخدم في مصطلحات العطاء والتقديم عند وروده ممسكواً بيد وذراع. كما يذكر الكاتب أن الأساطير المصرية القديمة أشارت إلى أن الأرغفة المقدسة وجدت في عين حورس.
أكمل القراءة
ومن العصور الأولى في مصر تعددت أنواع الخبز، فيشير كتاب "وصفات من المطبخ الفرعوني"، لماجدة المهداوي وعمرو حسين أن من بين أنواع الخبز: المخروطي هو المستخدم في القرابين، كما أن من بين أنواعه في مصر القديمة نوع على شكل مثلث وكان من الأنواع المفضلة حيث ظهر في قطع من هذه الفترة تحفظها المتاحف، وفي عدة نقوش، وهناك الخبز الدائري، الذي يشبهه بعض الباحثين بـ"العيش الشمسي" المستخدم حالياً في صعيد مصر.
وفي الدولة الحديثة ظهرت مخبوزات لها شكل أسطواني وأنوعٌ أخرى على شكل بقرة أو إوزة أو امرأة.
ومن بين العادات المرتبطة بالخبز، التي ذكرها الكتاب، هو وضع الطعام بين شطيرتي خبز كـ"الساندويتش" حالياً، أمّا المخبوزات على أشكال حيوانية وآدمية التي ظهرت في الدولة الحديثة، فكانت تقدم للأطفال، كما كانت تستخدم لكتابة التعاويذ عليها.
والخبز في مصر اليوم، رغم أنه من أساسيات الحياة، لا يخلو من آثار تراثه الغني وارتباطه بالماورائيات، فخلال عملية الخبز، بعد أن يتم تجهيز العجين وانتظار تخميره، يطلق الخبازون دعوات مختلفة مثل: "فات النبي عليا وقال اتشهدي يا وليه قلت اشهد إن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله".
وعند إيقاد الفرن فى بداية الإشعال يذكر الخباز البسملة ثم يقول "طريق طريق يا أصحاب الطريق، عمار عمار يا أصحاب المكان، خبوا عيالكم النار جايه لكم، الحامله تقوم بحملها والوالده تجر ولدها والعيان شيلوه والمكسح خدوه والأعمى اسحبوه"، وتؤكد الرواية على ضرورة هذه التمائم، لأن الفرن مسكون بالملائكة! ويقال في أماكن أخرى، لأنه مسكون بالجان، وفي بعض الأحيان يقال بالشياطين.
يعتبر ذلك نموذجاً لأدعية تختلف من مكان إلى آخر في مصر بحسب المعتقد الشعبي، إلا أنها كلها تدور حول فكرة واحدة، ترتبط بأهمية العيش من بدايات الحضارات فيها حتى اليوم، ألا وهي الدعاء بأن تكون عملية الخبز موفقة وأن يحمل مصدر الحياة، الخبز، البركة والخير.
المصدر: رصيف 22
↧