قال قائد عسكري بفصائل الحشد الشعبي الشيعية العراقية يوم أمس (الجمعة)، إنها انتشرت على الحدود السورية لدعم قوات حرس الحدود العراقية بعد تعرضها لإطلاق نار من داخل سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ولم ترد أنباء بشأن من فتح النار من داخل الأراضي السورية، إلا أن القوات المحتشدة ضد تنظيم «داعش»، تتوقع أن يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات بعد خسارته معاقله الحضرية في وقت سابق هذا العام.
وقال قاسم مصلح قائد عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار في بيان: «بعد تعرض عدة نقاط تابعة لحرس الحدود العراقية لعدة ضربات عبر صواريخ موجهة، وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، تم إرسال قطعات لواء 13 في الحشد الشعبي، وبادر في استهداف مصادر إطلاق الصواريخ».
وأضاف: «قيادة العمليات ولواء الطفوف متواجدين الآن على الحدود العراقية السورية في نقاط حرس الحدود، لصد أي تعرض أو تحرك للعدو»، مشيراً إلى أن تلك المنطقة ليست ضمن مسؤولية الحشد الشعبي، لكن «واجبنا يقتضي إسناد القطاعات الأمنية كافة».
وأكد متحدث عسكري عراقي نشر هذه الفصائل. وقال العميد يحيى رسول في حديث لـ«رويترز»، إن نشر قوات الحشد الشعبي على الحدود السورية «إجراء مؤقت وطبيعي جداً، لأن واجب قوات الحشد الشعبي مساندة القوات الحكومية».
وأضاف رسول، إن القوات العراقية تنسق مع كل من الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران، وتحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من الولايات المتحدة والمعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية المعارضة للرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن مناطق بسوريا مازالت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، منها مناطق كثيرة على الحدود مع العراق.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
العراق ينشر قوات الحشد الشعبي على حدود سوريا بعد تعرضها لإطلاق نار من داخل سوريا
↧
تمديد اعتقال والدة عهد عهد باسم التميمي الفلسطينية وابنة عمها
في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العقابية ضد الفتاة الفلسطينية، عهد باسم التميمي، وعائلتها، باعتقالها ووالديها وابنة عمها، كشف والدها أن ابنته لم تبادر إلى صفع الجندي الإسرائيلي إلا بعد أن شاهدت بعينيها كيف يطلق الجنود الرصاص على ابن عمها الطفل، ويُنقل إلى المستشفى في حالة خطيرة.
وقال باسم التميمي، الذي تعرض للأسر مرتين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر من قادة حركة «فتح» في قرية النبي صالح، ويقود كل أسبوع مظاهرة سلمية شعبية للمواطنين ضد جدار الفصل، بمشاركة نشيطي سلام إسرائيليين وأجانب، إن ابنته عهد كانت تقف أمام منزلها يوم الجمعة الماضي، عندما راح جنود الاحتلال يطاردون نحو 30 فتى صغيراً تظاهروا بأسلوبهم الطفولي، احتجاجاً على قرار ترمب بخصوص القدس. كانوا يهتفون ويطلقون الأناشيد. وقام بعضهم بقذف الجنود بالحجارة. في البداية كان الجنود يطلقون قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين. لكنهم انتقلوا في مرحلة معينة، إلى إطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الحي. وقد شاهدتْ عهد كيف أطلق جنود الاحتلال النار على رأس ابن عمها، محمد تميمي، وهو فتى في الرابعة عشرة من عمره، ولم يكن مسلحاً ولم يهدد حياة الجنود. فسقط الطفل أرضاً وهو يتلوّى من الآلام، بينما عمل الجنود على منع نقله لتلقي العلاج.
عندها تقدمت عهد من جنديين مدججين بالأسلحة، وقفا أمام بيتها، وراحت هي ووالدتها ناريمان وابنة عمها نور، يصرخن احتجاجاً على إصابة الطفل محمد، وكن يعتقدن أنه قُتل، فصفعت عهد أحد الجنديين وركلته في ساقه، فيما قامت والدتها ناريمان وابنة عمها نور، بدفع الجنديين ليبتعدا عن البيت.
وفي إسرائيل روى صحافي، شاهد عيان، كيف قرر قائد القوات الإسرائيلية لجم نفسه وجنوده كي لا يردوا على الصفعة، خصوصاً أن العديد من الصحافيين المحليين والأجانب كانوا يوثّقون ما يجري. فلما نُشرت صورة الفتاة عهد وهي تصفع الجندي، عبر الشبكات الاجتماعية، استغلها الجيش ليُظهر «كم هو إنساني»، فيما راحت قوى اليمين الإسرائيلي تهاجم الجيش وتعتبر تصرفه «ضعفاً»، ولهذا، سارع الجيش إلى اعتقال عهد ووالديها وابنة عمها، بعد عملية اقتحام للبيت تخللها تخريب الأثاث وإشاعة الفوضى. وكما قال باسم التميمي: «أخذوا الكاميرات والهواتف النقالة من الجميع. أخذوا الحاسوب. أخرجوا الأثاث وقلبوا كل شيء».
ومددت المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال، أمس، اعتقال والدة عهد، ناريمان، وابنة عمها، نور ناجي التميمي (21 عاماً)، إلى أن يجري النظر في قضيتهما يوم الاثنين المقبل. وكانت سلطات الاحتلال قد مددت أول من أمس، اعتقال عهد التميمي أيضاً للموعد نفسه، حيث وجهت إليها النيابة الإسرائيلية لائحة اتهام تشمل التحريض على الاحتلال، ونصب كمين قرب منزل عائلتها لجنود الاحتلال، وإهانتهم.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، الذي حضر جلسة المحكمة، أمس، إن «المحكمة العسكرية هي وجه آخر بشع للاحتلال. فالقاضي والعقوبات المتسرعة، والترجمة الركيكة، والملابس العسكرية، وسياج السجن، كلها كولونيالية استعمارية بامتياز. ولكن تفضح الاحتلال وتظهره على حقيقته: نمر من كرتون. أما الشعب الفلسطيني فهو الباقي على موعد مع الحرية، وهذا الحراك الشعبي العظيم هو الذي سيقصّر عمر الاحتلال».
يُذكر أن النائب عودة كان قد زار عائلة عهد التميمي في النبي صالح، أول من أمس، ونشر تغريدة على حسابه في «تويتر»، يشيد فيها بهذه البطلة. فراح نواب اليمين المتطرف يهاجمونه ويعتبرونه «حصان طروادة في البرلمان الإسرائيلي».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
«آستانة ـ 8» يحسم موعد مؤتمر سوتشي ويستبعد أي جهة مرتبطة بحزبي (العمال الكردستاني) و(الديمقراطي) الكرديين
اتفقت وفود روسيا وتركيا وإيران، في ختام الجولة الثامنة من المشاورات في آستانة حول الأزمة السورية، على تحديد نهاية شهر يناير (كانون الثاني) 2018، موعداً لعقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود.
وأكد رئيس الوفد الروسي إلى آستانة عدم توجيه الدعوة للأحزاب الكردية التي تصر أنقرة على رفض مشاركتها في العملية السياسية، وقال وفد المعارضة إنه تسلم دعوة للمؤتمر، لكن قرار المشاركة لم يحسم بعد، ومن جانبه عبر دي ميستورا عن أمله في أن يساهم مؤتمر سوتشي بدفع التسوية على مسار جنيف. وفشل المشاركون في «آستانة - 8» بالتوصل لاتفاق حول تشكيل اللجنة الخاصة بملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين.
وقال حيدر بيك توماتوف، مدير دائرة آسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الكازاخية، في تصريحات على هامش «آستانة - 8» أمس: إن مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي سينعقد يومي 29 - 30 يناير مطلع العام المقبل. وأعلنت الدول الضامنة (روسيا، تركيا وإيران) في بيان أمس، عزمها عقد لقاء تحضيري لمؤتمر سوتشي. وجاء في البيان وفق ما نقلته «إنتر فاكس»، إن الدول الضامنة «تدعو إلى التعاون كل من ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، المتمسكين بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، وأشار البيان إلى أن «الضامنين الثلاثة سيعقدون لقاءً تحضيرياً خاصاً في سوتشي يومي 19 - 20 يناير عام 2018»، بينما تم تحديد النصف الثاني من فبراير (شباط) 208 موعداً للجولة القادمة، التاسعة من المشاورات بين الدول الضامنة في آستانة.
وأكد ألكسندر لافرينتيف، رئيس الوفد الروسي إلى آستانة، أن وفود الدول الضامنة تعمل على وضع قائمة المدعوين، لافتاً إلى استبعاد حزبي «الاتحاد الديمقراطي» و«العمال الكردستاني» عن المؤتمر، وقال: إن «المسألة الكردية عموماً، لا تعرقل المشاورات المستمرة حول موعد مؤتمر سوتشي»، موضحاً أن «الأمر يكمن في الرفض التركي القاطع لحضور أي جهة مرتبطة بحزبي (العمال الكردستاني) و(الديمقراطي) الكرديين؛ ولذا فإننا نعكف الآن على تحديد الشخصيات، بمن فيها الكردية، التي ستتم دعوتها لحضور مؤتمر سوتشي»، ولفت إلى أن التعقيدات تكمن في اختيار الجهة التي ستمثل الأكراد، ولا يرفضها الجانب التركي.
وشارك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في أعمال اليوم الثاني من «آستانة - 8»، حيث أجرى محادثات مع وفود الدول الضامنة، تناولت بصورة خاصة مؤتمر الحوار السوري في سوتشي. وشدد المبعوث الدولي في تصريحات من آستانة أمس على أن «الأمم المتحدة ما زالت على رأيها بأن أي مبادرة سياسية يقترحها المشاركون الدوليون، يجب أن يتم تقييمها بناءً على إمكاناتها بالمساهمة في العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والدعم التام لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254».
وقال لافرينتيف، إن دي ميستورا يخطط لعقد الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف يوم 21 الشهر المقبل. وتابع في حديث لوكالة «نوفوستي»: «قال ستيفان دي ميستورا إنه يخطط لعقد لقاء جديد في جنيف في يناير، يوم 21 تقريباً. وبعد ذلك سيجري مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي».
وأضاف لافرينتيف: «لقاء أمس (الخميس) مع وزير الخارجية (الروسي سيرغي) لافروف ووزير الدفاع شويغو أقنع ستيفان دي ميستورا بأن آستانة لا تعتبر منصة موازية لعملية جنيف، ناهيك عن أي تناقض معها أو سعي إلى تحقيق أهداف خفية. وأعتقد أنه أدرك ذلك».
وتابع أن موسكو تأمل بأن تدعم الأمم المتحدة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وبخاصة بعد لقاء دي ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة.
في غضون ذلك، طالب بشار الجعفري، رئيس وفد النظام إلى آستانة، تركيا والولايات المتحدة بسحب قواتهما من سوريا، وقال عقب مشاورات آستانة أمس: إن «دمشق ترى في الوجود العسكري الأميركي والتركي على الأراضي السورية عملاً عدوانياً»، وأشار إلى أن وفد النظام لا يجري أي اتصالات مع الجانب التركي، متهماً تركيا بدعم الإرهابيين على الأراضي السورية، وفتح حدودها أمامهم. وفيما يخص مؤتمر سوتشي، أكد الجعفري أن «الحكومة» ستشارك فيه، وستبذل كل جهدها للتحضير له بنجاح، ووصف المؤتمر بأنه «أساس جيد للحوار بين السوريين».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
ماكغورك: ترمب رفض إرسال مزيد من الجنود حتى لا يكرر أخطاء العراق في سوريا
قال بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة «داعش»، إن الرئيس دونالد ترمب رفض إرسال مزيد من الجنود إلى سوريا حتى لا يكرر ما فعله الرؤساء السابقون، مشيراً إلى أن ترمب كان أمامه خياران لاستعادة مدينة الرقة السورية؛ إما الاستعانة بـ«قوات سوريا الديمقراطية» وإما بإرسال عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين إلى سوريا، كما حدث في العراق، وهو نموذج لم يُرد الرئيس ترمب تكراره، واعتمدت الاستراتيجية على «قوات سوريا الديمقراطية».
وبدأت عملية استعادة الرقة في 6 يونيو (حزيران) واستمرت 5 أشهر، وكانت بمثابة حرب شوارع ضارية راح ضحيتها 400 من «قوات سوريا»، وجُرح 700 آخرون، ولَم تفقد الولايات المتحدة أحداً من جنودها في تلك الحرب بخلاف فرد واحد من القوات الخاصة التابعة للتحالف الدولي. وغادر 264 ألف مواطن منازلهم خلال فترة الحرب، وبعد انتهائها عاد منهم حتى الآن 34 ألفاً، وستشهد الفترة القادمة مزيداً من العائدين خصوصاً بعد تحرير مواقع «داعش» من الألغام التي تركوها حتى يجعلوا الحياة من بعدهم مستحيلة.
وقبل استعادة الرقة قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» في عملية استمرت 7 أسابيع لاستعادة مدينة الطبقة من «داعش»، وهو ما تحقق بالفعل، وبعد مغادرة التنظيم للمدينة عاد إليها 40 ألف مواطن من الذين تَرَكُوا منازلهم بسبب الحرب، وأضاف أنه «من دون استعادة الطبقة لم نكن نستطيع استعادة مدينة الرقة».
وأضاف المبعوث الرئاسي أنه «بمجرد وصول الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض أصدر 3 قرارات ذات أهمية كبيرة؛ أولاً، أصدر أمراً لجميع أفراد إدارته العاملين على ملف الإرهاب بسرعة هزيمة تنظيم داعش، وكان ذلك في اليوم الثالث من وصوله البيت الأبيض، وقام بتفويض سلطات واسعة لوزير الدفاع جيم ماتيس وجميع القادة العسكريين الأميركيين في الدول الموجود بها التنظيم، وكانت الأولوية التي تصدرت أجندة وزير الخارجية ريكس تيلرسون هي تشكيل تحالف مع جميع شركاء الولايات المتحدة الدوليين للقضاء على (داعش). وشُكل فريق خبراء من وزارة الخارجية للعمل مع شركائنا العسكريين، وفريق من قوات المهمات بالخارجية لمتابعة كل التطورات، وحملة دولية وخطة لهزيمة (داعش) أطلق عليها الخطة الاستراتيجية لهزيمة (داعش). ثانياً، وضع شروط لتحقيق التسوية السياسية وهي تقليل حدة الصراعات هناك، وحاولنا وقف إطلاق النار هناك، لكننا فشلنا. ثالثاً، تحميل بشار الأسد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكانت ضربة 6 أبريل (نيسان) على سوريا لها تأثير كبير في تغيير المشهد هناك، وساعدتنا في تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات مع روسيا في ذلك الشأن».
وأوضح أن الرئيس ترمب أكد منذ وصوله إلى البيت الأبيض وبدء تنفيذ استراتيجية هزيمة «داعش»، أهمية إعادة العلاقات بين السعودية والعراق.
وأشار إلى أنه قبل وصول الرئيس ترمب إلى السلطة يناير (كانون الثاني) الماضي، كان «داعش» في ذلك الوقت يسيطر على نصف مدينة الموصل العراقية وعلى مدينة الرقة السورية بالكامل، ويضم نحو 40 ألف مقاتل أجنبي من 110 دول، جميعهم يقاتلون تحت ما يسمى «الخلافة»، ويسيطر على نحو 100 ألف كيلومتر من الأراضي، وهي مساحة دولة مثل المملكة المتحدة. وأضاف: «الآن وبعد مرور 11 شهراً على تنفيذ استراتيجية القضاء على (داعش)، فقد التنظيم الإرهابي 98% من الأراضي التي اعتبرها مقراً لمناطقه، كما استعدنا نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها، وتم تحرير 5 ملايين مواطن كانوا يعيشون تحت حكم (داعش) منذ يناير الماضي، وبذلك يصبح إجمالي من تم تحريرهم نحو 7.7 مليون مواطن، وتمت إعادة 7.2 مليون مواطن عراقي إلى منازلهم، نصفهم تمت إعادته خلال الشهور الماضية، بالإضافة إلى عودة 715 ألف مواطن إلى منازلهم في سوريا منهم 50 ألفاً عادوا من خارج سوريا.
وأكد أن الحرب في سوريا لم تنته بعد، خصوصاً أن «داعش» ما زالت لديه أماكن محصنة يحتمي فيها، وما زال القتال هناك مستمراً حتى الآن، ويُتوقع أن يستمر عدة شهور قادمة. وقال: «لم يحن بعد وقت الاحتفال بالانتصار، ما زال الطريق طويلاً وما زالت الحرب مستمرة»، مضيفاً أن قوات التحالف شنت 31 ضربة جوية الأسبوع الماضي، وقُتل 3 من كبار قادة التنظيم، وهناك العديد من مقاتلي (داعش) يحاولون الهرب. وتمكنت القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي من السيطرة على الحدود المشتركة لتضييق الخناق على (داعش)».
وتابع أن «الولايات المتحدة لا تقوم بشن هجمات مشتركة مع روسيا التي تقوم هي الأخرى بشن هجمات مستقلة على معاقل التنظيم، إلا أن التنسيق بين روسيا وأميركا مستمر، منعاً لحدوث حوادث غير مقصودة بين قوات الطرفين»، مشيراً إلى اندماج روسيا في الحرب على «داعش» أسهم بشكل كبير في هزيمته، خصوصاً في استعادة الرقة. وأضاف أن بقاء القوات الأميركية في سوريا ضروري حتى لا يتمكن «داعش» من العودة إلى المدن التي فقدها، كما أن القوات الأميركية تدرِّب القوات السورية على كيفية انتشال الألغام، حتى يتمكن السوريون الهاربون من الحرب من العودة إلى منازلهم وإعادة الحياة إلى شوارع المدن التي تمت استعادتها.
وأشار إلى أنه تم التفاوض مع روسيا والأردن على جعل منطقة جنوب غربي سوريا خالية من الصراعات، وتم الاتفاق على ذلك بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في 7 يوليو (تموز) الماضي، كما تم الاتفاق على أن تكون هذه المنطقة خالية من القوات الأجنبية بما في ذلك القوات الروسية والقوات التابعة لإيران، ووقَّعت روسيا على ذلك.
وفيما يتعلق بالعراق، أشار إلى أن معركة غرب الموصل في 19 فبراير (شباط) استمرت حتى 20 يوليو، وتم تخصيص 2.2 مليار دولار لها وكانت تمثل الأولوية لوزارة الخارجية الأميركية حتى تمت استعادتها، وكان شرق الموصل قد تم استعادته نهاية يناير الماضي قبل البدء في تنفيذ استراتيجية ترمب للقضاء على «داعش».
وقال إن الكويت ستعقد خلال شهر فبراير القادم، مؤتمرين مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار العراق، وسيعقد التحالف الدولي اجتماعاً آخر في واشنطن في مارس (آذار) المقبل لبحث إعادة بناء العراق.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
إردوغان في الخرطوم غداً في جولة تشمل تشاد وتونس
يبدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان جولة أفريقية غداً (الأحد) تستغرق 4 أيام، وتشمل كلاً من السودان وتشاد وتونس.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي للرئاسة التركية، أمس (الجمعة)، أن إردوغان سيبحث العلاقات الثنائية وسبل التعاون بكافة أوجه، خلال لقاءاته في الدول الثلاث التي قال البيان إنها ترتبط مع تركيا بعلاقات ثقافية وتاريخية متجذرة. وبحسب البيان سيتبادل الرئيس التركي، خلال جولته مع قادة الدول الثلاث، وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية، كما يتم توقيع اتفاقات تعاون عديدة في مجالات مختلفة مع الدول الثلاث. ويرافق إردوغان في زيارته للسودان وفدٌ اقتصاديٌ يضم نحو 200 رجل أعمال.
ووزعت الخارجية السودانية أمس، برنامجاً للزيارة، تضمن اليوم الأول منها لقاءً خاصاً بين الرئيسين، ولقاءات بحضور وزيري خارجيتي البلدين، تعقبها جلسة مباحثات رسمية مشتركة، توقع بعدها عدد من الاتفاقات. وحسب برنامج الزيارة، يخاطب إردوغان مساء الأحد المجلس الوطني (البرلمان السوداني) في جلسة خاصة، ثم ينتقل في اليوم الثاني إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر بشرق البلاد، ليزور مدينة سواكن الأثرية، ويتفقد في جولةٍ الآثار العثمانية، ويوقع عدداً من الاتفاقات الخاصة بالمنطقة الحرة والميناء.
وعشية اليوم نفسه، يقدم إردوغان محاضرة فكرية بقاعة الصداقة بالخرطوم، تقلده أثناءها جامعة الخرطوم - أعرق الجامعات السودانية - الدكتوراه الفخرية. ويعقد ضمن الزيارة ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين، وأتراك مرافقين لإردوغان، يخاطبه رئيسا البلدين، وتوقع خلاله عدد من الاتفاقات التجارية، ثم يقيم الرئيس البشير حفل عشاء خاص لضيفه إردوغان في اليوم الثاني من الزيارة.
وتعقد على هامش الزيارة أيضاً، اجتماعات اللجنة الزراعية بين السودان وتركيا. وينتظر أن يصل اليوم وزير الزراعة التركي على رأس وفد مختص من وزارته، لمشاركة الجانب السوداني في تلك الاجتماعات. وأعلنت الخارجية السودانية الخميس، أن الزيارة تأتي لتعميق العلاقات بين البلدين، التي ترتكز على روابط تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة الجذور، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة بينهما. ونقل بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية قريب الله الخضر، أن المباحثات المشتركة بين البلدين، تتضمن توقيع عدد من الاتفاقات تهدف لتعزيز الشراكات الاقتصادية، في مجالات الاستثمار والإنتاج الزراعي والتعليم العالي والبيئة والتعاون العسكري والقانوني والطرق والتعدين والطاقة والصحة والسياحة. كما يعقد على هامش الزيارة الملتقى الاقتصادي بين البلدين، ويشارك فيه أكثر من 150 شركة تركية، ورجال أعمال سودانيون، ويخاطب رئيس الدولتين ختام برنامجه.
يذكر أن السودان وتركيا وقعا على شراكة زراعية في العام 2014، تضمنت تخصيص أرض بمنطقة أبو قوتة للمشروع النموذجي بمساحة 12 ألفاً و500 هكتار. وتقول وزارة الاستثمار السودانية إن حجم الاستثمارات التركية بالسودان في كافة القطاعات بلغ ملياري دولار خلال الفترة من 2000 – 2017، وهناك عدد من المشروعات الاستثمارية التركية يبلغ عددها 288 مشروعاً.
وكان وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل قد ذكر أن السلطات السودانية خصصت مليون فدان استثمارات تركية في السودان، لكنه أرجع تأخر استثمارها إلى أن أنقرة تريدها في منطقة واحدة، بينما تقترح الخرطوم تخصيصها في عدة مناطق. وتستثمر تركيا ورجال أعمال أتراك في قطاعات الصناعة والأثاث والألمونيوم والحديد والإسمنت والمواد الغذائية والكهرباء والتنقيب والتعدين.
ويحتل السودان المرتبة الأولى على قائمة الصادرات التركية بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، إلا أن حجم التبادل التجاري يصل إلى 550 مليون دولار فقط، ويسعى البلدان لزيادته. ويعد السودان ثاني أكبر شريك تجاري لأنقرة بعد جنوب أفريقيا، في جنوب الصحراء. ويخطط البلدان لرفع حجم التجارة والاستثمار إلى مليار دولار في نهاية العام المقبل (2018).
وقامت تركيا بإنشاء سكك للحديد في السودان، ونفذت مشاريع كبيرة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، وفتحت الأسواق التركية أمام اللحوم السودانية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تجارية فنية في مجال التعاون الجمركي المشترك بين البلدين، والعمل على بناء القدرات البشرية السودانية، في مجال المواصفات والمقاييس والبنوك المركزية. ويعد المستشفى التركي في جنوب دارفور من أكبر المشاريع التي تنفذها تركيا في مجال الصحة بالسودان. وكانت الحكومة السودانية سمحت في عام 2009 للمواطنين الأتراك بدخول البلاد من دون تأشيرات في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
عزيزي بوتين…«الدولة الأمنية» ستخرق أي دستور مزمع تحديثه في سوريا يكتبها روبرت فورد
يمكن للأميركيين في نهاية عام 2017 مطالعة نتائج أخطائهم الفادحة في سوريا؛ إذ تمدد النفوذ الإيراني في سوريا وليس لدى الأميركيين من وسيلة لوقفه أو تحجيمه. وتهيمن روسيا على المجال الدبلوماسي في شأن الملف السوري. وعندما خلص فريق المحققين التابع للأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى أن بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، في انتهاك صريح للكثير من قرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقات الأميركية - الروسية الخاصة المعنية بهذا الصدد، استخدم الجانب الروسي في نوفمبر (تشرين الثاني) حق النقض (فيتو) لمنع إجراء المزيد من التحقيقات في الأمر.
وكانت المساعدات العسكرية الأميركية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري و«وحدات حماية الشعب» التابعة له من أبرز أسباب استعادة الأراضي الشرقية السورية من تنظيم داعش الإرهابي، وكانت من أكبر الإنجازات العسكرية الأميركية هناك. غير أنه انتصار عسكري من دون قيمة سياسية فاعلة رغم كل شيء. ويحتاج الأكراد السوريون إلى الحماية الأميركية من مخاطر التطويق التي تفرضها قوات الحكومة السورية وتركيا وميليشيات تابعة لإيران. وكان الرد الأميركي من واشنطن يفيد باستمرار بقاء القوات الأميركية في سوريا لضمان عدم عودة «داعش» إلى مسرح الأحداث. ووصفت وزارة الخارجية الروسية في نوفمبر الماضي الوجود العسكري الأميركي في سوريا بأنه غير قانوني، وطالبت من الولايات المتحدة بسرعة سحب قواتها من سوريا. كما أعلنت إيران المطالب نفسها، وهناك تقارير تفيد بتهديدات مباشرة أطلقها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ضد القوات الأميركية المنتشرة في سوريا.
ومن المرجح أن تستخدم دمشق وطهران، بدعم من موسكو، التكتيكات غير التقليدية في ممارسة الضغوط على الجانب الأميركي هناك، تماماً كما فعلوا في العراق قبل عشر سنوات. ومن واقع حديثي مع مختلف شرائح المجتمع الأميركي بشأن سياسة الولايات المتحدة، فإن المواطنين الأميركيين يشعرون بالدهشة عندما يعلمون أن للولايات المتحدة وجوداً عسكرياً طويل الأمد في سوريا. ولم أجد من أحد يؤيد الدور العسكري الأميركي طويل الأجل في سوريا.
والأسوأ لم يأت بعد؛ إذ أعلنت واشنطن اعتزامها الحفاظ على وجودها العسكري في شرق سوريا حتى إبرام اتفاقية السلام المعنية بإنهاء الحرب الأهلية السورية، لكنها لا تملك النفوذ الكافي لتسهيل عملية السلام هناك. بدلاً من ذلك، فإن روسيا تحاول ممارسة الضغوط لفرض خطتها الخاصة للسلام. وأعلن الجانب الروسي أن مناطق خفض التصعيد هي من القرارات الناجحة رغم فظائع القصف المروعة في أماكن متعددة، مثل الغوطة الشرقية لدمشق وريف حلب. ومن شأن مناطق خفض التصعيد أن تسمح للأمم المتحدة بتوصيل المساعدات الغذائية إلى المناطق المنكوبة، لكن القليل للغاية من هذه المساعدات قد بلغت وجهتها بالفعل. بدلاً من ذلك، فإننا لا نزال نشاهد الصور الجديدة للأشخاص الذين يعانون من سوء شديد في التغذية. ولا يزال القصف مستمراً من قوات بشار الأسد وحلفائه، ويواصلون الهجوم والتقدم، شارعاً بشارع في مدن الغوطة وحماة وحمص من دون أي عقاب روسي واضح.
ورسالتي إلى السيد بوتين شديدة البساطة: رجاء لا تصف الأمر بأنه اتفاقية أو وقف لإطلاق النار. مع استمرار الخروق والانتهاكات، يعتبر ذلك من قبيل الاستخفاف المباشر بذكاء الجميع.
وتساورني توقعات غير سعيدة بشأن مستقبل السياسات الأميركية في الصراع السوري. وعلى غرار ما فعلته إيران في عامي 2014 و2015، فإن بوتين يحض الآن على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة. وتخلت الحكومة الأميركية عن الدعوة إلى حكومة انتقالية قبل صياغة الدستور وإجراء الانتخابات الجديدة في سوريا. وأخبر الدبلوماسيون الغربيون فصائل المعارضة السورية أنهم يمكنهم المشاركة في الانتخابات تحت مظلة حكم بشار الأسد؛ نظراً لاحتمال هزيمة حكومة الأسد في صناديق الاقتراع على أيدي المعارضة. وأعرب الدبلوماسيون الأميركيون وغيرهم من الغربيين عن وعودهم بإشراف الأمم المتحدة على الانتخابات السورية المقبلة. فهل يعتقد الأميركيون أن سوريا ستكون على غرار العراق في عامي 2005 و2006 مرة أخرى؟
كنت أعمل في العراق بين عامي 2003 و2006، وكان للجيش الأميركي قرابة 150 ألف جندي داخل العراق، وكانت الأوامر لهم صريحة وصارمة من الرئيس جورج بوش باتباع تعليمات الأمم المتحدة بخصوص الانتخابات العراقية. ولم تكن قيادة الجيش الأميركي مسرورة على الدوام بأوامر الرئيس بوش، غير أن البيت ألبيض كان عاقد العزم على إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات المنصفة والنزيهة باعتبارها الخطوة الأولى على طريق الانسحاب الكامل للجيش الأميركي من المستنقع العراقي.
فهل يعتقد أحد أن الجيش السوري والشرطة السرية (الاستخبارات) سيتلقيان الأوامر من الأمم المتحدة بشأن الانتخابات كي تتمكن الحكومة السورية الجديدة في خاتمة المطاف من الحد من سلطاتهم ومساءلاتهم عن جرائمهم؟ إن الأمم المتحدة عاجزة الآن عن مجرد توصيل المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية رغم الوعود الروسية بذلك؟ فكيف سيتسنى للأمم المتحدة فرض قوائم الناخبين الصحيحة، وقبول تسجيلات الأحزاب والمرشحين، والشروع في الحملات الانتخابية المنفتحة والمنصفة، وإتاحة الوصول إلى مختلف وسائل الإعلام السورية من دون التدخل والاعتقال والملاحقة من جانب الشرطة السرية (الاستخبارات) الخاضعة لحكومة بشار الأسد؟
إن أي مسؤول أميركي يعتقد أن سوريا ستشبه العراق فيما بعد عام 2005، فإنه لا يفهم ديناميات الواقع السوري الراهن التي تختلف تماماً عن العراق قبل عشر سنوات. لقد تعرض جيش صدام حسين وأجهزته الأمنية للهزيمة والتدمير في عام 2003 قبل إجراء الانتخابات العراقية، لكن في سوريا، فإن الجيش النظامي السوري والأجهزة الأمنية، رغم الخسائر، لا يزالان يطاردان السوريين داخل البلاد من دون أسف أو ندم. بإمكانكم سؤال علي مملوك (مدير مكتب الأمن الوطني) وجميل حسن (رئيس الاستخبارات الجوية) عن ذلك.
بالتالي، من المؤكد أن الرئيس السوري وزمرته المقربة لن يذهبوا إلى أي مكان. ربما تحصل بعض التغييرات السطحية الطفيفة، مثل رئيس جديد للوزراء، أو تعيين وزير جديد للتخطيط، أو شيء من هذا القبيل. غير أن هذه التغييرات لن تنال من أو تطرأ على النواة الأساسية للنظام الحاكم الذي سيبقى ويبقى الأسد في كرسيه. وصياغة الدستور الجديد لن تفيد في شيء. إن المشكلة السورية الحقيقية تكمن في الدولة الأمنية البوليسية التي لا تقبل المساءلة، وتغتال أو تعتقل كل من يطالب بالتغيير الحقيقي بصرف النظر تماماً عن وجود الدستور من عدمه. إن الدولة الأمنية السورية ستخرق وتنتهك مواد الدستور الذي يمكن أن يكون رائعاً على الورق. المشكلة السورية ليست مشكلة دستورية. بل إنها مشكلة تتعلق بحكم وسيادة القانون. وروسيا، التي هي أيضاً دولة بوليسية أمنية، تدرك هذه الحقيقة تمام الإدراك. فهي تفضل الحلول الأمنية المتلفعة بثياب الحلول السياسية.
لذا؛ فإن الخطة الروسية المعنية بالحوار الموسع وإجراء الانتخابات الجديدة ليست إلا قصة مثيرة لكل من السخافة والسخرية. وهي قصة ساخرة نظراً لأن نظام بشار الأسد أبداً لن يقدم أي تنازلات على أي صعيد. لقد فاز في الحرب العسكرية على الأرض.
والفكرة السخيفة بأن الدستور السوري الجديد والانتخابات التي تشرف عليها الأمم المتحدة سيوفران التسوية السياسية المنصفة للجميع هي فكرة تفترض في بادئ الأمر أننا من دون عقول تفهم أو عيون ترى. وإنها ليست سوى إهانة جديدة تسبب فيها الأميركيون وآخرون من الأطراف الذين هم مسؤولون أولاً عن ذلك.
- خاص بـ«الشرق الأوسط»
المصدر: الشرق الأوسط
↧
سوريا.. وصمة عار على جبيننا جميعًا يكتبها روبرت فورد
وصف تقرير أصدرته مجموعة تتكون من 21 منظمة غير حكومية، خلال الأسبوع الحالي، سوريا بالكارثة الإنسانية و«وصمة عار على ضمير المجتمع الدولي». وذكر التقرير أن نحو ثلثي السوريين يحتاجون الآن إلى مساعدة عاجلة بسبب العنف الشنيع. وانخفض متوسط العمر المتوقع للسوريين منذ عام 2011 بمقدار 20 عاما. وفي الذكرى الرابعة للثورة، من واجبنا التفكير فيما ينبغي القيام به حاليا. هناك قول مأثور مفاده أن المجنون فقط، هو من يكرر الأخطاء نفسها، ويتوقع نتيجة أفضل في كل مرة. وتحتاج سوريا إلى نتائج أفضل في الوقت الحالي، لذا أود تسليط الضوء على بعض الأخطاء التي ينبغي أن نتوقف عن ارتكابها.
اعتقد نظام الأسد عام 2011 أن الثورة السورية مثل ثورة حماه التي اندلعت عام 1982، وبالتالي يمكن للقوة الغاشمة أن تخمدها. وإلى يومنا هذا، يرفض قبول مفاوضات سياسية حقيقية، وينفي عن نفسه أي مسؤولية عما حدث من دمار للبلاد. ولا يستطيع النظام فهم أنه لا يمكن حل الأزمة بالترهيب؛ فسوريا في 2011 و2015 تختلف عن سوريا في عام 1982. وتختلف توقعات السوريين بشأن المساءلة والتغيير باختلاف طوائفهم.
اعتقد كل من إيران و«حزب الله» أن سعيهما لقيادة المقاومة سوف يحصنهما ضد الاتهامات الموجهة لهما بمساعدة نظام استبدادي قاسٍ. تراجعت مصداقية «حزب الله» بين الكثيرين في العالم العربي. وقدمت إيران بعض المساعدات في الحالات الإنسانية بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة، لكن مصداقيتها تأثرت سلبا هي الأخرى في الدول العربية والغربية لتشجيعها نظام الأسد على السعي لتحقيق نصر عسكري فحسب.
ودعمت روسيا، الأسد من دون فرض أي شروط، مثل السماح بدخول المساعدات الإنسانية، أو الانخراط في التفاوض بشكل جاد. ونتيجة لذلك، ينتقد الكثيرون في أنحاء العالم اليوم، السياسة الروسية نقدا لاذعا رغم المحاولات الجادة الجديرة بالثناء التي يقوم بها بعض الدبلوماسيين الروس على الأرض، بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة.
وارتكب الأميركيون أخطاء كثيرة أيضا، وبصفتي مسؤولا سابقا في الإدارة الأميركية، عليّ تحمل بعض اللوم. لقد كنا نأمل أن تكفي بعض الضغوط المحدودة لدفع الأسد نحو التفاوض في جنيف عام 2014. وأضر حديثنا الحماسي بشأن الخطوط الحمراء من دون فعل بأصدقائنا في صفوف المعتدلين السوريين، وحدّ من فرص تحقيق نجاح في جنيف، حيث يجب أن تتسق أفعالنا مع أقوالنا. ويعتقد الأميركيون حاليا أن تنظيم داعش يمثل أكبر مشكلة في سوريا، ويتجاهلون أن عدد السوريين الذين قُتلوا على أيدي نظام الأسد، أكبر من الذين قُتلوا على أيدي «داعش». ومثل روسيا، تأثرت المصداقية الأميركية بالفعل بعد حرب العراق، وتراجعت بسبب مواقفنا في سوريا.
كذلك ارتكبت دول المنطقة الداعمة للمعارضة السورية أخطاء. ودعمت كل دولة من تلك الدول جماعتها المفضلة من دون أي شروط. وفعل الأميركيون هذا أيضا. ومهدت كل دولة ساعدت عملاءها في سوريا من دون إنشاء قيادة عسكرية موحدة في البداية إلى الانقسام والتشرذم في صفوف المعارضة المسلحة، وهو ما ساعد الأسد، وزاد من صعوبة إجراء مفاوضات سياسية، وقلل من فرص مساءلة جماعات المعارضة المسلحة في حال ارتكابها لأي جرائم. لذا على الدول، التي تساعد المعارضة السورية، أن توقف رعايتها ودعمها لجماعات وفصائل محددة، وتقوم عوضا عن ذلك بتقديم كافة المساعدات إلى قيادة سورية موحدة تسعى الدول الأجنبية إلى مساعدة المعارضة السورية في تأسيسها.
إضافة إلى ذلك، على تركيا بذل المزيد من الجهود لضبط الحدود، ومنع تسلل الجماعات المتطرفة، مثل «النصرة» و«داعش». وزادت استراتيجية استخدام المتطرفين للضغط على الانفصاليين الأكراد، ونظام الأسد، من صعوبة التوصل إلى تسوية سياسية، ولم تجعله أسهل.
كذلك ارتكبت المعارضة السورية أخطاء، وعليها أن تتوقف عن ذلك. انتهى الترحيب بالمتطرفين الأجانب في الفترة بين عامي 2011 و2013، لكن المعارضة لا تزال مترددة في إدانة أعمال العنف الوحشية التي ارتكبتها تلك الجماعات الإرهابية. ويعيق هذا التردد إمكانيات الفوز بدعم بعض الأفراد داخل النظام، ممن يريدون التوصل إلى اتفاق سياسي والمقتنعين أن المعارضة ليست سوى مجموعة من المتطرفين المجانين. إضافة إلى ذلك، تركيز المعارضة السياسية في الخارج على سياساتها الخاصة بها في إسطنبول، بدلا من التوجه إلى سوريا، والانضمام إلى الشجعان الذين يقاومون النظام، قد أضرّ بمصداقيتها. كذلك يضر عجز المعارضة في الداخل بإدانة أعمال العنف الوحشية، التي يرتكبها النظام بشكل مباشر وصريح، بمصداقيتها. ومنحت أفعال المعارضة المسلحة في بعض المناطق مثل معلولا، وعدرا، وكسب، واللاذقية، النظام فرصة مثالية للقول إنه يقاتل المتطرفين فقط. وذكرت الأمم المتحدة مرارا أن أعمال النظام الوحشية هي الأسوأ، لكن على المعارضة أن تضع معايير أفضل تتعلق بأفعالها، وبالمساءلة، من أجل الإسهام في التوصل إلى حل سياسي.
وبما أننا في عام 2015، فعلينا جميعا العمل من أجل تحسين فرص التوصل إلى تلك التسوية السياسية في سوريا. أما الآن، فعلى جميع دول العالم زيادة المساعدات إلى المنظمات الإنسانية التي تحاول إنقاذ أرواح السوريين. وعلينا جميعا أن نعمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة؛ فمعاناة المدنيين السوريين وصمة عار على جبيننا جميعا.
* السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن
المصدر: الشرق الأوسط
↧
الشرعية الدولية للقدس العربية
ذهب المصريون إلى مجلس الأمن بمشروع قرار دبلوماسي مهذّب صيغ بطريقة لبقة كي لا يسبب حرجاً للرئيس دونالد ترمب، بعد قراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنه أُوقف بالفيتو الأميركي رغم إجماع الدول الـ14 في مجلس الأمن على تأييده، وهو الإجماع الذي وصفته نيكي هيلي بأنه «إهانة لن ننساها»، رغم أنه كان من الواضح، أن المشروع جاء في عبارات مدروسة وفي سياق رهان ضمني على أن يساعد ترمب في العودة عن قراره، ليس من طريق إدانته في مجلس الأمن، بل من طريق استجابته للشرعية الدولية في الأمم المتحدة.
غريب أن تنتهي الأمور دائماً في مجلس الأمن بالخيبة، وهي الخيبة التاريخية التي سبق أن دفعت «دول عدم الانحياز» في الستينات إلى تكرار المطالبة بنقل مقر الأمم المتحدة إلى خارج الولايات المتحدة؛ هرباً من الوصاية الأميركية المفروضة عليها، وتحييداً للمنظمة الدولية عن هيمنة سياسة «الاستقطاب الثنائي» يومها، بين رأسمالية غربية تقودها أميركا، وشيوعية يقودها الاتحاد السوفياتي.
مات أقطاب عدم الانحياز جمال عبد الناصر، وجوزيف تيتو، وجواهر لال نهرو وأحمد سوكارنو، وظلّت الشرعية الدولية منحازة، أو بالأحرى مرتهنة إلى الخَمسة الذين يملكون حق النقض أو «الفيتو»، لكن الذي لا يستعمله عادة وفي الأغلب سوى الأميركيين والروس.
وهكذا، يمكننا اليوم أن نرى وبالعين المجردة دماء أو أشلاء عشرات القرارات المقتولة بـ«الفيتو» والتي ذهبت لتراهن على إنصاف العدالة الدولية، سواء لمدينة القدس والقضية الفلسطينية، وسواء للأزمة السورية؛ ففي الأولى أبدعت واشنطن في تمزيق عشرات القرارات، التي كان يمكن أن تساعد في حل عادل ومشرف لهذه القضية، ولو استجابة لقرارات سابقة اتخذها مجلس الأمن ولم تنفذها إسرائيل، وفي الثانية أبدعت روسيا في تعطيل الشرعية الدولية، التي كان يمكن أن تختصر ما سمّاه بان كي مون ذات يوم «مأساة العصر» أي الأزمة السورية التي تفيض بالدم والدمار منذ ستة أعوام.
على سبيل التعداد (فقط لا غير) كان قرار الفيتو الذي نزل من سبابة نيكي هيلي سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، ليعطّل مشروع القرار المصري الرقم 43، بما يعني أن واشنطن عطّلت حتى اليوم هذا العدد الخرافي من المشاريع التي كان يمكن فعلاً أن تساعد على الحل.
أيضاً على سبيل التعداد، أسقطت موسكو بـ«الفيتو» تسعة مشاريع قرارات للحل في سوريا، كان يمكن أن تساعد في وقف هذه المأساة التي تسببت بطوفان من الكوارث، ولو استمرت أزمة سوريا 68 عاماً مثل الأزمة الفلسطينية، لتمكنت موسكو من التفوّق على واشنطن في وضع كرات الفيتو في شباك الأمم المتحدة.
نعم، شرّ البلية كما يقال، لكن خلاصة البلوى تتمثّل في تصريح نيكي هيلي بعد استعمالها الفيتو، عندما قالت: «هذه إهانة لن ننساها»، تعليقاً على إجماع الدول الأربع عشرة الباقية في مجلس الأمن الدائمين والمؤقتين على تأييد المشروع؛ وهو ما يجعل الولايات المتحدة تقف في وجه الإجماع الدولي إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، بما سيدفن آخر الفرص للتسوية السلمية، التي سبق أن أقرها مجلس الأمن إيّاه بالدعوة إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
ليس المهم كيف استطاعت هيلي أن تتحدث عن «الإهانة التي لن ننساها»، رغم أن الفيتو هو الذي أهان الشرعية الدولية ووضع إصبع واشنطن في عيون العالم، الأهم والأكثر غرابة أن تحاول تزوير التاريخ وتشويه الواقع، أولاً عندما تقول: «إن القدس كانت عاصمة اليهود لآلاف السنين، ولم تكن لهم عاصمة أخرى»، وثانياً عندما قالت: إنها استعملت الفيتو دفاعاً عن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي عملية السلام، رافضة اتهام واشنطن بأنها عرقلت عملية السلام، ومعتبرة أن مشروع القرار المصري هو الذي يعيق السلام.
ليس كثيراً أن تسارع السلطة الفلسطينية إلى إدانة الموقف الأميركي الذي سينسف كل ما سبق أن وعد ترمب من «تسوية كبرى» في الشرق الأوسط، وإلى القول إن استعمال الفيتو يُعدّ استهتاراً بالمجتمع الدولي وهو ضد الإجماع الدولي، ويخالف قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، وسيؤدي إلى مزيد من عزلة الولايات المتحدة، وخصوصاً عندما تلجأ السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة طارحة المشروع إياه بما يوسّع من دائرة الإجماع الدولي على رفض الموقف الأميركي.
طبعاً ليس مهماً أن يعلن البيت الأبيض بعد ساعات من استعمال الفيتو، تأجيل زيارة نائب الرئيس مايك بنس إلى المنطقة؛ لأن كل ما قيل عن خطة أميركية للتسوية ينشط فريق ترمب لدفعها إلى الأمام بات على الرف، فالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية هي المفتاح الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
محور مشروع القرار المصري كان جملة في غاية التهذيب لم تذكر لا ترمب ولا الولايات المتحدة بالاسم، وهي «إن مجلس الأمن يبدي الأسف إزاء القرارات التي اتخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلّق بوضع القدس»، ورغم هذا أسقطته واشنطن، رغم الإجماع وتأكيد بريطانيا وفرنسا أنهما ترفضان القرارات الأحادية الجانب بشأن القدس.
ولأن الفيتو أكّد تكراراً أن الولايات المتحدة لم تكن وليست ولن تبقى وسيطاً نزيهاً ومؤهلاً للعب دور في محاولة التسوية، أعلنت روسيا استعدادها للعب دور الوسيط النزيه، مؤكدة دعمها مبدأ قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
على خط موازٍ، انهارت مساعي الأمم المتحدة للحل في سوريا، وأقفل «جنيف 8» على الفشل، وستنتقل المفاوضات إلى سوتشي بإدارة روسية، بعدما كانت موسكو قد استعملت الفيتو تسع مرات في ستة أعوام لإسقاط كل القرارات التي هدفت إلى إنهاء الأزمة، وهذا بدوره يؤكد أن إرادة الشرعية الدولية غالباً ما تكون مشلولة ومعطلة، سواء عندما تسعى لاتخاذ القرارات، أو حتى عندما تفشل في تنفيذ قراراتها السابقة؛ ما يجعل من هذه الشرعية مجرد حبر على ورق.
هل كثير القول إنها مسخرة الشرعية الدولية، عندما يتحوّل ستيفان دي ميستورا كيساً للملاكمة يتناوب عليه النظام السوري وروسيا، تارة يوبّخه سيرغي لافروف فيحاول الاستقالة، وتارة تتهمه دمشق بالانحياز لمجرد دعوته إلى عملية انتقال سياسي تنهي الأزمة المدمرة، وهل مثير أن نتذكر كيف سبق أن فشِلت أو أُفشلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالفيتو الروسي، فانهارت مساعي الوسطاء تباعاً: المراقبون الدوليون بقيادة العميد النرويجي روبرت مود، ثم كوفي أنان ونقاطه الست ثم الأخضر الإبراهيمي و«المهمة المستحيلة».
كل هذا التعطيل للشرعية الدولية وتقول نيكي هيلي إنها «لن تنسى الإهانة»، لكن العالم سيدتي لن ينسى أن القدس فلسطينية.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
بيان لجيش العزة بتوقفه عن قصف المدن المجاورة أيام مناسباتهم الدينية!!
أصدر جيش العزة العامل بريف حماة الشمالي اليوم السبت 23 كانون الأول/ديسمبر، بياناً دعا بموجبه عناصره لوقف قصف المدن خلال المناسبات والاحتفالات الدينية وذلك مع اقتراب احتفالات رأس السنة.
وقال الجيش في بيانه: "نهيب في جيش العزة جميع قواتنا على نقاط الرباط وسلاح المدفعية والصواريخ لضبط النفس لإتاحة لفرصة أمام جيراننا لكي يقيموا طقوس أعيادهم وعدم الرد على استفزازات النظام الذي يعمل دوماً على خلط الأوراق في منطقتنا وقيامه باستعراضات بهلوانية ومتهورة لكي يصفق لها جمهوره ومشعوذيه ويكونوا هم في نفس الوقت ضحيته بقيامه في قصف المدنيين في قرانا ومدننا".
ياتي ذلك في ظل القصف المكثف الذي تشنه مقاتلات النظام والمقاتلات الروسية، على القرى بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وسط محاولات مستمرة من قبل النظام وميليشياته التقدم باتجاه القاطع الجنوبي من محافظة إدلب بعد سيطرتها على عدة قرى في المنطقة.
↧
↧
لا شيء أقوى من كشف سيدة سورية عن وجه مغتصبها
مرة أخرى يختل ميزان العدالة لمصلحة القاتل في سورية. النساء السوريات المغتصبات على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية، واللواتي كشفن عن وجوههن للقناة الثانية الفرنسية، روين فظائع ما جرى لهن. ليس اختلال ميزان العدالة في الروايات نفسها، فهذه محطات في سياق من ممارسات النظام كانت ذروتها استعماله الأسلحة الكيميائية. اختلال ميزان العدالة على نحو فظيع تمثل في أن روايات المغتصبات تزامن بثها مع الضجيج الهائل الذي يسود العالم أجمع حول تعاظم ظاهرة التحرش في المجتمعات الغربية، وهذه ظاهرة هددت مستقبل رؤساء مثلما هي الحال في الولايات المتحدة الأميركية، ودفعت حكومات إلى البحث في إمكان إصدار صكوك موقعة، على الراغبين في ممارسة الجنس توقيعها في محاولة لمحاصرة الظاهرة.
في سورية اغتصاب موصوف وموثق، ولضحاياه وجوه وأسماء وسير، ولمرتكبيه أيضا صور وأسماء ووظائف رسمية، وفي مقابل ذلك أشكال متفاوتة من التحرش تتعرض له نساء غربيات، والغرب كله في حال من القلق بسببه. اختلال العدل هنا قد يدفع المرء إلى التساؤل عن مضامين أخلاقية دفعت إلى الذهول من عمليات التحرش، وإلى الصمت حيال الاغتصاب. المزاج الراديكالي للضحية سيذهب إلى هناك، إلى أن من يصمت عن الاغتصاب عليه أن يقبل بالتحرش. والعالم صار صغيرا، ولا يفيد القول بأن الاغتصاب لا يجري في بلادنا. فمن كشف ووثق قصص الضحايا السوريات، هو القناة الثانية الفرنسية، وهي خاطبت في بثها الأشرطة جزءا من الرأي العام الغربي قبل أن تصل القصص إلينا نحن أبناء المجتمعات والدول البائسة.
روايات المغتصبات لم تحمل فقط وقائع ما جرى لصاحباتها. فها نحن نعرف أسماء الأماكن التي وقعت فيها الجرائم. ليس وجه الضحية هو ما كُشف لوحده. هذه المرة صرنا نعرف وجه المرتكب واسمه وموقعه. السيدات السوريات قلن لمن لا يخاطبه مشهدهن، أنت جزء منه، وقلن للرأي العام الغربي أن التحرش في بلادك هو امتداد لاغتصاب في بلادنا، ومن يشيح بوجهه عنا على نحو ما أشاح بوجهه عن غاز السارين الذي تنشقناه، ستلاحقه لعنتنا ولن يقوى على متحرش صغير في بلاده.
لكن العالم فعلا يشيح بوجهه عن الضحية السورية. العالم جاء إلى سورية لإنقاذ نفسه من "داعش"، لكنه انكفأ عن "داعش" ثانية قتلت أكثر مما قتلت الأولى. وإذا كانت "داعش" العالم أكثر صفاقة ومشهدية من "داعش" سورية، فإن ما يحفل به أرشيف العالم من وثائق عن انتهاكات لا تقبل الشك سيتحول إلى ثقل لن تقوى نوايا مقاومة الشر على تحمله. فمن وثائق وصور "قيصر"، إلى تقرير "أمنستي" عن سجن صيدنايا، ومن توثيق "هيومن رايتس ووتش" لضحايا الأسلحة الكيميائية إلى تقرير القناة الفرنسية الثانية عن عمليات الاغتصاب&8230; هذا غيض من فيض الجريمة المنظمة في سورية.
العالم الذي يُناقش اليوم أشكال مقاومة عمليات التحرش في مجتمعاته، لا يمكن له أن يشيح بأنظاره عن المشهد السوري الذي يتكثف فيه الشر، ويفصح عن نفسه ويقول ها أنا ذا، عليكم أن تقبلوا بي شريكا يقف ممثل عني في هيئة دولية ويستمع إلى زميله السويدي يشرح كيف حاصرت حكومته احتمال تعرض سيدة إلى محاولات مديرها في العمل استدراجها إلى قُبلة أو وردة أو لقاء. وربما يُشكك ممثل النظام بجدوى الإجراء السويدي ويصغي له العالم ويستمع إلى نصائحه لتحصين المرأة السويدية من احتمالات التحرش!
والحال أن تخلي العالم عن سورية والسوريين ليس مسبوقا. فعدد القتلى وأشكال الجريمة، كانت قد دفعت العالم إلى التفكير، في يوغوسلافيا مثلا، بأنواع من المحاسبة لم تحظ بها سورية على رغم أن الجريمة فيها مضاعفة. فالمعلومات المتوافرة والموثق جزء منها عن الاغتصابات التي مارستها جماعات النظام صار يصح عليها الحديث عن "اغتصاب منهجي"، أي بمعنى أن الاغتصاب لم يعد حادثا فرديا، إنما صار جزءا من سياسة النظام، والهدف منه الإخلال بعلاقة السكان بمناطقهم التي اغتصبت النساء فيها. جرى ذلك في يوغوسلافيا، واكتشف المحققون أن ميليشيات صربية مارسته ونجحت في إحداث تغيير ديموغرافي جراءه.
يمكن للمرء أن يرصد ملامح اجتماعية للسيدات اللواتي تعرضن للاغتصاب في سورية، فهن يشبهن البيئة الاجتماعية التي يرغب النظام في هز علاقتها بمناطقها ومدنها. هذا افتراض يجب عدم استبعاده في تقصي الاغتصاب في سورية. يمكن الوصول إليه من الملامح الأولية التي ظهرت على الضحايا، وأيضا مما نجم عن كشفهن وجوههن من ذهول وشعور بـ"العار" أبدته أوساط في بيئتهن. فالنظام يعرف تماما أن إلحاق "العار" بعائلة أو مدينة سينجم عنه رحيلها عن مسرح "العار".
أقوى ما قامت به السيدات السوريات، هو كشفهن عن وجوههن، وقولهن للعالم، نحن أصحاب هذه الوجوه جرى اغتصابنا من قبل أولئك الرجال. ولكي تقاوموا المتحرش في بلادكم، عليكم أن تبدأوا بمقاومة المغتصب في بلادنا.
بقلم حازم الأمين - الحرة
↧
حسن حمزة: الطلاق علة التفكك و الانهيار في المجتمعات
الطلاق علة التفكك و الانهيار في المجتمعات
بعد موجة التقدم و الازدهار في مظاهر التكنولوجيا التي غزت معظم الشعوب الإسلامية و التي تباينت في طريقة التعامل معها وفق ما يتماشى مع منظورها الخاص الذي يخضع لعدة اعتبارات لها تأثير على سلوكيات الفرد، فباتت تلك المظاهر تشكل قفزة نوعية كبيرة في حياة تلك الشعوب خاصة و أنها لم تألف هذا التطور الهائل في وسائل التكنولوجيا المتقدمة في مختلف نواحي الحياة، وهذا ما تسبب في ظهور عدة مشاكل في المجتمع، فكما هو معروف أن وراء كل علة سببا ، و أن الأسرة هي أساس كل مجتمع فكيفما تكون يكون المجتمع؛ لان الشجرة تعتمد كلياً على جذورها في طريقة رسم حياتها التي ستكون عنواناً لها ، و تعتمد منهجية التعامل مع التكنولوجيا على مدى رجاحة العقل و النضج العلمي و الفكري للمستخدم لها فإن كانت على مستوى عالٍ فإن الأسرة سوف تشق طريقها بكل يُسر، و سهولة، و ستكون حينها من اعرق، و انضج الأسر المتقدمة في فكرها، و عقليتها المواكبة لكل الأحداث، و القادرة على التعامل معها بأفضل الطرق و بالتالي الخروج بأفضل النتائج الايجابية وصولاً لتحقيق أفضل الغايات، و الأهداف الدقيقة ، أما إذا كانت الأسرة ليست بالمستوى المطلوب من العلم و الفكر و النضوج العقلي فيقيناً أنها ستدخل في دهاليز مظلمة تجعلها لا تميز بين الناقة، و الجمل، و حتماً ستسيء التعامل مع هذه الثورة المعلوماتية التي ستكون عليها وبالاً و ستجلب لها الويلات، و تجعلها في وضع لا تُحسد عليه، فتكثر فيها المآسي، و النكبات وفي مقدماتها ارتفاع معدلات البطالة وما يرافقها من تدني كبير في مستويات المعيشة و انعدام سبل العيش و هذا ما يكون مدعاة إلى الانهيار الكامل و التفكك التام في أسس و أركان المنظومة الأسرية في المجتمع و يكون نذير شؤم عليها حينها سنرى طوابير كثيرة، و جيشاً مهول من المطلقات، و المشردين بسبب استفحال ظاهرة الطلاق في المجتمع الواحد، وهذا نتيجة طبيعية لما تعرضت له الأمة من انعكاسات سلبية نتيجة التعامل الخاطئ، و الغير مدروس لوسائل التكنولوجيا الحديثة، وما أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها من شرخ، و هوة، و انفتاح كبير للخيانة الزوجية، و التعدي السافر على رسالة السماء، وما تضمنته من أحكام، و شرائع حددت بموجبها الحقوق، و الواجبات للرجل، و المرأة، ولم تترك الباب مفتوحاً للإنسان يفعل وفق أهواءه الخاصة، فالأسرة نواة المجتمع، و صلاحه منوط بالتماسك الأسري الذي يقوم على أساس التفاهم، و الود، و المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، و أساسها هما الزوجان، فالأسرة السعيدة يسودها جو من المحبة و الود، و الحنان، و الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف، وهي بدورها تكون سبباً في تقدم، و رقي المجتمع، و بخلاف ذلك سنجد الأسرة تعيش اجواءاً مشحونة بالشك، و عدم التفاهم، و البغض، و القسوة مما يعرضها إلى الانهيار التام في أي لحظة و الذي قد يؤدي إلى الفشل الذريع بين الزوجين، فترتفع وتيرة المشاكل الاجتماعية بينهما المؤدية للطلاق علة تفتت بناء المجتمع و الذي لا تنعكس آثاره على الزوجين فقط إنما يتعدى إلى الأبناء من جهة، و كذلك تأثيره السلبي على مستقبلهم و جعله في طور المجهول من جهة أخرى وهذا ما سيلقي بضلاله على نفسياتهم ومعه سينتج جيلاً من المجرمين الحاقدين على الأسرة و المجتمع معاً .
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي
Hsna14496@gmail.com
↧
هل حسابك في فيسبوك معطل؟؟… استعده خلال عشر دقائق فقط
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خالل 24 ساعة الماضية موجة كبيرة من الجدل، تزامنت مع عبارات فرح بنشوة (الانتصار) بعد أن تمكن آلاف المستخدمين للموقع الأكثر شهرة في العالم (فيسبوك) من استعادة حساباتهم المعطلة منذ سنوات.
وفيما تحدث كثيرون عن (منحة رأس السنة) التي وفرتها إدارة الموقع للمستخدمين، ذكر بعض المبرمجين وخبراء المواقع أن ما حدث هو خلل في نظام الشركة الذي يتم تحديثه في أواخر كل عام أدى لحدوث ثغرة جعلت المستخدمين يتمكنون من إعادة تنشيط حساباتهم المعطلة.
بدأ الأمر عندما أتاح فيسبوك رابط تواصل جديد مع الشركة تحت بند (استعادة الوصول إلى حسابك/ Regain access to your Facebook account) حيث وفّر فيسبوك شروطه الصارمة التي تفرض على المستخدمين في العادة من تحميل بطاقات هوية صالحة لهم للتأكيد بانهم أشخاص حقيقيين ويستخدمون معلوماتهم الحقيقية إضافة لمعلومات أخرى كتاريخ الميلاد والاسم والرقم والبريد الالكتروني، إلا أن الرابط الجديد طالب المستخدمين بالاسم والبريد الالكتروني مع شرح بسيط عن حالة المعطل، وقد كانت المفاجأة في الزمن المستغرق لاستعادة تلك الحسابات، حيث لم تتجاوز مدة استعادة أي حساب أكثر من 15 دقيقية، كما أن عمليات الاسترجاع شملت حسابات معطلة بسبب ما يعرف بـ "بيان الحقوق والمسوليات" وهو أشد أنواع التعطيل وأصعبها ولا ينجو منه سوى 25 حساب من أصل كل 100 يتم تعطيلهم بسبب مخالفة لإحدى قواعد فيسبوك.
رابط التواصل الجديد مع الشركة: https://ar-ar.facebook.com/help/contact/1062444770553751
المصدر: الاتحاد برس
↧
ناشطون يطالبون جبهة النصرة بالإفراج عن فريق مضايا الإعلامي
طالبت مجموعة من الناشطين والإعلاميين العاملين في الشمال السوري عبر بيان لهم اليوم السبت 23 كانون الأول/ديسمبر، جبهة النصرة بالإفراج عن فريق مضايا الإعلامي المعتقل لدى الجبهة منذ أشهر.
وقال الناشطون في بيانهم: "نحن مجموعة من الإعلاميين والناشطين من أبناء الثورة السورية نطالب النصرة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل من:
أمجد المالح
حسام محمود
حسن يونس
بكر يونس
المعتقلين في سجونها والذين كان لهم نشاط واسع بفضح انتهاكات النظام وميليشيا حزب الله قبل تهجيرهم من بلدتهم مضايا ونحمّل الجبهة كامل المسؤولية عن سلامتهم".
ووفقاً لناشطين فإن الجبهة اعتقلت الناشطين خلال حملة مداهمات شنتها في شهر آب/أغسطس الماضي بعد أن اتهمت مهجري مضايا بـ "محاولة العودة لحضن الوطن"، حيث نفذت الجبهة حملة اعتقالات في مدينة إدلب طالت عشرة شبّان من بلدة مضايا المهجرين، مشيرة إلى أن التهمة كانت هي "اتهامهم بالتواصل مع مسؤولين تابعين للنظام والرغبة في عقد تسوية مع النظام للعودة إلى بلدتهم".
في حين نفى آخرون صحة الرواية، مشيرين إلى أن السبب الرئيس للاعتقال هو الانتماء لحركة أحرار الشام، وقد تمت عمليات المداهمة بأسلوب وسيناريو لا يختلف كثيراً عن مخابرات النظام، بعد تكسير أثاث منازلهم والاعتداء عليهم بالضرب قبل اعتقالهم.
↧
↧
وجود أميركي طويل الأمد في سورية؟ تكتبها جويس كرم من صحيفة الحياة
وجود أميركي طويل الأمد في سورية؟
الحديث عن السيادة السورية لم يعد أكثر من تصريحات غير ملتصقة بالواقع من أركان النظام في دمشق تتضارب في مضمونها وتوقيتها مع وفود الميليشيات الموالية لإيران، مقاتلين أجانب مع «داعش» والنصرة وأحرار الشام وغيرهم، قوات روسية وأخرى صينية وغيرها أميركية وتركية تسرح على الأرض السورية وتمرح.
وزارة الدفاع الأميركية أقرت لأول مرة بداية هذا الشهر بوجود 2000 جندي أميركي في سورية أي أربعة أضعاف العدد المصرح به إعلامياً طوال العامين الفائتين (503). هذا الأسبوع أيضاً، أكد المبعوث الأميركي إلى الحرب ضد «داعش» بريت ماغورك أن مرحلة ما بعد «داعش» في سورية لن تخل بالترتيبات الأميركية الحالية في الأراضي المحررة من «داعش»، والتي ستبقى في مكانها «إلا في حال الوصول إلى تسوية سياسية في المدى الطويل للحرب الأهلية (في سورية) تستند إلى آلية جنيف، وأيضاً إلى التزام لإزاحة جميع القوات الأجنبية من الأراضي الحساسة في سورية».
ماغورك ربط إبقاء الترتيبات الحالية أميركياً أيضاً بوجود ميليشيات إيران في سورية، «والتي يجب أن لا تكون هناك»، ونوه بنوع من التوافق النظري مع روسيا حول ذلك. أما عن نقاط الوجود الأميركي، كان لافتاً أن المبعوث ذكر منطقة التنف الاستراتيجية بتقاطعها شرق سورية وجنوبها بين العراق والأردن، إذ قال المبعوث: «نحن موجودون في التنف وسنبقى هناك لضمان عدم عودة داعش ونشرف على الوضع الإنساني»، في رسالة ليست حقيقة حول «داعش» والوضع الإنساني، بل هي موجهة إلى النظام وإيران وبعد اشتباكات عسكرية معهما في تلك المنطقة بالذات.
من يعرف ماغورك، المسؤول الوحيد الذي شغل وعاصر مناصب شديدة الحساسية من إدارة جورج بوش الجمهورية إلى باراك أوباما الديموقراطية إلى دونالد ترامب الجمهورية، يعرف نفوذه وتمكنه من الملفين السوري والعراقي. وكلامه عن خطوط الوجود الأميركي وأفقه يجب أن يؤخذ على محمل كبير من الجدية، كما كلامه عن أي تسوية سياسية بعيدة المدى، وأن لا أموال لإعادة الإعمار للنظام قبل حدوثها.
سياسياً، تصريحات ماغورك تعني أمرين. أولاً أميركا ستحمي مصالحها ووجودها الاستراتيجي في سورية، وستدافع عن «قوات سورية الديموقراطية» وشركائها على الأرض. هذه الرسالة موجهة إلى إيران والنظام قبل أن تكون موجهة إلى موسكو. أما ثانياً فالرسالة إلى روسيا هي لكسب تعاونها في رص هذه الخطوط، بالالتزام بتفاهم فك الاشتباك، وإمكان العمل لاحقاً في شكل مشترك لإضعاف إيران في سورية. هذا الهدف يطمح إليه الأميركيون منذ وقت، وهناك مساعٍ منذ أيام أوباما للفصل بين روسيا وإيران إنما لم تترجم عملياً على الأرض.
عسكرياً، يقول مسؤول أميركي لـ ”الحياة” أن واشنطن تقوم مع شركائها على الأرض بكثير من التحركات على الحدود السورية - العراقية، لقطع جسر إيران البري من طهران إلى بيروت ويعتقد المسؤول أن الإدارة حققت نجاحات في ذلك. كلامه يعبر عن مبالغة وتفاؤل من واشنطن كون الحضور الإيراني في شكل مباشر أو غير مباشر في تزايد في كل من العراق وسورية وليس، واضحاً أن إدارة ترامب لديها استراتيجية فاعلة للتصدي له.
هناك من يتوقع اكتمال الاستراتيجية الأميركية في سورية الشهر المقبل، وأنها ستستند إلى معطيات جديدة على الأرض، بينها بقاء الأسد وعدم توقع حل سياسي قريباً، وإغواء روسيا للابتعاد من إيران والحفاظ على المكاسب الاستراتيجية. ترامب لا يأبه كثيراً بأهمية الملف السوري، وهو يأخذ بتوصيات الجيش الأميركي وماغورك، وعليه يمكن توقع استمرار السياسة والمهادنة الأميركية الحالية في سورية العام المقبل، وتثبيت واشنطن قدمها في نقاط استراتيجية بدل الانسحاب والخروج من المدن والمناطق التي سيطر عليها «داعش».
المصدر: الحياة
↧
التوريث والثورة السورية / ماذا كتب فاروق الشرع حول قبوله توريث بشار
سيكون على المهتمين بالتاريخ السياسي لسورية مواجهة هذا السؤال: ما هي العلاقة بين التوريث، الذي وصل من خلاله بشار الأسد إلى رأس السلطة، وبين المآل الذي انتهت إليه الثورة السورية حتى الآن؟ لا تنبع أهمية السؤال في المقام الأول من التوريث ذاته، ولا من حقيقة أنه حصل في نظام جمهوري كان يوماً يخلط دعوى الاشتراكية منهجاً، والقومية العربية عقيدةً يستند إليها هذا المنهج. بل تنبع قبل ذلك وبعده من أن التوريث أضعف الرئيس، ومعه أضعف مؤسسة الرئاسة. المسار السياسي للرئيس الأسد منذ توليه السلطة في صيف عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد لا يترك مجالاً واسعاً لغير هذه الفرضية. حاول في البداية تقديم نفسه داخل سورية وخارجها على أنه رجل إصلاح وتطوير، شاب في مقتبل العمر، ينتمي إلى مرحلة تختلف عن مرحلة والده. درس في بريطانيا، ومهتم بالعلوم وتقنية المعلومات. كان تصور البعض أن سورية ستكون في عهده مختلفة. ستتجاوز، وإن في شكل متدرج، حال الانغلاق التي كانت عليها في عهد والده.
لكن الأحداث كانت تكشف تباعاً أنه لم يكن صادقاً ولا جاداً في وعوده الإصلاحية. كان يحاول تسويق نفسه، وتجميل عملية التوريث التي وصل بها. تبدأ هذه الأحداث بتهميش الحرس القديم، الذي كان معارضاً عملية التوريث، وهو الحرس الذي شارك والده في تأسيس النظام. يأتي في السياق ذاته ما كان يعرف بـ «ربيع دمشق»، الذي انطلق بتأثير من وعود الإصلاح، وما انتهى إليه على يد الأجهزة الأمنية للرئيس الجديد. ثم الغزو الأميركي للعراق وما أثاره من رعب داخل قصر الرئيس. وعلى صلة بمخاوف الأسد من الحرس القديم تضخم القلق من بروز القوة السياسية لرفيق الحريري في لبنان والطبقة السياسية التي كان يمثلها هناك. واللافت هنا أن مخاوف الرئيس السوري انتهت بحادثتين متتاليتين: فرض سورية التجديد للرئيس اللبناني حينها، إميل لحود، الخصم اللدود للحريري، ثم اغتيال هذا الأخير في ظروف انتهت بتوجيه التهمة رسمياً من محكمة دولية إلى «حزب الله»، أقوى حلفاء الأسد في لبنان.
أخيراً يأتي في ذروة تعاقب هذه الأحداث العاصفة انفجار ثورة شعبية في آذار (مارس) 2011. وهي ثورة بدأت بمطالب إصلاحية كان بإمكان الرئيس ونظامه استيعابها، بل واستغلالها للإقدام على إصلاحات كان هو من يعد بها منذ تسلمه السلطة. لكنه لم يفعل، بتعمد وإصرار واضحين! كان قراره مواجهتها، منذ اليوم الأول، بقوة السلاح، أملاً بوأدها، تيمناً- كما يبدو- بما فعله والده مع انتفاضة مدينة حماة عام 1982. عندها تبنت الثورة مطلب «إسقاط النظام». أمام ذلك، تبنى الأسد استراتيجية «إما وأد الثورة، وإما تدمير سورية». لم يتمكن من وأد الثورة، فحصل التدمير. وما زال مستمراً حتى الآن.
السؤال هنا: ما هي مؤشرات ضعف الرئيس ونظامه، التي تكشف عنها هذه الأحداث، واستجابة الرئيس لها؟ أكثر ما يلفت النظر أمام كل هذه الأحداث أمران متصلان يغذي أحدهما الآخر: ابتعاد الرئيس المستمر من السياسة والحلول السياسية، وبخاصة مع أبناء شعبه، ثم غرقه المتصل في خيارات العنف والقتل والتدمير، من ناحية، وانحيازه المتصل أيضاً، وبالتوازي مع ذلك، إلى تحالفات طائفية محلياً وإقليمياً، من ناحية أخرى. أنهكت الحرب، التي فرضها الرئيس، الجيش العربي السوري والانشقاقات التي فرضها ذلك. لم يعد بإمكان الجيش حماية الرئيس ونظامه. وهو ما ضاعف قناعة بشار الأسد بأن الطائفة هي ملاذه الأخير، والحصن المتبقي لحمايته. منذ وصوله إلى السلطة عزل نفسه عربياً، جاعلاً من إيران حليفه الوحيد في المنطقة. بعد الثورة باتت طهران تملك من السلطة داخل سورية ما يتنافس مع سلطة الرئيس نفسه. وهذا واضح من أن الميليشيات الإيرانية، وبخاصة حزب الله، هي التي يمكنه الاعتماد عليها، وليس على ما تبقى من «الجيش العربي السوري».
ثم تبين أن إيران وميليشياتها لا تستطيع حماية الرئيس. فكان لا بد من تدخل الروس، وهو ما حصل في خريف 2015 لإنقاذ الأسد ونظامه من السقوط. المفارقة أنه دخول ضاعف مأزق الأسد، وضاعف تهميشه. وحتى تعامل الروس معه يعكس ذلك. لم يعد يملك زمام المبادرة أمام أحداث تعصف به وببلاده. روسيا هي التي تملك الآن المبادرة. وهي تتواصل وتنسق في ذلك، ليس فقط مع إيران، بل ومع تركيا والسعودية ومصر، وقبل ذلك وبعده مع الولايات المتحدة. الأنكى أن موسكو تنسق أيضاً مع إسرائيل، وتعترف بحقها في توجيه ضربات إلى المواقع السورية متى رأت أنها في حاجة إلى ذلك.
في هذه الحال، ماذا يمكن أن يكون مستقبل الأسد؟ قد يبقى رئيساً من دون صلاحيات أثناء المرحلة الانتقالية، أو أن يتنحى لمصلحة سورية. أما الثالث فهو تمسكه، بدعم من إيران، بالبقاء رئيساً، على رغم كل ما حدث وبُعده. وهذا خيار يهدد بتقسيم سورية.
الشاهد أن هذه الخيارات، وهي تعكس ذروة افتقاد الأسد للمبادرة، لم تكن مطروحة قبل الثورة. الرئيس هو من فرض طرحها بخياراته وتحالفاته مع قوى خارجية ضد شعبه. وإذا كانت الأمور بنتائجها، فإن نتائج هذه الخيارات لا تترك مجالاً لمستزيد. فالتوريث دفع بشار الأسد إلى الاحتماء بالطائفة بدلاً من الدولة، وبميليشيات خارجية بدلاً من الجيش، وبالتحالف مع إيران بديلاً عن مظلته العربية. وليس هناك أكثر دلالة على الضعف وتراكمه من هذه المؤشرات، التي بدأت منذ اليوم الأول لرئاسة بشار الأسد.
أختم بما قاله نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، الذي اختفى من المشهد، قيد الإقامة الجبرية كما يبدو، في نهاية مذكراته التي أنجزها عام 2011، قال عن موقفه من التوريث ما نصه «من حيث المبدأ أنا لا أؤمن بالتوريث&8230; وعندما وافقت&8230; على اقتراح مصطفى طلاس (بتولي بشار خليفة لوالده) فإنما لسببين كنت مقتنعاً بهما: السبب الأول هو أن ذكرى الصراع مع رفعت الأسد عام 1984 ما تزال ماثلة في ذاكرتي&8230; شعرت أن اختيار بشار الأسد سيكون مخرجاً آمناً وبديلاً سلمياً من صراع دامٍ يمكن أن ينفجر إذا أخطأنا الاختيار لأن كل عناصره ما زالت في قيد الحياة. السبب الثاني أن الدكتور بشار&8230; لديه رصيد شخصي وجملة مؤهلات، يأتي في مقدمها رغبته المعلنة في الإصلاح والتحديث»، (الرواية المفقودة، ص457). وهذه شهادة أقل ما يقال عنها إنها لافتة. فهي تؤكد أن النظام السياسي لحظة وفاة الأسد الأب كان يعاني من انقسامات وصراعات حادة لا تزال حية منذ 1984. ثانياً أنها تعتبر تولي بشار الرئاسة كان حينها أقل الخيارات المتاحة سوءاً. وهو ما يعني أن سورية تدفع ثمن توريث فرض عليها فرضاً، وجاء برئيس لم يكن مهيأً لإخراجها من المأزق السياسي الذي انتهت إليه لحظة رحيل الأسد الأب.
خالد الدخيل
المصدر: الحياة
↧
موسكو: رئاسة فاروق الشرع للمرحلة الانتقالية مجرد شائعة
نفت موسكو على لسان ممثل الرئيس الروسي في سوريا "ألكسندر لافرنتييف" اليوم السبت 23 كانون الأول/ديسمبر، صحة الأخبار التي تحدثت عن اختيار فاروق الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية ورئيساً لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في "سوتشي" أواخر الشهر الجاري.
وقال "لافرنتييف" في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، إنه لا توجد حتى الآن أية ترشيحات لرئيس مؤتمر الحوار الوطني في سوريا وأن الحديث عن ترشيح نائب رئيس النظام السابق فاروق الشرع كرئيس لمؤتمر" الحوار السوري" مجرد "شائعات".
وأضاف: "مجموعة العمل الخاصة بتحرير المعتقلين في سوريا ستباشر نشاطها خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، وستضم في قوامها فقط ممثلي الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) ومن دون الأطراف السورية".
↧
من نوادر البخلاء ( مما قرأت و اضحكني ) : فوقف شعر رأس الضيف..و انصرف!!!!
من نوادر البخلاء
عائلة كلهم بخلاء جداً جدا
جاء عندهم ضيف فنادى البخيل ولده وقال له :
ياولدي عندنا ضيف عزيز على قلبي
إذهب إلى السوق واشتر لنا أحسن لحم في السوق .
( طبعاً الضيف يسمع )
راح الولد للسوق وبعد مدة رجع لكنه لم يشتر شيئا !!
سأله أبوه : أين اللحم ؟
قال الولد : رحت للجزار وقلت له : أعطني أحسن ما عندك من اللحم
قال الجزار : سوف أعطيك لحم كأنه زبدة
قلت لنفسي إذا كان الأمر هكذا لماذا لا أشتري الزبدة بدل اللحم
رحت للبقال .. وقلت : أعطني أحسن ما عندك من الزبدة
قال صاحب البقالة : سوف أعطيك زبدة كأنها عسل من حلاوتها .
قلت في نفسي : إذا كان الموضوع هكذا
أفضل لي أذهب و اشتري عسل
رحت لبائع العسل .. وقلت له : أعطني أحسن ما عندك من العسل .. فقال الرجل : أعطيك « عسل » كأنه الماء الصافي
فقلت لنفسي : إذا كانت القصة هكذا فعندنا ماء صافي في البيت
و لهذا السبب رجعت بدون أن أشتري شيئا !!
قال له أبوه : ما شاء الله عليك ياولدي
أنت كريم مثل أبوك .
والضيف يسمع ، ووجهه يتقلب من القهر .
همس الأب في أذن ولده : لكن فاتك شيء ياولدي!
أراك استهلكت نعالك وقطعتها من كثر المشي من دكان إلى دكان .!!
قال الولد : ما عليك يا أبي
أنا أرتدي نعال الضيف...
فوقف شعر رأس الضيف..و انصرف!!!!
مما قرأت و اضحكني
صباح الابتسامة
محبتكم قوت القلوب
ريا
↧
↧
موسكو تشترط «التخلي عن مطلب رحيل الأسد» لحضور مؤتمر سوتشي
أكدت الخارجية الروسية أن العمل يجري على قدم وساق حالياً لوضع قائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية يناير (كانون الثاني) 2018، وحددت سقف مشاركة المعارضة في المؤتمر بالتخلي عن فكرة «عدم بقاء (الرئيس بشار) الأسد في السلطة»، وأكدت عزمها توجيه دعوة إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وأنها ستدرس إمكانية مشاركة الأميركيين، لكن بصفة مراقب، إنْ رغبوا.
وأوضحت أن الدول الضامنة ستشارك كذلك بصفة مراقب، وأن من سيتكلم هم السوريون فقط. وقالت إن المؤتمر سيجمع ممثلين عن جميع فئات وأطياف الشعب السوري، ما يمنحه الشرعية لتشكيل لجنة دستورية، تقوم بوضع دستور تجري الانتخابات على أساسه، وعلى أساس تلك الانتخابات يجري تشكيل مؤسسات السلطة التنفيذية في البلاد، دون أن توضح مفهومها لمعنى «مؤسسات السلطة التنفيذية»، وما إذا كانت تطال «موقع الرئاسة» أم لا.
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي إن نحو 1700 شخص قد يشاركون في مؤتمر سوتشي. ورجح في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» أن يشهد المؤتمر «تشكيل لجنة دستورية»، وأن هذه اللجنة «ستحصل على تفويض من الشعب، لأن بين 1500 و1700 شخص يمثلون كل الشعب السوري (سيشاركون في المؤتمر) وهؤلاء هم مصدر الشرعية في كل المسائل، بما في ذلك مسألة إطلاق الإصلاحات الدستورية، وإعداد الدستور». وألمح إلى رغبة روسيا ببقاء كل الجهود تحت المظلة الدولية، حين أشار إلى أن «لجنة عمل خاصة (في موضوع الدستور) سيجري تشكيلها، ومن ثم ستتمكن تلك اللجنة من عقد اجتماعاتها في جنيف». وأضاف موضحاً: «أي أنه سيجري إعداد دستور، لأن الانتخابات ستكون على أساس الدستور، وعلى أساس الانتخابات سيجري تشكيل مؤسسات جديدة للسلطة التنفيذية».
وأكد بوغدانوف أن العمل يجري حالياً على قدم وساق لوضع قائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر سوتشي. وقال: «سندعو جميع المشاركين، وأقصد السوريين الذين يشاركون في لقاءات آستانة وفي جنيف. ونرحب بكل من يعتبر نفسه ممثلاً للشعب السوري ويرغب في المشاركة». وأشار إلى أن العمل على وضع قائمة المدعوين يجري حالياً، مع أخذ وجهات نظر الدول الضامنة في الحسبان. وبالنسبة إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أكد بوغدانوف «سنوجه إليه الدعوة». ونوه بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، أكدا للمبعوث الدولي، خلال محادثات معه في موسكو يوم الخميس 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أن الفعاليات إن كانت تلك التي تجري على «مسار آستانة» أو مؤتمر سوتشي، ترمي إلى مساعدة عملية التسوية السورية بموجب القرار 2254، وعلى أساس الإدراك أن السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم.
يذكر أن دي ميستورا شدد خلال محادثاته مع لافروف وشويغو، ومن ثم عقب مشاركته أول من أمس، في اليوم الثاني من «آستانة - 8»، على أنه لا بديل عن عملية جنيف للتسوية السورية، ورفض التعليق على فكرة مؤتمر سوتشي.
كان ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا، قد حدد سقف وشروط مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي، وأشار إلى أن الدول «الضامنة» تأمل أن تشارك في مؤتمر سوتشي «جميعُ قوى المعارضة المتمسكة بسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها، وتؤيد الحرب ضد (داعش)، ومع الطابع العلماني للدولة السورية»، وأكد: «إذا كان هؤلاء (المعارضة) عازمين على الأجواء الإيجابية، فإننا مستعدون لاستقبالهم، وتوفير فرصة لقدومهم». وشدد لافرينتيف بعد ذلك على أنه «في حال يريدون استخدام سوتشي ليكرروا مرة ثانية شعارهم حول عدم القبول ببقاء الأسد في المرحلة اللاحقة في السلطة، فأعتقد أنه لا مكان لهم هناك (في مؤتمر سوتشي)»، وبرر هذا الموقف بوصفه مَن يتمسكون برحيل الأسد بأنهم «أناس يؤيدون مواصلة العمل المسلح». وقال: «نريد أن يشارك في المؤتمر أولئك الذين يقفون حصراً مع الحوار السياسي. وأن يجلسوا بهدوء، ويُلقوا جانباً كل أفكارهم المسبقة التقليدية الخاطئة، وأن يجتمعوا ليتحدثوا حول كيفية المضي قدماً».
في المقابل، شدد لافرينتيف على ضرورة موافقة رأس النظام السوري على اللجنة الدستورية التي سيشكلها المشاركون في سوتشي، وقال إنه وبغض النظر عما سيتفق السوريون على تشكيله: لجنة لصياغة الدستور، أو تعديل الدستور الحالي، فإنه وبكل الأحوال «يجب أن يكون هذا مرتبطاً بالتشريعات السورية، وأن يتم إقراره بالتزام صارم بالدستور الحالي». وقال: «بموجب الدستور يجب أن يوافق الرئيس الحالي على تلك اللجنة»، واستدرك وقال إنه «من الممكن أن يتم إيجاد آليات أخرى، وربما تتم الاستفادة من الآلية المتوفرة، ويوافق الرئيس الحالي على اللجنة، وتباشر عملها إما بوضع دستور جديد وإما بتعديل الحالي. هذه أمور يقرها السوريون».
وشدد المبعوث الرئاسي الروسي على ضرورة أن يجري مؤتمر سوتشي برعاية الأمم المتحدة، وقال في حديث لوكالة «ريا نوفوستي»: «نأمل بالطبع أن يأتي المبعوث الدولي ويشارك في المؤتمر (...) ونرى أن المؤتمر يجب أن يجري برعاية الأمم المتحدة تحديداً، وبالطبع يجب أن تكون هذه المنظمة ممثَّلة بأوسع صورة ممكنة في سوشتي، وألا يقتصر الأمر على أعضاء في المنظمة، روسيا وتركيا وإيران». وعاد وأكد أن موسكو مهتمة برعاية الأمم المتحدة للمؤتمر، وحدد مهام مشاركتها بـ«التصحيح والتوجيه، تماماً كالدور الذي ستلعبه الدول المشاركة في أعمال المؤتمر». وقال إن «موسكو ستنظر في توجيه الدعوة إلى الأميركيين، لكن إن عبّر الجانب الأميركي عن رغبة في المشاركة، وحينها قد تتم دعوتهم لكن بصفة مراقب».
ولفت لافرينتيف إلى أن «جميع الفئات المشاركة في المؤتمر ستتمكن من الحديث، لكن ليس كل مشارك، لأن العدد كبير». وقال إنه «من المهم أن يعبر الجميع عن وجهات نظرهم، لا بخصوص السلطة الحالية فحسب، بل ورؤيتهم للدرب التي يجب المضي عليها قدماً، وكيف يرون تنظيم عملية انتخابات على جميع الأراضي السورية، تكون في الواقع نزيهة وشفافة، وكيف ينظرون إلى مشاركة مختلف القوى التي تؤيد الانتخابات في عملية المراقبة». وبالنسبة إلى رئاسة مؤتمر سوتشي، قال لافرينتيف إنه لا يوجد مرشحون بعد لهذا الدور، ونفى المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام روسية وعربية حول توجيه الدعوة إلى فاروق الشرع، النائب سابقاً للرئيس السوري، كي يترأس المؤتمر.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
لاجئون سوريون في فرنسا تفاجئهم عادات «الفرنجة»
لم يُخفِ لاجئون سوريون صدمتهم لدى اطلاعهم على قوانين الحياة الاجتماعية والزواج في فرنسا وبلاد «الفرنجة» التي تختلف كلياً عن قوانين بلادهم، وإن كانت فرنسا بقيت دولة انتداب على سوريا لنحو 25 سنة في بداية القرن الماضي.
وبين هؤلاء اللاجئ السوري الكردي أمير (19 عاماً) الذي صُدِم عندما شرحت محاضرة في أحد يومي «الاندماج بالمجتمع» الإجباريين، بالنسبة لطالبي الإقامة في فرنسا، عن قوانين الزواج.
عائلة اللاجئ السوري محمد القادمة من مدينة الباب بريف حلب، استغربَت أن يجعل القانون الفرنسي الزوج والزوجة، على حد سواء، مسؤولين عن العائلة والأولاد بشكل متساوٍ كلياً، في حين أن مسؤول العائلة (الزوج) هو المسؤول الأوحد عنها في بلده.
وأعرب محمد عن رفضه تنفيذ ما يسمعه من تعليمات على عائلته التي وصلت إلى فرنسا منذ نحو العام. وعبَّر محمد عن تذمُّرِه مما روي له عن أولوية مسؤولية المرأة فيما يتعلق بأمور العائلة والأطفال في حال حدوث طلاق أو افتراق بين الزوجين. وتساءل محمد: «كيف يمكن أن يكون راتب الرجل أعلى من راتب المرأة لدى عملهما بالوظيفة ذاتها في فرنسا وفي جميع المجالات، أي أنه لا مساواة في مجال العمل، في حين أن الاثنين مسؤولان بشكل متساوٍ عن العائلة، والمرأة هي المسؤولة الأولى في حال الطلاق؟».
لدى وصول عائلة حمدان السورية إلى مدينة سانت الفرنسية، بدأ أطفالها بالضحك عندما رأوا شابة وشابّاً يقبلان بعضهما بعضاً في شارع قرب ثانوية قريبة من مكان وجودهم. وكان على المساعدة الاجتماعية المسؤولة عن أمور العائلة أن تشرح لها أن «الاستهزاء والضحك على الناس ممنوع هنا، وأن اللطف واحترام الآخرين أمر سنَّه القانون، وأن العادات والتقاليد الفرنسية تختلف عن العادات في سوريا».
في حين أن مسؤول عائلة سورية أخرى وصلت بالوقت ذاته، أعجب بطريقة السلام على الآخرين؛ السيدات والرجال يتبادلون القبل في حال كانوا يعرفون بعضهم بعضاً، أما الرجال فيصافحون الرجال، والنساء يقبلن صديقاتهن. في حين تبقى المصافحة هي صيغة احترام لتحية من لا نعرفهم جيداً.
عبرت السيدة السورية سليمة عن أسفها من عدم قدرتها على تعلم اللغة الفرنسية، ومن عدم استفادتها من دورة اللغة التي ألزمها بها - كجميع اللاجئين - المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (أوفي) التي تتضمن 200 ساعة من الدروس الفرنسية المكثفة. ورأت سليمة أن «تعليم اللغة يوما كاملاً من الصباح إلى المساء ولثلاثة أيام في الأسبوع متعب جداً، وغير مجدٍ، خصوصاً بالنسبة لمن ترك التعليم والمدرسة منذ سنوات كثيرة».
وأوضح الشاب عمر أن اختلاف الأعمار في دروس اللغة يجعل الشبان يتذمرون كون كبار السن لا يرغبون بالتعلم، ويثيرون الضجيج أثناء الدرس بحديثهم مع بعضهم البعض. وأكد أن دورة مؤلفة من 200 ساعة دراسية فقط لا تكفي للتمكن من إتقان اللغة، ولا بد من دورات إضافية ومجهود شخصي كبير، ليصل اللاجئ إلى مرحلة محادثة الآخرين والتعبير عما يريده.
المساعدة الاجتماعية في جمعية فرنسية كارولين تشير قالت لـ«الشرق الأوسط» إن فرنسا «أرض اللجوء، وفيها تمازج بين الثقافات، فهي تستقبل سنوياً 200 ألف مهاجر. لكن المشكلة أن بعض اللاجئين لا يتقبلون بعض الاختلافات». وأكدت كارولين ملاحظتها «عدم احترام عائلات السوريين لدى وصولهم إلى فرنسا لقوانين السير وإهمالهم لمسألة ضبط أطفالهم في الطرقات، وعدم منعهم من اجتياز الشارع بشكل عشوائي. بالإضافة إلى تركهم أطفالهم غير البالغين في المنزل وحدهم وهو أمر يعاقب عليه القانون».
وأوضحت كارولين أن دور المساعدات الاجتماعيات المسؤولات عن عائلات اللاجئين وعن الأطفال القصر والشباب القادمين وحدهم لا يقتصر على تسيير الأوراق الإدارية، وإنما يتعدى ذلك لشرح التعليمات والقوانين المعترف عليها في فرنسا. وأضافت: «الأمر الأساسي الذي ننبه العائلات لضرورة إلى الالتزام به هو احترام الجيران وعدم إزعاجهم بعد العاشرة مساء، ومسألة تجنب العنف الأسري، ومنع ضرب الأطفال والزوجات، وإلا فإن مصير الأطفال سيكون كضيوف لدى عائلات الاستقبال الفرنسية، ومستقبل السيدات في مراكز الاستقبال المخصصة لهذه الأمور».
في حين أكد المحامي الفرنسي اينفي تيرزي أن «مشكلات إجازات القيادة المزورة التي استسهل بها السوريون في البداية، أصبحت تحول إلى القضاء، وأصبحت الأحكام تصدر بحق المخالفين لمدة 3 أشهر مع وقف التنفيذ، لكنها قد تصبح قيد التنفيذ فيما بعد».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
مسؤولة كردية رداً على تهديدات أنقرة: سندافع عن عفرين وفيدرالية الشمال
تصاعدت حدة تصريحات المسؤولين الأتراك بتوجيه ضربة عسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة عفرين (60 كيلومتراً شمال غربي حلب)، وأرسل الجيش التركي المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هاتاي الحدودية المحاذية لمدينة عفرين. وتشعر أنقرة بالقلق من توسع نفوذ الأكراد في الشمال السوري منذ أن بدأت الحرب في هذا البلد بداية العام 2012. وتسيطر «الوحدات» الكردية التي تشكل العماد العسكري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، على معظم الشريط الحدودي الشمالي السوري مع تركيا تقريباً، وتمثل حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة الأميركية في حملتها العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا.
وعن الموقف من التحركات العسكرية للجيش التركي بمحاذاة عفرين، قالت عائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا تعرضنا لهجوم عسكري، كل أهل عفرين على أتم الاستعداد والجهوزية بشيبهم وشبابهم، رجالاً ونساءً لنكون وحدات حماية ذاتية للدفاع عن قلعة الصمود عفرين».
وأشارت رئيسة الحزب إلى أن عفرين ومنذ بداية الأزمة السورية، محاصرة من جهاتها السورية الثلاث، أما من الجهة الرابعة المجاورة لتركيا؛ تتعرض للقصف والتهديدات بشكل مستمر، وغزت السبب «لأنها تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي بحسب ادعاءات مسؤوليها، على الرغم من بناء الجدار العازل»، وتابعت: «لكن السبب الحقيقي برأيي أن شعب عفرين بكافة مكوناتها اختاروا إدارة أنفسهم عبر إقرار مشروع النظام الفيدرالي، وهذا لا تريده تركيا ولا تعنيها مصالح الشعب السوري».
وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مراراً، بأن بلاده عازمة على «تطهير» كل من المدن السورية: عفرين، ومنبج، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي، من «الإرهابيين»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وعن التحركات العسكرية للجيش التركي بمحاذاة الحدود السورية مع عفرين، قال الكاتب والمحلل التركي محمد زاهد غول لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه التحركات كي لا تجد تركيا جارها الجنوبي دولة كردية معادية لها»، مشيراً: «لكي لا تقوم دولة كردية على حساب الشعب العربي السوري، ولذلك ندعم الجيش السوري الحر وكل الفصائل السورية، المدافعة عن حقوقها القومية والوطنية شمال سوريا». وتابع: «تركيا أعلنت أنها لن تسمح بإقامة كيان كردي شمال سوريا بالقوة، وأميركا ليس لها حق إعطاء شمال سوريا للأحزاب الإرهابية الكردية»، في إشارة إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي يدير المناطق الكردية شمال شرقي سوريا، حيث تتهمه أنقرة بصلته الوثيقة بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور لديها.
ومنح انسحاب قوات النظام السوري بداية عام 2013 الأكراد فرصة لتشكيل حكومات محلية في ثلاث مناطق يشكلون فيها غالبية سكانية، وعفرين إحدى التجمعات الكردية الثلاث، بالإضافة إلى الجزيرة وكوباني (عين العرب)، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية، لكنها على عكس منطقتي كوباني والجزيرة، تقع عفرين في نقطة بعيدة نسبياً عن المناطق الكردية الأخرى شمال سوريا، وتحاذيها مدن ومناطق عربية سورية.
وشددت عائشة حسو على أن الرئيس التركي يتوعد بتحرير عفرين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقالت: «هذه الوحدات أثبتت جدارتها في محاربة الإرهاب، وأصبحت رمزاً عالمياً بعد دحرها تنظيم داعش، وإلحاق الهزيمة وطرده من مدينة الرقة أبرز معاقله سابقاً في سوريا».
واعتبرت حسو نجاح الجولة الثانية للانتخابات المحلية التي جرت بداية الشهر الحالي، لإرساء مشروع النظام الفيدرالي المعلن منذ شهر مارس (آذار) 2016 من حزب الاتحاد الديمقراطي، بالتحالف مع جهات عربية ومسيحية شمال شرقي سوريا، «رداً صريحاً ومباشراً على التهديدات التركية»، ولفتت إلى أن «جميع مكونات عفرين ومدن وبلدات الشمال السوري اختاروا نموذج الفيدرالية بعد إطالة أمد الحرب في سوريا، حيث تحولت إلى حرب طائفية ومذهبية بعيدة عن مفهوم الثورة، وخروجها عن مسارها الرئيسي في تغير النظام»، وشددت على أن موقفهم واضح وصريح، وقالت: «عفرين ستكون مقبرة للمحتل التركي، كما كانت كوباني والرقة مقبرة لتنظيم داعش الإرهابي»، بحسب رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري عائشة حسو.
وإذا أضيفت مناطق شرق نهر الفرات إلى عفرين شمال غربي حلب الخاضعة لسيطرة «الوحدات»، تكون «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تسيطر على مناطق تقدر بنحو ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، وتنتشر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم عشرات آلاف المقاتلين في مناطق احتكاك مع «درع الفرات» شمال شرقي حلب المدعومة من تركيا، وتسيطر على مناطق واسعة ضمن «فيدرالية الشمال السوري» التي تضم ثلاثة أقاليم، هي إقليم الجزيرة وإقليم الفرات وإقليم عفرين.
واتهم غول، أميركا، بأنها أكملت أخطاءها بعد ظهور تنظيم داعش المفاجئ بداية يناير (كانون الثاني) 2014 في العراق وسوريا، وسيطرته على أراضٍ واسعة، وقال: «واشنطن اتخذت من تنظيم داعش ذريعة لتقسيم سوريا، سواء بتقسيم فيدرالي أو كونفدرالي أو دول مستقلة، وهذا ما كشفته حقيقة السياسة الأميركية في سوريا والعراق، وهي سياسة تؤول إلى التقسيم في نهاية المطاف». وتابع: «القضية في الأصل هي قضية حقوق الشعب في الدفاع عن مدنه وقراه وأريافه، وألا تسرق قضيتهم لصالح مشاريع التقسيم التي تسعى إليها الدول الكبرى في تقسيم سوريا على أساس مصالحها»، واختتم حديثه ليقول: «لذلك الشعب السوري في منبج وتل أبيض والرقة وغيرها هو من يقرر ذلك وليست تركيا، فإذا قرر الشعب السوري ذلك فسيجد تركيا إلى جانبه».
المصدر: الشرق الأوسط
↧