وقع الاعلام بالفخ : المراهقة المسلمة في كندا طلعت كذابة ولم يحاول أحد ملاحقتها وتمزيق حجابها بمقص
«ورقة» غربية ـ إقليمية عن سوريا يحملها تيلرسون إلى لافروف
صواريخ روسية على ريف إدلب…وفصائل تتصدى لقوات النظام
تونس: عودة الاحتجاجات الليلية إلى سيدي بوزيد والقصرين وطوق العاصمة
مشعل السديري ينعي ابنته بكلام مؤلم تعازينا الحارة من موقع سوريتي لكم أخ مشعل وعظم الله أجركم
يُحكى أن فتاة صغيرة كانت مع والدها يعبران جسراً، فخاف الأب الحنون على ابنته من السقوط، لذلك قال لها: حبيبتي أمسكي بيدي جيداً حتى لا تقعي في النهر.
فأجابت ابنته دون تردد: لا يا أبي أمسك أنت بيدي، فرد الأب باستغراب: وهل هناك فرق؟! كان جواب الفتاة سريعاً: لو أمسكت أنا بيدك قد لا أستطيع التماسك، ومن الممكن أن تتفلت يدي فأسقط، لكن لو أمسكت أنت بيدي فأنت لن تدعها تتفلت منك أبداً.
والذي حصل بيني وبين ابنتي أن كلتا يدينا أفلتت بعضها من بعض قسراً، فطار قلبي من صدري بين السماء والأرض، وانطفأت فجأة شمعة حياتي، وظللت أتخبط في ظلام دامس، لا أعرف شمالها من جنوبها ولا شرقها من غربها، ولولا قليل من الإيمان لطار عقلي.
ولسان حالي كحال تلك الأعرابية التي فقدت ولدها فجأة وهو في ريعان الشباب، وأخذت تنوح وتقول:
ربيته دهراً أفتقه … في اليسر أغذوه وفي العسر
حتى إذا التأصيل أمكنني … فيه قبيل تلاحق الشغر
وجعلت من شغفي أنقله … في الأرض بين تنائف غبر
هربا به والموت يطلبه … حيث انتويت به ولا أدري
ما كان إلا أن هجعت له … ورمى فأغفى مطلع الفجر
ورمى الكرى رأسي ومال به … رمس يساور منه كالسكر
ولم يخطر على بالي ساعتها غير كلارك غيبل في الفيلم الشهير (ذهب مع الريح)، عندما سقطت طفلته من على ظهر فرسها ودق عنقها وماتت، فحملها إلى غرفته وأغلق الباب وظل معها يومين كاملين، رافضاً أن توضع بالتابوت وتقبر، لأنها كانت تخاف من الظلام، وكذلك هي (العنود).
وقررت لو أنني ذهبت إلى باريس، لسوف أذهب من المطار رأساً إلى (معرض القلوب الحزينة)، الذي سبق لي أن زرته، وهو يحوي جميع الهدايا والتذكارات لمن تحطمت قلوبهم وفقدوا الأحباب وفلذات أكبادهم.
وأحمل معي آخر الهدايا التي أتت بها ابنتي لي من إسبانيا قبل شهر، وهي الكولونيا الليمونية التي أتعطر بها (4711)، ومجموعة المراسم (BIC) التي أكتب بها، وصورتها عندما كان عمرها سنة ونصف السنة، والتي أشاهدها أمامي على مكتبي، وأضعها كلها في ذلك المعرض، مع البقية الباقية من دموعي.
إنني أصبحت مثل ذلك الذي أصيب بالشلل الرباعي، وظل طريح الفراش لا يتحرك، وكلما عاده زواره، يقول لهم: إنني لا أريد أن أمشي وأتحرك مثلكم، كل ما أريده فقط هو أن أستطيع إلصاق جبهتي على الأرض وأسجد.
فمتى أستطيع، متى؟!
المصدر: الشرق الأوسط
دخول الأميركيين في صراع سوريا
يجري بناء جيش سوري من ثلاثين ألف مقاتل في شرق الفرات، حدوده بين جنوب تركيا وشمال العراق. نصفه من أكراد سوريا والنصف الآخر من أبناء المناطق العربية وغيرهم. الولايات المتحدة هي صاحبة المشروع، وهي اللاعب الجديد، التي قررت أخيراً أن تخوض الحرب السورية بدعم القوى المحلية المعارضة، والعمل كقوة على الأرض، حتى تفرض رؤيتها للحل السياسي حيال سوريا.
وكانت جريدة «الشرق الأوسط» أول من انتبه للتغييرات الميدانية المتسارعة ووصفتها بأنها مشروع ولادة دولة جديدة في سوريا.
بالفعل هي تطور مهم يقوم على قوة جديدة، لكنها لن تكون دولة بمفهومها القانوني، لأن تقسيم وتأسيس دول جديدة عملية سياسية وقانونية وعسكرية معقدة وخطيرة، وفيه شبه إجماع دولي على رفضها، وهذا ما حال بين الأكراد في العراق وحلمهم بإقامة دولتهم في الإقليم الذي تحت سيطرتهم الكاملة.
مشروع إقليم شرق الفرات السوري، أقل من دولة وأكثر من منطقة حماية. في شهادته أمام الكونغرس تحدث ديفيد ساترفيلد، المكلف بإدارة ملف الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية عن المشروع بأنه سيكون نموذجاً جديداً في سوريا. ومن شهادته تبدو الدويلة المقترحة مشروعاً موجهاً لتنفيذ عدة أهداف كبيرة يعمل فيها دبلوماسيون ومخابرات وقادة عسكريون.
هذه المرة فاجأت الولايات المتحدة الجميع، وعلى غير العادة، بأنها قادرة على تبني أفكار جديدة، وبناء مشروع من الصفر، والحفاظ على سريته. باسم محاربة «داعش» في شرق وجنوب سوريا بعثت تدريجياً قواتها وخبراءها ليبلغ العدد نحو خمسة آلاف، أكثر من نصفهم في شرق الفرات السوري. وهي تقوم بجمع وتدريب قوة كبيرة من ثلاثين ألف سوري. وكان أول انتصاراتهم هزيمة «داعش» في الرقة.
أول ردود الفعل المعارضة لم ترد من نظام دمشق ولا من إيران، كما كان متوقعاً، بل من تركيا التي أعلنت أنها لن تسكت عن المشروع الأميركي، وأنها ستدخل في حرب مع الأكراد السوريين المسلحين، الذين تعتبرهم امتداداً للأكراد الأتراك «الانفصاليين الإرهابيين». والجميع ينتظر أول معركة للقوات التركية في عفرين خلال الأيام المقبلة.
موقف تركيا المرتاب في أي قوة كردية مسلحة على حدودها مفهوم ومبرر، لكن امتناع تركيا عن مواجهة إيران في سوريا خلق فراغاً يفرض دخول قوة بديلة لهذه المهمة. والدول المنخرطة في الصراع عرفت نقطة الضعف التركية ونجحت في الاستفادة من السياسة الإردوغانية البراغماتية التي تبدو مستعدة للتعاون والتنازل مع أي طرف تخشى أنه ينوي دعم خصومها الأكراد. هذا ما فعله الإيرانيون ثم الروس، فسارعت أنقرة للتصالح معهم مقابل وقف دعمهم الأكراد. الأميركيون، ربما، يشعرون أنهم في حاجة إلى إيصال الرسالة نفسها إلى أنقرة. وهناك رسالة أميركية أهم موجهة للنظام الإيراني بأن سوريا ستكون فيتنام إيران.
القوة السورية الجديدة قد تكون أفضل خيار لتحقيق سلام معقول في سوريا، وليس سلام «سوتشي» الذي يخطط له الروس والإيرانيون من أجل فرض حل بالقوة في سوريا. إيران تريد سلاماً يسمح لها باحتلال سوريا وفرض نفوذها على لبنان والعراق، الأمر الذي يحقق لها في الأخير قدرة تفاوضية عالية في ملفاتها الإقليمية وكذلك في علاقتها مع الغرب.
وإيران تسابق الوقت؛ تسعى للاستيلاء على مناطق سبق أن وافق الروس على أن تترك تحت إدارة المعارضة المدنية. عضو وفد المعارضة ياسر الفرحان تحدث عن الاتفاق وكيف خرقه الإيرانيون. يقول: «رسمت الخرائط بشكل صريح على أن هذه المناطق لا يدخلها النظام، تديرها مجالس محلية منزوعة السلاح الثقيل، ويبقى السلاح الخفيف بيد قوات الأمن والدفاع المدني المحلي، لتأمين خدمات الناس»، و«أن الاتفاق يقضي بعدم دخول الميليشيات الإيرانية، ولا قوات النظام، وإنما مجموعة قليلة من القوات الروسية حصراً، كقوات مراقبة تتموضع بثلاث نقاط، تشرف على تطبيق الاتفاق. وأنه خلف الخط الفاصل بين الطرفين تتمركز القوات التركية فيها». وكما نرى، فإن الميليشيات الإيرانية لم تحترم الاتفاق، ولا روسيا أجبرتها على احترامه، ولا تدخلت القوات التركية. هذا النشاط الإيراني يبرهن على أن اتفاقات «سوتشي» ليست محل ثقة، ما يجعل قيام قوة موازية ضرورة في ظل السباق الإقليمي على السيطرة على سوريا.
عبد الرحمن الراشد
اعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير السابق لصحيفة “الشّرق الأوسط” والمدير العام السابق لقناة العربيّة
المصدر: الشرق الأوسط