جورج سمعان
بدأت تركيا «عملية عفرين». تحولان رئيسيان دفعاها هذه المرة إلى ترجمة تهديداتها ميدانياً: أولهما هجوم قوات النظام بمساندة حليفيه الإيراني والروسي على مناطق إدلب، وثانيهما عزم الولايات المتحدة على إنشاء جيش جله من الكرد شمال سورية وشرقها. ويعمق هذان العاملان الخلاف بين أنقرة وكل من موسكو وواشنطن. روسيا كانت أعلنت أن مهمات قواتها هذه السنة هي القضاء على «جبهة فتح الشام» (النصرة). وانتظرت طويلاً أن تتولى تركيا هذه المهمة باعتبارها معنية بمنطقة «خفض التوتر» في محافظة إدلب. لكنها تريثت ولا تزال بانتظار ضوء أخضر من شريكيها في آستانة من أجل إنهاء «الإدارة الكردية» في عفرين. كانت تتوقع اعتماد نموذج حلب عندما تخلت في 2016 عن هذه المدينة والفصائل المعارضة فيها، مقابل سيطرتها على الباب بعد جرابلس وأعزاز. كانت تتوقع ربما إطلاق يدها لمواجهة «حزب الاتحاد الديموقراطي» مقابل تقدم قوات النظام نحو إدلب واستعادة السيطرة على طريق حمص- حلب. ما أثار الخلاف والشكوك بين موسكو وأنقرة ليس العلاقة الجيدة بين الأولى والكرد فحسب، بل انتشار عناصر روسية في عفرين وقراها عندما حاولت قوات موالية لتركيا التقدم نحو المدينة. وهنا العقبة الأساس، وليست في موقف أميركا التي لا وجود عسكرياً لها في هذه المنطقة، وصرحت بأن عملياتها لا تشمل هذا الجزء من سورية. لكنها عارضت وتعارض العملية العسكرية.
العقبة أمام تركيا في موقف روسيا التي عليها أن تجد الوسيلة للحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة ومع الكرد في آن. فهي حريصة على إنقاذ مؤتمر سوتشي وكذلك على 0عفرين التي تهدد بإشعال حرب مدمرة قد تفتح الباب على مواجهات أوسع. فلا أحد يضمن عدم امتدادها على طول الحدود الشمالية لسورية (نحو 400 كيلومتر)، إذا اختار «حزب الاتحاد الديموقراطي» تخفيف الضغط عن مناطقه غرب الفرات. لذلك تبقى العملية التركية التي بدأت ضمن حدود ترسمها موسكو التي يبدو أنها أشعلت «الضوء الأصفر» فقط. أي أنها قد تسمح بتطويق عفرين والسيطرة على بعض القرى والنواحي المجاورة لها التي يسكنها العرب. وتسعى بعدها إلى إقناع الحزب الكردي بإخراج مقاتليه من المدينة وإقامة «إدارة ذاتية جديدة» فيها فلا يشكلون شوكة دائمة في خاصرة تركيا. وهي بذلك تطمئن الأخيرة التي تبالغ في الحديث عن خطة أميركية للربط بين المناطق الكردية شرق النهر وغربه، ثم العمل مستقبلاً على فتح ممر إلى البحر المتوسط يمر شمال غربي إدلب ; جنوب أنطاكيا (هاتاي) أيضاً. وهو ما يهدد وحدة الأراضي التركية! وتدرك القيادة الروسية مدى حاجتها إلى أنقرة لتعميق ابتعادها عن الولايات المتحدة وأوروبا والأطلسي عموماً، ولمساعدتها في توفير غطاء لـ «مؤتمر الحوار» بالضغط على فصائل معارضة ودفعها إلى سوتشي. مثلما تدرك هذه القيادة حاجتها أيضاً إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع «حزب الاتحاد» الذي ساعدها في كثير من المــــواقع، وبينها حلب. وسهل لقوات النظام التقدم على حساب الفصائل المعارضة. فهي تراهن على ورقـــة الحزب لتقرير مصير شرق سورية وشمالها مستقبلاً، وتقاسم النفوذ فيها مع النفوذ الأميركي. وتزداد حاجتها إليه اليوم أكثر بعدما أكدت واشنطن أنها باقية في بلاد الشام، وتعزز «قوات سورية الديموقراطية»، وتعارض «الحل الروسي المنفرد» للأزمة. وتسعى إلى إعادة إحياء دور الأمم المتحدة.
كانت تركيا، قبل «عملية عفرين» تسعى إلى المساومة مع شريكيها في آستانة. دانت هجوم قوات النظام وحليفيه نحو مناطق تعدها جزءاً من فضائها الأمني. وهددت بإعاقة مؤتمر سوتشي ما لم يتوقف هذا الهجوم. وذهب وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أبعد من ذلك. لوح بخلق مسار سياسي بديل، بترتيب اجتماع لوزراء خارجية الدول «ذات الرؤى المشتركة» حيال أزمة سورية. أي أن بلاده لن تعود معنية بتفاهمات العاصمة الكازاخية، ولن تسهل «مؤتمر الحوار». في حين تبدي موسكو حرصاً على دور أنقرة في إقناع فصائل معارضة بحضور المؤتمر الذي كلما اقترب موعد انعقاده ارتفعت الأصوات المعارضة له. لكن ما أقلق القيادة التركية ودفعها إلى تحريك قواتها هو توجه الأميركيين إلى المساعدة في إنشاء جيش جله من الكرد. ولم تفلح واشنطن في تهدئتها وطمأنتها إلى أن هذا الجيش لن يطاول دوره حماية الحدود. المهم أن «عملية عفرين» تضيف صورة إلى المشهد الاستراتيجي الجديد في سورية. وهو مشهد يكاد يكتمل بعدما كشفت إدارة الرئيس دونالد ترامب استراتيجيتها في بلاد الشام، وبدأت خطوات على طريق التنفيذ. وزير الخارجية ريكس تيلرسون كشف أن لوجود بلاده في سورية خمسة أهداف على رأسها إنهاء نفوذ إيران والتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة (على أساس القرار 2254) يؤدي إلى رحيل الرئيس بشار الأسد. وأكد أن التغيير قادم، وحض موسكو على الوفاء بالتزاماتها وبالضغط على النظام في دمشق للانخراط في مفاوضات جنيف. وترجمة لهذه الاستراتيجية التي باتت واضحة تماماً عقد اجتماع خماسي قبل أيام ضم ممثلين عن بلاده وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن لدرس مسودة إصلاحات دستورية وإعادة هيكلة المؤسسات السورية. وسيكون هذا بديلاً من «سلام زائف» تعد له موسكو!
هذا التحول الجذري في موقف واشنطن يطوي صفحة السياسة التي اعتمدتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ومنحها روسيا الفرصة تلو الأخرى لحل الأزمة. ويخفض سقف توقعات الكرملين من مؤتمر سوتشي. ويؤسس لحضور أميركي في سورية سيكون بالتأكيد على حساب اللاعبين الآخرين، خصوصاً إيران وتركيا، ما دام أن موسكو أقرت في أكثر من مناسبة بأن لا تسوية في هذا البلد من دون تفاهم مع واشنطن. ويؤسس هذا التحول لمسار ثانٍ داعم لمسار جنيف. ويفرض توازناً لا يمكن موسكو تجاهله. فهل يعقل مثلاً أن تقرر الأخيرة دعوة ممثلي الدول الكبرى الأخرى في مجلس الأمن كمراقبين إلى مؤتمر يرسم مستقبل سورية وموقعها في خريطة النفوذ الإقليمي! لا تتجاهل الولايات المتحدة حقيقة أن الحل «شراكة» بينها وبين روسيا وأوروبا وقوى إقليمية أخرى. لذا لا يمكنها أن ترضى بأن يستأثر الكرملين بتوزيع «الحصص» في بلاد الشام، سياسةً وإعادة إعمار. أو أن يرسم لها وللمتصارعين الآخرين على بلاد الشام حدود أدوارهم ومصالحهم، وأن يسعى في الوقت عينه إلى مباركة أو «شرعية» دولية لسياسته!
روسيا أمام امتحان كبير في «عملية عفرين» لإنقاذ علاقاتها المتجددة مع تركيا. وهو امتحان يترافق مع امتحان آخر. فهل تأخذ في الاعتبار جديدَ الموقف الأميركي فتعدل خطتها إلى سوتشي، وتقدم إلى وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي سيزورها قريباً ما يشجع المعارضة على المشاركة في «مؤتمر الحوار»؟ ومثلها أنقرة تواجه تحدياً لدورها في سورية شبيهاً بالتحدي الذي سيواجه إيران التي بدت الرابح الأكبر حتى الآن. لكنها مثل النظام ترتاب من مقررات «مؤتمر الحوار»، بقدر ما ترتاب من إمكان قيام تفاهم أميركي- روسي ينتهي بتحجيم دورها وحضورها، خصوصاً أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي كشفها تيلرسون أخيراً هدفها الرئيس مواجهة هذا الحضور مقدمة لتقليص هيمنتها على الإقليم كله وقطع الجسر الذي يصلها بالبحر الأبيض المتوسط. وما يزيد من ارتيابها إحجام القيادة السورية عن التزام الاتفاقات الاقتصادية التي كانت توافقت مبدئياً عليها مع دمشق بعدما استجابت هذه ضغوط موسكو في التريث. لذلك، ستجد نفسها، مثل تركيا اليوم، ملزمة مراعاة شريكها الروسي لحاجتها إلى قوة كبرى في مجلس الأمن أعلنت أخيراً أنها ستعمل على حماية الاتفاق النووي. مع إدراكها أن قيام مسار أميركي جديد للتسوية قد يدفع الكرملين إلى التمسك أكثر بدورها الميداني على الأرض وإن; موقتاً.
جورج سمعان
المصدر: صحيفة الحياة
↧
هل تنقذ موسكو عفرين وتعدّل «مسار سوتشي» ؟
↧
صرخة سورية في وجه أردوغان : من أطلق على أردوغان لقب «أسد السنّة» لا يملك حساسية أخلاقية حيال «أسد سورية»
من أطلق على رجب طيب أردوغان لقب «أسد السنّة» لا يملك حساسية أخلاقية حيال «أسد سورية»، لا بل هو معجب إلى حدٍ بعيد بـ «أسد» بلاده، بصفته نموذجاً يجب إطاحته لإحلال «أسدٍ» مشابه مكانه. ومناسبة هذا الكلام استئناف جماعات سورية موالية لأردوغان هذه العبارة في سياق حربه على أكراد بلادهم.
والحال أن المرء يعجب من قلة اكتراث أردوغان بالحسابات السورية في سياق تقلباته من موقع إلى موقع، ومن حرب إلى حرب. بالأمس القريب ذهب في خطابه ضد بشار الأسد إلى حدود وصف «صديقه القديم» بالشيطان الرجيم، وها هو اليوم يعود أدراجه إلى موسكو وإلى طهران غير مكترث بما تجرّه هذه العودة من تداعيات على حلفائه من الجماعات السورية المعارضة. وإذا كان من الطبيعي أن يتقدم الحساب التركي حسابات الرجل في سورية، فإن الحساب السوري لا يتقدّم على ما يبدو حسابات أتباعه السوريين. وهذا شأن الجماعات المستتبعة في كل حروبنا الأهلية. وأردوغان غير المكترث للحسابات السورية وما تجر تقلباته عليها من مآسٍ واختلالات، يشبه في قلة اكتراثه، شريكاً إقليمياً آخر له، هو طهران، فالأخيرة بدورها خاضت حروباً هائلة في سورية لم تقم فيها أي اعتبار للحساب السوري. قُتل في هذه الحروب مئات الآلاف من خصومها المذهبيين ومن حلفائها المذهبيين أيضاً، ولم يعن لها هذا أكثر من أثمان «طبيعية» لحرب الحفاظ على الموقع.
والغريب أن طرفي الحرب السورية الإقليميين (إيران وتركيا)، إذا ما اعتبرنا روسيا والولايات المتحدة طرفيها الدوليين، يصولان ويجولان في كل من العراق وسورية في حربٍ واحدة يتحالفان فيها في لحظتها الكردية ثم يعودان ويبتعدان في لحظتها المذهبية بما يشبه رقصة فالس دموية. اليوم حان وقت مدينة عفرين. طهران أفسحت المجال لشريكها في الرقصة الدموية. خطوة إلى الوراء مع ابتسامة لعوب على ما تقتضي قواعد «الفالس»، أما المجتمع المحلي، فهو مكتفٍ بالتصفيق والإعجاب. وأردوغان يحمل «غصن الزيتون» ويتقدم إلى المدينة، على وقع هذا التصفيق. الرجل الذي باع حلب للروس، ويفاوض اليوم على إدلب، غير مكترث بمستقبل المصفقين. يريد أن يهزم الأكراد في عفرين، تماماً كما هزمهم قاسم سليماني في كركوك، مع فارق طفيف يتمثل في أن طهران أهدت بعض غنائم نصرها في كركوك إلى حلفائها من الشيعة في العراق، فيما أردوغان بصدد أن يدفع ثمن نصره لعدوي حلفائه من السنة في السورية، أي إلى موسكو وطهران.
من الصعب ومن المؤلم مطالبة ما تبقى من معارضة سورية بموقف صلب من تركيا، فذلك سيجر عليها أثماناً إنسانية يصعب دفعها اليوم. لكن إعادة النظر هنا تبدو ملحة، والألم السوري فاض على حسابات الحروب الكثيرة التي يشهدها هذا البلد. فأردوغان مثله مثل قاسم سليماني ومثل بشار الأسد تحول راقصاً على دماء السوريين، والرابطة المذهبية جرت على أصحابها ما لا يمكن ضبطه من مآس ليس مصير حلب صورتها الوحيدة.
ثمة حدث هائل في سورية اليوم، وليست عفرين مسرحه الوحيد. عودة أميركية وانعطافة تركية وتحفز روسي، وفي موازاة ذلك لا يبدو أن هناك أثراً لصوت سوري يعلن أنه معني بما يجري. النظام هو الحلقة الأضعف في تحالف موسكو وطهران، والمعارضة عاجزة عن إعلان موقف من فصائل سورية ذاهبة إلى قتال سوريين آخرين إلى جانب جيش غير سوري.
سيتكشف «النصر» التركي في عفرين عن مزيدٍ من الهزائم التي أصابت وتصيب السوريين. سيتعزز موقع موسكو وطهران، وستزيد فرص بشار الأسد في النجاة والاستمرار رئيساً. الذاهبون إلى القتال في عفرين إلى جانب رجب طيب أردوغان، ذاهبون إلى حرب إدامة سلطة النظام الذي قتل السوريين. ألا يتطلب ذلك تضحية مهما كانت أثمانها، موقفاً أخلاقياً على الأقل، صرخة في وجه الشريك القديم الجديد للطاغية؟
المصدر: صحيفة الحياة
حازم الامين
↧
↧
ألمانيا تحذر من مخاطر “لا يمكن توقعها” إثر معركة عفرين
أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن قلقه لما يحصل في شمال سورية، بسبب العملية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية. كما حذر من "مخاطر لا يمكن توقعها "بسبب المواجهة، مضيفاً "ننظر بقلق إلى شمال سورية".
أضاف الوزير أن "الجانبان كلاهما، اللذان يقاتلان بعضهما البعض الآن، كانا قد بذلاً جهوداً كبيرة في الحرب على إرهاب ‹داعش› وقدما خلال ذلك تضحيات كبيرة".
كما رأى غابرييل أنه بعد النجاح الذي تحقق في محاربة تنظيم ‹داعش›، فإن سورية تحتاج إلى خطوات أخرى على طريق الاستقرار والسلام و"المواجهات العسكرية الجديدة هي آخر ما تحتاجه سورية"، لافتاً إلى أن الناس هناك عانوا بما فيه الكفاية.
وأضاف غابرييل أن جهود جميعها يجب في النهاية أن تستهدف تحقيق تقدم على الصعيد السياسي، منوهاً إلى أن هذا الأمر سيكون على رأس أجندة الجولة التالية من محادثات سورية التي ستنعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين في فيينا.
هذا وقالت وحدات حماية الشعب، إن الجيش التركي وفصائل درع الفرات التابعة له مستمرين في القصف العشوائي على مدينة عفرين وريفها لليوم الثاني على التوالي.
↧
بدء التوغل التركي البري في عفرين بدعم من « الحر !!! »
مع بدء دخول قوات من الجيش التركي وفصائل من «الجيش السوري الحر» موالية لتركيا، أمس، محيط مدينة عفرين في إطار عملية «غصن الزيتون» العسكرية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن «القوات المشاركة في العملية ستسحق مقاتلي وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة، وستنهي العملية خلال وقت قريب، وستقوم بملاحقتهم أينما ذهبوا»، في حين قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم: إن العملية ستنفذ على 4 مراحل، وتستهدف إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، محذرا من تقديم أي دعم للميليشيات الكردية. وتمت السيطرة أمس على 3 قرى والتقدم 5 كيلومترات... وتعهد إردوغان بانتهائها في أسرع وقت.
واتهم إردوغان، في خطاب أمام تجمع نسائي حاشد لفروع المرأة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة بورصة شمال غربي البلاد، بعض حلفاء تركيا (في إشارة إلى واشنطن) بتزويد وحدات حماية الشعب بألفي طائرة و5 آلاف شاحنة محملة بأسلحة، قائلاً: «يجب ألا تعولوا على دعم واشنطن حتى تتغلبوا على تركيا... بإذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جداً».
كما حذر الرئيس التركي أكبر الأحزاب المؤيدة للقضية الكردية في تركيا (حزب الشعوب الديمقراطي) من أي محاولة لتنظيم مظاهرات معارضة للهجوم، قائلاً: «دعوني أؤكد لكم، أنتم مراقبون لحظة بلحظة... أياً كانت الساحة التي ستتجمعون فيها فستداهمكم قواتنا الأمنية… حذار، إذا استجاب البعض لهذه النداءات للتظاهر وارتكبوا خطأ الخروج إلى الشارع فسيدفعون الثمن باهظاً».
وفي وقت سابق، صباح أمس، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن عملية «غصن الزيتون» في عفرين ستجرى على 4 مراحل، وتستهدف إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وقال يلدريم، في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام التركية في لقاء على مائدة إفطار، أمس في إسطنبول: إن العمليات البرية لـ«غصن الزيتون»: «بدأت عند الساعة 11:05 بالتوقيت المحلي (8:05 غرينتش)»، وإن القوات التركية عبرت الحدود من ولاية كيليس نحو منطقة عفرين السورية، في ثاني أيام العملية العسكرية».
ميدانياً، دخلت قوات برية تابعة للقوات المسلحة التركية معززة بقوات من «الجيش السوري الحر» إلى مناطق يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي في عفرين شمال غربي سوريا، أمس، وقالت مصادر تركية: إن القوات توغلت إلى عمق 5 كيلومترات، وباشرت التقدم في المنطقة، واستولت على 3 قرى في محيط عفرين.
وسبق ذلك إعلان رئاسة هيئة أركان الجيش التركي بدء العملية العسكرية البرية في عفرين، في إطار عملية «غصن الزيتون»، وقالت في بيان: إن عملية «غصن الزيتون» التي انطلقت أول من أمس (السبت)، مستمرة حسب الخطة المرسومة لها. وأضاف البيان: إن «غصن الزيتون» تستهدف فقط «الإرهابيين» ومخابئهم، ومواقعهم، وأسلحتهم، وعرباتهم ومعداتهم، ويتم إبداء الحساسية اللازمة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين والأشخاص الأبرياء.
في الوقت نفسه، واصل الجيش التركي طوال الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس، إرسال تعزيزات جديدة لقواته العاملة على الحدود مع سوريا. وتحركت الوحدات العسكرية والمعدات القتالية من مناطق الريحانية وكريك خان، باتجاه النقاط الحدودية مع سوريا.
تدمير 153 هدفاً
وخلال ساعات الليل، استهدفت المدفعية التركية نقاطاً عسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، كما قصفت مقاتلات تركية، أمس، مواقع جديدة وشوهدت أعمدة الدخان المتصاعدة من عفرين من داخل الأراضي التركية، وسُمع أيضاً دوي انفجارات كبيرة نتيجة استهداف المقاتلات التركية لمواقع الوحدات الكردية في عفرين.
وقالت رئاسة أركان الجيش التركي في بيان ثان: إن «72 طائرة تابعة لسلاح الجو شاركت في انطلاق عملية (غصن الزيتون) ضد التنظيمات الإرهابية في عفرين مساء أول من أمس (السبت)، وتمكنت من تدمير 108 أهداف في 7 مناطق بعفرين، وإن جميع الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام». وذكر بيان صادر لرئاسة الأركان مساء أمس (الأحد) أن المقاتلات التركية دمرت أيضاً 45 هدفاً عسكرياً لوحدات حماية الشعب الكردية ليرتفع عدد الأهداف التي تم تدميرها إلى 153 هدفاً.
وواصلت المقاتلات التركية تحركاتها المكثفة في قاعدة إنجيرليك بولاية أضنة جنوبي البلاد، ضمن إطار عملية «غصن الزيتون»، حيث أقلع منها عدد من الطائرات، في حين يواصل عدد آخر الانتظار على أهبة الاستعداد. كما تستمر حركة قدوم ومغادرة طائرات الشحن العسكرية إلى مطار إنجيرليك.
في المقابل، أصيب شخص بجروح طفيفة، فجر أمس، جراء سقوط 4 قذائف صاروخية من الأراضي السورية على مدينة كليس جنوب تركيا. وقال والي كليس، محمد تكين أرسلان: إن القذائف سقطت على المدينة عند الساعة 01.40 بالتوقيت المحلي، وإن قذيفتين أصابتا منزلاً في حين أصابت قذيفة ثالثة محلاً تجارياً، وسقطت الرابعة في أرض خالية.
وأشار إلى أن شخصاً أصيب بجروح طفيفة جراء شظايا زجاج أصابت وجهه، نقل على إثرها إلى مستشفى المدينة. ولفت إلى أن قوات الأمن التركية ردت بالمثل على مصادر إطلاق القذائف في إطار قواعد الاشتباك. كما ذكرت تقارير إعلامية أن 4 قذائف أخرى سقطت على بلدة الريحانية في هطاي.
وتواصل المدفعية التركية، قصفها المكثف على مواقع وأهداف عسكرية في عفرين، في حين قالت رئاسة الأركان التركية: إن وحدات حماية الشعب الكردية تستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
وقصفت المدفعية التركية المتمركزة في بلدات الريحانية وكريك خان وهصا في هطاي (غرب عفرين)، مواقع وأهداف الوحدات الكردية رداً على استهداف نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا. كما تقصف الوحدات العسكرية التركية المنتشرة في منطقة درع الفرات (شرق عفرين) الأهداف العسكرية للوحدات الكردية رداً على هجماتها. وأغلقت الوحدات الكردية المستشفى الميداني في عفرين، وبدأت نقل الجرحى للعلاج في مستشفيات مدنية. وأكد رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار، أن عملية «غصن الزيتون» تستهدف الإرهابيين فقط، وأن الجيش التركي يولي أعلى درجات الاهتمام بتجنب المدنيين.
اتصال تركي - إيراني
وأجرى أكار، أمس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني اللواء محمد باقري حول عملية عفرين وتطوراتها. وذكر بيان لرئاسة الأركان، أن أكار أجرى اتصالاً هاتفياً مع باقري، تبادلا خلاله وجهات النظر حول القضايا الأمنية في سوريا، والتعاون في مجال مكافحة المنظمات الإرهابية.
في السياق ذاته، نقلت وكالة «الأناضول» عن مسؤول حلف شمال الأطلسي «ناتو»، لم تذكر اسمه، تأكيده دعم الحلف لتركيا في عملية «غصن الزيتون». وقال المسؤول: إن تركيا تقع في منطقة تسودها الفوضى، وإنها تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الإرهاب، وشدد في هذا الإطار على أن «جميع الدول تتمتع بحق الدفاع عن النفس، لكن يجب أن تقوم بذلك بشكل متوازن ومعتدل». وأشار إلى أن تركيا زودت حلفاءها في الناتو بمعلومات حول عملية «غصن الزيتون». ولفت إلى أن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، في حالة اتصال مستمر مع المسؤولين الأتراك، حيث أجرى اتصالاً بالرئيس رجب طيب إردوغان، الثلاثاء الماضي.
في سياق متصل، أكد نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو، أن عملية «غصن الزيتون» في عفرين لا تستهدف وحدة الأراضي السورية، وأن تركيا كانت وما زالت تحرص على وجوب مراعاة وحدة الأراضي السورية. وشدّد جاويش أوغلو، على أن تركيا «لن تسمح أبداً بتشكيل حزام إرهابي قرب حدودها الجنوبية، ولن ترضخ لسياسة الأمر الواقع في هذا الخصوص». وتابع قائلاً: «الهدف الرئيسي من هذه العملية، منع قيام حزام إرهابي قرب حدودنا الجنوبية، وبالتالي حماية حدود الناتو من خطر الإرهاب، وكذلك إنقاذ الأكراد والعرب والتركمان من ممارسات الميليشيات الكردية في تلك المناطق».
أكد وزير الخارجية التركي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، على ضرورة تطهير جميع الأراضي السورية والعراقية والجبال في جنوب شرقي تركيا من التنظيمات الإرهابية. وتواصلت أمس الاتصالات الدبلوماسية من جانب أنقرة بشأن عملية عفرين، وأجرى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أطلعه خلاله على معلومات حول العملية.
وأطلعت وزارة الخارجية التركية أمس سفراء كل من السعودية والأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت على معلومات عن عملية «غصن الزيتون».
وأول من أمس، أطلعت الخارجية التركية، رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، بالإضافة لإيران، على معلومات حول العملية.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
قائد «الوحدات» الكردية سبان حمو : موسكو متواطئة مع أنقرة
قال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن روسيا «خانت وغدرت» بأكراد سوريا لدى سماحها بالعملية التركية في عفرين شمال غربي حلب، لافتا إلى أن دمشق أبلغت «الوحدات» بأن موسكو منعت قوات الحكومة السورية من الرد على الجيش التركي وأنها منعت تقديم الدعم لـ«الوحدات».
وكشف حمو أنه زار موسكو أول من أمس والتقى رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ومسؤولي الاستخبارات العسكرية، بعد محادثات رئيس الأركان التركي خلوصي أكار في العاصمة الروسية لوضع اللمسات الأخيرة على عملية «غصن الزيتون» للجيش التركي وفصائل سورية معارضة في عفرين.
وقال حمو: «إن الجانب الروسي أبلغنا بأنه من حق تركيا الدفاع عن أمن حدودها»، لافتا إلى أن غيراسيموف أبلغه بسحب عسكريين روس من عفرين باتجاه تل رفعت في ريف حلب، وأن «الجيش الروسي لن يتدخل في العملية التركية».
وأضاف: «طلبت غطاء جوياً ومنع تركيا من قصفنا، لكن الروس لم يوافقوا. الآن الوضع سيئ والقصف مستمر ولم يتوقف خلال الـ24 ساعة الماضية».
وبحسب معلومات متطابقة، فإن 3 نقاط كانت محل نقاش معمق بين موسكو وأنقرة حتى اللحظة الأخيرة؛ تتعلق باستعمال الطائرات التركية، وعمق التوغل البري، وهوية المقاتلين الذين سيدخلون إلى عفرين.
وأوضح مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط» موافقة موسكو على استعمال الطيران، وتقدم قواتها لدعم فصائل معارضة في عفرين، مع احتمال إقامة نقاط مراقبة على أطراف المدينة وإقامة «شريط آمن» داخل سوريا.
وقال حمو: «هناك تواطؤ روسي مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا»، لافتا إلى أنه لاحظ خلال محادثاته في موسكو أول من أمس اختلاف الموقف الروسي عن زياراته السابقة؛ إذ إن «الروس باتوا يتحدثون عن فصائل معتدلة في المعارضة السورية، وعن حق تركيا في تأمين حدودها.
كما طرحوا موضوع حزب العمال الكردستاني وحق تركيا في قتاله، فقلنا لهم إنه ليس هناك وجود لمقاتلين من حزب العمال الكردستاني بيننا. كما تساءلنا: ماذا كان يفعل الروس خلال وجودهم الطويل في عفرين؟». وتابع أن المسؤولين الروس «غيروا مواقفهم بين ليلة وضحاها، وصاروا يتحدثون عن قرار (الرئيس فلاديمير) بوتين»، لافتا إلى أنه عاد من موسكو بـ«قناعة بأن روسيا جزء من المؤامرة ضدنا».
وكانت موسكو أعربت مرات عدة عن دعم «فيدرالية الشمال» السوري، كما ضغطت على دمشق للحوار مع الإدارات الذاتية الكردية شمال سوريا.
ونصت مسودة روسية للدستور السوري على حقوق الأكراد والإدارات المحلية، إضافة إلى رغبة موسكو في مشاركة «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الذراع السياسية لـ«الوحدات»، في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي نهاية الشهر، الأمر الذي اعترضت عليه أنقرة.
وكان لافتا أن «وحدات حماية الشعب» الكردية أصدرت بيانا ضد روسيا، قالت فيه: «نحن نعلم جيدا بأنه لولا موافقة روسيا على هذه الهجمات الجوية (التركية)، لما أقدمت الطائرات الحربية على قصف عفرين، ولما أمكن لهذه القوات التركية أن تتجرأ على تنفيذ هذه الهجمات. نؤكد هنا أن روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمل تركيا لهذه المسؤولية. لهذا نرى أن روسيا ستكون مسؤولة عن كل المجازر التي سترتكب في مقاطعة عفرين».
وقال حمو إن قياديين في «الوحدات» تواصلوا مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في دمشق: «وتبلغنا بأنهم يريدون صد تركيا، وهم أصدروا بيانات، لكن قالوا لنا إن روسيا تمنعهم من ذلك».
وأشار إلى عبور عشرات المقاتلين والمعدات من منبج شمال شرقي حلب إلى عفرين لـ«دعم المقاتلين والمقاومة» بعد المرور بمناطق سيطرة النظام. وزاد: «لا داعي لوساطة روسية واللقاء في قاعدة حميميم الروسية، هناك تواصل مع دمشق، لكن موسكو متفاهمة مع أنقرة وتمنع القيادة السورية من الرد على العدوان التركي».
ولاحظ مراقبون تزامن الهجوم التركي على عفرين مع سيطرة قوات النظام وحلفائها من فصائل تدعمها إيران على مطار أبو الضهور العسكري في إدلب، ومع لقاءات تركية - روسية - إيرانية للاتفاق على قائمة المدعوين إلى «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال قيادي كردي أمس: «يبدو أن هناك تفاهمات كبرى تتعلق بصفقات استراتيجية لها علاقة بالغاز والسلاح».
من جهته، أشار حمو إلى أن هدف تركيا هو التقدم إلى عفرين و«ضمها إلى تركيا ثم السيطرة على حلب بعد أعزاز والباب وعفرين». واستبعد تقدم فصائل تدعمها تركيا إلى مدينة منبج التي تقيم فيها أميركا قاعدة عسكرية صغيرة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية.
وأوضح: «هناك نقطة روسية في منطقة عريما جنوب منبج، قد يسمح الروس لتركيا بالوصول إليها». وأشار إلى أن التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا، قال إن منطقة عفرين ليست ضمن نطاق عملياته العسكرية.
وزاد: «هذا موقف أميركي قديم. قالوا لنا إن عفرين تحت النفوذ الروسي».
وأقامت أميركا قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، إضافة إلى 5 قواعد عسكرية رئيسية و6 متنقلة شرق نهر الفرات وقاعدة مطار الطبقة غرب النهر لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي بدأت بتخريج «حرس حدود» تدربوا في معسكرات أميركية للانتشار قرب حدود العراق وتركيا ونهر الفرات في مواجهة قوات دمشق.
ويُعتقد أن قرار واشنطن بتدريب «حرس الحدود» ساهم في تسريع التدخل التركي في عفرين، وتضييق الفجوة بين أنقرة من جهة وموسكو وطهران داعميْ دمشق من جهة ثانية.
وأعربت أنقرة عن عدم الثقة في تطمينات أميركية خصوصاً مع زيادة الدعم لـ«فيدرالية الشمال» التي شهدت انتخابات وتأسيس إدارات محلية، إضافة إلى حديث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن وجود طويل الأمد شرق الفرات لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» وإعمار الرقة ومنع ظهور «داعش». ويعتقد أن أنقرة ترمي حالياً إلى تفكيك إقليم عفرين على حدودها.
وقال حمو أمس: «لدينا مقاتلون للدفاع عن عفرين، لكننا قلقون على المدنيين»، مشيرا إلى وصول تعزيزات من «الوحدات» من منبج إلى عفرين. وزاد: «سنقاوم، والمقاومة موضوع حتمي».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
فرنسا تدعو مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ حول سوريا
بادرت فرنسا، أمس، إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى عقد «جلسة طارئة» للنظر في التطورات الحاصلة في سوريا بعد أقل من يومين على انطلاق العملية العسكرية التركية «غصن الزيتون» الرامية، وفق أنقرة، إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين المحاذية للحدود التركية. وحرصت وزارة الخارجية الفرنسية، في البيان الذي أصدرته بعد ظهر أمس، إلى «تعميم» الغرض من الاجتماع الذي تطلبه للنظر في مجمل الوضع السوري وليس «تخصيصه» بالعملية التركية.
وجاءت الدعوة الفرنسية جزءاً من التحرك الدبلوماسي الذي سارعت باريس إلى إطلاقه وعياً منها للخطورة المتمثلة في العملية التركية ولما يمكن أن يستتبعها من تطورات ونتائج. ولذا؛ فإن وزير الخارجية جان إيف لودريان، سارع أمس إلى الاتصال بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو للتشاور معه وللتعرف منه على حقيقة الأهداف التركية. وبحسب البيان الذي أصدرته الخارجية الفرنسية عقب الاتصال الهاتفي، فإن باريس «الحريصة على أمن تركيا وأراضيها وحدودها» تدعو، رغم ذلك، السلطات في أنقرة، إلى التحلي بـ«ضبط النفس» في تحركاتها، والنظر للأوضاع الصعبة التي تعيشها سوريا، خصوصاً الأوضاع الإنسانية المتدهورة. في هذا السياق، فإن باريس «تشدد على الحاجة إلى أن يحترم كافة الفرقاء، القانون الإنساني» الخاص بتجنب استهداف المدنيين. كذلك، تشدد باريس على «الأهمية الرئيسية» المتمثلة باستكمال مهمة التحالف الدولي الذي تنتمي إليه تركيا للقضاء على تنظيم داعش وعلى الحاجة ميدانياً، لتوفير «الشروط الضرورية» من أجل استقرار الوضع في سوريا والوصول إلى حل سياسي دائم كفيل «وحده» بضمان أمن السوريين «وأمن جيران سوريا». وتدعو باريس القوى الضامنة لاتفاقيات آستانة الخاصة بمناطق «خفض التصعيد» الأربع إلى فرض احترامها.
بيد أن النظر في التصريحات الفرنسية، يبرز بعض التباين بين ما تقوله وزارة الخارجية وما جاء على لسان وزيرة الدفاع، في تصريحاتها أمس للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي. فمقابل «ضبط النفس» الذي تدعو إليه الخارجية، دعت وزيرة الدفاع إلى «وضع حد» للعمليات العسكرية «في إدلب أو في أي مكان آخر». وبحسب فلورنس بارلي، فإن الأولية «يجب أن تكون لمحاربة (داعش)»؛ ولأن العمليات العسكرية في عفرين «من شأنها أن تحرف القوات الكردية عن محاربة (داعش)»، خصوصاً أن هذه القوات التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» «منخرطة في إطار التحالف الدولي الذي تنتمي إليه فرنسا في هذه المعركة الرئيسية».
رغم «الاعتدال» الفرنسي في الحكم على ما تقوم به تركيا، فإن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو رد على باريس، خلال زيارة قام بها أمس إلى العراق، بقوله إنه «يتوقع» من فرنسا أن تساند العملية التركية. وبحسب الوزير التركي، كما نقلت عنه «رويترز»، فإن كل من يعارض العملية العسكرية التركية في عفرين يقف إلى جانب الإرهابيين، ويجب أن يعامل على هذا الأساس.
لم يعرف حتى أمس ما إذا كان الوزير التركي سيحضر إلى باريس للمشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه فرنسا على المستوى الوزاري بعد غد (الثلاثاء)، والذي سيخصص لاستخدامات السلاح الكيماوي وكيفية وضع حد للتهرب من المساءلة الدولية. لكن الواضح أن فرنسا التي امتنعت عن «إدانة» العملية التركية أو على الأقل «الإعراب عن الأسف» لحصولها، تسعى لموقف «وسطي» رغبة منها في تجنب «إغاظة» أنقرة التي تحتاج إليها في ملف محاربة الإرهاب والتعامل مع النشطاء الفرنسيين الراديكاليين الذين حاربوا إلى جانب «داعش» والنصرة والساعين للعودة إلى الأراضي الفرنسية. فضلاً عن ذلك، فإن باريس تعول على أنقرة في توفير الدعم للمعارضة السورية، باعتبار أنها الطرف الوحيد الذي يمكن التعويل عليه لتوفير هذا الدعم في محفلي آستانة وسوتشي اللذين غيبت باريس، كما الأطراف الأخرى، عنهما. وجدير بالتذكير، أن فرنسا، على لسان رئيسها، إيمانويل ماكرون، أعربت عن تشاؤمها لما يمكن أن يصدر عن الاجتماع المقرر نهاية الشهر الحالي في المنتجع الروسي، مشددة على التمسك بالمسار الأممي، أي باجتماعات جنيف التي ستلتئم في فيينا في نسختها التاسعة يومي 25 و26 الحالي. وسبق لماكرون أن تشاور مطولاً مع نظيره التركي الطيب رجب إردوغان عندما جاء الأخير إلى باريس في الخامس من الشهر الحالي. وبهذه المناسبة، اتفق الطرفان على التحضير لدعوة «النواة الصلبة» الداعمة للمعارضة السورية لاجتماع في تركيا الشهر المقبل. لكن يبدو بوضوح، أن الخلاف التركي ــ الأميركي والتطورات الحاصلة ميدانياً أكان في إدلب أو عفرين، من شأنها أن «تتجاوز» الخطط الفرنسية ــ التركية، خصوصاً أن عشرات الاجتماعات في السنوات السابقة لهذه المجموعة بقيت من غير تأثير فعلي على مسار الحرب في سوريا.
وفي أي حال، فإن باريس ساعية للعودة إلى الملف السوري من خلال اجتماع الثلاثاء الذي وجهت الدعوة لحضوره لنحو ثلاثين بلداً ومنظمة. لكن البرنامج الذي وزعته الخارجية الفرنسية يبين أن الأهداف منه «متواضعة» وتنحصر بجمع الدلائل على استخدام السلاح الكيماوي من أجل استخدامها لاحقاً في محاكمة المسؤولين عنه «عندما يكون التوقيت السياسي ملائماً».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
نصر الحريري في موسكو اليوم للإستفسار عن {سوتشي}
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن وفدا من «الهيئة» برئاسة الحريري سيبدأ اليوم زيارة إلى موسكو، لإجراء محادثات مع مسؤولين روس، بينهم وزيرا الخارجية والدفاع، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، إضافة إلى مسؤولي الملف السوري.
وأوضحت المصادر أن الوفد سيطرح عدداً من الأسئلة على الجانب الروسي، في شأن مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي نهاية الشهر، بينها الأطراف المدعوة وجدول الأعمال ومخرجات المؤتمر.
وأعربت فصائل مسلحة عن رفضها المشاركة في سوتشي؛ لكن «الهيئة» لم تصدر بياناً رسمياً بعد في انتظار وصول دعوة رسمية من موسكو، لبحث اتخاذ قرار رسمي من المؤتمر.
وكانت «الهيئة» قد أعلنت مشاركتها في مفاوضات السلام المقررة يومي 25 و26 الشهر الجاري في فيينا، لبحث جدول أعمال المفاوضات المتعلقة بالإصلاح الدستوري والانتخابات والانتقال السياسي، بموجب القرار 2254. إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، وفد «الهيئة التفاوضية للمعارضة» السورية برئاسة نصر الحريري.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الجبير بحث مع الوفد «المستجدات على الساحة السورية، وسبل تحقيق تطلعات الشعب السوري».
حضر الاجتماع، نائب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية، السفير جمال عقيل، ومدير عام الإدارة العامة للدول العربية، سعيد عثمان سويعد.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
كمبردج : سبل جديدة للتعامل مع الصداع النصفي
اليوم، أصبح أمام من يعانون آلام الصداع النصفي، أو الشقيقة، خيارات أكثر عن أي وقت مضى للتخفيف من حدة الألم أو حتى تفادي نوبات الصداع النصفي من الأساس.
إذا كنت تعرضت يوماً لصداع نصفي، فإنك تعي جيداً أنه ليس بصداع عادي، ذلك أنه لا يسبب ألما خافقا عادة في أحد جانبي الرأس فحسب، وإنما قد يسبب كذلك تغييرات في الرؤية، وحساسية تجاه الضوء وشعور بالغثيان. وفي الواقع، إنه نمط من الصراع يجعلك ترغب في الانسحاب إلى غرفة مظلمة هادئة والبقاء فيها حتى يرحل الألم.
ويمكن للتعافي من الصداع النصفي أن يستغرق وقتاً، ذلك أن آلامه قد تستمر لساعات أو ربما أياما. ويعاني من الصداع النصفي ما يقدر بـ28 مليون امرأة داخل الولايات المتحدة، تبعاً لتقديرات «المؤسسة الأميركية للصداع النصفي».
من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الصداع النصفي يأتي ضمن أكبر 10 ظروف معوقة، ذلك أن آلام الصداع النصفي تتسبب في إهدار أيام عمل وإنتاجية، وتكاليف مرتفعة على صعيد الرعاية الصحية، بجانب بالطبع تكاليف أخرى غير مادية على رأسها عدم قضاء وقت ممتع مع النفس والأسرة والأصدقاء.
ومع هذا، ومقارنة بسنوات ماضية، ثمة خيارات أكثر اليوم عن أي وقت مضى لعلاج هذا الصداع.
-- الصداع النصفي
- هل يمثل الصداع مشكلة؟ شرحت د. إليزابيث لودر، بروفسورة علم الأعصاب بكلية الطب التابعة لجامعة هارفارد ورئيسة قسم الصداع النصفي والألم داخل قسم علم الأعصاب بمستشفى «بريغهام آند ويمينز فولكنر هوسبيتال»، أنه: لا يسعى الكثير من السيدات اللائي يعانين من صداع نصفي على نحو منتظم إلى تلقي العلاج. وربما يأتي ذلك من شعورهن بأنه يتعين عليهن فحسب التكيف مع الأمر أو أن الأمر لا يستلزم علاجاً لأنهن لا يعانين منه يومياً. وكثير من السيدات يقولن لي: «آسفة، أعلم أن هناك الكثير من الناس أسوأ حالاً عني بكثير».
ومع هذا، فإنه إذا كان الصداع النصفي يؤثر بالسلب على حياتك، ويدفعك للتغيب عن عملك أو يحول دون استمتاعك بالحياة، فإن الأمر يستحق بالتأكيد محاولة إيجاد علاج له.
- هل هذا صداع نصفي حقاً؟ تتمثل الخطوة الأولى نحو علاج الصداع النصفي، في التشخيص. ويعتمد الأطباء على معايير للتشخيص مقبولة على نطاق واسع للتمييز بين الصداع النصفي وأنماط أخرى من الصداع. ومن أجل تشخيص صداع ما باعتباره نصفيا على وجه التحديد، يجب أن تستمر آلام الصداع ما بين 4 و72 ساعة. وعادة ما تتركز الآلام في جانب واحد من الرأس. وغالباً ما يكون الألم خافقاً أو وثاباً، مع شعور بالألم المتفاوت في حدته بين المعتدل والحاد يتفاقم مع المجهود البدني.
وأوضحت الدكتورة لودر أنه: «يجب أن يتعرض شخص ما لخمس هجمات تتوافق مع غالبية أو جميع هذه المعايير كي يجري تشخيصه بأنه يعاني من صداع نصفي». وإذا ما اشتبه الطبيب المعالج لك أنك تعانين من صداع نصفي، فإن العلاج سيعتمد على معدل تكرار حدوث الأعراض.
في بعض الحالات، تؤدي تغييرات في الهرمونات إلى حدوث صداع. وتعاني بعض السيدات من صداع بالتزامن مع التقلبات الشهرية في الهرمونات أو التحولات في الهرمونات التي تصاحب عملية انقطاع الحيض.
وتقول الدكتورة لودر إن: «ثمة تقدما جرى إحرازه على صعيد علاج الصداع النصفي، وإن كان ليس بالمعدل الذي كنا نأمله». ومع هذا، تظل الحقيقة أنه أصبح هناك اليوم خيارات متنوعة لمواجهة الصداع النصفي. وبوجه عام، تنتمي العلاجات المتاحة إلى فئتين: علاجات تتعامل مع الصداع عندما يصاب به المرء، وأخرى تحاول منع وقوع الصداع النصفي من الأساس.
-- تخفيف الألم
العقاقير. إذا كنت تعاني من الصداع النصفي من حين لآخر فحسب، فإن العقاقير التي تباع دون وصفة من الطبيب مثل الأسبرين، مع أو دون كافيين، ربما تشكل سبيلاً جيداً لتخفيف الألم. إلا أنه ينبغي الحذر من الصداع الارتدادي الذي قد ينشأ عن الإفراط في الاعتماد على العقاقير المخففة للألم.
أما إذا كان الصداع الذي تعانيه أكثر تكراراً أو حاد الألم، فإنك ربما ترغب في استشارة طبيب بخصوص إتباع توجه وقائي، مع وصف عقار لمعالجة الهجمات الفردية.
تجدر الإشارة إلى أنه عادة ما يجري وصف عقاقير تنتمي لفئة تعرف باسم «تريبتان» triptans لعلاج الهجمات الفردية. وتتوافر عقاقير التريبتان في صورة حبوب أو بخاخات في الأنف أو حقن، وتعمل من خلال تحفيز المخ على إنتاج «سيروتونين»، وهو موصل عصبي يعمل داخل المخ. ويساعد السيروتونين في الحد من الالتهابات ويقبض الأوعية الدموية في المخ، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالراحة من الألم، تبعاً لما شرحته «المؤسسة الوطنية للصداع». ويشعر معظم الأشخاص براحة من الألم في غضون ساعتين من تناول هذا العقار، بينما قد يحتاج آخرون إلى جرعة أخرى.
من ناحيتها، قالت الدكتورة لودر: «اتسمت عقاقير التريبتان في العادة بارتفاع تكلفتها بشدة، لكن توافر نسخ عامة (جنيسة) أسهم في خفض الأسعار. وتقدم هذه العقاقير نتيجة جيدة للغاية فيما يتراوح بين 70 في المائة و80 في المائة من الحالات».
ومع هذا، ربما يعجز البعض عن تناول عقاقير التريبتان بسبب أعراضها الجانبية إذا كانوا يعانون ظروفاً صحية بعينها، مثل أمراض القلب. وبإمكان التريبتان التأثير على تدفق الدماء ليس فقط المتجهة إلى الرأس، وإنما كذلك القلب، الأمر الذي يحمل مخاطر بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراضا في الشريان التاجي.
-- علاجات مصممة للوقاية
تتضمن الفئة الثانية من علاجات الصداع النصفي، علاجات مصممة للوقاية وتتضمن أقراص وحقن وإجراء تغييرات في أنماط السلوك.
ويجري توجيه هذا النمط من العلاج بصورة أساسية لمن يعانون من الصداع النصفي على نحو مزمن أو متكرر. وقد أضيفت بعض الخيارات الحديثة نسبياً إلى هذه الفئة في السنوات الأخيرة، منها:
- حقن سم البوتيولينيوم - أحد العلاجات التي أجيزت عام 2010 للأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي مزمن. يعرف سم البوتيولينيوم باسم تجاري «بوتوكس» Botox والذي يستخدم كعلاج تجميلي للتخلص من التجاعيد. ومن المعتقد أن حقن هذا العقار في فروة الرأس والرقبة يعوق نقل الألم، ونجح بشكل مؤكد في منع الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. ومن أجل تفعيل هذا التوجه، ستحتاج إلى الحصول على علاجات متعددة على امتداد فترة من الوقت. وفي العادة، تستمر فترة العلاج الواحدة ما بين 10 و12 أسبوعاً.
- عقاقير يجري تناولها عن طريق الفم عام 2018. من المتوقع أن تستقبل الأسواق فئة جديدة من العقاقير تعرف باسم الأجسام المضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين anti - CGRP antibodies.
وتقاوم هذه الأجسام تأثير الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين calcitonin gene - related peptide (CGRP)، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم في الطبيعي تؤدي من بين أمور أخرى إلى تمدد الأوعية الدموية. وقد جرى الاعتماد على علاجات مشابهة بالأجسام المضادة لعلاج اضطرابات روماتيزمية أو أمراض عصبية، مثل التصلب المتعدد. وقد أظهرت هذه الأجسام المضادة الجديدة بعض الفاعلية في الحيلولة دون وقوع الصداع النصفي.
ورغم أن هذه العقاقير لم تبد فاعلية أكبر عن العقاقير الحالية، فإنها ربما تمنح السيدات اللائي لم يستجبن بصورة جيدة للعقاقير المتاحة الآن خياراً جديداً لتجريبه، وربما تتسم بقدر أقل من الأعراض الجانبية عن علاجات أخرى. ومع ذلك، فإنه حتى هذه اللحظة لم يتم تحديد سلامة هذا العلاج على المدى الطويل.
ومن المعتقد أنه بمرور الوقت ستزداد الخيارات العلاجية المتاحة للصداع النصفي. وفي تلك الأثناء، إذا كنت تعاني من صداع نصفي، عليك استشارة الطبيب والانتباه لحقيقة أن الطبيب المعالج ربما يحتاج لتجريب تنويعات مختلفة من العقاقير للوصول إلى التوجه الملائم لاحتياجاتك.
-- هل يمكن تغيير أسلوب الحياة للوقاية من الصداع النصفي؟
من الممكن عبر إجراء بعض التغييرات على أسلوب الحياة الحد من معدل التعرض للصداع النصفي لدى بعض الأفراد. في هذا الصدد، قالت الدكتورة لودر: «بمقدور الأفراد أنفسهم تحديد الأشياء التي تزيد احتمالية تعرضهم للصداع النصفي».
بالنسبة لبعض الأفراد، يتسبب نقص الكافيين أو تناول الكحوليات في تحفيز الصداع النصفي. وفي الوقت الذي يعتقد بعض الأطباء وجود محفزات للصداع النصفي في صورة بعض الأطعمة، فإنه لا تتوافر بيانات موثوق بها تدعم هذه الفكرة.
وبجانب تحديد محفزات الصداع النصفي، بمقدورك كذلك تقليص احتمالية التعرض لصداع نصفي من خلال تناول الوجبات بانتظام واتباع عادات صحية جيدة مثل الحصول على قسط وافر من النوم وتجنب الضغط العصبي.
- الصداع النصفي المصاحب بالهالة... مخاوف وأخطار
- الملاحظ أن ما يتراوح بين 15 في المائة و30 في المائة ممن يعانون من الصداع النصفي يتعرضون لهالة aura قبل أن يبدأ ألم الصداع. ويشير مصطلح «الهالة» إلى ظاهرة عصبية عبارة عن اضطراب بصري مثل وميض أو ضوء مبهر أو تشويش أو حتى فقدان جزئي للبصر.
وربطت أبحاث بين هذا النمط من الصداع النصفي وبين عيب خلقي محدد بالقلب يطلق عليه «عيب الحاجز الأذيني» patent foramen ovale PFO. ويتمثل هذا العيب في وجود ثقب في الأنسجة الفاصلة بين الأذين الأيمن والأيسر من القلب. ويعتبر هذا الثقب أمراً طبيعياً في الأجنة، لكنه في الظروف الطبيعية يغلق نفسه عند الولادة. ومع هذا، فإنه يظل مفتوحاً لدى بعض الأشخاص. وتبعاً لما أعلنته «الجمعية الأميركية للصداع»، فإن قرابة ما يتراوح بين 40 في المائة و60 في المائة من الأفراد الذين يعانون من صداع نصفي مصحوب بهالة، يعانون كذلك من عيب الحاجز الأذيني. ومع هذا، فإنه من غير الواضح حتى هذه اللحظة، ما إذا كان عيب الحاجز الأذيني يسبب الصداع النصفي أم أن الأفراد الذين يعانون هذا النمط من الصداع يعتبرون لسبب ما آخر أكثر احتمالاً لأن يعانوا من الحالتين معاً.
وأوضحت الدكتورة لودر أنه حال وجود هذا العيب الخلقي في القلب، فأنت لست في حاجة بالضرورة إلى فعل أي شيء لإصلاحه، لأن التجارب السريرية أظهرت أن محاولات الإصلاح الجراحي لا توفر أي مميزات فيما يخص الصداع النصفي.
ومع هذا، يبقى من المهم بالنسبة للنساء اللائي يعانين من هذا النمط من الصداع الانتباه إلى أن باحثين خلصوا إلى أن الأفراد الذين يعانون صداعا نصفيا تصاحبه الهالة يواجهون مخاطر أعلى كثيراً لأن يصابوا بسكتة دماغية. وعليه، فإنه يتعين على النساء اللائي يعانين هذا النمط من الصداع النصفي الحذر إزاء تناول حبوب منع الحمل التي تحوي الإستروجين أو تلقي علاج إستروجين بعد انقطاع الحيض، لأن كلاهما يزيد مخاطرة التعرض لسكتة دماغية، حسبما نوهت الدكتورة لودر.
كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».
↧
لافروف: تصرفات أميركا بسوريا إما إما “استفزاز متعمد”أو دليل على عدم فهم واشنطن للوضع هناك.
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، الاثنين، إن التصرفات الأميركية في سوريا إما "استفزاز متعمد" أو دليل على عدم فهم واشنطن للوضع هناك.
وحثت الولايات المتحدة، الأحد، تركيا على "ممارسة ضبط النفس"والحد من عملياتها العسكرية في شمال غرب سوريا، حيث تهاجم قوات تركية مقاتلين أكراد تدعمهم واشنطن بهدف إبعادهم عن الحدود.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت "نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة في أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
كما دعت فرنسا لعقد جلسة في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لمناقشة التطورات التي تشهدها عفرين.
↧
↧
وزير الخارجية الفرنسي : روسيا لن تستطيع حل الأزمة السورية بمفردها
نبه وزير الخارجية الفرنسي إلى أن الروس لن يكونوا قادرين "بمفردهم على حل" الأزمة السورية لأنهم "لا يملكون الوسائل" لإعادة إعمار هذا البلد.
وقال جان إيف لودريان لصحيفة لو فيغارو الفرنسية إن "الروس لا يستطيعون حل الأزمة بمفردهم. ينبغي إعادة إعمار سوريا يوما ما ووسائلهم لن تكفي لتحقيق ذلك" في إشارة ضمنية إلى أنهم سيحتاجون إلى الدول الغربية.
وأضاف "في انتظار ذلك، لن يشارك الأوروبيون في إرساء الاستقرار وإعادة الإعمار سوى في المناطق التي يسودها حكم مقبول على صعيد الحقوق الأساسية"، في إشارة إلى المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد.
وقدر البنك الدولي كلفة خسائر الحرب في سوريا بـ226 مليار دولار، ملاحظا في تموز/يوليو 2017 أن النزاع تسبب بـ"تمزيق النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد" إضافة إلى تدمير البنى التحتية.
وتستعد موسكو لاستضافة مؤتمر حوار وطني بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في 30 كانون الثاني/يناير في مدينة سوتشي (جنوب غرب).
وعلق لودريان "لن يكون هناك سلام دائم ولا عادل (في سوريا) من دون مشاركة الولايات المتحدة وأوروبا ودول المنطقة".
↧
ترجيحات بمباركة روسية للعملية العسكرية التركية في عفرين
منذ بدء العملية العسكرية التركية ضد الوحدات الكردية في عفرين السبت الماضي، لم تعارض موسكو هذه العملية بشكل علني، مكتفية بالتعبير عن قلقها، والدعوات إلى ضبط النفس، بينما جاءت زيارة وفد عسكري تركي رفيع إلى موسكو عشية بدء العملية، كمؤشر على وجود تنسيق ما بين البلدين.
وفي هذا الإطار، علمت صحيفة "كوميرسانت" أن اللقاء الذي جمع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، مع رئيس الأركان التركية، خولصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، في 18 يناير/كانون الثاني الجاري، تطرق إلى عملية "غصن الزيتون".
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الإثنين، نقلاً عن مصادر مقربة من قيادة وزارة الدفاع الروسية، أن الجانب الروسي كان معنياً خلال اللقاء بتحديد منطقة إجراء العمليات العسكرية، بينما حدد الجانب التركي عفرين كـ"هدف نهائي غير قابل للتغيير"، وأنه لن يتم توسيع منطقة العملية.
ووصف مصدر عسكري رفيع آخر الموقف الروسي من التحرك العسكري التركي بأنه "موقف عدم التدخل"، قبل أن يضيف: "لدينا مهامنا وأهدافنا في سورية".
من جهته، رأى الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، في حديث لـ"كوميرسانت" أن "العملية التركية في عفرين ما كان لها أن تتم إلا نتيجة لاتفاقات مع الجانب الروسي، لاسيما في ظل استخدام القوات الجوية التركية للمجال الجوي السوري"، مشيرا إلى أن أنقرة "كانت تحتاج إلى موافقة موسكو على فتح الأجواء منعا للحوادث".
وأضاف سيميونوف: "لم تكن لدى موسكو أي التزامات أمام الأكراد. أما نشر المراقبين الروس في محيط عفرين، فكان خطوة لمواصلة المساومة مع أنقرة، إذ لم يكن من مصلحة موسكو أن تنفذ تركيا عملية هناك. لكن الآن، يمكنها تحميل الولايات المتحدة كامل المسؤولية لتزويدها الأكراد بوسائل للدفاع الجوي وتحويلهم إلى أداة للنفوذ الأميركي".
من جهتها، أشارت صحيفة "فيدوموستي" هي الأخرى إلى أن بدء العملية العسكرية التركية في عفرين لم يدفع بموسكو لا إلى التنديد بانتهاك سيادة الأراضي السورية، ولا إلى التلويح بعقوبات اقتصادية جديدة أو رفع درجة تأهب الطائرات ووسائل الدفاع الجوي الروسي في سورية، بل قررت سحب أفراد الشرطة العسكرية الروسية والمركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع من منطقة القتال.
ورأت الصحيفة أن التعامل الروسي مع التدخل التركي يأتي "مثلاً كلاسيكيا للكيل بمكيالين"، إذ أصبحت تركيا بعد احتواء أزمة إسقاط قاذفة "سوخوي-24" في نهاية عام 2015، مرة أخرى حليفا لروسيا وبات ممكنا السماح لها بما لا يسمح به لغيرها.
وبعد سلسلة من الأنباء المتضاربة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر أول أمس السبت، عن سحب أفرادها من عفرين لـ"منع استفزازات محتملة واستبعاد التهديد لحياة وصحة العسكريين الروس"، ووصفت التحرك العسكري التركي بأنه "عملية خاصة".
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من أنباء شن القوات التركية قصفا على مواقع الوحدات الكردية، داعية الأطراف المتناحرة إلى ضبط النفس.
↧
ألمانيا: ضوء أخضر خافت للاشتراكي شولتز لمواصلة المفاوضات مع ميركل
تفاوتت ردود الفعل في المشهد السياسي الألماني بشأن "التصويت الإيجابي" لمندوبي الحزب الاشتراكي في مؤتمره الاستثنائي، أمس الأحد في مدينة بون، بين الترحيب والامتعاض، إثر قرار الحزب الموافقة على مواصلة التفاوض مع الاتحاد المسيحي، بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، لتشكيل حكومة ائتلافية.
وفيما جنّب التصويت ألمانيا وميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتز، "زلزالا سياسيا"، فإن الطريق إلى الحكومة مازالت طويلة، فالجميع ينتظر موقف أعضاء الحزب الـ450 ألفا عند انتهاء المفاوضات وقبل الشروع في تشكيل الائتلاف الكبير.
وشهد المؤتمر كلمات لعشرات المندوبين، الذين رفعوا فيها سقف مطالبهم، وعبروا عن اعتراضهم على الشراكة من جديد مع الاتحاد المسيحي، وقدموا حججا مشحونة بالكثير من العواطف، مقابل محاولة زعيم الحزب وقادة آخرين إقناعهم بالتصويت لصالح الدخول في المفاوضات، لكن النتيجة لم تحسم إلا بعد عدّ الأصوات.
ولم تتأكد، خلال المؤتمر، نوايا الأكثرية من المؤتمرين من خلال التصويت برفع الأيدي، فيما كان التوتر باديا على وجه شولتز وقادة الاشتراكي المؤيدين لـ"غروكو"، إلى أن جاءت النتيجة بأغلبية ضئيلة مؤيدة للدخول في المفاوضات (362 نعم، أي 56.2% مقابل 279 صوتا (ضد)، وامتناع شخص واحد عن التصويت)، سمحت لشولتز بالحصول على الضوء الأخضر لخوض المفوضات.
وسجلت خلال المؤتمر برودة في التعاطي والتفاعل مع خطاب رئيس الاشتراكي، إذ غادر المشاركون قاعة المؤتمر مباشرة بعد إعلان النتائج، على عكس كلمة المعارض للائتلاف، كيفن كونريت، التي لاقت الكثير من التصفيق الحار، وهو الذي ناشد رفاقه في الحزب بـ"عدم الخجل من التصويت بلا"، موضحا: "اليوم ولمرة واحدة قزم، على أن تصبح عملاقا مرة أخرى في المستقبل"، في إشارة إلى وصف رئيس كتلة الاجتماعي المسيحي في البوندستاغ، ألكسندر دوبرندت، مقاومة شبيبة الاشتراكي للدخول في المفاوضات بأنها "تمرد قزم".
وكان شولتز صرح، مساء أمس الأحد، لقناة "فينيكس" الإخبارية الألمانية، بأن "الجميع مرتاحون للقرار"، وأنه سيحاول بعد المناقشات الصعبة التي شهدها المؤتمر "رأب الصدع" داخل صفوفه، والتقرب من المشككين والمنتقدين للائتلاف، مضيفا أنه "يتعين على الأطراف في الاتحاد أن تتكيف مع حقيقة أن مفاوضات الائتلاف ستكون صارمة"، وأنه "سيتم ترتيب خريطة طريق المفاوضات بعد التحدث إلى قادة الاتحاد المسيحي".
وخلال كلمته في المؤتمر، أبرز شولتز أنه "لا يتعين أن يكون الاشتراكي الشريك الأصغر أو المساعد في آلية التنفيذ، بل إن كلمته ستكون مرئية ومسموعة ومعروفة"، مشددا على أنه "من الإهمال عدم اغتنام هذه الفرصة"، وأن "على الحزب أن يتحمل المسؤولية من دون خوف ولا خداع".
في المقابل، قال الاشتراكي ستيف هودسون، أحد خصوم "غروكو": "الآن لدى الأعضاء الفرصة لإنقاذ الحزب، وستكون النتيجة أفضل بكثير"، ولم يستبعد إمكانية تحقيق ذلك عند تصويت الأعضاء الـ450 ألفا مع نهاية المفاوضات.
من جهتها، رحبت المستشارة ميركل بتصويت الاشتراكييين بـ"نعم"، وقالت إنها تتوقع "مشاورات مكثفة"، وأن "السعي سيكون لتشكيل حكومة مستقرة في ألمانيا"، فيما رحبت نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، يوليا كلوكنر، بالقرار، وكتبت على تويتر: "تهانينا على القرار واستعداد الاشتراكي لوضع نفسه في خدمة البلاد".
بدوره، اعتبر زعيم الليبرالي الحر، كريستنسان لندنر، تصويت مؤتمري الاشتراكي بـ"الأغلبية المحدودة" بمثابة "رهن عقاري"، وتوقع أن تعرف مفاوضات الائتلاف "نكسات"، بالنظر إلى "التناقضات الموجودة بين الشركاء".
وقال زعيم البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، يورغ ميوتن، إن الاشتراكي قرر الآن مواصلة "رحلته العمياء"، ومشيرا إلى أن ذلك سيشكل فرصة لحزبه لأن يصبح "ثاني أقوى قوة بين الأحزاب على المدى الطويل"، فيما كانت جمعية الحزب اعتبرت أن القرار "مهين غير قابل التصديق".
أما حزب اليسار فوصف القرار بـ"الخطأ التاريخي"، وشددت الزعيم الشريك في رئاسة الحزب، كاتيا كيبينغ، على أنه "يهدد الانحلال النهائي للديمقراطية الاجتماعية الألمانية"، كما هاجمت القرار القيادية في حزب الخضر، كاترين غورينغ ايكارت، التي قالت: "كان هناك شعور ضئيل بالرحيل وشغف وشهوة من أجل الحكم".
↧
النظام السوري يستهدف دوما بقذائف الكلور السام
أصيب ثلاثة عشر مدنياً على الأقل بحالات اختناق، فجر اليوم الإثنين، جراء قصف مدفعي بقذائف تحوي غازات سامة على حي سكني في دوما بالغوطة المحاصرة في ريف دمشق الشرقي، في وقت تستمر فيه المعارك بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام السوري في ريف حلب الجنوبي.
وأفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، بأنّه سجّل ثلاث عشرة حالة اختناق في صفوف المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، إثر قصف مدفعي من قوات النظام بقذائف تحمل غاز الكلور السام، على أحد الأحياء السكنية في مدينة دوما.
وتحدث "مركز الغوطة الإعلامي" عن القصف ذاته، مؤكّداً تسجيل ثلاث عشرة حالة اختناق جراء القصف بقذائف يرجح أنّها تحوي مادة غاز الكلور السام، وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف بها النظام أطراف دوما بهذه القذائف.
وكان القصف المدفعي من قوات النظام قد أسفر، مساء أمس الأحد، عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح مختلفة وفق ما أفاد به الدفاع المدني.
وقصفت قوات النظام، فجر اليوم، بصواريخ أرض أرض قصيرة المدى الأحياء السكنية في مدينة عربين، أسفرت عن وقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين.
وفي ريف إدلب، تحدث الدفاع المدني في المحافظة عن خروج مركزه في مدينة سراقب عن العمل نتيجة قصفه بصاروخ ارتجاجي من الطيران الروسي، محدثاً أضرارا مادية كبيرة في البناء ومعدات المركز وسيارات الإسعاف، دون وقوع إصابات بشرية.
وطاول القصف الجوي الروسي، فجر اليوم، بصواريخ فراغية محيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، ومحيط قريتي بكسريا وخربة الجوز بريف إدلب الغربي، مسفراً عن أضرار مادية.
في غضون ذلك، استمرت اليوم المعارك العنيفة بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي، سيطرت خلالها الأخيرة على العديد من القرى، وذلك إثر إحكام السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام بدعم من المليشيات المساندة والطيران الروسي سيطرت بعد معارك مع "هيئة تحرير الشام" على قرى تبارة الخشير، ورسم الجنى، ومشيرفات الحاج، وعطشانة شرقي، وماسح، وتل ماسح، وأم المحاجر، في محور تل الضمان بريف حلب الجنوبي، شمال شرق مطار أبو الظهور العسكري.
وجاء ذلك التقدم بعد ساعات من سيطرة قوات النظام بشكل كامل على مطار أبو الظهور العسكري، الواقع على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب، بعد التقدم من المحور الجنوبي للمطار، في حين تقدمت قوات النظام بالمحور الشرقي للمطار من ناحية أم تينة جنوب تل الضمان، وباتت على بعد 4 كيلومترات من قواتها التي وصلت المطار من المحور الجنوبي.
ومع التقدم الذي تحرزه قوات النظام في محاور أبو الظهور تقترب من فرض حصار كامل على مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشمالي الشرقي، ما يرجح فرضية قرب انسحاب الأخير من المنطقة.
وسيطرت قوات النظام على أكثر من 300 قرية وبلدة في أرياف حماة وحلب وإدلب، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الماضية ضمن عملياتها العسكرية، التي كانت تستهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور.
↧
↧
لبنان: طارد طليقته وقتلها في الشارع
شهد صباح اليوم الإثنين جريمة قتل ذهبت ضحيتها سيدة لبنانية، قام طليقها بملاحقتها في الشارع في منطقة رأس النبع في العاصمة اللبنانية، بيروت.
وبحسب روايات شهود عيان تناقلتها وسائل الإعلام المحلية، فإن فادي ع. قام بملاحقة طليقته ندى ب. في شوارع منطقة رأس النبع، مُطلقاً النار عليها من مسدس. وتم إحصاء 9 رصاصات في جسد الضحية التي انهارت في أحد الشوارع بعدما عانت من النزيف أثناء محاولة الهرب.
وتعمل القوى الأمنية على ملاحقة الجاني الذي فرّ بعد أن تأكد من قتل السيدة. واتخذ الجيش اللبناني إجراءات مشددة في شارع عمر بن الخطاب الذي شهد الجريمة. ويقوم بتفتيش شوارع رأس النبع بحثاً عن مطلق النار.
ويشهد لبنان تكرار حوادث العنف الأسري، رغم تعديل بعض القوانين الخاصة بالأسر. وتعزو الجمعيات المعنية بمكافحة العنف ضد المرأة سبب استمرار الجرائم إلى "عدم كفاية التعديلات التي تم إقرارها، وإلى العقوبات المُخففة التي يُقرّها القضاء اللبناني ضد مُرتكبي العنف الزوجي وغيرها من أشكال العنف ضد المرأة، وإلى استمرار التعاطي الذكوري مع السيدات في لبنان".
↧
ترامب المغرّد في عام: عنصرية وعدوانية وشتائم
في الذكرى الأولى لقسَم دونالد ترامب، أصرّ الرئيس الذي يُثير الجدل باستمرار بسبب استخدامه "تويتر"، على أن يردّ على النساء المتظاهرات في عدد من الولايات المتحدة الأميركية باستفزاز ولا مبالاة ومبالغة بإنجازاته، بتغريدة يوم السبت 20 يناير/كانون الأول، يتحدث فيها عن جمال الطقس، قائلاً إنّه "يوم مثالي للمرأة للمسير والاحتفاء بالتقدم التاريخي والنجاح الاقتصادي والثروة التي حققناها على مدى 12 شهراً ماضية، وانخفاض قياسي لم يحدث خلال 18 سنة لمعدلات البطالة للنساء".
لم تتوقف، خلال عام كامل، تغريدات ترامب المثيرة للجدل، والتي أدخلت بالفعل المتابعين في حيرة عن كيفية استخدام التغريد لحكم دولة وطرح سياساتها داخلياً وخارجياً. فقد حاول خلق اصطفاف في الرأي العام خلفه، عبر استعاضته بتويتر عن وسائل الإعلام التقليدية. ولكن في المقابل، بقي ترامب تحت المجهر يتصدى له متصيّدو "زيف الأخبار" التي كشف ترامب وهو يمارس بعضها خلال 365 يوماً من حكمه.
كعادته، يتجاهل ترامب انخفاض شعبيّته وغضب فئات كثيرة، داخل وخارج بلاده، من سياساته ومواقفه. فالنساء اللاتي خرجن في "وومنز مارتش" في أوكلاهوما رفعنَ لافتةً كُتب عليها "نحتاج إلى قائد وليس مغرداً مريباً". لكنّ علاقة ترامب بالتغريد تسبق دخوله البيت الأبيض، فهو منذ عام 2009 زادت تغريداته عن 36 ألفاً، ويتابعه نحو 47 مليوناً.
الجدل الذي يثيره ترامب على تويتر ليس جديدًا، فقد اتّسمت تغريداته، منذ اليوم الأول لأداء القسم، بكثير من المبالغات واتهامات بـ"الكذب" على ما ينتقده مغردون وصحافيون ومواطنون. ويبدو التغريد في يوميات رئيس "القوة العظمى" كأنه استعاضة عن العلاقة المتوترة مع الصحافة ووسائل الإعلام، باتهامات كثيرة ساقها ترامب أثناء وبعد حملته.
بالنسبة لترامب، فإن كل التغريد "المستفز" والمثير للجدل لم ير فيه سوى "رئاسة حداثية... لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، كما ذهب في تغريدة 2 يوليو/تموز 2017. وبالرغم من كل التهم والجدل الذي أثارته "أكاذيب ترامب وتزويره للأخبار"، ظّل ترامب يرى نفسه أنه الصادق والآخرين "يبثون أخباراً مزيفة". ولم يتردد في اتهام محطة "سي إن إن" بأنها "تصنع الأخبار المزيفة"، في تغريدته الشهيرة يوم 2 يوليو/تموز الماضي، بنشر فيلم قصير لنفسه وهو يصرع المحطة الأميركية الأشهر. الصراع المندلع بين ترامب ووسائل الإعلام لم يتوقف منذ أن اتهم وسائل الإعلام بأنها "تحاول إخراسنا، لكن ذلك لن ينجح، فقد حاولت بأخبارها المزيفة منعنا من دخول البيت الأبيض".
وفي يوم التنصيب، كانت التغريدة الشهيرة التي أثارت الجدل في المبالغة والتعبير عن المعركة التي افتتحها كرئيس مع وسائل الإعلام. في 20 يناير/كانون الثاني 2017، أثارت تغريدته عن "التنصيب التاريخي" الكثير من الجدل. فقد اعتبر ترامب ذلك اليوم "تاريخيا، باعتباره يوم استعادة الشعب سلطته". ودفعت التغريدة إلى خوض مؤسسات إعلامية في مقارنات بين أعداد وهوية من حضروا التنصيب في ذلك اليوم، ويوم جرى تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما. بالنسبة لمراسلي وسائل إعلام غربية، فإن التوتر بين ترامب ووسائل الإعلام دفعه إلى استخدام التغريد، وحين كانت تلك الوسائل تنقل ما غرد به، فهي ساهمت في وصول رسالته أيضاً.
بقي "تويتر" منصة ترامب المفضلة وهو في البيت الأبيض، ليبث من خلالها آراءه حول شخصه، وما يصفه بأنّه مؤامرة من الإعلام ومعارضيه. ففي الرابع من مارس/آذار 2017، أثار عاصفةً من الجدل حول سابقه الديمقراطي أوباما باتهامه بالتجسس عليه، قائلاً "أوباما كان يتجسس على مكالماتي في برج ترامب قبل الانتصار، لم يعثروا على شيء، هذه مكارثية".
وفي الشأن الداخلي أيضاً، المتعلق بالشكوك حول "صلات روسيا"، أثار ترامب جدلاً آخر لم يصله رئيس أميركي إليه، حين أعلن عبر تغريدة في 12 مايو/أيار 2017 عن طرده مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إف بي آي، جايمس كومي. وقال في إحدى تغريداته "جايمس كومي، فلنأمل فقط بأنه لا تسجيلات لمحادثاتنا قبل أن يبدأ بتسريبها إلى الصحافة".
إيمان ترامب بأنه يتعرض لملاحقة دفعته يوم 18 مايو/أيار إلى تغريدة عكست الطريقة التقليدية عند ترامب في استخدام التقنيات الحديثة لتهديد معارضيه وإسكاتهم بالتخويف. اشتهرت تغريدته "مطاردة الساحرات" باعتبارها الأكبر في تاريخ السياسة الأميركية.
على الصعيد الخارجي، كشفت تغريدات ترامب إثر زيارة الرياض، في مايو/أيار الماضي، عن تحالفاته وسياساته في الخليج. فقد تجند ترامب في تويتر يوم 6 يونيو/حزيران ليقدم مبررات وغطاء لسياسة حصار قطر التي اتخذتها الدول الأربع، وقال إنّه أثناء الزيارة كان "القادة (وهو يقصد قادة دول الحصار) يشيرون إلى قطر" فيما يتعلق بـ"تمويل أيدولوجية التطرف".
لم تكن تغريدة ترامب عن أزمة حصار قطر بمعزل عن تغريدة "جوبز جوبز جوبز" (عمل عمل عمل) التي أثارت جدلاً واستغراباً بين المتابعين العرب أيضاً. فقد رأى ترامب، يوم 27 مايو/أيار 2017، كحصيلة لتوقيع عقود بمئات مليارات الدولارات مع السعودية، أنه أحضر "مليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وهو ما يعني عمل عمل عمل".
ونهاية 2017، لم يتأخر ترامب في استخدام تويتر للتعبير عن موقفه وسياساته تجاه القضايا العربية، خصوصاً فيما خص القدس و"الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس".
كما أثارت تغريدة ترامب، في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حول التغير المناخي، من خلال تهكمه على ادعاء التغير، سخرية حول أنه "لا يدرك الفرق بين التغير المناخي وحالة الطقس".
كما أثارت تغريدة ترامب أسئلة عن لغة رئيس أكبر دولة في العالم، حين رد مُستفزا، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الذي تحدث عنه كـ"عجوز" باتهام كيم بأنه "قصير وسمين"، وأنه حاول أن يكون صديقاً معه.
أما مواقف ترامب من المهاجرين والمسلمين والأميركيين السود، فلم تكن بعيدة عن الجدل الذي تثيره تغريداته. فالرجل يعبر بشكل واضح عن "عرقيّته"، بحجة "حماية أميركا". فقد أثارت تغريدته، يوم 25 أغسطس/آب 2017، عن زيارته لمدير شرطة سابق في أريزونا، جوي ارباوي (متهم بممارسة التمييز ضد السود) وتعليقه "لقد جعل أريزونا آمنة"، موجة من الردود المتهمة له بأنه "يثبت أنه ليس رئيساً"، وبأنه "عنصري".
خطابات دونالد ترامب في حملته الانتخابية حول ضرورة "منع المسلمين من دخول البلاد"، والتي تطورت إلى قرارات تنفيذية، لم يغب عنها أيضاً التغريد المبكر.
من ناحية ثانية، أثارت تغريدات ترامب عن الحليف البريطاني الأوثق تأزما في العلاقات بعد تعرّض بريطانيا لهجمات إرهابية في مانشستر، ما عد تدخلا فظا في الشأن البريطاني وتحريضا مجتمعيا، داعياً ماي إلى التركيز على شأن بلادها الداخلي مع ما سماه "تطرفاً إسلامياً".
في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أثار ترامب مرة أخرى الجدل حين ذهب إلى إعادة تغريد تغريدة معممة ومعادية للمسلمين لـ جاديا فرانسن من اليمين المتطرف في "بريطانيا أولاً"، عن ضرب مزعوم لمسلمين لصبي هولندي، وهو ما نفته أصلاً هولندا الرسمية. إعادة التغريد قرأت كما دائماً تقرأ تغريداته بكثير من التوجس، فهو بدا كمن يؤيد التطرف في بريطانيا وأوروبا.
ولم تمض أيام قليلة حتى اندلعت أزمة بينه وبين رئيسة وزراء بريطانيا حول مواقفه المعادية للمسلمين، فقد ردت تيريزا ماي، في 30 نوفمبر، على تغريدة سابقة يدعوها إلى "الاهتمام بالإرهاب الإسلامي في بريطانيا بدل الاهتمام بي".
↧
موسكو تنفض يدها من ” قسد ” وتتهم واشنطن بتشجيع المزاج الانفصالي لديهم
نفضت موسكو يدها من عملية عفرين، مولية ظهرها هي الأخرى لمليشيات كانت حتى وقت قريب تتحامى بالعلم الروسي، وتحذر أي أحد من مهاجمة مناطقها لأن في ذلك هجوما على موسكو بحد ذاتها، لاسيما أن الأخيرة كانت تحتفظ بوجود عسكري ظاهر في أماكن مختلفة تقع تحت نفوذ تلك المليشيات.
وجاء موقف روسيا على لسان وزير خارجيتها "سيرغي لافروف"، الذي اتهم "الأكراد" بالتعنت وعدم الحوار مع نظام الأسد بإملاء وتشجيع من واشنطن، التي غذت في مخيلتهم أحلام "الانفصال".
وقال "لافروف" في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين: "الولايات المتحدة، تحث بكل السبل ومنذ زمن بعيد، الأكراد الذين تتعامل معهم، على عدم التحاور مع دمشق.
واشنطن شجعت بنشاط ومازالت تشجع المزاج الانفصالي بين الأكراد، متجاهلة تماما الطابع الحساس والأبعاد الإقليمية للمشكلة الكردية".
وأضاف لافروف:"نحن منذ فترة طويلة نولي اهتماما لحقيقة أن الولايات المتحدة شرعت بإنشاء سلطات بديلة في جزء كبير من الأراضي السورية.
وتقوم واشنطن بعمليات غير ظاهرة لنقل أسلحة إلى تلك الفصائل التي تتعاون معها، أولا وقبل كل شيء، لقوات سوريا الديمقراطية (المعروفة اختصارا برمز قسد)، على أساس الميليشيات الكردية".
وأكد "لافروف" أن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى "ضبط النفس واحترام السلامة الإقليمية للشرق الأوسط"، فيما يخص عملية عفرين.
↧
أردوغان: 55% من عفرين عرب و35% أكراد جاؤوا لاحقاً..وسنعيدها لأصحابها الأصليين
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تجمع أمام أنصاره ببورصة إن “55% بالمئة من سكان عفرين عرب، و35% هم أكراد جاؤوا لاحقاً، والهدف الأساسي لعملية عفرين هو إعادتها لأصحابها الأصليين”.
وتعهد الرئيس التركي بإنهاء عملية “غصن الزيتون” الذي أطلقها أمس في عفرين “خلال وقت قصر جداً”، مشيراً إلى أن العملية ستتيح لـ 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا العودة لبلدهم، على حد قوله.
وذكر أردوغان بخطابه المتلفز أمام الحشد أن العملية الجوية في عفرين بدأت أمس والبرية انطلقت اليوم، وهي “مستمرة دون توقف”، بحسب وصفه.
واتصالاً بذلك، أعلن الإعلام الحكومي التركي تدمير 45 هدفاً عسكرياً لوحدات حماية الشعب بعفرين، في عملية شاركت فيها 32 مقاتلة جوية.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على مدينة عفرين، وهي قوات تتهمها أنقرة بالتبعية لحزب العمال الكردستاني (المحظور في تركيا) والمصنف لديها منظمة إرهابية.
↧
↧
بي بي سي تواصل تشبيحها ودفاعها عن الأسد وتصف الجيش الحر بمنظمة إرهابية
أطلق "مذيع" في قناة (بي بي سي عربية) أحكاماً وتوصيفات شخصية "خارجة عن إطار المهنية الإعلامية" كما وصفها معلقون، وذلك أثناء استضافته لمحلل سياسي تركي بهدف الحديث عن مستجدات العملية التركية في منطقة عفرين السورية.
وقال (أنطوان خوري) مقدم برنامج "عالم الظهيرة" الذي تبثه القناة البريطانية باللغة العربية، إن "تركيا دولة احتلال" وأن الجيش السوري الحر "منظمة إرهابية" حيث استضاف المحلل السياسي (د. مصطفى حامد أوغلو) للحديث عن تطورات عملية "غصن الزيتون" التي بدأتها تركيا مؤخراً في عفرين.
ويظهر مقطع مصور بثته القناة على موقعها في تويتر مقاطعة المذيع للضيف، وإصراره على إطلاق التوصيفات والأحكام الشخصية، في سلوك بدا على أنه "تشبيح" لنظام الأسد أكثر منه إعلامي في برنامج حواري على شاشة تحظى بمتابعة واسعة من الجمهور العربي، وفقاً لمتابعين.
https://twitter.com/twitter/statuses/955073173053087744
ومع محاولة الضيف الرد على أحكام المذيع، بدا الأخير في حالة من الاستفزاز يدافع عن نظام الأسد بتسميته "الحكومة السورية" وأن روسيا دخلت بطلب منها، عدا عن وصفه الجيش الحر بـ "المنظمة الإرهابية" حيث قطع (الخوري) مداخلة الضيف بحجة "انتهاء الوقت" وقد حاول (أوغلو) الحديث عن شرعية نظام الأسد وما يجري في سوريا من النواحي الإنسانية والقانونية إضافة للعملية التركية.
المصدر: أورينت
↧
الميليشيات الإيرانية تبني حسينيات في دير الزور
أكدت مصادر مطلعة متطابقة أن الميليشيات الإيرانية تعمل على بناء ثلاث حسينيات جديدة في مدينتي الميادين والبوكمال بمحافظة دير الزور.
فقد أكدت المصادر ذاتها أن الحسينية في الميادين تبنى بالقرب من نبع عين علي في ريف المدينة، بالتزامن إعادة تأهيل حسينيتين في كل من بلدتي حطلة والصالحية، اللتين فجرهما تنظيم ‹داعش› عام ألفين وثلاثة عشر.
كذلك يتحدث ناشطون عن انتشار ‹الحسينيات›، التي تقام فيها طقوس خاصة بالطائفة الشيعية، منذ سنوات في دير الزور. بينما يقول البعض إنها انتشرت وزادت أعدادها خلال العام الماضي، في ظل تمكين إيران يدها في المنطقة.
يأتي هذا بعد أن سيطرت قوات النظام والميلشيات المساندة، على كامل مدينة دير الزور ومدينتي الميادين والبوكمال، بعد معارك ضد تنظيم ‹داعش› في المنطقة، نهاية العام الماضي.
↧
صحف ألمانية: القوى الكبرى تتنافس على حساب الشعب الكردي
علقت الصحف الألمانية على الحملة العسكرية التركية ضد القوى الكردية في مدينة عفرين السورية. وفي خضم هذه التعليقات لا يتم فقط انتقاد الموقف التركي، بل أيضا السياسة الأمريكية والروسية في سوريا.
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتانغ" كتبت في هذا السياق تقول:
"الأكراد في شمال سوريا تمكنوا إلى حد الآن من الاعتماد على أن حلفاء أقوياء منحوهم الحماية. وبرهنت قواتهم على أنها قوية في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي ـ ولاسيما واشنطن تلقت بسرور خدمات الأكراد ومنحتهم مقابل ذلك أسلحة. فبأي قدر من الصرامة ستقدم أمريكا يد المساعدة للأكراد المضغوط عليهم؟ والشراكة مع تركيا، هذا تبين دوما أنه بسبب الأهمية السياسية والاستراتيجية للبلاد بالنسبة إلى حكومات غربية تبقى مهمة بحيث تركوا اردوغان يعمل الكثير. وفي حال حصول خلاف بشأن التدخل في سوريا بين واشنطن وأنقرة، فإن ذلك سيكون من مصلحة روسيا التي سحبت بسرعة مراقبيها العسكريين من المنطقة الكردية حول عفرين. ومن وجهة نظر الأكراد، فإن هذا يعكس وضعا معروفا منذ مئات السنين: القوى الكبرى تنفذ منافساتها وخلافاتها الاستراتيجية على حساب وكاهل الشعب الكردي. فغزو اردوغان سيكون له مفعول آخر: الحرب ضد داعش ستتأثر".
من جانبها كتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" تقول:
"الهجوم يمكن أن تكون له تبعات غير متوقعة بالنسبة إلى عموم المنطقة، لأنه يطال الآن ولأول مرة مناطق كردية مركزية. ويُخشى وقوع مواجهات مع سقوط الكثير من الضحايا المدنيين وحصول التدمير المكثف، ولا أحد يعرف كيف سيكون رد فعل الأكراد في تركيا. ولا مبالاة واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة في إدارة النزاع الكردي التركي. فعندما كان الأكراد ينتزعون لصالح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الثمار من وسط النار، حصلوا على الدعم والتسليح. وفي الوقت نفسه لم تكشف لهم واشنطن عمليا عن أية حدود، ووافقت على الأقل على دعمهم اللوجيستي لحزب العمال الكردستاني. لكن وكما كان على الولايات المتحدة الأمريكية تهذيب الأكراد السوريين، كان من واجبها الآن أيضا منع تركيا من غزو عفرين لتفادي اشتعال بؤرة حريق جديد في سوريا. فبالإعلان الفتاك تشكيل وحدة حدودية كردية قوامها 30.000 جندي في سوريا، أعطت لأردوغان سببا كان فقط ينتظره".
أما صحيفة "دي فيلت" فقط سلطت هي الأخرى الضوء على الموقف الأمريكي تجاه التدخل التركي، وكتبت تقول:
" وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فقط بوجه عام من خطر الأمن على المنطقة برمتها. لكنها أكدت أن عددا كبيرا من الضحايا المدنيين وهزيمة لوحدات حماية الشعب ستغير كل شيء. وستكون الولايات المتحدة الأمريكية أكثر أو أقل مرغمة على التدخل بعدما فشلت محاولات دبلوماسية لمنع الشريك في الناتو تركيا من التدخل. ثم سيُثار التساؤل حول رد فعل روسيا. وعثرة إضافية يمثلها النظام السوري الذي احتج ضد التدخل العسكري التركي، وأعلن أنه سيسقط أي طائرة تركية في المجال الجوي السوري. وتلتزم دمشق حاليا السكون. فديكتاتور سوريا بشار الأسد يقبع تحت ضغط حليفته روسيا التي يعود لها الفضل في بقاءه في السلطة. ولكن قد يرد الجيش السوري، كما سبق وأن حصل بصفة غير محسوبة. فهو في النهاية يتفاهم أفضل مع الأكراد عوض المتمردين المنبوذين الذين يقاتلون في جانب أنقرة. فالغزو التركي يشبه في شموليته لعبة الروليت".
صحيفة "زود فيست بريسه" الصادرة في أولم عبرت جزئيا عن تفهم لموقف أنقرة، وكتبت تقول:
"تركيا قلقة عن حق عن التطور في سوريا. لكن المشكلة لا يمكن حلها بعمليات عسكرية. فرئيس الدولة اردوغان هو من توجه في 2009 إلى الأكراد. لكن مبادرة السلام فشلت ـ ليس فقط لأنها خُذلت من طرف حزب العمال الكردستاني. فحتى اردوغان تراجع بغية عدم تنفير أنصاره القوميين. وهو الان يقف أمام حطام سياسته غير المكتملة تجاه الأكراد".
أما صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" فقد أكدت بالقول:
"المجتمع الدولي الذي أجل طويلا القضية الكردية يجب عليه اتخاذ موقف. فلا يكفي التعبير عن القلق. الأكراد قدموا الكثير. وبالتحديد البيشمركة في العراق. فهم أظهروا أنهم قادرون على الاعتناء باستقلالية بشؤونهم وتولي المسؤولية. فهم من شكلوا قوة المشاة لحلف شمال الأطلسي ضد داعش. وإذا طالبوا بالمقابل بدولة مستقبلا، فلا يمكن للعالم أن يتجاهل هذا ".
ر.ز/ م.أ.م
المصدر: دويتشه فيله
↧