عملية خطفٍ جديدة تسجل لمصلحة النظام السوري في لبنان. هذه المرة، جاء دور العقيد الطيار المنشق سليمان عبد الرحمن سلوم (50 عاماً)، الذي تداول الناشطون السوريون خبر خطفه في مدينة طرابلس، بعدما "استدرجه ع. ز. التابع لحزب الله، بالتعاون مع أحد أنصار الحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن، إلى محلّة أبو علي، المكان الذي تمّت فيه عملية الخطف قبل نقله إلى سوريا، حيث أوهمه ز. من دون الكشف عن هويته، أنه سيساعده على إيجاد عمل والسفر إلى تركيا مع عائلته"، وفق صديق سلوم لـ"المدن".
الخبر الذي خرج إلى العلن يوم الإثنين، في 7 تشرين الثاني، كان متأخراً عن عملية الخطف، التي تمّت قبل ثلاثة أسابيع (19 تشرين الأول 2016). ذلك أنّ عائلة سلوم تكتمت عن المسألة بفعل الضغوط التي مارسها عليهم إ. ح.، وهو رقيب في القوات العسكرية التابعة لماهر الأسد، الذي اتصل عشرات المرات بابنته ريم (24 عاماً)، ولم يُعرّف بنفسه، موهماً إيّاها أنّه صديق قديم لوالدها وكان مسجوناً معه، وعلى العائلة أن ترسل له 15 ألف دولار، من أجل تشغيل الوساطات والافراج عنه لاحقاً.
صديق سلوم، وهو أحد المتواصلين مع "لجنة نداء الأسير" في جبهة النصرة، يضيف: "استطاع ح. أن يوهم العائلة أنّه زميل سليمان عبد الرحمن سلوم المخلص والوفي، لكنني أخذت رقمه من ابنته، وتواصلت معه عبر واتسآب على أنني من منطقة زغرتا وتابع لتيّار المردة، فتفاعل معي وعرفني بنفسه، إلى أن كشفنا خدعته، وتأكدنا أنّ سلوم في سوريا، يرزح تحت قبضة الحرس الجمهوري، وما يمارسه مع العائلة هو حرب نفسية ليس أكثر".
و سليمان عبد الرحمن سلوم ، وهو من قرية الديبة في ريف القصير على طريق دمشق، هرب إلى لبنان في العام 2011، منذ بدء الحرب في سوريا، بعدما قرر الانشقاق عن الجيش من أجل حماية عائلته المؤلفة من زوجته وأربع بنات، فسكن طرابلس، في منطقة أبي سمراء، بظروف اقتصادية صعبة، وعمل نادلاً في أحد المقاهي، ثمّ حمالاً للبضائع في الأسواق الداخلية للمدينة.
تقول ابنته ريم، التي تعمل في مختبر للأسنان، "ليس لوالدي أيّ صلة مع المنظمات الإسلامية والمعارضة في سوريا، فهو فضل الهروب والفقر على تعريضنا للخطر والمشاركة في جرائم الحرب. عندما لجأت إلى ضابط في مخابرات الجيش اللبناني، وبعد فترة من المماطلة، لم يستطع مساعدتنا، بحجة أن الموضوع خرج من يدهم، وأصبح في الأراضي السورية بعهدة الحكومة والجيش، بعدما أكد لنا أن الكاميرات كشفت حصول الخطف بواسطة سيارة مرسيدس بيضاء".
من جهتها، تنفي الأجهزة الأمنية وقوع عملية الخطف. ويشير مصدر في الأمن العام لـ"المدن"، إلى أن "هذا الخبر لا أساس له من الصحة، وهو مجرد شائعات تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي".
غير أن المحامي طارق شندب، وهو ناشط حقوقي تكلف البحث في القضية، يؤكد حصول عملية الخطف، "لكن الأجهزة الأمنية من مصلحتها أن تنفي من أجل رفع المسؤولية عن نفسها". ويقول لـ"المدن" إن "ثمّة عشرات عمليات الخطف التي حصلت بعلم الأجهزة الأمنية التي لم تلاحق الخاطفين. ما شجعهم على الاستمرار في عمليات الخطف، وهذا نتيجة تدخل حزب الله. وأكبر دليل ما حصل في ملف محمد ناصيف. لكن التقاعس بات فاضحاً، والقضاء اختلط بالسياسة". يضيف: "الأجهزة الأمنية والقضائية لم تباشران بالتحقيق الجدي في قضية سلوم من أجل القبض على الخاطفين. ما يعرض الدولة اللبنانية إلى المساءلة الدولية في الأمم المتحدة، ذلك أنها عاجزة عن حماية أمن الأجانب المقيمين على أراضيها من جرائم الخطف".
المصدر: المدن - جنى الدهيبي
↧