لم يخطر في بال الشاب ابن الثلاثين عاماً، ان دعوة العشاء التي وُجهت إليه من قبل أحد أبناء مدينته، ستكون الدعوة الاخيرة للوجبة الأخيرة على مائدة الموت.
"أحمد.س"، أحد أبناء مدينة عندان بريف حلب الشمالي، قتل برصاصة من الخلف من قبل أحد معارفه في المدينة المدعو "محمد.ج"، بعد أن قام الأخير بدعوته إلى وجبة عشاء في منزله ثم قتله، على خلفية "ثأر شخصي مزعوم" بحسب ما أفاد به القاتل لمحكمة "دار القضاء" بعد القبض عليه.
"علي. ك"، أحد سكان المدينة، قال في حديث لـ "الاتحاد برس"، "إن الجريمة وقعت قبل أيام، بعد أن قام (محمد.ج) بدعوة (أحمد. س) على العشاء ثم قتله، وإن أسباب الجريمة تعود لاتهمات لا صحة لها، مفادها أن (أحمد. س) تسبب باعتقال (محمد.ج) من قبل عناصر الامن العسكري التابعين للنظام، أثناء توجهه لقضاء بعض الامور في مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة".
وأضاف: "إن حقيقة ما جرى، هي أن (محمد.ج) كان يعمل سابقاً كـ (شبيح)، مع شخص من نفس المدينة يدعى (س.ح)، وكان يقدم الاخبار بشكل شبه مستمر للأفرع الأمنية عن الأوضاع في المدينة وعن سكانها الموجودين داخلها والنازحين إلى القرى الأخرى، إلى أن وقع خلاف بين (الشبيحين)، ودفع بـ (س.ح) لكتابة (تقرير) بـ (محمد.ج) وتقديمه للأمن العسكري، الأمر الذي أدى لاعتقال (محمد.ج) لمدة 15 يوماً دون أن يدري من هو الشخص الذي وشى به".
وتابع "بعد خروجه من معتقله، بدأ (محمد.ج)، بالتقصي والبحث عن الذي اودعه السجن، وبعد (قيل وقال) وأخذ ورد، توجهت أصابع الاتهام إلى (أحمد.س)، الأمر الذي دفع (محمد.ج) لقتله من باب "الثأر" منه.
وبعد ارتكاب الجريمة، قام ابن القاتل الذي يعمل كعنصر في جبهة النصرة (بحسب علي.ك)، بالإبلاغ عن والده لدار القضاء التابعة للجبهة بريف حلب الشمالي، ليتوجه عناصر الجبهة إلى المنزل الذي وقعت فيه الجريمة ويعتقلوا القاتل، الذي اعترف على الفور بجريمته، وقد حكمت المحكمة عليه (حضورياً) بالإعدام رمياً بالرصاص، على ان ينفذ الحكم بعد أيام في إحدى ساحات المنطقة.
ويعاني ريف حلب الشمالي، من جرائم عدة أبرزها "السرقة، والخطف لقاء فدية، والقتل، والسطو المسلح"، وذلك في ظل الانفلات الامني الذي تعانيه تلك المناطق، والذي يتباين بين فترة وأخرى، بالتزامن مع القصف المكثف للنظام على المدن والبلدات الواقعة في الريف المذكور.
المصدر: الاتحاد برس
↧