في الانتخابات اللبنانية الأخيرة، قام أحد النواب بزج اسم الفنانة الاستعراضية ميريام كلينك في أوراق الاقتراع، من باب الفكاهة. فوجود اسم فني في مجلس النواب كان أمراً يثير الضحك فعلياً، ولكن عبر التاريخ العربي والعالمي، استطاع العديد من الفنانين تولّي مناصب سياسية مهمة، فهناك عشرات الفنانين الذين دخلوا مجالس الشعب أو مجالس الشورى في الوطن العربي، مثل محمود المليجي في مصر، وعارف الطويل في سورية وغيرهم. وهناك فنانون وصلوا لمناصب سياسية أعلى في الوطن العربي والعالم، وأشهرهم:
دونالد ترامب
من مواليد 1946، قبل أن يتولى ترامب منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، كان وجهه معروفاً، ليس كأحد أبرز رجال الأعمال الأميركيين فقط، بل كوجه إعلامي وسينمائي، حيث حل ترامب ضيف شرف في العديد من الأفلام الأميركية، وغالباً ما تكون مشاركاته بشخصيته الحقيقية، ومن هذه الأفلام: suddenly susan ، sex and the city ،the nanny ،home alone 2 ،" Zooland . وشارك أيضاً في فيلم the little rascals كممثل رئيسي. وعرف ترامب أيضاً كشخصية إعلامية، من خلال تقديمه لبرامج تلفزيون الواقع The Apprentice، وهو برنامج يتنافس فيه رجال الأعمال للفوز بعقد لإدارة إحدى شركات ترامب لمدَّة عام. وظهور ترامب بشكلٍ مُتكرّر، جعل اسمه يبرز كأحد مشاهير الولايات المتحدة المعروفين، على الرغم من مشاركته البسيطة في السينما والتلفزيون الأميركيين. وربما تسببت هذه الشهرة، بشكل أو بآخر، بنجاحه في المعركة الانتخابية.
محمد عبد الوهاب
ولد سنة 1902 وتوفي سنة 1991، ويعتبر من أهم الموسيقيين في الألفية الثانية، لقب بـ"موسيقار الأجيال"، وتاريخه الفني غنّي عن التعريف، إلا أنّ تاريخه السياسي لم يذكره الإعلام بعد موته كثيراً، فبقي مجهولاً بالنسبة للكثيرين.
في عام 1979، منحه الرئيس أنور السادات، رتبة اللواء، وظهر بعدها عبد الوهاب بالزي العسكري يقود معزوفة السلام الوطني بعد توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" في السنة ذاتها. وتسبب ذلك بانخفاض شعبيته لحد بعيد. وفي عام 1983، اختير عبد الوهاب لعضوية مجلس الشورى في مصر من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك. وعندما توفي عبد الوهاب سنة 1991، أمر مبارك، حينها أن تُشيَّع جنازته بشكل عسكري تكريماً له على جهوده السياسية والفنية في مصر.
نجدة إسماعيل أنزور
من مواليد 1954، وهو مخرج سوري، أخرج العديد من الأفلام السينمائيّة والأعمال الدرامية، ومن أبرزها: "نهاية رجل شجاع"، "الجوارح"، "الموت القادم إلى الشرق"، "أخوة التراب" وغيرها. بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، حملت جميع أعماله طابعاً سياسياً يخدم النظام السوري، مما قربه بشكل مباشر من السلطة السياسية القائمة في سورية. واعتبرت أعماله الدرامية والسينمائية المعادل الفني لنظرية النظام الإعلامية، ومهد ذلك له الطريق ليصبح نائب رئيس مجلس الشعب السوري في بداية عام 2016.
أرنولد ألويس شوارزنيغر
من مواليد 1947، ويعتبر من أشهر الرياضيين الذين دخلوا عالم التمثيل، إذ جذب أنظار منتجي أفلام "الآكشن" إليه، نظراً لجسده الضخم وملامحه العنيفة، ولمع نجمه في الثمانينيات بعد تجسيده لشخصية الرجل الآلي في فيلم The Terminator، مع المخرج المعروف، جيمس كاميرون، وتوالت نجاحاته على المستوى الفني، ومن أهم أعماله: Commando ،batman &robin ،jingle all the way وغيرها. وفي عام 2003، قرر أرنولد الدخول في عالم السياسة، فرشح نفسه عن الحزب الجمهوري ليحكم ولاية كاليفورنيا، واستطاع أن يحكم كاليفورنيا لولايتين متتاليتين في عام 2003، وعام 2006، وابتعد أرنولد عن السينما طيلة فترة حكمه. وبعد إنهائه لفترة حكمه الثانية، عاد أرنولد للسينما من خلال فيلم the expendable.
رونالد ريغان
من مواليد 1911، قدم الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ومن أبرز أعماله: Kings Row Bedtime for Bonzo ،prisoner of war، وغيرها، ووصلت أعماله السينمائية والتلفزيونية خلال 28 سنة إلى خمسين عملاً سينمائياً. إلا أن ريغان كان يميل للسياسة منذ مطلع شبابه، وشارك في الحملة المكارثية ضد الشيوعية، وواصل ريغان نشاطه السياسي إلى أن استطاع في عام 1967 أن يصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا، واستمر في حكمها إلى عام 1975. ولم يتوقف طموحه السياسي عند ذلك الحد، إذ استطاع ريغان بعدها أن يصبح الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية. وامتد حكمه لولايتين متتاليتين، بين سنتي 1981 و1989. وفي عام 1994، أصيب ريغان بالألزهايمر، وبعد صراع دام لعشر سنوات توفي.
سلفيو برلسكوني
من مواليد سنة 1936، وقبل أن يخوض تجربته السياسية، كانت له تجارب مهنية بعيدة عن السياسة، ومن بينها الغناء، فهو كان مغنياً وفناناً استعراضيّاً مغموراً، يعمل على السفن السياحية، ولم تكتب له الحياة النجاح في عالم الفن، ولكنه عوض عن ذلك بالنجاح في مجالات أخرى كالسياسة، وإدارة الأعمال. وتولى برلسكوني منصب رئيس وزراء إيطاليا في ثلاث فترات متباعدة، الأولى امتدت من سنة 1994 وحتى 1995. والثانية امتدت من سنة 2001 وحتى 2006. والثالثة امتدت من سنة 2008 وحتى سنة 2011. وشهدت حياته تقلبات بين النجاح والفشل، وبين الوصول للمركز السابع في قائمة أغنى رجال العالم، وبين قضاء سني حياته بالسجن بسبب تهربه من الضرائب، ورغم شعبيته الكبيرة، لم يتمكن يوماً من النجاح في عالم الفن.
المصدر: العربي الجديد - نور عويتي
↧