Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

“سوريا بتضل الأحلى”.. بجثث قتلاها وأبنيتها المدمرة!

$
0
0
يتساءل عن سوية هؤلاء البشر إن كانوا إلى البشرية ينتمون؟!
فيديو لتصوير جوي في مدينة طرطوس الساحلية لشواطئ جميلة تنداح امتدادا لخضرة طبيعية ساحرة ينتهي بعبارة "سوريا بتضل الأحلى".. لم يكن ذلك مقطعا قديما في الإنترنت عن سوريا، ولا حتى فيديو ساخر عن واقع سوريا، ولكنه كان إعلانا ترويجيا حقيقيا لوزارة السياحة عرض على التلفزيون الرسمي السوري قبل أيام!!
لا يدري المرء هل يضحك أم يبكي من هذا الإعلان المستفز، ويتساءل عن سوية هؤلاء البشر إن كانوا إلى البشرية ينتمون؟! وإلى أي شعب وإلى أي ملة ينتمون؟! بل وإلى أي سياحة يروجون؟!
شواهد التاريخ تقول أن الأسد هو الذي سيحترق وستبقى سوريا، وإن كانت ستعيش مع دمامل جروحها وتعاني من آثار الدمار الذي أحدثه هولاكو العصر في بلاده وليس في بلاد الآخرين.
فإذا كانوا يحاولون تصوير حال طرطوس والساحل السوري الذي يضم الأقلية العلوية في البلاد، فهل يريدون أن يقولوا لنا إن هذه هي سوريا أما حلب وحمص وحماة وإدلب ودير الزور والرقة وريف دمشق والغوطة، وغيرها من حاضرة الشام ليست جزءا من البلاد؟! أم أنهم يريدون أن يقولوا لأتباعهم استعدوا لكانتون ساحلي معزول عن بقية سوريا لضمان نقاء عرقهم الطائفي كما فعل الصرب في البوسنة مثلا، بعد أن فشل هؤلاء في حرب التطهير الطائفية التي قادوها بالتحالف مع إيران وروسيا بما في ذلك توطين الآلاف من الإيرانيين في مدن سورية بما فيها دمشق. وإن لم يكن كذلك، فلم لا يحاول هؤلاء الجهلة المجرمون الترويج للسياحة عبر آثار حمص التي دمرت عن بكرة أبيها وأصبحت حاراتها وحواريها ومساجدها وأماكن الجذب السياحي فيها أثرا بعد عين؟! أو لسياحة في قلعة حلب التاريخية التي دمر جزء منها جراء المعارك الطاحنة التي تدور حولها وفيها، وأدت إلى تهجير مئات الآلاف منها ومن ريفها إلى تركيا؟! لم لا يصور هؤلاء براميل الموت والدمار وهي تهطل على المدن السورية كهطل المطر لتحول البشر إلى أشلاء والأبنية إلى حجارة؟! هل يريد هؤلاء سياحة في نواعير حماة التي هجر الكثير من أهلها أو أودعوا في سجون الجلادين أو أصبحوا أسماء مجهولة لا يعلم بمكان وجودها أحد؟! لقد غدت سهول الشام الخضراء مرتعا لهمجيتهم وساديتهم وإهلاكهم للحرث والنسل، وتحولت إلى سهول مقفرة بعد أن هجرها أهلوها من شدة الدمار والقتل. هل يريد هؤلاء سياحة في المياه الزرقاء النقية وهم يفرشون اليابسة بأنهار الدماء ويجعلون البشر يهيمون على وجهوهم هربا من الموت الذي يطاردهم، فيلجأ بعضهم لمنافذ ساحلية ضيقة أو من سواحل المتوسط عبر قوارب الهلاك والموت التي لا يصل راكبوها إلا على شفا الموت فيما يغرق جلهم. الحقيقة أن مروجي هذا الإعلان لا يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا، بل يفعلون ذلك بكل وعي وإدراك، ولكنه إدراك النرجسيين السفاحين معدومي الأخلاق والذين يعيشون لنفسهم ولطائفيتهم المنبوذة. وهذه هي عقلية نظام الأسد الذي يتغذى على دماء وأشلاء شعبه ويتلذذ بالدمار الذي يوقعه في بلده ويستدعي إيران وروسيا للدفاع عنه ويسلم البلاد لهم حفاظا على كرسيه وحكمه. هذه هي العقلية التي تدار بها سوريا منذ زمن وتكرست في السنوات الأخيرة بعد الثورة، وكان لها آثارها الكارثية ليس على سوريا فحسب وإنما على المنطقة العربية بأسرها. فلم الاستغراب إذا من هذا الإعلان السياحي الفاجر، فقد سبقه قيام أحد جنود الأسد بالترويج لزواجه على أنقاض مدينة حمص المدمرة! فهل بعد القتل والذبح ذنب.
هذه هي عقلية نظام الأسد الذي يتغذى على دماء وأشلاء شعبه ويتلذذ بالدمار الذي يوقعه في بلده
وقد أدى بغي النظام الطائفي في سوريا وحلفائه الإيرانيين وامتداداتهم في لبنان والعراق وأفغانستان بالإضافة إلى روسيا إلى مقتل وجرح نحو مليونين من أبنائها وتهجير نحو نصف أبنائها إلى الداخل ومخيمات اللجوء في لبنان والأردن وتركيا ونزوح مئات الآلاف لأوروبا، هذا فضلا عن أعداد المهاجرين أو المهجرين من سوريا قبل 2011، والذين زاد عددهم عن عدد سكان سوريا الذين تجاوزا 25 مليون نسمة قبل الثورة. فإذا كان الإعلان السياحي أثار القرف والاشمئزاز في النفوس السوية، فإنه يعبر عن حالة النظام السوري وأتباعه وما وصلوا إليه من حال لم يعودوا يروا فيه إلا أنفسهم، فيما يستخدمهم الأسد كقرابين في المحرقة التي يشعلها في سوريا، ومع ذلك لا نسمع من هؤلاء إلا عبارة "الأسد أو نحرق البلد". إلا أن كل شواهد التاريخ تقول أن الأسد هو الذي سيحترق وستبقى سوريا، وإن كانت ستعيش مع دمامل جروحها وتعاني من آثار الدمار الذي أحدثه هولاكو العصر في بلاده وليس في بلاد الآخرين.
مدونات الجزيرة

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>