قال الرئيس أوباما أنه يتألم بسبب الصراع في سوريا، لكنه لم يأتِ على ذكر شيء يتعلق بإحداث بعض التغيير لوضع حد للحرب الأهلية الدموية في البلاد. وفي مقابلة له مع المؤرخ دوريس كيرنز غودوين، والتي نشرت يوم الأربعاء في مجلة فانيتي فير، أخبره الرئيس أوباما بالتالي: "هذه الأوضاع في سوريا.. تؤرقني على الدوام".
ومع اقتراب انتهاء عهده، يقول أوباما أن السؤال الذي يحتل المرتبة الأولى في ذهنه هو "ما الذي كان ينبغي علي أن أقوم به على نحو مختلف، على امتداد السنين الخمس أو الست المنصرمة، لإيقاف المذبحة في سوريا".
وأضاف:" إنني أسأل نفسي بالفعل، هل كان هنالك شيء لم نفكر فيه؟ أم هل كانت هنالك أية خطوة أبعد مما عرض علي ربما تكون خطوة تمكن تشرتشل من رؤيتها أو استطاع أيزنهاور اكتشافها؟".
وقد وصف النقاد الوضع في سوريا بما يمكن تسميته "أكبر وصمة عار" على إرثه في السياسة الخارجية.
إذ بلغت حصيلة القتلى في الحرب الأهلية التي استمرت في البلاد طيلة خمسة أعوام إلى ما يقرب 500.000 شخص، كما أججت الحرب أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
هذا وقد حثّ كل من الديمقراطيين والجمهوريين الرئيس أوباما على التدخل المباشر في الصراع للإطاحة بزعيم البلاد "بشار الأسد". وقد قالوا أن قرار الرئيس بعدم اتخاذ اجراءات عسكرية عقب تجاوز الأسد "للخطوط الحمراء" باستخدام الأسلحة الكيماوية عام 2012، قوض مصداقية الولايات المتحدة في الخارج.
وكان أوباما قد عرض مساعدات محدودة على الثوار في سوريا فضلاً عن إرساله للطائرات والفرق الخاصة إلى المنطقة للقتال ضد داعش. هذا وقد ساعد في زيادة عدد اللاجئين السوريين المقبولين في الولايات المتحدة ليصل إلى 10.000 لاجئ.
غير أنه لطالما استبعد خيار التدخل العسكري واسع النطاق ورفض إنشاء منطقة حظر جوي أو حتى إقامة مناطق آمنة لإيواء اللاجئين.
وعندما سئل عما أحدثه من تغييرات خلال فترة رئاسته عموماً، لم يذكر أوباما إجراء تغييرات محددة.
وقال في ذلك: "أعلم أن هنالك مشاكل وأنا أقول هذا لنفسي دائماً ربما لو كنت موهوباً أكثر بقليل، لتمكنت من إيجاد حل للأزمة. لكن ذلك ليس بسبب اعتقادي أن ما فعلته كان خاطئاً، إنما اعتقادي بأن ذلك كان يتطلب قدرات ومواهب لينولكن. بل على العكس، ليست هنالك الكثير من الحالات التي أستذكرها فأقول أن القرار الذي اتخذناه أو المسار الذي سلكناه كان المسار الخاطئ".
ترجمة ريما قدّاد
http://thehill.com/homenews/administration/297154-obama-syrian-conflict-haunts-me
المصدر: السوري الجديد
↧