يتحدث الإيرانيون عن سورية بصفاقة ما بعدها وكأن سورية محافظة إيرانية وليست وطنا لهُ أهله أو كأنه لا يوجد فيها شعبا سوريا وإنما شعبا إيرانيا. وهذا هو تماما حال الروسي أيضا. فلم تعد الوقاحة لدى الحديث عن سورية مقتصرة على الأمريكي والإسرائيلي وإنما انضمّ إليها الإيراني والروسي.
يقف الإيرانيون عقبة أمام إنجاز الحل السوري ما لم يأتي وفق شروطهم وبما يخدم مصالح إيران أولا وذلك بعد أن بات النظام من رأسهِ وحتى أسفلهِ رهينة لقرار الروس والإيرانيين الذين يبحثون عن مصالحهم الإستراتيجية وطموحاتهم الإمبريالية حتى لو تقسّمت سورية إلى عشرات القِطع ولا يعنيهم لا مستقبل وطن ولا مستقبل شعب، وكل تصريحات الإيراني والروسي تؤكد ذلك، فهُم يتحدثون عن سورية وكأنها وطنا بلا شعب، أو كأنها أرضا داشرة، ومن حقهم هُم أن يحددوا مستقبلها ومصيرها وأن يفرضوا حكامها بعد أن سيطروا على كل ثرواتها وخيراتها من نفط وغاز وفوسفات وبنوا القواعد العسكرية إلى ما لا نهاية دون أي مقابل سوى مقابل واحد وهو حماية النظام الذي ارتبط كله بشخص وربط مصير سورية كله بشخص. ثم بعدها يكذبون ويقولون أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بينما نصفه نازحا ومشردا والباقون في الوطن يرزحون تحت نير القمع والقهر والرعب والخوف.
رجاء أترِكوا الشعب السوري يقرر مستقبله، فأنتم تبقون غرباء كما أي قوات غريبة على الأرض السورية وعليكم أن ترحلوا كما غيركم. لا نريد أية قوات غريبة على الأرض السورية أيّا يكن دورها(إلا إن جاءت بقرار أممي من مجلس الأمن)، ولا نريد أية قواعد أجنبية فوق الأراضي السورية كانت من تكُن، فكلها قواعد أجنبية استعمارية مهما تعددت أوصافها ومهما كانت الدول التي تمتلكها.
روسيا اليوم تمارس ذات الدور الإمبريالي الاستعماري الأمريكي وما تصريحات نائب رئيس وزراء روسيا روغوزين يوم 20/12/2017 التي أوضح فيها أن روسيا لن تدخل الاقتصاد السوري بصفة " فاعل خير" أو دولة مانحة وأنها لا تنوي التساهل فيما يخص مصالحها وأرباحها حتى إن كان الأمر مع سوريا.. وأضاف: “علينا أن نفكر كيف نجني الأموال لميزانيتنا، لمواطنينا، وللناس الذين ينتظرون أيضاً مقابلاً ما، لقاء العمل الكبير الذي قامت به روسيا الاتحادية على الأراضي السورية”.
وعبر روغوزين بوضوح عن الجوانب التي تجعل روسيا تولي سوريا هذا الاهتمام اقتصادياً، وقال إن “سوريا بلد غني بلا حدود، يحصدون هنا المحصول ذاته ثلاث وأحيانا أربع مرات في العام، ويوجد هنا ثروات باطنية وموقع جغرافي فريد من وجهة نظر النقل، والكثير غيره”. وقال إن “الشركات الروسية تملك الحق المعنوي في تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة في سوريا، لاسيما في ظل وجود العسكريين الروس الذين سيبقون هناك للحفاظ على السلام والاستقرار”.
إذا الأمر واضح جدا فهم يطمعون في ثروات سورية ويعترفون أن سورية بلدا غنيا ولكنهم لا يلومون هذا النظام الفاسد الذي جعل من شعب سورية شعبا من أفقر شعوب العالم، ليس خلال هذه الحرب فقط وإنما قبل الحرب بعقود من الزمن وذلك نتيجة نهبِ ثروات الوطن وأمواله ووضعها في الحسابات الخاصة لأهل السُلطة وأهل الحُكم والنفوذ. ولذلك فمهما كانت سورية غنية فما الفائدة إن كان يتربع على صدر السلطة والحُكم فيها مجموعة من اللصوص عديمي الشعور الوطني وعديمي الضمير ولا يخضعون لأية محاسبة لأنهم فوق القانون وهُم الحُكام والمرتكبون وهم القضاة. لو كان يحكم سورية أناسا أمناء وشرفاء ونظيفون على مدى العقود الطويلة الفائتة لَكانَ دخل المواطن السوري كما دخل المواطن في أية دولة خليجية وما كان السوريون من أفقر وأتعس حتى شعوب البلدان الأفريقية الغنية بالثروات ولكن شعوبها جائعة نتيجة فساد الأنظمة الحاكمة.
ماذا سيستفيد السوريون من الغنى والثروات التي تتمتع بها بلادهم حتى في ظل هذه الاستثمارات الروسية والإيرانية؟. لن يستفيدوا شيئا. فالفقر سيزداد والثراء على حساب الوطن وثرواته سوف يزداد وسيتقاسم ثروات الوطن المافيا الروسية مع المافيا السورية التي تتحكم بالبلد. وهذا هو ثمن إبقاء النظام والدفاع عنه.
نوايا روسيا تتكشف اليوم بالكامل ولا يمكنها المزايدة على الولايات المتحدة بالأخلاق واستغلال خيرات الشعوب فقد باتت الوجه الآخر لأمريكا بميدان السباق لاستغلال ثروات الشعوب وحماية أنظمة الفساد والاستبداد والطغيان.
وهذا هو حال الإيراني الذي يتشدق بالإسلام وأخلاق آل بيت الرسول وهم بريئون من كل تلك الأخلاق، فالإمام الحسين ثار على كل أمثال من تدافع عنهم إيران اليوم في سورية تحديدا. الحسين ثار ضد الفساد والفسق والفجور والطغيان والاستبداد واستباحة كرامات الناس وحُرماتها والتلاعب بأموالها، وحياة المجون والترف واستباحة القوي للضعيف ومن أجل إحقاق الحق ودحر الباطل . فهل هذه هي المثُل والقيم التي تقف إيران إلى جانبها في سورية؟.
إيران كما أية دولة ذات أطماع توسعية، لا تعنيها أخلاق ولا قيم ولا مُثُل إسلامية إنما يعنيها جني المكاسب والأرباح والهيمنة وتوسيع مناطق النفوذ حتى لو كان ذلك على يد من هم أبشع بمائة مرة من يزيد، المُهم أنهم يخدمون مصالحها ومقابل ذلك تقف بقوة خلفهم للبقاء في الحُكم، ولتذهب شعوبهم للجحيم. هذا هو إسلامهم وهذه هي أخلاقهم، فماذا يربطهم بأخلاق آل بيت الرسول.
إذا سورية وثرواتها وأراضيها باتت رهينة لروسيا إلى قرن من الزمن على الأقل. وليس أمام الشعب السوري إلا زيادة الفقر والبطالة والجوع والحرمان، مع أن بلاده من أغنى البُلدان، ولكن هكذا يكون مصير الشعوب والبُلدان التي يتحكم فيها المراهقون والحمقى والجهلة ومحدودي الوعي والعقل والتفكير والشعور بالمسؤولية، الذين ينهبون أموال بلدانهم، ويبددون ثروات أوطانهم ويتاجرون بالشعارات التقدمية والقومية حتى باتت شعوبهم من أفقر شعوب العالم وأتعسها ومثار شفقة العالم. أليس هذا هو مصير الدول التي رفعت أنظمتها شعارات التقدمية والقومية كما القذافي ونظام البعث في سورية والعراق؟.
كنا في الماضي نلوم الولايات المتحدة ونهاجمها لأنها تحمي الأنظمة الفاسدة الظالمة المستبدة التي تتقاسم معها خيرات شعوبها وتنهبها، واليوم علينا أن ننظر بذات العين ونفس الرؤية لكلٍّ من روسيا وإيران، فهما تتحالفان أيضا مع أنظمة فاسدة مستبدة وتتقاسمان معها خيرات شعوبها، ولذا فالكل أوجُه متعددة لنفس العملة والكل يعمل بذات المهنة ولا يحق لِبائعة هوى أن تزايد بالشرف على غيرها.
↧
م. سليمان ابراهيم الطويل : وقاحة إيرانية وروسية غير مسبوقة بخصوص سورية
↧
100 ألف يورو من نصيب الطفل السوري محمد الجندي
بات توفير التعليم تحدياً يواجه اللاجئين السوريين في كل أماكن تواجدهم، وهو ما شجع العديد من السوريين للتحرك ومحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه.
الحاجة المتزايدة للتعليم دفعت اليافع السوري محمد الجندي لبناء مدرسة في مخيم للاجئين بلبنان بمساندة من ذويه وتدريس 200 طفل اللغة الإنكليزية والرياضيات، إضافة لهوايته التصوير.
قبل أيام وتحديداً في الرابع من الشهر الجاري منح محمد الجندي ذو الستة عشر عاماً جائزة السلام الدولية في لاهاي، والتي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو، من الحاملة السابقة لهذه الجائزة عام 2013، والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2014، الباكستانية ملالا يوسفزاي، علماً أنه تخصص هذه الجائزة للفتيان القصّر، الذين أثبتوا جدارة بالالتزام بحقوق الطفل، منذ عام 2005.
فيما دعا محمد العالم لمنح الفرصة للاجئين السوريين، ومعاملتهم كأشخاص طبيعيين، وتابع “أؤكد لكم أننا أشخاص مثلكم، ونعيش في العالم نفسه”.
من جانبها قالت الفائزة بالجائزة ذاتها ‹ملالا› على فوز الجندي في بيان صادر عن مؤسسة ‹kids rights› التي تمنح هذه الجائزة، إن “مستقبل سورية بأيدي هؤلاء الأطفال، ومستقبلهم يبقى مرتبطًا بتعليمهم”، كما أثنت على جهود محمد، لمساعدته الأطفال اللاجئين على التعلم، رغم الظروف التي يمر بها السوريون.
‹الجندي› المقيم مع عائلته في السويد خاطب الذين يتحدثون عن اللاجئين السوريين في لبنان كمشكلة “أقول للأشخاص الذين لا يريدون أن يكون اللاجئون هنا، بأننا لم نرغب في المجيء، إلا أنها الحرب”.
أطفال المخيمات يعانون من تردي الظروف المعيشية، وخاصة التعليم، حيث بلغ عدد الأطفال السوريين الذين حرمتهم الحرب من الذهاب إلى المدرسة، حوالي مليوني طفل، وفق إحصائيات اليونيسيف الأخيرة.
المستقبل غير واضح ولا يمكنني السيطرة عليه، لذلك توقفت عن القلق بشأن ذلك. أريد أن أركز على ما يمكنني القيام به الآن"، هي الفكرة التي انطلق منها اللاجئ السوري المراهق محمد الجندي منذ أربع سنوات، وأسس مدرسة للاجئين في لبنان، ونال نتيجة جهده الجبار جائزة دولية مرموقة.
هي الجائزة ذاتها التي نالتها مالالا يوسفزاي عام 2013، وسلّمتها أمس الإثنين لنظيرها الفتى محمد الجندي (16 عاماً) في احتفال نظمته مؤسسة "كيدز رايتس" الهولندية المانحة للجائزة في جنيف. ويعود اختيار محمد من بين قائمة المرشحين إلى مجهوده في الدفاع عن حقوق الطفل بشجاعة، وعمله مع الأطفال اللاجئين واستخدامه التصوير الفوتوغرافي والألعاب لمساعدتهم على التعلم والمتعة والشفاء أيضاً.
وبدأ محمد مشروعه التعليمي وهو في الثانية عشرة من عمره، بإصراره على بناء مدرسة وتوفير التعليم لمئات الأطفال الذين فروا إلى لبنان للهروب من الحرب.
يُشار إلى أن قائمة المتنافسين الأخيرة قبل إعلان الفائز أمس الاثنين، تضمنت فتاة تدعى فاي هازيان (15 عاماً) من إندونيسيا، والفتى تيمون رادزيك (16 عاماً) من بولندا إلى جانب محمد الجندي من سورية الذي رشحته للجائزة "الرابطة السورية للمواطنة". مع العلم أن قائمة المرشحين الطويلة ضمت 169 إسماً من 55 بلداً وهي القائمة الأطول هذا العام منذ تأسيس الجائزة. ويجدر الذكر أن الجائزة الدولية أطلقتها مؤسسة "كيدز رايتس" الهولندية في عام 2005.
وكان محمد صغيراً، عندما لجأ مع عائلته قسراً إلى لبنان، وهرباً من الحرب المدمرة والمهددة للحياة. لم يستسلم أبداً لكنه قرر إنشاء مدرسة في مخيم للاجئين الذي استقر فيه في وادي البقاع. واستعان بأقاربه ومتطوعين للمساعدة في تشييد بناء يكون أساساً لمدرسة، وتعليم مجموعة من المواد من اللغة الإنكليزية والرياضيات إلى التصوير الفوتوغرافي.
وبعد ثلاث سنوات، بات في رصيد المدرسة التي بُنيت بجهود وإصرار محمد ومساعديه أكثر من 200 طالب، بعضهم لا يزيد عمرهم عن خمس سنوات، وعدد من المعلمين المحترفين، يقدمون دروساً عن المساواة بين الجنسين، وأخرى متخصصة بمحو الأمية للاجئين البالغين.
وقال محمد الجندي الذي بات في السادسة عشرة من عمره، الفائز بالجائزة الدولية لعام 2017، في حديث هاتفي مع مؤسسة تومسون رويترز: "شعرت بالسعادة لأنني لم أكن مجرد مدرس، بل صديقاً، وأصبحنا أسرة - نحن أقوى معاً".
وتابع "ما فعلناه ليس مجرد تعليم القراءة والكتابة، ولكن إعطاء اللاجئين الشباب مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم". وأوضح الجندي "من المهم جداً إعطاء هؤلاء الأطفال تعليماً، وإلا فإنهم سيصبحون جيلاً مفقوداً".
وقالت مالالا، البالغة من العمر 20 عاماً، وتدرس في جامعة أوكسفورد البريطانية، في حفل توزيع الجوائز في لاهاي، بعد أن سلّمت الجائزة إلى محمد "كما يعلم محمد، فإن مستقبل سورية يعتمد على أطفالها، ومستقبلهم يعتمد على التعليم".
وذكرت مؤسسة "كيدز رايتس" إن أكثر من 2.5 مليون طفل سوري لاجئون يقيمون في لبنان. وكثيرون منهم يكافحون للحصول على ما يكفي من الطعام المغذي، أو الحصول على الرعاية الصحية، ونصف الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً هم خارج المدرسة.
وقتلت الحرب الأهلية السورية، منذ بدئها عام 2011 مئات الآلاف من السكان واقتلعت 11 مليوناً من ديارهم.
↧
↧
20 قتيلاً من قوات النظام بتفجير نفق داخل إدارة المركبات العسكرية بريف دمشق
قتل وجرح العشرات من قوات النظام اليوم الأربعاء 20 كانون الأول/ديسمبر، إثر تفجير نفق دخل إدارة المركبات العسكرية قرب مدينة "حرستا" بالغوطة الشرقية.
وقالت مصادر ميدانية إن 20 عنصراً من قوت النظام قتلوا وأصيب العشرات بجروح، إثر تفجير نفق تحت رحبة التذخير داخل إدارة المركبات، فيما تحدثت أحرار الشام عن أن المبنى مليء بجنود النظام.
وكانت أحرار الشام أعلنت أن المعارك والاشتباكات ستستمر ما دام النظام يغدر ويخلف بجميع الاتفاقيات المبرمة مع حليفته روسيا، والتي هي الأخرى أنكرت وجود أي اتفاق بخصوص الغوطة الشرقية رغم عقده مع عدة فصائل هناك، قبل أن تعود وتصف تلك الفصائل بالإرهابية والتابعة لداعش.
وأدى القصف المستمر على الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين لسقوط عشرات القتلى من المدنيين، كان آخرهم مقتل أم وإصابة طفلها ذو الشهرين بإصابة في رأسه أدت لفقدانه عينه اليمنى وقد أطلق ناشطون حملة تضامنية معه تحت هاشتاغ "كلنا كريم".
↧
العاهرة ياسمين أسامي: عملت مع النظام منذ 2012 وأوقعت بالثوار عبر الهاتف
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيل لـ"ياسمين أسامي" بصوتها، تقر فيه بعمالتها للنظام، ومحاولتها الإيقاع بشباب من الفصائل للحصول منهم على معلومات وتقديمها لمشغليها من كبار ضباط المخابرات، الذين ذكرت بعضهم بالأسماء.
بدأ التسجيل بتعريف لـ"ياسمين أسامي" عن نفسها بالاسم والمهمة، موضحة أنها "متطوعة بالدفاع الوطني"، وشاركت في أعمال حربية، كما اشتغلت على جمع المعلومات. ويظهر التسجيل مدى الأريحية والوضوح اللذين تتكلم بهما "أسامي" عن نفسها، عطفا على أن التسجيل كان مرفوعا لضابط رفيع في مخابرات النظام، في محاولة لتعريفه بتاريخها، أي إنه بمثابة "سيرة ذاتية" أو "CV" صوتية. وأفادت "أسامي" بأنها متزوجة وأنها تقطن حي الميدان (وسط دمشق)، مقرة بأن تعاملها مع النظام وحواجزه بدأ منذ انطلاق المظاهرات (عام 2012) في حيّها (حي جوبر)، وأنها زارت فرع الخطيب (فرع للمخابرات العامة بدمشق) بعد خروجها من جوبر. وأضافت: "رحت (ذهبت) لعند المقدم عمار وتعاملت معه، بعدين (ثم) تطوعت بالشرطة وصرت (أصبحت) أشتغل مع الدفاع الوطني، العقيد محمد مخلوف، الرائد حنا بركات، العقيد فايز الأسطة، بعدين طلعت عند العقيد محسن نفنوف وصرت أشتغل على داريا وهديك (تلك) المناطق، بعدين العميد شفيق مصة كمان (أيضا) اشتغلت معه". ولخصت "أسامي" طريقة عملها مبينة أنها عندما تحصل على هاتف لأي "مسلّح"، تقوم بالتواصل معه وتتكلم معه مرة أو مرتين، ثم تحاول التظاهر بأنها ستبتعد عنه، وهنا لا يستطيع من ابتلع الطعم المقاومة، ويزداد تعلقا بها، وعندما تجد أنه لا يزودها بما تريد تعود للتظاهر بأنها ستهجره، فيخضع ويمدها بالمعلومات. وزعمت "أسامي" أنها لم تكن تتقاضى مقابل ما تقدمه للنظام أي مكافآت مادية، باستثناء 3 مكافآت تلقتها من العقيد محمد مخلوف والرائد حنا بركات، وأن المكافأة الواحدة كانت تساوي "نصف راتب موظف متطوع"، ما يعادل 7 آلاف و500 ليرة (13 دولارا تقريبا)، أي إن مجموع ما تلقته يقارب 40 دولارا. واللافت أن هذه المكافأة الهزيلة لم تكن لتصرف مقابل معلومة واحدة، بل لقاء مجموعة من المعلومات، كما أفادت العميلة". وحسب "أسامي" فإن باقي الأطراف الذين عملت معهم لم يقدموا لها مكافآت مادية، لكنهم لم يقصروا في تقديم خدمات أخرى، من قبيل تسهل تنقلها وعائلتها بين المناطق. وبإماطة اللثام عن بعض ما قدمته "أسامي" للنظام، تكون "زمان الوصل" قد رفدت سلسلتها المسماة كشف العملاء بتقرير إضافي، ربما يعطي صورة ولو مصغرة عن الدور الذي يلعبه جواسيس النظام -وما زالوا- في تحقيق الاختراقات التي يصعب على ضباط المخابرات تحقيقها بشكل مباشر.
https://www.youtube.com/watch?v=D2 rHRSz1 Y
المصدر: زمان الوصل
المصدر: أخبار السوريين
↧
حزبان معارضان ينسحبان من حكومة كردستان العراق
قالت مصادر بحركة التغيير (كوران)، أمس الأربعاء، إن الحركة الكردية المعارضة البارزة سحبت وزراءها من حكومة إقليم كردستان العراق وإن يوسف محمد، العضو بالحركة، استقال من منصبه كرئيس لبرلمان الإقليم. كما انسحبت من الحكومة الجماعة الإسلامية بإقليم كردستان (كومال) وهي حزب معارض آخر له تمثيل أصغر في البرلمان. وتأتي الاستقالات بعد يومين من الاضطرابات والمظاهرات التي شابتها أعمال عنف احتجاجاً على التقشف المستمر منذ سنوات وعدم دفع رواتب العاملين بالقطاع العام، وسط حالة من التوتر بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد. وطالب بعض المحتجين بإسقاط حكومة الإقليم.
وفرضت قوات الأمن الكردية في السليمانية، ثاني محافظة في إقليم كردستان العراق، أمس الأربعاء، إجراءات مشددة بعد مظاهرات استمرت يومين تخللتها أعمال شغب أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة نحو 200 بجروح.
وانتشرت قوات الأمن؛ بينها عناصر مكافحة الشغب المجهزة بخراطيم المياه، على مختلف الطرقات في مدينة السليمانية؛ كبرى مدن المحافظة، وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم تشهد شوارع المدينة مرور سوى أعداد قليلة من السيارات، فيما أغلقت محال كثيرة أبوابها، خصوصا في ساحة السراي، وسط السليمانية، الموقع الرئيسي للتظاهر. كما فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة في مناطق متفرقة بمحافظة السليمانية.
وفي رانية؛ الواقعة على بعد 130 كيلومترا شمال غربي السليمانية، حيث قتل 5 أشخاص وأصيب 70 بجروح أول من أمس، تجمع متظاهرون، أمس، رغم انتشار القوات الأمنية في شوارع البلدة وتوجهوا إلى مقر لحركة «التغيير» ورشقوا المبنى بالحجارة، وفقا لشهود عيان.
ولم تشهد المنطقة احتجاجات كبيرة أمس. وقالت مصادر أمنية لـ«رويترز» إنه جرى نشر قوات أمن من أربيل عاصمة الإقليم للمساعدة في إخماد التوتر بالمدينة. وبعد اضطرابات يوم الثلاثاء فرضت السلطات حظرا للتجول في عدة بلدات استمر في بعض منها اليوم الأربعاء. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن احتجاجات محدودة في بلدات منها رانية وكفري.
وتصاعد التوتر في المنطقة منذ أن فرضت الحكومة المركزية في بغداد إجراءات مشددة بعد أن أجرى الإقليم استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر (أيلول) صوت الأكراد فيه بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال. وأثارت الخطوة التي مثلت تحديا لبغداد قلق دول مجاورة مثل تركيا وإيران ولدى كل منها أقلية كردية.
ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من 80 آخرين الثلاثاء، عندما نظم أكراد مظاهرات لليوم الثاني على التوالي. وهاجم المحتجون أيضا مكاتب للأحزاب السياسية الرئيسية في محافظة السليمانية يومي الاثنين والثلاثاء.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق (يونامي)، أمس، إنها «قلقة للغاية» بشأن العنف والاشتباكات أثناء الاحتجاجات في الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وقالت يونامي في بيان: «من حق الشعب المشاركة في مظاهرات سلمية وعلى السلطات مسؤولية حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون السلميون». وأضاف البيان «نحث قوات الأمن كذلك على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين. وتدعو يونامي المتظاهرين لتجنب أي أعمال عنف بما في ذلك تدمير الممتلكات العامة والخاصة».
ودعت القوة كذلك حكومة إقليم كردستان إلى احترام حرية الإعلام بعدما داهمت قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) مكاتب قناة (إن آر تي) التلفزيونية الكردية الخاصة في السليمانية وأوقفت بثها.
تحظى موجة الاحتجاجات التي انطلقت في إقليم كردستان في اليومين الأخيرين باهتمام واسع داخل الأوساط السياسية والشعبية العربية، وتنظر جهات مدنية وصحافية في بغداد بعين القلق لحالات الاعتداء التي مارستها قوات الأمن الكردية على المحتجين وتسببت بمقتل ما لا يقل عن 5 وجرح العشرات من المتظاهرين، إلى جانب القلق من الاعتداءات التي طالت بعض الصحافيين وإغلاق القناة التلفزيونية «NRT» واعتقال مالكها شاسوار عبد الواحد.
وأصدر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس، بيانا أهاب فيه بالمتظاهرين بـ«تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم إلحاق الضرر بالمباني الحكومية ومقرات الأحزاب السياسية». ودعا السلطات الأمنية إلى «التحقيق العاجل مع مسببي الحادث ومحاسبة المقصرين». كما طالب حكومتي بغداد وإقليم كردستان بـ«العمل الجاد والفوري للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، واتخاذ خطوات جدية وعملية لحسم مشكلة الدفع المنتظم لمرتباتهم ومستحقاتهم المتأخرة». وجدد معصوم تأكيده على ضرورة البدء بحوار جاد وفوري وشامل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لحل جميع الخلافات بين الجانبين على أساس الدستور.
وكان الرئيس العراقي، عقد أمس، اجتماعا موسعا في «قصر السلام» ببغداد، ضم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ورئيس المحكمة الاتحادية العليا مدحت المحمود، إضافة إلى نواب رئيس الجمهورية الثلاثة؛ نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي، ونائب رئيس مجلس النواب آرام الشيخ محمد، وعدد من قادة الأحزاب والكتل البرلمانية.
وذكر بيان الرئاسة أن الاجتماع «تدارس مختلف الجوانب اللازمة لتهيئة أفضل الأجواء لمستلزمات الانتخابات التشريعية المقبلة». لكن مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أشارت إلى أن «الأزمة الكردية الحالية لم تغب عن الاجتماع الرئاسي».
من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال مؤتمره الأسبوعي، الثلاثاء الماضي: «لن نقف متفرجين إزاء أي خرق خارج القانون في التعامل مع المواطنين، والحكومة الاتحادية عليها واجب حماية المواطن والممتلكات في كل مكان». وليس من الواضح طبيعة الإجراءات التي سيتخذها العبادي لحماية المواطنين الكرد في ظل التعقيد الحاصل في العلاقة بين بغداد وأربيل.
بدوره، دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، إلى «التهدئة في إقليم كردستان».
وقال الجبوري في بيان صادر، إن «ما يجري في كردستان يجب ألا يخرج عن إطار التظاهر السلمي الذي كفله الدستور، وأن يبقى ضمن إطار المطالب المشروعة بتحسين الخدمات وتوفير العيش الكريم»، وأضاف أن «المظاهرات حق من حقوق الشعب وممارسة سليمة يمكن من خلالها المطالبة بالحقوق»، مؤكدا أنه «يقف مع حقوق الشعب ومطالبه سواء في كردستان أو في أي بقعة من أرض العراق، على ألا تتجه أساليب التظاهر إلى العنف والتخريب وتعريض حياة الآخرين للخطر».
من جانبها، أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن قلقها من سقوط ضحايا وجرحى في المظاهرات التي حدثت في كردستان. ودعت في بيان أصدرته، أمس، حكومة الإقليم إلى الاستجابة الفورية لطلبات المتظاهرين وإطلاق سراح معتقلي الرأي وصرف مستحقات رواتب المواطنين المتأخرة وإفساح المجال أمام الإعلاميين للعمل بحرية.
وأعلن بيان المفوضية دعمه المظاهرات السلمية والمطالبة المشروعة بالحقوق وحق التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور العراقي، لكنها طالبت المتظاهرين بـ«ضبط النفس ونبذ العنف وعدم المساس بالمؤسسات الحكومية والمحافظة على أموال ومباني الدولة».
وأصدرت جماعة الحراك المدني «مستمرون» بيانا أعربت فيه عن قلقها من تطورات الأحداث في إقليم كردستان.
وأشار البيان إلى حق المتظاهرين في الخروج للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي يكفلها الدستور العراقي، عادّاً أنه «من المؤسف أن تتجه هذه الأحداث نحو العنف والصدام إن كان من قبل المتظاهرين أو من الأسايش والقوات الأمنية في الإقليم».
وقام متظاهرون، أول من أمس، بإشعال النيران في مقرات لأحزاب «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الإسلامي»، وسيطروا على مبنى قائمقامية رانية.
من جانبه، قال رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني الذي يوجد في ألمانيا، مساء الثلاثاء، لوسائل الإعلام، إن «الإقليم يشهد فترة صعبة، ويمكن تفهم غضبكم». وأكد دعمه المظاهرات السلمية قائلا: «لكن العنف مرفوض. أطلب منكم تنظيم مظاهرات سلمية».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
رئيس الوزراء الجزائري الأسبق بن فليس يتهم انفصاليي القبائل بـ{التآمر على الوطن}
عبّر علي بن فليس، رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، عن سخطه من «متآمرين يبحثون عن ضرب الوحدة الوطنية»، وقال: إنهم يقفون وراء الاضطرابات التي تعيشها منطقة القبائل منذ أسبوعين، والتي كان سببها رفض البرلمان المصادقة على ميزانية تسمح بتدريس اللغة الأمازيغية في كل المدارس.
وقال بن فليس أمس خلال لقاء بالعاصمة مع أطر الحزب المعارض، الذي يقوده «طلائع الحريات»: «إن تلاميذ وطلبة المدارس والجامعات، وبخاصة بتيزي وزو وبجاية والبويرة (منطقة القبائل بالشرق)، ينظمون منذ 15 يوماً مسيرات وتجمعات سلمية للمطالبة بالعناية الكافية باللغة الأمازيغية، وتعميم تدريسها وإلغاء الطباع الاختياري لها، والتطبيق الفعلي للتدابير الدستورية المتعلقة بالأمازيغية، المكرسة في الدستور المعدل سنة 2016».
وأوضح بن فليس أن حزبه «يتفهم هذا الغضب في مواجهة غياب الإرادة السياسية للنظام القائم لاتخاذ كل الإجراءات التشريعية والتنظيمية، وبخاصة ما يتعلق بإصدار قانون عضوي يتعلق بتفعيل أحكام المادة 4 من الدستور، المكرسة للأمازيغية لغة رسمية، ووضع الهياكل وتوفير الوسائل الضرورية، لجعل هذا الترسيم فعلياً في الميدان».
وكان بن فليس يشير إلى مشاركة الآلاف من الجزائريين في مظاهرات في منطقة القبائل؛ احتجاجاً على رفض البرلمان تخصيص ميزانية لتدريس اللغة الأمازيغية في كل المدارس بالبلاد. وعد الناطقون بالأمازيغية هذا الرفض بمثابة «موقف عدائي» ضد ثقافتهم التي يتهمون السلطات بـ«طمسها»، مع أن لغتهم أضحت منذ بداية 2016، بناءً على مراجعة دستورية، لغة رسمية بجنب اللغة العربية.
وأدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعديلاً على الدستور عام 2002، جعل بموجبه من الأمازيغية لغة وطنية. وجاء ذلك عقب مواجهات دامية بين قوات الأمن وقطاع من السكان القبائل، وقعت عقب مقتل شاب على يدي دركي، وخلفت الأحداث 121 قتيلاً.
ويعود الجدل حول تدريس الأمازيغية إلى اقتراح إدخال تعديل على قانون الموازنة لسنة 2018، تقدم به برلمانيو «حزب العمال» اليساري، جاء فيه دعوة إلى رفع قيمة ميزانية مشروع «ترقية اللغة الأمازيغية»، وأن «تسهر الدولة على تعميمها في كل المدارس العمومية والخاصة، على أن يكون التدريس إجبارياً في إطار تطبيق مخطط تدريجي». لكن تم رفض هذا المقترح بحجة أن السلطات العمومية «بذلت وما زالت تبذل مجهوداً مهماً في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، فضلاً عن ذلك هناك هيئة وطنية تتمثل في المحافظة السامية للأمازيغية، التي تتولى القيام بمهمة تطوير الأمازيغية».
وأدان بن فليس «قمع المظاهرات السلمية، والاعتداء المتواصل على الحق في التظاهر السلمي وعلى حرية التعبير المكرسين دستوريا»، وقال إنه «مستاء من التبريرات المخادعة وغير المقبولة كحجة نقص الوسائل، أو ثقل البرامج الدراسية المقدمة لتبرير التقاعس والحصار المضروب على تعميم تعليم اللغة الأمازيغية». وأضاف موضحاً أن «حزب طلائع الحريات، الذي اعتبر دوماً معركة الهوية، بعداً أساسياً في المعركة من أجل الديمقراطية وبناء دولة القانون، يعيد التأكيد بأن الأمازيغية هي من المكونات الأساسية للهوية الوطنية».
وأشاد بن فليس بـ«نضج الطلبة والتلاميذ، الذين لم يقبلوا بتحويل مطلبهم الشرعي عن هدفه ومبتغاه من طرف ناشطين متآمرين، يريدون استغلال هذه القضية الوطنية للمساس بالوحدة الوطنية ووحدة الشعب الجزائري بكل مكوناته وثوابته، ولتلهية المواطنين عن الانسداد السياسي والأزمة الاقتصادية والوضعية الاجتماعية الصعبة التي يمر بها بلدنا»، في إشارة إلى تنظيم انفصالي محلي يطالب باستقلال منطقة القبائل. وتتحاشى الحكومة الدخول في مواجهة مع أعضائه، حتى لا يظهروا في صورة «أقلية مهضومة الحقوق».
وكان بن فليس من أبرز مساعدي بوتفليقة، ودخل في صراع حاد معه عندما أعلن رغبته الترشح للرئاسة عام 2004، وكان يومها مدعوماً من طرف رئيس أركان الجيش الفريق محمد العماري.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
بعد اتهامها بـ«الخيانة» استنفار القوات الكردية شرق سوريا…والنظام يتواصل مع عشائر عربية
سجل استنفار أمني في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية شرق سوريا، بعد اتهامها بـ«الخيانة» من قبل الرئيس بشار الأسد واعتبار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد هذه القوات مشابهة لـ«داعش»، في وقت بدأ النظام السوري إعادة فتح قنوات مع قادة عشائر شرق سوريا لمواجهة محتملة مع الأكراد.
وكثفت الشرطة الكردية (آسايش) و«وحدات حماية الشعب» الكردي دورياتها في مدن منبج وتل أبيض ورأس العين والدرباسية والقامشلي والقحطانية والحسكة دورياتها وعززت نقاطها بعناصر إضافية خوفاً من تحرك أبناء العشائر العربية الذين يرفضون هيمنة الأكراد على مناطقهم بإشارة من النظام.
وقال مصدر في محافظة الحسكة: «تصريح الأسد لم يصف الأكراد بالخيانة، بل وصف كل من يعمل تحت المظلة الأميركية بالخيانة وهذا الأمر ينطبق على الأكراد والعرب والمسيحيين والتركمان باعتبارهم مشاركين في قوات سوريا الديمقراطية التي تعمل تحت المظلمة الأميركية». وأضاف: «رد فعل الأكراد على تصريحات الأسد كان قاسيا ولا يقل عن تصريحه فقد وصفوه بالخيانة باعتباره فتح أبواب سوريا أمام كل الإرهابيين. وغياب أي رد فعل من جميع المكونات الأخرى، يشير إلى أن وحدات الحماية الكردية وباقي الفصائل الكردية المشاركة معها تعمل تحت المظلة الأميركية وهم من ينسقون ويتواصلون مع الأميركيين لأنهم بصراحة لا يثقون بالعرب وغير هم من قوات سوريا الديمقراطية التنسيق فقط مع الوحدات الكردية، وهذا ما أكده الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو بعد انشقاقه منتصف الشهر الجاري».
واتهمت «قوات سوريا الديمقراطية» في بيان الأسد بـ«الخيانة». وقالت: «الأسد وما تبقى من نظام حكمه، هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة وتجلياتها، بما أن هذا النظام هو المسؤول مباشرة عن فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض، كما أنه هو بالذات الذي أطلق كلَّ الإرهابيين من سجونه ليوغلوا في دماء السوريين بمختلف تشعباتهم». وأضافت: «النظام الذي ما زال يراهن على الفتنة الطائفية والعرقية ويتخندق وَفْق هذه المعطيات، هو ذاته أحد تعاريف الخيانة التي إن لم يتصدَّ لها السوريون ستؤدي بالبلاد إلى التقسيم، وهو ما لن تسمح به قواتنا بأي شكل من الأشكال». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن «إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في سوريا أمر قابل للتفاوض والحوار في حال إنشائها في إطار حدود الدولة».
ووصف المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة التابع للإدارة الذاتية في بيان تصريحات الأسد بأنها «كانت متوحشة بمثابة إعلان حرب جديدة على كل مناطقنا المحررة التي لم يميز بين مكوناتها، وكأنه بمعنى من المعاني يريد إعادة إنتاج الماضي الأسود القاتم لكل مكونات شعبنا العربية والكردية والسريانية والشيشانية والتركمانية وغيرها عبر اتهامها بالخيانة والتبعية. لا يحق لمن كان السبب في تدمير البلاد والعباد وملأ هذا الوطن بميليشيات الموت المرتزقة من كل أصقاع العالم أن يتهم القوى التي حاربت الإرهاب وحافظت على أمن واستقرار المنطقة بالخيانة».
ورد المقداد على موقف الأكراد ووصف «قوات سوريا الديمقراطية» بأنها «داعش» جديد في الشمال الشرقي من سوريا. وقال أمس: «هناك داعش آخر قد يسمى قسد، ويحاول الأميركيون دعمها ضد إرادة الشعب السوري». وأضاف: «هي في خدمة أميركا وخدمة المخططات الغربية ضد شعب سوريا وضد الدولة السورية»، معتبراً أنه «من يعمل على تفتيت الدولة السورية، ويضع شروط على إعادة دمج المناطق السورية ببعضها ليس بسوري ولا يمكن الوثوق به».
النظام السوري الذي ما زال يستند إلى قواعد له في شمال شرقي سوريا من عرب وأكراد وتركمان ومسيحيين وغيرهم، باشر ومنذ عدة أشهر إلى التواصل مع شيوخ عشائر العربية والتركمانية والكردية وغيرهم بعد اتخاذ الكثير منهم مواقف ضد النظام بسبب تصرفاته وخاصة في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة والتي سيطر عليها تنظيم داعش. وكانت طائراته لا تفرق بين عناصر التنظيم والمدنيين، بل كانت تستهدف المدنيين أكثر وإشارات استفهام حول معارك وهمية بين عناصر التنظيم وقوات النظام التي سيطرة على مواقع عسكرية كان من الصعب السيطرة عليها لولا وجود تفاهمات وجر الثورة السورية إلى التطرف وخلق تنظيمات متطرفة شمال شرقي سوريا، بحسب نشطاء معارضين. وقال أحدهم: «شواهد كثيرة على تحالف النظام مع مسلحي داعش والذي سلم لهم محافظة الرقة وريف دير الزور الشرقي والغربي ونصف محافظة الحسكة».
وكان النظام وجد ضالته في ضغط «الوحدات» على العرب شمال وشرق سوريا ونظرة بعض عناصر إلى العرب للعودة إلى فتح قنوات التواصل مع شيوخ العشائر عبر أقاربهم ومعارفهم في دمشق وبعض المحافظات السورية الأخرى، ووجد الشيوخ عودة التواصل مع النظام فرصة لتخلصهم من «الوحدات» وقيادتها التي تتبع لجبل قنديل مقر حزب العمال الكردستاني وممارساتهم ضد العرب في تلك المناطق وصلت إلى حد المواجهات في مدينة منبج منتصف الشهر الماضي عندما فرضوا التجنيد الإجباري.
وقال أحد الشيوخ: «إذا فرض على أبنائنا التجنيد سنرسلهم للخدمة في الجيش السوري الذي سيعود إلى المنطقة عاجلاً وليس آجلاً ولن نرسل أبناءنا للخدمة العسكرية وتقديم التحية لعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني».
تواصل النظام مع شيوخ العشائر لم يقتصر على الداخل، فقد أعاد النظام الشيخ نواف راغب البشير شيخ قبيلة البكارة واحدة من أكبر العشائر العربية في شمال وشرق سوريا من صفوف المعارضة إلى دمشق، وأظهره بأنه داعم للنظام عبر مساندة فصيل لواء «محمد الباقر» المكون من أبناء البكارة ونشر صورا له مع قادة الفصيل في مدينة دير الزور إلى جانب العميد عصام زهر الدين الذي قتل منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال أحد أبناء العشيرة: «إيران هي من أعادت الشيخ نواف البشير من تركيا وهو يقيم في حي كفر سوسة بدمشق تحت حراسة إيرانية. ولم يسمح له لقاء أي مسؤولين سوري، بل هو شخص منبوذ بالنسبة لهم بل وقصة إعادته استغلت فقط إعلامياً فقط».
تحالف «الوحدات» الكردية مع النظام السوري بني في البداية على مواجهة كل حراك شعبي في مناطق شرق سوريا، واعتبر عدد من المسؤولين السورين في تصريحات لهم أن «الوحدات الكردية هي جزء من القوى الوطنية». لكن هذا الوصف تلاشى بعد هجوم تنظيم داعش على مدينة الحسكة بتاريخ 25 يونيو (حزيران) 2015، حيث امتنعت «الوحدات» عن المشاركة لصد الهجوم على المدينة لأكثر من 20 يوماً من بدء الهجوم. ووعد قائد «الوحدات» الكردية الملقب بـ«لوند حسكة» بأن يشارك في صد هجوم «داعش» بعد مقابلة محافظة الحسكة السابق محمد زعال العلي، وقد وعد حسكة أن «تكون الوحدات الكردية إلى جانب الجيش والقوات الرديفة له في صد الهجوم»، بحسب مصدر. وأضاف: «قرار الوحدات الكردية ليس بيدهم هناك من يوجههم وهذه مشكلة بالنسبة لتعامل الحكومة السورية معهم، والتي ترفض لقاء أي مسؤول كردي ليس سوريا».
وتابع: «بعد هجوم داعش كانت قيادة الوحدات تنتظر سقوط مدينة الحسكة بيد تنظيم داعش وتقوم باستعادتها من تنظيم داعش وبذلك تفرض سيطرتها عليها بحكم الأمر الواقع، إلا أن صمود الجيش والقوات التي قاتلت معه أضاع الفرصة منهم، ودخلوا لتثبيت نقاط كان الجيش استعادها وبسطوا سيطرتهم عليها».
هذه السيطرة أوجدت حالة من الشك بين الحلفاء ضد تنظيم داعش، بل وصلت إلى حالة المواجهات عندما بدأت «الوحدات» تفرض سيطرتها على أغلب أحياء مدينة الحسكة والسيطرة على مقارها الحكومية وما كان من الصدام بد. وقال قائد إحدى المجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي: «مع تمادي عناصر الوحدات الكردية في التعرض لنقاط الجيش والقوى الأمنية والرديفة لهم كان لا بد من المواجهة مع القوات الكردية، وهذا ما حصل وتدخل سلاح الجو في قصف مقرات الوحدات والآسايش في مدينة الحسكة بداية شهر أغسطس (آب) عام 2016، وعندها أدرك قادة الوحدات أن الحكومة السورية لن تسمح بسيطرتهم على محافظة الحسكة، وكل ما يقومون به هو تحت السيطرة بالنسبة للحكومة السورية».
وتعول الحكومة السورية في تواصلها مع شيوخ العشائر ووجهاء مناطق شمال وشرق سوريا على العنصر العربي، الذي يشكل نحو 70 في المائة من «الوحدات» الكردية، بحسب تصريحات قياداتها التي تنظر إلى هؤلاء كـ«مرتزقة»، كما يقول الشيخ محمد الفارس شيخ عشيرة طي في سوريا. وأضاف: «الوحدات تنظر إلى عناصرها العرب كمرتزقة وهم وقود أي معركة يدخلها الأكراد». وتابع: «عندما يكون الأمر يتعلق بالوطن سيكون العرب وكل شرفاء محافظة الحسكة وكل سوريا يدا واحدة ضد أي مشروع انفصالي أو غيره».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
انطلاق «آستانة – 8» اليوم بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن
تنطلق اليوم الجولة الثامنة من المشاورات في آستانة حول الأزمة السورية، بمشاركة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وممثلين عن الولايات المتحدة والأردن. وقالت وزارة الخارجية الكازاخية إن وفود الدول الضامنة أكدت مشاركتها في الجولة الحالية من المشاورات.
وتوقعت مصادر أن تشهد «آستانة - 8» تحولاً من التركيز على الملفات العسكرية، التي كانت الموضوع الرئيسي لعملية آستانة منذ بدايتها، إلى مسائل من ملفات التسوية السياسية. وقال مصدر مطلع على سير التحضيرات للقاء «آستانة - 8»، إن وفود الدول الضامنة ستستعرض الوضع وما تم تحقيقه في مناطق خفض التصعيد في سوريا، ورجح لـ«الشرق الأوسط» الانتقال في سياق بحث الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، إلى ملف من ملفات التسوية السياسية، موضحاً أن «الحديث يدور حول التصدي للإرهاب، وتحديداً (جبهة النصرة) في إدلب، وكيفية معالجة هذه المشكلة، بغية تمهيد الأجواء بشكل أفضل للعملية السياسية»، لافتاً إلى توجس في أوساط سياسية، لم يحددها، من «احتمال أن تتحول مناطق خفض التصعيد إلى عامل تقسيم كأمر واقع إن فشلت الدول الراعية للتسوية السورية في دفع عجلة المفاوضات السياسية نحو نتائج ملموسة». ولم يستبعد المصدر إثارة ملف التصدي للإرهاب بصورة خاصة من جانب وفد النظام السوري.
وقالت «ريا نوفوستي» نقلا عن مصدر مطلع إن المشاركين في «آستانة - 8» سيركزون اهتمامهم بصورة خاصة على مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، ورجح أن «يعمل المشاركون على بعض القضايا التي يقترح بحثها في سوتشي، مثل الدستور والانتخابات»، وأكد أن الموضوع الثاني الذي سيبحثونه هو الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وتشهد المحافظة مواجهات، وتتعرض لقصف جوي، تحمل المعارضة القوات الروسية والنظام السوري المسؤولية عنه، بما في ذلك حملت قوات الدفاع المدني والمرصد السوري لحقوق الإنسان طائرات إما روسية أو تابعة للنظام المسؤولية عن قصف مركز سكني في معرشورين في محافظة إدلب، سقط نتيجته 19 قتيلا من المدنيين، بينهم 6 أطفال. ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس قصفها المركز السكني وقالت في تصريحات رسمية إن مقاتلاتها لم تشارك في عمليات في تلك المنطقة.
ويتوقع أن يصل دي ميستورا اليوم الخميس إلى موسكو، حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، حول التسوية السورية. وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروس أمس، إن «دي ميستورا سيصل موسكو لبحث مجمل مجموعة المسائل المتصلة بالتسوية السورية، بناء على نتائج الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف، وآفاق الدعوة لمؤتمر الحوار السوري»، وأشار إلى أن «موسكو ستدعو دي ميستورا لدفع العملية السياسية بقدر أكبر من الموضوعية والنشاط، وأن يكون أكثر توازناً في تقديراته، وأن يعمل بنشاط مع المعارضة، حتى لا تضع أي شروط مسبقة للحوار مع وفد الحكومة». وكانت موسكو حملت وفد المعارضة السورية المسؤولية عن فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، بينما حمل دي ميستورا المسؤولية صراحة لوفد النظام السوري، وقال: انتهى طرح شروط مسبقة ما يعني أنه غير مستعد للمفاوضات المباشرة. ورفض وفد النظام بحث أي من القضايا التي طرحها دي ميستورا، مثل الدستور والانتخابات وأصر على بحث التصدي للإرهاب فقط، بينما أجرى دي ميستورا محادثات موسعة حول تلك المسائل مع وفد المعارضة، وأثنى على تجاوبهم.
إلى ذلك، قال ديميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن الكرملين على قناعة بأن كل الدول القادرة على الإسهام بقسطها في التسوية السياسية في سوريا يجب أن تدلي بدلوها، وذلك في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول رأس النظام السوري، وتحميل باريس دمشق المسؤولية عن فشل «جنيف - 8». وقال بيسكوف إن «الكرملين لا يريد التدخل في تبادل الآراء بين دمشق وباريس»، لافتاً إلى أن الكرملين يرى أن «الأسد نفسه كان ولا يزال رئيسا شرعيا للجمهورية العربية السورية». وكان الرئيس ماكرون قال إن «بشار الأسد عدو للشعب السوري. أما بالنسبة لي فعدوي هو تنظيم داعش»، وأضاف أن «بشار الأسد سيبقى هناك بسبب حمايته من قبل من حقق الانتصار مباشرة على الأرض، إن كانت إيران أو روسيا. ولا يمكننا القول إننا لا نريد أن نتكلم معه أو مع ممثليه».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
قضية مرسيل غانم تتفاعل…والمجتمع المدني يدخل على الخط
تحوّل الادعاء على الإعلامي مرسيل غانم وملاحقته قضائياً، إلى قضية رأي عام وحريات في لبنان، خصوصاً بعد رفض قاضي التحقيق في جبل لبنان نقولا منصور تسلّم مذكرة الدفوع الشكلية التي قدّمها النائب بطرس حرب بوكالته القانونية عن غانم، ومن ثمّ إصدار مذكرة إحضار بحق الأخير، والطلب إلى القوى الأمنية إحضاره إلى التحقيق بالقوة، ما شكّل سابقة غير معهودة في تاريخ القضاء، استدعت تحركات على الأرض دعت إليها منظمات المجتمع المدني رفضاً لما سمته «سياسة كمّ الأفواه»، وتراشقاً كلامياً من العيار الثقيل بين وزير العدل سليم جريصاتي والنائب حرب.
ودعت منظمات المجتمع المدني في لبنان، كلّ المهتمين بقضية الحريات والدفاع عنها، إلى التحرك والاعتصام ظهر اليوم (الخميس) أمام مبنى وزارة العدل «دفاعاً عن الحريات الإعلامية والحريات العامة، ورفضاً لسياسة القمع وكم الأفواه التي تمارسها السلطة السياسية ضد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين والصحافيين وحتى السياسيين والنواب المعارضين».
واعتبرت المنظمات الداعية للتحرك أن «السكوت عن الممارسات القمعية لوزارة العدل، والسكوت على تسييس القضاء وتسخيره لأغراض الحاكمين، أدى إلى سلسلة من أعمال التوقيف والتحقيق والملاحقة القضائية لمجموعة من أصحاب الرأي المعارض». ورأت أن «ما يجري منذ فترة، يرمي إلى إرهاب الناس وتخويفهم من ممارسة حقهم الدستوري في المعارضة الديمقراطية، التي لا يمكن أن يُحكَم البلد من دونها».
وكان وزير العدل سليم جريصاتي قال في تصريح إلى محطة «otv» التابعة لـ«التيار الوطني الحرّ» الذي ينتمي إليه: «إلى الشيخ أمين (الجميل رئيس الجمهورية الأسبق) والشيخ بطرس (حرب) التزما القانون والقضاء ولن يحصل غير ذلك». وأضاف: «لو تكلم بطرس حرب بصفته نائباً فسيكون كلامه سياسياً، أما لو تكلم بصفة محامٍ فكان عليه الحصول على إذن الكلام». وتابع جريصاتي: «شيخ بطرس، التحقيق سرّيّ، وإفشاء سرية التحقيق جرم يعاقب عليه القانون، ولا أحد يستطيع أن يفشي سرية التحقيق، أما أنت فأفشيتَ».
وأثارت ملاحقة مرسيل غانم بهذه الطريقة استغراب كثير من السياسيين ورجال القانون، وقال وزير العدل السابق والمرجع القانوني إبراهيم نجّار في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى على صديقي معالي الوزير سليم جريصاتي، وعلى فخامة رئيس الجمهورية (ميشال عون) عدم المتابعة في هذا المسار القضائي»، مذكراً بأن «الحريات في لبنان مقدسة، ونحن معنيون بالمحافظة عليها مهما كان الثمن».
لكنّ كلام جريصاتي الذي ينطوي على تهديد وتلويح بالملاحقة، استدعى رداً سريعاً من النائب حرب، الذي قال: «يا معالي الوزير صرختنا، وصرخة كل أحرار هذا البلد، أن تلتزم أنت القانون وتحترم استقلالية القضاء، وألا توحي بإخباراتك الانتقائية للنيابة العامة التمييزية أنك تمارس كوزير للعدل، دور جلاد حرية الرأي والإعلام، فلستَ في موقع يسمح لك بإلقاء العظات على من أمضوا حياتهم يحترمون القوانين ويناضلون من أجل استقلالية القضاء».
وتابع: «أما تعليقك على ما ورد في مؤتمري الصحافي الذي عقدته البارحة (أول من أمس)، فإنني عقدته بصفتي مواطناً لبنانياً حراً يؤمن بنظام الحريات الذي دفعنا ثمن حمايته دم الشهداء، بالإضافة إلى تعرضي شخصياً لمحاولة اغتيال بسببه، فإذا كنت قد ارتكبت جرماً برأيك، فأدعوك إلى ملاحقتي، وإذا لم أفعل، فليس من شأنك التعليق على ما أقوم به»، مذكراً بأن «مسألة الحصول على إذن كمحامٍ، فهذا أمر لا يعنيك، بل هو محصور بيني وبين نقابة المحامين»، معتبراً أن وزير العدل «بات غير قادر على التمييز بين إفشاء سرية التحقيق وعرض وقائع لا علاقة لها بمحتوى التحقيق، الذي لا يجوز أن نطلع عليه، ولم نطلع عليه لنفشي محتواه، وهو ما يجب أن يعرفه وزير العدل القانوني، وهذا ما يفترض لتأكيد حصوله أن يكون قد اطلع عليه الوزير شخصياً لكي يزعم أنني أفشيتُه، وهو ما يدلل على تدخله في مجريات تحقيق قضائي».
إلى ذلك عبّر منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، عن تخوفه من «استبدال النظام الأمني اللبناني السوري، بنظام أمني لبناني إيراني». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «تدخل حزب الله بالقضاء بات واضحاً، بدليل تصريح وفيق صفا (رئيس وحدة الأمن والارتباط في الحزب) في السادس من الشهر الحالي، الذي أعلن فيه أنه اتصل بوزير العدل (سليم جريصاتي)، وطلب منه تحريك القضاء ضدي بزعم المسّ بالذات الإلهية»، لافتاً إلى «انهيار الساحة الأمنية بين لبنان وسوريا والعراق واليمن، بدليل وجود قاسم سليماني في البوكمال، وقيس الخزعلي في جنوب لبنان، والحوثي في الضحية الجنوبية».
وأمام ارتفاع وتيرة الملاحقات التي تطال صحافيين وناشطين، تحدث سعيد عن وجود «خوف حقيقي على الحريات»، لكن أردف: «على الذي ينسى أو يتناسى، أن لبنان عصيّ على العنف، سواء كان هذا العنف عسكرياً أو أمنياً أو قضائياً أو سياسياً»، معتبراً أن «اللجوء إلى هذه الممارسات، هدفه سدّ ثغرات في مكان آخر». وقال: «لو كان العهد قوياً لما لجأ إلى هذه الممارسات»، مؤكداً أن مرسيل غانم «رمز أساسي من رموز الصحافة العربية، والمسّ به هو مسّ بأي رمز من رموز هذا الوطن».
أما رئيس الجمهورية ميشال عون، فأشار خلال استقباله وفداً قضائياً، إلى أنه «لا أحد فوق سلطة القضاء الّذي يحفظ حقوق الجميع ويحمي الكرامات ويحقّق العدالة». ورأى أنه «من غير الجائز التطاول عليه أو التمرّد على قرارات القضاء من أي جهة أتى، لأن واجب الجميع حماية القضاء وتحصينه لا سيما أنّ أحكامه تصدر باسم الشعب اللبناني». واعتبر أن «سقف الحرية الإعلامية هو الحقيقة»، موضحاً أن «رئاسة الجمهورية لم ولن تتدخّل في أي قضية عالقة أمام القضاء، لا سيما منها تلك التي تتصل بإعلاميين».
ودخل مجلس القضاء الأعلى على خطّ هذه القضية، مدافعاً عن الإجراءات التي اتخذها قاضي التحقيق، وقال في بيان إن «المدعى عليه ووكيله لم يلتزما بقرار تقديم الدفوع ضمن المهلة القانونية، وفي جلسة 18 الشهر الحالي لم يحضر المدعى عليه، بل حضر عنه وكيله واستمهل مجدداً للتقدّم بالدفوع الشكلية، دون أن يبيّن أي سبب يبرّر عدم التقدّم بها في المهلة السابقة المحدّدة لتقديمها». وأوضح مجلس القضاء أنه «بعد أن استوفى قاضي التحقيق في مرحلةٍ سابقة ما تنصُّ عليه الأصول القانونية، وبعد غياب المدعى عليه (مرسيل غانم) عن الجلسة الثانية، قرّر عدم قبول حضور المحامي، وإرجاء الجلسة إلى الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل، وإحضار المدعى عليه لمخالفته القرار القاضي بوجوب حضوره بالذات في الجلسة الثانية».
من جهتها، أكدت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، أن «محكمة المطبوعات هي المرجع الأوحد للفصل في القضايا التي تُرفَع ضد الصحافيين والإعلاميين». ودعت إلى «عدم الركون إلى معادلة: القانون في مواجهة الإعلام، والإعلام في تحدي القانون، فكلاهما يتكامل ضمن منظومة مبدأ دستوري تصونها القوانين، وينبغي حمايتها والدفاع، وهي إذ تدين أي استهداف للصحافيين والإعلاميين».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
مصر : نقل «قداس الميلاد» إلى كاتدرائية على بعد 60 كيلومترا شرق القاهرة لأسباب أمنية
أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مصر، أمس، إقامة قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تقع على بعد 60 كيلومترا شرق القاهرة.
ويأتي قرار إقامة القداس بعيداً عن مقر الكاتدرائية الرئيسية في منطقة العباسية بوسط القاهرة بعد نحو 48 ساعة من إعلان وزارة الداخلية «إحباط مخطط لاستهداف دور العبادة المسيحية والمنشآت المهمة، ومقتل 5 أشخاص متهمين بالضلوع في تلك المخططات أثناء محاولة ضبطهم».
وحتى الآن، لم يكتمل بناء مقر الكنيسة في العاصمة الجديدة بشكل نهائي، غير أن بعض المباني الأخرى مثل قاعات للمؤتمرات، وفندق تمتلكه القوات المسلحة، أعلن عن دخولها العمل قبل شهرين تقريباً. وأفاد رئيس مجلس إدارة الشركة الحكومية المسؤولة عن العاصمة الجديدة، أحمد عابدين، في تصريحات صحافية، أمس، بأن 40 في المائة من إنشاءات الكنيسة انتهت، وأن الموقع جاهز لاستقبال القداس.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن يكون الاحتفال بمرور 50 سنة على إنشاء الكاتدرائية الحالية في العباسية في العاصمة الإدارية الجديدة، وقال إنه يجب أن يكون فيها «أكبر كنيسة ومسجد في مصر، وأنا أول المساهمين فيهما». وتبرع الرئيس حينها بمائة ألف جنيه مصري لصالح المبنيين، وأطلق صندوق «تحيا مصر» الرئاسي، دعوة لجمع التبرعات لصالح المشروع نفسه.
وبحسب المعلومات المتاحة عن الكنيسة، فإنها تمتد على مساحة تقدر بـ60 ألف متر مربع تتضمن مقراً للكاتدرائية وبعض المباني الأخرى.
ومساء أول من أمس، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر أمني بوزارة الداخلية، قوله إن «230 ألف رجل شرطة من قطاعات الأمن الوطني، والأمن العام، والأمن المركزي، والنجدة، والمرور، والحماية المدنية، والمرافق، يشاركون في خطة تأمين 2626 كنيسة على مستوى الجمهورية، من بينها ألف و326 كنيسة أرثوذكسية، وألف ومائة كنيسة بروتستانتية ومائتا كنيسة كاثوليكية».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
بعد شهر على حادثة درامية مماثلة.. جندي كوري شمالي ينشق ويهرب للجنوب
أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن جندياً كورياً شمالياً منشقاً وصل إلى الجنوب، عبر المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، بعد مرور شهر على حادثة مماثلة.
وقال متحدث باسم الوزارة، إن الجيش الكوري الجنوبي رصد عبر معدات مراقبة جندياً شمالياً برتبة منخفضة، يعبر الجزء الغربي من المنطقة الوسطى الحدودية، وسط الضباب الذي كان يلف المنطقة، قبل أن يتجه نحو مركز حراسة جنوبي.
ولم يتم إطلاق الرصاص في ذلك الوقت، لكن بحسب المتحدث فإن الجيش الكوري الجنوبي أطلق حوالي 20 طلقة تحذيرية من مدفع رشاش، نحو جنود شماليين كانوا يقتربون من الحدود، بحثاً عن رفيقهم المنشق.
وتأتي هذه الحادثة بعد شهر على انشقاق درامي نادر من نوعه قام به جندي شمالي في بلدة بانمونجوم، وهي المنطقة الوحيدة التي لا يفصل بين الجنود الشماليين والجنوبيين فيها سوى جدار إسمنتي.
وفي تلك الحادثة قاد المنشق مركبته بسرعة إلى الحدود التي تخضع لحماية أمنية مشدّده، ثم ترجّل وبدأ بالجري نحو الجنوب، وسط زخات الرصاص الذي كان ينهمر عليه من الخلف.
وأظهرت لقطات فيديو جنديين من الجنوب يزحفان نحوه ويسحبانه إلى منطقة آمنة، وهو الآن يتعافى من أربع إصابات في مستشفى كوري جنوبي.
وتعد حادثة الخميس الانشقاق الرابع لجندي كوري شمالي عبر المنطقة المنزوعة السلاح هذا العام.
وبعيداً عن بانمونجوم، تمتد بقية المنطقة المنزوعة السلاح بطول 4 كيلومترات، تحيط بها الأشرطة الشائكة وحقول الألغام، ويعتبر عبورها أمراً بالغ الخطورة.
وهذا الأسبوع نقلت وكالة يونهاب عن وزير التوحيد الجنوبي، أن طائرات مراقبة رصدت مواطنين شماليين مدنيين، داخل قارب متهالك بدون محرك، يجنح بهما باتجاه الساحل الشرقي الجنوبي، قبل أن تنتشلهما سفينة قريبة.
هذه التطورات ترفع عدد المنشقين بالإجمال، مدنيين وعسكريين إلى 15، يقصدون الجنوب مباشرة، بحسب بيانات هيئة الأركان في سول، أي ثلاث مرات أكثر من عام 2016.
↧
ترامب يهدد بوقف المساعدات عن الدول التي ترفض قراره بشأن القدس
هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوِّت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إلى سحب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2017: "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا! حسناً، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيراً ولا نعبأ بذلك".
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة نادرة الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بناءً على طلب دول عربية وإسلامية؛ للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضواً، يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول.
وصوَّت الأعضاء الـ14 الآخرون في المجلس، بتأييد مشروع القرار الذي قدمته مصر والذي لم يذكر واشنطن ولا ترامب بالاسم، لكنه أبدى "الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس".
وفي رسالة إلى عشرات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء، اطلعت عليها "رويترز"، حذرت السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية، نيكي هيلي، من أن ترامب طلب منها إبلاغه "الدول التي تصوت ضد" الولايات المتحدة.
وكررت السفيرة ذلك في تغريدة على "تويتر"، قائلةً: "الولايات المتحدة ستسجل الأسماء".
وقال عدد من كبار الدبلوماسيين إن من المستبعد أن يغير تحذير هيلي مواقف دول كثيرة بالجمعية العامة، حيث يندر إطلاق تهديدات مباشرة علنية كهذه.
ورفض ميروسلاف لايتشاك، رئيس الجمعية العامة، التعليق على تصريحات ترامب، لكنه قال: "من حق ومسؤولية الدول الأعضاء التعبير عن آرائها".
ورفض متحدث باسم الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، التعليق أيضاً على تصريحات ترامب التي أدلى بها الأربعاء.
وقال ترامب: "تروق لي الرسالة التي بعثتْ بها نيكي أمس (الثلاثاء) في الأمم المتحدة إلى كل هذه الدول التي تأخذ منا المال ثم تصوت ضدنا في مجلس الأمن، أو يُحتمل أن تصوت ضدنا بالجمعية العامة".
تخويف
يمثل القرار الذي أعلنه ترامب، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، بشأن القدس حياداً عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود، وأثار غضب الفلسطينيين والعالم العربي ومخاوف بين حلفاء واشنطن الغربيين.
كما يعتزم ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتدعو مسودة القرار كل الدول إلى الإحجام عن تأسيس بعثات دبلوماسية في القدس.
وقال دبلوماسي كبير من دولة مسلمة، طلب عدم نشر اسمه، تعليقاً على رسالة هيلي: "تلجأ دول إلى هذا الترهيب السافر، فقط عندما تعرف أنها لا تملك حجة أخلاقية أو قانونية لإقناع الآخرين".
ووصف دبلوماسي غربي، طلب أيضاً عدم نشر اسمه، رسالة هيلي بأنها "تكتيكات سيئة" في الأمم المتحدة، "لكنها جيدة جداً بالنسبة لهيلي 2020 أو هيلي 2024"، في إشارة إلى احتمال خوضها انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأوضح الدبلوماسي الغربي: "لن تفوز بأي أصوات في الجمعية العامة ولا بمجلس الأمن، لكنها ستفوز ببعض الأصوات بين الأميركيين".
↧
عمري 25 عاماً وأبحث عن زوج غني.. هذا ما نصحتني به زوجة رجل مليونير
أجلس وأمامي على الطاولة طبق من الشعيرية. على شاشة التلفزيون مقابلة مع زوجة رجل مليونير، تبدو عادية جداً وتحكي عن حياتها.
لفتت انتباهي وهي تقول إنها إذا لم تتمدد في الشمس بين النخيل، وتتناول المأكولات البحرية النادرة، فإنها تعتبر أن يومها ليس على ما يُرام، وأنها مشغولة بإدارة حسابين على موقع إنستغرام لاثنين من الكلاب التي تقتنيها.
وكنت قادمة لتوي من العمل، في مكتبي الرمادي، مع زملائي المزعجين.
أتأمل حالي وأنا أمضغ بأسناني الشعيرية، أهذا هو كل ما تقدمه لي هذه الحياة؟!
بدا واضحاً أمامي الآن، أنني يجب أن أتزوج رجلاً غنياً. أعني، يجب أن أكون واقعية. أنا صحفية، ولكني لا أريد أن أموت فقيرة.
بقي فقط أن أعرف، كيف يمكنني العثور على رجل غني؟ كما هو الحال دائماً، سألت جوجل.
ورحت أبحث فيه عن نصائح حول كيفية التعرف على الرجال الأغنياء، وأنا أضع أمامي قدوتي الجديدة: إيرينا بيلر. زوجة أحد المليونيرات، وصاحبة النفوذ، ومؤلفة كتاب "مرحباً سيد ريتش.. هكذا تزوجت رجلي المليونير".
"كلامي إلى كل امرأة لا تؤمن بالفيمينيزم"
مباشرةً في اليوم التالي ذهبت إلى المكتبة، وقلت للبائعة: "من فضلك، أريد كتاب (مرحباً سيد ريتش.. هكذا تزوجت رجلي المليونير).."، فانفجرتْ ضاحكة، وتبعها كذلك رجل آخر كان واقفاً خلفي.
فقلت بصرامة: "هذا كتاب يقدم نصائح مفيدة جداً، لا أدري حقاً ما الذي يدعو للضحك!".
إيرينا بيلر، التي تبلغ الآن من العمر 44 عاماً، نجحت في الزواج بالمقاول السويسري فالتر بيلر، وهي في سن الـ24، أي في مثل سني الآن تقريباً. وقد احتفل فالتر بيلر هذا العام بعيد ميلاده الـ68.
في كتابها توضح إيرينا لكل من تريد أن تكون زوجة رجل مليونير، ما يجب أن تنتبه إليه في أثناء بحثها عن هذا الرجل الغني.
كتبت تقول: "هذا الكتاب للمرأة التي لا تؤمن بالفيمينيزم، ولا تسعى للتحرر والاستقلال، ولا إلى أي شيء آخر من كل هذا الهراء، ولكنه لكل امرأة تحب أن تعيش كامرأة". وهذا بالضبط هو ما كنت أبحث عنه.
"كل الرجال متشابهون فاحتفظي فقط بالأغنى"
في الواقع، اكتشفت العديد من النصائح القيّمة التي كنت أبحث عنها.. على سبيل المثال، أن أنظر إلى نفسي كامرأة؛ وأن أتصرف كملكة؛ وأن أتعلم كيفية تحفيز خيال الرجل، بأن أبدو دائماً غامضة، ومثيرة لفضوله، لا أن أكون مسلية له فحسب.
وعلى الرغم من أن النصائح كانت مفيدة للغاية، فإنها ما زالت غير ملموسة بما يكفي بالنسبة لي حتى الآن. لذلك، كتبت إلى المؤلفة أسألها، إن كان بإمكانها إعطائي تدريباً خاصاً على الهاتف.
وأبدت إيرينا على الفور، استعدادها لدعم تجربتي؛ حتى أستطيع أنا أيضاً أن أتزوج في النهاية رجلاً غنياً.
كان أحد شعاراتها التي تعلمتها: "الرجال جميعاً متشابهون، وعليكِ فقط أن تحتفظي بالأغنى منهم".
"لا يوجد مليونيرات على الإنترنت"
على الهاتف، كان لدى إيرينا أخبار جيدة من أجلي، "يمكنك العثور على رجلك المليونير في أي مكان؛ بمطعم فاخر، في نادي اليخوت، أو بأحد مراكز الاستجمام والاستشفاء الراقية".
لم أتعجب أنني لم أصادف مليونيراً إلى الآن. فأنا نادراً ما أذهب إلى مراكز الاستجمام، أو نوادي اليخوت.
ترى إيرينا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال، أن تبحث المرأة عن رجل غني عن طريق الإنترنت؛ تقول: "المليونيرات الحقيقيون ليس لديهم وقت للتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لن تجدوا هناك غير رجال عاديين".
ولذا، سوف أستثني مواقع الإنترنت من أماكن البحث.
"لا يمكنك مخاطبة رجل مليونير"
سألتُ إيرينا: ماذا عليَّ أن أرتدي وأنا أبحث عن زوجي المليونير؟ فقالت إنني يجب أن أرتدي ملابس أنيقة، ويجب ألا تبدو أناقتي مصطنعة. ونصحتني قائلةً: "لا بد أن تُظهري شخصيتك من خلال ملابسك، هذا أهم من أن تكون الملابس غالية. مثلاً، إذا كان لديك أرجل جميلة، يجب عليك ارتداء تنورة".
إلا أن السؤال الذي كان يهمني أكثر من غيره هو: كيف سأبدأ الحديث مع هذا المليونير؟
ردَّت إيرينا بفزعٍ: "لا يمكنك بالطبع التحدث إلى رجل مليونير، هذا مستحيل".
فسألتها: "ولكن، ماذا سأفعل إذن حتى أتعرف عليه؟".
فقالت: "تُظهري نفسك، يجب أن تُظهري نفسك"، لم يكن هذا مفهوماً تماماً بالنسبة لي، ولكنني لم أجرؤ على طرح المزيد من الأسئلة لمعرفة ماذا تعني بقولها "تُظهري نفسك". واكتفيت بتصوري عما يعنيه هذا.
"الوقوع في حب رجل فقير.. ترف"
التقت إيرينا زوجها المليونير في إحدى الحانات. كانت تجلس مع صديقة لها، وكان هو يحدق في وجهها.
تقول: "كنت أعرف أنه متزوج، لكنني شعرت بأن علاقته قد وصلت إلى نهايتها".
ويبدو أنها كانت على حق. فقد أعطاها فالتر بيلر بطاقته. وبعد 3 أشهر فقط اتصلت به.
تضيف: "كان لدي الكثير من بطاقات المليونيرات، لدرجة أنني كنت أشعر بالحيرة في اختيار أي منهم لأتصل به، يجب ألا تتصلي بالرجال على الفور، ليس قبل مضي بضعة أشهر". كان هذا يبدو معقولاً بالنسبة لي.
سألتها: ولكن، ماذا كانت ستفعل إيرينا لو كانت وقعت في حب رجل فقير؟
تقول إيرينا: "أنا لا أحب الرجال الفقراء، الوقوع في حب رجل فقير نوع من الترف، يجب أن تكوني قادرة على تحمله؛ لأنه بعد ذلك سوف يكون عليك أن تدبري المال بنفسك".
" ينتهي الحب، بينما يبقى المال"
ترى زوجة المليونير أن هذا مضيعة للوقت. قبل فالتر، كانت إيرينا متزوجة بالفعل برجلين آخرين. وهي على قناعة بأن أساس فشل هذه الزيجات، هو أن الرجلين لم يكن لديهما ما يكفي من المال.
تقول: "ينتهي الحب، بينما يبقى المال". مر على زواجها بفالتر 20 عاماً حتى الآن. ولا يرى فالتر أي غضاضة في اعتراف إيرينا علناً بأنها تزوجته من أجل ماله، كما صرح بنفسه في حديثه مع صحيفة Blick السويسرية.
يقول فالتر عن زوجته: "إيرينا إنسانة ذكية، أجمل من الألماس، وأكثر وحشية من القطط. وهي عندي لا تقدَّر بثمن".
وعلى الرغم من أن إيرينا تضع مال زوجها في المقام الأول في علاقتهما، فإنها توضح أيضاً أن "الأمر لا ينجح أبداً من دون عاطفة. حتى لو كان زوجك مليونيراً، فإذا كنت بالفعل لا تحبينه، ولا تحترمينه، وتعاملينه معاملة سيئة، فسوف يتركك؛ لأن المليونير يمكنه الحصول ببساطة على أي امرأة أخرى".
"كلما شعرتِ بالضيق اشتري شيئاً لنفسك"
في رحلتي، يجب أن أمنح نفسي وقتاً كافياً، يجب ألا أتعجل وأختار أول من يقابلني. كان كلامها يحفزني بشكل كبير.
تقول: "سوف ترين كيف يغرقك المال في السعادة، وإذا شعرتِ يوماً بضيق أو ملل، فاشتري لنفسك أي شيء، وسوف تشعرين بأن كل شيء على ما يرام".
بالإضافة إلى ذلك، أعطتني "مدربتي" نصيحة أخرى، أظنها هي الأهم من بين كل النصائح، عندما شددت على أن "أمير الأحلام لا يوجد إلا في الأحلام". وأضافت: "عليكِ بتقديم بعض التنازلات في البداية. وفي الوقت نفسه، يجب ألا تمثّلي وتصطنعي كثيراً، سوف يلاحظ الرجال ذلك. المليونيرات ليسوا أغبياء".
التمثيل مع عدم التصنع في الوقت نفسه أمر في غاية التعقيد. ولكن عليَّ أن أضع أمامي دائماً، أولئك النسوة اللاتي نجحن في اصطياد أزواج مليونيرات. أظن أن هذا لا يبدو مستحيلاً.
لذا، قررت أن أفعل مثلما فعلت إيرينا تماماً. فقد التقت فالتر في حانة راقية عندما كانت مع صديقتها. لذلك، سوف أقنع إحدى صديقاتي بالذهاب معي إلى أحد بارات الفنادق الراقية، وأضع على كتفي وشاحاً أنيقاً وغالياً من الصين، وأبدأ بالتخطيط لأسبوع جديد.
ليست لديَّ أية فكرة حتى الآن إن كنت سأنجح في ذلك المساء في مقابلة "مليونير أحلامي" أم لا.
هذا الموضوع مترجم عن الألمانية
↧
↧
العراق يجرّد الفلسطينيين المقيمين لديه من جميع الحقوق والامتيازات
وثيقة مصدقة من قبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، تقضي بتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق من كافة الحقوق والامتيازات الممنوحة لهم منذ عام 1948 ولغاية تاريخ المصادقة على القرار، فيما أكد مسؤول في ديوان رئاسة الجمهورية بأن "القرار مرفوع من البرلمان بعد مناقشته والتصويت عليه، وأنه جرى التصديق عليه من قبل الرئيس فؤاد معصوم منذ أيام".
وينص القرار العراقي السابق ذو الرقم 202 على أن تتم معاملة الفلسطيني كالعراقي في جميع الامتيازات وحقوق المواطنة باستثناء حصوله على الجنسية العراقية، بما في ذلك منحه الحق في التوظيف والعمل في دوائر ومؤسسات الدولة. ويضاف إلى ذلك منحه حق التعليم والصحة والعمل والتقاعد والبطاقة الغذائية الشهرية والسكن المجاني والإعفاء الضريبي. كما تتضمن الامتيازات إصدار وثائق سفر تمكنه من السفر خارج العراق وإلزام السفارات العراقية خارج البلاد بمعاملته حال مراجعتهم لها كمواطن عراقي، فضلاً عن حق الاقتراض والمعاملات البنكية المختلفة وأي امتيازات أخرى.
وتظهر الوثيقة الصادرة عن مكتب الرئيس العراقي فؤاد معصوم إقراره القانون رقم 76 ديسمبر/كانون الأول 2017، الذي ينص على إلغاء القانون 202 الصادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل في 2001 (إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين) وكل ما يترتب على القانون من امتيازات، ويوضع بموجبه المواطن الفلسطيني في العراق ضمن خانة المقيمين الأجانب بلا أي امتيازات أخرى. والقرار صار نافذاً بعد نشره بجريدة الوقائع العراقية الرسمية بالعدد 4466.
ويترتب على القرار الجديد جملة من الأمور التي تمسّ وضع الآلاف من الفلسطينيين في العراق الذين أمضوا عقوداً طويلة في هذا البلد، من بينها سلب حقهم بالتعليم والصحة المجانية وكذلك السكن ووثائق السفر والبطاقة الغذائية فضلاً عن إبعاد الموظفين منهم من دوائر الدولة ومؤسساتها.
ورفض مكتب الرئيس العراقي الرد على أسئلة حول الدافع إلى هذا القرار، إلا أن مصدرا رفيعا في ديوان رئاسة الجمهورية أوضح إن إلغاء القرار 202 جاء ضمن حزمة قرارات اتخذها العراق إبان حكم صدام فيما يتعلق بغير العراقيين المقيمين في البلاد، وتم وضع القانون 202 حشراً بين تلك القوانين التي يراد إلغاؤها من قبل البرلمان، معترفاً بأن "القرار غير إنساني في ما يتعلق بالفلسطينيين".
من جهته، قال مسؤول في رابطة فلسطينيي العراق، أبرز المنظمات المعنية بشؤون الجالية الفلسطينية في البلاد، إن "القرار سيكون له عواقب وخيمة على الفلسطينيين، خصوصاً الأطفال والنساء، بسبب سلبهم حقوقا طبيعية كانوا يحصلون عليها، واليوم باتت مقابل أموال. ومعروف أن أفقر الجاليات الفلسطينية في العالم اليوم هي الموجودة بالعراق منذ احتلاله عام 2003". ولفت إلى أن السفير الفلسطيني في بغداد، أحمد العقل، لم يتلق أي إخطار رسمي بالقرار خلافا للضوابط والأصول.
وتراجع عدد الفلسطينيين في العراق بعد الاحتلال الأميركي بشكل كبير عقب سلسلة استهدافات مبرمجة من قبل القوات الأميركية، أسفرت عن مقتل وجرح واعتقال العشرات منهم، تبعتها حملة قتل منظمة وطرد وتهجير للآلاف منهم بعد عام 2006 نفذتها مليشيات مسلحة مقربة من إيران أبرزها جيش المهدي ومليشيا بدر ومليشيا العصائب.
وتراجع عددهم اليوم إلى بضعة آلاف يعيشون في ظروف سيئة للغاية وسط انعدام شبه تام للمساعدات الدولية أو الحكومية لهم وتضييق فرص العمل عليهم.
وينحدر غالبية الفلسطينيين في العراق من قرى إجزم وجبع وعين غزال بمدينة حيفا المحتلة، بالإضافة الى مئات العائلات الأخرى من يافا ونابلس والقدس وحيفا حيث حطوا رحالهم في بغداد والبصرة والموصل، وقبلهما الفلوجة التي تعتبر أولى محطاتهم، آتين من الأردن عام 1948.
وبرز من الفلسطينيين في العراق علماء ومثقفون وأكاديميون وشعراء كبار خدموا الدولة العراقية طوال العقود الماضية.
↧
زيد بن رعد يرفض الترشح لولاية ثانية على رأس مفوضية حقوق الإنسان
أكد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، أن "المفوض السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، لن يسعى للترشح لولاية ثانية في منصبه".
جاء هذا التأكيد في اتصال على لسان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إذ قال دوجاريك: "لقد أعلم السيد رعد بن الحسين الأمين العام للأمم المتحدة بالموضوع الأسبوع الماضي، ونرغب بالتأكيد على أن المفوض السامي حظي دائماً بالدعم الكامل من قبل الأمين العام".
ولم يصدر حتى اللحظة أي تصريح أو بيان رسمي عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. لكن الخبر جاء للمرة الأولى اليوم في مجلة "فورن بوليسي" الأميركية، التي أشارت إلى أن المفوض السامي بعث صباح الأربعاء بإيميل للعاملين معه يشرح فيه أسباب قراره عدم الترشح لولاية ثانية قائلاً: "قررت أن لا أسعى لتفويض عن فترة ثانية، نظراً إلى الوضع الجغرافي-السياسي الحالي الذي يشهده العالم، والذي يتطلب الركوع والتغاضي عن بيانات وتصريحات عامة، كما الحد من استقلاليتي وصوتي كمفوض لحقوق الإنسان، ذلك الصوت الذي هو صوتكم".
وكان لافتاً إعلان مكتب الأمين العام وقوفه وراء زيد بن رعد بن الحسين، على الأقل شكلياً، حيث تتعالى الانتقادات لمكتب الأمين العام، لأن غوتيريس يحاول الابتعاد عن أي اشتباك مع الإدارة الأميركية وغيرها من الدول النافذة. في المقابل، حاول المفوض السامي لحقوق الإنسان التطرق للعديد من الأمور الحساسة وانتقاد رؤساء الدول والسياسات التي تخرق حقوق الإنسان.
وكان واضحاً التضارب بين مواقفه ومواقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس. فغوتيريس رفض في أكثر من مناسبة إطلاق أي تصريحات قد تغضب الدول الكبرى أو ذات التأثير القوي في الأمم المتحدة بسبب موقعها الدولي أو أموالها. أما المفوض السامي فكان أكثر وضوحاً مما أحرج في أكثر من مرة الأمين العام، الذي يحاول أن يمسك العصا من الوسط دون فائدة، لأنها تميل في الغالب ناحية الجهات المتطرفة على الساحة الدولية.
وانتقد زيد بن رعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة، حتى قبل أن يفوز بالرئاسة الأميركية نهاية العام الماضي. وقال في أحد تصريحاته إن "ترامب ينشر تعصباً عرقياً ودينياً خطيراً"، كما حذر من تصاعد نبرة اليمين المتطرف والشعبوي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى العنف، واتهمه باستخدام أساليب ترهيب تشبه تلك التي يستخدمها تنظيم "داعش" الإرهابي، ذاكراً إضافة إلى ترامب، كلاً من مارين لوبان في فرنسا ونايجل فارج في بريطانيا والهولندي خيرت فيلدرز.
أما أبرز تصريحاته في الآونة الأخيرة فكانت انتقاداً شديداً لقرار الولايات المتحدة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إضافة إلى تصريحاته، كمفوض لحقوق الإنسان، حول مقتل الفلسطينيين والسجن والتعذيب الذي يعانون منه تحت الاحتلال. وعبر في بيان له، الثلاثاء، عن صدمته إزاء مقتل الفلسطيني إبراهيم نايف إبراهيم أبو ثريا في غزة المحتلة، واصفاً إياه بـ"اللاإنساني والذي لا يمكن استيعابه".
وكانت ساقا أبو ثريا قد بترتا من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008، وقُتل برصاصة أصابته في الرأس وهو على السياج الحدودي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، عندما كان يتظاهر ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
أما بالنسبة لميانمار والجرائم التي تُرتكب هناك، فلم يتردد في اعتبارها "تطهيراً عرقياً"، في الوقت الذي تردد الأمين العام للأمم المتحدة وصفها بذلك على الرغم من إدانتها.
يأتي كل ذلك في وقت هددت فيه الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان بدعوى أنه "يدين إسرائيل" فقط. وتكشف مجلة "فورين لوليسي" في تقريرها الأخير أن غوتيريس طلب من زيد بن رعد التخفيف من حدة لهجته في تصريحاته.
رسمياً، أكدت الناطقة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في نيويورك، رافينا شامداساني، المعلومات الواردة حول الإيميل الذي أرسله إلى فريق عمله، لكن أصرت على أنه لم يستقلْ
يذكر أن المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين كان قد تقلد منصبه في أيلول/سبتمبر عام 2014 بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، بان كي مون.
وكان سابع شخص يتولى المنصب، الذي يتم التجديد له عادة لولاية ثانية، وكان أول شخص عربي ومسلم ومن آسيا يتقلد هذا المنصب. وإضافة إلى تقلده العديد من المناصب الدبلوماسية رفيعة المستوى كسفير لبلاده، الأردن، في واشنطن وللأمم المتحدة في نيويورك، فقد لعب دوراً مهماً على صعيد حقوق الإنسان في منظمات الأمم المتحدة المختلفة، بحسب الأمم المتحدة نفسها، وهو متخصص في "مجالات العدالة الجنائية الدولية، والقانون الدولي، وعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وبناء السلام بعد النزاعات، والتنمية الدولية، ومكافحة الإرهاب النووي".
وقد لعب دوراً مركزياً في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، حيث ترأس المفاوضات المعقدة لتحديد أركان كل جريمة من الجرائم التي تبلغ حد الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. وأصبحت المحاكم في شتى أنحاء العالم تستشهد الآن بتعريف "الجرائم ضد الإنسانية"، بعد أن فُصِّلت "أركانها"، باعتباره تعريفاً ذا حجية.
↧
أستانة 8: المعتقلون وتثبيت وقف إطلاق النار في مقدمة الأولويات
تبدأ اليوم الخميس، جولة أستانة 8 التفاوضية بين وفد قوى الثورة العسكري، ووفد النظام في العاصمة الكازاخستانية، في ظل انخفاض سقف التوقعات بحدوث اختراق مهم على صعيد ملفي المعتقلين والمناطق المحاصرة من قبل النظام، الذي استبق الجولة بتصريحات أكدت نيته المضي بالخيار العسكري، وخلق ذرائع من أجل إفشال أستانة، في تكرار لسيناريو جنيف. وأتت الجولة بعد أيام قليلة من انتهاء جولة جنيف8 بين وفدي المعارضة والنظام، والتي منيت بفشل ذريع نتيجة رفض النظام الانخراط في المفاوضات، خالقاً الذرائع من أجل التهرب من الاستحقاقات السياسية، ومن المتوقع أن يفعل الشيء نفسه من أجل تعطيل مسار أستانة.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخستانية أعلنت، يوم الاثنين الماضي، في بيان، أن "الأطراف المشاركة في الاجتماعات تخطط للمصادقة على ميثاق مجموعة عمل متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين". وأشارت إلى أن "الأطراف ستبحث خلال الاجتماع مسائل متعلقة بمناطق خفض التوتر"، مضيفة أن "الأطراف تنوي المصادقة على بيان مشترك بشأن تطهير المناطق التاريخية المدرجة لدى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) من الألغام في سورية". ويشارك في الجولة الثامنة من أستانة ممثلون عن الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية (روسيا، وتركيا، وإيران)، كما تشارك الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن بصفة "مراقب". وتشارك في وفد الثورة العسكري العديد من الفصائل السورية المقاتلة، ومنها: حركة تحرير الوطن، وفيلق الشام، وحركة نور الدين الزنكي، وحركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وفرقة السلطان مراد، وفصائل الجبهة الجنوبية.
من جانبه، أوضح عضو وفد قوى الثورة السورية العسكري، العقيد فاتح حسون أن "جدول أعمال هذه الجولة المعلن يتضمن استكمال التدابير الواجب اتخاذها للإفراج عن المعتقلين، وتذليل العقبات أمام ذلك"، مشيراً إلى أن "النظام والإيرانيين يضعون عادة هذه العقبات". وأشار إلى أن "الجولة تبحث في التثبيت الكامل لوقف إطلاق النار، تحديداً في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، إضافة إلى متابعة تطبيق منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب باستكمال دخول القوات التركية للمناطق المتفق عليها في الجولات السابقة". ولفت إلى أن "وفد قوى الثورة العسكري سيطرح ملفات عسكرية وإنسانية مع الجانب الروسي وكذلك مع الأمم المتحدة"، موضحاً أن "القرار الدولي 2254 أشار صراحة إلى إطلاق سراح المعتقلين، إلا أن النظام لم يلتزم بذلك". وأكد أن "وفد قوى الثورة العسكري سيفعل ما بوسعه من أجل إطلاق سراح عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام. ولم تتغير بنية وفد قوى الثورة العسكري الذي شارك في الجولة السابعة، ما خلا تعيين أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق، رئيساً للوفد، بدلاً من العميد أحمد بري رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر". وأشار حسون إلى أن "اختيار طعمة رئيساً للوفد ينبع من الحاجة لشخصية تجيد السياسة والتعامل مع الدول بشكل أكبر".
واستبق وزير خارجية النظام وليد المعلم، الجولة الثامنة من أستانة، بالقول خلال جلسة لـ"مجلس الشعب" التابع للنظام، يوم الثلاثاء الماضي، إن "مناطق خفض التصعيد محددة بفترة زمنية مقدارها ستة أشهر قابلة للتمديد"، مضيفاً أن "بقاء هذه المناطق في وضعها الراهن غير مقبول في المرحلة المقبلة، لأن الهدف هو تطهير جميع الأراضي السورية من رجس الإرهابيين".
كما استبق الروس هذه الجولة بتصريحات للسكرتير الصحافي في الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، جاء فيها أن "روسيا لا تزال تعتبر بشار الأسد رئيساً شرعياً لسورية"، في مؤشر على أن موسكو ليست في وارد الضغط على نظام الأسد من أجل تسهيل التفاوض في أستانة.
ورفض النظام في جولات أستانة السابقة الخوض في ملف المعتقلين، خشية مواجهة دعاوى في محكمة العدل الدولية، مع تأكيد مصادر مطلعة ، أن "رئيس وفد النظام قال في جولات سابقة: نريد ضمانات كافية من أجل عدم إقامة دعاوى في المحاكم الدولية من قبل المعتقلين المفرج عنهم".
وكان مسار أستانة بدأ في 23 يناير/ كانون الثاني من "أجل تخفيف التوتر في سورية، ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، والبحث في قضايا إنسانية، منها المناطق المحاصرة، وملف المعتقلين". وتوصّل الضامنون في الجولة الأولى لاتفاق على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سورية، وأنه لا يوجد حل عسكري للقضية السورية.
وعقدت الجولة الثانية من المفاوضات في 15 فبراير/ شباط، وتمخضت عن تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (روسية، تركية، إيرانية) لمراقبة وقف الأعمال القتالية، وتشكيل آلية لتبادل المعتقلين بين قوات النظام والمعارضة المسلحة. وحاول الجانب الروسي تغيير الهدف من مسار أستانة من خلال طرح قضايا سياسية، منها كتابة دستور دائم للبلاد، ولكن وفد المعارضة رفض الدخول بنقاش سياسي، مؤكداً أن "الجانب السياسي محصور في مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة". وقاطعت المعارضة السورية مفاوضات أستانة3 التي عقدت في مارس/ آذار بسبب عدم التزام النظام وحلفائه باتفاق وقف إطلاق النار. وفي الجولة الرابعة من المفاوضات التي عقدت في مايو/ أيار، تم الاتفاق على مناطق خفض التوتر الأربع، وهي محافظة إدلب ومناطق في ريف اللاذقية وريف حلب الغربي، وريف حمص الشمالي، ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى المنطقة الجنوبية في سورية.
وفي الجولة الخامسة التي عقدت في يوليو/ تموز الماضي، لم يتمكن الثلاثي الضامن (روسيا وتركيا وإيران) من التوافق على رسم حدود مناطق خفض التصعيد في سورية. وتمخضت المفاوضات في الجولة السادسة التي عقدت في سبتمبر/ أيلول الماضي عن رسم حدود مناطق خفض التوتر التي أعلن عنها في الجولة الرابعة، وحلّت الخلافات المتعلقة بمنطقة خفض التوتر في كامل محافظة إدلب. وعقدت الجولة السابعة من مفاوضات أستانة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولكنها لم تحقق نتائج مهمة، خصوصاً على صعيد ملف المعتقلين بسبب تعنّت وفد النظام وضامنه الإيراني فتم ترحيل الملف إلى الجولة الثامنة.
- محمد أمين
↧
إذاعة “هوا سمارت”تسرح معظم صحفييها مباشرة ودون سابق إنذار وتوقف بثها
سرحت وكالة "سمارت" للأنباء يوم الأربعاء معظم صحافييها والعاملين فيها نتيجة توقف الجهة الداعمة عن تمويلها.
وعلمت "زمان الوصل" أن رئيس مجلس إدارة وكالة "سمارت" شمسي سركيس عقد اجتماعا للعاملين وأخبرهم بتوقف التمويل وأنه قرر تسريح عاملين مباشرة ودون سابق إنذار، وطلب منهم التوقف عن العمل اعتبارا من اليوم.
وصلت نسبة العاملين المسرحين من الوكالة إلى 95 % حسب قول "سركيس" ضمن الاجتماع، فيما وصلت 100% من العاملين بإذاعة "هوا سمارت" التي أوقف بثها مباشرة.
ويقدر عدد المسرحين بنحو 40 صحفياً وعاملاً فقدوا عملهم مع الاحتفاظ برؤساء الأقسام والمشرفين فقط.
كما سيخفض عدد المراسلين على الأرض أيضاً ليكون مراسلا واحدا في كل محافظة على الأغلب.
وتأسست وكالة "سمارت" للأنباء عام 2014 بمدينة "غازي عينتاب" التركية، وهي وكالة أنباء سورية مستقلة تنتج الأخبار، والصور الفوتوغرافية والفيديوهات حول أهم الأحداث والتطورات في سوريا بمساعدة شبكة مراسليها، وفق تعريفها لنفسها.
وكان قرابة 70 شخصا يعملون في "الهيئة السورية للإعلام" فقدوا وظائفه بسبب توقف التمويل، معظمهم يعملون في الداخل السوري بين صحفي ومراسل ومصور وفني وإداري، بينما كان نحو 25 شخصا يعملون في المقر الرئيسي بالعاصمة الأردنية عمان.
↧
↧
الاتّحاد للطيران تعلّق رحلاتها إلى طهران…هل نشهد مزيداً من التصعيد ضد إيران؟
أعلنت شركة الاتحاد للطيران، وهي شركة الطيران الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تعليق رحلاتها إلى طهران بدءاً من 24 يناير 2018 رداً على إطلاق صاروخ باليستي أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه الرياض.
وكان المتحدث باسم الشركة قد لفت إلى تعديل الشركة رحلاتها وتخفيض عددها إلى رحلتين أسبوعياً بدلاً من خمس من 25 ديسمبر الجاري حتى 23 يناير 2018، مع إعادة أموال بقية المسافرين الذين سبق أن حجزوا رحلات تالية لفترات ما بعد الحظر.
وتأتي هذه الخطوة عقب ساعات قليلة من اعتراض قوات الدفاع الجوي لتحالف "دعم الشرعية"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات في اليمن ضد الحوثيين، "صاروخاً باليستياً".
اتهامات مباشرة لإيران
وعلى الفور، أشار المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، بأصابع الاتهام لإيران بالوقوف خلف الهجوم، قائلاً "إن هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الجماعة الحوثية الإيرانية المسلحة يثبت استمرار تورط دعم النظام الإيراني للجماعة الحوثية المسلحة بقدرات نوعية، بهدف تهديد أمن المملكة السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
كما دعا المجتمع الدولي لاتخاذ "خطوات جدية وفعالة لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة بنقل الأسلحة الباليستية للجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون".
وفي إدانتها الرسمية للحادث؛ لم تتوانَ الإمارات عن توجيه إتهام مباشر لإيران بالوقوف خلف هذا الاعتداء الذي وصفته بـ"الجبان"، ما يعزز أن تعليقها الرحلات لإيران هو خطوة تصعيدية أولى.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد أعلن في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، أن "الأمم المتحدة تحقق في احتمال نقل إيران صواريخ باليستية إلى قوات الحوثي، استخدمت لشن هجمات ضد الرياض".
وشدد غويتريس على خطورة استخدام هذه الصواريخ في الهجمات ضد أماكن آهلة بالسكان لقدرتها على حمل أسلحة نووية.
كما قالت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة: "يمكن النظر في فرض عقوبات على إيران رداً على انتهاكاتها الواضحة لحظر الأسلحة باليمن"، لافتةً إلى طرحها "عدة خيارات للضغط على إيران كي تعدل من سلوكها".
حوادث سابقة
لا يعد هذا أول صاروخ باليستي يطلق من الأراضي اليمينة صوب أهداف سعودية، إذ أعلن التحالف في السابع والعشرين من يوليو الماضي، إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية باتجاه مكة المكرمة لإفساد موسم الحج.
أما في الرابع من نوفمبر الماضي فأكد المتحدث باسم التحالف اعتراض صاروخ آخر كان يستهدف مطار الملك خالد من دون خسائر.
وأشار وقتذاك إلى تورط "دول راعية للإرهاب" بالمنطقة من دون أن يسميها.
تطورات متلاحقة باليمن والمنطقة
وشهدت المنطقة، واليمن تحديداً، تطورات متلاحقة كان أبرزها اغتيال الحوثيين الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح في الرابع من ديسمبر الجاري، واحتجاز قرابة 3000 من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي، وإعدام أكثر من 1000 من كوادره. وهذا ما اضطر الأمم المتحدة لإجلاء موظفيها للإغاثة والأعمال الإنسانية بسبب شدة المعارك الدائرة بين قوات الحوثي والتحالف العربي.
وفيما يتعذر توقع ما قد يحدث بالمنطقة، بات من المؤكد، عقب خطوة تعليق الطيران من قبل أبو ظبي، اتّخاذ خطوات تصعيدية أخرى قريباً ضد طهران، ربما من قبل المملكة، والدول الحليفة لها على الأقل.
المصدر: رصيف 22
↧
كنا عايشين اي يلعن إخت هيك عيشة : عندما قضى حافظ أسد على الفقر والتخلف والرجعية
في صباح شتوي من عام 2009 ذهبت إلى الكراج الشرقي بحلب لاستقل السرفيس المتجه إلى القرية الصغيرة في ريف حلب حيث كنت أدرس، اتحفظ على ذكر اسم القرية، كان عليّ أن انتظر ريثما يمتلء السرفيس بالركاب، انتظرت قليلاً ثم قررت أن اشتري كاسة سحلب مع كعكة لأسكت جوعي، كان الجو بارداً جداً والناس حولي يلفون أجسامهم بالمعاطف والكوفيات وينفثون أنفاسهم وسجائرهم في الهواء على شكل دخان أبيض. صعدت إلى السرفيس وجلست بالقرب من شاب في متوسط العمر، ابتسم لي الشاب وهو ينظر إلى كاسة السحلب، نظرت إليه فتبين لي أنه "درويش" أي يعاني من "إعاقة ذهنية-حركية خفيفة، سألني :" عمو، قديش حق كاسة السحلب؟" قلت له: "خمسة!" بدك وحدة؟"
.
قلي: " مامعي مصاري"
.
قلت له: " مومشكلة" قلت لبائع السحلب أن يعطيه كاسة وكعكة ففعل، فسر الشاب وبدأ يأكل الكعكة ويشرب السحلب بشراهة،
.انطلق السرفيس إلى وجهته وفي الطريق سألني الشاب: " عمو أنت شو بتشتغل؟" قلت له: " أستاذ" فسألته هل هو من القرية التي أدرس فيها فقال : لا، أنا ساكن بالأنصاري، بس بشتغل بمعمل عالطريق"
.
سألته: هل أنت متزوج ؟
.
فقال :" نعم ، عندي بنت" تعجبت قليلاً،
.
ثم سألته عن معاشه فقال " صاحب المعمل عم يشغلني صدقة، بيعطيني 6 آلاف بالشهر، أخي بيشتغل عندو كمان" قلت له :" بس 6000 آلاف؟ " قال :" نعم" سألته: " شلون عم تكفيك؟" قال لي :" الله مابيقطع"
.
سألته : عم تطلع بلا فطور كل يوم، ماهيك؟" فابتسم بشكل خجول وقال : مرتي بتعملي صندويشة زعتر كل يوم بس اليوم ماعملت لأنو ما عنا خبز، ما كان معي اشتري حق خبز..
.
بعد حوار قصير وقبل أن أصل إلى مقصدي، كانت صورة الوضع قد ارتسمت في ذهني، مددت يدي إلى جيبي وكنت قبل يوم قد قبضت راتبي مع مكافأة وقلت له: "مد ايدك! فمد يده لمصافحتي فوضعت في يده مبلغاً بسيطاً فامسك يدي فجأة وقبلها بشكل خاطف، خجلت جداً فقبلته من وجهه، فابتلت عيناه بالدموع..
.
نزلت إلى مدرستي لأجد الاجتماع الصباحي منعقداً والمدير يتحدث بالميكرفون الصغير كيف قضت الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها "الرئيس الخالد حافظ الأسد" على الفقر والتخلف والرجعية فضحكت وضحك المدرسون والمدرسات وشوفير السرفيس ودجاج القرية كلها والموجه التربوي ورئيس فرع حزب البعث في حلب حتى ابتلت وجوهنا.
.
جمال مامو
↧
المحامي فوزي مهنا: هل نحن في قرن ذهاب الدكتاتوريات أم عودتها؟
كلما سقط طاغية كلما ازدادت البشرية سعادةً، من علي عبدالله صالح، إلى روبرت موغابي في أفريقيا، التي ودّعت برحيله آخر الطغاة، بعد أن تربّع على عرش زيمبابوي أكثر من ثلاثين عاماً، مثله مثل بقية الطغاة جاهد موغابي وناور كثيراً لتوريث مزرعته الكبيرة لزوجته، إلا أن فئة من أفراد حزبه والمؤسسة العسكرية، اختارت أن تكون لا بجانبه، بل بجانب الأوطان.
كان لسقوط موغابي قبل حوالي إسبوعين من سقوط الطاغية الآخر صالح، ارتدادات وصلت صداها إلى الخرطوم، الذي ما أن تبلّغها "عمر البشير" حتى طار إلى موسكو مذعوراً، ليستنجد بحامي الدكتاتوريات ، ومتعهدها الحصري "فلاديمير بوتن" طالباً منه حمايته من الملاحقات الأمريكية، فيما واقع الحال يقول حمايته من ملاحقات شعبه الغاضب.
ما حصل في سورية من تدخل عسكري روسي، وغطاء سياسي في جميع المحافل الأممية، لمنع سقوط النظام الحاكم، هو ما دعى البشير لطلب الدعم الروسي، كما يقول الخبير العسكري "أليكسي ليونيكوف" وبالتالي هو ما سوّغ طلبه من موسكو تشييد قاعدة عسكرية لها في السودان، أسوة بقواعدها التي أقامتها في سورية، لأن الحضور الروسي ، استنادا للتجربة السورية ، سيعني إحلال السلام في الإقليم" وفقاً لتصريحات البشير.
شعوب هائمة على وجوهها ، وأوطان يضعها الحاكم في مهب الريح ، ماذا سيكون الثمن، مقابل حماية كرسي السلطان؟ يُجيبنا على ذلك بوتن نفسه، بأن المقابل هو شراء القمح الروسي ، الذي عبّر عن أمله في زيادة صادراته إلى السودان، لتصل هذا العام إلى مليون طن، إلى جانب العديد من صفقات الأسلحة بالطبع، تماماً كما كان يفعل الأمريكيون في بديات القرن الماضي، بدعمهم الأنظمة الدكتاتورية ،الخادمة للمصالح الخارجية في جمهوريات الموز بأمريكا الوسطى.
الغريب في الأمر أن السودان سبق له أن رفع في عهد البشير، شعار "السودان سلة غذاء العالم" باعتباره من أهم بلدان العالم التي تتوفر فيه المياه والأراضي الزراعية، والتي تزيد عن ١٧ مليون هكتار، هذه الزراعة التي تُشكِّل مصدراً حيويا للجزء الأكبر من الشعب السوداني، تفوق نسبته 80% من القوى العاملة.
لم تكن المرة الأولى التي يقايض فيها البشير بين رحيله عن السلطة أو بيع الأوطان، فعندما لوحق من قبل محكمة الجنايات الدولية، وصدرت بحقه مذكرة توقيف في العام 2009 لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لم يجد البشير بداً من التنازل عن ثلث مساحة السودان، وثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، ونصف إيراداته الحكومية، وثلثي احتياطاته من العملة الصعبة، ليصبح السودان بعد ذلك سودانين، مجرداً من معظم مقوماته الإستراتيجية.
تقول الباحثة "ناتاشا إزراو" من جامعة "إيسّيكس البريطانية" إن أغلب الخبراء الذين يدرسون الأنظمة السياسية، يرون أنه "عندما لا تُستبدل السلطة التنفيذية ، عندها نكون أمام دكتاتورية مُطلقة".
تماماً كما هو حال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي سبق لولي العهد البريطاني تشارلز في عام ٢٠١٤ بأن شبهه بهتلر، بوتن الذي يتربّع على سدة السلطة، منذ سبعة عشر عاماً، وكشف منذ أيام عن نيته بالترشح لانتخابات ٢٠١٨ والتي ستستمر حتى العام ٢٠٢٤ وبذلك سيبلغ مجموع حكمه فقط ٢٤ عاما، هذا إذا لم يبادر لترشيح نفسه مرة أخرى أو أكثر.
لم يرغب بوتن في إزعاج البرلمان الروسي للنظر في تأبيد السلطة دستورياً، بعد أن وجد ضالته بـرفيقه، ورئيس أول حملة انتخابية رئاسية له بالعام 2000 "ديمتري ميدييدف" الذي اقترح على البرلمان في عام ٢٠٠٩ تعديل الدستور، لتصبح مدة الحكم ست سنوات، بدلا من أربع، وأخذ يتناوب معه على منصب الرئيس، ومنصب رئيس الوزراء، للالتفاف على النصوص الدستورية، التي تقضي بعدم جواز انتخاب الرئيس أكثر من مرتين متتاليتين.
كذلك هو حال رفيق دربه الكسندر لوكاشينكو، آخر دكتاتور في أوروبا، كما يصفه الغرب، والذي يحكم روسيا البيضاء منذ عام 1994 ومثلهما أيضاً الوريث الآخر لكوريا الشمالية "كيم يونج أيل" الذي حوّل هذه الجزيرة لبلاد الجراد، بل بلاد المحنطات، ثلاثين ألف تمثال، تمجد جميعها "كيم إيل سونغ" مؤسس الجمهورية الديمقراطية الشعبية.
ومثلهم أيضاً "رمضان قاديروف" حاكم الشيشان سلاح بوتن السري، أو عيدي أمين القوقاز كما يوصف، الغارق من جهته في ملفات الفساد والجريمة المنظمة حتى أذنيه، وفقاً لمؤسسات حقوق الإنسان، عندما يكون الحاكم هو الدولة ، هو مصارعها، وهو فريق كرة قدمها، عندها من الطبيعي أن يقوم بتبذير أموال الشعب يمنةً وشمالاً، فقط مليونا يورو دفعها للملاكم الشهير مايك تايسون، ليتصارع معه، ومليون يورو للاعب الشهير مارادونا لموافقته على لعب كرة القدم معه، ومليون يورو للفنانة الأمريكية هيلاري سوانك لحضور حفلة عيد ميلاده، و 350 ألف يورو لمصمم موضة ليقيم حفلا لعرض الأزياء.
رئيس دولة لا يوجد بقاموسه محاكم ولا ويوجد عدالة، عندما سأل أحد الصحفيين الرئيس قاديروف عن قتلة والده، أجاب بكل فخر:“لقد قتلتهم جميعا، وسوف أطارد كل من كان يقف وراءهم حتى أقتلهم، وعن المعارضين له قال: أنهم مجرد قطاع طرق، أما عن بوتن فيقول: أنه يستحق أن يبقى رئيساً مدى الحياة، "أني على استعداد للموت من أجله، نحن بحاجة لقيادة قوية ، والديمقراطية مجرد تلفيق أمريكي".
الطيور على أشكالها تقع، ففي حين يُزنِّر بوتن نفسه بعدد من الأَنظمة الاستبدادية، من رفاق الأمس في الحزب الشيوعي من حكام دول آسيا الوسطى، التي لا تعرف أَي اعتبارات لحقوق الإنسان ولا لسيادة القانون، نراه يتحالف مع كل الأنظمة المستبدة في العالم، وليس أدّل على ذلك من تحالفه مع إيران، أقرب حلفائه اليوم، حيث أسوأ أنواع الدكتاتوريات (الدكتاتورية باسم الدين) ثم تحالفه مع كوريا الشمالية، التي تعاني أشد الكوارث، في حرياتها واقتصادها وفي تعليمها، والكارثة الأكبر هي في طاغيها، الذي جوّع شعبه وحوّله مثله مثل بقية الأنظمة المستبدة، لمجرد ريبوتات تبايع وتتوعد، وتؤيد وتهتف باسم القائد.
تقول المستشارة أنجيلا ميركل، ابنة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، التي كانت تخضع يوما لعسس الرفيق بوتين، ٍ"إن أي سعي بشري لا يتضمن طلب الحرية، إنما هو سعي لا قيمة له" من بوتن لنتنياهو إلى ترامب، إلى البشير وأمثاله من طغاة، مروراً بمرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة مارين لوبان، زعيمة حزب اليمين المتطرف، التي لم تجد في هذا العالم من أشخاص تُعجب بهم أكثر من بوتن وترامب والجنرال ميشال عون.
لم تجد ماري لوبان في هذا العالم من يمدها بقرض قيمته 9.8 مليون دولار أميركي لمتابعة عملها السياسي المتطرف، سوى بنك روسي، بحجة أن بنوك فرنسا لن توافق على منحها هذا القرض، كما أن الحزب كان قد صرّح بوقت سابق أنه ينوي التقديم على قرض من روسيا بقيمة 29.3 مليون دولار أميركي، في حال لم توافق البنوك الفرنسية على منحه، لاستخدامه في حملته الانتخابية الرئاسية السابقة.
إلى أين يأخذون هؤلاء وأمثالهم البشرية اليوم؟ لقد سبق أن سمي القرن الثامن عشر بقرن علم المنطق وإعمال العقل، خرج على أثرها الفكر من بين الأساطير إلى عالم الحقائق، في حين سمي القرن العشرين بأنه قرن الخلاص من الدكتاتوريات، فمع بدايته كان هناك حوالي 46 دكتاتورية في العالم، لم يتبقَّ منها مع نهايته أكثر من أصابع اليدين سوى القليل، والذين أخذوا يتساقطون مع بداية هذا القرن كدمى الواحدة بعد الأخرى، بدءاً من أمناء القومية العربية، إلى كاسترو ، فشافيز، إلى بن علي إلى مبارك إلى القذافي، فموغابي، إلى علي عبدالله صالح.
لكن ما أن تساقطت تلك الدكتاتوريات حتى عادت من جديد، فبدلا من صدام حسين، جاء صاحب دولة القانون نوري المالكي، وبدلاً من مبارك، جاء محمد مرسي، ثم السيسي، وبدلاً من أوباما جاء ترامب، وبدلاً من صالح، جاءت عصابة الحوثي، وبدلاً من أن تتراجع الأحزاب العنصرية المتطرفة في أوروبا، أخذت تكتسح ساحتها السياسية، خصوصاً بعد فوز ترامب، وما تبع ذلك من تصريحات وقرارات فاشية.
في سورية لم يكن الوضع أحسن حالاً، فبدلا من أن تأخذ العدالة الانتقالية طريقها، لما من شأنه كشف مشاكل الماضي بهدف معالجتها والتصالح معها، للانطلاق نحو المستقبل، وضمان عدم ارتكاب انتهاكات جديدة، كجسر يمكن للشعب السوري أن يعبر من خلاله، من حالة عدم الاستقرار والفوضى، إلى حالة الأمان، وصولاً للدولة المدنية الديمقراطية.
ها نحن أمام عدالة انتقائية، تتمثل في الدور الذي لعبه ويلعبه الجانب الروسي في محاولة تبديد قوى المعارضة وتشتيتها، بهدف خلق معارضة وهمية تابعة، لدفن ما تم التوصل إليه من مقررات وتوصيات تتعلق بمؤتمرات جنيف السابقة، واستبدالها بمؤتمرات "سوتشي.
أخيراً ، هل تصدق نبوءة "أوفيري" التي أطلقها بمنتصف القرن الماضي؟ أنه خلال القرن القادم ستحصل أزمات حادة ، لا أعتقد أننا قد رأينا نهاية عهد الدكتاتوريات أكثر مما شاهدنا في نهاية الحرب" والسؤال الأهم، هل سيعيد التاريخ نفسه؟ فيشهد هذا القرن عودة الدكتاتوريات البغيضة؟.
خصوصاً مع التَفرُّد الروسي في قضايا التغيير التي تحاول بعض شعوب هذه المنطقة إنجازها اليوم، وما تعانيه روسيا تاريخياً من فوبيا الثورات الديمقراطية، الذي يلاحقها منذ ربيع بوخارست عام 1956 عندما قام الاتحاد السوفيتي، بسحقه بالدبابات والأسلحة الثقيلة، بوحشية مفرطة، كذلك ما فعله مع ربيع براغ 1986 في تشيكوسلوفاكيا السابقة، عندما أطاح بالحركة المنادية بالإصلاح، مما دفع بالكثيرين للانتحار حرقاً.
ثم هل تعود البشرية من جديد مُحمّلة بتعاستها، قرناً كاملاً إلى الوراء؟ في عام 1945 كتبت مجلة التايم الأمريكية أنه " إذا رحل هتلر بالفعل، فقد عاد الأمل إلى معظم البشر" فهل يزول الطغيان؟ كي يعود الأمل من جديد إلى بشر اليوم؟.
↧