في مؤتمر بوتسدام، الذي عُقِد للبحث في مصير ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية (17 تموز- يوليو 1945)، سأل الرئيس الأميركي هاري ترومان الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين عن أفضل الوسائل العملية لمنع تكرار تلك الحرب المدمرة.
وأجابه ستالين وهو ينفث دخان غليونه في القاعة الفارهة، بالقول: إذا كان المنتصر هو الذي يفرض شروطه وإرادته، فإن قواتنا ستثبت احتلالها للجزء الشرقي من ألمانيا، بينما تستمر قواتكم في هيمنتها على الجزء الجنوبي.
وهكذا بقيت تلك القاعدة التي رسمها ستالين سارية المفعول حتى بعد مشاركة بريطانيا وفرنسا في أخذ نصيبهما من الأراضي الألمانية المحتلة.
وخلال زيارتي للألمانيتَيْن بعد التقسيم، التقيت السفير خليل مكاوي في برلين الشرقية أواخر عام 1977. ومن هناك انطلقت إلى بوتسدام حيث سمحت لي السلطات بالإطلاع على وقائع محاضر جلسات الزعماء الأربعة، أي ستالين وتشرشل وديغول وترومان (لأن روزفلت كان قد مات). والانطباع الذي كوّنته عن مواقف الأربعة من خلال جلسات استمرت نصف شهر تقريباً، هو أن تقسيم ألمانيا كان الحل العملي الذي اتفق عليه المنتصرون، كونه يؤدي إلى تطويق اندفاع هذا الشعب المقاتل، ويصدّه عن تكرار محاولات التوسع في أوروبا.
وفي الوقائع، ترددت داخل الاجتماعات، أكثر من مرة، عبارة «كعكة الملوك». وهو المصطلح الذي أطلقه الأوروبيون على بولندا، البلاد التي تعرضت للقضم والنهش من قبل روسيا وألمانيا والنمسا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وصولاً إلى الحربين العالميتين، الأولى والثانية.
الأسبوع الماضي استخدم خبير العلاقات الدولية في روسيا أنطوان مارداسوف مصطلح «الكعكة السورية»، متوقعاً أن يتمحور الاتفاق بين أنقرة وموسكو حولها. وقد سبق للرئيس فلاديمير بوتين أن أشار في إحدى خطبه إلى «الشعوب السورية» المتحدة، على شاكلة شعوب روسيا الاتحادية. ثم تراجع عن هذا الوصف عندما انتقده مسؤولون في نظام بشار الأسد لأنه أوحى للمعارضة باقتطاع حصتها من «سورية المفيدة»، أي من سورية التي تضم المدن الكبرى مثل دمشق وحلب وحمص وحماة وإدلب، إضافة إلى الساحل الممتد حول اللاذقية وطرطوس.
بعد طرد «داعش» من العراق وسورية، قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب مراجعة موقفها من الدور السوري في الشرق الأوسط، والذي تعتبره شبيهاً بدور ألمانيا داخل أوروبا، أي دور دولة مشغولة دائماً بتحدي جاراتها وإقلاق أمنها في: تركيا والعراق ولبنان والأردن وإسرائيل. واستناداً إلى الأحداث السابقة، فإن الولايات المتحدة تعتبر دمشق عاصمة للتنافس الإقليمي الذي استدعى التدخل الخارجي بهدف ضبط التوتر الذي تنشره في المنطقة. وعليه قررت تأييد مقترحات الجارات المطالبة بسلامة حدودها.
عقب نجاح إيران في تثبيت مواقعها داخل العراق وسورية ولبنان، باشرت طهران في إرسال قوات حرس الثورة إلى الحدود مع إسرائيل. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، شوهد قيس الخزعلي، قائد «عصبة أهل الحق» في العراق، يزور الحدود برفقة أحد رجال «حزب الله».
وعلى الصعيد الاستراتيجي، فإن تهديد إسرائيل المتواصل من جانب إيران دفع بنيامين نتانياهو إلى الاتفاق مع الرئيس بوتين على مدّ حدوده الآمنة مسافة أربعين كيلومتراً داخل سورية.
ولم تكن الغارات التي يشنها الطيران الإسرائيلي ضد مستودعات أسلحة تخص «حزب الله» سوى دليل على رفض كل مراعاة لروسيا في منطقة تعتبرها إسرائيل حيوية بالنسبة لأمنها. وأشار المراقبون في حينه إلى أن القصف الإسرائيلي يكشف عمق العلاقة والتنسيق القائم بين روسيا وإسرائيل في شأن الوضع في سورية. وهذا يعني وجود تفاهم بينهما يسمح بحرية التحرك في الأجواء السورية عندما يتعلق الأمر بأسلحة وصواريخ يمتلكها «حزب الله.» أما بالنسبة إلى أمن تركيا، فإن قرار الرئيس رجب طيب أردوغان شنّ حملة عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في عفرين لم يكن أكثر من مدخل لتثبيت وجود قواته وتأمين منطقة آمنة طولها أربعون كيلومتراً.
تشير المعلومات إلى أن أردوغان اتخذ قراره عقب إعلان واشنطن إنشاء قوة أمن حليفة على طول الحدود مع تركيا قوامها 30 ألف مقاتل، تحت قيادة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وتعليقاً على إعلان التحالف، أكدت أنقرة أن قرار واشنطن تدريب عناصر قوة حدودية في سورية خطوة مقلقة وغير مقبولة. لذلك صرح أردوغان بأن بلاده ستواصل التدخل في عفرين عبر عملية «غصن الزيتون»، والتي هي في حقيقتها حركة استكمال لعملية «درع الفرات».
وكانت أوساط ديبلوماسية قد نقلت عن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قوله إن موسكو نجحت في ضبط تركيا لعدة شهور قبل الاستفزاز الأميركي الأخير. ولمح في حديثه إلى مخاوف بوتين من احتمال نسف «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي. ويرى المحلل العسكري الروسي ألكسندر غولتس أن ما يحدث في شمال سورية يتوافق مع وجهات نظر موسكو وأنقرة حول كيفية تنظيم السياسة الدولية. لذلك زار موسكو رئيس الأركان العامة في تركيا ورئيس جهاز الاستخبارات بهدف الحصول على موافقة بوتين قبل الغزو. وهذا ما حمل الأكراد على اتهام روسيا بالخيانة. ولكن لموسكو حسابات مختلفة مفادها أن هزيمة الأكراد تجعلهم مستعدين للارتماء في أحضان نظام بشار الأسد. وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا البعبع التركي لجني مكاسب من الأراضي المستباحة. وتدّعي واشنطن أن روسيا وعدت الأكراد بالحصول على حكم ذاتي شرط التعاون مع الأسد في التحكم بملفي الحدود والأمن.
بقي السؤال المتعلق بالدوافع الحقيقية التي تقف وراء قرار عملية «غصن الزيتون» في عفرين: هل هو قرار مرتجل فرضته سياسة الأمن الداخلي في تركيا ? ; أم هو تعبير عن استراتيجية قديمة كانت تظهر وتخبو بحسب العلاقات الاقتصادية؟ يقول المطلعون على مركز القرار في أنقرة إن الاحتمالين مطروحان منذ جنّد الرئيس الراحل حافظ الأسد عبدالله أوجلان، ووضعه في خدمة علاقاته مع تركيا. وقد ارتضى رئيس «حزب العمال الكردستاني» (ب ك ك) بهذا الدور لإيمانه بأن الأسد سيتساهل معه نتيجة نزاعه مع جماعة الإخوان المسلمين.
باشر أوجلان حملاته ضد تركيا عام 1984، متخذاً من منطقة البقاع اللبنانية مركزاً لتدريب وحدات الجهاد، وملاذاً آمناً له ولأنصاره. ولما طلبت أنقرة من واشنطن مساعدتها في البحث عن أوجلان، فوجئت بتزويدها بصور تمثله وهو يخرج من مكتبه في دمشق. وأرسلت تركيا عدداً من الصور إلى حافظ الأسد مع تهديد سافر بغزو العاصمة السورية في حال تمنّع عن تسليم زعيم «حزب العمال الكردستاني». جهاز الاستخبارات السوري وضع خطة لتهريب أوجلان إلى نيروبي في كينيا أي إلى حيث سهّل للاستخبارات التركية خطفه ومحاكمته.
وربما تكون تلك العملية أحد أهم الأسباب التي تقف حائلاً دون عودة المياه إلى مجاريها بين دمشق وأنقرة. ثم جاءت الحرب الأهلية في سورية لتلقي في أحضان تركيا نحواً من ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ. وهي في صدد إعادتهم بصورة تدريجية، خصوصاً بعدما اكتشفت أن بعض عناصرهم ينتمي إلى الاستخبارات، وإلى زارعي المتفجرات في إسطنبول.
مرة أخرى، يكشف راعيا النظام السوري- أي روسيا وإيران- أن دون التوصل إلى سلام دائم فوق أراضي سورية المفيدة مسافة زمنية طويلة; أطول من السنوات السبع التي قضاها هذا الشعب المعذب وهو يهرب من دمار إلى خراب; ومن ملجأ إلى معسكر!
المصدر: صحيفة الحياة
↧
سليم نصار : هل تتحول سورية إلى «كعكة الرؤساء» ؟
↧
عن التلاعب الأميركي بأكراد سورية
طغى موضوع الأكراد في سورية خلال الأيام الماضية، إذ غطى على معظم الصراع الدائر في سورية. أعلنت الولايات المتحدة نيتها تجنيد ثلاثين ألف مقاتل معظمهم من الأكراد لوضعهم على الحدود مع تركيا، وضمن استراتيجية البقاء الأميركي في سورية، حماية للأمن القومي الأميركي. في المقابل، استنفرت الحكومة التركية ضد هذا الإجراء، معلنة صراحة رفضها هذه القوة، وترجمت ذلك ببدء عملية عسكرية في عفرين السورية، المنطقة ذات الغالبية الكردية، واعدة بتوسيع الحملة الى منبج. حجة الأتراك أن الخطة الأميركية بدعم الأكراد ستصب في إقامة دويلة كردية سيكون لها أثر على الوجود الكردي داخل تركيا لجهة إحياء الشعور القومي بكردستان الأصلية.
تنصّل الروس من الأحداث الجارية، وسحبوا القوة التي كانوا يملكونها في المنطقة، أما النظام السوري، فقد أعلن رفضه الدخول التركي، فيما صرّحت تركيا بأنها أبلغت النظام السوري سلفاً بالعملية. هكذا تختلط الأمور بحيث يبدو أن الوضع السوري أشبه بكلمات متقاطعة، يصعب تفكيك التحالفات ومعرفة من مع من، ومن ضد من؟
في المرحلة الراهنة من الصراع، لا شك في أن الأكراد في سورية هم وقود المعركة، وهم الخاسرون سلفاً، وسيدفعون ثمناً غير قليل فيها. منذ أن عاد الأميركيون الى التدخل بقوة في سورية، كانت خطتهم مزدوجة، تعطيل أي حل سياسي يسعى الروس الى فرضه، ما لم يتم التفاهم معهم، وتعيين حصتهم في سورية وخارجها، ثم الاعتماد على منطقة نفوذ داخلية تشكل مرتكزاً لإدارة معركتهم المحلية. حدد الأميركيون الأكراد الطرف الذي يمكن الاستناد اليه داخلياً. شجعوا المجموعات الكردية على إعلاء الصوت للمطالبة بحكم ذاتي، وصل بهم أحياناً الى الانفصال عن سورية والانضمام الى دولة كردستان المحتمل قيامها. زودوا المجموعات الكردية بأسلحة ثقيلة، ودربوا عناصر كثيرة منهم، وأدخلوهم في المعركة ضد «داعش»، وراهنوا عليهم للمستقبل.
لعب الأكراد دوراً مهماً في محاربة «داعش»، كما أن من حقهم أن تكون لهم حقوق كسائر السوريين، وهم العنصر المضطهد منذ حكم حافظ الأسد الى زمن ابنه. لكن تكبير الطموحات بما يتجاوز موازين القوى القائمة له أثمان سلبية، بدأ الأكراد يدفعونها. لم يجف الحبر على تجربة العراق، حيث اندفع الأكراد بعيداً في تجاوز ما هو معطى لهم من حكم ذاتي، الى القفز من أجل الاستقلال والبدء ببناء دولة كردستان. لقد شجع الأميركيون أكراد العراق، وهو تشجيع جعل الأكراد لا يحسبون الحساب للنتائج المتوقعة. فجأة، تخلى الأميركيون عن دعم استقلال أكراد العراق، ونفضوا يدهم من طموحاتهم، بل تمّ تقريعهم على ما قاموا به. ما يظهر اليوم على الساحة السورية، يبدو كبير الشبه بما حصل في العراق. خفف الأميركيون من دعم الأكراد، وتنصلوا من القوة التي وعدوا بها، وتركوهم فريسة للقوات التركية الغازية، بما يهدد بإلغاء الحد الأدنى مما كسبوه في الحرب ضد «داعش».
مرة جديدة، يستنفر الحراك الكردي، لتوسيع الحقوق أو السعي الى تحقيق حلم الدولة الكردية، القوى الإقليمية المحيطة، من تركيا الى إيران الى سورية. الكلام المتناقض من هذا الطرف أو ذاك، تأييداً لمطالب الأكراد هو كلام غير صحيح ومخادع. فالنظام السوري، على رغم أن مجموعات كردية أساسية تحالفت معه، يضمر العداء لأي تطلعات كردية في توسيع الحقوق، وهو نظام أمعن طويلاً في قمعهم وتهميشهم وحتى حرمانهم الجنسية السورية. الأمر نفسه ينطبق على النظام الإيراني الذي لا يقل عدائية تجاه الحقوق الكردية، وهو يترجمها حرماناً وقمعاً داخل إيران. أما تركيا، فموقفها واضح وهي تترجمه الآن حملة عسكرية واسعة ضد المناطق الكردية.
لا يمكن فصل المعركة الدائرة الآن تحت عنوان الأكراد، عن التخبط الذي يعانيه أقطاب «السلطة الفعلية» في سورية، واستعصاء الوصول الى تسوية للصراع. فروسيا وإيران اللتان سبق لهما وأعلنتا الانتصار في سورية، وحددتا المغانم لكل طرف، ها هما في مأزق، ومراوحة وعدم القدرة على تحقيق تسوية تنهي الحرب. إن الإعلانات الأميركية عن العودة الكبيرة الى سورية، أربكت القوى «المنتصرة»، بل أعادت الأزمة السورية الى المربع الأول. تتصرف أميركا بعدم الاهتمام بالوصول الى تسوية، ولا ترى مانعاً من إطالة الحرب، طالما أن هذه الإطالة تغرق الروس والإيرانيين في وحول هذه الحرب. فالاستنزاف من جانب أميركا للقوى المحلية والدولية، يبدو الاستراتيجية الراهنة للتعاطي مع الأزمة. وبدلاً من التهيؤ لانسحاب الجيوش، ها هي الولايات المتحدة تعلن عن وجود ثماني قواعد عسكرية في سورية.
وسط هذه المعمعة، لا يبدو النظام السوري في موقع الفاعل أو المؤثر في ما يخطط وينفذ في بلده. أما الثمن الأكبر فيدفعه الشعب السوري من دمه ودمار ممتلكاته وتشريده خارج البلاد.
خالد غزال
المصدر: صحيفة الحياة
↧
↧
إردوغان لتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وحدود العراق
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين ستمتد إلى منبج، ومن ثم إلى الحدود العراقية، قائلاً إن «تركيا ستطهر منبج» ممن سماهم «الإرهابيين»، وستواصل عملياتها وصولاً إلى الحدود العراقية حتى القضاء على آخر إرهابي.
وأضاف إردوغان، خلال اجتماع موسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الولايات التركية بالعاصمة أنقرة، أمس، قائلاً: «سنطهر منبج من الإرهابيين (في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية)... لأنهم ليسوا أصحابها الحقيقيين، بل إخوتنا العرب هم أصحابها الأصليون، وسنواصل عملياتنا وصولاً إلى الحدود العراقية حتى القضاء على آخر إرهابي».
ونفى إردوغان وجود أطماع لتركيا في أراضي سوريا قائلاً إن الجيش التركي لم تتلوَّث أيديه بدماء الأطفال على الإطلاق، وتعهد بشل حركة عناصر الوحدات الكردية في عفرين في فترة قصيرة جداً، والتوجه إلى منبج، لافتاً إلى أن عدداً ممن تم تحييدهم من هذه العناصر خلال عملية «غصن الزيتون»، التي دخلت يومها السابع، أمس، بلغ 343 من هذه العناصر.
وتابع أن عملية عفرين موجهة «ضد الإرهابيين وتنظيماتهم فقط»، مضيفاً: «وأقول للذين يعتبرون عملية غصن الزيتون حملة غزو: ابحثوا في ليبيا ورواندا ومالي عن الذين قاموا بالغزوات هناك».
وعبر عن ارتياحه لعدم وجود أي خلل في عملية «غصن الزيتون»، على الرغم من الظروف الجوية السيئة والمنطقة الجغرافية الصعبة، قائلاً إن «تركيا تستضيف 3.5 مليون لاجئ سوري، سنضمن عودتهم إلى بلادهم، وهذا هو هدف الكفاح الذي يجري في عفرين وإدلب، وعلى الغرب أن يعلم ذلك. والسؤال هو: كم لاجئاً وصل إلى بلادكم؟».
وتعليقاً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «الحد من العملية وإنهائها خلال فترة قصيرة». قال الرئيس التركي: «لو استخدمنا القوة التي نملكها بشكل قاسٍ ضد الإرهابيين لانتهت عملية غصن الزيتون في بضعة أيام، إلا أننا نأخذ في الحسبان سلامة المدنيين الأبرياء بقدر سلامة جنودنا».
وأضاف أن التنظيمات الإرهابية تسرح في المنطقة تحت العلم الأميركي، متسائلاً: «كيف لشريك استراتيجي (أميركا) أن يفعل هذا بشريكه (تركيا)؟». وقال إردوغان: «عندما يتم نقل 5 آلاف شاحنة أسلحة أميركية إلى شمال سوريا، يتساءل شعبي عن الجهة التي ستُستخدم ضدها هذه الأسلحة، القذائف الصاروخية التي أطلقت من سوريا أصابت أحد مساجدنا التاريخية، وتسببت بـ(استشهاد) اثنين من أشقائنا خلال الصلاة؛ فهل يرى الغرب هذا الأمر؟ لدينا كثير من المصابين، هل يرى الغرب ذلك؟ كلا».
ونوه الرئيس التركي بدور «الجيش السوري الحر» خلال عملية «غصون الزيتون»، قائلاً: «أحيي جنود الجيش السوري الحر الذين يقدمون نضالاً مشرفاً جنباً إلى جنب مع أبناء الجيش التركي».
وكان إردوغان قام، مساء أمس، بزيارة إلى مركز قيادة عملية «غصن الزيتون» في ولاية هطاي جنوب البلاد، والتقى العسكريين العاملين هناك، وقال إن العملية تهدف إلى تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، ومن ثم ستسلم لأصحابها الحقيقيين بعد نجاح المهمة.
ورافق إردوغان في زيارته التفقدية، كل من رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي أكار، وقائد القوات البرية الجنرال يشار جولر، ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي، ونائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ.
وعقد إردوغان اجتماعاً مع قادة العملية اطلع فيه على معلومات تفصيلية، وارتبط عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع قيادات القوات البرية والجوية والبحرية، ومركز العمليات في قيادة القاعدة الجوية الحربية في ولاية أسكيشهير (شمال غرب). وأكد أن العملية ستستمر حتى تحقق النتائج المستهدفة، مشدداً على أن تركيا لا تطمع بأراضي أي دولة.
وقالت مصادر الرئاسة التركية إن إردوغان ارتبط أيضاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع قيادة قوات المهام التركية في العاصمة الصومالية مقديشو، والقيادة المشتركة للقوات القطرية التركية في الدوحة، واطلع على تفاصيل عن القيادتين.
ميدانياً، واصلت المدفعية التركية قصفها للمواقع التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين من مواقع تمركزها على الحدود السورية في ولايتي هاتاي وكليس، منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، وسُمِع دوي الانفجارات الناجمة عن القصف المدفعي في الأحياء القريبة من الحدود السورية بالولايتين.
وأعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 343 على الأقل من عناصر الوحدات الكردية على مدى 6 أيام في إطار عملية غصن الزيتون. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، بأن 13 مقاتلة من القوات الجوية، دمرت 23 هدفاً خلال غارات نفذتها الليلة قبل الماضية. وأضاف البيان أن الأهداف تضمنت مخابئ، ومخازن أسلحة، ومركبات، وأسلحة، وأن المقاتلات التركية أبدت أقصى درجات الحرص على سلامة المدنيين.
وفي الوقت ذاته، وصل مزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هطاي من عدة ولايات تركية، إلى الوحدات العسكرية على الحدود مع سوريا. كما تم الدفع بـ200 جندي من القوات الخاصة من قيادة لواء القوات الخاصة 49، في ولاية بينجول (شرق)، يمتلكون خبرات عالية في تنفيذ مهمات داخل الأحياء السكنية.
وسقطت، أمس، قذيفة صاروخية، من عفرين في أرض خالية بقضاء ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي، ولم تسفر عن وقوع أي إصابات.
ومنذ انطلاق عملية غصن الزيتون، يوم السبت الماضي، أطلقت وحدات حماية الشعب الكردية 19 قذيفة صاروخية على مركز مدينة كليس، و14 قذيفة على ولاية هطاي.
وقتل المواطنان التركي مظفر آيدمير (72 عاماً) والسوري طارق طباخ (28 عاماً)، وأصيب 19 آخرون بجروح بينهم خمسة أطفال جراء سقوط قذيفة صاروخية على مسجد «جالق» التاريخي أثناء صلاة العشاء بولاية كليس التركية، يوم الأربعاء الماضي.
وتعرض قضاء ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي الأحد الماضي، لـ11 قذيفة صاروخية أطلقتها وحدات حماية الشعب الكردية من الأراضي السورية، سقط 9 منها في مركز القضاء، ما أسفر عن مقتل لاجئ سوري، وإصابة 46 آخرين.
في سياق متصل، قال وزير الصحة التركي أحمد دميرجان إن 14 من الجيش التركي ومقاتلي «الجيش الحر السوري» قُتِلوا بينما أُصيب 130 آخرون منذ بدء عملية غصن الزيتون، منهم ثلاثة جنود أتراك و11 مقاتلاً من الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا.
وأضاف أن 130 شخصاً نُقِلوا إلى مستشفيات تركيا وأن 82 منهم خرجوا بالفعل بعد تلقي العلاج. وقال إنه لا يوجد أي مصاب في حالة حرجة، مضيفاً أنه جرى إرسال المزيد من المسعفين إلى المنطقة.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
مصر: مجهولون يعتدون على هشام جنينة بالسلاح الأبيض
كشف أستاذ العلوم السياسية المصري، حازم حسني، أن سيارتين اعترضتا سيارة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، صباح السبت، بالقرب من منزله، شرق القاهرة، مشيراً إلى ترجّل مجموعة من المسلحين (البلطجية) من إحداها، والاعتداء على جنينة بواسطة "الشوم" (العصي)، و"السنج" (سلاح أبيض).
وصرح حسني بأن جنينة تعرّض لـ"علقة موت"، حسب تعبيره، وأن أهالي المنطقة نقلوه، وهو في حالة يُرثى لها بعد الاعتداء عليه في وجهه وقدمه، ما أصابه بكسور بها، إلى قسم شرطة التجمّع الأول، لتحرير محضر بواقعة الاعتداء.
ولفت إلى أن زوجة جنينة أكدت إصابته، غير أنه لم يُعرف بعد المستشفى الذي سيُنقل إليه لتلقي العلاج.
وجرى الاعتداء على جنينة عندما كان في طريقه إلى المحكمة الإدارية العليا، لحضور جلسة الطعن على قرار إعفائه من منصبه، بموجب قانون عزل رؤساء الأجهزة الرقابية، الصادر من قبل السيسي، وأقره مجلس النواب فور انعقاده في يناير/كانون الثاني 2016، بعد كشفه عن وقائع فساد في أجهزة الدولة تُقدر بنحو 600 مليار جنيه.
من جهته، قال مصدر مقرّب من جنينة إن الاعتداء عليه لم يكن مجرد "قرصة وِدن"، حسب تعبيره.
وأضاف المصدر أن الأمر كان محاولة اغتيال كاملة الأركان، الهدف منها التخلص منه، خشية أن يتحول إلى زعيم معارضة قادم، خلال الولاية الثانية للسيسي، خاصة بعدما حاول البعض، خلال الأيام الماضية، إقناعه بالترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، في أعقاب منع الفريق سامي عنان.
وأشار المصدر إلى أن قسم شرطة التجمع الأول تعامل مع الواقعة كأنها مشاجرة في الشارع، حيث احتجز جنينة في القسم وهو ينزف، رافضاً استعجال سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتابع أن "النظام بقيادة السيسي في حالة ارتباك كبيرة، بعد إصرار عنان على رفض إصدار بيان اعتذار للسيسي والقوات المسلحة والتأكيد على انسحابه من السباق الانتخابي، وتلويحه بكشف الكثير من الحقائق في حال استمر التعامل معه على هذا النهج، فحاول إيصال رسالة لعنان عبر جنينة، الذي ربما يكون لديه الكثير ليقال بشأن أحداث كثيرة شهدتها مصر وكان الفاعل فيها مجهولاً".
يُذكر أن حسني وجنينة من أعضاء الحملة الانتخابية لرئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، الذي جرى اعتقاله قبل أيام على خلفية إعلانه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، في مواجهة الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي.
وأعلن عنان، في بيان ترشّحه لانتخابات الرئاسة، عن اختيارهما نائبين له في حال انتخابه رئيسا لمصر.
↧
مليشيات “الحشد”تبدأ بالانسحاب من الموصل بأمر العبادي
فشلت محاولات قادة مليشيات "الحشد الشعبي" في إقناع رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالعدول عن رأيه بإخراج "الحشد" من الموصل، وبدأت، اليوم السبت، بتنفيذ القرار، بإخلاء مقارها، وتسليمها إلى الشرطة المحلية.
وقال مسؤول محلي في الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد بدأت اليوم بإخلاء مقارها ومعسكراتها في الموصل، تنفيذاً لأمر العبادي بالخروج خارج المدينة"، مبيناً أنّ "المقار التي ستنسحب منها الحشد، بعضها دوائر حكومية ومنازل سكنية، وأنّ الشرطة المحلية ستستلم المهام من الحشد، وتتولى حماية المدينة من أي تهديد أمني".
وأوضح المسؤول عينه، أنّ "أوامر العبادي نصت أيضاً على سحب القوات العشائرية، وأن لا يكون لديها أي صلاحية أمنية في عموم المحافظة"، مؤكداً أنّ "القرار سيصب في صالح المحافظة، خصوصا أنّ غالبية التشكيلات العشائرية في الموصل، مرتبطة بالمليشيات وبأحزاب السلطة التي تُملي عليها أجندتها".
وكان مسؤول سياسي قد كشف لـ"العربي الجديد"، قبل عدّة أيام، عن قرار للعبادي، بسحب مليشيات "الحشد الشعبي" من محافظة الموصل.
من جهته، عدّ المقدم في عمليات نينوى، سالم الشمري، أنّ "قرار العبادي تم بعد طلب تلقاه من مسؤولي ووجهاء المحافظة، بتسليم المهام الأمنية في الموصل إلى قوات نظامية، حتى لا تكون هناك عشوائية وتضارب في إصدار القرارات الأمنية وتنفيذ التوجيهات، فضلاً عن الأجندات المتعارضة".
وقال الشمري إنّ "وجود الحشد والقوات العشائرية في الموصل على اختلاف ألوانها، كان خطراً على أمن الموصل، خصوصاً أنّ كل جهة من تلك الجهات تنفذ أجندتها الخاصة، ورفضت تنفيذ أوامر القوات الأمنية، الأمر الذي عدّه العبادي خطراً، واتخذ قرار إخراجها"، مبيناً أنّ "الملف سلّم إلى الشرطة المحلية، وقوات سوات التابعة للداخلية والطوارئ، وقد تم وضع خطة متكاملة لانتشار تلك القوات حسب أهمية المناطق".
ويطالب مسؤولون محليون، بألا تشغل الدوائر المحلية من قبل القوات الأمنية، بل تعاد إلى مالكيها.
وقال عضو المجلس المحلي للموصل، بهاء الحمداني إنّ "الحشد كان قد فتح بعض مقراته في بنايات دوائر حكومية، ومنازل مواطنين"، داعياً القوات الأمنية إلى "تسليم تلك المقرات بعد انسحاب الحشد منها، إلى ذويها، وأن تكون المقرات الأمنية في بنايات خاصة".
وأكد الحمداني أهمية أن "تعمل الجهات الأمنية على إعادة الحياة في المدينة، وعودة الدوائر، مع حفظ الأمن".
وتواجه مليشيات "الحشد الشعبي" التي تنتشر في الموصل منذ انتهاء تحريرها، قبل أكثر من ستة أشهر، اتهامات بارتكاب انتهاكات كبيرة في المحافظة، كما تصر على البقاء فيها، على الرغم من رفض الأهالي لذلك، لخشيتهم من تكرار تلك الانتهاكات.
↧
↧
النّظام السوري يخرق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية المحاصرة
جرح مدنيون، فجر اليوم السبت، جراء قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، وذلك بعيد إعلان روسيا في فيينا استئناف وقف إطلاق النار في الغوطة.
وأفاد "مركز الغوطة الإعلامي"، بأنّ قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مدن وبلدات دوما وعربين وحمورية وكفربطنا وحرستا في الغوطة الشرقية موقعة جرحى بين المدنيين وخسائر مادّية، وذلك على الرغم من موافقة "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" على العرض الروسي في فيينا بإعداة سريان وقف إطلاق النار أو ما يسمّى بـ"خفض التصعيد".
في السياق، قال "كبير المفاوضين" السابق للوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف، والمسؤول في "جيش الإسلام"، محمد علوش في تغريدة على "تويتر"، إن "روسيا فشلت عملياً في تطبيق هدنة أعلنتها الليلة في الغوطة ولا تزال صواريخ الفيل تقصف الغوطة ولم تستطع وقف إطلاق النار عشر دقائق فقط، وكانت تعهدت في مبنى الأمم المتحدة بفيينا بوقف إطلاق نار مفتوح"، متسائلاً "فكيف ستوفي (روسيا) بأي التزام ستقطعه على نفسها في سوتشي؟".
في المقابل، أصدرت غرفة عمليات "بأنهم ظلموا" بياناً، أكّدت فيه أنه "لم يتم التواصل معنا بخصوص وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية من قبل أي طرف رسمي في فيينا، ولا علاقة لنا بأي مخرج لم نكن فيه طرفاً ولم نستشر أو نشارك فيه".
وكان المتحدث الرسمي لـ"فيلق الرحمن"، وائل علوان، قد أكد ، مساء أمس، أنّ "موسكو عرضت على الوفد الموجود في فيينا، إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق نار في الغوطة الشرقية، على أن يبدأ منتصف ليل الجمعة - السبت، من أجل إدخال قوافل مساعدات إنسانية".
وأكّد علوان أنّ "فيلق الرحمن اشترط أن تدخل قوافل المساعدات بشكلٍ فوريّ خلال من 24 ساعة وفي حال عدم إدخال المساعدات، فالفيلق غير ملزم بهذا الاتفاق".
وكانت فصائل "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" قد وقعت مع الضامن الروسي منذ يوليو/تموز الماضي، اتّفاقين منفصلين نصا على ضم الغوطة الشرقية لمناطق خفض التوتر المتفق عليها في أستانة، إلا أن قوات النظام لم تلتزم بالاتفاق بذريعة وجود "هيئة تحرير الشام" في الغوطة.
↧
رحيل مفاجئ للمطرب اللبناني نهاد طربيه عن عمر ناهز 67 عاماً.
قالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أمس الجمعة، إن المطرب نهاد طربيه توفي في العاصمة الفرنسية باريس، إثر نوبة قلبية، عن عمر ناهز 67 عاماً.
وأضافت الوكالة أن طربيه وصل إلى باريس اليوم الجمعة قادماً من لبنان، إلا أنه "تعرض في المطار لارتفاع في الضغط، وتم نقله إلى أحد المستشفيات حيث توفي هناك".
ويعتبر طربيه، ابن بلدة صوفر في جبل لبنان، من الجيل الطربي الشعبي الذي تأثر بمرحلة الستينيات الفنية، وكان أحد أبرز من ساروا على خطى ونغمات الفنان الراحل فريد الأطرش، إلى حد تطابق درجات الصوت، وكذلك العزف على آلة العود.
بدأ مسيرته الفنية في الأحياء الشعبية الجبلية قبل أن ينطلق في الإذاعة اللبنانية، وتذاع له أغنيات في سبعينيات القرن الماضي، منها أغنية (أنا فلاح وأبويا فلاح). وبلغت شهرته أوجها في الثمانينيات من خلال أغنية (بدنا نتجوز عالعيد) التي تخطت حدود لبنان وحققت انتشاراً واسعاً في الدول العربية.
https://www.youtube.com/watch?v=ArDDaS7bl9A
وقدم طربيه على مدى مشواره أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية، من أشهرها (يا أميرة يا بنت الامرا) و(لبنان يا حبنا راجعينلك راجعين) و(طيب جدا) و(مشوار الحياة) و(القمر مسافر).
ونعاه عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعرب منهم المغني اللبناني وائل جسار، الذي كتب في صفحته على فيسبوك: "رد إلى مثواه الأخير غصن من شجرة العمالقة، فنان كبير محترم بأخلاقه وفنه، المطرب نهاد طربيه.. أعمالك ستبقى خالدة في أذهاننا".
كما غرد المغني وليد توفيق: "نهاد طربيه.. لطالما كنت صديق نجاحات.. ورفيق عمر.. وأخ جمعتني به أجمل الأيام.. رحلت ولكنك باق في قلوبنا".
(رويترز)
↧
نيكي هيلي تنفي شائعات علاقتها الغرامية بترامب
استنكرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، بشدة، الشائعات التي تم تداولها، أخيراً، حول ارتباطها بعلاقة غرامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصفتها بأنّها "بغيضة للغاية" و"مقرفة".
وتعود جذور هذه الشائعات إلى مؤلف كتاب "نار وغضب" مايكل وولف، الذي ألمح، في مقابلة، إلى أنّ ترامب كان على علاقة سرية مع امرأة، وردت تفاصيل عنها في كتابه.
وقال وولف، في كتابه، إنّ هيلي إحدى النساء البارزات في إدارة ترامب كانت تعمل على تقديم نفسها كوريثة للرئيس.
وفي مقابلة مع مجلة "بولوتيكو"، حول النساء في السلطة، تمّ بثّها إذاعياً، أمس الخميس، عبر تطبيقات "بودكاست"، نفت هيلي الشائعات حول علاقتها الغرامية المزعومة مع الرئيس الأميركي. وقالت "إنّه أمر غير صحيح على الإطلاق"، وهو أمر "بغيض للغاية ومقرف".
كذلك ردّت هيلي على ادعاءات وولف في كتابه، بأنّها كانت تمضي الكثير من الوقت الخاص مع الرئيس على طائرته الرئاسية وفي مكتبه بالبيت الأبيض.
وأضافت: "كنت على متن الطائرة الرئاسية مرة واحدة، وكان هناك العديد من الأشخاص معنا".
وتابعت: "يقول إنّني كنت أتكلّم كثيراً مع الرئيس في مكتبه في البيت الأبيض حول مستقبلي السياسي. أنا لم أتكلم أبداً ولو لمرة واحدة معه حول مستقبلي، وأنا لا أكون وحدي معه أبداً".
وعزت هيلي هذا النوع من الشائعات إلى التمييز الجنسي بين الرجل والمرأة من قبل "مجموعة صغيرة من الرجال" لا يشعرون بالارتياح تجاه نساء ذوات إرادة قوية، حسب تعبيرها.
ومضت قائلة: "معظم الرجال يحترمون النساء، لكن هناك مجموعة صغيرة من الرجال الذين يشعرون بالامتعاض في حال قيامك فقط بوظيفتك، ومحاولة القيام بها بشكل جيد وصادق. وهم يعتقدون أنّ الخيار الوحيد أمامهم هو تحطيم معنوياتك".
(رويترز)
↧
إخلاء حديقة حيوانات باريس بعد هرب 50 قرداً
ذكرت حديقة الحيوانات في باريس، أنّ خمسين قرداً هربت من الحديقة، اليوم، وهو ما اضطر الحراس إلى إخلاء الحديقة من الزوار في محاولة للسيطرة على آثار الحادثة.
واكتشف موظف في الحديقة الاختراق في الصباح الباكر عندما شوهدت قرود البابون وهي تتجمع في ممر يستخدمه الموظفون، بحسب ما أوردته صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.
وطمأنت حديقة الحيوانات إلى أن "المجموعة تمت إعادتها إلى أقفاصها، باستثناء أربعة منها كانت موجودة في منطقة الموظفين، وستتم السيطرة عليها قريباً". وقالت حديقة الحيوانات إن القرود لم تصل إلى المناطق العامة، وتم إصدار أمر الإخلاء كإجراء احترازي.
وتدخلت شرطة باريس للمساعدة في تأمين وإخلاء حديقة الحيوان، والتي ستبقى مغلقة مؤقتاً "حتى إشعار آخر". ويصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة قرود بابون غينيا، التي نشأت في غرب أفريقيا، بأنها أنواع "مهددة بالانقراض".
↧
↧
شرطة الجزائر تطارد باعة الأرصفة
لا تنتهي فوضى باعة الأرصفة في الجزائر بالرغم من مكافحتها. هم يحتلون جوانب الطرقات الأكبر في العاصمة، خصوصاً مناطقها المعروفة بالاكتظاظ، ولا يبالون بمنع السلطات انتشار الباعة الصغار، بل تبدو لهم لعبة قط وفأر لا تنتهي بين الجانبين، فالشرطة تطارد الباعة، وهؤلاء يتحينون الفرص والمناسبات لعرض سلعهم.
تمكنت السلطات من القضاء على عدد من الأسواق العشوائية ووضع حد نهائي لنشاط الباعة غير الشرعيين في إطار خطة كاملة للتخلص من التجارة الموازية وتحرير الأماكن العامة في العديد من الأحياء الشعبية والأسواق من البيع الفوضوي.
لكن، في المقابل، يطالب البائعون الشباب بمساحات تتيح لهم ممارسة نشاطاتهم إذا لم تتوفر لهم فرص عمل أخرى، ويذكر عدد منهم لـ"العربي الجديد"، أنّ الحلّ لن يكون اليوم وبالتالي سيستمرون في نشاطاتهم كي لا يموتوا جوعاً فقط من أجل قرارات رسمية يطلب منهم الرضوخ لها.
يبيع هؤلاء على الأرصفة مواد غذائية وملابس صينية وأدوات مدرسية في أحياء مثل باب الوادي وساحة الشهداء وبلكور. صراخهم يملأ الأماكن، إذ ينادون بأعلى أصواتهم للتدليل على بضاعتهم. تنافس الأصوات رائحة الخبز والخضر والتوابل والحلويات التقليدية في سوق بلكور، أحد أبرز الأحياء العتيقة في العاصمة.
مثل الكثير من الشباب الذين يعانون من البطالة في الجزائر، وجد عمار، الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين، ضالته في بيع الأدوات المدرسية خصوصاً في الأيام التي تسبق افتتاح العام الدراسي. هذه التجارة لا تخسر، كما يقول، إذ إنّها موجهة إلى التلاميذ والأسر المتوسطة الدخل. يقول عمار لـ"العربي الجديد"، إنّه يغير التجارة بحسب المناسبات وقدرته على البيع، كما يبدل الأماكن التي يعرض بضاعته فيها، فتصدفه مرة في ساحة "أول مايو" بقلب العاصمة، ومرة في شارع بلكور، ومرة في حي حسيبة بن بوعلي. يقرّ بأنّه غالباً ما يهرب من الشرطة، ولا يجد ملاذاً غير بعض الدكاكين التي يتفق مع أصحابها على إخفاء بضاعته فيها كلما هرب.
كانت السلطات الجزائرية قد منعت نشاط باعة الأرصفة في مختلف الأماكن العامة بما فيها الطرقات المؤدية إلى الأسواق اليومية والشوارع الرئيسية ومحطات النقل، بهدف الحد من ظاهرة التجارة الموازية بشتى أشكالها، وكذلك تنظيم نشاط التجار القانونيين من أصحاب المحلات بمنعهم هم كذلك من احتكار الأرصفة المقابلة لمحلاتهم. ويرمي هذا الإجراء الذي بدأ العمل به في أماكن أخرى بعد عيد الفطر الماضي إلى إزالة المظاهر السلبية بمختلف أشكالها، ومنها عرقلة حركة المرور أو الرمي العشوائي للنفايات وتشويه الناحية الجمالية للمنطقة أو حتى المس بصحة المستهلك.
وللتمكن من القضاء على الفوضى التي تتسبب بها التجارة الموازية، انتشرت وحدات الأمن بالزيين الرسمي والمدني في مختلف أنحاء العاصمة، خصوصاً الأماكن التي كان ينشط فيها التجار غير الشرعيين الذين اقتسموا الأرض عبر رسم حدود مربعة لكلّ منهم مع وضع أوتاد للطاولات المستعملة، بالإضافة إلى بعض الشاحنات التي يتولى أصحابها عرض الخضر والفواكه فوقها. وبالرغم من هذه العملية التي أقدمت عليها السلطات المحلية، فإنّ كثيرين يطالبون بحلول عاجلة أو بديلة، حتى يتمكنوا من "الاسترزاق وتأمين لقمة العيش لمن نعيل".
من جهتهم، يعبر عدد من التجار الشرعيين منهم من أصحاب المحلات التجارية عن غضبهم من باعة الأرصفة. ويقولون إنّهم يكبدونهم خسائر كبيرة، على العكس من "أولئك الباعة الطفيليين الذين يجنون أرباحاً كبيرة لأنّهم لا يدفعون ضرائب في المقابل، بينما ندفع نحن ضرائب وإيجارات ونمارس نشاطاتنا بطريقة قانونية بينما يهددنا الإفلاس بسببهم"، كما يقول أحد التجار. يضيف أنّ منافسيهم غير الشرعيين في محاذاة الأسواق يقبل المواطنون على بضائعهم بشكل كبير نظراً لانخفاض الأسعار لديهم: "لا يبالي المواطنون بالمخاطر الصحية التي تترتب على تلك المواد". وبحسب أحد التجار، فإنّ الوضع أجبر العديد منهم على التحول إلى التجارة الفوضوية وعرض بضائعهم أمام مداخل المحلات.
من جانبهم، يعبر سكان الأحياء عن سعادتهم بحملة الأجهزة الأمنية، مشيرين إلى تذمرهم من حالة الازدحام التي كانت سائدة ومن الانتشار الكبير للنفايات التي يخلفها الباعة يومياً، حتى أنّ بعضهم احتل مداخل العمارات القديمة ما يسبب المزيد من الإزعاج وقد يؤدي إلى شجارات، ما جعل الفوضى تسيطر على كثير من الأحياء المزدحمة بالسكان والمارة والباعة في الوقت عينه.
↧
تباعد يزداد بين واشنطن وعمّان
تجمّع عشرات الأردنيين صباح الأحد الماضي، 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، أمام السفارة الأميركية في ضاحية عبدون في عمّان، حاملين يافطاتٍ، مطالبين بعدم استقبال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، فيما كان الملك عبدالله الثاني على أهبة استقباله. وكان الملك قد أوضح، في مناسبات سابقة، وبعد قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس، أن "الأردن لن يترك فراغا في العلاقات مع واشنطن". والرسالة في ذلك أن مواجهة المسؤولين الأميركيين بالحقائق أفضل من إدارة الظهر لهم. وهو ما حدث في ذلك اليوم، لدى استقبال بنس في قصر الحسينية، الذي تخلله غداء عمل. وقد أشار الضيف إلى أن الرئيس ترامب هو من طلب منه أن يقصد الأردن، في جولته التي كانت تقتصر في الأصل على القاهرة وتل أبيب، وذلك بعد رفض السلطة الفلسطينية استقباله. وقد تأجلت جولة الرجل نحو أربعة أسابيع، بالتذرع بالتزامات لنائب الرئيس مع مجلس الشيوخ (يترأس بحكم منصبه هذا المجلس)، لكن واقع الأمر يفيد بأن إدارة البيت الأبيض كانت تراهن على القيام بالجولة، بعد هدوء بعض شوارع العواصم العربية المندّدة بالقرار.
لا يؤشر ما جرى في اللقاء إلى أزمة في العلاقات الأردنية الأميركية، لكنه يشي بالوصول إلى تباعد، وإلى حالةٍ من افتقاد لغة مشتركة بين الجانبين بشأن الملف الأشد أهمية وحساسية المتعلق بالقدس وعموم الأراضي المحتلة، وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها الأمور هذه الدرجة من التباعد السياسي منذ أزمة الخليج الأولى، بما يؤذن بمرحلةٍ صعبةٍ من العلاقات، ويزيدها صعوبة تساوق الكونغرس، بمجلسيه، مع الرئيس ترامب.
ومن غرائب السياسة الأميركية أن الملك عبدالله الثاني لطالما خاطب الكونغرس مرارا منذ
توليه العرش قبل 17 عاماً، بخصوص القضايا الشرق أوسطية الحيوية، وظلت خطاباته على الدوام تنتزع التصفيق والإعجاب من أعضاء المجلسين (النواب والشيوخ). ومع ذلك تندفع أغلبية جمهورية وديمقراطية، في دعم قراراتٍ تتناقض مع الشرعية الدولية، ومع أمل إحلال السلام، كالقرار بشأن القدس، والذي خرج في البدء من الكونغرس.
ومع حرص واشنطن على الإعلان، عشية زيارة المسؤول الأميركي، عن الإبقاء على مساعداتها للأردن (نحو 1,3 مليار دولار)، إلا أن الموقف الأردني لم يتغير، وكان الملك عبدالله واضحا في حديثه إلى بنس "كأصدقاء وشركاء" عن الموقف الأردني، بخصوص حل الدولتين، وبشأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967. وهو ما التزم بنس حياله الصمت، مكتفيا بما سماه "قرارا تاريخيا" بشأن القدس. والقرار بالفعل تاريخي، لكن بالمعنى السلبي لكلمة تاريخ هنا. إضافة إلى الذرائع التي ساقها حول أن واشنطن لم تحدد موقفها بعد بخصوص الوضع النهائي والحدود، وحول مراعاة الوصاية الأردنية (الهاشمية) على المقدسات، وهي عبارة لا تحمل على الاطمئنان، خلافاً لما حاول بنس إشاعته، فالفحوى أن القرار بخصوص مدينة القدس نافذ، بيد أن الوصاية على القدس تبقى كما هي، علماً أن حكومة الاحتلال لا تعبأ كثيرا بهذه الوصاية، المنصوص عليها في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، فهي لا توفر وسيلةً إلا وتستخدمها لاستباحة المقدسات، والتنكيل بموظفي الأوقاف وحراس الأقصى الذين يتبعون وزارة الأوقاف الأردنية، ما يجعل كلام نائب الرئيس بلا طائل ومجرد كلام في الهواء. وحتى مع احترام هذه الوصاية، فإن الاستيلاء على القدس الشرقية وبقية الأراضي المحتلة يبقى مُداناً، والرجوع عنه واجبا.
وبينما لجأ الزائر الأميركي الذي لقي استقبالاً على مستوى منخفض في مطار عمّان (استقبله أمين عمّان وهو برتبة وزير)، إلى حديث موجز أمام مضيفه الملك، فإنه لم يتوان عن مخاطبة الصحافيين بعد استقبال الملك له بالقول: "اتفقنا على أن نختلف"، وهو تصريح بدا جافاً، إلا أن شهية بنس للحديث انفتحت أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قائلا للأعضاء إن "قضيتكم قضيتنا وقيمكم قيمنا". وفي امتداحٍ لا سابق له لاحتلال دولة أراضي الآخرين، وإعلان التماهي مع هذا الاحتلال، نوّه إلى أن قرار ترامب بشأن القدس تأخر سبعين عاما! وهو ما يعني أنه
كان على الدولة العبرية أن تحتل كامل مدينة القدس قبل سبعة عقود مع نشوء الدولة العبرية (كانت القرارات الدولية تؤشر آنذاك إلى وضع ترتيبات دولية بشأن المدينة). ومستخدما المزاعم الإسرائيلية، وصف الرجل المدينة بأنها "العاصمة الروحية والسياسية لإسرائيل". وبهذا، تحدث بالفعل كأنه كاهن إنجيلي، وليس نائب رئيس دولة عظمى، يُفترض أن تسهر على احترام القانون الدولي والشرعية الدولية. ولذلك، لم يجانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الصواب، حين وصف الخطاب بأنه "تبشيري يعيد أجواء الحملة الصليبية" على القدس العربية قبل سبعة قرون. أما الأردن فلم يعقب على الخطاب الذي قاطعه النواب العرب في الكنيست، مكتفياً بالتصريحات الحازمة التي أعلنها الملك على مسمع من مايك بنس ومرافقيه.
والأردن، في تلك الأثناء مع وصول بنس ومغادرته في اليوم نفسه قاصدا تل أبيب، كان وما زال تحت تأثير التصريحات الإسرائيلية بخصوص الموقف من جريمة حارس أمن إسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي التي أودت برجلين، وأدت إلى مغادرة كامل طاقم السفارة الإسرائيلية. فبينما تحدث مصدر أردني عن اعتذار إسرائيلي ودفع تعويضات، إذا بتصريحات لاحقة لمصدر إسرائيلي تفيد بأنه لا اعتذار، ولا محاكمة للقاتل حارس الأمن الذي احتضنه بنيامين نتنياهو مهنئاً إياه، لدى عودته بعد ارتكاب جريمته. وهو ما يجعل ملف القضية مفتوحاً ومُعلقاً، بعدما شاع أن الملف في طريقه إلى الإغلاق على نحوٍ يلبّي الطلبات الأردنية (الاعتذار، محاكمة القاتل، دفع تعويضات لذوي القتيلين). وبهذا، فإن أجواء طقس المنطقة في هذا الأوان ليست هي الملبدة فقط، بل كذلك أجواء العلاقات مع الدولة العظمى، ومع الدولة العبرية التي تتشدق، مدار الساعة، بالسلام، فيما تفعل كل ما تملك يمينها لتجويف هذا الخيار، وتفريغه من المعنى.
↧
في جنوب المتوسط.. وشماله
تشكل حالة عدم الاستقرار وتدهور الأوضاع الاقتصادية في المغرب العربي هاجساً أمنياً وسياسياً لأوروبا، دولاً واتحاداً. فالأخيرة مجبرة على مسايرة الأنظمة المغاربية، والتعاون معها، لأنها بحاجة إليها في مكافحة الهجرة والإرهاب، لكنها تعلم أن فشل هذه الأنظمة وقمعها أهم أسباب هذه الهجرة المتواصلة نحو الشمال الموعود. إنها معضلة مستعصية الحل. ويزيد انسداد الأفق السياسي والاقتصادي في جنوب المتوسط من هموم أوروبا وهواجسها.
كانت الأوساط الأوروبية تتوقع تراجعاً لموجات المهاجرين القادمين من المغرب العربي، ومن أفريقيا، في شهر يناير/ كانون الثاني 2018، إلا أن دولاً ومؤسسات أوروبية عبرت عن قلقها من تنامي الهجرة السرية المغاربية نحو دول الاتحاد الأوروبي، والذين يصلون إليها بحراً بالنظر إلى أعداد المهاجرين الذين تم إيقافهم وهم في طريقهم إلى الأراضي الإسبانية خصوصاً. وتتوقع أوساط أوروبية والوكالة الأوروبية لحراسة السواحل والحدود فرونتاكس ارتفاعاً في وتيرة الهجرة السرية نحو إسبانيا، عبر الأراضي المغربية، ثم مضيق جبل طارق.
مع تحول طريق الهجرة عبر ليبيا إلى أكثر من محفوف بالمخاطر، بالنسبة للمهاجرين الأفارقة، بسبب ما تعرفه البلاد من صراع مسلح وممارسة الرق في حق المهاجرين، تراجعت تدفقات المهاجرين انطلاقاً من السواحل الليبية. وأصبح الممر الغربي (إسبانيا عبر المغرب) للمتوسط أكثر نشاطاً من الممر الأوسط عبر ليبيا والممر الشرقي عبر اليونان. بيد أن من المفروض أن يسمح تركيز فرونتاكس قواتها على الممر الغربي بالحد من تدفقات المهاجرين التي بلغت أرقاماً قياسية في 2017، ما جعل الرواق الإسباني يقترب، من حيث نسبة العبور السري للمهاجرين، من الرواق اليوناني.
لكن المعادلة الأهم في المخاوف الأوروبية من تزايد الهجرة السرية القادمة من الساحل
الإفريقي للمتوسط، سياسية بكل المقاييس، ذلك أن السلطات السياسية والأمنية الأوروبية تتوجس من انعكاسات الوضع في دول المغرب العربي، فالدولة الليبية منهارة تماماً، والبلاد أصبحت نقاط عبور للمهاجرين، وسوق رق القرن الواحد والعشرين. أما تونس فعمليتها الانتقالية لا تزال في مراحلها الأولى، ولم تحسّن من الوضع المعيشي للمواطنين التونسيين الذين ربحوا الحرية من جهة، وشظف العيش من جهة ثانية، على الرغم من أن ثورتهم كانت من أجل الكرامة بكل معاني الكلمة. فلا الإصلاحات السياسية تقدمت كما ينبغي، ولا الإصلاحات الاقتصادية أتت أكلها. بل عادت دينامية الانتفاضات الشعبية مجدّداً إلى شوارع المدن التونسية، متسببةً هذه المرة في مواجهاتٍ بين الجيش والشباب، ما ينذر بتصدّع في الجسد الاجتماعي السياسي الذي مكّن تماسكه من إنجاح انتفاضة 2011.
وفي الجزائر، بلغ الوضع السياسي درجة عالية من الانسداد، مع تراجع رهيب للحريات الأساسية والحريات الأكاديمية. بينما ازداد الوضع الاقتصادي سوءاً في العام الماضي ومطلع العام الجاري جرّاء تراجع عائدات النفط، وما ترتب عنه من تقشف وخفض في الإنفاق العام وإلغاء مشاريع واستثمارات كثيرة. تسبب الانسداد السياسي والتدهور الاقتصادي في زيادة حدة الاستقطاب السياسي والغليان الاجتماعي، مع استمرار الاحتجاجات وتضاعف المطالب العمالية والاجتماعية في عز التقشف. والنتيجة سقوط حر للقدرة الشرائية واحتقان سياسي.. أما في المغرب، فلم تؤتِ الإصلاحات السياسية أكلها، لأنها أُفرغت من محتواها، وبقيت عملياً حبراً على ورق، في وقت تدهور فيه الوضع الاقتصادي، وتراجعت فيه القدرة الشرائية والحريات الأساسية. وتعرف البلاد حراكاً شعبياً في الريف، أين تواجه الحكومة وقوات الأمن مظاهرات شعبية، لسان حالها هي الأخرى الكرامة، وهذه هي القاسم المشترك لانتفاضات (واحتجاجات) شعوب المنطقة التي عيل صبرها من الأنظمة الجاثمة على صدورها عقوداً.
تدعم الأرقام هذا التوجس الأوروبي، فحسب فرونتاكس، بلغ عدد المهاجرين الذي وصلوا إلى إسبانيا 23 ألف مهاجر في 2017. وما يقلق أوروبا ليس هذا العدد الهائل فقط، وإنما أن حوالى عشرة آلاف منهم رعايا جزائريين ومغربيين، ما يعني أن ما يقارب نصف عدد المهاجرين مغاربة. ولا يمكن تحليل هذا الرقم بمعزل عن تردّي الأوضاع السياسية والاقتصادية في الجزائر والمغرب التي تدفع مزيداً من الشباب نحو مغادرة البلاد باتجاه الدول الأوروبية، فالأمر ليس مجرد مدركات تهديد أوروبية، بل هو نتاج واقع مغاربي مثير للقلق.
↧
رشا عمران : قل كلمتك وامش
بات مثيراً للحزن، أو للقرف، إن شئت، أن تكون مُطالباً في كل مرة تعلن فيها تضامنك الفردي، على صفحتك في "فيسبوك"، مع منطقة سورية تعتدي عليها جهة ما، بإعادة سرد مواقفك كلها، من أول درعا إلى مآسي اللجوء والبحث عن أوطان آمنة للسوريين، فثمة حواجز على "فيسبوك"، لا تختلف عن حواجز الجيش والأمن والكتائب المسلحة على امتداد الأرض السورية التي يعمّها الخراب، ثمّة من يوقفك هنا أيضاً، ويطلب هويتك، ويرى مكان ولادتك، ويقارن بين مكان ولادتك وموقفك الأخير، وسيدينك حتماً، ويطلق عليك تهمة خيانة الثورة، والتمترس وراء أقليتك، ستسمع الجملة التالية حتماً: "أين كان صوتك عندما كان المكان الفلاني يتعرض لكذا، وعندما كان إخوتنا في المكان الفلاني يشرّدهم الحزب الفلاني أو الفصيل الفلاني ..". وهكذا على هذا المنوال، وسيكون هذا العسكري الفيسبوكي لم يسمع بك سابقاً، ولم يقرأ لك حرفاً، هو مصادفةً قرأ منشوراً تضامنياً لك، نقله فاعل خير إلى صفحته، ليدل على تآمرك على الثورة، فتضامن معه من لا يعرفك، وأشهر في وجهك سلاح الشتائم والاتهامات.
لا بأس، من يرسل إليك هذه الرسائل على الخاص لا يعرف عنك شيئاً. من يفعلون ذلك هم في العموم شبان صغار السن، كبروا مع الحدث السوري الأليم. لا يعرفون عن الآخر غير العدو الذي فتك بهم. ولا يعرفون عن هوية الوطن غير الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق، هذه الهويات التي عادة ما تبدو الملجأ الوحيد في الأزمات الوطنية الكبرى. أنت اعتدت على شتائم هؤلاء وسوء فهمهم كل ما يحدث، اعتدت على التفهم، وعلى التصالح مع هذه الظواهر، لم تعد تستفزّك رسائلهم وشتائمهم كما من قبل. هم ضحايا هذا العبث القاتل الذي حوّل السوريين إلى مجموعاتٍ تتنابز بمظلومياتها، أنت أحد هؤلاء الضحايا، وما تكتبه الآن هو أيضاً مظلومية، وإن كانت من نوع آخر.
ولكن، ماذا بشأن من يفترض أنهم أصدقاؤك ويعرفونك جيداً؟ تسأل نفسك هذا السؤال، وأنت تتصفح صفحات بعض أصدقائك، وتقرأ لهم منشوراتٍ تدل عليك، وإن لم تسمك صراحة. الاتهامات نفسها الموجهة لك ممن يجهلونك تقرأها عنك على صفحات بعض أصدقائك! سيجعلك ذلك تشكك في نفسك، وفي ما أنت عليه، هل مرجعية موقفك الأخير هي فعلاً منبتك، وانتماؤك الطائفي الذي لا يد لك فيه أصلاً، والذي لم تعترف به ولم تعرفه يوماً؟ هل فعلاً أنت تنتقد السياسة التركية في سورية وموقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي بات تقديسه بديلاً عن تقديس الأسد لدى بعض السوريين، لأنك، في قرارة نفسك، تكره الإسلام، كما يكتب عنك أصدقاؤك؟ هل إعلانك أنك تقف مع الكرد السوريين في الغزو التركي على عفرين السورية هو إعلان لطائفيتك الكارهة أهل السنة، كما يقول أحد من يعرفونك جيداً عنك؟ ولكن مهلاً.. أليس الكرد سنة أيضاً؟ ثم أصدقاؤك أنفسهم يعرفون جيداً موقفك من الغزو الأميركي وكذا الإيراني والروسي، ومن كل من أيّد غازياً غريباً على سورية، سواء أكان الغزاة دولاً أو تنظيمات أو أفراداً. لا فرق لديك في ذلك، هل رفضك الغزوين، الأميركي والروسي، بسبب كرهك المسيحية، ورفضك للغزو الإيراني وتوابعه هو بسبب كرهك الشيعة؟ لماذا لم يتهمك أحد ممن يعرفك بذلك؟ لماذ تتهم فجأة بعدائك الإسلام والثورة، كلما تكلمت عن السياسة التركية في سورية، أو عن الأسلمة والتطييف المريب للثورة الذي أودى بها وبأنصارها إلى الهاوية؟
ستنسى كل الأسئلة السابقة، وتقف اليوم مع الجميلين من أصدقائك الكرد الذين كانوا أول من سقطت قلوبهم هلعاً على شهداء درعا، الذين لم يتوقفوا، منذ اليوم الأول، عن الحلم بسورية الديمقراطية، المدنية الكريمة الحرّة الإنسانية، العادلة مع جميع مكوناتها، الذين عانوا عقوداً طويلة من الظلم والقمع والقهر، الذين ينتمون إلى مكوّنٍ يشبه باقي مكونات سورية الغريبة، القاسية الحنونة النزقة الحارقة الحانية. ستنسى افتراءات بعض أصدقائك عنك، وتعلن بوضوح شديد، بدون أي لبس، وبدون (لو) لم تستخدمها مطلقاً في رفضك كل أنواع الهمجية العسكرية التي استخدمت ضد المدنيين السوريين، بذرائع كاذبة: أنت اليوم عفريني فقط.
↧
↧
غرق 30 مهاجراً غير شرعي في رحلة من اليمن إلى جيبوتي
قالت الأمم المتحدة أمس، إن ما لا يقل عن 30 من اللاجئين والمهاجرين الأفارقة غرقوا قبالة ساحل اليمن هذا الأسبوع في مركب كان متجهاً إلى جيبوتي، يديره مهربون أفادت تقارير بأنهم أطلقوا النار على الركاب.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان، إن الناجين قالوا إن المركب كان مكتظاً بما لا يقل عن 101 إثيوبي و51 صومالياً، مشيرين إلى أنه غادر البريقة في عدن متجهاً إلى جيبوتي يوم الثلاثاء الماضي.
وذكر البيان الذي نقلته «رويترز»: «نعتقد أن القارب يديره مهربون معدومو الضمير كانوا يسعون لنقل لاجئين ومهاجرين إلى جيبوتي، وكانوا يسعون أيضاً لابتزاز المزيد من الأموال من هؤلاء اللاجئين والمهاجرين. وانقلب المركب وسط تقارير عن استخدام طلقات نارية ضد الركاب».
وغالباً ما تقل حالات غرق مهاجرين في الطريق بين اليمن والقرن الأفريقي بشكل كبير عن حوادث الغرق في الطريق بين شمال أفريقيا وأوروبا، لكن جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة قال إن 87 ألف شخص خاطروا بحياتهم للوصول إلى اليمن العام الماضي. وقال المتحدث في إفادة صحافية في جنيف «توجد تجارة مزدهرة. لا شك في ذلك. وتوجد أيضا صناعة تهريب ضخمة داخل اليمن، حيث لا يزال يتجه الناس إلى دول الخليج من أجل العمل. هذا هو سبب وجود الكثير في اليمن».
وشكك ميلمان في مغادرة أعداد كبيرة اليمن بحراً، موضحاً أن معظمهم لا يملك ما يعينه على الرحيل. لكن المراكب الفارغة التي تقطع مسافة 240 كيلومتراً تقريباً عائدة إلى أفريقيا توفر بشكل واضح فرصاً لنقل الناس إلى هناك.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
انقلابيو اليمن يهددون بتصفية المعتقلين من عائلة صالح إذا انخرط ابن أخيه طارق صالح في مواجهة الجماعة عسكريا
أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بأن ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية هددت بتصفية أقارب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح المعتقلين لديها ردا على أي تحرك سياسي أو عسكري مناهض للجماعة يقوده نجل صالح الأكبر أحمد علي أو ابن أخيه طارق صالح.
وكشفت المصادر نفسها أن الميليشيات الحوثية منعت أول من أمس قادة قبليين في حزب «المؤتمر الشعبي» من مغادرة صنعاء على متن الطائرة العمانية التي أقلت المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام إلى مسقط رفقة مواطن أميركي كانت الجماعة اعتقلته قبل أشهر، إلى جانب عشرات الجرحى من عناصر الجماعة.
ويتكهن مراقبون أن الجماعة أبرمت صفقة مع واشنطن بوساطة عمانية لإطلاق المواطن الأميركي داني لافون الذي كان يعمل في اليمن لدى شركة صافر النفطية مقابل السماح بنقل نحو مائتي جريح من عناصرها للعلاج في مستشفيات السلطنة.
وتزامنت مغادرة المتحدث الحوثي صنعاء إلى مسقط مع تحركات بريطانية يقودها وزير الخارجية بدأها من مسقط ضمن جولة خليجية تشمل السعودية، حيث يرجح أنه يحمل مبادرة للسلام في اليمن وأنه أوعز إلى المسؤولين العمانيين مناقشة خطوطها العريضة مع الميليشيات الحوثية.
وقالت المصادر التي فضلت عدم التصريح باسمها لأسباب أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قادة الميليشيا الحوثية أبلغوا قيادات قبلية في حزب «المؤتمر الشعبي» بأن الجماعة لن تسمح بأي دور سياسي مستقبلي لنجل الرئيس السابق أحمد علي عبد الله صالح كما هددت في الوقت نفسه بتصفية أقارب صالح المعتقلين إذا انخرط ابن أخيه طارق صالح في مواجهة الجماعة عسكريا إلى جانب قوات التحالف العربي وقوات الحكومة الشرعية.
ويقيم نجل صالح الأكبر في دولة الإمارات العربية منذ انتهاء عمله سفيرا لليمن لديها، في وقت تقود فيه قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» الذي أسسه والده تحركات مستمرة بين عدة عواصم خليجية وعربية في محاولة للدفع به إلى واجهة العمل السياسي ضمن قيادات الحزب المناهضة للوجود الحوثي.
وتتضمن التحركات جهودا دبلوماسية موازية لدى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لرفع العقوبات الأممية المفروضة على أحمد علي صالح والتي تتضمن المنع من السفر وتجميد الأرصدة حتى يتمكن من ممارسة نشاطه المرتقب في مواجهة الميليشيات الحوثية التي قتلت والده ونكلت بأقاربه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان طارق محمد صالح الذي تولى في السابق حراسة عمه علي عبد الله صالح وقيادة القوات الموالية له نجا من قبضة الحوثيين وظهر بعد نحو شهر من مقتل عمه في محافظة شبوة مؤكدا أنه سيمضي على دربه ملتزما بوصيته التي دعا فيها إلى مواجهة الحوثيين وفتح صفحة جديدة مع دول التحالف العربي لإحلال السلام في اليمن.
ويقول مقربون من طارق إنه بدأ فعليا في تجميع القوات الموالية له من عناصر ما كان يعرف بـ«الحرس الجمهوري» و«القوات الخاصة» في معسكرات أعدت في منطقة خاضعة للحكومة الشرعية وقوات التحالف لاستقبال الجنود والضباط الفارين في مناطق سيطرة الحوثيين تمهيدا للانخراط في المعركة ضد الميليشيات الانقلابية في سياق الثأر لعمه.
وتتخوف الجماعة الموالية لإيران من أي تحرك لنجل صالح الأكبر يؤدي إلى توحيد شتات حزب «المؤتمر الشعبي» الذي تحاول الجماعة في صنعاء أن تجعل من جناحه الموالي للرئيس السابق ذراعا سياسية تابعة لها بما في ذلك نواب البرلمان وبقية القيادات التي بات أغلبها - كما يقول ناشطو الحزب - في حكم المقيمين إجباريا تحت سطوة الميليشيات مما يجعل أي مواقف لهم غير معبرة عن إرادتهم الحقيقية.
وفي سياق المساعي التي يعتقد أنها ترمي إلى إبراز نجل صالح إلى الواجهة السياسية في اليمن جاءت أول من أمس زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لنجل صالح في أبوظبي.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن بوغدانوف قدم خلال الزيارة لأحمد علي صالح «واجب العزاء في وفاة والده الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي اعتبر فقدانه خسارة كبيرة بوصفه شخصية محورية في اليمن والمنطقة وأهم مفاتيح الحل للقضية اليمنية».
وقالت الوكالة إن المسؤول الروسي «شدد على الدور الذي يمكن أن يلعبه حزب المؤتمر الشعبي العام من أجل التوصل إلى حل في اليمن... ونوه في الوقت نفسه إلى دعم روسيا للجانب الإنساني في اليمن لرفع المعاناة عن شعبها».
ولا يزال المتمردون الحوثيون يعتقلون نجلي الرئيس السابق مدين وصلاح، وابن شقيقه محمد محمد صالح، وابن نجل شقيقه، عفاش طارق صالح، ويرفضون الإفراج عنهم منذ اعتقالهم الشهر الماضي عقب المواجهات الدامية التي قتل فيها الرئيس السابق وعدد من أنصاره الحزبيين والعسكريين.
وتحت إلحاح من قيادات قبلية وحزبية وافقت الجماعة أخيرا على تحسين ظروف اعتقالهم حيث أفادت مصادر في حزب «المؤتمر» أن الميليشيات نقلت أقارب صالح الأربعة إضافة إلى أقارب له من الدرجة الثانية إلى معتقل خاص في أحد المنازل ووضعتهم تحت حراسة مشددة.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
الحكومة الجزائرية: اليأس الذي تنشره المعارضة سبب الهجرة السرية / أكثر من 20 ألف لاجئ سوري في الجزائر
اتهمت الحكومة الجزائرية المعارضة في البلاد بـ«نشر خطاب الإحباط واليأس، ما يدفع شباب البلاد إلى الهجرة السرية». وتعرف المدن القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط، هجرة المئات من الأشخاص، وفي بعض الأحيان عائلات بكاملها، في قوارب تقليدية، إلى الضفة الشمالية طوال أيام السنة، خاصة مع بداية الصيف.
وصرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى إلى صحافيين في البرلمان، بأنه «أوعز» للأئمة بالمدن التي تشهد خروج الجزائريين من بلدهم، بطريقة غير نظامية، لتشجيعهم على الاستفادة من قروض يتيحها «صندوق الأوقاف». وتوفر هذه الآلية الحكومية فرصاً لإنشاء مؤسسات صغيرة وورشاً لفائدة العاطلين عن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة.
ويطلق على الهجرة السرية بالعامية الجزائرية «الحرقة» وعلى المهاجرين غير الشرعيين «الحراقة»، وهي ظاهرة تثير قلقاً متزايدا في المجتمع إذ تعكس ظروفاً اجتماعية قاسية، تدفع بالعاطلين عن العمل إلى ركوب المخاطر بحثاً عن فرصة تضمن العيش الكريم. ويصل يومياً عشرات الأشخاص إلى سواحل إيطاليا وإسبانيا، فيما يتم اعتقال الكثير قبل السفر.
وقال عيسى: «لا يمكن أن نوجه أي تهمة للحراق، فهو ضحية لعدة عوامل من جملتها أعمال الإحباط التي يعاني منها المجتمع جراء الأخبار التي تنشر في شبكة التواصل الاجتماعي، والتي تبعث على اليأس. لكن الإحباط ينشره أيضاً محترفو السياسة ممن لا يحسنون البناء وإنما يحسنون الهدم»، في إشارة إلى تصريحات قادة أحزاب معارضة هاجموا فيها الحكومة بحجة أن الفساد في المؤسسات والهيئات الحكومية، أفرز فشلاً في التسيير وأنها عجزت عن إنشاء مشروعات في التنمية من شأنها امتصاص البطالة، التي تصل إلى 29 في المائة، حسب المعارضة، بينما لا تتعدى 9 في المائة، حسب وزير العمل والتشغيل مراد زمالي.
وحمّل عيسى المنتخبين المحليين في المناطق التي ينطلق منها المهاجرون السريون، المسؤولية على أساس أنهم لا يسعون لحل مشاكلهم. وأفاد بأنه على استعداد لـ«تنظيم ألف خطبة جمعة، في كل مساجدنا، لو كان ذلك سيجعل شبابنا يبقون في بلادهم ولا يغامرون بالهجرة السرية». يشار إلى أن وكالة الأنباء الحكومية نشرت أمس، أن امرأة توفت في انقلاب قارب لمهاجرين سريين بمدينة مستغانم الساحلية، غرب البلاد. وأنقذ حراس الشواطئ 4 أشخاص كانوا ضمن المجموعة المهاجرة إلى إسبانيا، فيما تم إحصاء 6 أشخاص في عداد المفقودين.
وجاء في تقرير لـ«الهلال الأحمر الجزائري»، الذي يتبع للحكومة، أن نحو 300 شخص ركبوا قوارب الهجرة السرية عشية رأس السنة الميلادية 2018، باتجاه السواحل الإيطالية. وذكرت «الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان»، في تقرير حديث أنه «من واجب الحكومة الجزائرية النظر في أسباب فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي اعتمدت في الجزائر، والنظر في أسباب إقصاء الشباب من العمل السياسي، وانتشار الفساد واحتكار الثروة في يد فئة لا تتجاوز 10 في المائة من السكان». وعدت ذلك من أسباب «الحرقة».
ويجري تطبيق قانون منذ 10 سنوات، يعاقب المهاجر غير الشرعي بعامين سجناً نافذاً. كما ينص على إنزال نفس العقوبة ضد الأشخاص الذين يسهلون الهجرة السرية، عن طريق توفير قوارب الإبحار للمهاجرين.
وفي المقابل، تشهد الجزائر «هجرة عكسية» تتمثل في وصول الآلاف من الرعايا الأفارقة إليها بحثاً عن فرصة عمل وبعضهم يتخذها أرض عبور، للانتقال إلى أوروبا.
وجاء في تقرير حديث للبرلمان، حول المهاجرين الأفارقة، أن الجزائر «عرفت في السنوات الأخيرة نزوحاً غير عادي لرعايا دول تقع جنوب الصحراء تعيش حروباً أهلية، فمصالح الدرك والشرطة تتحدث عن اعتقال آلاف المهاجرين سنويا أغلبهم من مالي والنيجر».
يشار إلى أنه يوجد في الجزائر أكثر من 20 ألف لاجئ سوري، غادروا بلدهم منذ سنوات على خلفية الأحداث التي تعصف به. ويمارس هؤلاء أنشطة بسيطة، وحاول العشرات منهم مغادرة الجزائر إلى سواحل جنوب أوروبا عبر قوارب الهجرة غير الشرعية، فمنهم من نجح ووصل إلى «بر الأمان» فيما قطع حراس الشواطئ طريق الكثير منهم.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
ليبيا: تزايد الضغوط على حفتر لتسليم الورفلي
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إنه اتفق مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، على وقف تزويد الأحزاب الكردية بالسلاح شمالي سوريا.
وجاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها الطرفان في وقت متأخر أمس، الجمعة 26 كانون الثاني، ونشرت تفاصيلها وكالة “الأناضول” اليوم.
ولم يصدر تعليق رسمي من الجانب الأمريكي حول فحوى المكالمة الهاتفية، حتى الآن.
ووفقًا للأناضول فإن قالن حصل على تأكيد من الولايات المتحدة على عدم تزويدها “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب” (YPG) بالأسلحة، مع أخذ المخاوف الأمنية “المشروعة” لتركيا بالحسبان.
ويشير الموقف الأمريكي الرسمي من العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا على عفرين شمالي سوريا ضد المقاتلين الكرد إلى دعم أمريكي ضمني للعملية، رغم أن واشنطن هي الداعم الرئيسي للوحدات.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل ضرباتها الجوية في سوريا ضد “الوحدات”، مشيرًا في تصريحات نقلتها “رويترز”، الاثنين الماضي، إلى أن واشنطن تتواصل مع أنقرة بشأن كيفية المضي قدمًا.
ويدعم التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تشكل “الوحدات” عمادها.
وقال ماتيس “تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة”، مشيرًا إلى أن أنقرة هي الحليف الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي لديه “تمرد” نشط داخل حدوده.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، لبحث آخر التطورات الميدانية في عفرين شمالي سوريا.
إلا أن المكالمة نتج عنها بيانان متناقضان من قبل الخارجية الأمريكية ونظيرتها التركية، إذ أعلن البيت الأبيض أن ترامب طالب أنقرة بضرورة الحد من عملياتها العسكرية في سوريا، ناقلًا قلقه إزاء “العنف المتصاعد” في المنطقة.
فيما نقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر مسؤول في الخارجية التركية قوله إن فحوى المكالمة الهاتفية بين الجانبين “لم ينقل بدقة”، إذ إن الرئيس الأمريكي “لم يتحدث عن قلق إزاء العنف المتصاعد” بخصوص عملية “غصن الزيتون” في عفرين السورية.
↧
↧
الرئيس الألماني يلتقي جاليات مسلمة ويستمع لمطالبهم
الرئيس الألماني يلتقي جاليات مسلمة ويستمع لمطالبهم
بعد لقائه ممثلي الجاليات الإسلامية في ألمانيا، أكد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير على أهمية مواصلة الحوار.
واستقبل شتاينماير أمس، الخميس 25 كانون الثاني، ممثلين عن كبرى الجمعيات الإسلامية الفاعلة في ألمانيا، وذلك بقصر بالفو في برلين.
وأعرب شتاينماير عن رغبته في جعل مثل هذه اللقاءات دورية، لأهميتها في تعزيز ثقافة الحوار.
وأوضحت وسائل إعلام ألمانية أن الاجتماع ناقش طبيعة العلاقات التي تربط المسلمين بألمانيا.
كما أتاح الفرصة أمام ممثلي الجاليات للتعبير عن مطالبهم، التي تجلت بأهمية رفد الجانب التعليمي في الجامعات من أجل إيصال صورة حقيقية تعبر عن الإسلام، وبالاعتراف الحكومي بالمؤسسات الإسلامية، على غرار التعامل مع الكنائس المسيحية والمراكز اليهودية، وبتوفير إمكانية تدريب للأئمة الألمان.
وكان ضمن الجمعيات المشاركة ممثلون عن المجلس الأعلى للمسلمين، ورابطة المراكز الثقافية الألمانية، والمجلس الإسلامي، والاتحاد التركي الإسلامي.
وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة ظهور حركات يمينية معادية للمسلمين مثل بغيدا (ضد أسلمة العالم الغربي) وجمعية الهوليغانس ضد السلفيين، وقد باءت جهود تلك الحركات بالفشل.
وتقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بحوالي 5% من عدد السكان الكلي.
ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما باقي النسبة فيسكنون المناطق الشرقية من البلاد.
↧
المعارضة تقاطع “سوتشي” رسميًا مع اختتام اجتماعات فيينا
قاطعت “هيئة التفاوض العليا” السورية مؤتمر سوتشي الذي ستعقده روسيا بعد أيام.
وقال عضو الوفد فراس الخالدي، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، السبت 27 كانون الثاني، إن الاجتماعات تمخضت عن قرار رفض حضور المؤتمر.
وقال الخالدي إن التصويت على سوتشي بالرفض جاء في الجلسة الأخيرة مع دي ميستورا.
وأكد أن الخلاف كان حول وجهات النظر “وليس بيع مواقف أو مزاودة”.
وقالت روسيا إنها أرسلت دعوات لحوالي 1600 شخص سوري لحضور “سوتشي”.
وبدأت اجتماعات فيينا، الخميس الماضي، بعد زيارة رسمية لوفد المعارضة إلى موسكو، قال أعضائه لعنب بلدي حينها إن وجهات النظر فيه كانت متباعدة.
وحصلت المعارضة من روسيا “التي تفهمت الموقف”، بحسب بيان المعارضة، على ضمانات بالضغط للإلزام ببيان “جنيف 1” وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
وحددت روسيا المؤتمر على مدار يومي 29 و30 كانون الثاني الجاري، على أن يحضره وزير الخارجية سيرغي لافروف دون مشاركة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفق ما جاء على لسان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيشكوف، فإن المؤتمر الذي تستضيفه روسيا الأسبوع المقبل “سيكون مهمًا لكنه لن يسفر عن حل سياسي حاسم للأزمة السورية”.
ورفض النظام السوري في ختام الاجتماعات التي رعتها الأمم المتحدة، ورقة قدمتها كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية والأردن، حول مسار العملية السياسية.
وتضمنت الورقة التي نشرتها وسائل الإعلام، دعوة لرسم مسار جديد لمفوضات جنيف، من خلال استمرار المحادثات والابتعاد عن الجولات الفردية.
كما دعت الأطراف والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، للتركيز على مسألتي الدستور والانتخابات وتحقيق بيئة “آمنة ومحايدة”، والابتعاد عن مسألة الانتقال السياسي حاليًا “لاختبار جدية النظام”، كما جاء في الورقة.
وطالب رئيس “هيئة التفاوض” نصر الحريري، خلال الزيارة إلى موسكو قبل أيام، بضرورة الوقوف على الدور الروسي فيما يحدث في سوريا، والتزامها بما وقعت عليه.
وحول “سوتشي” نوّه حينها إلى أن “ما تسرب عن المؤتمر يتشح بالغموض والالتباس، وهناك عشرات البيانات من الفصائل والمجالس المحلية والأحزاب السورية ومد شعبي جارف يرفض الخطوة الروسية”.
↧
اتفاق بريف حمص: الكهرباء مقابل صيانة “خط توتر”
توصل النظام السوري واللجنة المسؤولة عن شمالي حمص إلى اتفاق متبادل يقضي بعودة الكهرباء إلى مدن وبلدات المنطقة، مقابل السماح بصيانة خط جندر- حماة.
وفي بيان وقع عليه المدير العام لشركة كهرباء محافظة حمص مصلح الحسن، ودعا فيه إلى إعادة التغذية الكهربائية إلى كل من مناطق الرستن، تلبيسة، تير معلة، الغنطو، الدار الكبيرة، مقابل إصلاح خط التوتر جندر- حماة “400 ك.ف”.
الاتفاق نص على إعادة الكهرباء لمناطق الريف الشمالي مقابل السماح بصيانة خط التوتر.
وأضاف أن مناطق شمالي حمص تحتاج لإعادة تمديد شبكات الكهرباء التي تضررت بشكل كبير في السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الخط الكهربائي مقطوع منذ المواجهات العسكرية الأولى في 2013.
ويغذي خط جندر- حماة معظم المحافظات السورية، وهو خط “توتر عال” يمتد من الجنوب مرورًا بالطرف الشرقي من ريف حمص الشمالي، وصولًا إلى الشمال باتجاه تركيا.
ودخلت ورشات للنظام السوري إلى مدن ريف حمص الشمالي، في أواخر 2017 الماضي، كخطوة للوقوف على الأضرار التي تعرضت لها شبكات الكهرباء وخط التوتر العالي.
وكانت فصائل المعارضة قطعت كابلات التوتر العالي “400” (خط الرباعي الخماسي)، وفجرت بعض الأبراج في مزارع الرستن وتلبيسة الشرقية خلال المواجهات العسكرية التي شهدتها المنطقة في وقت سابق.
وأيدت مجالس ريف حمص الشمالي الاتفاق الموقع بين اللجنة والنظام السوري، وأعلنت في بيان لها بدء تنفيذ الاتفاق منذ ساعة توقيعه على أن تنشر خطوات التنفيذ بكل خطوة.
وكانت هيئة التفاوض في ريف حمص الشمالي اجتمعت، في 16 كانون الثاني الجاري، مع الجانب الروسي لتمديد اتفاق “تخفيف التوتر” الذي انضمت له المنطقة، منذ آب 2017 الماضي.
وفي بيان نشرته “الهيئة” حينها عقدت اللجنة المسؤولة عن شمالي حمص جلسة مفاوضات مع الجانب الروسي، وتم التأكيد من الطرفين على استمرار العمل في اتفاق “تخفيف التوتر”، كما اعتبر التمديد الجانب الروسي “ضامنًا” وليس وسيطًا.
واتفقت “هيئة التفاوض” مع الجانب الروسي، في 4 تشرين الأول الماضي، على وقف إطلاق النار فورًا في المنطقة، وفتح المعابر الإنسانية المقررة والموافق عليها من الطرفين، إضافة إلى تسليم الوفد الروسي ملف المعتقلين، بعد اتفاق شهد خروقات منذ آب الماضي.
إلا أن البنود التي تم الاتفاق عليها لم تنفذ على الأرض، واستمرت خروقات قوات الأسد بين الفترة والأخرى، إضافةً إلى عدم التطرق إلى ملف المعتقلين بشكل نهائي.
↧